لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

محتويات المقالة

الفصل التاسع عشر (شم النسيم )

في يوم مثل هذا اليوم تمتلئ جميع البيوت المصرية بالانواع المختلفة من الأسماك الخاصة بشم النسيم .وقفت فاطمة في مطبخها تقطع البصل من أجل غداء اليوم ,دخلت عليها رقية وهي تقول بسعادة :-
-الله الله ياست الكل أيه الريحه اللي تخلي البطن ترقص من الفرح دي ..

فاطمة بعيون دامعه من اثر البصل :-
-صاحيه بدري ليه كده يامفجوعة ??

رقية وهي تبتسم :-
-هو في حد يقدر يقاوم ريحة الرنجة دي بس .دي تصحي الميت من قبره ..

فاطمة وهي تنظر لها :-
-بس ياختي انتي مالكيش نصيب في الاكله دي النهاردة ..

رقية بصدمة :-
-أيييييه ليه كده بس ياحجه ,ده انت مستنيه الاكله دي من أول السنة ..

فاطمة بجدية :-
-ما انتي هتاكلي بس مش هنا ..في الجنينه (الحديقة )

رقية بتعجب :-
-جنينة أيه !!

فاطمة وهي تضع شرائح البصل في الإناء:-
-اختك اتصلت وقالت اني هي وجوزها هيجوا ياخدوكي عشان رايحين يتفسحوا في الجنينة ..

ثم غمزت لها:-
-ومعاهم سامر كمان …

رقية بسعادة :-
-بجد ياماما ..

فاطمة بإبتسامة :-
-يعني فرحتي دلوقتي لما عرفتي أنك هتروحي مع سامر ..

رقية بارتباك :-
-ل لا ياماما ااص اصل ه –..

فاطمة مقاطعا :-
-خلاص مش عايزه اعرف يله روحي اجهزي عشان زمانهم جايين ..

رقية بحماس :-
-مااااشي

ثم ركضت إلي غرفتها وهي تدندن بسعادة .. كانت تنظر لها فاطمة بسعادة فمنذ حادثة رقية ,وفاطمة تتعامل مع إبنتها بحب لم تعلم قيمتها وحبها لها إلا عندما كانت سوف تذهب منهاا.فندمت كثيرا علي معاملتها الجافه لها في السابق ..

متسطح علي الاريكة في منزل صديقه معتز ,فبعد أن ترك القصر توجهه مباشرة إلي منزل معتز ورحب معتز به وبشدة ,ولكن كان جاسم حزين من أجل عائلته فيشعر بالضيق من نفسه لانه تركهم لوحدهم وذهب كان جالس عند صديقه وهو يشعر بالقلق عليهم ,وكان يتواصل بالهاتف مع أحد افراد الأمن المسئولين عن حماية القصر دائما ولكن لايستطيع ان يبعد القلق عنه …بينما هو شارد تذكر رقية وعينها ولمسة يدها ,أبتسم تلقائيا وهو يتذكرها ,لم يعلم ماذا فعلت به هذه الفتاة أصبح دائم التفكير بها .أصبحت محور أهتمامه وتركيزه .لم يعرف يفسر شعوره من ناحيتها فهو يريد أن يراها دائما .واثناء هو جالس دخل عليه معتز وهو يحمل أكياس مليئة بالطعام .وضع الأكياس علي مائدة الطعام .بينما اخذ جاسم يسد أنفه وهو يشم الرائحة التي تنبعث من الاكياس..

جاسم وهو يمسك أنفه :-
-أيه يابني ده لحمة معفنه دي ولا ايه ..

معتز بحماس وهو يفتح أحد الاكياس :-
-لحمة معفنة ايه بس ..دوول شوية رنجة وفسيخ وملوحة يستاهلوا بوقك..بمناسبة شم النسيم بقااا

وقف جاسم وهو يتسائل :-
_ومين أن شاء الله اللي هيأكل الاكل ده..

معتز بتلقائية :-
-انا وانت طبعا ..هو فيه حد غيرنا ياجسوم ..

جاسم بتهكم :-
-طب سيب الحاجات دي وتعالي عشان عاوزك …

اتجهه معتز إليه وجلس بعدما جلس جاسم..

جاسم بشرود :-
-بقولك يامعتز ..هو لما تبقي عاوز تشوف حد كده عالطول ودايما بتفكر فيه ..وبتتمني يفضل معاك عالطول ..حد شغل تفكيرك من اول ماشوفته يبقي ده أيه ??

معتز بمرح :-
-أيه ياعم أسامة منير ,ايه الكلام الكبير ده ..

جاسم بإمتعاض :-
-تصدق إني انا عيل أني أتكلمت مع واحد زيك ..

معتز بجدية :-
-اهدي كده ياعم …ثم تنهد وهو يقول :-
هتقلقني عليك ليه ياصاحبي ..انت حبيت ولا ايه ..

جاسم بحيره :-
-مش عارف يامعتز ..هو ده حب ??

معتز وهو يربت علي كتفه:-
-انت حبيت يا جاسم ومشكلتك حبيت الإنسانه الغلط ..رقية متنفعكش ياجاسم ..
نظر له جاسم بصدمة شديدة ..بينما أبتسم معتز وهو يقول:-
-انا عرفت من أهتمامك بيها ..حسيت بيك من اول مرة شوفتها في الشركة لما خصمت من مرتبي ..شوفت في عينك لمعة غريبة اول مرة أشوفها ..لمعة مابشوفهاش وانت بتتكلم علي حنين,عشان كده بقولك انساها ياصاحبي ..متنفعكش والله ..

جاسم وهو يحدق في الفراغ :-
-انا اول مرة قلبي يدق كده يامعتز حاسس كأني عيل مراهق بيحب زميلته في المدرسة ومش عارف يقولها أزاي ..

معتز في نفسه :-

-مش هاشوفك بتغرق كده واتفرج عليك ..انا اللي هبعدها عن طريقك ياصاحبي ..

انتهت رقية من تجهيز نفسها إستعدادا لتلك النزهة مع شقيقتها وزوجها وخطيبها …أخذت حقيبة يدها وخرجت من الغرفة إلي مدخل بوابة العقار ..كانت تمشي بسعادة وهي تتخيل سامر يمسك يدها ويتجول به في الحديقة دون خجل من ووجهها .وفي ذالك الحين دلفت حنين وشيري العقار ..
دخات رائحة الرنجة والفسيخ انف شيري فوضعت يدها علي انفها بتقرف ..

شيري بتأفف:-
-انا مش عارفه الناس اللي بيعملوا الرنجة والحجات دي بيأكلوها ازاي بس ..
حنين بإيجاب :-
-فعلا ريحه مقرفه أوووي ..

لمحت شيري رقية وهي تأتي ناحيتهم فنظرت إليها بتعالي وقالت بتأفف :-
-مقرفه أووووي أوووي ياحنين ..وأشكال تقرف بنشوفها ..

لم تفهم حنين من تقصد شيري ,فنظرت في إتجاه رقية فتذكرتها علي الفور فهي التي حاولت مساعدتها عندما كان جااسم يجذبها من شعرها .أبتسمت حنين لها بطيبة ,كذلك فعلت رقيةوابتسمت لها فهي الاخري تذكرتها نظرت لرقية لشيري بحرج وخرجت مسرعه من البناية …حيث ينتظرها سامر مع رباب في التاكسي الخاص بمحمد ..

شيري بغضب :-
-ربنا يحرقك اكتر ما انتي محروقة ياشيخة ..

حنين بتعجب :-
-بتتكلمي عن مين ??

شيري بسخط :-
-عن الزفته اللي لسه خارجه دي ..

حنين بلوم :-
-حرام عليكي دي شكلها طيوب وغلبان خالص ..

شيري وهي تلوي فمها بتهكم :-
-طيوبه ..طب ياختي يله عشان الأسانسر جه ..

استقلوا المصعد ومازالت شيري غاضبة من رقية ..فهي لاتحب رقية مطلقا لان رقية متفوقة في دراستها عكسها تماما فهي دائمة الرسوب ..

كانت الحدائق ممتلئ بالناس ,في يوم مثل هذا الناس يخروجون فيه للترفيه عن أنفسهم ,لإستمتاع بهذا اليوم والاستمتاع بالطبيعة ,كانو الناس يفترشون الارض بالطعام وهم جلوس حوله بسعادة ,فكانت كل عائلة توجد في مكان تأكل وتلعب فيه ,كانت رباب وزوجها واولادها ورقية جالسون في مكان ملئ بالأشجار والخضراء ,فكان الجو ممتع لهم .وكانت رقية سعيدة وهي بجوار أختها وخطيبها ,وايضا سامر كان سعيد بهذه النزهة .كانت رقية تنظر إلي الماره المخطوبين فكان كل شاب يمسك بيد فتاةو يتجول به في الحديقة وهو يتغزل به والفتاة تضحك بصوت مرتفع .كان سامر ينظر إلي رقية بتركيز ويراقبها وهي تنظر إليهم بإعجاب .غضب سامر منها لانها تنظر بإعجاب لمن يغضبون الله اراد أن يوصل لها المعلومة بلين ورفق فأقترب منها وهمس بأذنها :-
-احنا كده بنراعي ربنا ..طول ما احنا حافظين نفسنا ربنا هيحفظنا ويباركلنا ..

فهمت مقصده وشعرت بالحرج من نفسها .فهو يريد أن يحافظ عليها لكي يبارك الله في تلك الزيجة وهي تنظر لأخرين ..هي لم تقصد فشعور انها مخطوبة شعور جديد عليها بالمرة فعي تتصرف بمشاعر أنثي مدفونة ..أبتسمت له بحب وشكرت ربها علي هذا الراجل الصالح ..

كانت تراقبهم عين بغضب .ارادت أن تفتك بهم .ألقي سيجارته ارضا واقترب منهم وهم جلوس بسعادة .اقترب تحديدا من رقية وقال بصوت عالي :-
-اللي يشم النسيم لوحده يفطس يارقية ..
رفعت رقية رأسها لتري المتحدث .فقطبت حاجبها بأستغراب وهي تقول :-
-بيبيرس . !!!

error: