لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل الثاني والأربعون…

بعد مرور يومان عاش فيها العاشقان أجمل أيامهم، أيام لم تخلي من غزل جاسم لرقية وتدليله لها…

-في شركة الراوي

يجلس جاسم في مكتب معتز يراجع أوراق هامة للصفقات الجديدة الخاصة بالشركة كان يظهر علي وجهه الجمود يشعر بالحزن فبعدما كان هو رب هذه الشركة لأن مجرد شريك بنسبة ضئيلة، يأتي ليراجع صففات في مكتب معتز أو بمكتب صغير تم تخصيصه له، يجلس معتز أمامه وهو يشعر بالحزن من أجل صديقه فهو أفني زهرة شبابه بالكامل في مجموعة الراوي حتي تسير من أهم وأضخم المجموعات في الوطن العربى بل في العالم أيضاً، هز جاسم رأسه بالموافقة بعدما إنتهى من قراءة ملف الصفقات، وقام بالتوقيع بقلمه الذهبي وأغلق الملف، ورفع رأسه ونظر إلي معتز قائل بجمود:-
-تمام يامعتز.. أنا وقعت بأسمي ك شريك وبس..

أومأ معتز برأسه إيماءه خفيفه وهو يسحب الملف من أمام جاسم قائل بنبرة عادية:-
-ماشي ياصاحبي، هبعت الملف لأستاذ أكرم المحامي عشان الأمضاءت التانية..

أسند جاسم ظهره علي المقعد الجلدي وهو يحدق في الفراغ…

تنحنح معتز قائل بحذر:-
-علي فكرة مفيش أجتماع أتعمل عشان مجلس الإدارة لأن محدش من أهلك جه..

لوي جاسم فمه بتهكم واضح ثم تابع بسخرية :-
-معلش تلاقيهم بس مشغولين شوية، بيفكروا في خطة عشان يخلصوا من مراتي…

معتز بعتاب متهكم:-
-ياجاسم إرتباطك بالبنت دي غلط من الأول، أديك خسرت كل حاجه عشان شوية خرافات..

نهض جاسم من مجلسه وأخذ أشيائه، وسار بضعة خطوات حتي وقف أمام معتز الذي نهض هو الأخر..

جاسم وهو يرمقه بغضب قائل :-
-أنا مخسرتش حاجه يا أستاذ معتز، ده حقي وهما خدوا حقهم والحق مابيزعلش حد ومفيش خسارة في الحق..

ثم إنصرف من أمامه وقبل أن يصل إلى الباب إلتفت برأسه إلي معتز قائل بسخرية :-
-أأه ياريت تبقي تفكر كويس في موضوع بسمة ده أحسن يكون خرافات ولاحاجة..

ثم رمقه بنظرة ذات مغزى وغادر علي الفور.. تنهد معتز بضيق وهو يجلس مرة أخري..

في الجامعة…

خرجت رقية مع سارة من المدرج بعد إنتهاء المحاضرة الأخيرة وهي تتمتم بسخط قائلة :-
-الدكتور ده الوحيد اللي مش بطيق محاضرته،ياساتر يارب مش بفهم كلمة …

سارة وهي تضع العلكة بفمها قائل بمرح:-
-يابنتي دوول كلهم هنا فستك وبتوع بطيخ..

ثم تنحنحت وهي تتصنع الخجل :-
-بإستثناء رموزه طبعاً أبو العيال..

ضحكت رقية علي حديث رفيقتها ثم أردفت قائلة :-
-طب هو أبو العيال مش ناوي يشد حيله شويه عشان خاطر العيال تيجي،أيه هتتجوزو أمتا ؟؟..

أبتسمت سارة وهي تُجيبها :-
-بعد الإمتحانات إن شاء الله أهي خلاص هانت…

ثم تابعت بغمزة :-
-ونحصلك علي عش الزوجية ياجميل..

أبتسمت رقية وهي تضع يدها علي كتف رفيقتها قائلة بحب:-
-ربنا يتمملك بخير ياقلبي..

أجابتها سارة بنفس النبرة قائلة :-
-ياااارب ياروكا…

تابعت سارة بجدية :-
-بقولك أيه ماتيجي معايا..

رقية باإستفهام :-
-فين؟؟..

سارة بنبرة عادية :-
-هنجيب حاجات للجهاز بتاعي…

رقية وهي تهز رأسها بإيجاب قائلة بجدية:-
ماشي، بس أتصل الأول بجاسم أستاذنه..

أومأت سارة برأسها ،ففتحت رقية حقيبتها واخرجت هاتفها وقامت بطلب زوجها ووضعت الهاتف على إذنها بإبتسامة علي ثغرها، ولكنها تلاشت عندما سمعت الجملة السخيفة “الهاتف الذي طلبته ربما يكون مغلقاً أوغير متاح..

زفرت بضيق قائلة:-
-مقفول…

سارة بجدية :-
-طب خلاص تعالي معايا ولما تروحي ياست قوليله..

نظرت لها بتوتر وإرتباك.. فتابعت سارة قائلة :-
-والله يابنتي ماهيحصل حاجة بس يله…

تنهدت رقية ثم قالت بإستسلام رغم القلق الذي يكمن بداخلها :-
-ماشي بس منتأخرش..

علي الطريق يسير بلا هدف بلا مخطط لم يعلم ألي أين سوف يذهب، أراد الإطمئنان علي رقية فتناول هاتفه من المقعد المجاور ولكنه وجده قاطع للشاحن زفر بحنق والقاه بأهمال…
وتابع النظر إلي الطريق بأهتمام،،وبعد مرور وقت ليس بل قليل من السير عشوائي وأخيراً قرر إلي أين يذهب؟؟،، سيذهب إلي طفلته المدللة، يذهب إلى إبنته فقد إشتاق لها، رغم سخطه عليها في أغلب الأوقات ولكنها تحتل مكانة في قلبه،سار بسيارته في إتجاه النادى الرياضي فهذا الميعاد هو ميعادها لتتواجد في حديقة النادي…

كانت جالسة كالوردة الذابلة لغياب من يهتم به ويسقيها الماء، تمسك في يدها هاتفها وتتصفح المواقع لإلكترونية لتقتل الوقت حين مجئ شيري ووائل.. لاحظها هو من بعيد فظهرت إبتسامة عاي ثغره ولكنها إبتسامة حزينة لرؤيتها بهذا المنظر المنطفئ.. تنهد بحزن وسار في إتجاهها حتي وصل أمام طاولتها فجلس هو أمامها وتأملها، شعرت به قبل أن ترفع عينها فرائحة عطره المميز وصلت إليها قبل أن يجلس إبتسمت بأمل وهي ترفع عينها من الهاتف ببطء لتقابل عدسة عينه أبتسمت بفرح وهي تضع الهاتف علي الطاولة قائلة بفرح :-
جااااااسم…

جاسم بإبتسامة وهو ينظر لها :-
-عاملة أيه يابنت جاسم…

تلاشت الإبتسامة من وجهها وهي تقول بنبرة حزينة :-
-مش كويسة خالص من غيرك ياجاسم..
جاسم بنبرة آسفه بها خشونة:-
-حقك عليا ياحنين أنا عارف إني أهملتك الفترة اللي فاتت بس صدقيني كان غصب عني..

ثم تقدم منها قليلاً قائل بإبتسامة :-
-وبعدين أنا جي أصالحك أهو وأتغدا معاكي…

حنين بفرحة غامرة :-
-بجد..

ثم تذكرت مجئ شيري ووائل الذي سوف يعكر الجو، فنهضت سريعاً قائلة بإبتسامة مصطنعة :-
-خلاص يبقي تغديني في مكان غير هنا..

نهض جاسم وأخذ سلسلة مفاتيحه قائل بإبتسامة :-
-اللي تعوزه أميرتي طبعاً..

-في مكان في النادي قريب منها…

عقدت شيري يدها أمام صدرها وهي تقول بسخط :-
-أنتي أيه اللي رجعك تاني ياسي جاسم..

وائل وهو يلتفت إليها بعدم فهم :-
-أنتي بتقولي أيه؟؟ ومين ده اللي ماشي مع حنين..

رمقته شيري بتهكم قائلة :-
-ده أبن عمها وشكله حن تاني لدور الأب الحنون..

و لم يفهم وائل فقام بتغيير الموضوع قائل بإبتسامة :-
-طب حنين وطارت أهي مع الأخ.. أحنا بقا أخبارنا أيه..

ضحت شيري بميوعة ثم شبكت يدها في يده قائلة بدلال :-
-نطير أحنا كمان برضه ولا مالناش مكان في الهوا..

نظر لها برغبة شديدة قائل :-
-ده الهوا كله ملكك ياجميل..

-في المول التجاري…

تجولت رقية مع سارة وهي تشتري أغراضها، فسارة من الفتيات التي تأخذ ساعات حتي تفتنع بجمال الشئ، وساعات أخري حتي تقتنع بشرائها فهذه هي سارة…

سارت رقية بجوارها وهي تمسك بعض الأغراض التي تخص سارة فقالت بتهكم :-
-أومال يابنتي لو جاية لوحدك كنتي عاملتي أيه..

سارة ضاحكة :-
-كنت عملت كل خير والله..

ثم تابعت :-
-وبعدين أنتي مش بتعملي كده يعني لم تنزلي تشتري حاجات..

ردت عليها رقية بإبتسامة منكسرة ونبرة حزينة :-
-أنا عمري ما نزلت أشتريت حاجه لنفسي ياسارة، دايماً كنت أبعت رباب أختي وأمي، بحس إن مش زي كل البنات ليا حق أشتري واروح واجي، لما بدخل محل بشوف نظرات الناس كأني جايه أشحت ولاحرامية زي مالناس بتبصلي دلوقتى لما بدخل معاكي المحلات ، لما كنت صغيرة واروح أشتري حاجة كنت أشتري أي حاجه حتي لو مبحبهاش أشتريها عشان أتخلص من نظرة البياع ليا، النظرة اللي حرمتني من إن أختار الحاجة اللي بحبها وده أبسط حقوقي ..

ثم تابعت بسخرية مريرة :-
-عارفة حتي هدوم الجواز أمي اللي جبتهالي. عمري ماأشتريت لنفسي حته طرحه..

شعرت سارة بالحزن من حديث رفيقتها وتبدلت ملامحها إلي الشفقة نظرت لها رقية قائلة بعتاب وعيون لامعة :-
-بلاش أشوف نطرة الشفقة دي منك ياسارة، بتوجعني أوووي لما بشوف نظرة الشفقة دي من الناس اللي قريبه مني ..

وضعت سارة يدها علي كتفها قائلة بأسف حقيقي :-
-أسفة والله يارقية.. حقك عليا..

مسحت رقية الدمعه التي كانت تستعد للنزول ونظرت إلي سارة قائلة بجدية :-
-متتأسفيش ياسارة ،أنا اللي أسفه نكدت عليكي وأنتي بتشتري حاجاتك..

ثم سارت أمامها قائلة :-
-يله عشان نلحق نجيب الحاجات قبل الوقت ما يتأخر..

أومأت سارة برأسها وسارت خلفها وهي تمنع دموعها من النزول حزناً علي رفيقاتها..

-في داخل محل خاص بالنساء ..

تختار سارة الملابس الحريرية لزواجها بكل عناية، ورقية بجوارها تساعدها أحياناً في إختيار الإلوان وهي تتحدث بخفوت وخجل، فهي تستعجب كيف لجميع النساء المتواجدة في المكان يشترون هذه الأشياء دون خجل.. أختارت سارة عدة تشكيله من الملابس الخاص.. وبينما رقية تتفحص أشياء المحل بإستحياء وقع نظرها علي منامة من الحرير (قميص نسائي) قصيرة للغاية وعارية الظهر و به رابطة عنق وبه نقوش بسيطة، أبتسمت بحياء من مسافة بعيدة وخجلت أن تذهب وتتفحصها مثل الجميع النساء … لاحظت سارة رقية وهي تحدق بالمنامة بخجل، فأبتسمت سارة بخبث وقررت شئ ما فهي تعلم طبيعة رفيقتها فحيائها يمنعها من شراء هذه الأشياء ..

وبعد قليل خرجت سارة ورقية من المكان ورقية شاردة في حالها، لماذا هي تشعر بأنها غير النساء وأنها صنف أخر غيرهم، فالنساء تشتري الملابس القصيرة وكل شئ ولاتخاف من حرق يظهر أمام زوجها فيسخط زوجها عليها، أماهي تنام وتكاد تلف نفسها بالغطاء حتي لايظهر الحرق الموجود بجسدها، إلي متي سوف تظل خائفة هكذا، لابد أن تفعل شئ حتي تعرف مصيرها مع جاسم هل محدود أم لا.. وقفت فجأة ونظرت إلي سارة نطرة غريبة قائلة بجدية :-
-سارة عاوزة أشتري مكياج..

وقفت سارة والتعجب يسيطر عليها من طلب رفيقتها. ولكن أبت أن تظهر ذالك أمامها حتي لاتحزن فأبتسمت في وجهها قائلة بنبرة عادية :-
-تصدقي أنا كمان عاوزه أجيب، يله بينا…

أبتسمت رقية بسعادة وسارت مع سارة…

-في شركة خاصة بعائلة بيبيرس،،

كان بيبيرس يجلس علي مكتبه الذي من زمن طويل لم يدخله ولم يأتي له وكأنه أخرجه من حسباته، يشعر بالفخر من نفسه علي تقدمه لهذا الخطوة فالولا دميمته لا معذرة هذا خطأ يقصد زوجة صديقة، فرقية لم تبقي دميمته كما أطلق عليها… تنحنح هو وفتح الملف الموضوع أمامه بعناية فقد أشتاق إلي العمل مرة أخرى.. وبينما هو يتفحص الملف يدخل عليه عمه كالقذيفة والذي يدعي (عبد العزيز)…

عبد العزيز بحده:-
-أيه اللي جابك تاني هنا يا أبن أخويا..

رفع بيبيرس عينه عن الملف وحدق في عمه قائل ببرود:-
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أنا جاي عشان أتابع شغلي ياعمي..

عبد العزيز بتهكم :-
-شغل أيه ده اللي أنت جاي تتابعه، أنت مش بيعت نص نصيبك…

بيبيرس بنفس النبرة :-
-حصل والنهاردة جاي أتابع النص التاني..

عبد العزيز وقد قست ملامحة :-
-أرجع لأمك أحسلك يا أبن ماجدة، وفلوسكم كل شهر بتكون عندكم..

نهض بيبيرس والشر يتطاير من عينه قائل :-
-سيرة أمي ماتجيش علي لسانك، لولا بس إنك عمي كنت إتصرفت معاك تصرف تاني..

عبد العزيز بتهكم :-
-أيه هتضربني ولا ايه يا أبن اخويا..

بيبيرس بنبرة جادة :-
-العفو يا عمي إنت مهما كان في مقام ابويا، والمفروض تخاف عليا وتتمني ليا الخير صح…

رمقه عبد العزيز بغضب ثم غادر وهو يتوعد له..

جلس بيبيرس مكانة وهو يرمق طيف عمه الذي يختفي بحده..

بعد قضاء اليوم في المول وسط اأشياء سارة عادت سريعاً إلي منزله وهي تحمل حقيبة المساحيق التجميلة التي جلبتها، وعندما عادت لم تجد جاسم في المنزل وهاتفه مازال مغلق، قررت أستغلال هذا الوقت في تزين نفسها، فاليوم سوف تكون زوجته أمام الله وتري هل سيرضي بها عندما يري حرق جسدها أم لا،قررت أولاً تجهيز عشاء رومانسي فاخر من صنع يدها، وبالفعل أستغرقت ساعتين في تجهيز الطعام وتقديمه علي المائدة بعدما قامت بتزينها، وبعد ذالك دلفت إلي المرحاض لكي تنعش جسدها بالماء،وبعد دقائق خرجت وهي تلف جسدها بمنشفة قطنية وشعرها يتساقط منه الماء.. ولجت إلي غرفتها وفتحت خزانتها لتقوم بإختيار شئ مناسب ترتديه فالملابس كلها عبارة عن قطع صغيرة تخجل أن ترتديها أمامه ورغم ذالك صورة المنامة الحريرية التي رأتها في المول لم تفارق خيالها، وبعد فحص دام طويلاً أختارت منامة حريرية بيضاء طويلة نوعاً ما، وضعتها علي الفرأش ووقفت أمام المرأه لكي تمشط شعرها الطويل، قامت بجمعه علي شكل كعكة لحين الانتهاء من وضع المساحيق التجميلة علي وجهها المشوه.. فتحت الحقيبة لتتفأجي بوجود شنطة صغيرة مثل التي كانت تحمل منهم سارة، عقدت حاجبيها بتعجب ثم مدت يدها لتلتقطها وفتحتها وكانت المفأجاة لها عندما رأت المنامة التي أخذت نظرها في المول، أنفرج فمها بذهول وهي تراها بين يديها، ولم تتركها سارة لكي تفيق من صدمتها حيث أرسلت لها رسالة نصية في ذات الحين تناولت رقية الهاتف سريعاً وقرأت النص”أصل حلاوة النهاردة ماكنتش هتكمل غير بالقميص ده، يابختك ياعم جاسم”

ضحكت رقية بسعادة وهي ترد عليها برسالة “أنتي أجمل صاحبة في الدنيا يخليكي ليا يارب”

ألقت رقية الهاتف وإحتضنت تلك القطعة القصيرة وهي تقول بخجل :-
-ده أنا كنت هموت من الكسوف وأنا شايفاك متعلق في المحل، فما بالك بقا لما ألبسك ..

وصلت الرسالة إلي سارة التي تبسمت بحب حقيقي قائلة بحزن :-
-“ربنا يسعدك ياحبيبتي أكتر وأكتر..

_بعد مرور ساعة وقفت تتأمل نفسها بخجل شديد، ووجهها لم تظهر حروقه مثل الأول فقد تظهر بسيط فالمساحيق ساعدت علي تفتيح وجهها ، أما عدسة عينها العسلية زادت جاذبية داخل عينها المتكحلتين بعناية، وشعرها قام بتغطية فتحة الظهر الخاصة بالقميص، سارت بإستحياء وإرتداءت الروب القصير الخاص بالمنامة، وخرجت إلي الصالة فقد أغلقت جميع الأنوار ولم تشعل إلا شموع علي مائدة الطعام، جلست علي الأريكة وهي تنظر إلي الباب بترقب شديد تنتظر قدوم زوجها الحبيبب، مدت يدها تلمس حرق جسدها فتنهدت بحزن وهي تراه وتشعر بملمس الحرق في يدها وكأن رائحة النار تفوح منه من جديد، قامت بإخفائه عن طريق الروب الخاص بها، واخذت تفرك يدها بتوتر ،هي تخاف من تلك التجربة وتعلم أن التخطيط يكون سهلاً ولكن العبرة بالتنفيذ فهو أصعب…

-في قصر الراوي…

أستيقظت مشيرة من غفلتها الطويلة وهي تشعر بوغزات شديدة في قلبها، أعتدلت بصعوبة ومددت يدها وفتحت درج الكومود وأخرجت علبة أقراص قامت بتفريغ العلبة في يدها ودست خمس حبات في فمها لعل ألم قلبها يهدأ، ولكنه إزداد فشحب لون بشرتها وأخذت تتنفس بصعوبة ،فهي تشعر بتدهور في صحتها منذ غادر إبنها الأكبر جاسم.. وضعت كفها علي قلبها وهي تنهج بشدة، سمعت طرقات علي الباب فلم تستطع حتي التحدث وتستغيث بأحد ،، ولجت إحدي الخادمات إلي الداخل لكي توقظ مشيرة التي تأخرت في للنوم كثيراً حتي جاء الليل، ولكنها فوجئت بحالتها فأسرعت إليها بهلع، أمسكت مشيرة بكف الخادمة وهي تحاول نطق الحروف بصعوبة، شعرت بجفاف حلقها ودوران الغرفة بها ترنجت قليلاً وسقط رأسها علي الوسادة مغشياً عليها.. أتسعت عين الخادمة بهلع ركضت الخادمة إلى الخارج وهي تقول بصياح:-
-الحقونا حد يطلب إسعاف إلحقونا..

-أمام القصر..

إصطف جاسم سيارته أمام القصر بعد النزهة مع حنين التي أستعادت ذكرياتها وطفولتها معه..

إلتفتت إليه قبل أن تترجل قائلة بإبتسامة :-
-برضه مش هتنزل معايا…

أشاح بصره للجهة الأخرى قائل بجمود:-
-ماينفعش أدخل بيت أهله طردوني منه..

شعرت بالحرج وقامت بتغير مجري الحديث وهي تجز علي أسنانها بغيرة قائلة:-
-طبعاً هتروح لمراتك..

أبتسم وهو يجيبها بجدية :-
-طبعاً دي حاجة أكيده ، أنا مروح بيتي وبيتي ده اللي فيه مراتي. وكفاية إني سايبها طوول النهار وووو—

قطع كلامه فجأة وهو يسمع ويري صوت سياره إسعاف قادمة نحو القصر ، وحراس الأمن يفتحوا الابواب الحديدية الخاصة بالقصر لكي تتدلف السيارة منه ، أتسعت عينه بقوة وقد شعر بوغزة في قلبه،فهو شعر بإصابة حبيب له وبدون وعي نطق قائل بهلع :-
-أمي!!!!…

ثم ترجل كالقذيفة من سيارته يركض في إتجاه القصر ….

error: