لم اكن دميمة يوماً بقلم شيماء على (كاملة)

الفصل الثامن عشر

جالس في مكتبه عينيه مثبته علي ساعة الحائط التي امامه تمر الثواني عليه ببطء تمني لو لديه علي القدرة علي تغير الزمن وجعلها الساعة العاشرة .كانت عقارب الساعة تمشي كالسلحفاة زفر بضيق وهو مازال ينظر إلي الساعة ,بعد مرور بضع من الوقت دقت الساعة معلنه عن الساعة الأن العاشرة صباحا ,كان قلبه يتراقص وهو يري عقرب الساعة يشير لرقم عشرة ,تحولت أنظاره بسرعة البرق إلي الباب ينتظر ان تدلف الان من الباب وهي تحمل له قهوته الذي اصبحت أدمان له ,لم يعرف الان هو يريد رؤيتها ام يريد القهوة ,فبالتأكيد وهو لاينظر إلي الساعة بأهتمام من اجل قهوتها بل أكيد من اجلها ,بعد ثواني سمع طرقات الباب وهي تدلف بإبتسامته وتنظر له بعينها العسلية ,كانت تمشي بثقة ولكن حدث مالم يكن في الحسبان ف تعركلت قدمها في سجادة المكتب وكادت ان تسقط علي وجهها بينما جاسم كان اسرع بالأمساك بها من يديها ,امسكها بقوة من يديها وهي مازالت تمسك القهوة ,بينما هو في سارح في دائرة العسل التي تتوسط عينها . في لأول مره في حياته ينجذب لعين إمراة ,فرقية رغم تشوه وجهها لكنها تمتلك عينان سحرتان ,ظل علي هذة الوضعية لمدة ليست قصيرة ,ولكن اشتد وجع معصمها وهو ممسك بها بقوة .فأطلقت تأوهات مكتومة ,بينما وهو ممسك بها تجولت يده حتي نزلت علي كفها ومسك بيده ذالك الشئ المعدني ,فشعر بالغضب من نفسه فهي الأن ملك لشخص اخر وبالقريب ستكون زوجته فلا يصح له ان يمسك يدها بهذا الشكل ويتأمل عينها وغير ذالك لايصح بالمرة .تركها وذهب إلي مكتبه وادار المقعد المتحرك في الجهة الخلفية المقابلة للشرفة ,واخذ يستغفر ربه دون النظر إليها ,شعرت رقية بالحرج فتقدمت نحوه ووضعت الفنجان علي مكتبه ,وكادت ان تخرج ولكن سمعت صوته يقول بجدية وخشونة :-

-اناااا أسف يارقية ..

“بيحبني أيه انتي اتجننتي ”
قالتها رقية بصدمة جالية علي وجهها وهي تتحدث في الهاتف مع صديقتها سارة .فبعد عودتها من العمل هاتفت سارة واخبرتها ما حدث معها اليوم ,

سارة بجدية :-
-طب والله الرجل ده بيحبك ,ايه رأيك بقااا ..

رقية بأرتباك :-
-ب – ب- بيحبني ازاي !!بقا واحد زي ده يحب واحدة زيي انا !!

ثم تابعت بجدية :-
-وحتي لو ده صح انا دلوقتي واحدة مخطوبة .ومينفعش اتكلم عن واحد تاني غير خطيبي ..

سارة هاتفيا :-
-يابنتي انا قصدي ان—

رقية مقاطعه:-
-سارة خلاص اقفلي الموضوع ده وتعالي نتكلم في حاجة تانية ..

سارة بنفاذ صبر :-
-طيب ياستي ,انا كنت عايزه اقولك علي حاجه علي بيبرس بس كنت متردة شويه ..

رقية بتعجب :-
-ماله بيبرس !!

سارة بجدية :-
-لما كنتي في المستشفي كأن بيجي يزورك بالليل متأخر ,انا مصدقتش لما واحدة من الممرضات قالتلي كانت تفتكر اني أختك ..

رقية بتبرير :-
-طب وفيها أيه ممكن يكون خايف من اهلي او مكسوف منهم ..

سارة بنفي :-
-لا يارقية الموضوع مش كده خالص وبعدين بيفضل يتكلم مكالمات كتير اووي غريبة ,الواد ده شكله وراه حاجه كبيرة اوي ,انا بقيت اخاف من نظراته ليكي انا خايفه عليكي منه يارقية ..

رقية بأبتسامة :-
-متخافيش ياحبيتي ..وبعدين هو في حد يقدر يعملي حاجة وانتي جمبي يعني ..

سارة بمرح :-
-طب عليا الطلاق من رامز اللي لسه متجوزتوش ده .اللي يفكر كده يأذيكي بس والله لكون مطلعه كرشه من بطنه بس يفكر يجي جمبك .وانا هجيب اخر الواد بيبرس أبن احمس ده …

رقية بحب :-
_تسلميلي يابلطجية قلبي ..

ظلت المكالمة لمدة دقائق طويلة بين الصديقتين .فكانت تحكي كلا منهن للاخري كل ماحدث لها ,فسارة تحكي مغامراتها مع خطيبها والمقالب التي تفعلها به لكي تجعله يغير عليها .ورقية تحكي عن سامر وطيبته ورجولته وانه لايتحدث معها كثير خوفا علي علاقتهم ,فهو يريدها بالحلال ولايريد أن يفعل الاخطاء التي يقع بها الكثير من المخطوبين وهي التجاوز في فترة الخطوبة ..فهو يتمني من الله ان يبارك لهم في هذه الزيجة ..لينعموا بحياة سعيدة معا .فهو لايعلم أن هذه الحياة مع رقية لم تأتي …فربما يعيشها مع زوجة أخري ليست رقية , او تعيشها هي مع زوج أخر ليس بسامر ….

رفعت الغطاء من عليها لتكشف عن جسدها العاري ونظرت بنصف عين لحازم النائم بجوارها في سبات عميق ,أرتسمت أبتسامة خبيثة علي وجهها وهي تري خطتها تبدء بالنجاح ,فهي اردات أن تأتي بحازم فهو الوسيلة للوصول إلي الرجل التي وقعت في غرامه من أول مرة رأته فيها ..وبينما هي تنظر لحازم وقعت عينها علي هاتفه الموجود علي الكومود بجواره ,فلمع بذهنها فكرة خبيثة فأنزلت ساقيها البيضاء بحذر وهي تنظر لحازم النائم ,مدت يدها والتقطت قميصه من الأرضية ,ارتداءت القميص وتجولت حول الفراش وهي تمشي علي أطراف لها ..وصلت أمام الكومود وتناولت الهاتف وقامت بفتحه ولكنها فشلت لانه مغلق ببصمة يد سرية .زفرت بغضب وضيق ولكن فكرت سريعاً في حل لتلك المشكلة ..فوجدت الحل سريعاً فأمسكت الهاتف وجلست بجوار حازم علي الفراش وهي تحاول لاتصدر صوت يتسبب في إستيقاظ حازم ,أمسكت كف حازم وتحديداً الاصبع الاصغر ,ووضعته علي الهاتف بحذر وماهي إلا دقائق واشتغل الهاتف .تركت كفه سريعاً وهي تري الهاتف يضيئ ويعمل .أبتسمت بفرح وفتحت جهات الأتصال سريعا لتبحث عن هدفها ,فوجدت رقمه مسجل “My brother “نقلت رقم الهاتف سريعا عي هاتفها إنتهت من تدوين الرقم ووضعت الهاتف في موضعه ,وتمدت بجوار حازم وهي تبتسم بفرح فقد حققت صافي في يوم نجاحين مهمين للوصول إلي جاسم ,تجولت بيدها علي صدر حازم العاري وهي تقول بوقاحة :-
-قريب اووي هيكون أخوك نايم هنا مكانك .بس هيكون في شقتي وفي سريري أنا …

أطلقت ضحكة خليعة وقامت لترتدي ملابسها وتغادر إلي منزلها …

في غرفته أمامه حقيبة سفر كبيرة الحجم ,يضع بها الملابس فقرر ترك هذا القصر البارد فاصبح غريب في بيت مرت عليه أيام كثير والوضع لم يتغير بل يسوء أكثر .فالجميع هنا ينظر له بإنه شخص شهواني يريد إستغلال حنين في إشباع رغباته .كان الحزن يكسو ملامحه فلم يتخيل من يظن به سوء فهم اهله ,وفي أثناء جمع ملابسه سمع طرقات علي الباب ,اذن للطارق بالدخول فكانت والدته التي تبكي بصمت فهي تعلم انه اول من ظنت السوء به فهي لم تستطيع ان تكذب عينها.نظر لها بحزن واقترب منها وهو يمسح دموعها قائل بحنان :-
-بتعيطي ليه دلوقتي ??

مشيرة ببكاء:-
-هتسبينا وتروح علي فين ياجاسم ??

جاسم بجدية :-
-لازم أمشي مقدرش أقعد معاكم ,وانا شايف نظرات الإتهام في عنيكم ..

مشيرة بتقطع :-
-ان –انا عارفة أنك ع ع عمرك ماتعمل كده بس احنا شوفناك بعنينا ..

جاسم بإنفعال :-
-شوفتو ا أيه ها شوفتاو أيه انتم شوفتوا اللي عاوزين تشوفوه وبس ..شوفته جاسم الحيوان اللي نايم جمب بنت عمه ,اللي هو أصلا اتفأجئ بيها جمبه,
ثم جلس علي الفراش وهو يقول معاتبا:-
-أنتي الوحيدة ياماما اللي المفروض تصدقيني ,هتقوليلي شوفتك بعنيا هقولك كدبي عينك انا أبن بطنك انا حته منك .عارفه يعني أيه حته منك يعني عارفاني أكتر من نفسي .نظر لها قائلا :-
-انا جاسم ياماما .عارفه يعني ايه جاسم, انا متغيرتش انا زي ما أنا …

جلست مشيرة علي الفراش وهي تبكي بقوة فقد اوجعه جاسم بحديثه ,وقف جاسم واغلق حقيبته وحملها وقبل ان يخرج أنحني وطبع قبله مطولة علي جبينها .وخرج من الغرفة بحزن وحينما هو يهبط الدرج ,وجد حنين امامه تنظر للحقيبة التي في يده بحزن رفعت عينها الممتلئ بالدموع لتري عينه تنظر لها بجمود وغضب ..لم تعرف ماذا تقول ليغفر لها .فهو علم ايضا انها كانت ترتدي المنامة الحريرية الصغيرة له فتلك الليلة المشئومة مع حازم فزداد جاسم غضب منها .حاولت إخراج الكلام من فمها ففشلت بسبب شهقاتها التي تعلو ..لم يستطع جاسم البقاء أكثر من ذالك هبط الدرج ومر بجانبها ولم يعيرها أي اهتمام …كانت تتابعه وهو يخرج من باب القصر ..رمت نفسها علي الدرج وهي تبكي بقوة ,فقد ضاع منها حب طفولته ,منبع الحنان لها ,القلب الذي عشقها بصدق ,الاب الذي عوضها عن فقدان والدها المتوفي ,فرحل جاسم وترك إبنته تندم وتتحسر لفراقه فهي أخطأت وعليها تحمل نتيجة أخطائها …
———————————–وضع الصورتين أمامه علي الطاولة وهو يدخن بشراهه .فينظر للصورة الأولي بغضب فكانت صورة لإمراة شقراء بملامح أجنبية فكانت جميلة للغاية تبهر من ينظر إليها ,والصورة الثانية لإمراة ذات وجه مشوه دميم فبالتاكيد هي رقية .فهو يكره صاحبة الصورة الأولي بقوة فهي السبب في كل ماتسبب له من آلم القي صورة المراة الشقراء بإهمال علي الطاولة .وامسك بكلتا يديه صورة رقية واخذ ينظر لها بحب ,ولكن أشتعلت عينه بالغضب وهو يتذكر أمر خطوبتها التي عرفها من سارة عندما رأي المحبس بيدها .كور قبضة يده وهي يقسم بأن تلك الزيجة لم تتم ,اخرج حافظة نقوده ووضع بداخلها صورة رقية وهو يتحدث بنبرة عجيبة :-
-الحلويين دايما خاينين .لما نجرب الوحشين بقا …