لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)
الفصل السابع والثلاثون…
“من كتر اللي حصلي كرهت مرايتي معوتش طايقها “??✋?
عاد جاسم وهو ينهي المحادثة الهاتفية الخاصة بالعمل قائل بخشونه:-
-خلاص إتفقنا هخلي معتز يتفق آآآ–
قطع حديثه وهو يضيق عينه بإستغراب لعدم رؤيته لرقية تجلس علي مقعدها كما تركها ..اغلق الهاتف سريعاً وسار بخطوات سريعة وهو يقول بجمود :-
-رقية راحت فين ..
وزعوا انظارهم بينهم ثم تابعوا طعامهم ولم يرد أحد عليه ..ومشيرة تأكل وكأنها لم تفعل شئ…..
ضرب جاسم بقبضته على الطاولة بقوة وهو يقول بحده :-
-انا بسأل مراتي فيين ??..
مشيرة وهي تضع الطعام في فمها قائلة ببرود:-
-مشيت وراحت للشارع اللي جات منه ..
أتسعت عينه بذهول وصدمة قائل بغضب :-
-حصل أيه عشان تمشي حد قالها حاجه ضيقتها ..
ثم نظر إلي حازم نظرات نارية وتوجهه إليه كالشرارة وجذبه من تلاليبه قائل بصوت جهوري غاضب :-
-عملت أيه لمراتي وقولتلها ايه انطق ..
وقفت مشيرة قائلة بحده :-
-هي حصلت تضرب اخوك عشان خاطرها ..سيبه انا اللي مشيتها ..
ترك جاسم حازم وإلتفت إلي والدته قائل بغضب مكتوم :-
-قولتلها أيه ياماما …
جلست مشيرة مرة ثانية ..واجابت حنين قائله بعدم اهتمام :-
-طنط مشيرة مش قالت حاجه ..هي اللي مرضيتش تاكل من المكرونة اللي احنا قدمنها ..
نظر جاسم إلي المائدة حيث مكان صنية المكرونة ..فهز رأسه بغضب واعين يخرج منها لهيب شر ..ثم سمع صوت اخيه قائل بسخرية وهو يعدل ملابسه :-
-مع إنها متفرقش حاجه عن المكرونة هما الاتنين محروقين ..
إلتفت جاسم إليه وبكل مايحمله من غضب في نفسه اخرج فيه حيث لكمه لكمة قوية في وجهه جعلت الدماء تنزف من فمه ولم يكتفي بهذا فأطرحه ارضاً وسدد له العديد من اللكمات حتي أصبح وجهه بالكامل ملئ بالدماء ..تجمع جميع الخدم في القصر وهم مصدومين من فعل رب عملهم فهو دائماً هادئاً لايفعل مشاجرات اويدخل في صراعات عكس مايرونه الأن فهو كالوحش الثائر ..
حاولت كل من مشيرة وهدي تهدية جاسم وإبعاده عن اخيه ..نهض جاسم من فوق أخيه ثم بزق عليه وتوجهه إلي حنين بعدما قام بقطع قطعه صغيره من المكرونة بعد عناء بواسطة السكين ..جثت مشيره بجوار حازم بهلع وهي ترفعه من الأرض وتضع رأسه علي قدمها وهو يمسح دمائه بيده …
تراجعت حنين بضعة خطوات إلي الخلف وهي تري جاسم مقبل عليها ..امسكها بقوة وهو يجبرها علي فتح فمها قائل بغضب :-
-أفتحي بوقك ..
حنين بهلع وهي توزع نظراتها بينه وبين هدي :-
-………………
لم ينتظر جاسم اكثر من ذالك ففتح فمها بقوة ووضع قطعة المكرونة المحترقة بداخل فمها قائل بحده :-
-مش دي اللي رقية مرضيتش تاكلها كليها انتي بقا زي الشاطرة كده ..
ابتعد عنها ..وظلت هي تسعل بقوة وبزقتها في الأرضية توجهت إليها هدي سريعاً وهي تحتضنها وتنظر بغضب إلي جاسم ..
سار هو بخطوات سريعة أشبه للركض في إتجاه الباب لكي يلحق بمحبوبته ولكنه استمع إلي جملة والدته والتي قالتها بحده وصوت عالي :-
“مش عايزه اشوف وشك هنا تاني ياجاسم …روح بقا اترمي في حضن
مراتك في البدروم عند البواب ..
كان يسير بسيارته ينظر حوله بأهتمام.باحثاً عنها اخذ الطريق المؤدي إلي قصرهم بأكمله وعينه لم تثبت في مكان واحد ..ظل يضرب عجلة القيادة بغضب وحزن ..حزن علي عائلته وبالتحديد والدته الذي غضبت منه من اجل حب لم يكن له يد فيه هل يحاسب قلبه لانه دق لفتاة لاتليق بمستواهم المادي فهذه الجملة أخترعها الأثرياء لتحطيم قلوب أبنائهم.. وولدته تريد تحطيمه وهو الذي قضي حياته في سبيل سعادتها وان ينول الرضا منها فهي تعني له الكثير ..
خرجت هي من خلف الأشجار العالية والتي كانت تختبئ خلفهم وهي ترمق سيارته بحزن وهي تسير علي الطريق بسرعة جنونية لكي يبحث عنها ..أسندت رأسها علي شجرة وهي تبكي قائلة ببكاء مرير :-
-مش هقدر والله ماهقدر ياجاسم ..لازم ابعد ولازم تتطلقني أنا غلطانة من الأول سبت مشاعري هي اللي تقودني وتتحكم ..معرفتش أدي نفسي بالجزمة يقوم مافكرت اني زي كل البنات نفسها تحب وتتحب …
ثم جلست ببطء علي الأرضية الخضراء وهي تشهق قائلة :-
-طب انا ذنبي ايه في اللي حصل ..وهو برضه ذنبه ايه ذنبه ايه مايكونش عنده ست حلو زي كل الناس ..ذنبه ايه لما يمشي معايا يسمع سخرية الناس عليا ..هيزهق من العيشة دي والله هيزهق ومش بعيد يخوني ولا يتجوز عليا وهيبقي معاه الف حق في كده ..
ثم تابعت بسخرية من بين دموعها :-
-عندها حق هيبص في وشك أزاي ده انتي نفسك بتخافي تبصي في المرايه لتشوفي وشك فيها ..بس انا مش بخاف زيكم انا مش عاوزه أشوف حاجه تكسرني اكتر ماانا مكسوره ..
ثم صرخت بوجع:-
-انا مش بخاف مني زيكم انا خايفه اتوجع اكتر فأتكسر اكتر واكتر ااااه …
ثم دفنت رأسها في الارضية الخضراء وهي تبكي بقهر وبوجع ..ظلت علي هذه الوضعية حتي شعرت بيد صغيرة تربت علي ظهرها بحنان توقفت عن البكاء ورفعت راسها بهدوء لتجد طفل صغير في السابعة من عمره يبتسم ببراءه لها ..رمقته بتعجب ثم قالت بيرة باكية :-
-أنت مين !!
الطفل وهو صامت ومازال مبتسم ..
كررت السؤال عليه فلم يجبها ايضاً..
رقية بتعجب :-
-انت مش بترد عليا ليه ??..
وضع يده امام فمه وهو يلوح بالنفي امام فمه قاصد انه لايتحدث وانه ابكم ..
فهمت رقية مقصده وملست علي شعره بحنان قائلة بحزن :-
-ياحبيبي …
اقترب هو منها ومسح دموعها التي مازالت علي وجنتيها وهو يشير إلي السماء بإبتسامة صادقة ..نظرت إليه بعدم فهم قائلة :-
-السما مالها …
هز رأسه بالنفي ..واشار مرة ثانية وهو يضم يديه معاً كوضع دعاء ..
رقية بتخمين :-
-قصدك ربنا …
هز راسه بالأيجاب وهو يبتسم ..
ثم أشار لها بيده قاصد ان يقول لها “ربنا موجود ”
صمتت رقية فترة قليلة وهي تنظر له بإبتسامة فهو محق فذو السابعة يقول لها ذالك وهي تبكي جذبته إلي احضانها قائلة بإيمان :-
-ونعمة بالله ياحبيبي ..اهو احنا بقا ملناش غيره ..
أصطف جاسم سيارته أمام البناية وترجل منها علي عجالة ..كان راضي جالس علي مقعده الخشبي وهو يحتسي من كوب الشاي الزجاجاجي فضيق عينه بتعجب وهو يري زوج إبنته قادم عليها بخطوات مسرعة …وقف راضي وهو يبتسم قائل :-
-اهلا اهلا ياجاسم بيه ..
