لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)
الفصل الرابع عشر
تكونت ملامح الصدمة علي وجهها وهي تحاول أن تستوعب مايقوله هو الأن .رفعت رأسها وهي تحملق به بشده ..ولكن هو مازال علي وضعيته ينظر من الشرفة ومحتفظ بهدوئه التاام الذي زاد شكها بأنه قد يكوون مجبر علي تلك الزيجة ..وادعي انه يصاب بهذا المرض اللعين لكي يتخلص منها وتقوم هي برفضه دون أي حرج منه ,عندما فكرت “رقية “بهذا الأمر شعرت ببرودة تسري في جسدهاا وطعناات في كبريائها وكرامتها ,فهو مجبور علي الزواج من إنسانه يسخط عليها الجميع, إنسانه تشعر دائما أنها لاتنتمي إلي فصيلة النساء بأي صله ..مجبور حتي وصل به الأمر أن يدعي أنه مريض بالمرض الملعون ..كانت سوف تسقط دموعها وتخونها ولكن رفضت أن تضعف هذه المره كما في المرات السابقة دائما تبكي علي حظها ولكن هذه المره لم تستسلم لدموعها تقلل من شأنها ..
قالت بجدية عكس مابداخلها:-
-اهااا فهمت ,طب يا أستاذ سامر فرصة سعيدة انا مش موافقة علي الجوازه دي .
عرف سامر من لهجتها أنها لهجة غاضبة وربما تكون منكسرة بعض الشئ ..علم انها قد اساءت فهمه وفكرت أنه يقول ذلك للتخلص منهاا ولكنه بحركة مفاجئة وقف أمامها وهو يرفع القبعة عن رأسه الاصلع ونظر لها نظرات خالية من أي تعبير..
وضعت يدها علي فمها وهي متسعة العين تنظر إلي رأسه الذي متساقط شعره بفعل الكيماوي ,فالأن علمت لماذا هو دائما مرتدي القبعة فوق رأسه ولم يخلعها مطلقا في الحياة اليومية أو المناسبات العائيلية كما حدث في حفل زفاف أخيه ,بكت “رقية “ولكن الأن بكت عليه وبكت لسوء ظنها به ,فهو حقا مريض ولم يدعي المرض كما قالت من ثواني قليلة وقد تكون قد جرحته بقولها أنها ليست موافقة علي تلك الزيجة منه ..فالأن فعلت معه كما يفعل معها الأخرين يجرحون قلبها ولكن هما متعمدين ذالك ولكن هي لم تقصد شئ مطلقا ..
قالت بأسف :-
انا أسفه .والله أسفه انا مكنش قصدي والله انا كنت فاكره أنك بتقول كده عش–
سامر مقاطعا :-
-كنتي فاكراني بكدب عليكي صح ??
أخفضت رأسها وهي مازالت تبكي ,وهو ينظر لها بحزن فهي إنسانه ذات جوهر غالي ذو قلب حنين تبكي لأجله .وتبكي ظنا منها انها قد جرحته ..
أخرج مناديل ورقي من جيبه ومد يده بها لها قائلا :-
-خدي أمسحي دموعك …
أخذتها منه وهي ترتجف ومسحت دموعها ونظرت له بوجه حزين ..
سامر وهو يسند علي سور الشرفه :-
-صدقيني هحترم قرارك مهما كان حتي لو قرارك ده كان بالرفض زي ماقولتي في الاول ..بس يااريت لو هتوفقي يبقي موافقة عشان انتي مقتنعه بكده ثم أكمل بنبرة حزينة :-
-مش عشان انا صعبان عليكي ,يعني ميكونش موافقتك دي سببها ش شفقة..
أبتسمت نصف أبتسامة قائلة لنفسها:-
-مش عارفة مين اللي محتاج الشفقة فينااا يااسامر..
رقية بخفوت مزدوج بخجل :-
-انا م موافقة ..
تكونت الفرحة علي ثغره ثم قال بقلق:-
-ب بجد ,يعني متأكده من قرارك ده مش هتيجي يوم وتندمي ..
هزت رأسها بالنفي ,واكمل هو حديثه بنفسه النبرة :-
-مش هتزهقي من المستشفيات .مش هتزهقي من جلسات الكيماوي والادوية ووو..بلاش من كده مش هتقرفي وتتضايقي من الدم اللي هتلاقيه علي مخدتك كل يوم ??
رقية بنبرة ناعمة :-
تؤتؤ ..مش هزهق من حاجة هكون معاك لحظة بلحظة هساعدك انك تتحدي مرضك وتنتصر عليه كمان .ثم استأنفت حديثه بإبتسامة :-
-احناا هنكون في حياة بعض عشان نكمل بعض ..
ارتسمت أبتسامة علي شفتيه :-
-صح..احنا هنبني بعض ..
أبتسمت بخجل ولم تعقب علي حديثه .مر عليهم كثير من الوقت وهم واقفين يتحدثون معا..فهي وجدت من يرضا بها وبوجها المشوه ..وهو وجد من تقف معه وتسانده في مرضه ..بعد مرور الكثير من الوقت غادر سامر وأهله وفاطمة وزوجها .ولم يتبقي سوي “رقية “التي أصرت رباب ان تقضي هذه الليلة معها.وتذهب في الصباح الباكر ..
صدح صوت أذان الفجر في جميع أنحاء العاصمة ليعلن عن وقت إقامة صلاة الفجر الأن ..فبدأ المسلمون التوجه إلي المساجد لإداء الصلاة …بينما تململت رقية في الفراش وهي تسمع صوت هاتفهاا يعلن عن قدوم الرسالة المجهول صاحبها ..اعتدلت في نومتهاا وفتحت الهاتف بعين ناعسة ووجدت الكثير من المكالمات الفائته من “سارة وبيبرس ”
فأبتسمت وهي تقول بنعاس :-
-خليكم كده علي فضولكم .لحد لما اجي الجامعة بعد بكره ..
ثم فتحت الرسالة وقرأت مابداخلها ولكن شعرت بإنقباط في قلبها وهي تردد الرسالة “قد تأتيكي السعادة اليوم .ولكن سوف تذهب منك الغدا فحاولي قدر الأمكان ان تتمتعي بها قبل ان تختفي ”
شعرت بالقلق من محتويات الرسالة ..وفكرت كثير في شأن هذا المجهول ..وقطع تفكيرها وصول رسالة أخري “طب ينفع كده يعني تنامي عند اختك .وابن اختك نايم جمبك من غير غطا عايز الواد يأخد برد ولا ايه ??”أتسعت عينها وهي تنظر جانبها بالفعل الصغير قد ازاح الغطاء من عليه اثناء نومته ..دق قلبها برعب من الذي يرسل لها وكأنه موجود معها ..نزلت من علي الفراش بسرعة ونظرت من الشرفة علي البنايات المجاورة لبناية أختها ..وظلت تحملق في الشرف لتتأكد هل يوجد أحد في البنايات يراقبها ولكن كان الجميع نائم والشرف مغلقة والانوار ايضا..
وضعت يدها علي قلبها بخوف :-
-أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..عفريت ده ولا ايه ..بس هما العفاريت بيبعتوا رسايل !!
دخلت غرفته وهي تمشي علي أنامل قدمها الحافية ببطء..وقفت أمام فراشه تنظر له بإعجاب وحب …حتي وهو نائم وسيم يخطف القلوب كان نائم وهو عاري الصدر كعادته فهو لايهتم ببرد الشتاء فهذه عادته منذ الصغر ..تمدت بجانبه علي الفراش ودثرت نفسها أسفل الغطاء وتحسست وجنتيه بلها بحب وسعادة ..
تنهدت حنين وهي تقول بحب :-
-قولي بس أعمل ايه في حبك .بحبك اووي ياجااسم ..
ثم غطت في نوم عميق بجانبه ..
أعلنت الشمس عن قدوم يوم جديد فيه كثير من التغيرات..كانت رقية نائمة أسفل الشرفه منذ حدث أمس .فأستيقظت وهي تشعر بألم شديد في ظهرها نتيجة نومتها الخاطئة علي الارضية أمس واتجهت إلي الفراش بخطوات متعرجه وجلست عليه وهي تنظر إلي الصغير الذي مازال نائم ..ومرفوع الغطاء عنه منذ أمس ..فرفعت الغطاء ودثرته بحرص أسفله
قالت بتأنيب ضمير:-
ساامحني ياحبيبي ..شكلك هتأخد دور برد بسبي ..وساعتها بقي أبوك هيعلقني علي الباب ..
أتجهت إلي المرحاض لكي تغتسل وتبدل ثيابها حتي تذهب إلي شركة الراوي كما قررت من سابق … بعد مرور وقت ليس بقليل كانت جاهزة للذهاب ..استأذنت من شقيقتها حتي لاتقلق من شأنها ..وطلبت “رباب “منها أن تأتي باكرا لانهم سوف يذهبون إلي محل الذهب اليوم لكي تختار شبكتها ..فرحت رقية كثيرا لهذا الخبر وانطلقت من المنزل وهي سعيدة للغاية …
———————————–نزلت من السيارة الاجرة علي بعد قريب من الشركة ..فمنطقة الشركات يمنع فيها السيارات العامة ..ومن يلجأ لهذا عليه أن يترجل من السيارة بعيدا عن مقر الشركات ..كانت تمشي رقية وهي تفكر في اليوم ماذا عليها سوف تفعل وهي تختار شبكتها ..بالطبع سوف تكون خجولة للغاية ..وتفكر كيف البنات يقابلون هذا الموقف وهل يمر بسلام ??وقفت وهي تري نفسها قريبة من ابواب الشركة ..ادخلت يدها في شنطة اليد واخرجت الشنطة البلاستيكية الصغيرة الموجود بداخلها الزي الرسمي للشركة …تنهدت بتوتر وهي تتذكر اخر مره كانت في هذه الشركة ..أكملت طريقها وعندما هي تمشي تأتي سيارة تسير بسرعة جنونية أمامها .وقفت رقية تحاول ان تفعل شئ من أجل عدم الإصطدام بالسيارة ..فلم تنجح في ذالك ..ولم تشعر بنفسها إلا وهي تطير في الهواء وتطير اشيائها بعيداً عنها بفعل الهواء..بعد مرور ثواني هوي جسدها علي الأرض بشدة غارقة في دمائها ..تجمع الناس حولها والبعض حاول ان يلحق بالسيارة ولكنه فشل في ذالك ..فسرعة السيارة كانت مثل سرعة البرق …
-داخل شقة في المعادي
إمراءة في الخمسين من عمرها ..ذات شعر ابيض به خصلات قليلة سوداء بعيون تشبه لون السماء ..بشرتها بيضاء كالثلج ..كانت ترتب اغراض أبنها الوحيد وتضع الاشياء في مكانها ..فكانت الملابس ملقاة بأهمال علي الأرضية مثل غرف كثير من الشباب …وبينما هي ترتب الأشياء وقع من كتاب كان في يدها ورقة بيضاء لم يوجد كتابة عليها سوي أسم مكتوب بخط عريض داخل دائرة “رقيييييية “عقدت حاجبها بتعجب من هذا الاسم …فهي لم تسمعه مطلقا من قبل ..
نجوي بأستغراب :-
-مين رقية دي ???
ثم ابتسمت قائلة :-
-الواد شكله بيحب ولا ايه ..وضعت الورقة مكانها وهي مازالت تبتسم اعتقاد منها ان رقيت تكون حبيبة أبنها .
نجوي بإبتسامة :
-ربنا يهنيك يابني ويسعدك ..
خرج “بيبرس “من المرحاض وهو عاري الصدر يجفف شعره المبتل بمنشفة صغيرة .ويحاوط خصره منشفة ذات حجم اكبر..
بيبرس بهدوء:-
-خلصتي الاوضة ياماما
هزت رأسها بنعم وهي تبتسم له ..بادلها الابتسامة وهو لم يفهم سرها ..خرجت نجوي من الغرفة ..لكي تعطي الحرية لأبنها يرتدي ثيابه ..
دلفت سيارة عائلة الراوي القصر وبداخلها (مشيرة وهدي )اللتان قد عادو من المزرعة اليوم ..وقفت السيارة وفتح الباب احد افراد الأمن ترجلت مشيرة بتكبر ..ومن الناحية الأخري هدي ..نظرت “مشيرة “إلي الاشجار التي كانت غير متساوية والي الزرع المحاط بالقصر وكان ذابل من قلة المياة ..جزت “مشيرة ” علي اسنانها بغضب ..
مشيرة بغضب :-
-ايه الشكل المقرف ده.ده شكل جنينه في قصر ..فين الحيوان المسئول عن الجنينه …وهو انا اغيب يومين ارجع القي المنظر ده ..
هدي بهدوء :-
-طب تعالي ندخل نطمن علي الولاد الاول ..وبعدين شوفي الموضوع ده..
تنهدت مشيرة وهي تري سيارة أبنها مصفوفة في جانب من القصر ..فتأكدت انه موجود بالداخل دخلت القصر مع هدي فقد اشتاقوا حقا لابنائهم ..
صباح وهي تحمل عنها شنطة يدها :-
-نورتي القصر يامشيرة هانم ..نورتي القصر يامدام هدي ..
أبتسمت لها هدي ,بينما لم تعيرها “مشيرة”أي اهتمام وصعدت الدرج قاصده غرفة أبنها الأكبر …
وكذالك “هدي “صعدت خلفها إلي غرفة أبنتها “حنين “