لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)
الفصل الواحد والثلاثون ..
ظلت فاطمة تتضرب في إبنتها بقوة غير عابئة بالتجمع الموجود حولها ,حاول الكثير ان يحرروا رقية من قيد أمامها ولكنهم فشلوا حتي معتز الذي لم ينتظر ثانية في الذهاب إليها ومساعدتها هو يكرها ولكن لم يستطيع التفرج عليها ولايساعدها ,حاول تحرير رقية ولكنه فشل ايضاً, توقفت فاطمة عن ضرب إبنتها وإرتدت حذائها وهي تمسك أبنتها من حجابها بعنف قائلة بحدة :-
-حسابنا في البيت ,انا هعرفك أزاي تمشي علي حل شعرك تاني ..
ثم جذبتها بقوة في إتجاه الشارع الرئيسي الذي يمر به السيارات ,أوقفت
الحافلة واستقلتها وهي تجر خلفها رقية التي تشهق من البكاء بقوة ..
راقب معتز الحافلة وهي تتحرك بهما ,وضع يده في خصلات شعره بقوة وهو يزفر بضيق ,فجاسم إذا هبط الأن ولم يجد رقية فسوف يقوم بتبويخه ,إلتفت بجسده كله في أتجاه مدخل المستشفي وليته لم يلتفت فوجد جاسم يهبط السلالم الرخامية ومعه رجل كبير السن يستند علي يد جاسم ويستند بيده الأخري علي عكاز خشبي ,ضيق معتز عينه بتعجب وهو يحاول يخمن هوية الرجل العجوز القادم مع جاسم ,فوصل إنها يمكن ان يكون والد رقية فهو يهبط السلالم بتعب شديد ويظهر علي وجه علامات الأعياء ,ابتلع ريقة وهو يري جاسم قادم إليه ,وصل إليه جاسم وهو يسند راضي بيده قائل بهدوء:-
-علي مهلك ياعم راضي ..
ربت راضي علي كف جاسم بإمتنان وهو يقول بخفوت :-
-ربنا يكرمك يابني ..
اشار جاسم بعينه إلي معتز لكي يفتح الباب الخلفي للسيارة ,لم يتحرك معتز ولكن كان واقف يفكر في رد فعل جاسم إذا عرف بعدم وجود رقية في السيارة ,
رمقه جاسم بغضب وهو يقول بنبرة شبه عالية :-
-معتز أنا بقولك افتح الباب ..
افاق معتز من شروده وهو يهز رأسه سريعاً بالأيجاب ,فتح الباب علي عجالة ,بينما تقدم جاسم ومعه راضي إلي السيارة كان جاسم يبتسم فرقية عندما تري والدها سوف تقفز من الفرح ,وتعود لها إبتسامتها الغائبة عنها ,نظر لكي يرأها من خلف الزجاج ولكن لم يري شئ قطب جبينه بتعجب , إنحني قليلاً وساعد راضي ان يستقل السيارة وظبط وضعيته في المقعد الخلفي وهو يبتسم له ,اعتدل في وقفته وأغلق الباب وحول نظره سريعاً إلي معتز الواقف خلفه نظر له جاسم نظرات جعلت معتز يريد الهروب من هنا الأن ,اقترب جاسم منه والشر يتطاير من عينه قائل بحده :-
-رقية فين يا معتز ..
ابتلع معتز ريقه وهو يجيبه بحذر :-
-اصل يعني امها جات خدتها ومشيت ..
نظر له جاسم قائل بجمود :-
-يعني ايه اخدتها ومشيت من غير ما تطلع تشوف جوزها ..
معتز بنبرة عادية :-
-والله ده اللي حصل ,ده حتي كمان ي يع يعني ..
جاسم قائل علي الفور :-
-حصل ايه تاني ما تنطق ..
نظر معتز إلي راضي الجالس بالسيارة وكانه استمع إلي حديثهم من خلال نافذة السيارة المفتوحة حتي قال بنبرة قلقة موجه كلامه إلي جاسم :-
-هي بنتي فين يا بيه أنت مش قولتيلي أنها موجودة في العربية ..
رمق جاسم معتز نظرات نارية ,فنظر لجاسم وراضي وهو يقول بجدية :-
-انا هقولكم علي كل حاجه …
سرد معتز عليهم كل ماحدث من ضرب فاطمة لإبنتها أم الجميع …وإلخ كان جاسم يسمع الحديث بصدمة ,فمحبوبته ضربت ام الجميع ,محبوبته اصابها مكروه وهو ليس موجود معها أبتلع ريقه الذي جف فجأة ووضع يده فوق سقف السيارة وضرب عليه بقوة فهو الذي تركها بمفردها لتأتي والدتها لتضربها امام الجميع,لم يختلف شعور راضي عن جاسم بل اكثر فهي ابنته ويعلم زوجته وطباعها جيداً ,وضع يده علي عكازه بغضب من افعال زوجته ,ونظر إلي جاسم من الشرفة قائلة بنبرة تحمل الحزن والقلق :-
-والنبي يا بيه يله نلحق البت قبل ما يحصلها حاجه ,احسن انا عارف الوليه مراتي دي ..
-في البناية ..
خرجت فاطمة من المطبخ وهي ترفع اكمام عبايتها وتمسك بيدها عصاة صخمة ,وإتجهت إلي غرفة إبنتها وازاحت الستار بعنف وهي تقف رافعه حاجبيها معاً ,كانت رقية تجلس في الأرضية تسند رأسها علي الفراش وهي تبكي بمرارة ,ولكنها رفعت نظرها ليقع عينها علي والدتها وهي تمسك بيدها العصاة شهقت رقية وقامت من الأرضية سريعاً وجلست علي الفراش وأخذت تتراجع إلي الخلف بخوف ,نظرت لها فاطمة بإبتسامة ساخرة وإستدارت وغلقت الستار خلفها واقتربت من رقية ,وكلما تقترب فاطمة منها تزحف رقية إ إلي الخلف علي الفرأش حتي إلتصقت بالحائط خلفها ,وضعت يدها علي فمها ,فهي تعلم والدتها فلم تتركها اليوم إلا بعد أن تقطع عظامها بهذه العصا ..
رمقتها رقية بخوف واضح :-
-والله ما عملت حاجه غلط يا ماما إسمعي—اااااااااه
قطعت كلامها فجاة بسبب ضربة فاطمة القاسية علي قدمها بالعصا ,ثم أنتقلت فاطمة بالضرب علي جميع أنحاء جسدها كانت رقية تصرخ بشدة فلا تهتم فاطمة بصراخها بل تزيد الضرب علي جسدها بقسوة ,وبعد مروو بضععة من الوقت توقفت فاطمة عن ضرب إبنتها وهي ترمقها بسخط ,شعرت رقية أنها أصبحت عاجزة بالتقريب لاتشعر بقدمها ولا بجسدها ,حاولت الأعتدال في جلستها ولكن فشلت فقدمها كانت مثل الشعلة طنت بأن عظامها تكسرت تكسيراً ولم يبقي منها إلا هشاش ,أغمضت عينها بقوة ودموع تجري علي علي وجنتها ,لم تتحرك فاطمة وظلت علي وضعيتها ,حتي استمعت إلي صوت فتح الباب الخارجي للغرفة فأستدارت وذهبت لتري من القادم ,ولج راضي وهو مازال يستند علي جاسم ,وحينما دخل الغرفة فصاح سريعاً بأعلي صوت :-
ياا فاطمة يا رقية ..
كان جاسم واقف ينتظر سماع صوتها لكي يطمئن قلب الذي يدق بسرعة رهيبة خوفاً علي من سكنته ,واصبحت هي أميرته ..
خرجت فاطمة من الغرفة وهي تنظر إلي زوجها بتعجب ,ولكنها تذكرت أن الطبيب اخبرها انه سوف يخرج اليوم ,نقلت نظرها سريعاً إلي جاسم وإستغربت من وجوده مع راضي ,وما صلته به فمظهره يدل علي الغناء الفاحش ,تغاضت عن ذالك واسندت العصا جانباً واقتربت من زوجها وهي تقول بنبرة عادية :-
-حمد الله علي سلامتك يا راضي ,,مستنتنيش ليه اجي أجيبك انا ..
رمقها راضي بسخط وهو يقول :-
-البت فين يا فاطمة ..عملتي فيها ايه ..
لوت فمها بتهكم وهي تجيبه :-
-عملت فيها أيه يعني ,,ربتها ولا عاوزها تفضحنا ونسكت ..
راضي وهو يقول بحدة :-
-ربتيها !! سمعتِ منها الأول هي كانت فين ولا أيه الظروف اللي كانت فيها ..
فاطمة بتهكم :-
-هو انا لسه هسمع يا أخويا ,ايه اللي يخلي واحدة زيها تسيب بيتها اكيد مع واحد غواها وضحك عليها .. وبعدين اكسر للبت ضلع يطلع له— ..
قاطعها راضي بسخط وهو يحسبن :-
-حسبي الله ونعم الوكيل فيكي ياشيخه ..
كانت الدماء تغلي في عروق جاسم وهي يسمع حديث فاطمة كور قبضة يده بقوة ,نظر في إتجاهها بحنق وهو يقول بقوة :-
-رقية فين ????
تعجبت فاطمة من سؤاله علي ابنها ولكنها ردت بنزق :-
-أهي مرميه جوه هتروح فين يعني …
قطبت جبينها بتعجب وهي تقول :-
-بس أنت مين ياخويا…
جاسم قائل بثقة وجمود :-
-أنا اللي بنتك كانت معاه ..
حملقت فاطمة به بصدمة ,واتجهت نحوه وهي تسب وتلعن فيه ,لم يجيب عليها جاسم ولكنه وقف صامتاً يسمع إهانته ..
فاطمة بصياح :-
-وكمان جي هنا برجيلك مش خايف يا بجاحتك يا أخي وديني لطلع ع—
راضي مقاطعاً بجدية :-
الراجل طلبها مني وانا وقفت ..
تلقت فاطمة الصدمة الثانية ,نظرت لهم نظرات عجيبة ,فهذا الشاب يريد الزواج من إبنتها ,أتجهت نحو الأريكة القديمة وجلست عليها بهدوء ,ساد الصمت لمدة دقائق ولكن تركها راضي واصطحب جاسم إلي غرفة رقية ,ولج راضي في الأول وهو يستند علي عكازه ,وخلفه جاسم بسير ببطء لا يريد أن يدخل يري محبوبته وهي حزينة ,كانت رقية تبكي وهي تمسك قدمها التي اصبحت حمراء بشدة وخطوط زرقاء ,نظر راضي إلي أبنته بحزن ,وقف جاسم خلفه ورفع عينه نحوه ,ولكنه حملق بها بشدة شعر بخنجر في قلبه وهو يراها في هذه الحالة .ليست قدمها فقد التي اصيبت بل جسدها وشفتيها التي نزفت دماء,شعرت رقية بطيف أشخاص ينظرون لها, ادارت وجهها الباكي في إتجاهم وكانت صدمتها وهي تري جاسم يقف خلف أباها ,غطت قدمها سريعاً ولكنها أبتسمت وهي تري أباها ,هبطت من الفرأش بصعوبة وهي تعرج عليها وإرتمت في حضن أباها وهي تبكي إحتضنها راضي بحنان وسمع لعكازه أن يسقط أرضاً وحضنها بيده الأخري ,كانت رقية لاتتحدث في أحضانه تبكي فقط ,وجاسم يراقب المشهد بهدوء ,واخيراً طلع صوتها وهي تقول بخفوت وبكاء :-
-والله يا بابا ما عملت حاجة وحشة انا بس كن —
راضي مقاطعاً وهو يربت علي ظهرها :-
-ماتتكلميش يا بنتي ,انا عرفت كل حاجه خلاص …
خرجت من بين أحضانه وأختلست النظر إلي جاسم وعادت النظر إلي والدها الذي أبتسم لها وهو يقول :-
-جاسم بيه قالي علي كل حاجه ,
ثم صمت قبل ان يتابع بترقب :-
-وهو طالب أيدك مني ..أيه رأيك ..
أتسعت عين رقية بذهول فجاة وهي تسمع جملة والدها ,شعرت بأنها قد سقطت في مياة شديدة البرودة في الشتاء ,نظرت إلي جاسم الذي يبتسم لها وينتظر موافقتها بترقب شديد ,لم تستطع التفوه بكلمة ما الأمر الذي يدفع رجل أعمال مثله إلي الزواج بإبنة حارس ,هل فضيحة الجرايد هي التي دفعته علي ذالك ,ولكنه قال له ان يحبها هل يكون صادق في حبها ,تراكمت الأفكار في رأسها ولكنها فوجئت به بجوارها يقول بهمس :-
-وافقي بقا يله عشان تعلميني القهوة يرضيكي يعني أفضل اشرب قهوة كشري كده كتير ..
أبتسمت وهي تتذكر مشهد قهوته ,لاحظ هو إبتسامته فقال سريعاً وهو يوجه حديثه إلي راضي :-
أبتسمت يبقي خلاص أتفقنا ,انا بكره هجيب المأذون واجي هنا ..
همس لها مرة أخري بحب:-
-بكره بالكتير وهتبقي حرم جاسم الراوي ..ربنا يصبرني بقا الساعات اللي فاضلة دي ..
شعرت بقشعريرة في جسدها أثر كلماته ,وتوردت وجنتيها خجلاً ونظرت إلي أرضية الغرفة بإبتسامة علي ثغرها …
ثم اتفق جاسم مع راضي علي القدوم في الغد ليكتب كتابه علي رقية وتصبح زوجته ,كما اوضح له علي عدم قدرته بإصطحاب عائلته معه حتي يشرح لهم الأمر ,اعتراض راضي في الأول ولكن اقنعه جاسم انهم سيعرفون في الوقت المناسب لذالك ,وبعد إنتهاء كل شئ غادر جاسم حيث معتز الذي ينتظره في الخارج ..
-في الأسكندرية ..
كان حازم جالس علي الأريكه كعادته مع الكائنات الديناصورية يشاهدون المسرحية المعتادة لهم …وفي ذالك الوقت فُتح باب الشالية ليدلف منه جاسم وهو يحمل في يدها بدلتين في حقائبهم السوداء الطويلة ,,وقفت الكائنات الديناصورية سريعاً ,وحازم بالمثل …وضع جاسم الحقائب علي الأريكة وهو يقول بهدوء:-
-ازيكم ياشباب ..
ردت الكائنات الديناصورية :-
-الحمد الله يا باشا ..
نظر إلي أخيه الواقف ولايتحدث ,رسم جاسم علي وجهه البرود وهو يقول :-
-أزيك يا حازم ..
اجابه حازم بتهكم :-
-كويس أنك فاكر الكلب اللي أنت راميه هنا ..
أشار جاسم بعينه للكائنات الديناصورية لكي يغادروا المكان وحدث بالفعل , خلع جاسم سترته وجلس جاسم وهو يقول بجدية :-
-أقعد …
جلس حازم علي مضض ,بينما تابع جاسم بجمود :-
-أنا مش رميك هنا ولا حاجه ,انا لو كنت عاوز ارميك فعلاً كنت دخلتك السجن ,وانت تشوف بعينك هناك الرميه عامله أزاي ,,لكن انت هنا اقعد في مكان نضيف بتشرب وبتاكل كويس ومش ناقصك حاجه ..
ونظر له بطرف عينه قائل :-
-وده كله عشان خاطر أبويا الله يرحمه وأمي مش عشانك ابداً ..
حازم بضيق :-
-وحضرتك سايبني هنا كل ده ماتسألش عليا حتي ,,
أجابه جاسم وهو يفتح ازار قميصه :-
-انا كنت بتصل بيهم علي طوول ,,ومفيش حاجه منعتني من كده غير الحادثة ..
حازم بتعجب :-
-حادثة أيه ..
أنتهي جاسم من فك ازرار قميصه وخلعه بالكامل وهو يستدير إلي أخيه ليري مكان الطلقة في صدره ,اتسع عين حازم بذهول وهو يقول :-
-انت اضربت بالنار يا جاسم ..
هز جاسم رأسه بالأيجاب ,وهو يقول بهدوء:-
-أيوة وهي دي اللي منعتني من إني إتصل بيهم واسالهم عليك ..
شعر حازم بالحزن من اجل أخيه ,رغم غضبه منه ولكن لاينكر انه يكمن له في قلبه حب ..رمقه بحزن قبل أن يقول بخفوت:-
-حمد الله علي سلامتك ..
رمقه جاسم بحب قائلاً:-
-الله يسلمك …
ثم تابع بجدية :-
☹-المهم انا هفضل هنا للصبح معاك,وبكره هنرجع مصر أنا وانت .. عشان تحضر كتب كتابي …
حازم بصدمة :-
-نعممم!!
جاسم بهدوء:-
-ايه مالك بقولك هكتب كتابي يعني هتجوز فيها حاجه ..
حازم وهو يهز رأسه بالنفي :-
-لا بس إتفجئت يعني ,اصل عمرك مافكرت في الجواز ..وبعدين مين دي اللي قدرت توقعك كده ..
جاسم بإيجاز :-
-بكره هتعرف كل حاجه …انا جبت البدل وكل حاجه عشان بكره..
حازم بإستسلام :-
-ماشي .. استني لبكره اهو مش بعيد ..
ثم تابع بإبتسامة :-
-طب بمناسبة الخبر الحلو ده .اعزم اخوك علي عشا بره اصل اقرب ينسي شكل الناس من الحبسه دي ..مش بيشوف غير الديناصورات اللي بره واحمد ذكي وكريمة مختار ..
جاسم بتعجب :-
احمد زكي ,وكريمة مختار !!!
حازم وهو يلوح بيده بعدم إهتمام :-
-ده موضوع كبير ملكش دعوة …المهم هنتعشا بره بقا ..
جاسم بإبتسامة :-
-حاضر ..قووم البس يله ..
قام حازم سريعاً وهو يقول :-
-ثواني وهكون هنا …
سار حازم في إتجاه الغرفه ,ولكنه وقف فجاة وإستدار بوجهه لأخيه قائل بخوف :-
-ولا اقولك تعالي معايا أحسن ,احسن يدخلوا يلاقوك لوحدك فيستفرضوا بيك ويفرجوك علي المسرحية ودوول مابيرحموش حد في العيال كبرت …
ضحك جاسم بقوة علي أخيه ..حتي تألم ووضع يده علي صدره وهو مازال يضحك ..
-في البناية …
تجلس فاطمة علي الفرأش وهي شارده في الشاب الذي سيأتي غداً للزاوج من إبنتها ,تعجبت كل العجب من هذه الزواجه السريعة وإين كانت إبنتها معه ولما كانت معه ?? فزوجها يعرف هذا الأمر الذي يعتبر سر خطير بالنسبه لها ,ولكن راضي لايتفوه لها بكلمة فهي لحت عليه كثيراً بعد مغادرت جاسم ,ولكنه كان لايجيبها بل كان يعنفها علي ضربها وقسوتها مع إبنتها واخبرها انها تخبر إبنتهما رباب بالأمر حتي لاتتفاجئ بزواج أختها بهذه السرعة ,وبالفعل هاتفتها واخبرتها لاتقل صدمة وتعجب رباب عنها فأخذت رباب في طرح الأسئلة عن العريس وعن هذه الزيجة ,وانهت معها فاطمة المكالمة وهي تؤكد علي حضورها هي وزوجها في الغد ,زوجها الذي بالتأكيد لم يسمح بأن يمر الأمر مرور الكرام ,ضيقت فاطمة عينها بتفكير حتي أرشدها عقلها إن إبنتها قد إرتكبت خطأ مع هذا الشاب وهو يريد الزواج منها لكي يتستر عليها من الفضيحة ,ضربت فاطمة بيدها علي صدرها بقوة وهي تقول :-
-يا نصيبتي ..معقول البت عملت كده ,وعشان كده هو عاوز يتجوزها ,يامرك يافاطمة اودي وشي من الناس فين ,اه ماهو البيه قال واحدة محدش هيبص ليها فيبقي أخد اللي انا عايزه منها ,وهي خليته يتجوزها وبعدين يبقي يطلقها ..
ثم تابعت وهي تقول بتفكير :-
-بس انا لازم أتاكد الأول من الموضوع ده وبعدين أتاكد أني البت لسه زي ماه ي بنت بنوت ومحدش لمسها ..
واضافت بتوعد :-
-ولو طلع اللي في دماغي صح ساعتها هيبقي موتك علي أيدي يابنت بطني ..بس أزاي أتاكد ..من لو سألتها اكيد هتنكر ..
فخطر ببالها جاره قديمة لها تسكن في حارة شعبية وتقوم هذه السيدة يعملية ختان الإناث و تقوم بتوليد النساء ايضاً فهي بمثاية دايه شعبية ..ابتسمت فاطمة سريعاً عندما تذكرت تلك السيدة فهي سوف تساعدها في هذا الأمر ,ولكن ماذا تقول لها .تقول لها إن أبنتها ارتكبت غلطة شنيعة مع شاب بالتأكيد لا…فقررت انها سوف تقول لها إن إبنتها إنزلقت في أرضية المرحاض ونزفت دماء وهي تريد الإطمئنان علي إبنتها وتعرف هل فقدت عذريتها …أبتسمت بإنتصار ونظرت إلي راضي النائم بجوارها وتأكدت من عدم إستيقاظه ,قامت من الفرأش ببطء وأخذت حجابها الطويل ووضعته علي رأسها وسارت علي أطراف أنامله حتي خرجت من الغرفة ,تنفست الصعداء وفجاة أسرعت في سيرها ناحية غرفة إبنتها وازاحت الستار بعنف وكادت أنت تصيح ولكن وجدت رقية نائمة في فرأشها بوجه متعب من إثر الدموع كما حروق وجهها اسودت بشدة ,شفقت عليها ولكن تذكرت غرضها فتقدمت وهي تهز رقية بقوة لكي تستيقظ وهي تقول بتهكم:-
-بت يا رقية قومي بابت ..
تململت رقية في الفرأش علي اثر صوت والدتها وفتحت عين واحدة والأخري كانت مغلقة من النوم قالت بنعاس :-
-في أيه يا ماما …
فاطمة وهي تتضرب علي وجهها بقوة :-
-قومي أتعدلي كده وكلميني …
أعتدلت رقية في نومتها وهي تضع يدها علي وجهها قائلة بحزن :-
-يا ماما براحه يعني أنتي شايفه وشي مستحمل يعني .. مش كفايه العلقه بتاعة النهاردة اللي كسرتني ..
لوت فاطمة فمها بتهكم وهي تقول :-
-طب قومي ياختي البسي عبايتك عشان هنروح نجيب حاجات ..
رقية بتعجب :-
-حاجات ايه ماما دي الساعة عشرة ..
فاطمة بكذب :-
-عشان موضوع العريس اللي جاي بكره ده انا افتكرت إن التلاجة بتاعتنا فاضية ,فهنروح انا وانتي دلوقتي نجيب كل حاجه ..
ثم تابعت بمكر :-
-ولا عاوزه العريس يقول علينا مش اد المقام ..وبعدين احنا هنجيب جاتوهات وحلويات وكده وانتي متعلمه وعارفة الحاجات اللي بياكلوها البشوات دوول ..
استطعت فاطمة أن تلعب علي وتر حساس لإبنتها وهي تلك الزيجة فمنذ كثير ورقية تتمني الزواج كأي فتاة لاتريد الشعور بإنها واحدة مختلقة عن الجميع وبالفعل تجحت فاطمة فإبتسمت رقية عندما تذكرت جملة جاسم الأخيرة “هتكوني حرم جاسم الراوي “فتوردت وجنتيها بلون الخجل ونظرت إلي والدتها التي فهمت معني إبتسامتها فقالت رقية بسعادة مخفية :-
حاضر يا ماما …
أبتسمت فاطمة بإنتصار :-
-طب يله متتأخريش عشان نلحق نمشي ونيجي قبل ما أبوكي يقوم من نومه ..
هزت رقية رأسها بإيجاب ,وخرجت فاطمة من الغرفة وذهبت لتأخذ حافظة نقودها مما يسمي بالشعبي “البوك “خرجت رقية بعد قليل وهي ترتدي عبايتها السوداء وحجاب أسود متداخل به الالوان ,وكانت تسير وهي تعرج علي قدمها التي كانت تؤلمها بشدة …ثم خرجوا الأثنتين من الغرفة بالكامل ..
ترجلت فاطمة من السيارة الأجرة وخلفها رقية التي كانت تنظر إلي المكان بتعجب شديد فكيف يوجد محلات للحلويات الخاصة بالأثرياء في هذه المنطقة الشعبية ,رمقت والدتها بتعجب ولكنها لم تتفوه بكلمة وسارت معها صامتة ,حتي فوجئت بوالدتها تدخل في بناية صغيرة قديمة زاد التعجب بداخلها ولكن لما تسمح للشك يدخل في قلبها او عقلها فكيف تشك في والدتها أقرب شخص لها ,,رقية بتسائل :-
-ماما هو أحنا هنعمل أيه ..احنا مش هنجيب جاتوهات وحاجات حلوة …
لم تجيبها فاطمة بل طرقت علي الباب الخشبي عدة طرقات ,فُتح الباب لتظهر منه إمراء سمراء وبدينة الجسد تربط إيشارب صغير علي رأسها ..عندما فتحت وشاهدت فاطمة قالت بإبتسامة :-
-أم رباب خطوه عزيزه ياختي .اتفضلي ..
امسكت فاطمة بيد إبنتها ودلفت بها إلي الداخل وهي تقول بإبتسامة مصطنعة :-
-يعز مقدارك ياأم حسن ..
جلست فاطمة ورقية التي تنظر إلي السيدة نظرات غريبة ..
فاطمة قائلة بحزن مصطنع :-
-أنا كنت عايزاكي في موضوع كده قلقنا انا وراضي …
ام حسن بفضول :-
-خير يا ختي في ايه ..
عضت فاطمة علي شفتيها بحرج وقامت من مجلسها وإتجهت إلي تلك السيدة وهي تهمس بأذانها الحكاية المزيفة التي أخترعتها هي ..ظهر القلق علي وجه رقية وهي تري أمها تهمس في إذان السيدة, ,بعدت فاطمة وهي تقول بنبرة حزينة :-
-اهو ده اللي حصل وانا عاوزه البت ليكون يعن—
لم تكمل جملتها وتصنعت الحرج …
قامت السيدة التي تدعي أم حسن من مجلسها وهي تقول سريعاً:-
-بس كده عنيا يا أم رباب ,,احنا عندنا ولايا برضه ربنا يسترها عليهم ,تعالوا جوه في الأوضة أحسن حد من ولادي الصبيان يطلع ولا حاجه ..
دخل الشك في قلب رقية بعد جملة ام حسن الأخيرة ,ما علاقتهم بالغرفة ..وجدت أمها تأمرها بالذهاب معهم إلي الغرفة وقفت رقية وهي قلقة ولكي تبعد القلق عن نفسها أمسكت بيد والدتها لتحتمي بها ,نظرت لها فاطمة نظرات غريبة قلبها كأم لايريد ان يعرض أبنتها لتلك الإهانه ,ولكن عقلها يفكر بانها تريد الإطمئنان علي إبنتها ,وهل دهست شرفها في الأرض ,دلفوا الغرفة وغلقت ام حسن الباب وإشارت بعينها إلي فاطمة فهمت فاطمة مقصدها علي الفور ,فنظرت لرقية وهي تقول بلهجة أمر :-
-نامي علي السرير يا رقية ..
أبتلعت رقية ريقها بصعوبة وهي تنظر لولدتها بتعجب قائلة بخفوت :-
-ليه يا ما ماما ها ليه …
ام حسن متدخله بكذب :-
-ده عشان خاطر رجلك يا حبيبتي ,اصلي انا شوفتك بتعرجي فقولت ادهنها ليكي عشان انا عندي مرهم حلو اووي في درج الكومودينو …
لم تقتنع رقية بحديثها ,فتدحلت فاطمة وهي تقول بكذب ايضاً :-
-اصلها يا رقية كانت شغالة في مستشفي خاصة بالعظام وكده فتعرف شوية حاجات يعني ..وانا افتكرتها فعشان كده جبتك هنا عشان لحد بكره تمشي علي رجلك حلو ..يله بقا ياحبيبتي عشان نلحق نجيب الحلويات ونرجع قبل ما أبوكي يصحا ..
أبتسمت لوالدتها فهي صدقتها ومستحيل تكذب عليها فإتجهت إلي الفرأش وتسطحت عليه ,تقدم منها فاطمة وام حسن التي فتحت الدرج بخداع وأخرجت عبوة مرهم فارغة ..جلست فاطمة بجوارها علي الفرأش بجانب رأسها .وام حسن في نهاية الفرأش رفعت أم حسن عباية رقية مسافة قصيرة لكي لاتثير شكوكها ,ولكن فوجئت رقية بها ترفع عبايتها إلي قبل خصرها قامت سريعاً لكي تعدل عبايتها ولكنها أتصدمت بأمها تجذبها إلي الخلف بقوة ولاحظت ماتقوم به تلك المراءة السمراء ,حاولت الصراخ ولكن وجدت أمها تضع يدها علي فمها لتمنعها من ذالك ,ركلت بقدمها بقوة ولكن قامت أم حسن بتثبيت قدميها ,وقامت بإبعاد قدميها عن بعضهما ,وبدأت في عملها عملها الذي سوف يسبب لرقية معاناة جسدية ونفسية في حياتها ,فقد أهدرتوا كرامتها وكشفتوا عن عورتها…فلكي اللّه يارقية …..