لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)
الفصل السادس
تكورت علي نفسها وهي تبكي بأنين منخفض ..نظرت إلي الغرفه المظلمه المليئه بالاتربه ولاثاث القديم الموجوده خلف القصر ..فهذا المكان كان يستخدم كمخزن للقصر قديما كما كان ابيها وعمها يستخدمونها في العقاب ..فكانت تري عمها وهو يعاقب حازم ويكبله في هذه الغرفه ..فلقد وضعها جاسم ليلة امس في هذه الغرفه عندما غلط لسانها وتفوه بما لايقدر عليه من عقاب ..زاد نجيبها وهي تتذكر ضربه المبرح لها ليلة امس
حنين بصوت مختنق :-
-ليه كده ياجاسم ..ليه عاوز تكرهني فيك ده انا بحبك ..اهااا
كانت تجلس في مكتبة الجامعة في ركن منعزل عن جميع وامامها كتاب تقرأ فيه ودفتر تدون به بعض المعلومات الهامه بالنسبه لها …
جلس بجانبها شخص يتميز بالبشره البيضاء والشعر الاصفر .ويمتلك عيون بلون السماء فهو من السلاله الشقراء
الشخص بتنحنح :-
-احم احم ..ازيك يا أنسه ..
نظرت رقيه إلي,صاحب الصوت بتعجب ولم تجيبه ..واستمرت في قراءة الكتاب ولم تعيره اي اهتمام ..فظنت انه سوف يقوم بمضايقتها كما يفعل الكثير من طلاب الجامعة
فؤجت بالشخص يهمس لهااا:
-ماتخافيش ردي عليا مش هاروح اقول للميس البت دي بتتكلم ..
عقدت حاجبها معا وقالت :-
-افندم . حضرتك بتستتظرف!!
الشخص بإبتسامه :-
بما إنك رديتي يبقي نتعرف ومد يده لها ليصافحها :
-انا ابقي بيبرس ..
ضحكت بعفويه بعد ما قال اسمه ..قالت وهي تضحك :-
بي ب ب ايه !!.
بيبرس بغضب زائف :
بي ايه بس ياست انتي ..انتي جايه تشتري طماطم بقوللك بيبرس .
وضعت كفها علي طرف أنفها لتمنع ضحكاتها ..قالت :وده من ايه بقاا
بيبرس بهدوء:-
ولاحاجه ياستي ابويا مدرس تاريخ فصمم يبقي اسمي كده ..
ا
حست رقية انها تجاوزات معه في الكلام فتلاشت الابتسامه من علي وجهها تدريجيا فرسمت علي وجهها علامات الجد ونظرت امامها لكي تكمل دراستها ..
بيبرس بضيق :-
-اديكي زعلتي تاني لو مش عجبك الاسم انا ممكن اغيره ..نخليه مثلا اخناتون ايه رأيك ..
قامت رقية من مجلسها ووضعت الكتاب في موضعه .وخرجت خارج المكتبة ..
بيبرس وهو يزفر بضيق :
-كان لازم تسميني بيبرس يعني ياابوياا طيرت مني المصلحه ..
_في مقر الشركه
كان يجلس معتز امام مكتب بسمة ويلعب بالاقلام بصوت مزعج للغايه .كانت تنظر إليه بسمة بحنق شديد .وهو لايبالي يزيد من ارتفاع الصوت اكثر واكثر بل ويقذفها احيانا بأحد الاقلام ..زفرت بسمه بغضب بالغ :-
-انت ياجدع انت .. ايه الدوشه دي انت فاكر نفسك في مولد ..
معتز وهو يتصنع عدم الاستماع قذف قلم لشخص كان يمر عبر ممر الشركه
بسمة بفزع :-
-يانهارك اسود انت بترمي الاقلام ..ليه .
معتز ببرود:-
اصلهم عاجبني اووي ..وبعدين اشمعنا انتي بيجبولك الاقلام اللي هي ب اتنين جنيه .وانا بيجبولي الفرنساوي المعفن ابو نص جنيه ده ..
لم تستتطع ان تسيطر علي نفسها فأفلتت منها ضحكة عالية ..
معتز وهو يقف بفرح :-
الله اكبر..ضحكت يعني هتبقي ام العيال ..
معتز وهو ينظر إلي عينه بحب :-
-تتجوزيني ياابسمة
توردت وجنتيها خجلا ونظرت ارضا ..
_في شقة الراقصه صافي
خرجت من المرحاض وهي عاريه لايستر جسدها إلا منشفه قطنية صغيرة الحجم ,جلست امام المرأه لكي تجفف شعرهاا ثم سمعت هاتفها يعلن عن إتصال ,مدت يدها وجلبت الهاتف ثم ضغطت علي زر إلايجاب ,
صافي هاتفيا :-
“عملت ايه ?? اممم يعني يبقي ابن الراوي ,ههههه بيكره الستات طبعا عشان معرفنيش .وحياتك لخليهولك خاتم في صباعي ,بس انت تجبلي كل اخباره ,يلا سلام وبلاش جعجعه عالفاضي “.
القت الهاتف بعدم اكتراث علي الفراش بعد إنتهاء محادثتها ,نظرت إلي انعكاس صورتها في المرأه بإعجاب قأئله بخبث:
-ملهووش في الستات قال .مبقاش صافي لو مخليتهوش يركع تحت رجليا “ثم اطلقت ضحكه خليعه عالية..
“كده برضه ياحازم ..اسبوع معرفش عنك حاجه ”
قالتها مشيره بعتاب وهي تحادث إبنها الاصغر ..
حازم وهو يتصنع البراءه :
-والله ياماما ..قاعدين كلنا عند صحبي بنذاكر ..مانا عاوزه اجيب امتياز السنه دي .
مشيره وهي تداعب وجنتيه :-
حبيب مامي ياناس ..إن شاء الله من الاوائل ..
حازم وهو يبحث حوله بأهتمام:-
-اومال طنط هدي وحنين فين ??..
مشيره بحزن:-
-هدي في اوضتها هتموت نفسها من العياط علي بنتها .
حازم بفزع :-
ليه حنين مالها ??..
مشيره وهي تربت علي كفه :-متقلقش كده ..بس اخوك ياسيدي حبسها في الاوضه اللي وراء القصر ..
حازم بتعجب :-
ليه هي عملت ايه!! .
قصت عليه ماحدث منها وتأخيرها وتناولها للخمور بكثره في حفلة ميلاد صديقتها ..
حازم بتهكم :-
-وهو هتلر إبنك ده مش هيبطل يعمل فرعون علينا ..دي بقت حاجه تقرف ..
نظرت له مشيره بعتاب قائله :-
-عيب تقول علي اخوك الكبير كده ..
لوي حازم فمه في إمتعاض ولم يجيبها
سمعت صوت يأتي عن طريق الباب .وشخص يحاول ان يفتح باب الغرفه ..فعرفة هوية الشخص بالتأكيد سوف يكون “جااااسم ” اغلقت عينها بسرعة البرق وتصنعت النوم ..
اقترب منها هو وملس علي شعرها بحنان .لاحظ حركات عينها فأبتسم بسخرية علي فعلتها ثم قال بجمود :- قومي انا عارف انك صاحية ..
فتحت عينها ببطء ثم اخذت تبكي بصوره هيستريه ,اشفق عليها وهو يري السواد الذي تكون اسفل عينها .ووجهها الشاحب من كثره البكاء , والكدمات الزرقاء التي تملأ جسدها ..تنهد بألم ثم جلس بجانبها وهو يمسح دموعها :-
-حقك عليا,,متزعليش ..
ثم طبع قبله فووق رأسها توقفت هي البكاء ونظرت إليه بدموع قائله بصوت متقطع :-
انا ع عاررف..ان…..
وضع يده علي فمها :-
هششش متقوليش حاجه .اعتبري اللي حصل امبارح ده كابووس ..
ثم تابع محذرا :-
بس إياكي يتكرر تاني فاهمه ..
هزت رأسها بأيجاب
ثم قالت بزعل طفولي :-
بس انا جعانه اووي ..وخايفه اووي في نمله كبيره بشنب هنا ..
جاسم وهو يضحك :
-نمله كبيره بشنب لا ياحبيبتي ده فار
بياكل الاطفال الحلوين اللي زيك ..
نظرت له بذعر ولم تجيبه ..وبدون سابق إنذار حملها جاسم علي غفله
حنين بفزع :-
في ايه ياجااسم ..
جاسم بهدوء وهو يتحرك بها :-
-هاروح اطلع بنتي اوضتها عشان تلبس احلي فستان للسهره النهارده ..
صرخت حنين بحماااس :-
ياااااس يعيش جاسم ,يعيش جاسم ..
هاهو جاسم قوي من الغلاف الخارجي عكس معدنه الداخلي .لايستطيع ان يقسي علي من هو قريب إليه