لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل الثالث عشر

شعرت ان جميع حواسها توقفت الان ..وان الدنيا من حولهاا صامتة تماماا ..ماهذا !!هل صحيح تقدم شخص لخطبتي انااا !! هل يريدني زوجة له ..هل يريد ان اصبح انااا “المشوهه”زوجته بالتأكيد هذا مجنوون ..وفي هذه اللحظة كان قلبهااا يدق بشده فرحا لهذا الخبر وحاولت ألا تظهر هذا امام والديهااا.. ولكن كشفتهاا الابتسامة التي ظهرت علي ثغره ..

راضي بصيااح :-
-ايه الهبل اللي انتي بتقوليه ده ياافاطمة ..مين ده اللي عاوز يتجوز رقية انتي واعيه انتي بتقولي ايه ..

نظرت له بتهكم وسخرية واتجهت لتجلس علي الاريكة القديمة وهي تقول بسخط :-
-امال يا اخوياا بنتك مين يتجوزهاا ثم لوت فمها بإمتعاض :-
-ولا تكونش فاكره نفسهاا السفيره العزيره دي فرصة عمرهاا بدل ماهي قاعده في ارابيزي كده ..

ابتلعت رقية تلك الإهانة من والدتهاا ونظرت لها بعيون دامعه قائله بهدوء:-
-انا موافقة ياماما ..

ثم دخلت مسرعه إلي غرفتها ..

بينما أبتسمت “فاطمة”بإنتصار وهي تتابع أبنتها وهي تدلف إلي الداخل ..
اخذ راضي يرمقها بنظرات غضب ..ولكن أشاحت ووجهها إلى الناحية الاخري ….

-في أحدي الملاهي الليلية

حيث يتتشر فيها الخمر والراقصاات والعاهرات والغائبين عن الدنيااا وايضآ عن الاخرة ,كانت تتمايل “صااافي” علي احدي الاغاني الصاخبة .علي خشبة المسرح ,بجسدهاا العاري الذي لايستره إلا قطعة علوية تبرز مفاتنها بوضوح ..وقعطة من الاسفل ذات فتحه من الجانبين تبرز ساقيها البيضاء ..
اخذت تتمايل بطريقة أنثوية ..وتنحني لكي تبرز مفاتنها اكتر للرجال الذي ينظرون لهاا برغبة شديدة ,كانت تتعمد ذالك لتثيرهم اكثر ..فيزيد المال الذي يلقي عليها اكثر واكثر …

كان حازم ينظر إليها بعيون شهوانية اخذمحدق بهاا وهو يحتسي كأس النبيذ ..
لاحظ “ياسر “حالة صديقه وهو لايبعد عينه عن “صافي “فأبتسم بخبث لنجاح خطته الماكرة مع “صافي”.فعندما كلفت “صافي “احد بمعرفة معلومات عن وسيم عائلة الراوي “جاسم “فأخبرها انه لديه أخ عاشق للسهر والنساء ,فقررت ان “اخاه “هو السبيل الوحيد للوصول إليه والايقاع به..فستعأنت ب”ياسر”احد أصدقاء حازم المقربين لكي يساعدها ,بمقابل أن تقضي معه ليله في فراشه ..فوافق علي الفور ,واصطحب “حازم وإيهاب “لتنفيذ خطته …

ياسر بخبث :-
_ايه يازوما عجبتك ولا ايه ..

حازم دون أن يرفع عينه عنهاا:-
-عجبتني وبس ..دي جننتني ,دي تحل من علي حبل المشنقه ..

ياسر بمكر :-
عشان تبقي تسمع كلامي بعد كده .

إيهاب بسكر :-
-فعلا ..اول مره يبقي زوقك حلو في الستات يا واد ياياسر ..

أبتسم له دون أن ينطق وغمز بعينه ل”صافي “التي انتهت الان من الرقص .أبتسمت له أبتسامة ذات مغزي .وهي تري حازم يكاد أن يأكلها بعينه ..

جالسة علي فراشها وهي تضع يدها علي قلبها لتحاول منعه من استمرار دقاته التي تعلن عن فرحه عامرة لها . كم من المرات انتظرت هذا اليوم !!كم مره حضرت زفاف وتمنت أن تكون هي العروس !!كم مره حلمت بشريك حياه لها !! كم مره فرح قلبها واخذ يدق مثل الطبول …

حدثت نفسهاا قائله بإبتسامة جنان:-
-خلاص يارقية بقاا هتجنني .العريس يقول عليكي ايه بس مجنونه ..

رفعت يدهاا قائله بدعاء:-
-والنبي ياارب كملي فرحتي علي خير ..ده انا مستنيه الفرحه دي من زمان اووي ..

خطر ببالها صديقتهاا “سارة ” فمدت يدها وإلتقطت هاتفها وكتبت رسالة نصية إلي صديقتها “انتم السابقون ..ونحن اللحقون “وضغطت علي زر الرسال .ووضعت الهاتف جانبها قائله :-
-عشاان تعرف صرصور بس اني انا كمان بيجيلي عرساان زيها وزي كل البنات ..

قامت من علي فراشها واتجهت إلي خزانة ملابسها الصغيره التي تكون عبارة عن صندوق صغير الحجم به عدد قليل من الملابس المنزلية والخارجية المحتشمة اخذت تقلب في ملابسها بحثا علي شئ ترتديه غداً .واثناء بحثها وقع عينها علي الملابس الخاصة بشركة “الرواي”فعندما اشتبكت مع حازم خرجت من الشركة دون ان تبدل ملابسها وتركت ملابسها الاخري هناك..ضربت جبهتها بخفة وهي تقول :_
-يااربي …ازاي بس نسيت الهدوم دي ..يقولوا عليا ايه بس دلوقتي حرامية يعني ..

مسكت بيدها الملابس واخذت تشم رأئحتها واتسعت عينها بدهشة وهي تشم عطره الذي مازال رائحته علي الملابس ..قربت الملابس أكثر من أنفها وغمضت عينها مستمتعة بعطره القوي الجذاب..فتحت عينها تدريجيا وكأنها كانت في غيبوبه مؤقته من تأثير عطره ..نظرت إلي حالتها فأنكمشت ملامحهاا وهي تقول :-
-ايه الهبل اللي انا بعمله النهارده ده ..عيب كده يارقية اعقلي ..

وضعت الملابس بموضعهاا ,وعزمت أن تذهب في صباح الغد إلي الشركة ,لكي تسلمهم ملابسهم ..وتأتي بملابسها..
اغلقت خزانتها وقالت بتوتر :-
-ربنااا يستر بقاا..

كان جالس في مكتبه في القصر وأمامه لوحة وبعض الاقلام الخشبية الخاصة بالرسم ..
كان يرسم لاشئ يضع نقاط وخطوط ويرسم عيون ذات عدسة عسلية .وشعر اسود ناعم كالحرير ظل يرسم وهو يضحك علي نفسه ..ظن انه قد نسي الرسم فمنذ عمره الخامس عشر,لم يرسم ولم يضع خط واحد علي اي ورقة ..بعد مرور نصف ساعة كاملة نظر إلي اللوحة وهو مازال يضحك .تأمل اللوحة وعقد حاجبه بإستغراب ..فالرسمة كانت جميلة للغاية وتحتوي علي منظر غريب .عجز جاسم عن فهمه. نهض من مكانه وهو مازال ممسك باللوحة ناظر إليها بتأمل ..ازاح الاريكه من مكانها ووضع اللوحة خلفها ..وعدل من وضع الاريكة
وجلس مرة ثانية خلف مكتبه …

-في صباح اليوم الموعود

استيقظت رقية من الصباح الباكر ,لتجهز أشيائها التي سوف تحتاج إليها في منزل شقيقتهاا ..كما انها هاتفت ساره وأخبرتها أنها لم تأتي إلي الجامعة اليوم والسبب هو “حاولي تفهمي رسالتي بتاعة امبارح ..لحد ما اجيلك بكره “قالت لها هذه الجملة وأغلقت الهاتف علي عجاله ..لكي تشعل فضولهاا ..
أخذث الشنطة التي توجد بها الملابس الخاصة بشركة الراوي..وازاحت الستار لتظهر غرفتهم الخارجية ..وخرجت من الغرفة وهي تمشي علي أطراف لها حتي لاتتسبب في إيقاظ والدتها ..وكادت ان تفتح الباب ولكن سمعت صوت والدتها العالي يأتي من المطبخ قائلة :-
-رايحة فين عالصبح كده ياختي ..
انا مش قولتلك اننا رايحين عند اختك النهارده ..

أبتلعت رقيه ريقها قائله :-
-ماهو انا هاروح مشوار واجي بسرعة ..

خرجت “فاطمة “من المطبخ وهي تجفف يدهاا في عبائتها :_
لااا ابقي روحي مشاويرك دي بعدين ..روحي غيري هدومك دي وتعالي ساعديني في الاكل اللي هناخده عند أختك …

رقية بسرعة :-
-والله ياماما ماهتأخر دي نص ساعة بالكتير والله ..

فاطمة بغضب :-
-سمعتي انا قولت ايه .اخلصي يله بدل وربنا ما ادخل اجيب خرطوم الحمام واهري جتتك بيه ..

دبت رقية قدمها في الارض بحزن وغضب .واتجهت إلي غرفتها وهي تتحدث بغضب مع نفسهاا ..

-في شقة شقيقة رقية

كانت رباب تنظف الارضية بالماء وهي رافعه عبائتها المنزلية إلي فوق ركبتها بقليل ..ورابطه إيشارب صغير علي شعرهاا ..
خرج من غرفتهما زوجها وهو يتثاؤب .ثم نظر لها بأعين ناعسه وهو يقول بضيق :-
-ايه القرف اللي عالصبح ده ..

نظرت إليه قائلة :-
-الناس بتصحي تقول صباح الخير علي ما اعتقد …

محمد بسخرية :_
والخير هيجي منين إن شاء الله طول ماخلقتك العكره دي في وشي …

رباب بحزن:-
_ربنا يسامحك ..ده بدل ماتشكرني اني صاحية من وش الفجر انضف البيت عشان أهلك جايين النهارده وانا لسه جرح الولادة ملمش حتي ..

محمد بتهكم :-
واهلي دول جاايين عشاني ..مش عشان اختك وش البومة دي ..ياعيني عليك ياسامر هتتصبح كل يوم بالوش اللي يسد النفس ده …

لم تستحمل “رباب “سماع إهانة شقيقتها ولم تتحدث فألقت مافي يدها بغضب :-
_انتي ازاي تقول علي أختي كده..لعلمك بقا اختي دي هتبقي احسن الناس بشهادتها وتعليمها ..ولو مش عاوزين يا اخويا بلاش منها الجوازه الهم دي ..ده كتر خير اختي انها هتستحمل عيله تقر—

لم تكمل رباب حديثها فأسكتها محمد بصفعة علي وجهها جعلت الدماء تنزف من فمها..واخذ يسبها بأقذر إلالفاظ وهي يصيح :-
_انتي بتشتمي عيلتي اناا انا هوريكي يابنت ال**** ثم جذبها من شعرها وهو يسدد لها الضربات مجددا ..
لم يستمع إليها وهي تتوسل إليه …ولا إلي صوت الطفلان الذي يبكيان من الفزع ….

حل المساء يحمل الكثير من السعادة
فقد تم قراءة فاتحة “سارة”علي الدكتور رامز .وكانت في غاية السعادة ولكن سعادتها غير مكتملة لان صديقتها المقربة ليست معها في يوم سعيد مثل هذا ..حاولت الاتصال بها عدة مرات ولكن كان الجواب واحد “الهاتف الذي طالبته ربما يكون مغلق او غير متاح”شعرت سارة بالفضول خاصة بعد رسالة أمس الذي لم تفهم معناها حتي الان..وقامت هي الاخري بإغلاق هاتفها

وقفت “رباب “امام المراة تضع المساحيق بكثرة علي وجهها .لتداري علامات الضرب الظاهرة ..كانت رقية تجلس خلفها تنظر لها في إنعكاس صورتها بحزن فعرفت رقية علي الفور من تلك العلامات .أن زوجهاا قام بضربها كعادته .تنهدت بألم ثم قالت بهدوء:-
-ضربك صح..

نظرت لها رباب بوجه حزين :-
-عادي خلاص ..اتعودت علي كده منه…

نظرت لها رقية بصمت .وخفق قلبها فجأه ..فشعرت بالخوف بأن يكون شقيقه مثله يقوم بضربها في يوم من الاياام ..شعرت رباب بها ووقفت من مكانها وهي تقول بإبتسامة:_
-متخافيش كده ..سامر مش زيه خالص ده إنسان كويس جدا ..متعلم ومتدين وعارف ربنا اوووي ..ربنا يشفيه بقاا ..

نظرت لها بتعجب قائلة:-
-يشفيه من ايه ..هو عياان ??

كانت “رباب “سوف تجاوبها .ولكن استمعت إلي صوت والدتها مت الخارج ..فذهبت إليها تاركه رقية في حيرتهاا ..

-في شقة في المعادي
تدل علي ثراء سكانها .ومكانتهم المرموقة..
ألقي “بيبرس”هاتفه علي الطاولة بإهمال بعدما قام بالاتصال “برقية” ولكن هاتفها مغلق “وساره “نفس الشئ …حك مؤخرة رأسه بتفكير :_
-في ايه تليفوناتهم مقفولة ليه دول ..
ثم أخرج من حافظة نقوده صورة تذكارية صغيرة الحجم واخذ يتطلع إليها وهو يتحسس الصورة بأنامله اخذ يسير بأنامله علي وجه صاحبة الصورة ثم قال بتنهيدة :_
-اهااا ياتري هو عاوز منك ايه يارقية ??..

وقفت تنظر لنفسها أمام المرأه بعد إرتدائها عباية سوداء ذات نقووش ذهبية وفوقهاا طرحة من اللون الذهبي .فأعطتها مظهر جذاب ..بدأت في فرك يدها بتوتر بالغ .وهي تسمع اصواتهم من الخارج .ابتلعت ريقها بصعوبة ,حتي دخلت عليها شقيقتها وهي تنظر لها بإعجاب :-
-ايه الحلاوة والجمال ده ياروكاا بس ..انا خايفه احسن احسدك ..

ابتسمت لها إبتسامة باهتة :-
-جمال ايه بس انتي بتكدبي عليا ولا علي نفسك ..

رباب معاتبا :-
عارفه اوحش حاجه فيكي انك مش عارفة قيمة نفسك ,ودايما بتقللي منها..

نظرت ارضاً وكانت دموعها علي وشك النزول .فأسرعت “رباب ” لتأخذها في أحضانها وتربت علي ظهرهااا

رباب بحزن :-
-ليه كده يارقية ..ليه مُصره تكسري فرحتك ..

رقية بدموع :-
-فرحتي انكسرت من زمان ..من زمان اووي يارباب فرحتي مكسوره بقالها 15سنة .. كملت ال 5 سنين وساعتها انكسرت فرحتي
ثم نظرت لهاا بألم قائله :-
انا فرحتي مش مكسورة انا فرحتي محروقة ..محروقة زي وشي بالظبط..

انهارت رباب أمام دموع أختها وأخذت تشهق بشدة وهي تضم شقيقتها إلي صدرهاا ..
-في الخارج
اخذوا يتبادلون الاحاديث الخاصة بأحوالهم . وراضي أعجب كثير بأخلاق “سامر ” وتأكد انه عكس أخيه ,الذي طوال الجلسه يرمقه بحنق …

عفاف بإبتسامة :-
-اومال عروستنا مجاتش لحد دلوقتي ليه ??

كانت فاطمة سوف تتحدث ولكن قاطعها خروج رقية بصحبة شقيقتها .كانت تمشي ببطء شديد ناظره إلي الارض وكانت تتمني في هذه اللحظة أن تنشق الارض وتبتلعها …
جلست رباب وجلست رقية بجانبها كانت رقية تحتمي برباب ..لتقلل من خوفهاا ,رفعت رأسها تدريجيا ورأت الشخص الجالس بجانب زوج شقيقتها ..يبتسم لهاا فأتقنت انه العريس “سامر ”
أبتسمت له وأخفضت رأسها ارضا مره أخري …
بعد أحاديث طويلة .تم الأتفاق علي كل شئ ..ورفعوا ايديهم جميعا لقراءة الفاتحة ..
كان سامر يقرأ بصوت خائف مهزوز ,مثل رقية التي شعرت أن قلبها خرج من بين ضلوعها ولكن تختلف رقية فأنها سعيدة وبشدة ..لأنها أول مرة تشعر بهذا الاحساس الذي طالما سمعت عنه من أصدقائها ,والأن هي في نفس الموقف والشعور ..
انتهوا من قراءة الفاتحة ..واطلقت عفاف وفاطمة الزغاريد العالية
وأستأذن والد سامر من راضي أن يجلس سامر مع رقية علي أنفراد .وبالفعل جلسوا سوياا ,وكانت رقية سوف تموت من الخجل …

-في شرفة المنزل

وقف الاثنان في مقابل بعضهم ,كان ينظر سامر إليها وهو يبتسم علي حيائها ..ووجنتيها التي اصبحت حمراء بشدة كثمرة الطماطم ,مر عدة دقائق وهي علي هذه الوضعية لاتتحدث مطلقاً
ومازلت رأسها لأسفل ..
سامر مداعباً :-
-لو البلاط عجبك اناا ممكن أخلي ..محمد يخلعه ويدهولك في كيس وانتي ماشيه ..

أبتسمت أبتسامة خفيفة دون ان ترفع رأسها ..بينما هو نظر إلي الشارع يتابع المارين ..ثم قال بهدوء :-
-اناااا عندي سرطاان ..

error: