رواية مدثر للكاتب محمد حافظ

#مدثر# الجزء الثالث و العشرون
عياده طبيب”طمني يا دكتور لو سمحت”
قالتها فريده والتوتر يلتهم جسدها، يجلس الطبيب وهو يقلب في التقارير الطبية الخاصة بها ثم يخلع النظارات الطبية وينظر إلى فريده قائلا “حاله الجنين كويسه السونار اللي عملناه بيوضح انه في حاله مستقره”، ثم اخذ نفس عميقا وأراح ظهره وأكمل “المشكله فيكي انتي مش هتقدري تاخدي العلاج بتاع الكانسر علشان هيعمل تشوهات للجنين وده هيبقي فيه خطر عليكي”، تدمع عينيها وتقول “المهم ان البيبي يبقي كويس” يقاطعها الطبيب ويقول “وهو هيبقي كويس ازااي وانتي حالتك هتدهور يوم بعد يوم انتي كده بتموتي نفسك”، تبتسم فريده في الم وتقول:
“انا كده كده ميته بس نفسي اسيب ذكري قبل ما اموت”
***************************
منزل فؤاد

“الايام بتجري يا عمر والحقيقه بدائت اخاف من مدثر، ده بقي انسان تاني شفت عمل ايه في رمزي جوز اختك وكمان في ملك، واخد الولاد بمنتهي الذكاء الواد ده مش بيدور على فلوس، بدليل انه رجع لصافيه كل فلوس رمزي والمعرض بتاعها وكان قادر يخدهم لنفسه والاغرب انه يدي ملك عشرين مليون جنيه بعد ما كانوا في ايده وكان قادر يدفعهم لينا ونتنازل عن القواضي اللي احنا رافعنها عليه ويعيش في امان”
انهي فؤاد حديثه وكان عمر ينصت له مجرد احترام له، فهو يعرف كل ما قاله عمه جيدا اعتدل في مقعده ووضع إبهامه داخل قبضة يده وقربها من فمه قبل ان يقول “كل الكلام ألي حضرتك قولته انا عارفه مدثر بيدبر لحاجه وانا متاكد من كده وانا كمان بدبر في فخ يقع فيه وهو كمان عارف كده كويس انا رائي بقي تنتازل عن القواضي اللي احنا رافعنها دي علشان ملهاش لزمه”، هنا يصرخ عمه في وجهه ويقول “وفلوسنا هنسبها تضيع”، يقف عمر في غضب ويقول لعمه وهو يرفع صوته “فلوسنا ايه هو انت صدقت نفسك يا عمي كل دي فلوسه هو وملناش حق فيها وكل النعيم اللي احنا فيه ده بتاعه هو تقدر تقولي فين التمانيه مليون جنيه اللي اداهملك علشان تشتري الارض اللي طلبها منك”، هنا يتلجلج فؤاد ويقول “انت بتكلمني كده ليه ثم انا فعلا اشتريت الارض”، يقاطعه عمر ضاحكا ويقول “اه انت صح اشتريت الارض بس كتبتها باسمك وانا متاكد ان مدثر كلها كام يوم وهيرجع الارض دي معرفش ازااي”، يضحك فؤاد ويقول بس انا مش هيعرف يعمل معايا حاجه اوراقي سليمه والارض متسجله في الشهر العقاري ومش هيعرف يمسك عليه غلطه”، يبتسم عمر وهو يقفل أزرار بدلته الأنيقة بعد ان نهض من مكانه لينصرف قائلا:
“يبقي لسه معرفتش بتلعب مع مين يا عمي”.
تاركا فؤاد ومعه التوتر والقلق
*************************
كافيه المعادي

