لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)
الفصل الواحد والأربعون.
“الراجل الحنين رزق✋”
وكأن المنزل أصبح يشبه قاعة أفراح من حيث التزين بعناية والبلون مختلف الأشكال والألوان موضوع بشكل دائري رائع علي الحائط ويحتوي علي حروف كلمة رقية، والطاولة التي توضع في المنتصف وموضوع عليها قالب حلوي (تورتة) يتكون من خمس طوابق فوق بعضهم وفي الطابق الأخير يوضع دميتين صغيرتين تمثل عريس وعروسته.. والورود المنتشرة في الأرضية بعشوائية والشموع الخاصة بالمناسبات…… إلخ
أتسعت عينها من هول المفأجاة ووضعت يدها علي فمها بإنبهار من جمال المنظر.. فأقترب جاسم وهمس بجوار إذنها:-
-قولتي مش عاوزة فرح وده حقك، لكن حقي أنا برضه أحتفل بالإنسانة اللي دخلت قلبي…
ولم يعطي لها مجال للتعبير بأي رد فعل سحبها وسار بها إلي غرفة نومهما وولج بها… وأضاء النور ليظهر عن مفاجئته الثانية والتي كانت عبارة عن ثوب زفاف في منتهي الرقي والجمال موضوع أعلي الفرأش المنثور عليه الورود ويأخذ شكل قلب، لمعت عينها بدمعة فرحة مننظره السعادة منذ الكثير وتسللت الأبتسامة علي وجهها.. أقترب جاسم منها قائل بإبتسامة :-
-قدامك خمس دقايق وتجهزي ياعروسة…
إلتفتت إليه برأسها وهزت رأسها عدة مرات بعدم تصديق وهي تبتسم بسعادة، وضع قبلة علي وجنتيها وغادر الغرفة…
ظلت تنظر إليه بترقب وهي تضع يدها علي موضع قبلته حتي أختفي عن أنظارها فأسرعت نحو الباب وأغلقته.. وركضت في إتجاه الفرأش لتنتشل الثوب وتحتضنه وهي تدور به بحركة دائرية بينما هي تدور سقطت تلك الدمعة اللامعة ويليها شلال دموع يجري علي وجنتيها بفرحة… فاليوم تحققت أمنياتها التي كانت مستحيله بالنسبة لها فثوب الزفاف التي تخيلت نفسها ترتديه يوماً هو الأن بين أحضانها وبعد دقائق سوف يوضع علي جسدها، فبعدما كانت تنظر إليه من خلف زجاج وتتأمله بحزن الأن معاها ولايبعدها عنه وعنها شئ… توقفت عن الدوران لتستعد لليلة زفافها مع زوجها بمفردهم…
في خلال اليومين راجع هو فيهما حساباته الماضية، فشعر بالخذلان من نفسه فسمح لنفسه يكون إنسان سئ بسب خائنة لاتستحق أن ينطق بأسمها، فقد أضاع عمر من عمره في سبيل الحزن منها وعليها، حتي تتدرج في أفعاله حتي أخطأ في حق والدته تلك الأمانة التي تركها له والده في حمايته، االأمانة التي كانت أم وزوجة وشقيقه وكانت كل عائلته فهي نبع الحنان هي الحياة ، وخان ثقة صديقه فيه، قرر البدء من جديد فركل الماضي بكل أوجاعه خلفه، وكفكف دموعه، ونظر نظرة مستقبلية قد تنير له الطريق الصحيح أمامه، عاد إلي منزله وهو يحمل في خفاياه نية جديدة وقرارت حاسمة سعيدة، ولج إلي الداخل وسار عدة خطوات في إتجاه غرفة والدتها ولكن صوت باكي راجي جعله يتسمر في مكانة وقد أهتز قلبه وإنحني ندماً وأسفاً..
كانت “ماجدة” تجلس علي سجادة الصلاة بعدما إنتهت من إداء فريضتها وتدعى ربها أن يهدي إبنها الوحيد كانت تبكي وتتوسل إلي الله لكي يُغفر له ذنوبه قائلة ببكاء:-
-يارب أهديه ليا ولنفسه وسامحه يارب سامحه ياعظيم ومتزعلش منه لما بيرفع صوته عليا أنا مسامحه في حقي والله،انا ببكي عليه مش منه سامحه يااارب..
وأثناء دعائه شعرت بجسد يرتمي عند قدمها ويقبلهم قائل بأسف:-
-حقك عليا ياأمي أسف والله والله أسف..
رفعت رأسه من علي الأرض وإحتضنته وهي تبكي إحتضنها بقوة كطفل رضيع وهو يقول بدموع:-
-والله هخلاص أنا هتغير وارجع زي زمان هرجع ادير شغلنا في الشركة وهبدأ من جديد وعمري ماهنزل دمعة من عينك تاني، ولاهشرب تاني الخمره دي مش هتدخل بوئي تاني..
أبتعد عنها قائل بإبتسامة من بين دموعه:-
-وعارفة ياست الكل خلاص هبعد عن طريق رقية ومش هاجي ناحيتها تاني..
أبتسمت بفرح وهي تمسح دموعها قائلة بعدم تصديق:-
-بجد بجد يابيبيرس..
أومأ رأسه بإيجاب وهو يبتسم، لتجذبه إلي أحضانها مرة أخرى، وترفع رأسها بإبتسامة شكر إلي ربها …
أنتهت من تجهيز نفسها ووقفت أمام المراه لتري إنعكاس صورتها وهي تدمع فرحاً، أستدارت لتتفحص فستانها العاري فهو بدون أكتاف ويكشف عن منتصف ظهرها ومن الأمام يُظهر مفاتنها بوضوح ، حلت شعرها لينسدل علي ظهرها ويغطي جزء منه وقامت بتمشيطه وقامت بوضع جزء منه علي كتفها وتركت الباقي خلفاً… تنهدت بتوتر وهي تعض علي شفتيها بخجل فسارت بضعة خطوات وهي تحمل بيدها فستانها من الأرض حتي تستطيع السير.. وأخذت حجابها من علي الفرأش لتخفي به ذراعيها كشال… وأبتلعت ريقها بتوتر وخجل وهي تسير نحو الباب لتفتحه وتخرج إلى زوجها، كان ينتظرها علي ضوء الشموع فقد أغلق الأنوار وأشعل الشموع الهادئة.. كانت تسير على إستحياء وهي تنظر إلي الأرض ورفعت رأسها بهدوء لتلتقي عينها بعين عاشقة،لم يعطي نفسه وقت لكي يتأمل بها فضغط علي زر الريموت الإلكتروني الصغير الذي في يده لتصدر موسيقي وتبدأ نغمات رومانسية عاشقة، وأقترب منها ببطء ببدلته الأنيقة السوادء الداكنة وهو يحملق بها بحب وإعجاب، شعرت بقشعريرة تسري في جسدها وهي تراه يقترب منه ووقف أمامها بصمت لينزع الحجاب التي تضعه علي كتفها ويلقيه أرضاً ، ليجذبها حتي تصطدم بصدره ويجعل يدها تحاوط عنقه ويحاوط هو خصرها ليأخذها هو في أول رقصة لهما يتمايل بها وهو يرسل لها نظرات عاشقة وكأن عينيه هي التي تُغني وتطرب…أسمي♥♥
إسمي يفرق في إيه وياكي
انا حد عاشق ولقاكي انا إنسان
عمري لو ألف عام في عنيكي
بلاقيني طفل وبلاقيكي دفا وأمان
إسمي يَفْرَقُ فِي إيهِ وياكي
أَنَا حَدَّ عَاشِقُ ولقاكي أَنَا إِنْسَانُ
عُمَرِيٌّ لَوْ أُلِفَّ عَامُّ فِي عنيكي
بلاقيني طِفْلَ وبلاقيكي دَفَا وَأمَان
وكأنهم في عالم أخر كل كلمة تصدر من مشغل الموسيقي كأُن جاسم يرسلها إلي رقية،، تلك اللحظة العاشقة جعلت جاسم يميل ليلتقط شفتيها بفمه ببطء ليبث فيها عشقه وحبه، أماهي قلبها الصغير العاشق وجسدها النحيل لم يملكان شيء لفعل أي رد فعل وبعد قليل كان رد فعلها حاوطت عنقه وكأنها تعلن رأية الإستسلام لقبلته التي أستمرت لوقت طويل وبينما هويتابع قبلته حملها وأخذ يدور بها ليفترش فستانها في الهواء وبعد وقت قليل توقف عن الدوران وقد أبعد شفتيه عن شفتيها وهو يلهث بشدة وهي أيضاً فقد توردت وجنتيها من الخجل وهي تتنفس بصعوبة ..
مر الوقت عليهم وإنتهي مراسم الزفاف الخاص بهما بعدم قاموا بتقطيع قالب الحلوي واللحظات العاشقة بينهما…
-في داخل غرفة نومهما…
تجلس رقية على الفرأش الوثير ذو الملمس الناعم بثوبها الأبيض وتهز قدميها وتفرك كفيها معاً بتوتر وخوف وهي تري جاسم قد إنتهي من تبديل ملابسه وقد إرتداء بنطال أسود من القماش فقط دون شئ أعلاه فكان عاري الصدر، رمقها بحب وإتجه نحوها وجلس بجوارها علي الفرأش وأحاط كتفيها بيدها قائل بإبتسامة هادئة :-
-أيه ياحبيبي مش هتغيري ولا أيه..
أبتلعت ريقها وهي تجيب بتقطع وخجل:-
-ت ت ت تحت الشنطة ال اللي فيها الهدوم ف في العربية تحت..
جاسم وهو ينهض قائل بهدوء :-
-هكلم الأمن تحت خليهم يطلعوها..
وقفت هي علي عجالة قائلة بصرخة:-
لاااااااااااا لا..
قطب مابين حاجبها بإستغراب، فأكملت هي بتوتر :-
-آآ أصل الساعة دلوقتي أتنين فأكيد ناموا بلاش نصحيهم حرام…
جاسم بتأثر مزيف :-
-ياحراااااام تصدقي عندك حق…
أبتسمت بهدوء وجلست كما كانت تأخذ وضع التوتر والإرتباك، تنهد جاسم بهدوء وقد فهم شئ، جلس بجوارها وأمسك كفها بحنان ووضع قبلة عليه قائل بتسائل :-
-رقية أنتي خايفة؟؟..
شعرت ببرودة تسري في جسدها عقب سؤاله، ف بماذا تجيبه وهي لاتعرف سبب لخوفها هل من الموقف نفسها أنها سوف تكون معه وبالطبيعي سوف تخجل، أما تشعر بالخوف لتري التقرف والإشميئزاز علي وجهه خصوصاً إذا رأي موضع الحرق البسيط بعد فخذيها… نزلت دمعة منها وهي تستدير له وتنظر أرضاً وتهز رأسها بإبجاب قائلة برجاء ونبرة باكية:-
-ممكن مفيش حاجة تحصل بينا النهاردة..
رفع رأسها بيده وجذبها إلي أحضانه قائل بجدية وحنان:-
-طبعاً ياحبيبتي اللي أنتي تعوزيه…بس بلاش تبقي خايفه مني كده ..
أبعدها عنه وهو يحتضن وجهها بكلتا يده ويمسح بإصبعه الدمعة من علي وجنتبها قائل بنبرة جادة صادقة:-
– خدي الوقت اللي أنتي عايزاه لحد ماتبقي مستعدة جسمانياً ونفسياً لحاجة زي دي، أنا عارف ومقدر إني الموضوع بيكون صعب علي أي بنت في يوم زي ده، وأنا مش حيوان بيجري وراء شهوته وغريزته وبس أنا كفاية عليا النهاردة أني أنام جمبك ودي بالدنيا ..
رمقته بإمتنان وهي تبتسم له بشكر وحب..
ثم تابع بمرح وهو ينطر إلى ثوبها قائل بمرح:-
-طب ياست نجيب الشنطة بقا عشان تغيري الفستان وتعرفي تنامي، وبلاش الأفكار القذرة التانية اللي في دماغك دي..
أبتسمت بخفة وهي تشيح ببصرها إلي الناحية الأخري قائلة بخفوت:-
-مش مشكلة هنام كده عادي لحد الصبح..
أبتسم ونهض وإتجه نحو خزانته وأخرج منها حله رياضية سوداء خاصة به.. ثم عاد لها ووضعها بجوارها وإتجه إلي درج الكومود وفتحه وأخرج مقص وعاد لها مرة ثانية ووضعه بجوارها إيضاً قائل بإبتسامة وهو يشير بعينه :-
-ظبطي الطقم علي أدك،، أعمل أيه متجوز أوزعه..
ضحكت وهي تقول بمرح :-
-إنت اللي طويل زيادة عن اللزوم..
جاسم بمزاح وهو يتجه نحو الباب :-
-طب ياستي أنا هخرج أتفسح في الصالة شوية لحد ماتخلصي…
غادر الغرفة وهي تبتسم بحب وسعادة، وأمسكت المقص لتبدأ عملها…
بعد مرور وقت قليل إنتهت من عملها وإرتداءت الحلة الرياضية بعدما وضعت لمسات يدها فيها عدلت شعرها وهي تتفحص الطقم بعناية فأصبح البنطال بنتاكول يصل إلي مابعد الركبة بقليل أما الجاكيت العلوي وصل كان قصير يصل إلي خصرها.. تنهدت ببعض من الرضا…
دلف جاسم وهو يطلق صغيراً عالياً قائل بإعجاب :-
-إيه الجمال ده بس، قوليلي ياشاطرة جايبة الطقم الجامد ده منين..
عقدت يديها أمام صدرها بتهكم :-
-والله!! هو أنت من النوع اللي بيعاير من أولها كده…
سار وهو يقول بمرح:-
-طبعاً ده أنا أبو المعايره أصلا مش هدومي ياجدع…
ثم همس بجوار أذنها قائل بغزل :-
-بس الطقم هيأكل منك حته .. أنا لو أعرف كده كنت جبت 100 منه..
توردت وجنتيها خجلاً وعادت خصلة من شعرها إلي الخلف وأبتعدت من أمامه وسارت نحو الفرأش رفعت الغطاء وتدثرت أسفله.. أبتسم هو وإتجه إلي الجهه الأخرى من الفرأش فأمسك وسادة ووضعها في المنتصف كفاصل بينهم لكي تطمئن، وقف وهو يقول بجدية مصطنعة لكي يلين الموقف :-
-معلش بقا ياشاطرة أحنا صعايدة ومعندناش رجالة تنام جمب ستات.. أنتي عايزه أهلي يطخوني عيارين ولا أيه…
ضحكت بقوة وهي تضع يدها علي فمها، أما هو تدثر أسفل الغطاء وهو يبتسم توقفت عن الضحك فقالت بخفوت :-
-تصبح علي خير…
رمقها بعشق من أعلي الوسادة قائل :-
-يااارب أصبح عليكي…
تسللت أشعة الشمس الذهبية إلي غرفة نوم العاشقان لتصوب أشعتها علي وجه رقية التي تملمت بتكاسل في فرأشها وفتحت جفونها ببطء وبعد ثواني أعتدلت جالسه وهي تتثاؤب وتفرد ذراعيها في الهواء.. وهي ترمق زوجها النائم خلف الوسادة بعشق… أبتسمت وهي تزحف لكي تبعد الوسادة الحاجز بينها وبين زوجها أقتربت منه وهي تبتسم بخجل وسندت وجهها علي كفها وهي تتأمله فهي حتي الآن لاتصدق أنها أصبحت على ذمة راجل بل عاشق ، حتي في نومته وسيم بصدره العالي الذي يبرز منه العضلات، وشعره الكثيف وأهدابه الكثيفة التي تزين جفنه المغلق وملامح وجهه الرجولية.. حسدت نفسها عليه فهي المشوهة تتزوج من ذلك الوسيم، ثم رمقته بحذر لتتأكد من غفلته وأقتربت بهدوؤ لتضع قبلة رقيقة علي وجنتيه، عضت علي شفتيها بحذر ثم رفعت الغطاء من عليها ونهضت من علي الفرأش وإتجهت إلي المرحاض الملحق بالغرفة لكي تغسل وجهها لكي تفيق أكثر،وبعد دقائق خرجت وهي تجمع شعرها بطريقة دائرية بما يسمي باللغة الشعبية (الكعكة ) ثم نظرت إليه بتفكير، حتي أكتسب ذهنها فكرة دائما تري الزوجات يفعلونها مع أزواجهن في المسلسلات والأفلام السينمائية.. أبتسمت وسارت لكي تغادر الغرفة وتبدأ عملها بكل حيوية ونشاط فهي أصبحت سيدة منزل الأن خرجت وأغلقت الباب بهدوء خلفها.. وولجت إلي الصالة وقامت بتنظيفها من أثار زفافهما أمس.. كانت تعمل بكل حيوية ونشاط فهي كانت تحلم أن تصير سيدة منزل لكي تهتم بمنزلها وبزوجها والأن هي تفعل ماكانت تحلم به والسعادة تغمر وجهها وبعد إنتهاء عملها في الصالة، دلفت إلي المطبخ لكي تجهز الفطور لزوجها بكل حب فقد حرصت علي رص ووضع الطعام في الأطباق بشكل منظم وجميل.. وقامت بأخذ الطعام المنتهي إلى مائدة الطعام… وأخيراً تناولت صحن البيض بالبسطرمة التي تعشقه بشدة وخرجت به من المطبخ ووضعته علي المائدة ثم أعتدلت في وقفتها وهي تتفحص الطعام بإعجاب وإنبهار فوضعت يدها في خصرها قائلة بغرور مصطنع:-
-ووالله تنفعي ست بيت وشيف ياروكا…
ثم إستدارت وهي تتجه نحو غرفتهما لكي توقظ زوجها.. فتحت باب الغرفه
وتسللت منه بهدوء وهي تمشي علي أناملها حتي جلست بجواره علي الفرأش وهي تسير بيدها علي صدرها العاري وهي تتبتسم بخجل، ثم وضعت يدها علي ذقته لتتحسس اللحية الصغيرة التي نبتت له وسوف تزيده وسامة علي وسامته…أقتربت منه لكي تهمس بهدوء بجوار إذنه لكنها فوجئت به يفتح عينه ويجذبها لتكون أسفله ويجثي هو فوقها،أتسعت عينها بصدمة أما هو أبتسم بمكر وهو يمسك ذقنها بيده قائل بمداعبة :-
-محدش قالك ياشاطرة عيب إنك تلعبي مع الولاد كده…
إبتلعت ريقها وهي تقول بتلعثم :-
-آآآ أنا كنت جايه أصحيك عشان الفطار..
ضيق عينه قائل بإستغراب :-
-فطار!!..
أومات برأسها سريعاً.. أما هو أقترب من وجهها قائل بمكر :-
-فطار إيه ده إن كان الفطار قدامي دلوقتي..
عقدت حاجيبها بإستغراب وكادت أن تتفوه ولكنه أبتلع جملتها داخل فمه حينما إنحني وإلتقط شفتيها في قبلة خاصة للصباح.. وبعد دقائق إبتعد عنها ونظر إلي وجهه فكانت تغلق جفينها أبتسم وهو يهمس بجوار إذنها :-
-أهو الفطار بيبقي كده… صباح الخير بقا…
ثم أبتعد عنها ونهض من الفرأش، وإتجه إلي المرحاض بنفس الإبتسامة ، أماهي ظلت غامضة العين وتسرح في خيالاتها ووضعت يدها علي شفتيها موضع قبلته، وفتحت عينها وهي تبتسم بخجل وتتدفن رأسها في الوسادة، وبعد دقائق نهضت من علي الفرأش وقامت بتعديله وغادرت تنتطر زوجها في الخارج…
_في قصر الراوي..
جالسه في الحديقة علي الأرجوحة وهي شارده في ذكرياتها مع جاسم، تفتقده بشدة وكأن الدماء نشفت في عروقها، وكان روحها غادرت جسدها فهي تشعر بإحساس اليتم بالفعل، فهو حقاً كان أبيها، فالفترات التي غادر هو فيها وأبتعد وغضب عليها شعرت بالوحدة لا أحد يهتم بها حتي والدتها لم تسألها عن أي شيء خاص بحياتها ولم تعلم أي شيء عنها… فهي أفتقدت خيالها (جاسم) كان معاها في الصغيرة والكبيرة فكان يقلق عليها إذا تأخرت ثاتية واحد عن ميعاد إستيقاظها.. حركت الأرجوحه بيأس وهي تردد في نفسها ندماً “ليت الزمان يعود يوماً، وأعود طفلة صغيرة حتي أنعم بتدليله مرة أخري..
-في غرفة حنين في الأعلي….
تنظف خادمة من خدم القصر غرفة حنين، وإستغلال فرصة عدم وجودها فيها في هذا الحين، حتي تستطيع التنظيف بحرية أكثر ولا تشتكي السيدة الصغيرة من الأتربة، إنتهت الخادمة من إزالة الأتربة من الشرفة وقامت بتلميعها، وولجت إلي الداخل لكي تبدل الفرش الخاص بالفرأش فرفعت الغطاء ووضعته علي الأريكة ذان اللون البمبي ، وبينما هي ترفع الوسادة لفت نظرها وجود علبة سجائر أسفل الوسادة، عقدت حاجبيها بإستغراب ومدت يدها لتلتقط العلبة قائلة بإستغراب :-
-أيه جاب السجاير دي في أوضة الست حنين..
وفي هذه اللحظة دلفت هدي من باب الغرفة المفتوح وبحثت بعينها عن إبنتها قائلة بنبرة جادة :-
-أومال حنين فين؟؟..
الخادمة بهدوء :-
-أنسة حنين في الجنينة تحت ياست هانم…
أومأت هدي برأسها ثم قالت بلهجة أمر:-
-طب إخلصي شوفي شغلك..
كانت سوف تغادر الغرفة ولكنها لاحظت وجود شيء في يد الخادمة فقالت بجمود وهي تشير بيدها :-
-أيه اللي في أيدك ده..
نظرت الخادمة سريعاً إلي يدها ثم عاودت النظر إلي هدي قائلة بلهجة تفريى :-
-دي سجاير لقيتها هنا تحت المخده بتاعة أنسه حنين..
أتسعت عين هدي بصدمة وإتجهت نحو الخادمة وخطفت من يدها علبة السجائر ونظرت لها بذهول هل ممكن تخص إبنتها…
ولجت إلي داخل القصر وهي تمسح دموعها، سمعت صوت مشيرة الغاضب وهي تقوم بتوبيخ خادمة ما قامت بكسر شئ ثمين.. لوت فمها بتهكم وصعدت الدرج فهذا السيناريو يتكرر كل يوم من زوجة عمها وقد سئمت منه بشدة، سارت في الممر العلوي وهي تمسك رأسها بتعب وتحتاج إلي سيجارة من علبة سجائرها لكي تقتل ألم وصداع رأسها رأت الخادمة تخرج من غرفتها وتسير وهي تخفض رأسها في الأرض .. تنفست الصعداء لكونها تستطيع الأنفراد بسجائرها ولايراها أحد، أدارت مقبض الباب ودلفت وأغلقته خلفه.. وإستدارت لتتسمر في مكانها وهي تري والدتها جالسة علي فرأشها وملامح وجهها غاضبة…
حنين بتعجب :-
-ماما..
رمقتها هدي بقوة ورفعت علبة السجائره في وجهها قائلة بحده:-
-بتاعة مين وإيه اللي جابها عندك..
إبتلعت حنين ريقها فرفعت رأسها بشموخ وشجاعة :-
-دي بتاعتي أنا…
رمقتها هدي بذهول وصدمة ونهضت من الفرأش وأقتربت منها قائلة بعدم تصديق:-
-يعني أيه بتاعتك برضه عايز أفهم، أنتي عاوزة تقولي إنك بتشربيها..
ثم أمسكت ذراعها بقوة قائلة بصياح:-
-من إمتا وإنتي بتشربيها، ده أنتي حتة عيلة مين عرفك الحاجات دي إنطقي..
سحبت حنين ذراعها بقوة وهي تقول بجمود :-
-ياسلام دلوقتي عيلة، ولو أنا عيلة كنتي هتموتي وتجوزيني جاسم ليه. كنتي فرحانة إني غيرت طريقة لبسي وبقيت واحدة ممكن تزغلل عين إبن عمها ليه..أنا مش صغيرة ياماما أنا عندي 19 سنة تعرفي كده …
ثم تابعت بتهكم وهي تعقد ساعديها أمام صدرها :-
-ولا أنا بكون كبيره في حاجات وحاجات لا، لما أكون هأمن ليكي أسهم أكتر في شركة الراوي بإستغلال حب جاسم ليا يبقي أنا كده كبيرة لكن غير كده لا صح، طول مافي حاجه مفيهاش
مصلحة ليكي يبقي أنا عيلة…
جزت هدي علي أسنانها بغضب ورفعت يدها لتنزل صفعة علي وجه حنين، وضعت حنين يدها علي وجنتيها وهي تىمق والدتها بصدمة فأول مرة في حياتها تمد يدها عليها، تتحدث حنبن بحزن قائلة :-
-تعرفي ياماما أنا عمري ماحسيت إني يتيمة أد دلوقتي وجاسم مش معايا..
رمقتها هدي بغضب ،أماهي فقد تحولت فجأة قسمات وجهها من الحزن إلي الشراسة، فأختطفت علبة السجائر من يد والدتها وأخرجت سيجارة وأخردت ولاعتها الموجودة في العلبة أيضاً وقامت بوضع السيجارة ببن شفتيها وقامت بإشعلها ونفثت الدخان في الهواء وهي ترمق والدتها بتحدي..
أما هدي وكأنها أصابتها جلطة من التحرر والإنحلال الذي أصاب إبنتها ، فالأمر يحتاج بصورة عاجلة إلي جاسم لكي ينهي هذه المهزلة…
-في شقة العروسين..
تجلس رقية علي المائدة تنتظر خروج جاسم بفارغ الصبر وفقد أوشكت علي إن تلتهم الأكل كله بمفردها، زفرت بضيق وهي تسمع الأصوات الغريبة التي تصدرها باطنها من الجوع، تلفتت حولها بحذر فلم تجد له أي طيف يبشر بالخروج، فأبتسمت بخبث وهي تنظر إلي الطعام وتقطع الخبز لتلتهم وجبة البيض بالبسطرمة التي تعشقها، كانت تقوم بإنتقاء البسطرمة من وسط البيض فهي عادة منذ الصغر فيها إلتهمت نصف الطبق وبينما هي تتابع أكلها، سمعت صوت باب الغرفة، فبلعت الطعام علي عجالة ونظفت فمها ويدها ،وأخذت تلعب في شعرها وهي تصطنع الإنتظار. خرج هو بالبنطال الرياضي الرمادي وأعلاه تيشرت أسود رياضي نصف كم يبرز عضلاته، أما شعره مبلل بالماء ويزيده جاذبية،أقترب منها بإبتسامة ووضع قبلة علي وجنتيها ، ثم حملها من مقعدها وجلس هو وأجلسها علي قدمه كطفلة صغيرة ، أشاحت ببصرها بعيد عنه قائلة بخجل:-
-ليه كده..
تناول هو قطعة خبز محشوه جبنة ووضعها داخل فمها قائل بحب :-
-عاوز آكل مراتي وأخد ثواب عندك مانع..
إبتلعت الطعام في فمها بهدوء قائلة بخفوت:-
-طب وأنت مش هتأكل…
جاسم بخبث وهو يتناول قطعة أخري :-
-لا أنا هاكل دلوقتي حالاً أهو..
وضع القطعة بفمها وقبل أن تبتلعه ويدخل داخل فمهما ، آنحني سريعاً وتناول نصفة من فمها إنتهت قطعة الخبز وأكل شفتيها في قبلة وبعدما أبتعد عنها دفنت رأسها في كتفه خجلاً…
نظر هو إلي طبق البيض بالبسطرمة ولكن هو لا يري إلا بيض فقط وبواقي بسطرمة، عقد حاجبيه بتعجب قائل بمرح :-
-هو أنتي كنتي عازمة حد قبلي علي الفطار يارقية؟؟…
ضحكت وهي مازالت رأسها في كتفه، ضحك هو الأخر قائل بعتاب مزيف:-
-أخص عليكي وانا اللي فاكرك مستنياني، وعمال أكلك في بوئك..
ظهرت وجهها وهي تقول بنبرة جادة بخفوت مغيره للموضوع :-
-تحب تتغدا أيه النهاردة..
كان سوف يخبرها أنه سوف يطلب اأكل من الخارج ولكنه رأي في عينها نظرة متحمسة سعيدة نطرة إمراء تحقق حلمها وتريد تشعر بإنها سيدة منزل مثل جميع النساء ، رفع كفها إلي فمه وقبله قائل بحنان:-
-أي حاجة ياحبيبتي، أي حاجة من الأيد دي هتعجبني..
ثم تابعا الإثنان طعامهم، وسط خجل رقية وكلام جاسم المعسول وغزله وطعامه الذي كان يتناوله من فمها…
وقفت رقية بكل سعادة وحماس في المطبخ وهي تربط علي خصرها المريلة الخاص بالمطبخ، وأمسكت السكين وبدأت في تقطيع الخضروات واللحوم وهي تدندن بسعادة، أماهو في الخارج يتأمل كل حركة تصدر منها كل نظره عين، كل دقة قلب وكأنه يسمع نبضات ودقات قلبها، وفي لحظة تقابل نظر الأثنين ، أبتسم جاسم وهو يهمس في الهواء قائل ببطء “ب ح ب ك”
أشاحت بصرها سريعاً عنه وهي تضع يدها علي قلبها فسقطت دمعة سعيدة من عينها، أراد هو أن يشعرها بوجوده معه حتي وهي تجهز له الطعام أراد أن يقول لها مايشعر به الإن وهي أمام عينه، فصمت وترك المايك لصاحبة المجال فتناول الريموت الإلكتروني ليترك الساحة لفيروز لتعبر عن مايدق في قلبه، ليصل إلي قلبها مباشرة…
أنا لحبيبي و حبيبي إلي
يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي
لا يعتب حدا و لا يزعل حدا
أنا لحبيبي و حبيبي إلي
حبيبي ندهلي قلي الشتي راح
رجعت اليمامة زهر التفاح
و أنا على بابي الندي و الصباح
و بعيونك ربيعي نور و حلي
و ندهلي حبيبي جيت بلا سؤال
من نومي سرقني من راحة البال
وأنا على دربه ودربه عالجمال
أستمعت إلي صوت فيروز وهي دموعها تجري علي وجنتيها بفرح غائب منذ زمن وإبتسامة حب علي ثغرها، تنهدت ونطق قلبها قبل فمها قائل :-
-بحبببببببببك…