لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)
الفصل الخامس
تسمرت مكانها واصبحت غير قادره علي التحدث عندما رأته يقف امامها وينظر إليها بتعجب شديد ..طلع صوتها بعد مرور من الوقت قالت بخفوت وهي تشير إلي الداخل :-
-الدور الاول الشقه اللي علي الشمال ..
لم يتحرك خطوه واحدة بل ظل ناظر إليها فتره طويله وعلي وجه علامات استفهام كثيره من امرها واخذ يسئل نفسه ايعقل ان تكون هي حارسة هذا العقار ?? افاق من شروده علي صوت راضي ..
راضي وهو يلهث :-
-معلش يابنتي اتأخرت عليكي المستوصف كان زحمه ..وماكنش في مواصلات ..
انتقل جاسم ببصره إلي العجوز الذي يتحدث إلي ابنته ..ونظر إلى الملابس التي كانت يرتديها راضي فكانت عباره عن جلباب من اللون الغامق وحذاء ارضي رخيص الثمن .خجلت رقيه من نظراته التي ينظر بها الي والدها فشعرت بالاهانه من نظراته. رقيه وقد استحوذت عليها بعض من الشجاعه
قالت بجمود :-
-حضرتك واقف كده ليه انا مش قولت لحضرتك علي الشقه ..
حرج من كلامها وتنحنح ودلف داخل البنايه دون ان يتفوه بكلمه .كانت رقيه تراقبه وهي ينصرف من امامها وشعرت انها فعلت الصحيح لانها لاتسمح ان يقلل احد من شأن ابيها ووظيفته ..
راضي بتعجب :-
هو في ايه يارقيه !!..
نظرت الي ابيها بصمت ولم تجيبه ..
وصل جاسم الطابق الاول ..وعرف على الفور مكان الشقه من اثر الاغاني التي كانت مرتفعه للغايه.والباب الذي كان شبه مفتوح وشبه منغلق ازاح جاسم بيده الباب ودلف إلي الداخل واخذ يبحث عن ابنه عمه بعينه ..نظر الي الحاضرين بإشميئزاز واضح وهو يري التجاوزات التي تحدث بين الشباب والفتيات دون حرج ..اتسعت عينه فجأه وهو يري ابنة عمه تتمايل بجسدها بطريقه غير واعيه بسبب إصرافها في تناول الخمور بين جموع من الشباب وصديقتها التي تقف تصفق لهاا .. كور قبضة يده بغضب وبدون وعي اتجه إليها مسرعا وجذبها من خصلات شعرها .وضعت يدها علي فمها بشهقه مكتومه وقالت بسكر وتلعثم :
-ج ج جاسم ..
جز علي اسنانه بغضب شديد :-
-اخرسي خالص ..ده انتي نهايتك النهارده ..
جذبها وسط الجموع المتفرج من الموجودين الذين كانوا يراقبون المشهد بصمت ..كان سوف يخرج بها وهو مازال ممسك بخصلات شعرها ..حتي وقفت امامه “صافي ” قائله بحده :
-ايه يا اخ انت .انت فاكر نفسك داخل زريبه ولا ايه ده بيت محترم ..
نظر إليها من رأسها إلي اخمص قدميها قائلا بسخريه:-
-لا الصراحه الاحترام باين اوي ..
ثم اكمل بغضب :-
اوعي ياست انتي من سكتي بدل وديني اطلبلك بوليس الاداب ..
-في الاسفل
-ايه يابابا الصوت العالي ده ..
قالتها رقيه وهي تقف منزعجه امام الغرفه..
راضي بنعاس :-
-تلاقي صحاب الست شيري اتخانقوا
مع بعضهم زي كل مره ربنا يهديهم ..
اخذت تنظر إلي اعلي بأهتمام شديد
سارت بضعة خطوات حتي استمعت إلي صوت غاضب ..
جاسم بغضب شديد :
-اقسم بربي لقفلك الخرابه دي ..
كانت تنظر إليه “صافي” بأعجاب شديد وهي تري أمامها شخصية ذات وقار وجمال يقف امامها .فهي رأت كثير من الرجال واختلطت بهم عن طريق عملها ولاول مره تري هذا النوع من الرجال ..افسحت له الطريق ببطء وهي مازالت تحدق به .اخذت تراقبه حتي اختفي من الدرج ووصل إلي اسفل ..
تنهدت بخبث وقالت بوضاغه :
-انت مشيت النهارده ..بس هترجع بكره وعلي سريري كمان ..
ثم اطلقت ضحكه خليعه وهي تغلق الباب ..
اتخذت جانباً بذعر وخوف وهي تراه يجذب فتاه من شعرها وتسقط الفناة علي الارضيه ويرفعها هو بقسوه ..وقعت حنين علي الارضيه وفي هذه اللحظه رأت حنين رقية تقف جانباً
قالت بتوسل: –
الحقيني منه هيموتني ..ساعديني ..
نظرت إليها رقيه بشفقه وتقدمت لكي ترفعها من الارض حتي سمعت غاضب يصرخ بها :
-إياكي تمدي ايدك ليها ..انتي سامعه ..
رفع جاسم “حنين “من الارض بيد واحده ثم جرها خلفه وهي تصرخ من شده الالم ..
كانت رقيه تتابع الذي يحدث بتعجب شديد.. كيف تحول الرجل ذو القلب الطيب الي وحش قاسي كما رأت الان ..
-في قصر الراوي
هبطت صفعه مدويه علي وجه حنين اهتزت لها جدران المنزل .جاسم وهو يضغط علي ايديها بقوة :-
– بتشربي ..اجيبك وش الصبح وانتي سكرانه وبتترقصي في حضن الاولاد ..
هدي بزعر :-
-خلاص ياجاسم .هي مش هتعمل كده تاني..
جاسم بغضب :-
تااني !!لا مهو مفيش مره تانيه عشان لو فكرت تعمل كده مره تاني ..هبقي واقف بأخد عزاها ..
حنين بحده بين شهقاتها :-
-انت مالك بيا اصلا انت هتعمل كبير عليا ..انت مش واصي عليا ..
شهقت كلا من مشيره و هدي بعد عباراة “حنين “الاخيره واخذوا ينظرون إلي بعضهم بخوف واضح ..فجملة حنين سوف تزيد النار إشعال …
جاسم والشر يتطاير من عينه:-
-بعمل كبير عليكي ??..طب انا هوريكي انا هعمل ايه وكبير ازاي ..
-في صباح يوم جديد
تململت فتاة ما عاريه علي فراش ناعم في احدي الشقق المفروشه واخذت تفتح عينها ببطء واعتدلت في نومتها وهي تنظر إلي حازم النائم بجوارها .
الفتاه بصوت ناعس :-
-حازم ياحازم
فتح عيناه بكسل واخذه ينظر إليها بوجه ناعس :_
-ايه في ايه..
الفتاه وهي تفرد ذراعيها في الهواء :-
قووم احنا بقينا الضهر ..
اعتدل من نومه هو الاخر ومد يده واخذه سيجاره من العلبه الموضوعه علي الكومود بجانبه واشعله .ثم قال وهو ينفث دخانه :
-هقوم اروح فين يعني..
الفتاه بتسائل :_
-تروح فين يعني ايه??تروح بيتكم اوجامعتك..
حازم بسخريه :-
بيتنا او جامعتي..لا مانا مطرود من الجامعه ..ولو روحت البيت هطرد كمان ..
الفتاه بإستفسار : –
ليه عملت ايه ??..
لم يجيبها واخذ ينظر إلي جسدها بشهوه ..
كررت السؤال عليه مره اخره
حازم وهو يطفئ سيجارته :عايزه تعرفي انا عملت ايه ??..
هزت الفتاه رأسها بإيجاب ..
اقترب منه حازم لحد التلاصق ثم قال بخبث :
-تعالي وانا هقولك انا عملت ايه ..
فهمت مغزي كلامه واطلقت ضحكه خليعه ..ثم غرقوا في معصية الله ..
_في مقر شركة الراوي
كان يمشي شاب في ممر الشركه ذو بشره سمراء.مقبل علي الثلاثينات من عمره .تدل ملامح وجهه علي المرح ..كان يمشي يمزح مع الجميع حتي وصل امام مكتب رئيس مجلس الادراه
“معتز “وهو يقفز علي مكتب السكرتيره ويجلس عليه ثم قال بمرح:
-بسوووومه ..البسبوسه ..تستاهل 100 بوسه ..
نظرت إليه بسمة بوجه غاضب :-
-افندم ..حضرتك ..
معتز بتنحنح :-
-احم احم..خلاص متزعليش نخليهم 200 بوسه ..
..ثم غمز لها
زفرت بضيق وغضب ولم تعيره اي اهتمام ..
معتز وهو يمسك بأحد الاقلام :
-قوليلي يابسومه ..هو البوص اتأخر كده ليه ..
بسمه وهي تبتسم بشماته :-
-جاسم بيه من بدري هنا..وقالب الدنيا عليك..
قفز معتز بفزع قال وهو يقف امامها:-
-ايه من بدري هنا وسيباني كل ده
بسمه بسخريه :-
-عشان تبطل تستظرف تاني مره ..هتوحشني ياميزو ..
تصنع البكاء وهو يقول :-
انا مكنش لازم ازعل امي النهارده …
طرق علي الباب طرقات خفيفة خفيفه فلم يسمع جواب ..ففتح باب المكتب ببطء وهو يمشي علي اطراف له حتي لايصدر منه اي صوت ..
جاسم وهو واضع رأسه بين كفيه :-
تعالي يازفت ..
معتز وهو يعتدل في وقفته :
احم احم ..صباح الخير ..
جاسم :
اتأخرت كده ليه ??..
معتز وهو يتصنع البكاء: –
-اسكت ياجاسم مش ابويا عااوز يطلق امي ..وانا قاعد من الصبح اهدي فيه مفيش فايده ..يرضيك يعني انا وامي واخواتي نتشرد في الشوارع ..يرضيك ..
جاسم بسخريه :-
-لا طبعا ميرضنيش .بس ابوك مفتكرش يطلق امك غير بعد ما مات بعشر سنين ”
معتز بإيجاب :-
-شوفت بقا الراجل كبر وخرف في القبر ..شكله شافله واحده ميته ولاحاجة لفت عليه هناك ..
ضحك جاسم علي حديثه رغماً عنه علي كلام صديقه فهو الوحيد القادر علي تغير مزاجه ..فهو صديقه منذ الطفوله