لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)
الفصل التاسع
-في مقر الشركة
جلس كل من جاسم ومعتز يناقشون سويا ملفات الصفقات الخاصه بالشركة .
وفي ذالك الوقت سمعوا صوت طرقات خفيفه علي الباب ..وبعد قليل دلفت رقيه إلي الداخل ..وهي تمشي ببطء شديد ..ومطرقه راسها إلي الاسفل ..وتمسك بيدها حامل القهوة بأيدي ترتجف بشده كما يرتجف جسدها بأكمله ..وتتصارع ضربات قلبها بشدة …
نظر إليها جاسم وهو عاقد حاجبيه معا بتعجب شديد ..ولكن اتسعت عيناه فجأه وهو يرأها ترفع رأسها ..تبأ لذلك فإنها نفس فتاة الجامعة تقف أمامه للمره الثالثة ..ماهذه الصدف التي تجمع بينا في بضعة اياام ..
نظر معتز إليه ثم نظر إلي الجهة الذي ينظر إليها جاسم ..
وقف من مكانه قائلا بفزع :
استغفر الله العظيم ..سلاما قووولا من رب الرحيم ..ايه ده انصرفي ..انصرفي .
وقفت في مكانها .كأنها إلتصقت في ارضية المكان ..وهي تنظر إليه بصدمة ظاهره علي ملامحها ..كانت عينها مسلطه علي جاسم …وأذنها مع معتز الذي اخذ يسخر من وجهها وهو يثرثر بفزع كبير ..اخدت تتصارع دقات قلبها بشده .وارتجفت يدها فوقعت منها القهوة ..واخذ جسدها يهتز بشده ..
جاسم وهو ينظر إلي معتز بحده :-
_امشي اطلع بره دلوقتي ..
لم يعقب معتز بل فر هاربا .وهو يقول بعض التعاويذ الغربية.
قام جاسم من مكانه واقترب منها ببطء
حتي وقف قبالتها.ولكن لم تتحمل هي كل هذه الصدمات ..والسخرية وهي بينهم وحيدة ..اصبحت قدمها غير قادرة علي حملها ..فسقطت مغشياً عليها في احضانه…
-في منزل حماة رباب
يجلس شاب في العشرين من عمره ذو شعر متساقط من اثر الكيماوي .وجسد نحيف هزيل .وبشره صفراء ..وهلات سوداء تتجمع تحت عينه ..
كان يقرأ الورد اليومي بصوت عذب تتطرب له القلوب قبل الاذان ..
وأثناء قرأتها دخلت إليه والدته ..
عفاف وهي تبتسم له :-
انت صحيت ياحبيبي ..
صدق وقام بإغلاق المصحف وقبله ووضعه جانبا…
سامر وهو يقبل يدها :-
صباح الخير ياست الكل .
عفاف وهي تربت علي يده :-
ياحبيبي ..
ثم جلست علي الفراش وهي تشاور له ان يجلس بجانبها ..
سامر وهو يجلس :-
اؤمري ياست الكل
عفاف بجدية :-
بص كده بقاا من غير لف ودوران انا عايزه اجوزك …
سامر بإبتسامة باهته :-
تجوزيني ايه بس ياماما مين دي اللي هترضي بواحد زيي ..
عفاف بحنان :-
-متقولش كده ياضنايا ..هتخف والله وهتبقي كويس ..
سامر بإنكسار:-
-محدش ياماما الكيماوي بيدخل في جسمه وبيبقي كويس ..انا مستني الموت في اي لحظة ..
عفاف وهي تحاول السيطرة علي دموعها: –
-طب يااحبيبي ريحني بس ووافق انك تتجوز وملكش دعوة بالباقي ..
تابع بحزن قائل:-
طب افرضي اتجوزت وخلفت عيل..هسيبه هو وامه لمين??..
عفاف وهي تحضن وجهه بيدها :-
سبها علي الله ياحبيبي وهو القادر علي كل حاجة ..وانا اختارت ليك العروسة خلاص
سامر بهدوء زائف:-
-ومين دي بقا تعيسة الحظ ..
عفاف بإبتسامة لئيمة :-
-رقية اخت رباب مرات محمد اخوك
سامر بإندهاش:
-رقية ??بس ياماما هي م–
عفاف مقاطعه:-
عارفه قصدك علي موضوع وشها ده انا ك–
سامر وهو يقاطعها :-
-وشها ايه بس ياماما ..انا قصدي انها بتدرس هتوافق يعني انها تسيب دراستها وانا سامع انها متفوقه فيها ..
عفاف وهي تلوي فمها :-
-وهي هتفوت فرصة زي دي وبعدين هي هتقعد في البت معززه مكرمه وظيفتها تولد وبس.. .سيبك انت المهم قولي موافق يابني ..
سامر بإستسلام :-
خلاص ياماما اللي تشووفيه
عفاف وهي تنهض بسعاده:-
-مبروووك ياحبيبي ..انا هلبس بقا وهاروح بيت اخوك عشان افاتح رباب في الموضوع …
خرجت من الغرفة وهي تكاد تطير من السعاده .فرقيه الوحيدة المناسبة لتلك الزيجة ..ومساعدة سامر في مرضه ,,وإنها الوحيدة التي لاتجرؤ علي طلب مهرا غاليا او مؤخرا بسبب وجهها …
_في الجامعة
انهت سارة محاضراتها ..وذهبت إلي كافتيريا الجامعة حتي تأكل شئ ,,فكانت تشعر بوحده شديده من دون صديقتها”رقيه “جلست علي الطاولة والقت الكتب بإهمال عليها زفرت بضيق وهي تقوول :
-دلوقتي بس ع-رفت قيمتك يارقية ..قاعده لوحدي زي الجزمة اللي من غير فردتها التانيه ..
“ايه سبع ولا ضبع ”
قالها إيهاب وهو ينظر إلي ياسر
ياسر وهو يبتسم بغرور :-
-عيب عليك سبع طبعا,,النهارده بالليل هنروح…
إيهاب وهو يصفق بسعادة :-
_ايوة بقاا ..ده احنا هنخربها النهارده
ثم نظر إلي حازم الذي كان لايشاركهم في الحديث وهو يقول :-
-ايه يابني انت مالك كده .مسمعتش ياسر ولا ايه..
حازم وهو يمسح علي خصلات شعره -:
-لا سمعته ..بس بفكر هنجيب فلوس منين للسهره دي …انت ابوك مش بيديك مليم من يوم ماتفصلت .وهو ابوه طردوه من البيت..ثم اكمل بسخرية قائلا :-
_وانا هتلر باشا وقف رصيدي في البنك
ياسر بضحك :-
والله حلوة هتلر دي علي اخووك .. ولاممكن نسميه الشاويش جااسم..
إيهاب بضيق :-
طب وبعدين هنعمل ايه في حكاية الفلوس دي ..انا فعلا اللي معايا مش هيكفي ..
ياسر بمزاح:-
-وانا الحمد الله مش معايا جنيه واحد حتي ..يعني انت هتتكفلوا بكل مصاريفي النهارده ..
اخذ حازم يفكر في حل ..حتي قال :
-انا ممكن اروح ل جاسم الشركة اقووله اني محتاج فلوس ضروري ..واشوف بقا هيقول ايه ..هتلر باشا ده ..
-في احدي اندية مصر الشهيره
تجلس كلا من حنين وشيري في صالة التنس ..
شيري بإمتعاض :
-أيه اللي انتي لابساه ده ياحنين ..
نظرت حنين إلي ملابسها فكانت عبارة عن سلوبت جينز مطبوع عليه صورة من شخصيات ديزني الشهيره , ومن اسفله قميص ابيض اللون وكانت ترفع رأسها كذيل حصان ..فكان يعطي منظر طفولي للغايه ..عكس شيري التي تجلس وهي ترتدي الحله الرسمية للتنس فكانت قصيرة للغاية .وضيقه ايضا للغايه ..قد تكون إلتصقت بجسدها.وكانت تبرز مفاتنها بوضوح ..
حنين وهي تقول ببراء:-
-ماله لبسي ماهو حلو اهو..ومفيهوش حاجه …
شيري وهي تضحك بسخريه :-
لا فيه اني هو عيالي اووي يااحنين .
زمت حنين شفتيها بغضب ولم تعقب علي حديث صديقتها
شيري وهي ترجع خضلات شعره للخلف:-
-في Night clubفتح جديد ..والشله كلها هتروح .هتيجي معانا ..
هزت حنين رأسها بالنفي قائله:-
-لاطبعا جاسم عمره ماهيسمح ليا ..اروح اماكن زي دي ..وبصراحه ولا انا كمان ارضي ارووح ..
جزت شيري علي اسنانه بغيظ وهي تقول في نفسها :
_ماشي يااحنين عامله فيها الطفلة البريئه ..انا هوريكي بقاا
ثم نظرت إلي حنين وهي تأكل سلطة الفواكه بنهم شديد .لوت فمها بسخريه وهي تقول بضيق :-
-عيله والله..
وقف متجمدا في مكانه وهي بين احضانه .فكانت رأسها عند قلبه وهو يحاوط خصرها بيده ..انحني قليلا ووضع يده اسفلها .وحملها برفق وتوجه بها إلي الاريكة الجلديه الموجودة بالمكتب …سطحها علي الاريكة بكل رفق وحذر.وعدل من وضعيتها .وادار وجهه للناحية الاخري وهو يعدل ملابسها التي ارتفعت قليلا لتكشف عن ساقيها البيضاء..تركها وتوجه للمرحاض لكي يجلب زجاجة العطر الخاصة به ..خرج بعد قليل وهو حامل للزجاجه جلس امامها علي الاريكه وهو يضع العطر امام انفها..فتحت عينها تدريجيا
بينما ابتسم هو تلقائيا وهو يراها تفتح عينها ..ظهر امام عينها وهو يبتسم ..ابتسمت له ببطء.. ولكن سريعا تلاشت هذه الابتسامة من وجهها ..وانكمشت ملامح وجهها .واعتدلت بفزع واعين دامعه قائله :-
_انا ع-عاوزه امشي
نظر لها بهدوء:-
-طب اهدي بس …استني تبقي كويسه وبعدين امشي ..
لم تسمع له وقامت من علي الاريكة وكانت ستذهب إلا أنها احست بدوار شديد فجلست بتهالك مرة ثانية ..
جاسم وهو يبتسم :-
مش قولتلك استني ..تنهد وهو ينظر إليها بتأمل شديد قائلا:
_انتي حكايتك ايه يابنتي ..
اخذت الدموع تسيل ا من عينها بغزاره ..وهو ينظر لها بشفقة وحزن ظلت تبكي وهو ينطر إليها ..بعد مرور الوقت هدأت قليلا ونظرت إلي فنجان القهوة المكسور إلي قطع صغيره والقهوة التي طبعت علي السجادة ..نظرت إليه بحرج واطرقت راسها لأسفل ..
نظر هو إيضا إلي مكان القهوة فتبسم وقال بمرح:
-خير خير ..اصل انا كنت بفكر اغير السجاد كتر خيرك عملتيلي رسمه حلوه عليه ..
ابتسمت له بحرج وقالت بخفوت :
آآ س اسفه …
جاسم بإبتسامة جذابه :-
ولايهمك خالص…
ثم اكمل حديثه قائلا:-
_انتي اشتغلتي هنا من امتي ??
رقيه بحزن :-
-النهارده اول يوووم وشكله كده اخر يووم ..
عقد حاجبيه بإستغراب :-
-اخرك يوم ليه ??
فقالت بنبره منكسره :-
ماهما اكيد هيمشوني .انا كنت عارفه انهم هيمشوني والله..
جاسم بجديه :-
ليه بتقولي كده ..وليه متأكده انهم هيمشوكي .
اطرقت رأسها بخجل ..خجلت ان تخبره ان وجهها هو السبب الذي يجعل الناس تسخط عليها …
فهم هو سكوتها ثم قال بمرح :
متخافيش انا هقول لصاحب الشغل ..اللي هو انا مايمشكيش ..بس متقوليش لحد اصل صاحب الشغل رجل رخم ومابيحبش الوسايط ..
ضحكت علي حديثه ..وابتسمت له بإمتنان
جاسم وهو ينظر لها بنصف عين :-
_بس مش ملاحظه اني احنا بنشوف بعض في المصايب وبس ..هو احنا فقر اوووي كده ..
اجابته بخفوت وهي تبتسم :-
_قدرنا كده بقاا..
جاسم وهو يبتسم بإبتسامة ذات مغزي لاتفهمها:-
-صح هو فعلا قدرنا ..
قامت من مكانها وهي تقول:
_انا بقيت كويسه اقدر امشي دلوقتي
جاسم بلهجه مرحه :-
_ماشي ياستي ..نورتينا الشويه دوول .و علي الواجب اللي عملتيه معانا.
ثم نظر إلي مكان القهوة بخبث..
ابتسمت بحرج وهي تفهم مقصده .ثم اتجهت إلي المكان وانحنت لكي تجمع القطع المكسورة من الفنجان ..ولكن شعرت بيد ترفعها من الارض ..
جاسم بجديه:-
-انتي مش كنتي ماشيه ايه اللي بتعمليه ده ..سبيها في ناس هنا متخصصة للشغل ده ..
هزت راسها بتفهم ..واتجهت نحو الباب
ولكن سمعت صوته :-
بقولك دي تالت مره اشوفيك فيها ..وانا لسه معرفش اسمك ..
نظرت إليه قائله:-
رقيه …اسمي رقيه..
جاسم بإبتسامه وهو يكرر الاسم :-
رقيه ..رقيه ..هستناكي بكره ياارقيه