لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)
الفصل السادس والثلاثون…
تابعت السيارة سيرها علي الطريق .ورقية جالسة وهي تضع يدها علي شفتيها بصدمة ,لاتصدق الذي حدث اللتو مازال ملمس شفتيه علي شفتيها ..اختلس هو النظر إليها وهو يبتسم بمكر قائل :-
-علي فكره لو مشيلتيش أيدك ..انا هعيد البوسة تاني أصلي الأولي معجبتنيش ..
ابعدت يدها سريعاً وتزحزحت بعيداً عنه حتي إلتصقت بنافذة السيارة ..
ضحك جاسم بقوة علي فعلتها وهو يتابع قيادته للسيارة …
-في قصر الراوي ..
تجولت مشيرة حول مائدة الطعام وهي تتفحص الأنواع المقدمة …حتي وصلت إلي نهاية مائدة وهي تؤمي برأسها ..جاءت إليها احدي الخادمات قائلة :-
-كل حاجه جهزت زي ماحضرتك امرتي ياهانم …بس مفيش غير صنية المكرونة اللي أتحرقت موجودة جوه زي ماحضرتك طلبتي ..
رمقتها مشيرة بجمود قائلة :-
-اول ماشاور ليكي تجيبيها وتيجي مفهوم ..
الخامة بخضوع :-
-تؤمري ياهانم ..
ثم انصرفت من أمامها ..وتركت مشيرة تبتسم بمكر .. وفي ذالك الوقت هبطت هدي الدرج وهي وهي ترمق مشيرة بضيق قائلة :-
-ماتفرشلها الأرض ورد بقا يامشيرة ..
إلتفتت إليها مشيرة قائلة بجدية :-
-تصدقي عندك حق أزاي نسيت كده .بس ياخسارة الوقت ضيق ومش هلحق..
هدي بغيظ :-
-مشيرة انتي في عقلك النهارده .. انتي مستوعبه إني ابنك هيجيب بنت بواب هنا …
سارت مشيرة عدة خطوات حتي وقفت قبالتها قائلة :-
-أستوعبت لما شوفت إصرار إبني عليها ..انا معرفش ايه اللي يكون عجبه في واحده زي دي بس في النهاية هو أتجوزها وأحنا بقينا قدام أمر واقع خلاص …وانا معنديش استعداد أني ادخل في صراع مع مرات إبني من اول مواجهه وممكن النتيجة أخسر ابني ..وانا مش عاوزه أخسر أبني ياهدي …
ثم تابعت بقسوة :-
-بس ممكن أخسر مرات إبني ..
ثم وضعت يدها علي كتف هدي قائلة بجدية :-
-متقلقيش ياهدي انا محلمتش بعروسة لجاسم غير حنين ..ومازلت بحلم بكده مش هقبل إني واحدة من الشارع تيجي تأخد قلب إبني وكمان فلوسه انا مش هسمح بده أبداً ..
واثناء حديثم دلفت حنين إلي الداخل وهي تجفف دموعها وخلفها حازم ..
إلتفتت إليهم مشيرة وتوجهت إلي حنين وهي تملس علي شعرها بحنان قائلة :-
-متعيطيش ياحبيبتي ومتقلقيش,كلنا معاكي ..
ثم نظرت إلي ملابس حنين التي ترتديها قائلة :-
-واطلعي كده خدي شاور واجهزي عاوزاكي ملكة جمال ..
اومات حنين برأسها ..وصعدت الدرج ..
ثم نظرت إلي حازم قائلة بسخرية :-
-غريبة يعني اول مرة تقعد اربع ساعات بحالهم في البيت ..هو انت ناسي اني وراك صياعه لازم تلحقها ..
حازم بإبتسامة مستفزه :-
-لا ما انا اجازة النهاردة من الصياعة …
ثم تابع بتلهف :-
-ده أنا هموت واحضر الحفلة اللي هتتعمل علي البت دي النهارده ..
كانت رقية تنظر من النافذة تتأمل المنطقة الرائعة التي تحتوي علي قصور خاصة بكبار هذه البلد ..منطقة مليئة بالحرس والشوارع ذات نظافة عالية ..والهدوء هو السائد ..منطقة تصفي الذهن وتهدئ الأعصاب..لاحظت رقية جاسم يدلف بسيارته ابواب حديدية خاصة بقصر مدون عليه اسم عائلة الراوي ..إزدات ضربات قلبها من الخوف وهي تحاول السيطرة علي نفسها .فهي تخشي من مواجهة عائلته فعندما علمت وهي في الطريق انها سوف تاتي إلي هنا تملك الرعب منها وبشدة …إصطف جاسم سيارته أمام الباب الداخلي للقصر ونظر إلي رقية التي تنطر امامها بصمت ولكن يظهر عليها علامات القلق والخوف ..تنهد وامسك كفها ووضع قبله عليه قائل بهدوء:-
-حبيبتي انا معاكي مش عايز اشوف الخوف والقلق باين عليكي كده ..
اومات براسها إيماءه صغيرة ,وهي تحاول تصرف الخوف والقلق عنها ..ترجل جاسم من السيارة وهي أيضا .ثم سار الاثنين في إتجاه باب القصر وبينما هي تسير بجواره وقف وأمسك يدها وشبك أصابعهم معاً …وكانه يؤكد لها للمرة الثانية انه معها …
بعد مرور نصف ساعه تجلس رقية بجوار جاسم علي أستحياء ..وهي تلتفت حولها بحذر حتي يقع نظرها علي حازم الذي يبتسم بإستفزاز وسخرية ..أشاحت ببصرها عنه حتي يقع بصرها علي هدي التي أيضاً ترسل لها نظرات ساخطة ويظهر علي وجهها الإشميئزاز ..أما مشيرة تجلس بوقار ولكن تتمكن الصدمة منها لم تتخيل تشوه وجه رقية بهذه الطريقة فيعتبر وجهها بالكامل مشوه إلا فراغات بسيطة لم تستطع النار الوصول إليها …
سمعوا جميعاً صوت حذاء نسائي يهبط من الدرج ..فنظروا جميعاً إلي مصدر الصوت فكانت حنين تهبط بكل ثقة وهي ترتدي فستان صغير يصل إلي ما قبل الركبه وبدون اكتاف باللون الأسود و يُظهر مفاتنها بوضوح ,وترتدي في قدمها حذاء من نفس اللون ..وتركت الحرية لخصلات شعرها تنسدل علي ظهرها ..ولم يخلو وجهها من المساحيق التجميلية ..
تقدمت إليهم وكانت صدمتها عندما رات تلك الفتاة التي رأتها في السابق في بناية صديقتها ..اختلف الامر عند رقية فهي وضعت في حسبانها انها تري هذه الفتاة موجودة هنا ولكنها ظنت أنها شقيقته ..ابتسمت رقية لها ولكن تحاشت الإبتسامة فجاة عندما رأت نظرات حنين الساخطة والمتكبرة ..
تحدثت حنين قائلة بميوعه :-
-هاااااي ..
نظر جاسم إلي ملابسها بحده ,وعيون يتطاير منها الشر ..لاحظ هو تغير طريقة ملابسها من فترة ولكن لم تسمح له الظروف لكي يتحدث معها ,والان تقف امامه هو وأخيه تكاد عارية بالنسبه له وقف جاسم وإتجه إليها وامسك ذراعها بقوة قائل بغضب :-
-إيه المسخره اللي أنتي لابسها دي ..
توجعت حنين من قبضته رغم سعادته بغيرته عليها التي مازالت مستمرة بعد زواجه ولكن تصنعت لا مبالاة قائلة :-
-انا لابسه فستان مش مسخره ..
نظر لها من اعلي رأسها حتي اخمص قدميها قائل بتهكم :-
-بقا حتة القماشة دي بتقولي عليها فستان..
ثم ضغط اكثر علي ذراعها قائل بلهجة امر :-
-تطلعي فوراً تغيري المسخره دي ..
ثم ظرب علي وجهها عدة مرات وهو يقول بسخط:-
-وابقي شيلي الدقيق ده ها احنا مش في فرن هنا ..
عضت علي شفتيها بغيظ وكانت سوف تعترض ولكن لاحظت نظرات رقية ..فابتسمت بخبث وأقتربت من جاسم قائلة بدلال :-
-حاضر ..
ترك جاسم ذراعها بعنف ..وسارت وهي تتمايل بجسدها ..
إلتفت لهم جاسم قائل بخشونة :-
-احنا مش هناكل ولا ايه انا جوعت ..
قام الجميع من مجالسهم ..ورقية تسير ببطء حتي وقفت بجوار جاسم الذي كان ينتظرها أمسكت بيده وهي تبتسم ثم اشارت إلي اعلي بعينها حيث حنين قائلة بخفوت :-
-أختك ??..
جاسم وهو ينظر لها بإبتسامة :-
-لا دي بنتي ..
تركت يده سريعاً وهي تحملق به ..ضحك هو علي منظرها فاقترب قائل :-
-بنت عمي و زي بنتي فهمتي بقاا ..
في البناية ..
متسطح بيبيرس علي الفرأش وهو يحتضن المنامة القطنية الخاصة بها وهو يتخيل رقية في احضانه ..وهو يقبل تلك الحروق الذي اعجب بها والذي لم يقبل ابداً أنها تعالج وجهها ويصبح جميل هو يريدها كماهي يريدها دميمة يريد ان يشبع رغباته من إمراة ليست جميلة حتي لاتذكره بمحبوبته السابقة ..فكانت ذات جمال آخذ ..يريد رقية يريدها بشده يريد أن يمتلك دميمة …صار يفكر في طريقة حتي يتخلص من زوجها الجديد ..والذي يظن انه هو سامر !!ولم يعرف انه جاسم الراوي ..
مكالمة هاتفياً بين سارة ورامز ..
شهقت سارة وهي تضع يدها علي فمها قائلة بذهول :-
-معقول يا رامز يعني هو مش في
الكلية معانا …
رامز بجدية :-
-وممكن يكون مش في جامعة ومش طالب اصلاً …انا اول ما انتي قولتيلي علي موضوعه مع رقية كلمت ناس في شئون الطلبة يدورو علي اسمه بس ملقوش حد بالأسم ده ..حتي في كل الفرق ..
سارة بخوف :-
-طب هو بيعمل كده ليه ..انا شاكه فيه اصلاً من الأول وحاسه اني في حد وراه بس هيعوز ايه من رقية دي غلبانة ..
رامز بجمود :-
-المهم دلوقتي انك تبلغي صاحبتك عشان تاخد حذرها كويس ..وبلاش بقا انكم تصاحبوا ولاد في الجامعة انا مش عارف اصلاً اتصاحبته عليه ازاي وانتم مش بتكلموا ولاد ..علي العموم انا مش هسمح بده يحصل تاني ياسارة مفهوم ..
سارة بإيجاب :-
-حاضر ..
رامز هاتفياً بخبث :-
-والمحاضرة اللي انتي مش حضرتيها دي ..هتديني عليها تعويض ايه ??..
ابتسمت سارة بخجل وهي تمسك بهاتفها …
علي مائدة الطعام ..
جالسين جميعاً علي المائدة ويترأسهم جاسم وبجواره رقية وحنين بعدما بدلت ملابسها إلي أخري محتشمه نوعاً ما..وعلي الجهة المقابلة مشيرة وبجوارها هدي وحازم ..كانت رقية تأكل ببطء شديد وعلي استحياء فهي غريبة عنهم وتخجل من نظراتهم ..
لاحظت هدي طريقة اكلها فقررت انها لاتمر الامر مرور الكرام فتركت الطعام قائلة بإهانه لرقية :-
-هي عروستك مش عارفه تأكل بالشوكة والسكينة ولا ايه اكيد مش متعودة عليهم ..ثم وجهت حديثها إلي رقية :-
-تحبي الخدم يجيبو ليكي عيش ..
تحولت نظرات جاسم إلي غضب قائل بإستفزاز :-
-متشكرين يامرات عمي ..وبعدين مراتي متعلمه وتفهم أصول الأكل كويس ..وبعدين لو الاكل محتاج عيش انا بنفسي هطلب من الخدم يجيبوا او اجبهولها انا ..وهي حره تاكل زي ماهي عاوزه حتي لو هتاكل بيدها تعمل اللي هي عاوزه هي في بيت جوزها ..
شعرت هدي بإلإحراج وتابعت اكلها ..اما رقية نظرت إلي جاسم بإمتنان ..وسط غيرة حنين وهدوء مشيرة والذي نقول عليه (هدوء ماقبل العاصفة )…
رن هاتف جاسم فترك الطعام ونظف يده بالمنشفة الصغيرة جداً الخاصة بالطعام … ..واخرج الهاتف من جيب سترته فكان الإتصال هام خاص بالعمل …أستاذن جاسم ونهض علي الفور وفي هذه اللحظه شعرت رقية بالخوف يتملك منها اكثر لكونها وحيدة بينهم ..حاولت إلهاء نفسها بالطعام ولكن يدها كانت ترتعش ..ابتسمت مشيرة بخبث وأشارت للخادمة التي تقف خلفها ففهمت الاخيرة إشاراتها وانصرفت لتجلب الأمر .. فهذه اللحظه المناسبة لتنفيذ خطة مشيرة ..جاءت الخادمة ووضعت امام رقية المكرونة السوداء بشدة فهي احترقت داخل الفرن …
مشيرة وهي تنظر إلي رقية بإبتسامة ماكرة :-
-كولي ياحبيبتي مكرونة هتعجبك اووي..
نظرت رقية إلي المكرونة فهي لم تجد مكرونة علي الإطلاق تري سواد ..نظرت إلي مشيرة وهي تستفهم كيف عليها ان تأكل شئ مثل هذا …ابتسمت مشيرة بإنتصار وشبكت يديها امامها علي المائدة قائلة بقسوة :-
-اديكي مقدرتيش تاكلي حاجه محروقة ..تفتكري أبني هيقدر بقا يعاشر واحده محروقة زيك ولا يتعامل معاكي كزوجة طبيعية صدقيني هتموتي ميت مره وانتي شايفه بيرفضك ومش عاوز يأخد حقه الشرعي منك .لانه ببساطة قرفان منك …
وكأن هذه الجملة اخترقت قلب رقية ومزقته بسيف فلم يصبح عندها قلب …شعرت ببرودة تسري في جسدها وكانها موضوعه داخل ثلاجة ..نطرت حولها لتلتقي بنظرات السعادة والسخط والإنتصار عليها ..لمعت عينها بالدموع فتركت مابيدها ببطء علي المائدة .وازاحت مقعدها إلي الخلف ونهضت وكانها فاقدة الوعي هبطت دمعه ساخنة علي وجهها وشعرت بأن دموعها سوف تسيل بغزارة فركضت بقوة في إتجاه الباب لتخرج من تلك القصر …