لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)
الفصل الخامس عشر
نقلت الأسعاف رقية إلي أحدي المستشفيات الحكومية الموجودة بالعاصمة .. وفي المستشفي تم وضعها في غرفة الطؤاري الخاصة بالحوادث لكي يتم الكشف عليها , ظل الطبيب يفحص رقية لمدة ساعة كاملة ..وتبين ان الحادثة تسببت في كسر ذراعها الأيمن وبعض الخدوش في وجهها والتي زادت من تشوهه .كما اثرت علي مخها مما جعلها تدخل في غيبوبة موقتة …انتهي الطبيب من الفحص وهي يكرر”سبحان الله ياارب”
الدكتور بتنهيدة :-
-البنت دي ربنا بيحبها اووي..
أحدي الممرضات :-
-ليه يادكتور ??
الدكتور بإبتسامة :-
-كان بينها وبين الموت خطوة ..الحادثة كانت هتسبب ليهاا كسر في الجمجمة لولا ستر ربنا …
الممرضة بخفوت:-
-ونعمة بالله يادكتور ..
الدكتور :-
المهم ابقوا حاولو توصلوا لأهلها باي طريقة ..عشان مش معاها اي حاجة تثبت شخصيتها .
الممرضة بإيجاب :_
-حاضر يادكتور
انهوا حديثهم وخرجوا خارج الغرفة .ونقلت رقية إلي عنبر العامة الملئ بالمرضي الفقراء الذي اشتد عليهم المرض فالعنبر الواحد يوجد به الكثير من المرضي …وكانت الضوضاء هي المسيطرة في هذا العنبر حيث زيارات المرضي المتواجدة في ميعادها الأن . فلم تكتفي النساء عن الثرثرة ,والأطفال عن اللعب بجوار فراش المرضي غير مهتمين بالمرضي الذين يتألمون بجانبهم …بينما رقية كان فراشها في اخر العنبر ..كانت مسطحه لاحول لها ولاقوة كأنها جسد بلا روح ..
-في منزل رباب
انتهت اللتو من تجهيز أبنائها بعد ما البستهم افضل الثياب الخاصة للمناسبات وذالك هي ايضا ,وقفت امام المراة تتضع احمر الشفاة بكثرة علي شفتيها ولم تشعر بزوجها الواقف وهو عاقد يديه أمام صدره يشاهد ماتفعله ..
محمد بسخرية :-
-والعروسة بقاا فرحها امتي ..
نظرت إليه بتهكم ولم تجييه .وامسكت بقلم الكحل وبدأت في رسم عينها دون أن تعايره أي أهتمام ..
بينما هو اشتعلت عينه غضب :-
-هو انا مش بكلمك ,مابترديش ليه ..
رباب وتنظر إليه :-
والله انا مش سامعه كلام انا سامعه حد بيستهزء ..
محمد مغير الموضوع :-
-طب ياختي اخلصي اتصلي علي اختك عشان سامر وامي خلاص جهزوا ومستنينا ..
امسكت هاتفها الموضوع علي الكومود وهاتفة أختها ..ولكن وجدت الهاتف مغلق ..اعادت الأتصال مرة أخري وكان نفس نتيجة المرة الأولي .قلقت رباب عليها كثيرة وخاصة انها أخبرتها بمشوارهم لشراء الذهب لها .
التفتت إلي زوجها قائله بقلق :-
-تليفونها مقفول يامحمد ..
جالس واضع يديه خلف عنقه تكاد دماغه تنفجر من كثر التفكير .. شعر أنه المسئول الوحيد عن ماحدث لحنين فهو كان دائم التدليل لها غير مدرك انها أصبحت فتاة ناضجة ليست طفلته المدللة .كبرت واصبحت تتصرف معه بعفوية ,أصبحت تتخلي عن برائتها من أجله و ترتدي ملابس لاتليق بعمرها ,فتلك الصغيرة فسرت وفهمت حبي وعشقي لها فهما خطأ ,لم أعشقها لكي تصبح محبوبتي او زوجتي .عشقتها لكي تكون ابنتي وطفلتي فأنها هدية عمي لي ..أمتلكتها بقلب أب او ربما طفل لم يذوق طعم طفولته فرأي ذالك فيها ..كانت تعويض له علي طفولته الضائعه شبابه المهدر حياته التي لم يعيشها مثل باقي الشباب الذين في عمره .فكانت ملجأ للأستمتاع بطفولته .فكان يغضب من نفسه إذا تسبب في حزنها .ولكن أمس غضب منها غضبا شديد عندما أستيقظ وراها نائمة بجواره وهدي ومشيره في الغرفة غير مصدقين ما تراه عينهم ..فكانت تطلق عليه هدي بعض الاتهامات السيئة,وهو ينظر لهم لايعرف ماذا حدث. لايعرف ماذا تفعل حنين في فراشه لم يستطيع فهم شئ ..وكلما تذكر حديث هدي يشعر بطعنات في رجولته وكرامته …
فلاش باك
هدي بغضب :-
-بقي دي الأمانة يا استاذ جاسم .بتستغل اني احنا مش موجودين عشان تعمل عملتك دي ..
قام من علي الفراش وهو يرتدي تيشرته الاسود قائلا بعدم فهم :-
-في ايه يا مرات عمي ..انا مش فاهم حاجة وايه اللي جاب حنين هنا ..
هدي بصوت عالي :-
-ايه اللي جاب حنين انت هتسعبط .هيكون مين اللي جبها اكيد انت ..
نظر إلي حنين الجالسة علي الفراش ولم يظهر علي وجهها أي تعبير ..فقد تنظر إليهم بعدم فهم ..ومشيرة تنظر له بصدمة لم تصدق ان أبنها صاحب الأخلاق يحدث منه هذا الامر ..
مشيرة بصوت مهزوز :-
-انت ياجاسم يطلع منك كده …
هدي بسخرية :_
-وعمال يرسم علينا انه اكتر واحد بيحبها وبيحافظ عليهاا وده اصلا تمثيل عشان يوصل لهدفه
جاسم محاول السيطرة علي أعصابه:-
-مرات عمي انا لحد دلوقتي عامل ليكي احترام وانا مسمحش ليكي تتهميني بحاجة زي كده ابدا ..وانا عمري في حياة اقدر أذي حنين ولا افكر فيها بالشكل ده حتي ..
قالت هدي بجدية :-
-خلاص تبقااا تتجوزهاا …
باااااك
لم يتخيل جاسم ان حنين تصبح زوجة له وهو لم يوافق مطلقا علي هذه المهزله …