وقف جاسم قبالته وهو يحاول السيطرة علي نفسه حتي لايشك راضي في امره :-
-ازيك ياعم راضي …
راضي بهدوء:-
-الحمد الله يابني ..
ثم تابع بتعجب :-
-هو حضرتك مش هتتغدا مع رقية النهاردة زي مافاطمة قالتلي …أومال هي مجتش معاك ليه ..
فهم جاسم انها لم تأتي إلي هنا حتي الأن ..فابتلع ريقه قائل بجدية مصطنعة :-
-اصل انا نسيت الميعاد خالص ففتكرتها زهقت لما اتأخرت فروحت يعني ..
راضي بنفي :-
-لا يابني مجتش تلاقيها لسه مستنياك قدام الجامعة ..
ثم تابع برجاء ونبرة حزينة :-
-والنبي يابني روح ليها بسرعة ..هي مابتحبش تفضل لوحدها كتير في الشارع احسن حد يت—- يتريق عليها ولاحاجه وهي مش بتستحمل وبتتكسف قدام صحابها ..
شعر بطعنات في قلبه ..فماذا يقول له يقول ان عائلته هي التي تسببت في إهانتها وخجلها وهو معها ولم يقدر علي حمايتها ..هز رأسه بالأيجاب وهو يقول بهدوء اصطنعه :-
-متخافش ياعم راضي ثواني وهكون عندها عن إذنك …
ثم سار وهو يضع يده في خصلات شعره بغضب ثم ترجل السيارة قاصد شركته لكي يستعين بأفراد الأمن في البحث عنها …
ً
-في منزل بيبيرس ووالدته …
تمسك ماجدة بيدها زجاجة الخمر وهي تبكي ..تبكي علي ماحدث لأبنها وتغير أحواله لدرجة انه اصبح سكير ..فعندما كانت ترتب خزانته وجدتها بين ملابسه ….فتح بيبيرس باب الشقة فوجد والدته علي حالتها وهي تمسك بيدها زجاجه الخمر ..أبتلع ريقه ثم قال بحذر :-
-عاملة ايه ياماما ..
رمقته ماجدة بتهكم ونهضت من الاريكة قائلة :-
_لما انت خلاص مشيت وهتعيش لوحدك ..سايب كيفك هنا ليه ??..
قالت ذالك وهي تشير إلي زجاجة الخمر ..
بيبرس بعدم إهتمام وهو يسير في إتجاه غرفته:-
-ماما انا مابقتش صغير واظن انا حر ..
ماجدة بحزن وهي تسير خلفه:-
-صح ..إنت حر تشرب وتسكر وتعيش لوحدك وتبيع نص أملاك أبوك عشان خاطرة واحدة براحتك كل حاجه براحتك ..
ثم تابعت بنزق وهي تتدلف خلفه الغرفة :-
-وكمان عاوز تخرب حياة واحدة وكل ذنبها انها وقعت في طريقك انت واللي أسمه جاسم اللي سلطك عليها ده…
خلع قميصه والقاه بإهمال وهو يقول بحدة :-
-خلصتي بقا اتفضلي أطلعي بره عشان اغير …
ماجده بصدمة :-
-أطلع بره يابيبيرس .بتطرد أمك ..
ثم تابعت بدموع :-
-هطلع يابني هطلع أهو ..
وضعت زجاجة الخمر علي الكومود وخرجت من الغرفة باكية أكثر من الأول ..
بينما هو أمسك بزجاجة الخمر والقاها في المراة بقوة ليسقط الزجاج علي الأرض ويصبح حطام وفتات وينتشر السائل الأحمر في الأرض …
في قصر الراوي …
كانت مشيرة تسير ذهاباً وإياباً وهي وتفكر في الذي حدث مع إبنها وهل هي فعلت الصح بطرده خارج المنزل وايضاً إتصالها منذ دقائق بمحامي العائلة والشركة لكي تخبره سحب التوكيل من جاسم الذي يدير به مجوعة الراوي كما اتفقت مع هدي وحازم وحنين هم
ايضاً بإلغاء التوكيل الذي يضمن له التصرف في نسبتهم في مجموعة الراوي وهذا الإتفاق ضغط عليه لكي يترك رقية …وبينما هي تسير لمحت حقيبة رقية موضوعة علي الأريكة فقد نستها ولم تتذكرها ..أبتسمت بخبث وأتجهت إليها لتفتح سحابها وتفتش في اشيائها ..فوجدت هاتفها والذي يوجد عليها اكثر من خمسين مكالمة فائتة من جاسم ..لوت فمها بتهكم قائلة :-
-وكمان جايب ليها تليفون عمرها ماحلمت بيه هي واهلها …
ثم وضعت الهاتف كما كان …وخلعت خاتم يدها المصنوع من الزجاج (الماظ)
ووضعته في حقيبة رقية وهي تبتسم بمكر ..ثم اخرجت هاتفها وضغطت علي عدة ارقام ووضعت الهاتف علي اذنها لتنتظر الرد حتي اتاها فقالت بجدية :-
-كنت عاوزه ابلغ عن سرقه في قصر الراوي بعد إذنك ..
في شركة الراوي …
“انت بتقول ايه ..انت اتجننت !!”
قالها جاسم بصدمة بعدما أستمع إلي حديث المحامي الأخير ..
المحامي بحرج :-
-والله ياجاسم بيه عندي اوامر بكده اني آآآ الغي التوكيل اللي افراد العيله عاملينه ليك …
ثم تابع وهو يتنحنح :-
-ومن بكره حضرتك آآآ مينفعش تدخل هنا المكتب بصفتك رئيس مجلس الإدارة .. لأن هيبقي في أجتماع وهيختاروا رئيس مجلس إدراة جديد ..
وده لاني حصتك في الشركة بقت قليلة مقابل حصة مشيرة هانم وحازم بيه وهدي هانم وبنتها انا اسف اني ببلغك خبر زي ده بس دي أوامر وقوانين لازم تتنفذ …
ظل جاسم محدق به لفترة طويلة ثم أبتسم ابتسامة خفيفة وهو يضع يده خلف عنقه ثم انفجر في الضحك الهستيري وبقوة ..تبادل كلا من معتز والمحامي نظرات التعجب وهما يرمقون جاسم بإندهاش شديد علي رد فعله الغير متوقع ..
حل الليل وعادت رقية إلي البناية ..ففتحت باب الغرفة فوجدت والدها في إنتظارها وجالس علي الأريكة القديمة ووالدتها غلبها النعاس كعادتها قال راضي بمداعبة :-
-من لاقي أحبابه نسي أصحابه ولا أيه ..
غلقت الباب خلفها وهي تحاول ان تبدو طبيعية قائلة بخفوت :-
-مساء الخير يابابا ..أسفه علي التأخير..
راضي بضحك :-
-بتتأسفي عشان كنتي مع جوزك ..لالا انا ماقدر شكله كده كان يوم حل والوقت سارقكم ..
ابتسمت بسخرية قائلة :-
-كان حلو اوووي أوووي يابابا لدرجة اني كنت بعيط من الفرحة …
ثم تابعت بهدوء:-
-تصبح علي خير بقا أصلي هلكانه من الفرحه ..
وبينما هي تسير إلي غرفتها تذكرت انها لم ترتدي حقيبة يدها ,فشعرت بالخوف يتمكن منها وهي لم تتذكر اين تركتها هل في القصر ام في الشارع وهي تتجول باكية..عضت علي شفتيها بضيق فالحقيبة تحتوي علي الأساور الذهبية التي جلبتهم من أجل والدتها ..والهاتف الباهظ الذي قدمه جاسم لها غمغمت مع نفسها بضجر قائلة :-
-حتي الهدايا مليش حظ فيها …
ثم سمعت صوت طرقات شديدة علي الباب كادت ان تكسره إلتفتت بفزع لتري والدها يرتد إلي الخلف بقوة وكان سيسقط علي وجهه من اثر دفعة الضابط له ثم دخل عدد كبير من العساكر وإنتشروا في الغرفة …
نظر لهم راضي بهلع وهو يراهم إنتشروا كسرعة البرق في منزله ..
راضي وهو يبتلع ريقه قائل بخوف ودهشة :-
-ف– في ايه ياحضرت الظابط !!..
نظر الضابط له بسخط ثم قال بصوت جهوري :-
-فييين رقية راضي ???…