لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل الثامن

كانت نائمة علي فراشها الصغير تحادث صديقتها المقربة سارة …بعد عودتها من بيت خالتها ..

ساره هاتفيا :-
-يعني هتشتغلي بجد

رقيه وهي تتنهد بوجع:-
اومال يعني اعمل ايه ..اسيب ابويا يتسجن???

ساره بنبرة شفقة :-
ياحبيبتي بس ده هيبقي صعب عليكي هتجيب وقت مننين بس للجامعة وللشغل .ده نص يوم بيروح في الجامعة .

رقيه وهي تنظر إلي الاعلي :-
-ربك مبيسبش حد ..

سارة بأيجاب :-
-ونعمة بالله ..وانا ياستي هكتبلك كل المحاضرات اللي هتفوتك وانتي في الشغل .. في الكشكول اللي انا عامله ليكي ثم اكملت حديثها بمزاح :
-واهو ياستي ابقاا كسرت عينك بقاا ..بدل ما انتي عالطوول كسفاني بجدعنتك كده..

رقيه بإبتسامه:-
_ربنا يخليكي ياصرصور ..وافضل اكسفك بجدعنتي عالطوول كده ..

ساره بغضب :-
تصدقي اني انا غلطانة ياابت انتي .. وبعدين متقوليش صرصور دي تااني ..

رقيه بنعاس:-
-طب ياصرصور هنام انا بقاا عشان الشغل وكده …سلااااااام..

ساره مقاطعه:-
-استني والله ل.. ..ثم نظرت إلي الهاتف بغيظ :-

قفلت الجبانه ..طب والله لوريكي يارقيه …

نشرت الشمس اشعتها في جميع الارض ,لتعلن عن بداية يووم جديد ملئ بالاحداث التي سوف تغير حياة البعضربما إلي الأحسن وربما إلي الاسوأ..

وقفت تنظر بإنبهار إلي البناء االضخم
الذي أمامها . التي يتكووون من عدة طوابق فووق بعض من الزجاع الامع الذي يعكس ضوء الشمس , كما يقف مجموعة من الجارد مفتولي العضلات ضخام البنيه اذا وقف احد امامهم سوف يسقط قتيل في الحال ,والعاملين بهذا المكان وهم يدلفون إلي الداخل مرتدين من اجمل الماركات العالمية المشهورة ,نظرت إلي ملابسها البسيطة التي تتكون من تنوره سوداء وفوقها قميص من اللون النبيتي .وطرحة تجمع اللون الاسود بالنبيتي معا,تنهدت بحزن قائلة :ده انا لو دخلت جوه كده هيقولوا عليا جايه اشحت ..

ثم نظرت إلي الاسم المدون اعلي البناء بحروف متداخله بشكل رائع وقرأتها بصوووت عالي “مجموعات شركات الراوي ”
عقدت حاجبيها بإندهاش وهي تفكر ان هذا الاسم ليس غريب عنها ..قطع أفكارها وصول زوج خالتها .
رضا بهدوء :-
-اتأخرتي عليكي يارقيه..

هزت رأسها عدة مرات بالنفي وهي تجيبه :-
-لا ياعمي مفيش حاجه ..

رضا وهو يمسك ذراعها:-
طب يله ندخل من باب الشركة الخلفي المخصص للعمال اللي زينا ..

اتجهت معه دون ان تنطق بحرف واحد إلي عملها الجديد ….

في ذالك الحين وصلت سيارة “جاسم “إلي مقر الشركة ,وترجل منها السائق بسرعه لكي يفتح باب السياره لرب عمله.الذي يجلس في المقعد الامامي بجانبه ,لانه دائما يرفض الجلوس في المقعد الخلفي .فجاسم من الشخصيات المتواضعة إلي حد كبير ..
فؤجي السائق بباب السيارة يفتح .ويترجل منها “جاسم ” جاسم وهو يقول بنبره عتاب :-
-قولتلك 100مره ياعم حسن متنزلش من العربية تفتحلي الباب .انا قد عيالك ”
حسن بإحراج :-
-ماهو مينفعش يابيه .العين متعلاش عن الحاجب .مش كفايه حضرتك بتقعد جمبي وانا بسوقلك ..

جاسم يلؤمه علي حديثه :-
-مفيش الكلام ده ببن الاب وابنه وانا اسمي جااسم بس ولا بيه ولا حاجه ..ده انت اللي مربيني علي ايدك ..وبعدين هو الكرسي اللي وراه بيوصل اسرع ..كل دي شكليات ملهاش لازمة ياعم حسن ..

ثم تابع بجدية :-
ابقي اديهم مفاتيح العربية يطلعوها .وروح انت لولادك ..

ابتسم له حسن بإمتنان قائلا :
ربنا يخليك ويكرمك يابني ..

ربت جاسم علي كتفه ودلف إلي الداخل

كان يمشي في ممر الشركة بوقار شديد وهو يسمع همسات الفتيات عن وسامته التي تخطف الاعين ..اما هو فلا يبالي لهذه التفاهات تماماً ..فهو يكره بشده الفتيات التي تحب الرجل لوسامته وماله .وليس بأخلاقه وصفاته ..
وصل مكتبه ونظر إلي بسمة التي وقفت عند دخوله إلي المكتب .اشار لها بالجلوس وهو يتحدث بجدية :
اطلبي معتز ..وخليه يجيلي حالا ..

بسمة بلهجة رسمية :-

اومرك يا افندم

كانت تتجول في الغرفة التي سوف تعمل بها ببطء شديد وهي تلاحظ وجود جميع احتياجات المطبخ ..من اجهزة .ومشروبات .والكؤوس الكثيره….والخ
جميع الادوات التي يوضع بها المشروبات البارده والساخنة ..فهذه الغرفه لا تكوون إلا الغرفة الخاصه ببوفيه الشركه ..حدثت نفسها محاولة للاقتناع :-
-مش مشكله عاملة بوفيه يارقيه..اومال كنتي فكره هيخلوكي ايه .. وابتسمت بسخرية

رضا بحذر:-
انا قولتللك اني الشغل ممكن مايناسبكيش .بس انا ق..

رقيه مقاطعا :-
اهو احسن من مفيش ياعم رضا..

هز رضا رأسه بإيجاب وهو يقول :-
انا هفضل معاكي هنا عشان اعرفك شغلك النهارده ..

هزت راسها بأيجاب وهي تقول :-
-انا مش عارفه اقولك ايه بجد ياعم رض..

رضا مقاطعا :
-اوعي تقولي كده انتي زي بسمة بنتي

ابتسمت له بود ..بينما اخذ راضي يشرح لها طريقة العمل بعد ما اعطاها الزي الرسمي الخاص بالشركة لكي ترتديها ..وانها لابد ان تسمع جيدا للاسلكي المعلق علي الحائط ..لعمل الطلبات التي تملاء عليها ..وان مدير الشركة لابد ان تكون القهوة علي مكتبه في تمام الساعة العاشره ..كانت تسمع له رقيه بتركيز تام ..

-في بيت حماة رباب

كانت تجلس علي الاريكه القديمه وهي تقطع الخضروات قطع صغيرة لتصبح جاهزة للتطهو .جلس بجوارها زوجها قائل:-
-لسه مصممه برضه ..علي اللي في دماغك ..

قالت بجمود دون ان تنظر له :-
ايوة ..البت رقيه دي هي المناسبه عشان اجوزها ابني ..

عاطف بنبره هادئه :-
-وتفتكري ابنك هيوافق ولا حتي هي .

تركت مافي يدها وقالت بصوت شبه مرتفع وهي تنظر إليه بسخط:-
-نعم وهو في حد معبرها اصلا .عشان ترفض ولاحتي حد هيبوص في خلقتها ..دي تشكر ربنا اني احنا هنسترها زي البنات ..قال رضينا بالهم والهم مش راضي بينا ..

عاطف بدفاع:-
ماهو إبنك برضه تعبان وعن..

قطعته بصوود حااد وغاضب :
-اياك تقول علي ابني عيان ها انا ابني احسن الناس وهيتجوز وهيخلف وهيعيش وهيبقي زي الفل ثم اكملت بصوت مرتبك مهزوز :
_ابني هيبقي زي الفل ..اه هيبقي كويس وهفرح بيه ..

ابتسمت بتفأول وهي تمسك بالسكين وتكمل ماكانت تفعله …

بحث “بيبرس ” بعينه في جميع انحاء الجامعة حتي يراها او يلمح خيالها ولكن لافائده فهي ليست موجوده بالجامعة بأكملها ..واخذ ينظر إلي ساعة يده باهيظة الثمن كل حين بتوتر وإرتباك ..مر كثير من الوقت ولم تأتي زفر بضيق قائلا :
_اتأخرتي كده ليه بس ..النهارده ..
ثم خطر بباله فجأه شخص.. بيبرسوهو يتذكر :-
_ازاي نسيتها بس اكيد هي عارفه مكانها ..

تحرك بخطوات اشبه للركض قاصد إتجاهه ..

-في اشهر كافيهات مصر
إيهاب بضيق:-
-بقا دي اخرتها نقعد في كافيهات

حازم بضحك :-
ما احنا الصبح يابني ومفيش اي مكان من اللي بنسهر فيه بيفتح دلوقتي ..

ايهاب وهو يشعل سجاره:-
ياعم انا قصدي عالجامعة مش كان زمانه بنظبط في المزز دلوقتي ..ولا بنتسلي عالبت إياها دي.

حازم بغل :-
-متفكرنيش بالبت دي ده انا بفكر في خطه ليها ليل ونهار …

إيهاب بعدم اهتمام :-
سيبك منها مش وقتها دلوقتي ..
ثم اكمل حديثه قائلا:
-الواد ياسر يازوما شااف حتة رقاصه ..ايه تحل من علي حبل المشنقه ..لهطة قشطة كده .

حازم وهو يبتسم :-
-عشان كده مختفي ومجاش ..

إيهاب بغمزه:-
-لا ماهو راح يظبطلنا مكان في الكباريه اللي بترقص فيه ..عشان سهرة النهارده .
حازم بحماس :-

-وماله اهو نغير الصنف بقا ..

دقت الساعة معلنا عن العاشره صباحا .وانتهت إيضا رقيه من إعداد القهوة الخاصة به..ولكن وقفت تحاول تسيطر علي حالة الارتباك التي سيطرت عليها ..لم تتخيل انها سوف تمشي امام ناس غرباء عنها .وبالتأكيد سوف يسخرون من وجهه .وكيف سوف يكون صاحب العمل عندما يرأها .كانت تتخيل انه سوف يقوم بطردها من العمل..تنهدت بحزن وامسكت بفنجان القهوة بأيدي مرتعشه ..ثم دعت ربها قائله بتوسل :-
-خليك معاياا يارب …واسترها ..

ثم دلفت خارج الغرفة متجهها إلي مكتبه…

error: