رواية مدثر للكاتب محمد حافظ

#مدثر#الجزء العشرون

ارتدينا جميعا جلابيب ‘صعيدية’، فكان المنظر العام يوحي بالضحك وكانت تلك أول مره لم افعلها بالنسبة لي، قبل ذلك عاد الكبير وأخته سعاد وهي متعلقة بيده في قوة، إلى أن وقف و التقط يدا أم هشام ليصافحها بكل شوق، زاغت نظراته صوب إيمان، ابتسم وقبلها في جبينها فكانت هذه المرة الأولى التي يراها في حياته.
انتبه أخيرا لنا ومن ما نرتديه ليقول “يا مرحب بالصعايدة”، تنطلق الضحكات ثم يقول وليد “كل ده يا كبير احنا مستنينك هنموت من الجوع كنت فين”، يجلس الكبير على رأس الطاولة المستطيلة وقد ترك بكر له القيادة عن طيب خاطر ليقول “كنت بزور الغالين يا وليد يا بني”، امتلأت الطاولة بالطعام الشهي تداخلت الأيادي وبدئت المعارك تدور بين جميع الأطراف من شدة الجوع، بلع بكر ما في فمه من طعام ثم قال “الله يبارك في اللي جمعنا بعد السنين دي كلها”، لترد ايمان “اللهم امين، يا تري يا بوي مين اللي قدر يعمل كده بعد العمر ده كله”، تتجه الأنظار نحوي لتقول فريده “اكيد صاحب القلب الطيب مدثر”، شعرت بالخجل مما قالت وحاولت أن أفكر في الرد على جميع كلمات الثناء بكلمة “شكرًا” أو انا “معملتش غير اللي كان لازم يحصل من زمان”، “انت مش سهل، بتعرف ازاي تخطط وترتب علشان توصل للي انت عاوزه، بتستخدم دماغك كويس اووي المفروض تشتغل في المباحث معايا” قالها هشام و ألحق طارق الكلام بقوله “مش بس كده، في حته كمان محدش واخد باله منها هو بيدخل القلب بسرعه اووي، انا مش عارف بصراحه ازاي يتباع في ثانيه كده”، سنحت لي الفرصة أتكلم قائلا “مش كل الناس زي بعض ومحدش هيشوفني كويس غير لو هو من جواه عاوز كده والعكس صحيح، انا بعامل الناس بقلبي وبسلم امري لربنا وبعد كده بقي كل واحد حر في قراره، بس فعلا انا عينيه كانت متغميه مكنتش شايف الاول حاجات كتير بس مع الصدمات بتتكشف قدامنا حقائق كانت غايبه عنا”، “ببس اانت ككانسسان مشش ووححش ييا ممدثر وااي انسان ممعرض للازممات” قالها شريف بثقة لأقول له “ما انا مكنتش بحدد مين بيحبني علشان نفسي ومين بيحبني علشان فلوسي”، انهض من مكاني وأكمل “على العموم محدش بياخد اكتر من نصيبه”، ينظر لي الكبير ويقول “طب انت النهارده هتاخد نصيبك وهتكتب كتابك على فريده”، ثم إلى وجه طارق وهشام ويقول “عملتوا اللي قلتلكم عليه يا ولاد” ليرد هشام قائلا “طبعا يا عمي ساعتين زمن ويكون جاهز الي طلبته”، ليكمل طارق “مش ده المهم يا بابا المهم رد الفعل اللي هيحصل”، لم يفهم احد سواهم هذا الحديث ورغم ذلك ظهرت علامات الفرحة على وجهه فريده والحاضرين ليقول الجميع :
” مبروك ربنا يتمم بخير”
ضغطت فريده على يدي وهي تقول “مدثر انا مش بحلم صح”، لأقول لها “لا مش بتحلمي دي حقيقه يا فريده”، تظهر الغمازات أكثر وهي تقول “انا اسعد واحده في الدنيا ما تيجي تفسحني بقى”، ابتسم وأقول “يلا بينا”، استأذن الكبير في الخروج للتنزه قليلا ليقول “روح يا ولدي”، ثم قال لبكر “خلي اي غفير من بره يروح معاه”، يرفع بكر صوته وينادي حمدان “ياحمدان”، لأرى شخصا يدخل من الباب ويقول “نعم چنابك”، ينهض بكر موجها كلامه الى حمدان “خلي بالك منيهم كويس دول ضيوف عندينا”، يبتسم حمدان في طيبه ثم يقول “متخافِش چانبك” انظر الى حمدان وأنا أضع يدي على كتفه “ملوش لزمه انا هتمشي حاولين البيت انا وفريده نص ساعه وهنرجع” يتدخل الكبير مقاطعا “اسمع الكلام يا مدثر يا ولدي وخده معاك”، اسلم أمري لله واستسلم لرغبة الكبير ثم اخرج انا وفريده التي كانت في قمة السعادة.
************************
داخل منزل بكر
“اهو مدثر خرج يا تري بقي هيبقي ايه رد فعله لما يشوف صافيه اخته كمان ساعتين هنا”
قالها طارق وهو ينظر الى الكبير “هو انتوا بعتوا تجيبوا صافيه اخت مدثر من مصر” قالها وليد قبل ان تخرج سعاد عن صمتها وقائلة “ايه الحكايه يا عبد الحميد الواد مدثر ده شكله وراه حدوته واعره”، يهز الكبير رأسه ويقول:
“هحيلك كل حاجه بس اعملولنا الشاي الاول”
**************************
بين الحقول

“الا قولي يا مدثر هو انت ازااي كده كل اللي يشوفك يحبك”
انظر لها وأقول “مش فاهم قصدك يا فريده”، تجري أمامي قائلة “عارف يا مدثر سيبك من البنت اللي تقولك انا عاوزه راجل غني والتانيه اللي تقولك عاوزاه وسيم، دي بنات هبله انا مثلا بدور علي الحنيه راجل يطبطب عليا وقت لما اكون تعبانه احس بجد اني سنده عليه، لما يجي عليا الليل مبقاش خايفه من حاجه، ابص في عينيه الاقي دفى الدنيا في عز الشتا، عاوزه امان زي اللي بيدهوني ابويا حتي قسوه ياسر اخويا اللي من وراه القلب دي وف نفس الوقت يكون ابني”، اضحك وأقول “طب انتي مصممة أزياء، فصّلي راجل زي ما تحبي”، تضحك أيضا وضربة خفيفة على كتفي من كفها ثم تقول “مش محتاجه افصل انت فيك كل ده يا بتاع البنات انا مش عارفه بيحبوا فيك ايه اصلاا”، أضحك وأقول “خلاص لو مش عجبك طلقيني”، تصمت قليلا وتقف أمامي وهي تمسك كلتا يدي وتقول “الحمدلله بجد اني هتجوزك”، تدمع عينيها وتقول “عارف، مع اني مش هعيش كتير،.. بس عارفه اني هخلف مدثر صغير وهيتربى فـ حضنك انت ومريم، حطهم في عينيك يا مدثر”، انظر الى السماء وأقول “ايه لزمته الكلام ده انتي هتبقي كويسه بلاش، الكلام ده”، ببسمة رقيقة تقول “انا عارفه اني عندي ‘كانسر’ في المعده بقالي سنتين ومرضتش اخد كيماوي ولا اتعالج رضيت بنصيبي وحمدت ربنا على قضائه، اصل كنت هعيِّشهم كلهم فـ خوف وقلق وهيبقوا عارفين النهايه، انا بقي كتمت كل ده جوايا وكملت حياتي لحد اما جت اجمل نهايه”، حاولت أن أخرجها مما هي فيه و ألهيها نوعا ما لأقول:
“بطانيه ايه يا حيوان اللي انت عاوزها”
اضحك وهي أيضا ثم أقول “سبحان الله اخدت اللحاف كله”.

************************
سياره وائل

“انا اسفه تعبتك معايا يا وائل مكنتش اعرف ان المشوار طويل كده” قالتها صافيه
يبتسم وائل ويقول “تعبك راحه مدثر اخوكي ده صاحب أفضال عليه مش عارف أردها ازااي”، ثم يكمل ناظرا للطفلة ذات العشر سنوات ويقول “فرحانه يا شهد انك هتشوفي خالوا مدثر”، ترد في سعادة وتقول “طبعااا انا فرحانه اوي انا بحب خالوا مدثر اد البحر بسمكاته”، تضحك صافيه وتقول “يمكن الحاجه الوحيده اللي تخليه يسامحني هي شهد هو روحه فيها
بيحبها اوي “، يبتسم وائل ويقول “هو مدثر قلبه كبير بيحب كل الناس فما بالك بالقمر دي لازم يبقي روحه فيها اذا كنت انا حبتها”، “هو انت مش متجوز يا وائل”، تتغير ملامحه قليلا قبل ان يقول “كنت وعندي ولد وبنت وقفت الحياه على كده ومعرفناش نكمل”، لتكمل صافيه “طب ليه مدتوش بعض فرصه تانيه علشان خاطر الاولاد”، ابتسم وائل وقال في ثبات “يمكن البعد يبقي فيه راحه ليهم بدل ما يكبروا في وسط مشاكل، انا مش ببرر موقفي بس فعلا محدش بياخد كل حاجه “.
يسود الصمت قليلا قبل ان تسأل صافيه:
” هو لسه كتير”،
ليقول وائل “خلاص نص ساعه ونكون عندهم”
*************************
اللقاء المرتقب

يعود مدثر وفريده الى المنزل ولَم يتكلم حمدان على الإطلاق الذي اكتفي بمص القصب طوال الطريق
“اهو مدثر جه” تكلم وليد بعد ان علموا بقرب وصول صافيه ليأمره الكبير بالسكوت هو الآخرين، كان الجميع مجتمعين في جو عائلي وعندما اقترب مدثر نهض الكبير وهو يقول “بعد اذنكم عاوز مدثر بره في الچنينه في كلمتين”، يسحبني الكبير من يدي لا اعرف السبب وقبل الخروج يقول لبكر “خلي حد يجبلنا القهوه والشيشه بره لو سمحت”، اجلس أمامه في صمت فأنا لا اعلم ماذا يريد ثم قال “صلي علي النبي يا مدثر يا بني”،
“وعليه الصلاه والسلام”،
ثم يكمل “دلوقتي في ضيوف جاين يشوفوك ومش عاوزهم يمشوا زعلانين والنهارده فرحك انا عاملك مفاجأه يارب تعجبك وعامل كمان لفريده مفاجأه بس انا متاكد انها هتعجبها “، ابتسم وأقول “خير يا كبير مفاجأه ايه اللي ممكن مش تعجبني”، ينظر الى السيارة تقترب ويقول “قوم معايا”، أدركت أنها سيارة وائل ولكني لم أكن اعلم من بداخلها الى ان اقتربت و رأيت صافيه وشهد التي فتحت الباب وأخذت تجري وهي تقول “خالوا خالوا وحشتني”، ما كان مني الا ان حملتها بين ذراعي وانا اقول “وانتي كمان يا شوشو وحشتيني اوووي” شعرت بقوة يدها حول رقبتي شعرت بأنفاسها رأيت في حضنها أمانا غريبا كيف لطفلة ان تمتلكه، الى ان اقتربت صافيه وهي تفرك أصابعها قائلة في رهبة وأنا مازلت أحتضن شهد “ازيك يا اخويا عامل ايه” لأقول وأنا ابتسم “الحمدلله يا صافيه انتي اللي عامله ايه”، تبكي فجأة وهي تقول “وحشه من غيرك اوووي انت وحشتني” اشعر بدموعي قد اقتربت أنا الأخر لأقول “وانتي كمان”، اختلطت ضحكتها بدموعها لتقول “مش هتخدني في حضنك زي شهد كده”، أترك شهد على الأرض وافتح ذراعي لترتمي فيها صافيه التي بدأت بالصراخ داخل حضني” انا اسفه اسفه محستش ان انت اللي بقايلي غير بعد لما بعدت عنك امان الدنيا راح لما مشيت يا مدثر”، طلبت منها ان تهدأ ولكنها أبت ان تفعل كان صوتها عالي مما جعل جميع من في المنزل يشعرون بشيء فخرجوا على الفور، يكفي ان اقول ان المشهد لم يتحمله الكبير الذي لم يقوي على الوقوف و ذهب للجلوس بجوارنا ولكنه لم يفوت تلك اللحظة، كانت شهد تجذبني من السروال وتقول “خالوا هي ماما بتعيط ليه”، يمد الكبير يده لها ويقول “.. فرحانه يا شهد علشان شافت خالك بخير”، اقتربت فريده واخذت تُمسح على ظهر صافيه في رفق الى ان نظرت لها صافيه لتقول “فريده حمدلله على سلامتك”، “انتي مش تعرفيني، انا فريده خطيبة مدثر”، علت ضحكة على وجه صافيه وقالت “اومال انا جايه ليه علشان احضر الفرح بتاعكوا بس مكنتش أتوقع انك زي القمر كده”، في هذه اللحظة أردت الاختلاء بنفسي قليلا فكنت اشعر ببعض الضيق في صدري لاقترب من الكبير واهمس في أذنه ففهم، ثم ينادي على بكر ويقول سرا “طلع مدثر فوق ومدخلش حد عليه سيبه لوحده شويه”، وبالفعل استأذن من الجميع الذي بدا عليهم بعض الدهشة، صعدت الى الغرفة لم اشعر وجلست أرضا في احد أركانها ابكي قهرا فكم كنت احتاج الى حضن صافيه أول يوم بعد المصيبة وقد تأخرت كثيرا تذكرت كل شيء فجأة وشعرت بالألم يغزو صدري تذكرت ايضا عمر وهايدي ومروه بقسوتهم وقلوبهم المتحجرة وكم كنت اتمنى ان يعودوا الى رشدهم ولكن أعمتهم النقود والحياة تذكرت ياسمين حين قالت مند عام مضى “عارف يا مدثر انت الناس بتحبك ليه” وقتها لم افهم لكنها ضحكت وأكملت:
“انت لابس بدله حلوه وساعه روليكس وعربيه اخر موديل جرب تقلعهم وانزل وسط الناس ساعتها بس هتعرف مين اللي بيحبك بجد ومين اللي بيحبك علشان منظرك وفلوسك”، عرفت الان كم هي صادقه فيما قالت فليس كل من يبتسم في وجهك يحبك، وقتها لم تكن تعمل معي في الشركات بل كانت مجرد فتاة ليل تصطاد زبائنها من البارات بعد ان تركت كلية الحقوق قبل حصولها على الشهادة الجامعية فقد تركَتها رغم عنها، كانت فقيرة جدا ولكنها صبرت الى أنهت عامها الثاني ولكن بعد مرض أبيها اضطرت للعمل الذي وجدت منه الكثير بطريقة شريفة ولكن لم تكن تعلم نيه من يقوم بتعينها الذين أرادوا جسدها أولا الى ان تقابلت مع شاب أحبته بجنون كان ثريا أوهمها انه سيحميها هي وأهلها من الفقر ولكن بعد شهر واحد من الزوج طلب منها أشياء غريبة كمواعدة مدير الشركة التي يعمل فيها بمرتب كبير لكنها رفضت مما جعله يغير معاملته لها ويكيل عليها الضرب والشتائم الى ان وافقت علي ما يريد ولكنها فعلت ما هو غير متوقع فقد طلبت من صاحب الشركة اولا ان يفصله وبعد ذلك ستتركه يفعل بها ما يشاء وبالفعل نجحت وكانت عند وعدها وما كان من صاحب العمل الا انه رمى لها بعد النقود بعدما اخذ ما أراد فطلبت الطلاق ووافق زوجها على الفور واتجهت للعمل في البارات الخمس نجوم لتربطني بها علاقة إلى ألان
**************************
لقاء ملك ورؤوف

“اتفضلي يا ستي ده شيك بمليون جنيه تقدري تصرفيه حالا” قالها رؤوف وهو يضع سيجارا ضخما في فمه تضحك ملك وتقول “متشكره اوي يا حبيبي وده بقي اعتبره مهر”، يبتسم رؤؤف ويقول “مهر ايه بس دي حاجه بسيطه كده يمكن تحبي تشتري حاجه لزوم الجواز خليهم معاكي انت المهر بتاعك اكبر من كده بكتير”، “ربنا يخليك ليا يا حبيبي وتعوضني عن العذاب اللي شوفته في حياتي” قالتها ملك وهي تعانق يد رؤوف في حب، يتفاخر ويقول “امتى بقي هتيجي تشوفي القصر بتاعك”، تصدم ملك وتقول “قصر”، يبتسم هو ويقول “طبعا قصر انتي تستهلي احسن من كده كما، مش ناقصها غير شويه حاجات بسيطه بعت اجبهم من اسبانيا وتركيا هيكونوا هنا بعد شهر بالكتير ونتجوز بقي، وعلى فكره انا هكتبه باسمك علشان تبقي مطمنه”، تبتسم ملك وتقول بس “ده كتير اووي يا حبيبي”، ينظر لها في حنان ويقول “مفيش حاجه في الدنيا تكتر عليكي يلا بينا نشوف القصر”، تنهض ملك سعيدة وتذهب معه.
عند دخولها تستعجب ملك ولا تستطيع ان تملك نفسها من الفرح لتحتضن رؤوف قائلا “ايه ده انا عمري ما شفت قصر حلو اوووي كده”، كان قصرا فخما حقا به لوحات قديمة من مئات السنين اختلط ذوقه بين جمال الماضي وتكنولوچيا الحاضر كان له بهو ضخم تزينه نجفه “ثريا” كبيرة وطويلة وصلت من ارتفاع عالي لتلامس حبات الكريستال الأرض الرخامية، كان أشبه بمتحف وفِي ذات الوقت قاعة تحمل كل مقومات الحياة العصرية أحست ملك بان بيدها كنز يسمي رؤوف يجب ان تحافظ عليه.
أما هو فكان مستعد لان يعطيها اكبر صفعه في عمرها
***********************
معرض السيارات

“وده عرف ازااي اللي حصل مع فرفشه يا رمزي”، قالها رأفت وهو متوتر ليقول رمزي “مش عارف انا هتجنن لو تسمعه وهو بيكلمني وبيتحداني وبيقولي صورك معايا يظهر نسيتوا اني الاونر، لسه فيه حيل يعافر”، “وده هرب ازاي من مديريه الامن يا رمزي”، “صدقني مش عارف يا رأفت ده بقي عامل زي الزيبق محدش بقي يعرف يمسكه وكل ما نحضرله فخ هو يوقعنا فيه”، يقول رأفت محذرا “يبقي مروحنا عند لولا لازم يتمنع خالص يمكن يكون مشغلها لحسابه”،
يقول رمزي في غل:
“لو اللي انت بتقوله ده صح هيبقي اخر يوم في عمرها النهارده”
************************
“البيه مش في القاهره لا هو ولا الكبير” قالها عمر في ثقة
لتقول هايدي “اومال راح فين”، يضحك عمر ويقول “هو راح البلد بتاعة بكر يستخبى هناك”، تقاطعه مروه “وايه اللي خلاك متاكد اوي كده يا عمر”، يريح ظهره على المقعد الجلدي ويقول “علشان تعرفه اني مش اقل ذكاء من مدثر هو بيلعب وانا كمان بلعب، انا محضرله مفاجأه هتطلع من ودانه حاجه كده اسبيشيال”، يرن هاتف عمر ليجيب قائلا “ايوه يا رمزي ليقول رمزي شوف صافيه اختك عملت ايه سابت البيت ولما سألتها رايحه فين قالتلي انا رايحه لمدثر واعلى ما في خيلك اركبه”، يضحك عمر ويقول “طب تمام سيبها براحتها بقي اليومين دول لحد ما تهدى وبعد كده نتصرف بس ما تقلقش خالص يا رمزي وخف الهبل بتاعك ده سلام”، “ماله سي زفت ده عاوز ايه ومين دي اللي يسبها براحتها”،
ببتسم عمر ويقول:
” لا ابدا دي هديه انا بعتهالوا”
**************************
الغرفة-مدثر

اشعر ان الدفيء يملئ صدري وقد ارتحت كثيرا بحضن صافيه مع اني اعلم انه وهم ولكني كنت احتاجه جدا، حاولت ان اقنع نفسي أولا بكلمة مستحيل، ولكن من يقولها قلبي دائما وان أردت ان ألغيه وأتعامل بعقلي فقط لينتهي بي الأمر وأقول: “حاضر يا عمر بعتلي الطعم وانا هاكله بس فاتك حاجه مهمه اووي انا عارف ان الكبير هيعمل كده هيحاول يرد الجميل بس انا حافظ حضن صافيه وعارف دموعها حتي لما تكدب يمكن المره الاولنيه لما جت كان ممكن أصدقها بس كل زعلي منها انها تستخدم شهد وسيله تضغط عليا بيها”،
“عرفتوا ليه انا طلعت اقعد لوحدي علشان مقتنعتش وكنت بضحك على نفسي ، انتي اللي اختارتي يا صافيه تبقي ضد مدثر وياريت اقدر ااذيكي لكن للاسف مش هعرف، برافو يا عمر عرفت تجبني من ناحيه قلبي، بس صبرك عليا يلا نلعب”.
*بقلم*
محمد محسن حافظ

error: