لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)
الفصل السادس عشر
دخل المكتب حيث توجد بسمة وبيده شنطة بلاستيكية صغيرة الحجم مليئة بالأتربه .
دهشت بسمة من منظر الشنطة ..وتحدثت بمرح :-
-ايه يامعتز هما شغلوك في قسم الزبالة ولا ايه ..
وضع الشنطة اعلي المكتب وجلس وقام بفتحها وأخرج منها محتوياتها .عقدت هي حاجبها باستغراب وهي تري الملابس الموجودة علي مكتبها ..
بسمة بعدم فهم :-
-ايه ده مش ده الزي الخاص بالشركة ..
معتز يإيجاب :-
-اهااا ..واحد من الامن ادهولي وانا طالع وبيقولي اني في واحدة عملت حادثه قدام الشركة وكان معاها الشنطة وهما لقوها في الشارع .بعد مانقلوا البنت للمستشفي ..
بسمة بحزن :-
-ياخبر ربنا يقومها بالسلامة يارب ..بس معرفتوش مين دي لتكون من موظفين الشركة ولا حاجة ..
معتز بترقب :-
-لا ما انا عرفت اصل هما برضه قالولي انها جات الشركة قبل كدة ووصفوها لياا …فطلعت ب ب بنت خالتك رقية …
بسمة وهي تقف بصدمة :-
-رررر رقية..
وفي نفس الحين خرج جاسم من مكتبه واستمع إسم “رقية “فعرف صاحبة الأسم علي الفور ..فتقدمت نحوهم..
وقال بقلق :-
-مالها رقية..
قص له معتز ما توصل إليه من أنباء عن حادثة رقية ..فصدم الأخير وحزن عليها ثم نظر إلي بسمة الواقفة وهي تبكي بصمت علي أبنة خالتها ..نظر مرة أخري إلي معتز … وتحدث بحزم :-
-تعرف عنوان المستشفي اللي هي فيها..
حازم وهو يلقي الهاتف بغضب :-
-بنت ال** لسه عايشة عاملة زي القطط بسبع ارواح ..
ايهاب بضيق :-
-مكنش لازم تعمل كده ياحازم ,البت كان ممكن تروح فيها او أنت تروح في داهية
حازم بحده :-
-اومال عاوز حتة بت زي دي تمد إيديها عليا واسكت ,ده انا مبقاش ابن الراوي ..
إيهاب بضيق :-
-ماشي بس كنت تتصرف بعقل ,مش تأجر واحد عشان يخبطها بالعربية ولعلمك بقا الواد ده لو اتمسك من أول قلم هيعترف عليك ..
حازم بغمزه :-
-لا ماتقلش انا مظبطه كويس في الفلوس..وبعدين حتي لو اتمسك واعترف عليا مش هدخل السجن ساعة ..انا عرفت انها بنت بواب يعني انسفهم ..
هز إيهاب رأسه بقلة حيلة .واخذ يرمقه بحنق ..بينما حازم لم يتأثر ويشرب من كأسه ..
-في البناية
جالس راضي أمام البناية وهو يشعر بإنقبضات في قلبه فهو يشعر دائما بذالك عندما تكون إبنته في محنة ,اخرج الهاتف الصغير من جيب جلبابه .ودلف لزوجته في الغرفة لكي تطلب له إبنته ,فهو لايعلم كيف يستخدم الهاتف فهو إشتراه من اجل سكان العمارة ,فتح باب الغرفة ووجد زوجتة تطهو الطعام.جلس علي الأريكة ونادي عليها ..
فاطمة وهي تجلس جوارها:-
-في ايه ياراضي..
راضي وهو يمد يده بالهاتف :-
-خدي اطلبيلي رقية..
فاطمة باستغراب :-
-ليه في ايه ماهي عند أختها وزمانهم راحو يجيبوا الشبكة ..
راضي بنفاذ صبر :-
-أعملي اللي قولتلك عليه ومتنهديش معايا …
لوت فاطمة فمها بضيق وأمسكت بالهاتف وطلبت رقم إبنتها ,وبعد ثواني نظرت إليه قائله :-
-اهي قافله تليفونها مش عاوزة حد يزعجها ..
راضي بقلق اكبر :-
-طب اتصلي بأختها ط–
فاطمة مقاطعه:-
-ياراضي بطل قلقك ده ,وخد امسك تليفونك خليني أشوف الأكل احسن يتحرق ..
أنصرفت من أمامه وتركته في قلقه علي إبنته رفع رأسه لأعلي قائلا :-
-يااااااااارب
جالسة هي وأبنها منتظرين إتصال إبنها الأكبر “محمد “ليخبرهم بعودة رقية لكي يغادروا المنزل ..طوال الجلسة وهي تسب وتلعن برقية ..وسامر يحاول أن يهدي من ثورتها ..
عفاف بغضب :-
-لا بقا دي أسمها قلة أدب ,البت سايبانا ملطوعين كده بقالنا ساعتين وهي بتتسرمح …
سامر بهدوء:-
-إن بعض الظن أثم ياماما ,الغايب حجته معاه ..
فاطمة بسخرية :-
-تلاقيها بتودع السرمحة بتاعة الجامعة ,اصل انا عارفة بنات الجامعة دوول واللي بيطلع منهم ..
نظر لها سامر بضيق ولم يعقب .بينما هي توعدت لرقية في نفسها :-
-بس لما أجوزك الواد واجيبك هنا تحت أيدي ,ساعتها همشيكي علي عجين ماتلخبطهوش ..
ثم أبتسمت بمكر وخبث وهي تتخيلها في منزلها تفعل بها ماتشاء ..
وصل ثلاثيهم إلي المستشفي التي ترقد بها رقية وصعدوا الدرج حيث يوجد العنبر بالطابق الثاني ,وصلوا العنبر وكان كلا من جاسم ومعتز في دهشة كبيرة فالأول مرة يشاهدوا مناظر مثل هذا ,لم يصدقوا أبدا ان تكون هذه مستشفي ,فمستحيل يوجد مستشفي بهذا الأهمال ,لم تهتم بالمرضي مطلقاً ,وزاد من غضب جاسم الدكتور المسئول عن حالة رقية فهو يقول له :-
-هي في غيبوبة لما تفووق بقاا نبقا نشوف هنعمل ايه ..
اراد أن يلكمه في أنفه ,ولكن منعه معتز وجذبه بعيداً ,وصل إلي فراشها لينظر لها وهي متسطحة علي الفراش بهدوء, الأسلاكه الطبية والمحاليل معلقة بيدها لأول مرة يشفق عليها بهذا الشكل فهذه المرة تختلف عن جميع المرات التي شاهدها فيهم ,لم يعرف لماذا هو هنا الأن فمنذ رؤيتها لأول مرة في الجامعة وهو يشعر بأحساس مختلف ,أحساس أبعد مايكون أحساس شفقة ,بينما هو يتتطلع إليها كانت بسمة تبكي وبجوارها معتز يراقب الموقف بصمت .اخرجت بسمة هاتفها لكي تهاتف والدتها لتخبر شقيقتها عن ماحدث لإبنتها ,ولكن توقفت عن فعل ذالك وهي تري جاسم يحل الأسلاك والمحاليل من رقية ويحملها ويخرج بها خارج العنبر ,لن تفهم بسمة مايحدث فأسرعت خلفه هي ومعتز لتري إلي الأين ذاهب بإبنة خالتهاا …….