رواية مدثر للكاتب محمد حافظ

#مدثر# الجزء الثاني عشر
منزل ‘الموووزه’
ـــــــــــــــ
“ازيك يا بت يا لولا”،
“اهلاا رمزي بيه الا يا خويا معدش بنشوفك زي الاول ليه قطعت بينا”، قالتها لولا وهي توصل رمزي إلى القاعة الكبيرة ثم تكمل “وهو انت جاي لوحدك ولا معاك حد”،
يجلس رمزي على الأريكة الأرضيةليجد أمامه طبق كبير من الفاكهة، يمد يده ويأخذ بعض حبات العنب ثم ضعها في فمه ثم يقول “فردتي جايه الواد رأفت”، تضحك لولا وتقول “انت خلاص معدش بتعرف تمشي من غيره”، يضحك هو الأخر ويقول “ده واد جدع وخدوم كان صاحب سي زفت مدثر بس كان بيكرهه وبيحقد عليه ونبهني اول ما بدأ مدثر يقع فنقلت المعرض باسمي بالتوكيل اللي معايا واديته قرشين اللي زيه بقوا قليلين يا لولا”، تضع لولا يدها حول خصرها وتقول “وانا مش هينوبني من الحب جانب ولا ايه”، ليرد رمزي قائلا “انا عيوني ليكي انتي عارفه ده انتي مهونه عليا القرف اللي انا شايفه”.
يرن جرس الباب فتذهب لولا لتفتح فتجد رأفت أمامها يلقي عليها التحية ثم يسأل لولا “امال رمزي فين..؟”، لتقول:
“ادخل مستنيك جواه”
************************
منزل الشيخ حسن
ــــــــــــــ
“عارف يا مدثر مامتك الله يرحمها كانت بتيجي هنا كتير كنت بحبها اوي اخر مره جت فيها انا مش نسيها لحد دلوقتي، كانت قبل ما تموت بشهر كان عندي وقتها واحد وعشرين سنه الكلام ده كان من تامن سنين..”، فقاطعته بالقول “فعلا هي ماتت
من تامن سنين وشهرين بالظبط”، ثم تكمل حبيبه وهي تبكي قائلة “عارف يا مدثر عمري ما شفت حد في طبيبتها كانت بتحبك اوووي الوحيد اللي كانت بتتكلم عليه في ولدها الخمسه هو انت حبيتك من قبل ما اشوفك وكانت بتورينا صورك وإنت في ايطاليا مع بنت حلوه كنت بغير عليك كأنك جوزي ولما جت وورتني صور فرحك كنت همووت والله ودخلت المستشفي ومحدش يعرف السبب لحد النهارده انا اخدت صورك وعيناهم معايا ومفيش يوم بيعدي الا لما اشوفهم ولما دخلت انت وبابا اول مره مكنتش مصدقه عينيه وقلت معقول في شبه كده وحبيت كريم وقلت ربنا عالم انا بحب مدثر بس بعتلي واحد شبه بالظبط دخلت قبل ما أعملك الشاي جري علي أوضتي وطلعت صورك وقَعَدت اقول مش ممكن يبقي فيه شبه كده، بس عاوز الحقيقه..”،
لأقول وأنا أركز معها “طبعا يا حبيبه”،
تقول “انا مش حبيت كريم انا حبيت الشبه بس ولما دخل وليد وقال لبابا انه عرفك مكنتش مصدقه نفسي مامتك كانت بتقول حاجه هي اللي خلتني احبك”، انظر لها في اهتمام وفضول وأقول “ايه هي يا حبيبه”،
تكمل وهي تبتسم قائلة”مامتك قالتلي ان القلب اللي يعيش علشان يسعد اللي حواليه وينسي نفسه يستاهل يتشال عَل الرأس والقلب ده هو قلب مدثر ابني ونور عيني…”.
وقتها ارتجف جسدي واقشعر، وضعت يدي علي وجهي لكي لا تري دموعي لتقول حبيبه:
“عرفت ليه يا ابو قلب طيب”
**************************
منزل لولا
ــــــــ
يجلس رأفت بجوار رمزي، لولا تتكلم “وايه بقي القرف اللي انت شايفه يا رمزي بيه”، “قرف ايه يا لولا مهو زي الفل قدامك اهووو” قالها رأفت وهو يلف سيجارة حشيش، ينظر له رمزي ويقول “بيتهيألك ده انا عايش مع بومه مفيش في بؤقها غير سيره مدثر اخوها”،
“ليه العكننه دي طيب يا رمزي اهو غار في داهيه دي اخرة الماشي البطال نسوان وخمره وقمار عاوز ازاي ربنا يباركله” قالها رأفت وهو يعطي رمزي سيجارة الحشيش، ليرد الأخر قائلا “اهو اخد الشر وراح”، عبارة من رأفت “ريح ورتاح…”.
تتعالي الضحكات….
***************************
منزل الشيخ حسن
ــــــــــــــ
لم انهي كلامي مع حبيبه، ولكن لحظة سكوت طالتني لأتذكر أمي واطلب لها الرحمة، ثم انظر لحبيبه وأقول “عمري ما حبيت حد ولا هحب حد أدها، وعرفت معني كلمو ام لما ماتت ضاع وراها حاجات كتير اووي، الله يرحمك”، تضع حبيبه يدها على كتفي وتقول “انا اسفه اني فكرتك”، أرفع رأسي بعدما دفتها بين يدي وأقول “بصي يا حبيبه انتي حبتيني علشان مدثر اللي سمعتي عنه انه طيب حبتيني من شويه صور جربي مش هتخسري حاجه اقعدي مع شريف لو مره واحده اسمعيه بقلبك وبعد كده خدي قرارك صدقيني مش هتندمي في حاجات في حياتنا مش بنشوفها غير لما حد يشاورلنا عليها”، تبتسم مستسلمة وتقول “امرك”،
ادخل إلى الشيخ حسن من جديد أودعه بحرارة وكذالك أم وليد، ثم اخرج من الغرفة واتجه ناحية الباب مع وليد لأسمع صوت حبيبه من الخلف تقول “مدثر…”،
أدور حول نفسي لأري وجهها وأقول:
“نعم يا حبيبه”
“لا اله إلا الله” قالتها وذهبت
“محمد رسول الله”.
احتضني وليد وهو يقول مع “السلامه يا صحبي” اخبط على ظهره وأقول “مع السلامه يا وليد”.
ثم أكمل وأنا لأنظر إلى وجهه مبتسما “هو انا مسافر ولا ايه اكيد هنشوف بعض كتير”، ليقول من جديد:
“اكيد هستني تليفونك”.
***************************
أمام الوكالة
ــــــــــــ
“خخخالص ههتمششي ياا مددثر”
“اه يا شريف عاوز اقولك حاجه قبل ما امشي في فرصه جيالك حافظ عليها”،
رفع حاجبه في حركه تعجب ولم يفهم ما ارمي إليه، لاقول من جديد “هتفهم قريب ولما يحصل هستني تليفونك”، ثم اتركه في حيره، أودع الكبير والحج طه الذي دمعت عيناه لأول مرة ليقول “سامحني يا بني
وخد بالك من نفسك”.
أركب السيارة ثم ننطلق، طارق الذي كان يقود السيارة لم يتكلم طيلة الطريق، ولكن قبل أن نصل بمسافة بقليل مد يده في ‘تابلوه’ السيارة واخرج ظرف مليء بالنقود ووضعه فوق ركبتي، لأنظر إليه وأقول “ايه الفلوس دي”، يهز طارق كتفيه ويقول “معرفش الكبير قالي اديهالك”،
افتح ‘التابلوه’ من جديد وأقول “مشكلتي مش فلوس مشكلتي قلوب بس انا عاوز اطلب منك خدمه يا طارق وسامحني مبعرفش اقول ألقاب”، يضحك طارق ويقول “احنا اخوات
قول عاوز ايه”، انظر إليه وأقول “تعمل ايه مع الطماع”، يجيب في سرعة بديهة عاليه “الطماع عاوز نصاب شاطر”،اضحك وأقول “أنا بقي عاوز النصاب الشاطر ده تعرف تجبهولي”، اخذ يفكر ثم قال “اعرف انت ناوي علي ايه الاول”، “بكره تعرف كل حاجه بس انت شوفلي واحد مضمون”، يبتسم ويقول “غالي والطلب رخيص سبني اسبوع بس”.
وعند وصولنا الموقع يظهر رجل صعيدي يستقبل طارق بحفاوة، ليقول طارق:
“ده كريم اللي من طرف الكبير خلي بالك منه”
ليقول طبعا “ده من عند الغالي”.
أودع طارق بعدما تبادلنا الأرقام
لأذهب مع مسعد
************************
مستشفي هايدي ومروه
ـــــــــــــــــ
“اخوكي ده عار احنا اتفضحنا يا مروه”،
“معاكي حق يا هايدي المستشفي في النازل بسببه لا إعلانات نافعه ولا تخفيض الأسعار نافع”، قالتها مروه وهي تنفخ في غل، تنظر لها هايدي وتقول “امال عمر فين”، وقبل آن تكمل الجملة دخل عمر أخوهم ليري ملامحهم الغريبة، هايدي وتقول “ابن حلال لسه بسأل عليك”، يأخذ عمر مكانه أمام هايدي بينما جلست مروه على كرسي مديرة المستشفي، ليقول وهو يضع قدم على أخرى “خير فيه ايه”، لتقول مروه “يعني مش عارف ولا حاسس بكلام الجرايد والفيس بوك احنا اتفاضحنا اخوك بتاع النسوان الخمرجي خلي سمعتنا في الارض هو ضايع فلوسه هو حر يغور في سيتين داهيه تاخده، لكن يأذينا ليه” يسكت عمر قليلا وهو يطقطق أصابعه “اومال انا اعمل ايه انا رئيس نيابه يعني قاضي بشوف نظرات زميلي مليانه شماته الله يخرب بيتك يا مدثر”، لتخرج هايدي عن صمتها وتقول “احنا هنقعد نبكت في نفسنا احنا ننزل في الجرايد ان احنا اتبرينا منه وملناش صله بيه واكيد عمك مصطفي والعيله كلها هتساعدنا في كده ده احنا معانا شيكات منه بدون رصيد النصاب ده يعني متضررين”، ينظر لهم عمر ويقول وقد اشتد غضبه:
“انا مش عارف ازاي متقبضش عليه لحد دلوقتي يظهر مفيش حل تاااني انا معاكم”
**************************
“دي اوضتك يا سي كريم ومواعيد الشغل من تمانيه صباحا لحد خمسه مساء”، قالها مسعد بعدما دخلت غرفه على المحارة و بها كراتين مفروشة على الأرض لم افهم ماذا يقصد بمواعيد العمل.
“هو انا هنام هنا يا عم مسعد”
ليقول في أدهشة “ايوه انا مردتش انيمك مع العمال علشان تبقي براحتك”، اتبعت كلامه مباشرة وأنا اشعر باختناق قائلا “طب مفيش بطانيه عندك الجو برد والاوضه مفيهاش شباك ده انا كده اموت”، ينظر لي مسعد في استهزاء ويقول “حااضر هجبلك بطانيه من عندي علشان خَاطر الكَبير”، أفكر وأقول هل هو حقا ينفذ وصية الكبير ولكني استسلم للأمر الواقع وأقول “طيب اللي انت شايفه ارمي نفسي فوق الكراتين
وأتذكر أول يوم لي في الحارة، ليعود مسعد ويعطيني الغطاء، وأحاول أن أنام ولكني لم أستطيع، مرت الساعات سريعا ليأتي مسعد ولَم أنم دقيقة كاملة ويقول “يلا اصحي علشان تفطر مع العمال”، انظر إلى هاتفي فأجدها الساعة السابعة ولَم يتبق في الهاتف سوي خمسين بالمائة، أغلقته فأنا لا احتاجه ولَم انظر في الرسائل القادمة عبر ‘الواتس اب’، ذهبت كي أفطر وسط الناس البسطاء وكنت اشعر بالجوع ومددت يدي في نفس أطباقهم في عادة لم أتعود عليها من قبل ولَم اعلق على نظارتهم لي، ثم أنهيت طعامي وأخرجت علبة السجائر لأري الدهشة تزيد في عيونهم.
وبدأ العمل،
يقول لي مسعد “هتشيل مونه مع العمال واليوميه سبعين جنيه وعلشان خاطر الكبير هزودك عشره يبقوا خمسه وسبعين جنيه”، أدركت حينها انه غبي بكل المقاييس، ثم قلت “سبعين جنيه تزودلي عشره جنيه يبقى خمسه و سبعين.. ماشي يا مسعد اتكالنا علي الله هي ايّام سوده”.
تركت همومي وحملت مكانها رمل واسمنت كنت اصعد ادوار وانزل وقد ذهب البرد وشعرت بالحر و رأيت العرق يتصبب من جبيني، وقد بدأ يؤلمني جرحي كثيرا، إلا أنني لم أتوقف، وقبل أن اشعر بالتعب النهائي سمعت غناء احد العمال كنت احمل وقتها كيسا من الرمل لأتركها واقف وأسمعه وهو يقول:
-*-
شايلوك الهم بدري
شايلوك هموم كَتير
بس نسيوا يا ولَدي
انك لسه صَغير
بس ماتنساش ان ربك
كبير
دول باعوك ودوّل خانوك
وعلشان انت طيب كنت
فاكر انهم مش هيسبوك
وف الاخر اهم راموك
واللي اولها معلش
يبقي نهايتها غش
-*-
كنت اشعر انه يتحدث معي، ولكن كلماته البسيطة هزت أعماق قلبي لأعود واحمل الهموم فوق كتفي ولكنها متجسدة في رمال، انتبهت حين قال مسعد وقت الراحة، جلست بعيدا عن الجميع لأشعل سيجارة، انفخ في تعبي وبعد لحظات وجدت شخصا يقترب ولكن هيأته مختلفة يرتدي سروال جينز ازرق و كنزة (بلوڤر) بوني كالون حذائه ‘الشمواه’، نظر إلي في دهشة وقال في تردد واضح وهو يشير بأصبعه “انت مدثر الحسيني”، أهز رأسي بالنفي وأنا أحاول أن أتذكره ليقول من جديد “انت متاكد”، لأرد عليه هذه المرة “ايوه متأكد مش انا اللي بتقول عليه”، يضحك ويقول “طب ممكن اقول يخلق من الشبه اربعين لكن من الصوت كمان مستحيل”، و يعيدها “انت مدثر الحسيني ليه بتنكر انت مش عارفني انا وائل اللي قبلتك في ايطاليا وادتني فلوس وانا كنت من غير شغل وساعدتني هناك اني اقف علي رجلي لما شغلتني ولما نزلت مصر وقفت مع اهلي
عاوزني أنساك ازاااي”، تذكرته الآن لأنظر إليه وأقول “ازيك يا وائل”، يقترب ثم يحتضنني ويقول “الحمدلله يا أونر انت بتعمل ايه هنا”، ضحكت وأنا أقول “انا بشتغل هنا”، لتطهر على وجهه علامات التعجب ويقول “انت بتقول ايه”، أهز رأسي وأقول “دي حكايه طويله”، نسمع وقتها صوت ضجيج وتعالت الأصوات، استطعت تمييز صوت الكبير فنهضت مسرعا واتي معي وائل لأجد الكبير يمسك مسعد من جلبابه ويكيل على وجهه بالكفوف، أحاول أنا وائل أن ننقذ مسعد من يد الكبير الذي كان يقول لمسعد “انا عارف انك حمار ومش بتفهم دي الامانه اللي وصيت عليها يا غبي خلاص معندكش تميز انا قولتلك خلي بالك منه مش ينام في الطل وتشغله في الفاعل”، وقتها تأكدت أن مسعد قد تصرف من رأسه ينظر لي الكبير وهو يجد وائل بجواري ويقول “انا اسف يا كريم ياولدي” يتعجب وائل ويقول “مين كريم” لاقترب من الكبير هامسا ثم أقول له “وائل عارف كل حاجه انا اعرفه من زمان”، ليفاجئني الكبير ويقول “وائل صاحب المشروع السكني ده وانا شريكه”.
نجلس جميعا ونضحك ونعيد الذكريات القديمة بينما جلس مسعد بجوارنا لأقول:
“هتديني سبعين جنيه وتزودهم عشره يبقوا خمسه وسبعين يا مسعد”.
*************************
محل شريف
ــــــــ
“ازيك يا شريف”
يقف صامتا وهو يرفع يده كتمثال من الشمع غير مصدق ليقول
“ححححححححبيبه”
تبتسم وتقول “ايوه حبيبه مالك فيه ايه”، يندهش أكثر ويقول “خخخير يا حححبيبه ففيه ححاجه”، لتقول وقد تورد وجهها “جيت اشوفك فيها حاجه”،
كذب أذناه ليقول “ااانتي بتتقولي اايه”، لتعيد حبيبه ما قالته من جديد
وتكمل “بص يا شريف انا عاوزه اقعد اتكلم معاك بس بره الحارة وأبويا شيخ واخويا صاحبك وهما عارفين اني جيالك ممكن تيجي البيت عندنا النهارده ونتكلم شويه”، يبتسم شريف ويقول في فرحه تتطاير من عينيه:
“ااكككيد طبععا أأنا مسستني الييوم ده”
ولكن حذرته حبيبه حين قالت “بس خالي بالك انا مش موافقه لحد دلوقتي انا هديك فرصه واحده حافظ عليها”.
ليتذكر ويقول:
“ممدثثر”.
*****************
مكتب رئيس النيابة
ــــــــــــــــ
يسحب عمر هاتفه من جيبه ليكلم عمه ويخبره بالخطة الجديدة ليجيب عليه “براڤو عليك يا سياده المستشار خلينا نعيش حياتنا اللي اخوك بوظها”، ليجيب عمر “متقولش اخويا” ويغلق الخط ويطلب رمزي الذي رحب هو الأخر ثم يأمر بإدخال المتهم، وحين يدخل يقول عمر “اسمك وسنك وعنوان”، يجيب المتهم أقواله، عمر من جديد “ضربت اخوك ليه”، ليرد المتهم “ولا حاجه انا اخوه الكبير كبرته وعلمته لحد لما بقي دكتور الظروف لما بقت صعبه عليه روحتله العياده اقوله ممعيش اجيب اكل لولادي اللي انت عمهم طردني، وانا خارج البنت اللي بتشتغل عنده شفتني وانا بعيط قالتلي مالك ودتني ميت جنيه من جبها الشخصي بعديها بيومين طلبته في التليفون ابني كان عيان قفل السكه في وشي الواد ربنا أفتكره محستش بنفسي غير وانا نازل فيه ضرب”.
يسكت عمر وقتها ولَم يتكلم
***************
المجمع السكني من جديد
ـــــــــــــــــــــ
بعد أن انتهينا من الحديث نحن الثلاثة، أعطاني الكبير مفاتيح شقة مجهزة، كان يعتقد أن مسعد سيفهم ولكن لم يكون عند حسن ظنه، كانت مجهزة تماما وعلم وائل بقصتي وعرض علي ألمساعدة في أي شيء ونبه الكبير مسعد للمرة الخيرة قائلا “تشوف طلباته مو كافه شيء اي حاجه يحتاجها تجبهالوا ولو طلب لبن العصفور”، ليقول مسعد “خلاص فهمت يا كبير وهشيله فوق دماغي”،فأضاف الكبير قبل أن ينصرف “سبعين وعشره يبقوا تمانين يا غبي مش خمسه وسبعين”، ليذهب معه وائل وقد طلبت منه شاحن للهاتف ليقول “طبعا معايا واحد في العربيه هبعتهولك مع مسعد انا هروح اجيب غدا ونتغدي مع بعض”، كانت الساعة على مشارف السادسة، افتح هاتفي وأنا جالس على مقعدي المريح لأجد اتصالات ورسائل عديدة وليد، شريف، فريده، طارق، مريم،و؟؟؟؟؟؟ لإقراء الأخير وكانت الرسالة كالأتي:
” ايه رائيك تمام”، لأرد “تمام الله ينور عليك” ثم يرد سريعا “اي خدمه يا اونر اول لما قولتلي انك نزلت جيت علي طول ولما عرفت انك عند عبد الحميد الراوي اطمنت عليك” فأجبت “جميلك ده مش هنساه ابداا” بسرعة رد علي ‘ده انت جمايلك مغرقاني كفايه انك نقلتني المكان ده’ لأرد “اشكرك جددا يا هشام بيه” ليكتب هو الأخر:
“بكره ترجع اقوي وأحسن يا مدثر باشا”، “بس مين اللي بلغ عني يا هشام”
ليكتب “ده واد مرشد كان شغال مع ياسر اسمه اشرف عيل حشاش”
لارد
“تمام كده يا هشام استني مني تعليمات جديده”،
“ليكتب اومرك يا باشا”
error: