لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل السابع والأربعون..

كانت صدمة لها ولكنها صدمة سعيده حينما رفعت عينها وهي تهز رأسها بعدم تصديق، لايختلف حال رفيقتها عنها فأمسكت سارة ذراعيها بفرحة جالية علي وجهها رغم صدمتها،، أما حازم إتسعت عينه من الصدمة وإبتلع ريقه وهو يحرك عدسة عينه في المكان بعدم فهم كيف حصل هذا وهو قدم البحث بنفسه ودون عليه أسمه بدلاً من أسم رقية،،، رمش بعينة عدة مرات وهو يحاول إستيعاب الموقف…

الدكتور بنبرة جادة وهو يحرك نظره بين الطلاب :-
-فين رقية ياجماعة؟؟..

وقفت رقية من خلف أحد الطلاب العمالقة في الطول وهي تؤمي برأسها بعدم تصديق..

الدكتور بإبتسامة :-
-تاني مرة تبهريني يارقية، برافو عليكي لأزم نتكلم في البحث ده كتير هستناكي في المكتب، إتفضلي..

كانت سوف تقول له إنها لم تقدم بحث بإسمها فكيف حدث ذالك، ولكنها أجلت ذالك لحين إنتهاء المحاضرة، فربما حصل شئ جعل خطة حازم في الإستيلاء على البحث تفشل ….

أومات برأسها سريعاً وهي تجلس وكأنها في حلم فقد أستجاب الله لدعائها ونصرها، إلتفتت برأسها إلي الخلف لتنظر بإنتصار لحازم الذي أصبح وجهه مثل الليمونة، رفعت طرف ذقنها بشموخ….

ثم إستدارت إلي الأمام، قرصتها سارة في أحد ذراعيها قائلة بعتاب:-
-تصدقي يابت إنك طلعتي سوسة..بقا تقدمي البحث وانا معرفش..

رقية بخفوت حتي لاتثير ضجة للطلاب وهم يستمعون نتائج البحث، قائلة :-
-صدقيني معرفش حصل إزاي ده، ده أنا نفسي مصدومة..

ثم قالت بشرود وعمق :-
-بس أكيد هو أدخل، أنا لازم أعرف الحكاية…

بعد إنتهاء المحاضرة ، ذهبت رقية سريعاً إلي مكتب الدكتور لكي تتحدث معه وتعرف حقيقية الأمر، كان الدكتور يثرثر ببعض جُمل الثناء والإعجاب بالبحث، حديثه أسعد رقية ولكنها كانت لاتبالي ولاتهتم وعندما أختم حديثه،نطقت سؤالها العجيب بالنسبه له قائلة بتلهف لسماع الإجابة :-
-هو حضرتك عرفت إزاي ومنين إن البحث بتاعي..

عقد حاجبيه بإستغراب وإطلق ضحكة قائل:-
-إزاي عرفت!! أومال الأسم اللي بيتكتب ده لازمته إيه يارقية..

أردفت رقية بتسائل :-
-يعني هو كان مكتوب عليه أسمي؟؟..

تعجب مرة ثانية ولكنه قال :-
-أكييد أومال عرفت إزاي إنه بتاعك..

مرة ثانية!! كيف ذالك ؟؟هل حازم أحمق لدرجة أنه يقدم البحث بأسمي دون تغيير…

تنهد قائلة بجدية :-
-حضرتك ممكن أشوف البحث..

كان وضعها مثير للتعجب بشدة، أسئلة غريبة عجيبة، رفع إحدي حاجبيه وهز كتفيه بإستسلام وفتح درج المكتب وأخرج بحثها، فهو أحتفظ به في درجه الخاص بخلاف الأبحاث الأخري..

وضع البحث أمامها، قائل بنفاذ صبر :-
-أتفضلي ياستي.. لولا إني محتفظ بيه مكنتش هطلعه..

تقدمت بخطوات مسرعة من المكتب وأخذت تتفحصه وزادت دهشتها وهي تري كل كلمة سجلتها بقلمها، كل افكارها أمامها بحثها أمام عينها وبين يدها، ظهرت الإبتسامة علي ثغرها وهي تبتسم بفرحة.. وتمتمت بخشوع مع نفسها “إن الله لايضيع أجر من أحسن عملاً”

رفعت عينها من البحث قائلة بفرحة :-
-مش عارفة أشكرك إزاي بجد يادكتور، عن إذنك…

فتح فمه لينطق بالكلام ولكنها غادرت المكتب سريعاً أبتسم وهو يأخذ البحث ويعاوده إلي موضعه …

خرجت من المكتب وإلتقت بسارة فألقت نفسها دون مقدمات في أحضانها وهي تدور بها قائلة بسعاده :-
-ربنا مضيعش تعبي
ياسارة ربنا الحمد الله ..

سارة بإبتسامة :-
-الحمد الله ياحبيبتي إنتي طيبة وتستاهلي كل خير..

إبتعدت سارة عن أحضانها وهي تتنهد قائلة :-
-الحمد الله..

تحدثت سارة بتعجب :-
-بس إزاي ده حصل يارقية انا شوفت بعيني حازم داخل بالبحث..

رفعت رقية كتافها قائلة بجدية :-
-مش عارفة بجد، بس البحث اللي جوه بتاعي أنا شوفته..

ثم تابعت بإبتسامة :-
-بقولك أيه بقا أهم حاجة إن البحث أتعرف بتاعي، وبعدين انا جعانة اوووي يله ننزل الكافتيريا ناكل حاجة قبل محاضرة سي رامز تبدأ..

إبتسمت سارة قائلة بإيجاب :-
-يله بينا..

ثم تابعت بلهجة تحذير :-
-بس أنتي اللي هتعزميني أنتي دلوقتي حرم جاسم الراوي يعني من سيدات المجتمع الراقي …

حين لفظت سارة أمامها أسم “جاسم” تلاشت الإبتسامة من علي وجهها تدريجياً وهي تتذكر تعنيفه لها، تنهد بحزن قائلة بخفوت :-
-يله بينااااا…

-أمام البناية..

وضع جاسم المفاتيح في يد راضي قائل بجدية :-
-والله ولاشفقة ولاحسنة ولا أي حاجة ياعم راضي كل الحكاية إني عاوز أريح أبويااا..

راضي بحرج وهو ينظر إلى المفاتيح:-
-شقة كتير عليا ياجاسم بيه..

جاسم قائل بنبرة جادة وهو يبتسم :-
-أولاً أنا أسمي جاسم بس من غير بيه دي لأني انا أبنك، وثانياً مفيش حاجة تكتر علي أبويا وبعدين ياعم راضي إعتبرها هدية جواز رقية أو مهرها…

راضي بتردد:-
-بس يابني ا–

جاسم بحسم :-
-مفيش بس ياعم راضي، انا عايز اريحك من المرمطة دي..

راضي بجدية :-
-انا هقبل يا ابني بس بشرط..

جاسم بإبتسامة ود :-
-موافق من قبل ما أعرف إيه هو…

تنهد راضي قائل :-
-الشقة تتكتب بأسم رقية..

جاسم وهو يؤمي رأسه إيجاباً قائل :-
-تتكتب باسم رقية اللي أنت عازوه..

إبتسم راضي ثم قال بتسائل :-
-بس يابني الشقة دي صاحبها لسه مشتريها قريب إزاي باعها بسهولة..

جاسم بإبتسامة ثقة :-
-مفيش حاجة تقف قدامي ياعمي، وبعدين هو كان معرفه يعني!!

أومأ راضي رأسه إيجاباً دون أن يردف بكلمة…

نظر جاسم في ساعته ثم شرع في النهوض قائل :-
-أسيبك بقا أنا ياعم راضي عشان عندي شغل..

نهض راضي وهو يقول بجدية :-
-طب أقعد يابني أتغدا معانا..

جاسم بهدوء :-
-بالهنا والشفا ياعمي تؤمرني بحاجة..

راضي بإبتسامة :-
-تشكر يابني خلي بالك من طريقك..

أومأ جاسم رأسه بإيجاب ثم رحل بعدما أستقل سيارته…

كانت فاطمة تقف قريباً منهم تستمع إلي حديقهم وبعدما تأكدت من رحيل جاسم، خرجت من مكان إختبائها وهروالت إلي زوجها وخطفت من يده المفتاح قائلة بفرحة :-
-هنسكن في شقة ياراضي..

رمقها راضي بجمود ثم جلس بموضعه قائل :-
-الشقة شقة رقية يافاطمة أحنا هنفضل زي ما احنا…

جلست فاطمة بجواره قائلة بتهكم :-
-ماهي رقية عايشه في قصر مع جوزها واحنا هنعيش في الشقة وهي مكتوبه بإسمها يعني..

رمقها بتهكم قائل بنبرة ساخرة :-
– ولما تعيشي في الشقة هتأكلي وتشربي منين، وتفتكري السكان هنا هيسبونا نسكن وسطهم بعض ماكنا بوابين عندهم..

لوحت فاطمة بيدها قائلة بسخط :-
-ياخويا الشقة شقتنا ومحدش يقدر يتكلم معانا، وافق بقا ياراجل بلاش فقر…

رمقها بغضب ثم نهض ودس المفتاخ في جيب جلبابه قائل :-
-اللي عاوزه ربنا هيكون يافاطمة..

ثم تركها ودلف، وبقت فاطمة بمفردها تلوي فمها بتهكم وتتمتم مع نفسها قائلة:-
-والله ماهسيبك غير لما أطلع الشقة فوق، ده انا ماصدقت الراحة تجييلي بقااا..

ثم نهضت وسارت خلفه حتي تقوم بالزن علي أذنه…

راقبها من بعيد وهي تأكل مع رفيقتها بشهية ولم تخلو جلستهما من المرح والمزح، أفتقد كل هذا منها الايام الماضية عندما كانت في عزله مع نفسها، فاليوم أشرق وجهها بالإبتسامة وقد تكون عادت، إبتسم بحب ورحل، وسوف ينفرد بها عندما تأتي لتوفي بوعدها وينول منها حلاوة نجاح بحثها …

-في قصر الراوي..

عادت رقية من جامعتها بوجه غير وجهها التي رحلت به،فقد عادت الحيوية إلي وجهها إلي حد ما، ترجلت من السيارة التي خصصها لها جاسم لتذهب بها إلي أي مكان تريده هي، إبتسمت إلي السائق ثم دلفت من باب القصر الداخلي بهدوء وبينما هي تصعد الدرج قابلت حنين تهبط وهي في كامل زينتها وتستعد للخروج لم تعيرها رقية أهتمام وتابعت الدرج بهدوء، فهي دائماً تتحدث معها ولاتستقبل منها رداً فقررت تجاهل من يتجاهلها،، سارت في الممر المؤدي إلى غرفتهما، وولجت إلي الغرفة وغلقت خلفها الباب، تسمرت في مكانها وهي تري جاسم أمامها يخلع قميصه لأنه قد عاد الإن من عمله، نظرت له بثبات ثم سارت في الغرفة ولم تعيره أي أهتمام دلفت الغرفة الصغيرة المتواجد بها خزانات الملابس، وأخرجت منامة قطنية لها، وخرجت ودلفت المرحاض وأغلقت الباب خلفها بشدة، ضحك جاسم بقوة علي أفعالها فهي تحاول تظهر له قوتها وشجاعتها، جلس علي الأريكة في إنتظارها، بعد وقت ليس بالقليل خرجت من المرحاض وهي ترتدي منامتها ذو اللون النبيذي المنقوشة عليها الرسومات الشهيرة، وقفت تمشيط خصلات شعرها ووجهها متهكماً بعض الشئ، نهض جاسم وإتجه نحوها وإحتضتنها من الخلف قائل بهمس :-
-مش هتوفي بوعدك ليا بقا…

زفرت بهدوء ثم حاولت التحرر منه ولكنها فشلت حاولت دفعه ولكنه أحاطها جيداً بيده، إبتسم بخبث قائل :-
-القوة مش هتطلع عليا أنا…

نظرت له بقوة وقد تركت الفرأشاة قائلة بجمود:-
-لا عليك وعلي أي حد هيفكر إني ضعيفة..

غمز بعينه قائل :-
-ياواد ياشرس..

دفعته عدة مرات ولكن محاولاتها كانت فاشلة، جاسم بإبتسامة :-
-مش هسيبك النهاردة غير لما أخد حلاوة نجاح البحث…

حركت عدسة عينه في المكان ثم قالت بجدية :-
-هو أنت اللي عملت كده صح؟؟..

تصنع التفكير ثم قال بجدية :-
-ااايوة أنا..

رمقته بحده قائلة :-
-وعملت كده ليه أنت مش قولت إنك مش هتتدخل في حاجة تخصيني..

إبتعد عنها وسار نحو الأريكة وجلس علي طرفها قائل بإبتسامة :-
-وانا فعلاً ماتدخلتش وكنت عاوز أشوفك هتعملي أيه..

أقتربت منه قائلة بدفاع عن نفسها :-
-اااه كنت هعمل وكنت هتشوف..

جاسم وهو يرفع حاجبه بتسائل :-
-كنتي هتعملي أيه..

إرتبكت لوهلة قائلة بتوتر :-
-ك كنت هعمل كتير..

ثم تابعت بتسائل وتعجب :-
-بس إزاي ماتدخلتش أومال البحث رجع ليا أزاي وانت قولت إنك انت اللي عملت كده!! …

نهض من مجلسه بإبتسامة وهو يضع يده في جيب بنطاله الأسود قائل :-
-محدش أخد البحث اصلاً عشان يرجع ليكي..

ثم غلق عينه وفتحها قبل أن يتابع بجدية :-
-انا اللي اخدت البحث من الأول يارقية..

أتسعت عينها بصدمة وإندهاش وهي تشير عليه قائلة بعدم تصديق:-
-إنت اللي سرقت البحث بتاعي يعني..

جاسم بعتاب :-
-تؤتؤ مسمهاش سرقته ،أسمها أنقذته..

أخرج يده من جيبه وأخذ يتجول في الغرفة قائل بسرد :-
_أنا اخدته الصبح من قبل ماتصحي وحطيته مع ملفات الشغل بتاعتي، لأن انا كنت عارف إن هما عاوزين يعملوا كده، وكنت عارف بكل التخطيط بتاعهم والخدامة اللي مشيت عشان معرفش حاجة كله ده انا كنت عارفه ،بس انا خليتهم يكملوا في طريقهم وحطيط بحث غير بتاعك هو مش بحث أووي يعني ورق كده مكتوب فيه وخلاص، وسبته في شنتطك وجات الخدامه أخدت البحث المزيف ده وهو ده اللي حازم أقدمه وانا قدمت البحث بتاعك للجامعة في نفس اليوم الصبح قبل ما اروح الشركة ..

كانت تسمع جديثه بذهول فأنفرج فمها بدهشة ، فقالت بحده:-
-ومقولتليش ليه، يا أخي ده أنا كنت هموت من العياط..

جلس على الفرأش ونظره لها بنصف عين قائل بصرامة :-
-ياريت صوتك ميعلاش عليا وانتِ بتتكلمي يارقية…

سارت نحوه وجلست بجواره، وهي تفرك يديها معاً بتوتر فهي اصبحت مختلفة من بعد مواجهتها بالسلبية..

جاسم وهو ينظر أمامه قائل بجدية :-
-مارضيتش أقولك عشان مش يحسوا بحاجة وكله حاجة تمشي عادي، وكنت مستني إنك تتصلي وتسألي عن البحث وكنت ساعتها هقولك..

ثم رمقها بسخرية وتهكم قائل :-
_بس متصلتيش، قاعدتي تعيطي زي كل مرة…

نهضت بقوة قائلة بنبرة بها حده:-
-أنت ليه بتعمل كده عاوز توصلني لايه حرام عليك، انا بقالي يومين دموعي ناشفة في عيني مش راضية تنزل، حرام عليك أنا مش عايزة ابقي ضعيفة ولا قوية انا عاوزة أفضل في حالي..

لمعت عينها بالدموع وكان تستعد للسقوط فمسحتتها سريعاً قائلة بصرامة :-
-بس أنا مش هعيط تاني وهقف قصادكم وهتقبلوا بيا غصب عنكم، انا إنسانه زيكم وليا حقوق وهخرج وهشتري كل اللي عاوزه ومش هسمح لحد يركني علي الرف مش هسمح..

إنهت جملتها وهي تشعر بدوران في رأسها وتشوهت الرؤية أمامها كانت تميل آلي الأمام بترنج وبعد دقائق سقطت علي الأرضية..

error: