لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل العاشر

خرجت من مكتبه وابتسامه عريضه علي وجهها ….كأنها نست كل شئ قد مر بها طوال حياااتها ..ماهذا الكائن الذي يستطيع رسم الابتسامة علي وجهها ..اخذت تمشي في ممر الشركة وهي تبتسم رغما عنها وكأنها ذهب عقلها منها مما جعل الجميع ينظرون لها بتعجب ,,لم تشعر بهم مطلقا ..إلا عندما اصطدمت بشخص ما يمشي في إتجاهها ..نظرت إليه قائله بإعتذار:
_انا اس—–
ولكن قطعت كلامها فجاة عندما رأت هذا الشخص ..ووضعت يدها علي فمها بشهقة…

الشخص بإبتسامة عريضة برزت اسنانه البيضاء:———-

-في الداخل
ارجع جاسم رأسه للوراء محدقا بالفراغ ,وهو يفك ازرار قميصه إلي المنتصف حتي كشف عن صدره العريض ,لتبرز عضلات بطنه بوضوح …
دخل معتز وهو يلتفت حوله بحذر :-
_انصرفت ولا لسه ..

نظر له جاسم بجمود قائل:-
-ابقي بلغ بسمة تبلغ الحسابات تحت انك مخصووم منك شهرين ..عشان تبقي تعرف تتريق علي خلق الله كويس..

معتز وهو يرمش بعينه عدة مرات بصدمة:-
_انااا ك كنت ق- –

جاسم مقاطعا وهو ينهض من مجلسه متجه إلي المرحاض:-
-اظن سمعت انا قولت ايه ..كلامي يتنفذ بالحرف ..

نظر إليه معتز بخيبة أمل فهو علي علم أنه لم يتراجع ابدا عن قراره….

حازم بإبتسامة عريضة برزت اسنانه البيضاء:
-بتعملي ايه هنا ياسنيوره ..

ابتلعت رقية ريقها بصعوبة ..وهي تنظر له بخوف شديد .حتي فوجئت به يمسك بمعصمهاو يضغط عليه بقووة

حازم وهو يضغط علي معصمها بغضب:
_ردي عليااا بتعملي ايه هناا

ثم نظر إلي ملابسها المدون عليها اسم الشركة ..ثم قال بتهكم وبسخريه:
-يابجاحتك ياشيخه ..وكمان بتشتغلي عندنا اكيد البيه شغلك هنا طبعا..

هزت راسها عدة مرات بالنفي وهي تبكي …لم يسمع منها إجابه فضغط علي يديها اكثر ..خرجت منها صرخة مكتومة :
-اااآآه

حازم بسخريه :-
-ايه وجعتك اوووي ..ده انتي لسه هتشوفي انواع العذاب كله معايا ..بقا انااا اتفصل عشان خاطر واحدة زيك .قالها وهو يشير إليها باشيمئزاز

ثم ضغط اكثر علي يدها بقووة ..لم تتحمل هي كل هذه الوجع ..حتي قالت بين شهقتها :-
-ح حرام ع عل عليك اناا عملت ايه..
كل هذا وجميع العاملين بالشركة متجمعين ..ولكن لم يجرؤ احد علي التدخل فإنه من أصحاب هذه الشركة ,ويعتبر رب عملهم .

حازم بتهكم :-
مين دي اللي تعملي حاجه ..اهو ده اللي ناقص المشووهين يعملوا لينا حاجه ..انت اصلا متعرفيش تعملي حاجه .عارفه ليه ..اقترب منها وهو يهمس لها
بصوت اشبه فحيح الافعي:
_بصي في مرايتك وانتي تعرفي ..
اصبحت الدموع تجري علي وجهها دوون توقف ..واخذ صوت شهقاتها يعلو .. وبدون وعي لم تشعر بنفسها إلا وهي تستدير ببطء الي الخلف وتنادي بصراااخ :

_جاااااااااااااااااااااااااسم

بينما هو يخرج من المرحاض وفي يده منشفة قطنيه صغيره يمسح بها وجهه ..سمع صوت صراخ مناديا بإسمه …صوت يطلب منه المساعدة ..القي المنشفة بإهمال وتوجهه نحو مصدر الصوت بخطوات أشبه للركض ..فتح باب مكتبه بقوة ..ماجعل بسمة تنهض بفزع :
_في ايه يا أفندم .

لم يجيبها بل كأنه لم يسمعها ..رفعت بسمه كتافها بتعجب ..ولكن استمعت إلي صوت صراخ يعلو ..فركضت هي الأخري إلي إتجاه الصوت ….

وصل جاسم إلي المكان ولحق به معتز وبسمه ..شاهد اخيه وهو يمسك بيد رقيه وكاد ان يخلعها في يده ,وهو يسبها بأقذر الالفاظ..جز جاسم علي اسنان بغضب قائل بصوت جهوري غاضب :
-حاااااازم سيب أيدهاا

لم يسمع له حازم وظل ممسك بيدها .ولكن رقية نظرت إلي جاسم بترجي وتوسل … ولكن عندما قاام حازم بسبها بوالديها بلفظ سيئ للغايه…إلتفتت إليه بعيون تملأها الدموع والغضب يسيطر علي وجهها ..رفعت يدها الاخري ببطء ..ولم تسمع احد إلا الصفعة التي نزلت علي وجه حازم التي اهتز لها جميع الواقفون ..بينما اتسعت عين حازم غضب ورفع يده لكي يصفعها هو ولكن سبقته يد امسكت يده بقوه .وحررت ايد رقية ..جاسم وهو يكبل أيدي أخيه للخلف :-
-اياااك تفكر تمد أيدك عليها تااني ..ساامع

ثم استدار إلي رقية ولكن لم يجدها ..رأها تركض في إتجاه المصعد دون ان تنظر إلي الخلف ..تاركه الشركة بأكملها

خرجت من الشركة وهي تمشي في الشوارع كأنها فاقدة للوعي ..كانت تبكي بحرقة وهي تتذكر إهانتها للمرة المليون من حازم .كما مره أهانها امام الناس كما مره قلل من شأنها ..تذكرت إبتسامتها الاخيره .التي لم تدوم طويلا

لم تدرك أين هي الان ??كانت تمشي بلا هدف …وقفت وجلست علي أحدي الطرق واخذت تنظر إلي السماااء التي يغيم عليها السحاب ..وكأنها سوف تمطر الأن …وماهي إلا ثواني قليله حتي أمتلأت الشوارع بمياه الامطار …كان الناس يركضوون في الشوارع للوصول إلي منزلهم والاختباء من المطر ..إلا هي فجلست تبكي بكاء هستيري وهي تدعو الله ان يفرج كربها وإذا هي تناجي ربهاااا ..ظلت علي وضعيتها فترة طويلة حتي أعلن هاتفها عن ووصول الرسالة المعتادة من المجهول “ابواب السماااء تستقبل الدعاااء الان …ادعي ربك قد تكوون ساعة إستجابه الان ������������”

خرج راضي امام البنايه وهو يرتدي منعطفه الشتوي وينظر الي الراكضون بحثا عن إبنته ,شعر بالقلق يتملكه وانقبض قلبه فجاة فأحس ان فلذة كبده قد اصابها مكروه ..رفع رأسه إلي السماء قال بدعاء:

_استودعتك لله يابنتي الذي لايضيع وداعه “

سيطرت الصدمة علي ملامح “رباب”بعد سماعها حديث حماتها ..
رباب بتلعثم :ي يعني انتي عاوزه تجوزي سامر لرقيه !!

عفاف بإمتعاض:
-اه وبعدين دي فرصة العمر لاختك ..ثم وضعت يدها علي فخذ فاطمة قائلة بمكر:
_ولا انتي ايه رأيك يا ام رباب ..

فاطمة بسعادة :
ده يووم الهنا ..هو احنا نطول يا ام محمد…

عفاف مصطنعة البراءة:
_لتكون بنتك نفسها تكمل تعليم ولاحاجة …ده برضه مستقبلها…

فاطمة بتهكم :
تعليم ايه وزفت ايه ..البت مالهاش غير بيت جوزها ..

رباب متدخله في الحوار :
بس ياماما ..رقيه متفوقه جدا في دراستها ..والجامعة دي كانت حلمها وبصراحه كده ممكن متوفقش ..

فاطمة بقسوة :
طب خليها كده متوفقش ..عشان انزل شبشبشي علي جتتها ..ولا اكسرلها رقبته ..

عفاف بخبث :
لا يا ام رباب مينفعش الغصب في الجواز اهااا ..وكمان مينفعش تضربيها عشان توافق..

فاطمة وهي تلوي فمها بسخريه :
_طوول عمرناا اهلنا بيجوزونا بالغصب ..ومن امتي البنات كان ليهم رأي ..

ابتسمت عفاف بلؤم بعد سماعها موافقة امها ..وضمنت ايضا موافقة رقيه بأستعمال فاطمة الضرب لإبنتها في حالة رفضهاا …
———————————–في غرفة حنين كانت تجلس علي الفراش وهي ممسكة بيدها قميص نوم صغير من الحرير اشترته اليوم بعد إصرار صديقتها “شيري “علي ان تشتريه واقنعتها أن جاسم لم يلتفت لها او يعجب بها حتي ترتدي هذا القميص له حتي يعلم انها اصبحت أنثي لست طفلة كما يطلق عليه ..وانها بعد ان ترتديه سوف تصبح زوجته في القريب العاجل ..هكذا اقنعتها صديقتها المذيفة
اخذت تنظر إليه بتوتر شديد ..فتخيلت نفسها وهي ترتديه ..خجلت كثير عندما تخيلت نفسها بهذا الرداء الذي يظهر اكثر مايخفي امام جاسم ..زاد احمرار وجهها ..وقالت لنفسها بارتباك وتبربر لموقفها :
-م- م ماهو انا مش هعمل حاجة غلط بس عشان يحبني زي مابحبه ”

هكذا اقنعت نفسها ونهضت من مكانها لتتزين بالمساحيق الصارخة التي جلبتها لها ايضا “شيري ” اخذت تتضع الكثير من المساحيق أمام المرآة …اعتقدا منها ان هذا سوف يجعل قلب جاسم يدق لهاا..

جاء المساء وهي مازالت علي وضعيتها حتي توقف المطر عن النزول ..احست بألم شديد في رأسها وهي تجلس علي رصيف في احدي الشوارع .وابتدأت تغيب الرؤية عنها ..وبعد ثواني كانت مغشيا عليها في هذا الطريق ….

في مكان قريب منها كان يقف شخص بسيارته يتابعها اول بأول ..وعندنا رأها فقدت وعيها ..ترجل من سيارته يركض بإتجاهها ..حتي وصل إليه ..انحني وحملها بهدوء ..اسندها علي سيارته وهو يفتح لها باب المقعد الخلفي لكي يسطحها ..سطحها داخل سيارته .واتخذ موضعه امام عجلة القيادة .وإنطلقت السياره بهم …….

error: