لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)
الفصل السابع والعشرون
توقفت رقية عن البكاء ورمشت بعينها عدة مرات وهي تحاول تصديق انها سمعت صوته يهدئها رمقته بإندهاش قبل أن تقول بإبتسامة علي ثغرها :-
-جاسم أنت سامعني ,انت صحيت ..
أبتسم وهو يجيبها بصوت ضعيف :-
-صحيت !!ليه ه هو ح حد قالك اني كنت نايم ..
أبتسمت وهي تنظر أرضاً قائلة بخفوت :-
-حمد لله علي سلامتك..
اجابها جاسم بحب :-
-الله يسلمك ..
رفعت رأسها لتنظر له ,ولكن لاحظ هو الدموع المحجوزه بعينها ضغط علي كفها برفق قائلاً بهدوء:-
-أحكيلي بقا في أيه ..
تعجبت رقية من فعلته ولكن لم تعقب ,فخانتها دموعها ونزلت كالشلال علي وجنتيها ,تعجب هو من حالها فحاول النهوض فتألم فأصدار أنين منخفض وهو يقول بقلق :-
-حصل أيه قوليلي بس ,مين زعلك ..
رمقته بحزن وهي تقول بخفوت :-
-هحكيلك كل حاجة …
-في كافتيريا النستشفي ..
جالسين جميعاً علي الطاولة ,وهما في حال لايحسدوا عليه فهم خائفون علي جاسم للغاية اردفت مشيرة وهي توجه حديثها إلي هدي قائلة بدموع:-
-أبني هيروح مني ياهدي ,جاسم هيروح ..
هدي وهي تضع يدها علي كتفها :-
-متقوليش كده بس يامشيرة ,ابنك راجل وهيقوم منها علي خير ان شاء الله ..
كانت حنين جالسة كالصنم تشعر ببرودة جسدها ,فهي شعرت بإحساس اليتم مرة في السابق لاتريد أن يعود لها هذا الشعور مجدداً,أغمضت عينها وهي تحاول السيطرة علي نفسها وعلي دموعها …
اما معتز شارد في رقية فهو بحث عنها في كل زاوية في هذه المستشفي ولكن دون جدوي ,فلم يعثر عليها ..ثم كور قبضة يده بغضب وهو يتذكر المحادثة الهاتفية التي علم منها من هو الذي اراد التخلص من جاسم الراوي فهو عادل الشريعي أكبر منافس لهم,يريد التخلص من جاسم لكي تنفرد شركته بالصدارة ,ولكن لايعلم أن خطته فشلت ,ومازال جاسم الراوي علي قيد الحياة ..قال معتز بتوعد :-
-حسابك معايا يا ابن الشريعي هيكون عسير …
_في منزل حماة رباب ,,
وضع سامر حقيبة سفره علي الفراش وبدأ ان يضع مستلزماته فيها إستعداداً للسفر كان فرحاً للغاية ,وهو يتخيل نفسه يعود وهو متعافي من هذا المرض اللعين ,كان يدعو بالخير دائماً لصاحب هذه الشركة في كل صلاة له ,كان يظن انه سيسافر بحري عن طريق البواخر والسفن ولكن كانت مفأجاة له عند علم إن السفر جوي وفي أحداث طائرات ,تعجب من صاحب الشركة الذي يصرف ببذخ علي أشخاص لايعرفهم مطلقاً ولاتعود له منفعة من وراء شفائهم ,فبالتأكيد ثوابه عند الله محفوظ ..
دلفت عفاف من باب الغرف وهي ترمق أبنه بحزن ,فهي لاتتخيل انه سوف يبعد عنها ويذهب إلي بلد أخرى تجهل هي مصيره هناك ..توجهه سامر إليها وإنحني وقبل كفها وهي يقول بهدوء:-
-زعلانه ليه بس يا أمي ,هو انا مش راجع تاني يعني ..
وضعت يدها علي قبعته قائل بنبرة شبه باكية :-
-صعبان عليا فراقك ياضنايا ,صعبان عليا أوووي ..
إعتدل سامر في وقفته وهو يقول بإبتسامة :-
-ادعيلي أنت بس ياست الكل أهم حاجه دعاكي ده ..
رفعت عفاف يدها قائلة بدعاء:-
-ربنا يشفيك يابني ,يشفيك ويرجعك ليا سالم غانم ..
سامر بإبتسامة :-
-أمين يارب
ثم أكمل بحب :-
-اهم حاجه تخلي بالك من نفسك ,ولو الراجل اللي قاعد بره ده زعلك رنيلي بس ,وانا مش هعمل أي حاجه ..
أحتضنته بحنان أموي وهي تقول :-
-يخليك ليا يارب ويحفظك ..ويكرم الراجل اللي هيسفرك ده وميوقعش في ضيقة يارب ..
-في الأسكندرية ,,
-خرج حازم من المرحاض إتجهه إلي صالة الشالية ,رمق الكائنات الديناصورية التي تجلس تشاهد المسرحية المعتادة بسخط قائل :-
-هو انا هفضل محبوس هنا كتير ??..
لم يجيبه احد وكأنهم لم يسمعوه من الأساس فكانوا مندمجين في الضحك, عض علي شفتيه بغضب وصاح بهم بقوة :-
-هو انا مش بكلمكم ..
توقفوا عن الضحك ونظروا له نظرات جعلت حازم يرتجف في مكانه ..
رد عليه واحد منهم بقوة :-
_عاوز أيه …
ابتلع حازم ريقه بخوف وهو يقول بهدوء مصطنع :-
-هو انا هفضل هنا كتير ..
رد عليه الاخير بدون إكتراث :-
-لما جاسم بيه يؤمرنا ..
حازم بإستفهام :-
-أيوة يعني جاسم هيؤمر أمتا..
اجابه بضيق :-
-معرفش مش بيتصل بينا ..
قطب جبينه بتهكم وهو يقول بنزق:-
-ياسلام مابيتصلش ,طب ماتتصل بيه أنت ده انت غبي ..
نظر له الأخير بصدمة علي تفوه بهذه الكلمة وقام من مجلسه وهو يقول بصوت جهوري :-
– انت بتقول اييه ?? مين ده اللي غبي ??..
عرف حازم الخطأ الذي وقع فيه فأجابه بصوت مهزوز :-
-ق قصدي يعني اتصل بيه يمكن مش معاه رصيد ولا حاجه عشان يتصل بيك ..
ثم تابع حديثه بخوف :-
-انا بقول علي جاسم اخويا انه غبي ,ازاي يسيب تليفونه من غير رصيد كده ماينفعش والله ..
هز الاخير رأسه بإيجاب وجلس كما كان ..اقترب منه حازم وجلس بجوارها وهو يهمس بتساؤل :-
-هو أنت بتشرب سجاير ..
اجابه الاخير بإيجاب :-
-أه بشرب سجاير …
ابتسم حازم بفرح وهو يقول :-
-حلو أوووي اصل انا خرمان من بدري والسجاير بتاعتي خلصت
..فخليك جدع كده وهات سيجارة..
نطر الأخير للجهة الاخري وهو يقول بإستفزاز :-
– بس بطلت كنت بشرب بس بطلت ,جاسم بيه أمرنا بكده لما جينا هنا ..ثم رمق جاسم بإهانه قائل :-
-أصله عارف أنك **** ودنئ ,وهتيجي تشحت مننا سجاير ..
عض علي شفتيه بغضب وهو يتحدث في نفسه :-
-والله لطلع ده علي جتتك أنت وجاسم بيه بتاعك ده ..
في شقة صافي ,,
القت الجريدة علي الأرضية بإهمال بعدما قرأت الخبر المتصدر الصفحة الأولي للجريدة وهو “إطلاق النار علي رجل الأعمال الشهير جاسم الراوي في ليلة امس ويصاحبه في المستشفي فتاة مشوهة اعترفت في تسجيل صوتي لها أن جاسم الراوي يكمن في قلبه حباً لها رغم تشوه وجهها وكونها إبنة حارس عقار لأحدي البنايات”
وضعت صافي السيجاره في فمها بغضب قائلة بسخرية :-
-والله عال ياست رقية بقي جاسم الراوي بيكمن حب ليكي في قلبه ,بيكمن حب لواحدة محروقة زيك متسواش نكله في سوق الستات ..
ثم تابعت بتوعد :-
-انا هاوريكي الحب اللي بيكمنه في قلبه عامل ازاي يابنت عم راضي البواب …
ثم عزمت علي الذهاب غداً إلي المستشفي لكي تتطمئن علي جاسم رجل الأحلام بالنسبة لها ..واخذت تسب وتلعن في حازم الذي لم يجاوب علي إتصالاتها المتكررة ..فبالتأكيد هو يعلم الكثير عن هذا الموضوع ..مسكينة لاتعلم ان حازم ليس لديه أي خلفيه عن هذا الموضوع مطلقاً…
-في غرفة العناية ,,,
بعد سرد رقية كل الحكاية علي جاسم غضب وإحمرت عينه بشده وتوعد لمن فعل هذا ,قرر اولاً الذهاب إلي والدها معها الأن,وسيأجل موضوع البحث عن ناشر التسجيل الصوتي لرقية ..رغم انه فرح انها علمت حبه لها ولكن غضب من نفسه لكونه تسبب في إيذائها ..إرتداء قميصه بصعوبة بعدما جلبت رقية ملابسه من الممرضة التي ساعدتها كثيراً ,كان جاسم يرتدي قميصه بصعوبة بالغة ,نظرت له رقية وهي تعض علي شفتيها بحرج قائلة :-
-استني الصبح يطلع طيب ,أحسن أنت لسه تعبان ..
جاسم بألم بعد إرتدائه لقميصه الذي فتح كل ازاره ليكشف عن صدره العريض بالكامل وعن الاصقة الطبية البيضاء :-
-عايزاني افضل واهلك هيموتوا من الخوف عليكي وانتي عايزه تطمني علي باباكي ..ومش عارفة تروحي بسبب كلاب زي دوول..
نظرت رقية ارضاً فهو متعب ويخاطر من أجلها ,ولكن لاتستطيع منعه من ذالك فالوقت تأخر للغاية ويجب عليها ان تذهب الأن لكي تطمئن علي أبيها ..
انتهي جاسم من إرتداء حذائه وهو يقول بصوت شبه منخفض متألم للغاية :-
-انا جاهز يله ..
هزت رأسها بإيجاب ولكن وقف هو فجاة وهو يتذكر كيف سيذهب في هذا الوقت ..إلتفت لها وهو يقول بمرح :-
-شكلنا كده هناخدها كعابي لحد مستشفية باباكي ..
وقفت رقية بصدمة ,فقال هو سريعاً وقد تذكر شئ مهم :-
-اطلعي هاتي تليفون الممرضة ضروري ..
نظرت له بإستفهام ولكن خرجت علي عجالة ..
عادت بعد قليل وبيدها هاتف الممرضة اعطته له ,ووقفت تنظر له بتعجب وهو يكتب رسالة نصية علي الهاتف ..زاد فضولها لتعرف ماذا يفعل إنتهي من كتابة الرسالة ونظر لها بإبتسامة قائل :-
-خمس دقايق وهنتحرك من هنا ..
بادلته إبتسامة مصطنعة ,,فهي تخاف من المجهول بالنسبة لها ..
قطب جبينه فجاة بتعجب وهو يرأها لم ترتدي حجابها وشعرها منسدل علي شعرها ..تعجبت هي من نظراته فأقترب منه وهو يشاور بعينه علي رأسها قائل بتعجب :_
-فين حجابك ,وازاي ماشية بشعرك كده ..
وضعت يدها علي رأسها سريعاً وشهقت بصدمة وهي تقول بتلعثم :-
-م معرفش انا قلعته عشان اوقف النزيف منك بس معرفش راح فيين ?..
خلع جاسم قميصه سريعاً ومزقه نصفين ليصنع منه قطعة تستخدم مثل الحجاب لتغطية الشعر اقترب منها ووضع هذه القطعة علي رأسها وهمس لها بإذانها بغيرة :-
-تاني مره مش عايز خصله تبان منك يا ,يا مراتي المستقبلية ,,