أشعلت حنين سيجارتها الرفيعة وهي تنظر الى مروه بعد ان طلبت منها مقابلة فرديه على وجه السرعة للحديث في أمر مهم، فوافقت مروه بعد ان علمت ان حنين زوجة ياسر رئيس المباحث، نظرت مروه في ساعتها فقد مر ربع ساعة دون ان تنطق حنين بما تريد واقتصر الحديث في بادئ الأمر على التعارف. لاحظت حنين توتر مروه مما جعلها تفتح الموضوع قائلة:
“انا عرفت يا دكتوره مروه انكم هتشتروا صفقه عقاقير جايه من اوروبا وان الشحنه وصلت فعلا”،
اندهشت مروه من معرفة حنين بهذه المعلومة السرية لتقول في استغراب غير واضح “وانتي عرفتي منين حاجه زي دي”، تاخد حنين نفسا من سيجارتها وتقول وهي تنثر الدخان أمامها ضاحكة “مش مهم عرفت منين المهم اني جيالك في بيزنس حلو ليكي وليا”، زادت دهشة مروه وظهر ذلك على وجهها لتقول “وايه البيزنس اللي هيربطنا ببعض وازاي”، تلقي حنين اوراقها لتتحدث واضعه نهاية لكل أسئلة مروه لتقول “اسمعي يا مروه الشحنه دي في شركه ادويه مهتمه بيها جدا وعاوزاها بأي تمن علشان هي منزله نفس التركيبة تقريبا والشحنه دي لو نزلت السوق هتخسرهم كتير انا بقي عاوزاكي تتنزلي عن الشحنه الشركه دي وهما عرضين عليكي اتنين مليون دولار وشوفي انتي بقي الدولار بكام بس على شرط مفيش مخلوق يعرف حتى اختك هايدي “، تفكر مروه في العرض بتريث وتقول “هو كويس بس انتي هتستفادي ايه”، هنا تضحك حنين وتقول “النسبه بتاعتي منك عشره في الميه ده غير اللي هخده من الشركه طبعا”، تفكر مروه لدقائق ثم تقول “بس انا مش هقدر أنفذ من غير ما اقول لهايدي، دي اختي وشركتي في كل حاجه”، تحاول حنين إقناعها قائلة “بصي يا دكتوره الصفقه تتم وبعد كده ابقي قوليلها اللي انتي عاوزه مش انتي مديره المستشفي برضوا وهايدي بتثق فيكي وبتسمع كلامك، خلاص الشحنه هتدخل المستشفي وبعد كده لما يتم المراد ابقي عرفيها بكل حاجه.. ايه نقول مبرووك”، تبتسم مروه وتقول:
“طبعا مبروك علينا”
تخرج حنين هاتفها من حقيبتها الأنيقة وتختار اسما وتضع ‘الهاند فري’ في أذنها وتقول:
“تمام يا باشا انا خلصت مع دكتوره مروه ووافقت نعدي عليك امتي ناخد المبلغ، أوكيه ساعة زمن ونبقي عندك سلااام”
***************************
في احد الشوارع بوسط البلد

“انا كان مالي بس رميت نفسي في سكه مش بتاعتي اديني خسرت كل حاجه في غمضه عين ورجعت على الحديدة اشتريت عداوه واحد كنت فاكر انه ميت ونزلت ضرب فيه لحد لما قام من موته واداني على قفايه نفسي اعرف انا كنت بكرهه كده ليه عمره ما عمل معايا حاجه وحشه، بالعكس ده كان احسن من اخويا وصحبي اللي لما احتاجتلهم دلوقتي قفلوا بابهم في وشي، مع اني كنت بعاملهم كويس…، صحيح الدنيا بتلف لا بتخلي الراكب راكب ولا الماشي ماشي… شهد بنتي وحشتني اووي وكمان صافيه يا تري يا مدثر لما خسرت كل حاجه ده كان شعورك برضوا، بس الظاهر حقك بيرجعلك اديني ماشي مش عارف رايح فين سايب رجلي توديني من غير ما اقولها، اخص عليك يا رأفت بعد لما كنت بصرف عليك..، تبعني كده بس انا اللي غبي كان المفروض أتوقع ده من واحد باع صديق عمره قبل كده، اديني ماشي بكلم نفسي زي المجانين بالظبط”.
أجل إنه رمزي يسير واضعا يده في جيبه لا يرى أحدا أمامه، لحيته طويلة ومنظره شنيع اقتربت منه كثيرا بعد ان كنت أراقبه لأسير بجواره وأقول قبل ان ينتبه:
“ندمان يا رمزي على اللي عملته فيا”
نظر الي وأكمل سيره ليقول “مدثر”، اضحك وأقول “اومال انت شايف واحد تاني”، يبتسم رغما عنه ويقول “طبعا ندمان لسه بسأل نفسي انا كنت بكرهك ليه”، لأرد عليه فورا وأقول “وَيَا تري لقيت الاجابه”، ينظر لي في كسرة ويقول “العين ما بتحبش اللي احسن منها سامحني يا مدثر انا خلاص معدش عاوز حاجه من الدنيا”، أضع يدي على كتفه وأقول “عارف يا رمزي انا اتبهدلت اد ايه ميجيش حاجه جنب اللي انت فيه اتمرمط وجعت ونمت في المقابر في عز البرد واول لقمه أكلها كانت من طفلة سألتها ايه ده قالتلي رحمه ونور وطلعت تجري ساعتها بصتلها وقلت وانا عارف انها مش هتسمعني هو لسه فيه رحمه عند البشر، بعديها لقيت واحد لابس جلابيه ربنا بعته ليا نجده مش عارف من غيره كنت عملت ايه مع اني بعدها برضوا طلع عيني وأضربت بالنار ومكنش معايا فلوس بس كنت بحمد وبنا في كل وقت طعم الظلم وحش اوي يا رمزي ميحسش بالظلم غير واحد عاش فيه علشان كده قلت اخد حقي بدماغي وأركن قلبي الطيب على جنب، بس صعبت عليا يا اخي والله، عارف ليه يا رمزي علشان انا جربت اللي انت فيه، اقولك نفسك في حاجه واحده دلوقتي نفسك تعملها”،
يضحك رمزي ويقول “متشغلش دماغك عليا يا مدثر ومتخفش مش عاوز انتحر انا نفسي في حاجه تانيه خالص مش هتصدقها”، اضربه على رأسه من الخلف مداعبا وأقول في جدية “وحشِتك صح”، يقف فجأة ويقول “مين دي اللي وحشتني”، انظر في عينيه التي كانت تتهرب من مواجهتي لأقول “شهد هو فيه غيرها، عارف انها الوحيده اللي هتطلع كل اللي في صدرك من صريخ ودموع”، تمتلاء عين رمزي بدموع يحاول ان يخفيها حتى لا أرى ضعفه ويقول “انت ايه يا اخي بتحس بقلوب الناس ازاي”، ابتسم وأقول:
“انا جَيت في لحظه مكنتش عاوز حاجه من الدنيا غير اني ابقي في حضنهم”.
**************************
منزل الشيخ حسن

“ااوووممال ااححنا هنتتجوز اامتي ييا ححبيبه”
قالها شريف مما جعل حبيبه تخجل وتنظر الى الشيخ حسن الذي ابتسم وقال “انت مستعجل اوي يا شريف يا بني طب مش لما نشترلها بقيت الحاجه بتاعتها”، شعر شريف انه تسرع فيما قاله ليعتذر قائلا “أأنا اسسف ببس ممفيش دداععي تتكلف ننفسك اححنا ممكن ننتججوز ببالي مموججود ووتتفرج ببعد ككده”، تدخلت ام وليد قائلة “لا يا شريف يا بني مستوره والحمدلله بس انت عارف كل حاجه في وقتها”، ثم أكمل الشيخ حسن قائلا وفي يده سبحته “ربنا يدبرها من عنده ان شاء الله”، وما من دقائق حتى سمع نداءا قادما من الشارع “يا شيخ حسن يا شيخ”، حسن نهض شريف الذي كان يجلس بجوار الشباك ليفتحه ليجد عنتر وبجواره سياره نصف نقل سأله شريف قائلا “ععاووز ااييه ييا ععنتر” ليقول بصوت مرتفع “سواق العربيه دي بيسأل على الشيخ حسن”، اقتربت حبيبه من شريف تسأله قائلة “هو فيه ايه”، لم يرد عليها شريف بل أكمل كلامه لعنتر قائلا “ططب خخليه يطلع”، سأل الشيخ حسن “مين ده اللي عاوزني”، ليقول شريف وهو يفتح الباب “ممش ععارف وواحد سسواق”، يظهر السائق أمام الباب ويطلب الإذن لمقابلة الشيخ ليقول شريف “ااه ططبعا اتتففضل.. “، يدخل السائق ويقف أمام الشيخ حسن ويقول “الحاجات اللي في العربيه دي جايالك، بعد اذنك امضي هنا على وصل الاستلام”، يندهش الجميع لما قال، ليرد الشيخ حسن قائلا “حاجة ايه يا بني”، ليرد السائق “دي اجهزه كهربائيه وادوات مطبخ وحاجات تانيه واحده جت اخدتهم وادتني العنوان ده وقالت دي هديه منها بمناسبه جواز بنتك”، اندهش الشيخ حسن ونهض من مكانه لينظر الى السيارة الممتلئة عن أخرها ويقول “اسمها ايه الست دي” ليقول السائق “معرفش والله ياريت بقي تمضي الوصل وتقولي الحاجه دي نحطها فين”، تظهر الحيرة والدهشة على الجميع يستسلم الشيخ ويوقع على الإيصال ويقوم العمال وبعض شباب الحارة بحمل الأشياء من فوق السيارة لتظهر الفرحة في عيون حبيبه مما رأت عينها فكانت مفاجأة ولكن ارتسمت الكثير من علامات الاستفهام على وجهها.
*************************
استلمت مروه الشيك بالمبلغ المتفق عليه من صاحب شركة الأدوية و أكد عليها أنه في حالة أرادت الرجوع عن الاتفاق ستدفع شرطا جزائيا بمبلغ كبير، وعند عودتها كان في انتظارها وليد وهايدي التي سالتها عن تأخيرها، لتختلق كذبة وتقول:
“معلش كان ورايا كام حاجة بعملهم بعدين ابقي اقولك”، تصافح وليد وتقول “يا ترى في اخبار جديده”، يبتسم وليد ويقول “اه طبعا الشحنه وصلت وده الإفراج الجمركي وكل الورق اللازم من جمارك وان الشحنه سليمه ومعدش فاضل غير انكم تستلموها هي هتوصل بعد ساعتين القاهرة جايه من مينا الاسكندريه”، تفرح هايدي ومروه بسماع هذه الأخبار وتتصل مروه بأمين المخازن لتعلمه ان هناك شحنه ستصل في خلال ساعات، ثم تغلق الخط، يقول وليد “دلوقتي بقى معدش ناقص غير تمن الشحنه انا عملت اللي عليا”، تنظر له مروه متذاكية عليه وتقول “تمام بس انا مش هشتري سمك في ميه، الشحنه تيجي وادخل الخبراء عليها ولَم اتاكد ان كل شيء تمام هتاخد فلوسك على داير مليم”.
يضحك وليد ويقول:
“لسه بتشكي فيه يا دكتوره علي العموم زي ما تحبي
********************************”
منزل صافيه

“مدثر اتفضل ادخل”
اضحك وأقول “بس انا مش لوحدي”،
يظهر رمزي أمام صافيه فتدير وجهها وتقول “البني ادم ده بيعمل ايه هنا”، أجيبها سريعا “دي مقابله برضوا، ثم هو جاي معايا”، امسك بيد رمزي الذي كان ينظر الى الأرض خجلا، نجلس في ‘الليفنج روم’ تقف صافيه مندهشة لتقول “انت اللي جايبه بعد كل اللي عملوا فيك”، انظر إليها وأقول” مش وقته رمزي جاي يشوف شهد وده من حقه”، تغضب صافيه وتقول “هو ملوش بنت اسمها شهد ياريت بقى يخرج من البيت ده حالا” انهض من مكاني وأسير أمامها متجها الى غرفة شهد التي كانت تلعب وعند رؤيتي ضحكت وارتمت بين ذراعي كعادتها لأقول “عارفه مين جاي يشوفك”، تضحك وتقول “مين يا خالوا” انظر في عينيها وأقول “بابي وقاعد بره مستنيكي” تجري شهد فرحا امامي غير مصدقة لما قلت اذهب خلفها لأجد رمزي جالسا أرضا يبكي وهو يحتضنها في قوة بينما ظلت صافيه واقفة تتأكلها النيران لتقول “ممكن اتكلم معاك يا مدثر كلمتين على انفراد” فكرت لثواني ووجدتها فرصة لأترك رمزي وشهد بعض الوقت فوافقت ذهبنا الى غرفة صافيه وجلست على احد المقاعد العملاقة بجوار سريرها الفخم الذي جلست عليه امامي لترفع صوتها قائلة “مش ه رمزي اللي فضحك في كل حته مش ده رمزي اللي خاني مش هو ده اللي سرقني وقالي متعرفيش اخوكي تاني انت اللي جايبه لحد هنا”، استعجبت مما قالت صافيه ولَم اجد رد اسلم من “كلنا بنغلط يا صافيه وانا اخدت حقي منه وجبتلك حقك وهو من حقه ان يشوف بنته انا سامحته خلاص وشفت الندم في عينيه مش لازم بقي نفتري عليه اكتر من كده”، تنهض صافيه وتقول “بس ده خاين” ابتسم رغما عني واقول “وانتي ايه يا صافيه ما لحد دلوقتي انتي بتضحكي عليا والمشكله انهم نبهوكي وقالولك مدثر عارف انك بتلعبي بيه ده بقي اسمه ايه يا اختي يا بنت امي وابويا”، تضطرب صافيه ويظهر ارتباكها وتجلس فجأة لتقول “اخواتك بيهددوني اني لو معملتش كده هيقولولك على سر ويفضحوني قدامك وف كل حته”، اندهش مما قالت صافيه اعتدل واضع يدي المتشابكة على قدمي وأقول “سر ايه ده اللي يخليكي تعملي كده”، تتردد صافيه قبل ان تقول حكاية قديمة وغلطة ندمت عليها:
“وانت في ايطاليا وكنت فكراهم ستر وغطا عليا النهارده بيسوموني بيها وبيهددوني”
***************************
الو الحج فؤاد

“ايوه انا فؤاد مين معايا”
“مش مهم انا مين بس حبيت اقولك ان الارض بتاعتك في ناس قعدين فيها”
ينهض فؤاد من مكانه مفزوعا ويقول “ناس مين دول وانت تطلع مين”
ليقول الطرف الاخر “انا فاعل خير” ويغلق الخط.
يتصل فؤاد بعدها بابنه عز ويقول “ألحقني يا عز واحد اتصل بيا وبيقول فيه ناس قاعده في الارض بتاعتي”، يهدأ عز من روع ابيه ويقول انه سيأتي على الفور، أغلق الخط وجاءت الفكرة في رأسه أن يتصل بعمر ابن أخيه وبالفعل قام بذلك وما كان من عمر الا الضحك مما اثار جنون فؤاد الذي قال وهو يصرخ “انت بتضحك وانا في المصيبه دي”، ليقول عمر “اصل انت بتقول معاك ورق موثق من الشهر العقاري ومطمن اووي دلوقتي بس اقدر اقولك ان مدثر لعب بحرفنه اوووي وانت اشتريت التروماي، على العموم استناني انا جايلك ولو اللي بشك فيه صح يبقي عوضك على الله في الارض”،يغلق فؤاد الخط.
يضحك عمر بطريقة هسترية ليقول “يا ابن اللعيبه يا مدثر الراجل هيموت فيها”
**************************
المستشفي

وصلت الشحنة بسلام وقام الخبراء بالتأكد من سلامتها مما جعل مروه تعتذر لوليد قائلة “انا اسفه بس حط نفسك مكاني انا مش اعرفك على العموم انا عند وعدي وده شيك بالمبلغ تقدر تصرفه بكره الصبح وأحب اننا نشتغل مع بعض كتير”، اخذ وليد الشيك بعد ان قبل اعتذارها وشكرها على تنفيذ وعدها وبعد ان غادر المستشفي اتصل بياسر قائلا “الجزء الخاص بيا عملته الشحنه في المستشفي والشيك معايا”، ليقول ياسر “كده تمام وحنين نجحت في المهمه بتاعتها بس قولي يا وليد الكراتين المتعلمه محطوطه فين”، يضحك وليد ويقول “اسكت يا ياسر انا كنت هموت كانوا هيفتحوا كرتونه منهم لكن ربنا ستر عملت اني دايخ مره واحده علشان الفت انتباههم والحمدلله سحبوا الكرتونه اللي جنبها جت من عند ربنا”، يضحك ياسر ويقول:
“الحمدلله كان زمان اللي بنعمله كله هيضيع”
******************************
الأرض

“انتوا بتعملوا ايه في الارض بتاعتي”
قالها فؤاد الي احد الرجال الجالسين وهًو يدخن الشيشة ليقول:
“ارضك منين يا حج دي ارضي انا وعقد البيع بتاعها معايا ومتسجل في الشهر العقاري”،
يصرخ فؤاد ويقول “ازاي الكلام ده انا اشتريت الارض دي من سنه ومسجلها بنفسي”، يطلب عمر عقد البيع من الرجل الجالس بعد ان عرفه عليه بصفته رئيس النيابة، ليخرج الرجل العقد من جيب جلبابه، يفتحها عمر ويقارنها بالعقد الذي يحمله عمه فيجد تاريخ تسجيل الارض للرجل يسبق تسجيل عمه بشهرين. ليقول عمر “زي ما توقعت”، يعيد عمر للرجل العقد من جديد ويشكره ليقول الرجل “دي مش اول مره تحصل وده خلاني اعمل محضر تمكين في القسم صدر بعديه قرار من المحامي العام بالتمكين”، ضحك عمر قبل ان ينصرف وهو يقول:
” مفهوم مفهوم…”.
ينظر له فؤاد وعز ابنه ويسألون عن الموقف فيقول عمر “زي ما توقعت مدثر وهو بيديك الفلوس علشان تشتري الارض هو جاب واحد تاني يشتريها قبلك زي ما يكون عارف ايه اللي هيحصل وطبعا هو اللي ليه الحق في الارض بأولوية التسجيل وعمل تمكين من المحامي العام يعني مفيش قوه في الارض تقدر تخرجه من مكانه… عوضك على الله يا عمي ثم متزعلش نفسك هي مش فلوسك اصلا”، يفك فؤاد ‘الكراڤت’ في عصبية بعد ان وضع يده على قلبه ثم يسقط أرضا، يرفع الرجل صاحب الأرض هاتفه ويقول:
“مدثر باشا كله تمام عمك جه ومعاه واحد واخوك عمر بيه، شافه العقد ومشيوا بس عمك تعب ووقع على الارض اي خدمه تانيه”. لارد قائلا
“عفارم عليك ابقي عدي عليا علشان نخلص الموضوع”
**************************
المستشفى
اليوم التالي

تدخل مريم الى هايدي وتقول وهي تلهث:
“دكتوره مروه فين”، تنهض هايدي مفزوعة لتقول “خير يا مريم فيه ايه”، تجلس مريم وهي تضع يدها على صدرها وتقول “ياسر اخويا كلمني وبيقول انه جاي حالا وعاوز دكتوره مروه بالتحديد”، ترتبك هايدي وتخرج هاتفها بعصبية وتطلب مروه وتأمرها بسرعة الحضور، مرت دقائق ليست بكثيرة حتى أتت مروه وخلفها ياسر الذي قال بسرعة بالغة “انتم اشترتوا شحنه عقاقير من واحد”، تهز مروه رأسها بالإيجاب ليقول ياسر “انا عارف ده كويس بس في اخباريه ان الشحنه دي فيها مخدرات”.
يتلون وجه هايدي ومروه بالون الازرق لتقول “هايدي مستحيل احنا كشفنا عليها” ليرد ياسر “اكيد مش كشفتوا علي كل الكراتين انتم كشفتوا بصوره عشوائيه واللي قدرت اعرفوا ان فيه كراتين متعلمه في وسط الشحنه والمخزن متراقب من مكتب مكافحه المخدرات وأي حركه غريبه منكم هتبقي نهايتها مش كويسه وهيتقبض عليكم متلبسين انا جيت احذركم هي المستشفي باسم مين فيكم”، تقول مروه وقلبها يكاد يخرج من مكانه “باسمي انا وهايدي”، يقول ياسر في خبث “مفيش حل قدامكم دلوقتي الا انكم تشوفوا حد يشيل الليله دي تبيعوا المستشفي بتاريخ قديم واللي يقدر يفدكم هو اكيد عمر اخوكم”، تطلب مروه عمر وتحكي له ما حدث ليقول “انا ممكن اتخيل ان مدثر يعمل اي حاجه بس متوصلش انه يوديكم في داهيه اديني ياسر”، تعطي مروه ياسر الهاتف ليقص عليه ما حدث، ليقول عمر “انا هعمل كام تليفون وجاي حالا”، قام عمر بإجراء بعض المكالمات وتأكد من صدق ما قاله ياسر وطلب تأخير اذن النيابة قدر المستطاع دخل عمر عليهم المكتب وهو متوتر لتقول مروه “هنعمل ايه في المصيبه دي”، ليصرخ في وجهها ويقول “ازاي تعملوا حاجه زي دي من غير اذني”، لتقول هايدي وهي تبكي “مفيش وقت للكلام ده هنتسجن يا عمر أتصرف”، تخطر في بال عمر فكرة شيطانية ويقول:
“انتم معاكم توكيل عام من مدثر صح”، تقول مروه “أيوه معايا في الخزنه”، ليقول “هاتيه بسرعه.. “، ويقوم بالاتصال بعدلي حسين المستشار لدى مجموعة عاصم وايضاً المسؤل عن المستشفي ويطلب منه الحضور فورا تعطي مروه التوكيل لعمر وتسأله قائلة “ناوي علي ايه”، يضحك عمر ويقول “هو مش عاوز يسجنكم انا بقي اللي هسجنه طول عمره هبعله المستشفي بالتوكيل اللي معايا ده”، يدخل الاستاذ عدلي حسين ويكمل جميع الإجراءات وتقول هايدي “يعني كده المستشفي راحت خلاص” يغضب عمر ويقول “مش احسن ما تترموا في السجن بقيت عمركوا، كده تمام”، يبتعد ياسر قليلا وهو ينظر الي مريم في ثقه ويكتب رساله علي ‘الواتس’ محتواها:
*مدثر كل اللي انت عاوزه حصل واخواتك بعولك المستشفي حلال عليك*
ارد عليه قائلا:
* تمام براڤو عليك يا ياسر هما افتكروا السكر هيروين الاغبياء يلا بالهنا والشفا اخدت المستشفي والسكر كمان كده لما البوليس يجي ويفتح الكراتين ويلاقي الاكياس البيضاء هيسال عن صاحب المستشفي هما هيظهروا عقد البيع لما يتأكدوا
هيدوني المستشفي بقوه الحكومه وانا هروح الغي التوكيل بكره الصبح ولسه لما هايدي تعرف ان مروه لعبت من وراها وباعت الشحنه اللي هيرجع عليها صاحب شركه الادويه بالشرط الجزائي اللي قيمته مليون دولار انا هعرفهم مين هو مدثر الحسيني ولسه عندي كتير اوي*

شكر للأستاذ / أسامه عبد السلام المحامي علي مجهوده الرائع

*تــــــابعونـــــي*

error: