لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)
الفصل الواحد والعشرون
وقفت رباب علي عتبة الغرفة وهي تنظر لها بجمود..بينما رمشت رقية بعينها عدة مرات لتحاول فهم نظرات شقيقتها ,وقفت رقية وهي ترمقها بنظرات متسائلة ماسبب وجود الجمود في نبرتها …فخشيت أن يكون حدث لزوج شقيقتها مكروه أثناء أشتباكه مع بيبيرس وتحملها هي الذنب ..أقتربت منها متسائلة :-
-في أيه يا رباب مالك كده ??
رباب بتهكم :-
-في اني بيتي هيتخرب بسبب حضرتك ..
رقية بصدمة :-
-بسببي أنااا ..ط- طب ليه ??حصل ايه??
دفعتها رباب بيدها دفعة خفيفة واتجهت إلي الفراش ووضعت الرضيع عليه ثم إلتفتت لها قائلة :-
-مين البيه اللي كان في الجنينة النهارده ..
ابتلعت رقية ريقها وهي تقول :-
-ما انا قولتلكم انه زميلي ..والله يا رباب كداب مفيش حاجة من اللي قالها صح ..
رباب وهي تعقد ساعديه أمام صدره :-
_وعرف منين أني احنا موجودين هناك..
رقية وهي ترفع كتفها لأعلي بنفي :-
-معرفش ..
رمقتها رباب بنظرات حادة ,قبل أن تستدير لترفع الحقيبة من الأرضية الصلبة ,
فركت رقية كفي يدها معا وهي تقول بفضول وحذر :-
-هو سامر قالك حاجة علياا ??
وضعت رباب يدها في جيب عبايتها المنزلية واخرجت الدبلة منه ودنت من رقية وفتحت كفها ووضعتها فيه ..نظرت رقية بتعجب إلي الدبلة التي تشبه كثيرا دبلة خطيبها أو خطيبها السابق ..ابتلعت رقية ريقها الذي جف مؤخراً .قالت وهي مازالت تنظر إلي الدبلة الفضية :-
– ه- هو سامر نسي الدبلة معاكي ولا ايه ??
رمقتها رباب بحزن قبل أن تجيبها :-
-لا منسهاش هو فسخ الخطوبة أصلا ..
دخلت الجملة أذنها كالصاعقة الشديدة ,رفعت رأسها وهي تمسك الدبلة بيدها قائلة بعدم تصديق :-
-فسخ الخطوبة أزاي يارباب ..هو صدق الكلام كده من غير مايسمعني حتي ..
ثم تابعت بحزن :-
-يعني خلاص كده أنا مبقتش مخطوبة زي باقية البنات ..
كانت تتابعها رباب بصمت ولم تتحدث .فحزنت بشدة علي شقيقتها التي لم تدوم لها فرحة ..
القت نظرة سريعة علي الكومود فوجدت هاتف شقيقتها عليه ..فأسرعت نحوه وامسكته بيد مرتعشة واشارت بعينها الباكية إلي رباب:-
-خدي كلميه يارباب ..كلميه وانا هشرحله كله حاجة ..عشان خاطري يارباب كلميه ..
اتجهت رباب نحوها واحتضنتها قائلة :-
-خلاص ياحبيبتي ..اللي يبيعك بيعيه متزعليش نفسك..
رقية بدموع :-
-انا الكل بيعني يا رباب محدش بيشتريني ..انا الناس كلها مش عاوزاني..
رباب ببكاء علي بكاء شقيقتها :-
-متقوليش كده كلنا بنحبك يارقية ..والله بنحبك ياحبيبتي ده كفاية قلبك الطيب ..
ابتعد عن حضن شقيقتها وهي تقول بنبرة منكسرة :-
-انا ملحقتش أفرح يارباب فرحتي كانت قليلة أووي خلصت بسرعة ..
رباب وهي تمسح دموع رقية:-
-قولي الحمد الله يارقية …احمدي ربك دايما وهو قادر انه يفرح قلبك تاني ..
تنهدت رقية برضا :-
-الحمد الله يارب ..
-في البناية
وصل كلا من رباب ورقية إلي البناية وطوال الطريق ورقية لم تكتفي من البكاء وزاد بكائها وحزنها عندما علمت انها المسئولة عن طرد شقيقتها من منزلها ..وعندما وصلوا البناية تعجب راضي من هيئة بناته المزرية فخمن وجود شئ ما …رغم قلقه ولكن سمح لهم بالدخول لكي يستريحوا دون الدخول في تفاصيل ..في الداخل أصرت فاطمة علي معرفة مالذي حدث لهم ..أستسلمت رباب وقصت عليها ماحدث ..ضربت فاطمة علي صدرها بقوة :-
-يا مرك يافاطمة بناتك الاتنين بيوتهم أتخربت ..يانصيبتي
رباب بضجر :-
-عاوزانا نعمل ايه يعني ..نتحايل عليهم عشان يرجعولنا تاني …
فاطمة بحدة :-
-لا ياختي تقعدوا جمبي كده زي البيت الوقف …
رباب بتهكم :-
-متخافيش مش هقعد هنا كتير ..كلها كام يوم وعياله هيوحشوه وهيجي ياخدنا ..
وضعت فاطمة يدها أسفل ذقنها :-
-وافرضي مجاش ياختي ..ابوكي هيصرف عليكي وعلي عيالك منين ..
“انا مش معدوم يافاطمة ..عشان معرفش اصرف علي بناتي ”
قالها راضي الذي دخل الأن وكان من نصيبه أن يسمع حديث زوجته ..
تمتمت فاطمة بضجر :-
-ده علي أساس الملاليم اللي بناخدهم من العمارة هيكفونا ..ياشيخ أتوكس ..
نظرت لها رباب بعتاب ممزوج بغضب …بيما جلس راضي بجانب أبنته وهو يرمق زوجته بحدة وضع يدها علي كتف رباب بحنان وضمها إلي صدره :-
-اوعي يابنتي تشيل هم حاجة طول ما انا عايش وربنا مديني صحة ..وبيت ابوكي مفتوحلك عالطول أنتي وعيالك ..
انحنت رباب وقبلت يد والدها وهي تقول بحب :-
-ربنا يخليك لينا يابابا ..ويديك الصحة وطولة العمر..
ربت علي ظهره بحنان قائلا :-
-يله خشي جوه لعيالك ..وافردي جسمك كده جمب أختك وارتاحي.
ثم تابع بغضب :-
-وجوزك ده حسابه معايا بعدين ..
رباب بإيجاب :-
-حاضر يابابا هغسل وشي وهدخل ..
قامت رباب وإتجهت إلي المرحاض ..وجلس راضي يسبح ويرمق زوجته بعتاب ولؤم ..أشاحت فاطمة بوجهها للناحية الاخري وهي تتمتم بضجر :-
-والله محدش هيبوظ البنات دوول غير طيبتك ودلعك ده..
كانت رقية بالداخل كالمغيبة تنزل دموعها بصمت وهي تهز بقدمها الرضيع الذي نائم علي ركبتيها .. كانت تفكر في سامر الذي تركها دون أن يسمع منها حرف واحد تدافع به عن نفسها ..ارادت في ذالك الحين أن تكتم أنفاس بيبيرس لتنهي حياته ..كما انهي لها خطوبتها وفرحتها ..أفاقت من شرودها علي صوت الصغير الذي أستيقظ الأن ويبكي يطالب بغذائه من أمه ..نظرت إليه نظرات غريبة فلمعت في دماغها فكرة أرادت أن تثبت بها لنفسها أنها أنثي مثل جميع النساء ..نظرت سريعاً إلي الستار الذي يفصل الغرفة الصغيرة عن الخارج فكانت مغلقة بعناية ..عادت النظر إلي الصغير وهي تبتسم وبدون وعي فتحت سحاب عبايتها واخرجت صدرها وقربت الصغير منه أرادت أن ترضعه ارادت ان تشعر بما يشعر به جميع النساء في هذه الحالة ..رفضها الصغير في البداية وكانت تمسك برأسه لتمنعه عن الحركة ..شعرت بقشعريرة تسري بجسدها عندما لمس فم الرضيع جسدها ..كانت تعلم أنه لم يحصل منها علي غذاء وربما أخطأت بفعل هذا ..ولكن حركتها غريزة الأمومة التي بداخلها ..كانت تتمني أن تصبح أم في هذه اللحظة ..فتمتمت مع نفسهااا بحزن :-
-عمري ما هحس الإحساس ..خلاص انا هفضل كده لوحدي عمري ماهبقي زوجة ولا أم ..
وفي هذا الحين أزاحت رباب الستار ولكن تسمرت بمكانها وهي تري هذا المشهد فقالت بصدمة :-
-أنتي بتعملي أيه يارقية ..
كان جالس في شرفة منزلهم ينظر لأسفل بصمت ..شعر أنه تسرع بالحكم عليها كان من الواجب عليه أن يسمعها وهي تدافع نفسها ..فربما يكون أخطأ بحقها بالفعل ..وقد يكون ذالك البغيض كاذب ..تخيل حالها الأن بالتاكيد حزينة للغاية تذكر هو سعادتها وهو يشتري لها خاتم خطوبتها ..تذكر سعادتها انها وجدت الشخص الذي يرضي بها كما هي ..وشعر بالغضب من والدته لانها عندما علمت أن أبنها فسخ خطوبتها من رقية ..حزنت كثيرا لفشل خطتها ..ولكن عندما علمت السبب من أبنها اطلقت عليها سبه مهينة ,واعترفت لإبنها ان الشبكة التي قدمها لها .كانت شبكة مزيفة ليست بالذهب الاصلي صدم سامر كثير وغضب من والدته فهو لايريد ان يخدع احد تحديدا إذا كانت فتاة ,شعر انه غشاش غشها وخدعها ..وشعر بالخذلان وقرر أنه يذهب في الصباح الباكر ليعترف لها بكل شئ ..ويتأسف لها عن ما بدر منه ..واثناء شروده رن هاتفه افاق من شروده وأمسك هاتفه ليجد المتصل صديقا له يعمل في شركة خاصة بالسياحة وكل عام تسفر للخارج نسبة معينة من المرضي المصابة بالسرطان والقلب لتعالجهم علي نفقتها الخاصة . ضغط علي زر الايجاب لياتيه صوت المتصل :-
-خلاص ياعم سامر جهز ورقك بقا عشان انت ضمن مجموعة السنادي …
سامر بسعادة :-
-بجد يا محمود خلاص هسافر يعني ..
محمود بضجر :-
-طبعا بجد اومال يعني متصل وشاحن الكارت الفكه ابو 2 جنيه عشان اهزر معاك ..المهم جهز نفسك ورن عليا او تعالي ليا الشركة ..
سامر قائلا بتسائل :-
-طب الشركة دي اسمها ايه ..
إيهاب بجدية :-
-شركة الراوي للسياحة ياسامر ..
-في شقة صافي ,,
القت حنين الهاتف علي فراش صديقتها بعد محادثه وائل الذي عرفتها عليه صديقة السوء واوهمتها انها إذا تحدث معه سوف تصيب الغيرة جاسم ويعود لها مرة أخري ..
عضت حنين علي شفتيها السفلي بتوتر ..بينما رمقتها شيري بابتسامة نصر وهي تنفث دخان سجارته :-
-مالك بقاا ..اهي كل حاجة مشيت تمام الواد اصلا واقع ..
حنين بتوتر :-
-خايفه ياشيري ..حاسه اني عملت حاجه غلط..
شيري وهي تغمز لها :-
-ولا غلط ولاحاجة ..ده انتي بكره هتدعيلي ..اصلك متعرفيش وائل ده البنات كلها هتموت عليه ..لكن هو هيموت عليكي أنتي ياجميل ..
حنين وهي تعض علي أنامله :-
-أيوة بس انتي خلتيني ..اقول ل وائل ده كلام عييب اووي..
شيري بضحكة عالية :-
-عيييب ايه يابنتي ..انتي خلاص كبرتي علي كلمة عيب دي ..وبعدين الكلام ده هو اللي بيجيب نتيجة ..
حدقت حنين أمامها وهي تقول :-
-ربنا يستر بقااا
شيري وهي تجيبها بمكر:-
-هيستر متخافيش طول ما انتي معايا ..
ثم اخرجت من علبة سجائرها ..سجارة ومدت بها إلي حنين وهي تقول بإبتسامة :-
-خدي ولعي دي بقاا ..عشان تظبطي دماغك ..
نظرت حنين إلي السيجارة الممدودة لها بتفكير ..ثم مدت يدها ببطء واخذتها ووضعتها داخل فمها ..واشعلتها لها شيري وهي تبتسم بخبث ..بعد مرور دقيقة اخذت تسعل حنين بشدة ..بينما شيري قالت لها بدون إكتراث :-
-ده عشان اول مرة بس ..اشربي متخافيش ..
وكالعادة سمعت كلامها وتابعت شرب السيجارة ..
———————————–فتح باب المنزل ودخل منه وهو يدندن بصوت عالي ..ويترنج يميناً ويساراً ..اغلق باب المنزل خلفها ..وسند عليه وهو يضحك بقوة ..ومد يده وفتح مفتاح الإضاءة ..وبمجرد أن أضئ المكان وجد جاسم جالس أمامه بشموخ وهو يضع ساق فوق الاخري ..نطر إليه جازم بنصف عين من أثر الخمور ..وقال بسكر وصوت نائم :-
-جااااسم ..
لم يتحدث جاسم ..بينما قام من علي مقعده وذهب في إتجاه حازم .ووقف قبالته وبدون سابق إنذار هبطت علي وجه حازم صفعة أهتزت لها الجدران ..