رواية مدثر للكاتب محمد حافظ
الجزء الثالث
……………………..
شريف يتهته ويغمض عينيه في حركة عصبية بعدما فاجئني قائلا ” ممككن اتككلم معاك ياااا مددثرر “، استأذن بالدخول ولَم يكن مني إلا الاستجابة قائلا “اتفضل” يجلس على أحد الكرسيين اليتيمين واجلس أمامه لم أتكلم وتركت له الخيار من أين وكيف يبدأ، لم تمر لحظات حتى بادر بالكلام، و أنا أضع يدي على المنضدة انتظره في ترقب، كان يحمل حقيبة صغيرة على كتفه ألقى بها بجوار المنضدة ثم نظر إلي قائلا “ططبعا أنت ععاوز تعررف أنا عرفتت اسمكً اازااي، شوفتك وانت داخل الحاره مع الشيخ حسن، كدبت ععينيا وقولت استحاله تتكون أأنت للكن لما ريججعت مع الحج طه تتاكدت انك ممدثرر لحسيني ببس اسستغربتت لماا سسالت الححج طه وقاال ان نن اسسمكك ككريم بصصراحه حسسيت انن فيه ححاجه غغلطت “لا اعلم وقتها لماذا لم أكذب وأقول “حضرتك غلطان يا شريف يخلق من الشبه اربعين “كان ممكن أن أبتدع أي شيء لأنهي الموضوع، لكني لم أفعل كنت أفرك أصابعي في عصبية واضحة، وبدئت أشعر بالبرد من جديد، وبشكل لا إيرادي نظرت إليه قائلا” انت صح، انا مدثر الحسيني”، تلمع عينيه وكأنه انتصر في احد المعارك، ابتسم قائلا “يععني أأنت مددثرر بجد ببس أأنت بتععمل اايه ههنا يا أووننر” أقوم من مكاني ولازلت أفرك يدي من شدة البرد ثم أقربهم من فمي لأنفخ فيهم بعض الهواء الدافئ، لم أبالي لما قال ثم التفت إليه و قلت “معاك سجاير يا شريف” يمد يده في جيب ‘الجاكيت’ ثم يقول “ممعايه ططبعا ببس اككيد مش ززي اللي بتششربها”، يخرج واحدة، أضعها بين شفتاي ليقوم من مكانه ليشعلها، ثم أقول وأنا انظر في عينيه “بعمل ايه هنا دي حكايه طويله جدااا يا شريف”، “طول ععمري واانت مثلي الااعلى ياا مددثرر ببيه عارف انك بدائت من تحت الصفر كان حلم حياتي انني اشتغل ععندك” اضحك بدون شعور لأقاطعه “معندكش انت بقي شغل وانا اللي اشتغل عندك يا شريف” يندهش لسؤالي الغير متوقع ثم يقول “ححضرتكك بتريق ععليا صح” أعود للجلوس بعد أن قتلت السيجارة تحت قدمي واسحب أخرى من العلبة دون أن استأذن هذه المرة وأبتسم أشعلها، وأقول “يابني بهزر ايه انا دلوقتي أفقر واحد على الأرض هو انت بتشتغل ايه يا شريف”، “أأنا ععندي مححل ببيع ففيه تتليفونات ممستعمله وبصلححها” ثم يضع يده على صدره متباهيا ثم يكمل قائلا “أأنا خريج معهد تكنولوچيا وننظم معلومات” ثم نظر فجأة إلى الأرض وأكمل حديثه بلغة ينتابها الخجل “ببس أأنا كممان ههككر”، لم اندهش ولا اعلم لماذا كشف سره لي، ولَم اعلق ولكني تذكرت القتيل الذي أحمله منذ يومين، وجدتها فرصة لأسأله عن شاحن لهاتفي فسألني عن نوعه و أجبته “ايفون اكس”، ليضحك ويقول “والله ككنت متتوقع”، يفتح الحقيبة ويخرج منها شاحن ‘ايفون’ ثم أقول مداعبا “بس اسمع اوعي تهكر المعلومات اللي عليه، وبالمره شوفلي ليه بيعه انا معدش محتاجه” يقوم من مكانه لبحث في أرجاء الغرفة على ‘فيَشه’ قريبة ثم يجد واحدة بجوار السرير ليعود من جديد ضاحكا “انا برضوا مععقول أأنا اههكر تتليفونكك ثثم ععاوز تتبيعه لليه” قالها وجلس أمامي من جديد لأقول له “معدش ليه لزمه اجيب واحد ان شالله صيني واستفيد بالفرق لحد ما الاقي شغل”، “ههو ممككن اططلب ممن ححضرتك ححاجه” قالها شريف في تردد واضح، نظرت إليه وأنا افهم ما يريده لأقول له “عاوز تعرف حكايتي صح” ليقول في لهفة “دده للو مشش هيضايقكك” أبتسم وأنا أسحب سيجارة جديدة وأقول “معلش بقي خلصتلك علبة السجاير بتاعتك يا شريف”، “يااا خخبر متتوقلش ككده خخليها مععاك واانا لمما اننزل ههجيب واححده تتانيه” قالها شريف و الغبطة تنتابه و تملأ قلبه، “عاوزني ابدأ منين يا شريف”، ليقول “زي مما حضرتك تتحب”، أسحب نفسا عميقا وأنهض من مكاني لتحريك جسدي، ربما اشعر بقليل من الدفيء وأبدأ في سرد قصتي وهو ينصت بتركيز واضح “انا يا شريف اتولدت في أسره من الطبقه المتوسطه ابويا كان موظف الله يرحمه عمل المستحيل علشان يشوفنا كويسين انا واخواتي كان بيرجع من وظيفه وينزل بالليل يشتغل في وكاله بتاعه راجل طيب اسمه عم احمد كان بيبيع عطاره ويرجع اخر الليل مهلوك من التعب يدوب يأكل لقمه وينام كنّا بنشوفه يوم الجمعه وبقيت الايام ساعه الغدا وينزل يروح شغله التاني احنا خمس اخوات انا التاني بعد صافيه اختي الكبيره وبعد كده عمر وبنتين تؤام هايدي ومروه يعني احنا ولدين وتلات بنات الفرق بين كل واحد فينا سنتين تلاته بالكتير بس كان بيني وبين صافيه علاقه اكبر من ان احنا اخوات كانت بتحكيلي كل حاجه احلمها مشاكلها وانا كذالك ده ما يمنعش اني كنت بحب عمر وهايدي ومروه بس عارف ساعات بيجيلك احساس ان فيه حد من اخواتك قريب اوووي منك عن الباقيين هو ده كان احساسي ب صافيه اختي خصوصا بعد ابويا لما مات وكانت وصيته انه يدفن جنب امه وهي من الارياف ساعتها مكنتش فاهم بس عرفت وفهمت بعد كده اسكت قليلا لافكر قليلا ثم اكمل ابويا مات من عشرين سنه كنت انا وقتها في سنه تانيه من كليه هندسه وكان ده اول احلامي الدنيا اسودت في وشي وانا شايف كل اهلي بيبعدوا وحده واحده لحد ما الباب بتاعنا مبقاش يخبط غير بالصدفه نزلت اشتغلت مكان ابويا مع عم احمد وعرفت وقتها هو كان بيتعب اد ايه بس كل التعب ده كان بيهون وانا مش مخلي اخواتي عاوزين حاجه صافيه اتخرجت من كليه تجاره وكانت عاوزه تشتغل بس انا رفضت كنت حاسس وقتها اني راجل البيت ولعبت دور الاب والاخ” يقاطعني شريف فجأة قائلا “..أأنا مملاححظ اانك ما ججبتش سسيره والددتك” ابتسم وأقول في حنين “أمي دي مفيش ست في العالم زيها دي الحنيه والطيبة والجمال لو فيك هموم الدنيا تبص بس علي وشها ترتاح صدرها كان مساعنا كلنا بس زي ما كنت متعلق بصافيه اكتر من اخواتي امي كانت متعلقه بيه هي هي نفس الموضوع الام بتحس مين اللي بيتعب وبيضحي فبتديله شويه اهتمام وحب زياده من غير ما الباقي يحس لما كنت ارجع من الشغل واديها الفلوس اللي معايا كانت تقولي خلي حاجه معاك او انزل اشتريلك جزمه بدل اللي دابت في رجلك دي اقولها البيت واخواتي اولي باي قرش معايا كانت تعيط وتقولي اتكتب عليك الهم بدري بس بكره هفكرك محدش هيبقي احسن منك كانت كل ما تشوفني عينيها تدمع بس انا كان ربنا رامي في قلبي كميه صبر سبحان الله زي ما يكون عالم بحالي وانا رايح الكليه كنت بدعي ربنا ان بلاش الدنيا تمطر عارف ليه يا شريف” ليقول باندهاش “لليه” اضحك وأقول “علشان الجزمه بتاعتي كان نعلها مكسور من تحت كنت بتبهدل في اليوم ده كنت بروح نشفان من البرد لحد ما واحده صحبتي جدددا اسمها دعاء جت في مره واشترتلي شوز جديد كان وقتها أحدث موديل كانت بتحبني جددا الله يمسيها بالخير” يترقبني شريف في فضول، و لمعان في عينيه وكأني أقص إحد حكايات ألف ليلة، ثم يقول “يععني ححضرتكك ججت ععليكك ااياام صصعبه ززي ددي” أبتسم في انكسار قائلا “بس كسره العشرين غير كسره الاربعين لما تبقي صغير بتبقي عاوز تحفر في الصخر علشان توصل اما وانت داخل علي الاربعين بتحس باليائس انك توقف تااني علي رجليك”،لقد فقدت الرغبة في تكملة الحديث، لاعتذر لشريف بأسلوب لبق قائلا “طبعا عاوز تسمع باقي الحدوته بس هستأذنك نكمل بكره بس عندي سؤال انت عرفت شكلي ازااي” ينهض شريف من مكانه حاملا حقيبته الصغيرة مبتسما ليقول “ححضرتكك اششهر ممن الننار ععلي ععلم ده صصورك ععل ففيس ببوك والججرايد” يذهب إلى الباب ليقاطع توسلا كنت سأطلبه منه ولكنه فاجأني حين قال “محدش ههيععرف اللي ححصل بينني وبيننك ببس أأنا ععندي ططلب غغريب ششويه”، أقول له في ثقة “طبعا يا شريف ربنا عالم أنا حبيتك اد ايه وفتحتلك قلبي” يحمر وجهه وبدا في عينيه البريق، ليخرج كلاما بصعوبة هذه المرة وهو يقول “ععلششان خخطري ببلاشش ححبيبه اببوسس اييديكك ددي الححاجه الووححيده اللي بتترجاها ممن رربنا”، و هم بتقبيل يدي، نظرت في عينيه مشفقا عليه وعلى حبه، وقلت” بتحبها يا شريف” يذرف دمعة وهو يقول “وععمرري مما هاححب غغيرها ياا ممدثر بيه”، اربت على كتفه ضاحكا مهونا عليه ثم أقول “بلاش مدثر بيه دي اسمي كريم كريم بيه ايه ده انت قعدت ساعتين اخدت السجائر والشاحن بتوعك ان شاء الله هتبقي من نصيبك وبكره افكرك يقترب مني و يحتضنني بشدة، يبكي، ثم يقول “أأنا ععايشش ععلشانها ههي والله العظيم”، أمسكه من كتفيه و أقول بعد أن انتها من عناقي “اديني بقي نمرهً فونك علشان اسيفها احنا هنبقي اصحاب” ليقول “دده ششرف ليا” أخذ الرقم لأحفظه في رأسي وحين يذهب أغلق الباب واتجه مباشرة إلى هاتفي لأسجل رقمه ورقم الحج طه ،كانت الساعة قد قاربت على الثالثة صباحا ولكن البرد يشتد، بعد أن قضيت ليلتي السابقة بجوار أمي كنت أحس بدفئ أكثر ، أرسلت رسالة عبر ‘الواتس اب’ للحج طه كتبت فيها *ممكن لو سمحت لو صاحي تجبلي بطانيه انا اسف عَلى الازعاج* وتركت الهاتف، ولأول مره أضع يدي في جيبي لأتحسس شيئا ما بداخله، أخرجه وأنظر له لأجد ورقه ماليه واحده فئة المائتين جنيها، لأتذكر وقتها الشيخ حسن والطعام وفتاة الرحمة والنور، اضحك وقد سمعت وقتها صوت هاتفي يعلن عن إشعار وصول رساله عبر ‘الواتس’ اذهب لأفتح الرسالة لأجد ردا غريبا محتواه كالأتي :
*بطانيه ايه يا حيوان اللي انت عاوزها*
*تابعونا*
بقلم محمد محسن حافظ
……………………..
شريف يتهته ويغمض عينيه في حركة عصبية بعدما فاجئني قائلا ” ممككن اتككلم معاك ياااا مددثرر “، استأذن بالدخول ولَم يكن مني إلا الاستجابة قائلا “اتفضل” يجلس على أحد الكرسيين اليتيمين واجلس أمامه لم أتكلم وتركت له الخيار من أين وكيف يبدأ، لم تمر لحظات حتى بادر بالكلام، و أنا أضع يدي على المنضدة انتظره في ترقب، كان يحمل حقيبة صغيرة على كتفه ألقى بها بجوار المنضدة ثم نظر إلي قائلا “ططبعا أنت ععاوز تعررف أنا عرفتت اسمكً اازااي، شوفتك وانت داخل الحاره مع الشيخ حسن، كدبت ععينيا وقولت استحاله تتكون أأنت للكن لما ريججعت مع الحج طه تتاكدت انك ممدثرر لحسيني ببس اسستغربتت لماا سسالت الححج طه وقاال ان نن اسسمكك ككريم بصصراحه حسسيت انن فيه ححاجه غغلطت “لا اعلم وقتها لماذا لم أكذب وأقول “حضرتك غلطان يا شريف يخلق من الشبه اربعين “كان ممكن أن أبتدع أي شيء لأنهي الموضوع، لكني لم أفعل كنت أفرك أصابعي في عصبية واضحة، وبدئت أشعر بالبرد من جديد، وبشكل لا إيرادي نظرت إليه قائلا” انت صح، انا مدثر الحسيني”، تلمع عينيه وكأنه انتصر في احد المعارك، ابتسم قائلا “يععني أأنت مددثرر بجد ببس أأنت بتععمل اايه ههنا يا أووننر” أقوم من مكاني ولازلت أفرك يدي من شدة البرد ثم أقربهم من فمي لأنفخ فيهم بعض الهواء الدافئ، لم أبالي لما قال ثم التفت إليه و قلت “معاك سجاير يا شريف” يمد يده في جيب ‘الجاكيت’ ثم يقول “ممعايه ططبعا ببس اككيد مش ززي اللي بتششربها”، يخرج واحدة، أضعها بين شفتاي ليقوم من مكانه ليشعلها، ثم أقول وأنا انظر في عينيه “بعمل ايه هنا دي حكايه طويله جدااا يا شريف”، “طول ععمري واانت مثلي الااعلى ياا مددثرر ببيه عارف انك بدائت من تحت الصفر كان حلم حياتي انني اشتغل ععندك” اضحك بدون شعور لأقاطعه “معندكش انت بقي شغل وانا اللي اشتغل عندك يا شريف” يندهش لسؤالي الغير متوقع ثم يقول “ححضرتكك بتريق ععليا صح” أعود للجلوس بعد أن قتلت السيجارة تحت قدمي واسحب أخرى من العلبة دون أن استأذن هذه المرة وأبتسم أشعلها، وأقول “يابني بهزر ايه انا دلوقتي أفقر واحد على الأرض هو انت بتشتغل ايه يا شريف”، “أأنا ععندي مححل ببيع ففيه تتليفونات ممستعمله وبصلححها” ثم يضع يده على صدره متباهيا ثم يكمل قائلا “أأنا خريج معهد تكنولوچيا وننظم معلومات” ثم نظر فجأة إلى الأرض وأكمل حديثه بلغة ينتابها الخجل “ببس أأنا كممان ههككر”، لم اندهش ولا اعلم لماذا كشف سره لي، ولَم اعلق ولكني تذكرت القتيل الذي أحمله منذ يومين، وجدتها فرصة لأسأله عن شاحن لهاتفي فسألني عن نوعه و أجبته “ايفون اكس”، ليضحك ويقول “والله ككنت متتوقع”، يفتح الحقيبة ويخرج منها شاحن ‘ايفون’ ثم أقول مداعبا “بس اسمع اوعي تهكر المعلومات اللي عليه، وبالمره شوفلي ليه بيعه انا معدش محتاجه” يقوم من مكانه لبحث في أرجاء الغرفة على ‘فيَشه’ قريبة ثم يجد واحدة بجوار السرير ليعود من جديد ضاحكا “انا برضوا مععقول أأنا اههكر تتليفونكك ثثم ععاوز تتبيعه لليه” قالها وجلس أمامي من جديد لأقول له “معدش ليه لزمه اجيب واحد ان شالله صيني واستفيد بالفرق لحد ما الاقي شغل”، “ههو ممككن اططلب ممن ححضرتك ححاجه” قالها شريف في تردد واضح، نظرت إليه وأنا افهم ما يريده لأقول له “عاوز تعرف حكايتي صح” ليقول في لهفة “دده للو مشش هيضايقكك” أبتسم وأنا أسحب سيجارة جديدة وأقول “معلش بقي خلصتلك علبة السجاير بتاعتك يا شريف”، “يااا خخبر متتوقلش ككده خخليها مععاك واانا لمما اننزل ههجيب واححده تتانيه” قالها شريف و الغبطة تنتابه و تملأ قلبه، “عاوزني ابدأ منين يا شريف”، ليقول “زي مما حضرتك تتحب”، أسحب نفسا عميقا وأنهض من مكاني لتحريك جسدي، ربما اشعر بقليل من الدفيء وأبدأ في سرد قصتي وهو ينصت بتركيز واضح “انا يا شريف اتولدت في أسره من الطبقه المتوسطه ابويا كان موظف الله يرحمه عمل المستحيل علشان يشوفنا كويسين انا واخواتي كان بيرجع من وظيفه وينزل بالليل يشتغل في وكاله بتاعه راجل طيب اسمه عم احمد كان بيبيع عطاره ويرجع اخر الليل مهلوك من التعب يدوب يأكل لقمه وينام كنّا بنشوفه يوم الجمعه وبقيت الايام ساعه الغدا وينزل يروح شغله التاني احنا خمس اخوات انا التاني بعد صافيه اختي الكبيره وبعد كده عمر وبنتين تؤام هايدي ومروه يعني احنا ولدين وتلات بنات الفرق بين كل واحد فينا سنتين تلاته بالكتير بس كان بيني وبين صافيه علاقه اكبر من ان احنا اخوات كانت بتحكيلي كل حاجه احلمها مشاكلها وانا كذالك ده ما يمنعش اني كنت بحب عمر وهايدي ومروه بس عارف ساعات بيجيلك احساس ان فيه حد من اخواتك قريب اوووي منك عن الباقيين هو ده كان احساسي ب صافيه اختي خصوصا بعد ابويا لما مات وكانت وصيته انه يدفن جنب امه وهي من الارياف ساعتها مكنتش فاهم بس عرفت وفهمت بعد كده اسكت قليلا لافكر قليلا ثم اكمل ابويا مات من عشرين سنه كنت انا وقتها في سنه تانيه من كليه هندسه وكان ده اول احلامي الدنيا اسودت في وشي وانا شايف كل اهلي بيبعدوا وحده واحده لحد ما الباب بتاعنا مبقاش يخبط غير بالصدفه نزلت اشتغلت مكان ابويا مع عم احمد وعرفت وقتها هو كان بيتعب اد ايه بس كل التعب ده كان بيهون وانا مش مخلي اخواتي عاوزين حاجه صافيه اتخرجت من كليه تجاره وكانت عاوزه تشتغل بس انا رفضت كنت حاسس وقتها اني راجل البيت ولعبت دور الاب والاخ” يقاطعني شريف فجأة قائلا “..أأنا مملاححظ اانك ما ججبتش سسيره والددتك” ابتسم وأقول في حنين “أمي دي مفيش ست في العالم زيها دي الحنيه والطيبة والجمال لو فيك هموم الدنيا تبص بس علي وشها ترتاح صدرها كان مساعنا كلنا بس زي ما كنت متعلق بصافيه اكتر من اخواتي امي كانت متعلقه بيه هي هي نفس الموضوع الام بتحس مين اللي بيتعب وبيضحي فبتديله شويه اهتمام وحب زياده من غير ما الباقي يحس لما كنت ارجع من الشغل واديها الفلوس اللي معايا كانت تقولي خلي حاجه معاك او انزل اشتريلك جزمه بدل اللي دابت في رجلك دي اقولها البيت واخواتي اولي باي قرش معايا كانت تعيط وتقولي اتكتب عليك الهم بدري بس بكره هفكرك محدش هيبقي احسن منك كانت كل ما تشوفني عينيها تدمع بس انا كان ربنا رامي في قلبي كميه صبر سبحان الله زي ما يكون عالم بحالي وانا رايح الكليه كنت بدعي ربنا ان بلاش الدنيا تمطر عارف ليه يا شريف” ليقول باندهاش “لليه” اضحك وأقول “علشان الجزمه بتاعتي كان نعلها مكسور من تحت كنت بتبهدل في اليوم ده كنت بروح نشفان من البرد لحد ما واحده صحبتي جدددا اسمها دعاء جت في مره واشترتلي شوز جديد كان وقتها أحدث موديل كانت بتحبني جددا الله يمسيها بالخير” يترقبني شريف في فضول، و لمعان في عينيه وكأني أقص إحد حكايات ألف ليلة، ثم يقول “يععني ححضرتكك ججت ععليكك ااياام صصعبه ززي ددي” أبتسم في انكسار قائلا “بس كسره العشرين غير كسره الاربعين لما تبقي صغير بتبقي عاوز تحفر في الصخر علشان توصل اما وانت داخل علي الاربعين بتحس باليائس انك توقف تااني علي رجليك”،لقد فقدت الرغبة في تكملة الحديث، لاعتذر لشريف بأسلوب لبق قائلا “طبعا عاوز تسمع باقي الحدوته بس هستأذنك نكمل بكره بس عندي سؤال انت عرفت شكلي ازااي” ينهض شريف من مكانه حاملا حقيبته الصغيرة مبتسما ليقول “ححضرتكك اششهر ممن الننار ععلي ععلم ده صصورك ععل ففيس ببوك والججرايد” يذهب إلى الباب ليقاطع توسلا كنت سأطلبه منه ولكنه فاجأني حين قال “محدش ههيععرف اللي ححصل بينني وبيننك ببس أأنا ععندي ططلب غغريب ششويه”، أقول له في ثقة “طبعا يا شريف ربنا عالم أنا حبيتك اد ايه وفتحتلك قلبي” يحمر وجهه وبدا في عينيه البريق، ليخرج كلاما بصعوبة هذه المرة وهو يقول “ععلششان خخطري ببلاشش ححبيبه اببوسس اييديكك ددي الححاجه الووححيده اللي بتترجاها ممن رربنا”، و هم بتقبيل يدي، نظرت في عينيه مشفقا عليه وعلى حبه، وقلت” بتحبها يا شريف” يذرف دمعة وهو يقول “وععمرري مما هاححب غغيرها ياا ممدثر بيه”، اربت على كتفه ضاحكا مهونا عليه ثم أقول “بلاش مدثر بيه دي اسمي كريم كريم بيه ايه ده انت قعدت ساعتين اخدت السجائر والشاحن بتوعك ان شاء الله هتبقي من نصيبك وبكره افكرك يقترب مني و يحتضنني بشدة، يبكي، ثم يقول “أأنا ععايشش ععلشانها ههي والله العظيم”، أمسكه من كتفيه و أقول بعد أن انتها من عناقي “اديني بقي نمرهً فونك علشان اسيفها احنا هنبقي اصحاب” ليقول “دده ششرف ليا” أخذ الرقم لأحفظه في رأسي وحين يذهب أغلق الباب واتجه مباشرة إلى هاتفي لأسجل رقمه ورقم الحج طه ،كانت الساعة قد قاربت على الثالثة صباحا ولكن البرد يشتد، بعد أن قضيت ليلتي السابقة بجوار أمي كنت أحس بدفئ أكثر ، أرسلت رسالة عبر ‘الواتس اب’ للحج طه كتبت فيها *ممكن لو سمحت لو صاحي تجبلي بطانيه انا اسف عَلى الازعاج* وتركت الهاتف، ولأول مره أضع يدي في جيبي لأتحسس شيئا ما بداخله، أخرجه وأنظر له لأجد ورقه ماليه واحده فئة المائتين جنيها، لأتذكر وقتها الشيخ حسن والطعام وفتاة الرحمة والنور، اضحك وقد سمعت وقتها صوت هاتفي يعلن عن إشعار وصول رساله عبر ‘الواتس’ اذهب لأفتح الرسالة لأجد ردا غريبا محتواه كالأتي :
*بطانيه ايه يا حيوان اللي انت عاوزها*
*تابعونا*
بقلم محمد محسن حافظ