لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)
الفصل الثالث والأربعون..
- في إحدى مستشفيات مصر الخاصة،،
يقف جاسم أمام غرفة الكشف وبجواره حنين وهدي وهم قلقون للغاية…
بعد مرور بضعة من الخطوات خرج الطبيب من غرفة الكشف فأسرع إليه جاسم قائل بلهفة :-
-طمني يادكتور أمي كويسة..
الدكتور بلهجة رسمية :-
-أطمن ياجاسم بيه مشيرة هانم بخير بس الظاهر كده أنها أهملت صحتها الفترة اللي فاتت وده سببب تعب للقلب بس الحمدالله جات سليمة وتقدروا تشوفوها الصبح أول ماتصحي..
تنهد جاسم بإرتياح عندما إطمئن علي حالة والدته، ولكن شعر بالذنب فبالتأكيد هو السبب في أن تهمل صحتها بهذا الشكل…
ثم أبتسم إبتسامة مصطنعة إلي الطبيب الذي بادله مثلها ورحل…
هدي وتغلق سترتها بوقار قائلة بجدية :-
-الحمد الله جات علي أد كده…
ثم نظرت إلي جاسم نظرات ذات مغزي قائلة بتهكم:-
-مسكينة مشيرة بتتعب قلبها وتدمر صحتها عشان ناس باعوها عشان يشتروا الرخيص..
نظر جاسم لها نظرات نارية دون أن يتفوه بأي شئ فالوضع لايتحمل أي مشاجرات ثم تقدم من باب الغرفة وفتحه وولج إلي الداخل كان سوف يغلق الباب لكن هدي تقدمت لكي تدلف هي الأخرى فوضع يده علي الباب ليمنعها من ذلك قائل بتهكم:-
-معلش يامرات عمي الزيارة ممنوعة إبقي تعالى بكره الصبح بقا..
ثم أغلق الباب في وجهها، ودنا من فرأش والدته وهو يلؤم نفسه جلس علي المقعد بجوار الفراش وأمسك كفها وقبله بحنان قائل بإبتسامة عتاب:-
-ينفع كده ياست الكل توقعي قلوبنا بالشكل ده، عاوزة تعرفي معزتك عندنا يعني ياشوشو..
إحتضن كفها بيده قائل بصدق وحب:-
-معزتك كبيرة أوووي يا أمي..
-في عيش الزوجية،،
حل الظلام حتي الضوء الذي كان يشتعل في الشموع لم يبقي، حتي هي غرقت في النوم علي الأريكة وهي تنتظره ، كانت تراوضها أحلام مزعجة لا ليست أحلام إنها ذكريات، شريط ذكريات حياتها البائسة يمر أمام عينها المغلقة، حرق وجهها وهي تبلغ من العمر خمس سنوات،، إساءات الناس لها في كل مكان، الأفراح التي كانت تحضرها وتختفي في ركن ما حتي لايشعر بوجودها أحد ويقوم بمضايقتها، كم مرة غيرت مسار طريقها لوجود شباب مستهتر يضايقها!! ، كم مرة سارت دون أن ترفع وجهها من الأرض حتي لايري الناس وجهها ، أما الذكري والفكرة الوحيدة التي تبغضها في حياتها هي الظلام تشعر بأنها وحيدة في الظلام…
بعد مرور الوقت ومع إستماع أذان الفجر فتحت جفونها ببطء لتري نفسها وحيدة وسط الظلام الداكن هبت مذعورة من مكانها وهي تحاول أن تري شئ أوتصل إلي مفاتيح الإنارة ولكنها فشلت إلقت نفسها علي الأريكة وهي تدمع وتنظر حولها بفزع، لقد تأخر عليها بشدة وربما لم يأتي مطلقاً، من الممكن أن يكون كرهها وسخط علي العيشة معها بهذه السرعة أو ربما حدث له مكروه وهي لاتعلم ، بكت أكثر وأكثر علي حالها، فهي لم تنعم بشئ في هذه الحياة، آنكمشت علي نفسها باكية وهي تمنع جفونها أن تغلق جتي لايحيط الظلام بها من كل إتجاه،،
بدء ضوء الصباح ينتشر في المكان، فغادر جاسم المستشفى وعاد إلي منزله، إصطف سيارته أمام البناية وترجل منها وهو ينتابه شعور بالقلق علي محبوبته التي لم يعرفها عنها شئ يوم كاملاً، صعد إلي أعلي وفتح الباب ليتفاجئ بالظلام الذي يحيط بالمكان عقد حاجبيه بتعجب ودلف إلي الداخل وقام بتشغيل الأنوار سار بضعة خطوات وهو ينظر بتعجب الي المائدة المنظمة بعناية وبينما هو يسير سمع صوت أنين منخفض يأتي من ناحية الأريكة إلتفت وأسرع في خطواته حتي وصل إلي الأريكة ليجد زوجته تنكمش علي نفسها بطريقة غريبة وكانها تخشى شيء، إبتلع ريقه وجلس علي ركبتيه قائل بقلق :-
-رقية رقية..
رفعت رأسها ببطء وقد أفُسدت المساحيق التجميلية من كثرة البكاء، ونظرت في إتجاهه نطرات مليئة بالعتاب وهي مستمرة في البكاء، أقترب منها أكثر وهو يمسح دموعها التي تسيل بغزارة قائل بخوف :-
-حصل أيه بتعيطي كده ليه؟؟..
تحدثت بين شهقاتها قائلة بتقطع :-
-إإإ إت ا خر ت عليا لي يه؟؟..
تنهد قائل بأسف وهو يمسح دموعها :-
-حقك عليا ياحبيبتي إتشغلت اليوم كله، والموبايل فصل شحن..
نظرت له بشك، فنهض وجلس بجوارها قائل بمرح :-
-والله مش بكدب عليكي ياماما..
رقية بخفوت :-
-إيه اللي شغلك طول اليوم وخلك تنساني كده..
جاسم بإبتسامة :-.
-إتشغلت أه لكن منستكيش،في حد ينسي مراته يعني وبعدين ياستي لو نسيت دي هتفكرني..
ثم أشار إلى دبلة يده..
رقية بتسائل بتكرار ودموعها علي وجنتيها:-
-كنت مع مين ياجاسم..
زفر الهواء بضيق قائل بجدية :-
-رقية أنا مابحبش جوا التحقيق ده، ومع ذالك هجاوبك لأني برضه مابحبش أخبي حاجه كأني عامل عمله..
ثم صمت ثواني قائل:-
-أنا كنت مع حنين..
ظهر شبح إبتسامه سخرية علي وجهها..
جاسم بصرامة :-
-ياريت تسمعي للاخر، أنا روحت لحنين عشان قصرت جامد معاها الفترة اللي فاتت، وبعدين أمي تعبت واتنقلت المستشفي وده اللي أخرني كده..
نظرت له مطولاً ثم نهضت قائلة بهدوء :-
-سلامتها..
ثم سارت في إتجاه المائدة لترفع أطباق الطعام من عليها، سار خلفها وهو يقول بضيق :-
-ياريت يارقية تقدري الموقف إلا أنا كنت فيه وبعدين الموضوع يعني مش مستاهل أوووي كده…
ألقت الطعام في سلة القمامة ووضعت الأطباق في الحوض، وإستدارت له قائلة بهدوء وهي تمسح دموعها :-
-عندك حق الموضوع مش مستاهل خالص،بس معلش ربنا رزقك بواحدة بتخاف تفضل لواحدة…
ثم تنهدت بوجع قائلة :-
-مع إن طول عمرها لوحدها…
ثم أقتربت منه قائلة بنبرة باكية :-
-جاسم أنا مش بلومك ولاحاجة لكن أنا بجد كنت خايفه كنت قلقانة منك و عليك، ولو كنت أعرف أني والدتك في المستشفي كنت جيت معاك ، لكن أنت خليت حجتك الموبايل اللي فصل..
مسح جاسم علي شعره ثم جذبها لتستقر في أحضانه وهي تدمع قائل بهدوء :-
-معلش خلاص متزعليش مني..
ثم ملس علي شعرها بحنان قائل:-
-أوعدك أني مش هسيبك لوحدك تاني..
ثم نظر بخبث إلي ملابسها قائل :-
– قوليلي بقا هو أنتي بتعيطي عشان كنتي قاعده لوحدك ولا عشان أتأخرت عليكي وانتي مجهزه نفسك وزي القمر كده..
أبتسمت بخجل ثم خرجت من أحضانه ورفعت رأسها قائلة بنبرة طفولية دامعة :-
-كنت عاملة أكل ليك كمان بس خلاص رميته خلاص..
أبتسم بمكر وهو ينطر إلي شفتيها قائل :-
-متأكدة أنك رميتي الأكل كله..
فهمت مقصده فتوردت وجنتيها من الخجل وكادت أن تهرب من أمامة ولكنه جذبها مرة أخرى ليلتهم شفتيها بقبلة ثم إنحني ووضع يده أسفل ركبتيها وحاوط خصرها ليحملها علي يده ويخرج بها ويتجه إلي غرفتهما وهو يقبل شفتيها، وولج إلي غرفتهما وأغلق الباب بقدمه ثم وضعها علي الفرأش بحذر وهو مستمر في تقبيلها ولم يقطع قبلته الطويلة، إبتعد عنها فكانت مغمضة العين ، خلع سترته والقاها أرضاً فتحت عينها ببطء فكان يخلع حذائه أعتدلت في نومتها قائلة بتلعثم :-
-ع ع عايزة آآآ أوريك حاجة الأول ..
نظر لها بتعجب وهو يهز رأسه بإستفهام..
عضت علي شفتيها بخجل وخوف فأغمضت عينها وهي ترفع روبها وتظهر عن حرقها، كانت تريد أن تفتح عينها وتري تعبيرات وجهه ولكنها فضلت الظلام رغم خوفها منه، لم يظهر علي وجهه أي تعبير ولم تختفي نظرة العشق من عينه بالعكس فأبتسم وإنحني وقبل حرقها، شعرت به ودبت القشعريرة في أوصالها، فتحت عينها بهدوء لتقابل نفس النظرة العاشقة والتي لم تحتلف..
جاسم بإبتسامة بحب:-
-وتفتكري دي هتمنعني منك..
ثم أقترب من وجهها أكثر وهمس لها:-
-رقية أنا بحبك، بحبك بكل حاجه فيكي، أنا بحب رقية، وعاوز رقية..
ثم إنتقل إلي شفتيها ليثبت لها حديثه ولكن بطريقته الخاصة، وبعد مرور ثواني حاوطت عنقه بيدها…
“وتسكت شهرازد عن الكلام الغير مباح”
-في قصر الرواي..
عاد حازم سكير ويترنج كعادته، فهو يعود إلي القصر بهذه الحالة في غياب جاسم فقط لأن وجوده يمنعه من ذالك، صعد درجات الدرج وهو يطلق صفيراً عالياً ويدندن ويضحك بصورة هستيرية..
كانت عين الخادمة صباح تتابعه من أسفل بحزن وهي تضرب كفيها بعضهما ثم مصمصت شفتيها قائلة:-
-ياعيني عليك يابني دلع أمك فيك ضيعك..
جاءت من خلفها إحدي الخادمات والتي تدعي قمر رأت حازم فلوت فمها بتهكم قائلة :-
-هو الواد ده دايماً كده صايع وميعرفش حاجة عن البيت، تلاقيه ميعرفش إن مشيرة هانم في المستشفى..
صباح بسخط :-
-أهي مشيرة هانم دي هي السبب في اللي إبنها وصوله ده،كانت مدلعه دلع ماسخ زيها كده..
ثم قالت بتنتهيدة:-
-فينك بس ياجاسم بيه إنت اللي بتقدر عليه وتعرف تمشي البيت ده..
الخادمة قمر بهيام :-
-هو في زي جاسم بيه ولا جدعنة ورجولة جاسم بيه..
ثم تابعت بجدية:-
-تعرفي ياست صباح لولا وقفته معايا في جوازي كان زماني لحد دلوقتي قاعدة في أرابيز أمي.. إلهي ربنا يخليه ويبعتله بنت الحلال اللي تسعده..
ثم عقدت حاجبيها بتسائل:-
-صحيح ياست صباح هو ليه متجوزش لحد دلوقتي ده اللي زيه معاهم عيلين وتلاته..
صباح بإبتسامة :-
-ومين قالك بقا آنه متجوزش وإن بنت الحلال مجاتش، البيه إتجوز من فترة..
الخادمة قمر بصدمة :-
-إتجوز إمتا وإزاي معرفناش..
صباح بنبرة عادية :-
-أنا عرفت بالصدفة..بس إظاهر إن الهوانم هنا مش راضين عن الجوازة دي..
الخادمة قمر بسخط :-
-ياختي عنهم مارضيوا، أهم حاجة هو يكون مبسوط معاها أصل جاسم بيه ده بلسم ويستاهل كل خير..
تنهدت صباح ودلفت المطبخ قائلة:-
-ربنا يجازيه علي أد نيته، بس يله أحنا نشوف شغلنا أحسن حد يتكلم معانا..
أومأت قمر برأسها ودلفت خلفها..
-في الأعلي..
إلقي حازم جسده علي الفرأش وهو مازال في حالة السُكر، ظل يدندن مع نفسه وهو يفتح إزرار قميصه ثم خلعه وإلقاه دون إكتراث، ودس يده في جيب بنطاله ليخرج كيس به مسحوق أبيض، فتح الكيس ونثر محتوياته علي كفه ليقرب أنفه من كفه ويستنشق تلك المادة المخدرة (الهيروين)..وبعدما أنتهي نظف كفه وسند رأسه علي الوسادة ثم راح في سبات عميق..
-في كافية ما..
يجلس معتز يرتشف قهوته في إنتظار بسمة والتي تأخرت عن موعدها، رأها تدلف من الباب فوضع فنجان القهوة موضعه وهو يبتسم لها،، جلست في قبالته ووجها متهكماً بعض الشئ..
معتز بإبتسامة :-
-معلش بقا أصلك إتاخرتي فطلبت قهوة..
أبتسمت بتهكم قائلة بنبرة ذات مغزى :-
-طب ماأنت إتأخرت كتير أووي، ليه مافكرتش أطلب غيرك..
عقد مابين حاجبيها بتعجب قائل :-
-تطلبي غيري يعني أيه!!..
بسمة بجدية :-
_يعني أنت بقالك أد بتقول إنك هتتجوزني ولحد دلوقتي ماشوفتش أي إمارة إنك عاوزني بجد..
تنحنح معتز قائل بحرج :-
-أنا عارف إني أنا أتأخرت بس غصب عني والله..
بسمة ضاحكة بإستهزاء:-
-غصب عنك ولا حكمت عليا زي ماحكمت علي رقية..
معتز بجدية :-
-بسمة متقارنيش نفسك برقية أنتي غيرها..
بسمة بجدية :-
-لا مش غيرها ولاحاجة أنا زيها هي بنت خالتي ونفس الطبقة الفقيرة اللي أنا منها..
ثم نظرت له قائلة :-
-بس أنت اللي مش زي جاسم، جاسم عشق رقية وشافها أجمل ست في العالم وصمم يتجوزها وإتحدي العالم عشان تبقي معاه، في الوقت برضه اللي أنت كنت عاوز تبعده عنها..
ثم تابعت بسخرية قائلة :-
– يا أخي ده الوقت اللي جاسم عرف رقية وإتجوزها فيه ميجيش ربع الوقت اللي أحنا حبنا بعض فيه ولسه لحد دلوقتي متجوزناش..
معتز بإنفعال بسيط:-
-ولزمته إيه تقارني جاسم بيا..
تنهدت بسمة قائلة بنبرة حزينة :-
-بعرفك الفرق بين اللي بيحب وبين اللي بيعشق.. الفرق بين اللي مستعجل إني حبيبته تبقي معاه في ببت واحد وبين اللي بيتسلي..
معتز بغضب وهو يرفع أحد حاجبيه :-
-قصدك إن أنا بتسلي بيكي يابسمة..
بسمة وهي تأخذ حقيبتها وتنهض قائلة بجمود:-
-مابقتش عارفة يامعتز، بس كل اللي أنا عارفه دلوقتي إن ماينفعش أخون ثقة أهلي أكتر من كده..
وقف معتز سريعاً قائل بحب :-
_بسمة أنا بحبك..
بسمة قائلة بهدوء :-
-سمعتها كتير منك يامعتز، وأنا مش عاوزه أسمع الكلمة دي أنا عاوزة أشوف الفعل بتاعها..
ثم أردفت بجدية :-
-ولو عاوز تعمل الفعل بتاعها أبويا هتلاقيه عندك في الشركة كل يوم عم رضا الساعي أكيد تعرفه يعني..
ثم نظرت له نظرة أخيرة .. ورحلت وتركته مع موجة أفكاره هو يحبها ولكن لايعلم لماذا تأخر في طلبها للزواج من والدها كما أراد وقرر في السابق..
-في البناية..
“وماله ياحبيتي هبلغ أختك بالموضوع ده”
هتفت فاطمة بتلك الجمله رداً علي جملة إبنتها..
رباب بجدية :-
-بس تفتكري ياماما جوزها هيوافق إنه يجي عزومة عند ناس علي أد حالهم زينا كده..
فاطمة بإبتسامة :-
-لا متقلقيش جاسم بيه متواضع جداً..
ثم تابعت بسخط :-
-بس أنا كل اللي خايفه منه الموكوس جوزك ليفضحنا قدام الراجل..
سندت رباب يدها علي كفها قائلة بحزن:-
-ومين سمعك ياماما بس ربنا يستر..
ثم تابعت بجدية :-
-سيبك منه دلوقتي المهم رقية عاملة أيه في الجواز..
فاطمة بإبتسامة سعيدة :-
-زي الفل كلمتها في التليفون وصوتها مبسوط..
ثم أردفت بحزن وهي تلتفت حولها تتذكر إبنتها في المكان :-
– بس البت دي واحشتني أووي،، البيت ناقص من غيرها..
فاطمة بندم :-
-يارتني عاملتها كويس من الأول وشبعت من حضنها بدل ما أنا دلوفتي عايشة في الأوضة علي ذكرياتها فيها..
رباب وهي تضع يدها علي كتف والدتها:-
-متقوليش كده ياماما رقية بتحبك ومش بتزعل منك..
ثم تابعت بمرح:-
-وبعدين إيه جو أمينة رزق ده لا بقا خلي في علمك أنا وأولادي جايين هنا نأكل معاكم هتسبيني من غير أكل كده أنا والولاد..
نهضت فاطمة سريعاً قائلة بود :-
-من عنيا ياحبيبتي حالا هقوم أحط الأكل علي النار..
-في عيش الزوجية..
حان الوقت أن تذهب الشمس إلي بيتها في ظاهرة سبحان ما أبدع تسمي الغروب..
تملل في الفرأش بتكاسل وهو يشعر بشئ ليس بالثقيل علي صدره فتح عينه ليري زوجته نائمة علي صدره العاري وشعرها مبعثر بعشوائية عليه، إبتسم بحب فهي الأن أصبحت زوجته أمام الله قبل رأسها ثم إعتدل ببطء حتي لايوقظها ووضع رأسها علي الوسادة وعدل من وضعية نومها بكل حذر وهدوء.. ثم أقترب ووضع قبلة علي وجنتيها ونهض من علي الفرأش ودلف للمرحاض لكي يستحم.. وبعد مرور الزمن آنتهي من إرتداء بدلته الرمادية وترك قميصه الأبيض مفتوح إلي النصف كعادته، ثم وضع العطر الخاص به ونظر إلي نفسه برضا، أقترب من فرأش زوجته وهو يبتسم بخبث فقام بوضع قبلة صغيرة علي شفتيها فلم تتحرك، قبلها قبلة ثانية ولم تتحرك من مكانها فقام بتقبيلها قبلة طويلة يبث فيها عشقة ويوقظها ، فتحت جفونها وهي تشعر بكتم في أنفاسها فإتسعت عينها بصدمة وهي تري جاسم يقبلها وهي نائمة دفعته في كتفه برفق وهي تلتقط أنفاسها بصعوبة وتعتدل قائلة:-
-آآآآ أيه اللي أنت بتعمله ده..
جاسم وهو يرفع كتفه ويتصنع البراءة :-
-مش بعمل حاجة أنا كنت بصحيكي..
أشاحت وجهها بخجل وهي تخفي جسدها بالملاءة جيداً قائلة :-
-هو في حد بيصحي الناس كده..
جاسم وهو يبتسم بمكر :-
-أناااا بصحي الناس كده، وخصوصاً الناس دي لو كانت مراتي..
أقترب منها هامساً:-
-نقول صباح الخير بقا، ولا نقول صباحية مباركه..
أتسعت عينها خجلاً وأخفت وجهها بشعرها ..
ضحك هو بكل قوة ثم إزاح خصلات شعرها لينظر إلي عينها قائل بحب :-.
-يبقي نقول صباح رقية مفيش أحلي من كده صباح..
وضعت خصلات شعرها خلف إذنها وهي تبتسم وتوزع أنظارها بخجل..
ثم لفت نظرها ملابسه التي تدل علي االخروج أبتلعت ريقها قائلة بتسائل :-
-هو أنت كنت خارج..
رفع جاسم يديه بحركة مسرحية قائل بمرح :-
برئ يابيه ،أنا كنت خارج وبصحيكي عشان تنزلي معايا ومتقعديش لوحدك..
ضحكت هي بقوة ووضعت يدها علي فمها لتمنع الضحك، وبعد ثواني تسألت بخفوت :-
-رايح فين؟؟..
جاسم بإبتسامة :-
-أنا رايح لأمي في المستشفى، وهوديكي عند عم راضي أكيد أهلك وحشوكي…
نظرت له بتفكير قائلة بهدوء :-
-هما صحيح وحشوني.. بس أنا جاية معاك عشان أشوف مامتك وأطمن عليها
..
جاسم بإستعراب قائل:-
-هتروحي لماما وتطمني عليها !!
هزت رأسها بإيجاب قائلة بإبتسامة:-
-طبعاً لازم أروح ولا أنت عاوز الناس تاكل وشي وتقول إني مزورتش حماتي وهي تعبانه ..
أبتسم جاسم بإمتنان وقبل وجنتيها قائل :-
-يسلملي قلب روكا الطيب الأبيض ده..
أبتسمت له بخجل وقالت بخفوت :-
– عاوزة أقوم أغير هدومي وألبس..
جاسم ويتصنع عدم الفهم :-
-طب ياحبيبتي قومي أعملي اللي أنتي عاوزاه هو أنا مسكك ولا ربطك يعنى..
رقية وهي تبتسم بإستخفاف :-
-جاسم إطلع بره..
جاسم بإبتسامة :-
-ماشي ياستي هطلع..
كاد أن ينهض فعاود الجلوس مرة أخري قائل بمرح:-
-مش هتعوزي مني حاجة أناولك حاجة كده ولا كده…
هزت رأسها بالنفي وهي تخفي جسدها بالملاءة وتدفعه بخفه :-
-تؤتؤتؤ..
أبتسم لها إبتسامته الجذابة وغادر الغرفة، وإحتضنت هي الوسادة بكل حب..
-في إحدي المستشفيات الخاصة..
تسير معه في الممر المؤدي إلي غرفة والدته وهي تحاول تطرد شعور الخوف منها، وزاد الخوف أكثر عندما رأت جاسم وقف أمام غرفة ويضح يديه علي المقبض الخاص بالغرفة لكي ينفتح، إنفتح الباب فأبتلعت ريقها بخوف ودلفت خلف جاسم..
كانت مشيرة راقده علي الفرأش والمحاليل تعلق بيدها ووجها شاحب يظهر عليه الأعياء ، ولكن ظهرت علي وجهها الإبتسامة وهي تري جاسم يدلف لها أبتسمت بإشتياق ولكن زالت الإبتسامة عندما رأت رقية تتدلف خلفه فنظرت لها بسخط،..
أقترب جاسم منها وجلس بجوارها علي الفرأش وقبل رأسها قائل بإبتسامة :-
-الف سلامه عليكي ياشوشو..
لاتنكر أنها أشتاقت له ولكنها غاضبة منه بسبب تلك الزيجة المشئومة أشاحت وجهها الناحية الأخرى قائلة بعتاب :-
-ياسلام علي أساس إني أنا فارقة معاك يعني..
جاسم وهو يقبل كفيها بحب قائل :-
-لو ماكنتش أمي حبيبتي اللي تفرق معايا أومال مين اللي هيفرق يعني..
نظرت لرقية بنظرات ذات مغزي قائلة بتهكم :-
-أسئل نفسك بقا السؤال ده..
أبتلعت رقية ريقها وقد إستحوزات علي بعض من الشجاعة وأقتربت من فرأشها فقالت بخفوت :-
-ح حمد الله علي سلامتك ياطنط..
نظرت لها بتعالي من أعلي إلي أسفل ولم تجيبها…
شعرت رقية بالحرج فتراجعت للخلف وهي تنطر أرضاً… زفر جاسم بضيق علي تجاهل والدته لحديث رقية وهي جأت من أجل الإطمئنان عليها ولكن الوقت لايسمح أبداً بمشاجرات…
جاسم قائل بتسائل :-
-أومال فين الجماعة ياماما…
مشيرة بإبتسامة وهي تمسك كفيه :-
-هدي وحنين لسه ماشيين من عندي قبل ما أنت توصل..
أومأ جاسم برأسه ثم إحتضن والدته قائل بجدية :-
-ممكن بقا أنتي تهتمي بنفسك وبصحتك وتأخدي العلاج عشان متتعبيش تاني…
مشيرة بإستعطاف:-
-أنت علاجي ياجاسم قربك مني هو االي هيشفيني أرجع البيت تاتي ياحبيبي ..
جاسم بعتاب :-
-هو أنا يعني سبت البيت لوحدي مش حضرتك اللي مش عاوزاني فيه تاني..وبعدين قرار إني أرجع القصر تاني مش في إيدي لوحدي أنا معايا مراتي ولازم هي كمان توافق..
نطرت مشيرة سريعا بغضب مخفي إلي رقية قائلة بفتور :-
-أنتي مش عاوزة تيجي تعيشي معانا ولا أيه يا مرات إبني…
رفعت رقية رأسها فهي لأول مرة تعلم بأن جاسم تارك القصر، قالت رقية بخفوت :-
-أنا أعيش مع جوزي في أي مكان حضرتك..
أبتسمت بسخرية ثم نقلت بصرها إلي جاسم قائلة برجاء :-
-وافق ياجاسم وحياتي عندك..
هز جاسم رأسه بتنهيدة ثم قال بهدوء :-
-حاضر يا أمي نبقي نشوف الموضوع ده بس إرتاحي الأول..
مشيرة بإصرار في نبرتها :-
-والله يا جاسم لو مرجعتش بكره القصر أنا مش هاخد العلاج ويبقا بسببك بقا..
إستسلم جاسم وقبل رأسها قائل بإبتسامة :-
-ماشي يا أمي هرجع بس أهم حاجة تخدي علاجك…
أومأت برأسها سريعاً بالموافقة وهي تبتسم بإنتصار…
يتبع…….