لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

الفصل الأول

كانت تسير في طريقها إلى جامعتها وهي تحاول قدر الإمكان أن تخفي وجه من أعين الناس الذين ينظرون لها دائما نظرات سخرية ,شفقة ,أشميئزاز كانت دموعها محجوزة في عينها حتي وصلت أمام جامعتها ,مدت يدها في حقيبة يدها لتخرج البطاقة الجامعية خاصتها ,أمسكت البطاقة بكلتا يديها واخذت تنظر إليها بتأمل شديد نزلت دموعها كالشلال وهي تري صورتها المشوهة بداخل البطاقة ,مسحت دموعها سريعا واتجهت إلي مكان الأمن لتعطيهم بطاقتها الجامعية ,عندما مدت يدها بالبطاقة للحارس تعمدت هي عدم النظر إليه حتي لاتري الخوف علي وجهه ,لانها اعتادت ان تري هذا كل يوم ..

حارس الأمن بضجر وهو يري بطاقتها:-
-أتفضلي يا أنسة ..

وضعت رقية بطاقتها في حقيبتها ,وعندما سارت بعيدا عنه بضعة خطوات .استمعت إلي صوت الحارس وهو يقول بتافف :-
-استغفر الله العظيم يارب هو انا كل يوم اتصبح بالوش ده ..

ظهر علي وجهها علامات الحزن ,واخذت تسأل نفسها لماذا الجميع يسخط عليها دائما ..ليست هي من شوهت وجهها ..لماذا يتعاملون معها بجفاء واضح ..سارت تمشي وهي تفكر وشارده في أمرها افاقت من شرودها علي صوت صديقتها :-
-رقية يارقية ..

إلتفتت إليها رقية قائلة بإبتسامة مزيفة:-
-صباح الخير ياسارة ..

سارة بجدية :-
-دميمة يوماً بقلم شيماء (كاملة) ياستي ..ايه واخده في وشك كده ورايحه علي فين بقالي ساعة بنادي عليكي سرحانه في ايه ..

ثم عمزت لها :-
-بتحبي ولا ايه ..

شردت رقية في كلمة سارة “أحب “هل لها حق أن تحب مثل جميع الفتيات?? .هل تجد من يحبها رغم وجهها المشوه ??

سارة وهي تعقد حاجبها :-
-أنتي مش طبيعية النهارده خالص ..كل شوية عمالة تسرحي كدة ..

رقية بتلعثم وهي تمسك دفترها :-
-ولابسرح ولاحاجة ياستي تلاقيني بس منمتش كويس ..

سارة بعدم أقتناع :-
-طب يله عشان نلحق المحاضرة ..

هزت رقية رأسها يإيجاب ,ثم تابعو سيرهما إلي المدرج ..كانت رقية تسير وهي تنظر إلي الارض لاتريد أنت تسمع في أول الصباح إهانة من أي شخصپ ..

في مكان اخر بالجامعة حيث يوجد مجموعة من الشباب يدل منظرهم علي الثراء الفاحش والفساد أيضاً,شباب فلوس عائلتهم جعلت منهم شباب طائش ,لايعتمد عليه في شئ,شباب للشرب والسهر فقط ..

إيهاب وهو ينظر لساعته :-
-وهو الواد حازم اتاخر كده ليه ..

ياسر وهو يتثاؤب :-
-ياعم تلاقيه نايم بعد سهرة أمبارح دي ..
ثم تابع بتعب :-
-ده أنا مش قادر من أمبارح ..

ايهاب بضحك :-
-ما انت اللي واد خرع بقا البنات تعمل فيك كده والله ما أنت نافع ياشيخ ..

ياسر بحزن مصطنع :-
-أسكت دي البت امبارح مسبتنيش غير وانا خلصان جمبها ,مش قادر ايه البت دي ..

“ما تنشف كده ياواد ياياسر بقيت خرع كده ليه ”

قالها صديقهم حازم بمرح وهو يجلس بجوارهم علي الطاولة ..

ياسر بتهكم :_
-اتريق اتريق ياعم ما انت جاي تتريق علي الصبح ..قول صباح الخير طيب ..

حازم بضحك :-
-لازم اتريق يا ياسر ,اصل الصراحة الايام دي انت بقيت خرع اووي ,والصراحة كده أنا بقيت أشك فيك ..

ادار ياسر وجهه اللناحية الأخري بتهكم ..

إيهاب بمزاح :-
-سيبه بقا ياحازم حرام …

ثم وجه حديثه إلي ياسر :-
-بص يا ياسر انا هقولك تعمل أيه انت شكلك كده بقيت فاشل في العملي ,فخليك في النظري احسن واقضيها فرجه عالنت زي تامر كده ..

ثم اشار بعينها إلي صديقهم الرابع الجالس معهم وهو يمسك هاتفه وينظر فيه بتركيز فهو يشاهد أحد المواقع الأباحية كان يمسك الهاتف وهو يتصبب عرقاً ويبتلع ريقه ,وعينه لم تتحرك من الهاتف وبعد فترة وجيزة وضع الهاتف علي الطاولة وهو يلهث ويقول بتعب :-
-حرام عليكم ده أنا اللي تعبت ,,ايه ده مش ممكن ..

ضحك حازم بقوة وأشار إلي ياسر قائل :-
-اهو خليك كده بالظبط اخرك خلف الشاشات ..

ثم انفجروا في الضحك …

فهذه حياتهم سهرات ونساء وشرب ,وبعضهم يشاهد المواقع الرخيصة التي تفسد الشباب وتنشر الرذيلة والفجور ,ويأخذوا سيئات من مشاهدتهم هذه ,ولا يعلمون أن الله شديد العقاب ,فسوف يعاقبهم علي إرتكابهم الاعمال والأفعال التي حرمها الله ..

-علي الناحية الأخري ..

سارة وهي تضع يدها علي جبهتها فجاة :-
-اووبا ازاي نسيت بس ياربي ..

رقية بعدم فهم :-
-أيه مالك !! نسيتي ايه ?..

سارة وهي تجيبها :-
-دكتور رامز قالي اعدي عليه عايزني في موضوع ..

رقية بتعجب :-
-وده هيكون عاوز ايه ..

سارة وهي ترفع كتفها :-
-معرفش هاروح اشوفه واجيلك علي طوول ..

كانت سوف ترحل ولكن أمسكت رقية بيدها قائلة بضيق :-
-سارة انتي عارفة اني مابحبش اقعد لوحدي …

سارة بنفاذ صبر :-
-يا رقية ماتبقيش عيلة بقا ,مش هتتخطفي يعني وانا خمس دقايق واجيلك سلام بقا ..

رقية مسرعه بالنداء:-
-سارة يا سارة ..

لم تسمع سارة ندائها لانها ذهبت بعيداً ,تنهدت رقية بضيق ,تذكرت الراوية الموجودة في حقيبتها فوضعت يدها وأخرجتها وبحثت عن مكان تجلس فيه يكون بعيداً عن أعين الناس ,,سارت وهي تحاول ان تداوي وجهها بحجابها وهي تقربه من وجهها ..

-في كافتيريا الجامعة ..

اثناء جلستهم المليئة بالضحك والالفاظ السيئة لمح أيهاب رقية وهي تجلس في الحديقة الصغيرة المقابلة للكافتيريا فظهر شبح أبتسامة علي ثغره وهو يغمز لحازم بيده قائل :-
-ماتيجي نلعب شوية ياحازم بدل القاعدة دي ..

حازم بعدم فهم :-
-في ايه يابني وتلعب ايه ??..

شاور إيهاب بعينه علي رقية فنظر الاخير في الأتجاه فأبتسم الأخير وهو يقول بسعادة:-
-طبعاً نلعب يله ,,ده انا حتي تعبت من القعدة علي الدكة ..

نظر ياياسر إلي الأتجاه الذي ينظرون فيها فقال :-
-هي البت دي لسه بتيجي الجامعة ,مابتحرمش ..

حازم وهو ينهض سريعاً:-
-احنا هنخليها تحرم تيجي تاني ,,بس يله..

نهضوا جميعاً وكان سوف يذهبوا ولكن إلتفت حازم إلي تامر قائل بتسائل :-
-ايه يا تامر مش هتيجي معانا ولا ايه ..

تامر بعدم إهتمام :-
-لا ياعم انا مالي بالأشكال اللي تسد النفس دي ,,انا هتفرج علي الوظاويظ اللي في الفيديو ..

-علي الناحية الأخري ..

كانت رقية تجلس أسفل الشجرة وهي تقرأ بإندماج الراوية وتبتسم بوجع وهي تقرأ المشاهد الرومانسية بين البذل والبطلة فهي مثل أي أنثي تريد الحب وأن تشعر بإنها مثلهم لها حبيب يعشقها ويتغزل بها ,ولكن كيف يتغزل بفتاة مشوهة مثلها ,يتغزل بحروقها !!!

قطع عليها الإندماج صوت أحد الأشخاص وهو يهمس لها :-
-ايه ياست الدحيحة مذاكرة حتي هنا ..

إيهاب وهو يخطف من بين يديها الراوية :-
-لا يا زوما دي مش بتذاكر دي رواية رومانسية ..

حازم بضحك وسخرية :-
-رواية ايه ياختي !!رومانسية ..يابنتي انتي اللي زيك يقرأ حياة المشوهين يوميات فتاة محروقة كده يعني ..

وقفت رقية ببطء وعينها تدمع من أثر كلامهم الجارح نظرت لها بعين لامعة قائلة بنبرة باكية :-
-لو سمحت هات الراوية ..

هز إيهاب رأسه بالنفي وهو ببتسم بتسلية,خطف يا ياسر الرواية من إيهاب وهو يقول بجدية مصطنعة:-
-خلاص عايزها تعالي خديها ..

ومد يده لها ,اقتربت منه بخطوات بطيئه لتأخذها منه ولكن لاحظت انه يبتعد كلما اقتربت منه وهو يضحك بتسلية عليها فكانت تسير إليه مثل الطفلة الحائرة فوقفت في مكانها ,فالقي الرواية لحازم ثم استمروا في قذف الراوية لبعضهم عن طريق الهواء ورقية تقف في المنتصف تبكي ,نظرت حولها لتستعين بأحد ولكن كان الجميع واقفون في تجمع يضحكون عليها بأعلي صوتهم ,فلهذه الدرجة هما معدومين الأخلاق ..

اقترب حازم منها وهو ينظر لجسدها بشهوة وهمس لها :-
-عارفة انا وشك ده مش يفرق معايا في حاجه ..بس عليكي جسم يابت ايه ولا في اجمل من كده ..

شهقت مصدومه وهي تسمع كلماته الدنيئة ,مد يده ليلمس جسدها ولكنها فرت هاربة منهم ركضت باقصي سرعة لتهرب بعيد عنهم وقفت لتلتقط أنفاسها المتقطعة فكانت تلهث بشدة وتبكي أيضاً ,شعرت بأن الأرض تدور بها من أسفلها وجفونها تُغلق ,لم تستطع السيطرة علي نفسها و وقعت في الأرضية مغشياً عليها .

error: