رواية مدثر للكاتب محمد حافظ

#مدثر# الجزء السابع

يصمت الجميع وقد اطمئن قلبي قليلا عند رؤية الكبير، ولكن مازال ياسر موجها مسدسه نحو رأسي وكأنه لم يسمع و لم يكترث لما قال له الكبير، كان السطح قد اكتظ عن أخره، رأيت الشيخ حسن، الحج طه، مريم وطفلة صغيرة أيضا تمسك بيد فريدة بالإضافة إلى الكبير وشخصين آخرين بنفس هيئه الكبير، كان الجميع يقفون خلفه خارج الغرفة، وفي لحظة يضرب الكبير بعصاه ويتقدم للأمام ليقف أمامي أنا و ياسر تماما ثم يمسك يده التي يحمل بها مسدسه وينزلها، ليطيعه هذا الأخير وهو ينظر له قائلا “مش ده اللي كنت بتقولي عليه الصبح روح اقبض عليه يا كبير مش ده الحرامي اللي سرق خمسين مليون دولار وهرب بيهم غيرت كلامك ليه يا كبير”، ينظر الكبير في الأرض خافضا رأسه ثم مشى خطوة واحدة ليزيحني بيده من أمامه، شريف يفسح له الطريق ليجلس ولَم ينطق بكلمة يستند على العصا السميكة، يحرك سبابته عليها ثم يرفع عينه في اتجاه ياسر ويقول وقد بدا عليه الغضب، ثم يرفع صوته “انا قولت كلمه يا ياسر ومش هعدها تاني ملكش دعوه بالموضوع ده خالص وايااك انا بحذرك حد ياخد خبر”، يوجه كلامه للجميع في نظرة شرسة “الكلام مواجهه للجميع مش ياسر لوحده لحد ما اعرف الحقيقه من مدثر وساعتها اقسم بربي يا ياسر هسلمهولك بايدي حتي لو هرب وبقي في سابع ارض لكن لو بريء لا انت ولا بلدك كلها حد هيعرف يمس شعره منه اسمع كلام عمك عبد الحميد يا بني”،بقي واقفا في مكانه، أما الشيخ حسن فقد اقترب من ياسر واضعا يده على ظهره قائلا في كسرة “والله مدثر بريء يا حضرة الظابط”، يستسلم ياسر في نهاية الأمر ويضع سلاحه خلف ظهره كما يفعل دائما ولكنه لم ينطق بحرف ونظر إلي في غيظ ثم قال “ايه اللي انت عامله في نفسك ده” ليضع يده في عنف واضح على رأسي مما جعلني أزيح يده بالقوة وأنا امسك معصم يده، حاول وهو يفتح عينه ناظرا إلي وأنا كذالك أحاول أن يخرج معصمه من قبضة يدي ولكنه لم يستطيع، زاد المشهد سخونة حين مررت بعيني إلى وجوه الجميع، طه الذي جحظت عيناه ومريم التي وضعت يديها على وجهها والشيخ طه الذي احمر لون وجهه وفريده التي حضنت الطفلة و ضمتها إلى صدرها حتى لا تري ما يحدث، أما الرجلين فقد تابعا الموقف في اهتمام واضح، أما وليد وشريف اخذ ينظر كلاهما للأخر، لنسمع بعد ذالك “كفااايه لعب عيال انت وهو” قالها الكبير وهو ينظر إلينا، ياسر ينظر إلى وجهي وقد استشاط غضبا، ثم قولت “هو انت ايه يا اخي اللي خالقك مخلقش غيرك نازل تهزيء فينا علي ايه انت عندك نقص من جواك عاوز تخرجه وخلاص”، فتركت معصمه، ابتسم و هو يقترب جدا من أذني ويقول هامسا “ورحمه امي ما انا سيبك، دلوقتي لقيت اللي يحاميلك لكن الايام جايه”، ثم ينصرف في اتجاه فريدة ويحمل الطفلة وينصرف لتذهب عائلته خلفه، كنت أراقب الموقف ولكني تنبهت حين قال شريف “يياسسر نناوي ععلي الششر”، رد عليه وليد “انا مش عارف خايف ليه”، لأقول في ثقة وقد ذهب خوفي “مش هيعرف يعملي حاجه واللي عنده يعمله”، “شميت نفسك دلوقتي يا مدثر” قالها الكبير وهو يقف خلفي لاقول وانا التفت اليه “صدقني يا كبير انا مش خايف دلوقتي من ياسر يمكن الاول كنت كده بس خلاص مش هحطه في دماغي وهسيبه علشان مش هينفع افضل باصص ورايا انا عاوز اكمل حياتي الجديده بهدؤ”، “انا السببين البنزين جنب النار” قالها الشيخ حسن ثم نظر الي الكبير ليكمل “قدر الله وما شاء فعل محدش يعرف الخير فين” يستعد الكبير للمغادرة وهو يقول “معاك حق يا شيخ حسن وانت يا مدثر كلامك مظبوط قل لن يصيبنا الا ما كتبه الله لنا صدق الله العظيم كمل قعدتك مع اصحابك ومستنيك بكره بعد صلاه الظهر في الوكاله”، “يلا سلام عليكم خدني معاك يا عبد الحميد” قالها الشيخ حسن لتكون المرة الأولى التي اسمع فيها اسم الكبير من شخص أخر بدون ألقاب، لينصرفوا و تبعهم هذين الرجلان اللذان لا اعرف دورهما، يذهب شريف ليغلق الباب المكسور محاولا إصلاحه قليلا لكن محاولته باءت بالفشل ثم عاد ليجلس أمامي بينما وليد ذهب ليجلس على السرير واضعا يديه خلف رأسه، مرة دقائق طويلة من الصمت دون أن ينطق احدنا
-*-**———————————-**-*-
منزل الحج طه
“اهدي يا بني مش كده” قالها الحج طه وهو ينظر إلى ياسر الذي رد في غل وحقد واضح قائلا “عبدالحميد زودها اوي يا حج”، “افتكر انه مقلش حاجه غلط رائيه سليم قالك لو غلطان هيسلمهولك عاوز ايه تاني” قالتها فريدة وهي تأخذ مكان وسطهم لتكمل “وذنبها ايه اختك مريم اللي عماله تعيط جوه دي”، يشوح ياسر في عصبية مفرطة لفريدة ويقول “ما تولع مش كفايه انها ضحكت عليه”، “انت بتزعلقي كده انت رئيس مباحث في الاسم مش علينا هنا مشكلتك انك مش بتميز بين البيت والشغل يا حضره الظابط”، تنهض فريده من مكانها بعد انا ردت على ياسر لتذهب الي غرفتها بعد ان اغلقت بابها في عصبية واضحة، لينظر ياسر إلى الحج طه في هدوء بعد أن سحب علبة السجائر من أمامه ليخرج واحده ويشعلها ويقول “شايف عمايل بنتك يا حج”، ليقول طه وفِي عينيه نظره عتاب
“معاها حق يا بني انت علي طول عصبي وده غلط علي صحتك واخواتك هما كمان اعصبهم تعبت”، ينهض هو الأخر ولكنه يقول قبل أن ينصرف “يظهر اني تاعب كل اللي حوليا تصبح علي خير يا حج”
-*-**———————————-**-*-
غرفه مريم وفريدة
“اخوكي ده بقي مقرف فاكرنا شغلين عنده” قالتها فريدة وهي تحاول أن تواسي مريم التي رفعت قدميها لتسند رأسها عليها ودموعها تجري من عينيها، أكملت فريدة وهي تضع يدها على شعر أختها “طب انتي بتعيطي ليه دلوقتي”، لترد مريم وقد رفعت رأسها قليلا عن ركبتها “مدثر صعبان عليا اووي”، تقف فريده فجأه وتعطي ظهرها لمريم وتقول في خوف وهي تفرك أصابعها “انتي حبتيه يا مريم”، “مش عارفه يا فريده من ساعه لما شوفته حصلي ايه مكنتش قادره اتنفس وقلبي فضل يدق ولما سيبته مبطلتش تفكير فيه وكنت عاوزه اعرف اخباره اول بأول”، تلتفت فريده مرة أخرى إلى مريم وتقول “بس انتي لسه شايفاه امبارح ممكن يكون إعجاب مش اكتر ثم ده متجوز وعنده ولاد هتضيعي وقت عَل الفاضي وهتتعبي صدقيني انا صحيح اختك الصغيره بس طول عمرك بتقوليلي انتي أذكي واعقل مني”، تجيبها مريم في تواضع وهي تُمسح دموعها “وهي دي الحقيقه”
-*-**———————————-**-*-
غرفه مدثر من جديد
بعد لحظة الصمت الطويلة، تكلمت في غرابة شديدة إليهم وأنا أحاول أن أكمل طعامي لأظهر عدم اهتمامي بما حدث، ثم أقول في هدوء “ايه مش عاوزين تسمعوا بقيه حكايتي”، علت الدهشة وجوههم، يقوم وليد من مكانه قائلا “مش قادر افهمك واللي حصل من شويه ده بالنسبالك ايه بلح انا مش قادر اتلم علي أعصابي وخايف من رد فعل ياسر”، ثم يكمل شريف ليقول “أأنت اككييد بتتهزر ييا مددثثر صصح” ابتسم في لا مبالاة لما قالوا وأنا امضغ ما تبقي من طعامي قبل أن ابلعه مما جعلني أضع يدي على فمي قبل أن أقول في ثقة “ياسر خلاص اتكسر واستحالة يلعب بالنار او يجازف في حاجه ميعرفش رد فعلها سيبكم بقي من الموضوع ده احنا وقفنا فين يا شريف”، ليقول دون تفكير “اتتجوززت وخلفت آدم وعائشه علي اسم امك”، عندما سمعت أسمائهم نهضت لأخرج محفظتي التي اعرف خباياها جيدا لألمس صورة ادم وعائشة الصغيرة وعائشة الكبيرة، لم يكن بداخل محفظتي وقلبي غير هؤلاء الثلاثة لأنظر لهم، تنزل دمعة لم اشعر بها حتى لامست خدي لأقول “هما دول الدنيا باللي فيها حياه كامله متمثله في تلات صور ممكن انسي اي حاجه حصلت الا دول”، “ربنا يخليهملك ويباركلك فيهم ويرحم الحاجه ابويا حكالي عليها كتير الله يرحمها وكنت بستغرب لما اشوف صورتها في اوضه الضيوف لحد ماعرفت الحقيقه” قالها وليد وهو ينظر إلى الصور قبل أن يعطيها لشريف فقال هو الاخر “ما ششاء الله ججمال ااووي ععائشه ششبهك ببالظبطط واددم ااممور واانت ككمان شبه ممامتكك اووي”، “هما دول الشمس اللي كنت بفتح عيني عليها كل يوم الصبح وانا يخدهم في حضني كنت بنسي مركزي واسمي وكل حاجه وانا بلعب معاهم حضنهم وحشني اوووي”، كنت أتحدث وكأن هناك من يمسك حلقي بأصابعه لا أستطيع أن أتنفس أو أتكلم ولكني حاولت أن أكمل قصتي وان أتناسى قليلا صغاري، لأقول “بدائت الشركات والمصانع تكبر واسمي كمان كنت بسمع اخواتي وهما بيقولوا احنا اي حته بنروحها ويعرفوا ان احنا اخوات مدثر الحسيني المعامله بتتغير وبنتعامل معامله السفراء والملوك ،كل واحد فيهم كنت بعرف ايه اللي نقصه وبعمله من غير ما يطلب بمنتهي الحب كانت سعادتي وانا بشوف الفرحه في عينيهم حتي رمزي جوز صافيه فتحتله معرض سيارات بدل ما هو صايع وقلت جوز اختي يعني في مقام اخويا وحضره وكيل النيابه اول ما تعين راح شغله لاول مره بعربية أحدث موديل ومروه وهايدي كان حلمهم يفتحوا مستشفي وحققتلهم حلمهم بكل حب كانت امي في ضهري عمرها ما طلبت حاجه لنفسها بالعكس كانت بتاخد بالها من حاجات انا مش شايفها زي حد فقير محتاج حاجه حد من قريبنه تعبان طول عمرها ما بتحبش الفلوس علشان كده الناس كانت بتحبها”، “ططب ومرراتتك ياا مددثرر”، قالها شريف وقد زاد اهتمامه لأقول “هي كانت غاويه مظاهر بس كانت بتحب ولدها ومهتمه بالبيت اللي مكنش بيت كان قصر وعمرها ما قالتلي جاي امتي ولا رايح فين مكنتش خنيقه يعني فكانت بالنسبه ليا زوجه كويسه بس ما كنتش اعرف اللي جواها رغم اني عاشرتها عشر سنين تقريبا بقيت العيله بقي كان عمي فؤاد اخو ابويا الله يرحمه بدأ يتقربلي واحده واحده لحد ما شغلت أولاده بسلطاتي ونفوذي وقتها في مركز مهمه في البلد رغم انهم مش كفائه للشغل ده…”، ليقاطعني وليد “الواسطه دي هي اللي مضيعانا ومخليه حال البلد كده”، انظر اليه واقول “كلامك صح معاك حق اما اصحابي بقي كانوا كلهم من ايّام الكليه عاصم وده عنده شركات ومجموعه مصانع، وحازم وده موظف في بنك، ورأفت وده كان لا شغله ولا مشغله صايع وعايش علي قفانا ومش نافع في اي شغل كنت بجيبه يشتغل في الشركه بالعافيه وجاسر بقي حدوته مفيش حاجه ميعرفهاش موسوعه متحركه مقدم برامج شاطر اكيد تعرفوه..”، لم يرد احد منهم ولَم اعلق “وكام واحد تاني في الشركه زي مدير الشؤن القانونيه عدلي حسين وده كان مستشار معروف..”، فتكلم وليد “ده كان استاذي عبقري في القانون”، “وكام واحد هبقي احكلكم عليهم بعدين.. المهم كانت حياتي ماشيه عادي جدا صحيح تعبت شويه ايّام وفاه والدتي لكن كملت بس كان جوايا حاجه مكسوره لحد النهارده معرفش ايه هي، وعدت السنين لحد ما جه اليوم المشؤم اللي كانت اسهم شركاتي في البورصه كانت في السما وبدائت تنزل كان ممكن الحق الموضوع لكن اتفاجئت ان الكل بيبعد عني مره واحده بدون اي سبب العزه دي كانت ممكن تعدي لو لقيت ساعتها اللي يقف جنبي وبدائت حرب من الشركات المنافسه اللي يهمهم اني أقع علشان أفضلهم الملعب ومقدرش أنكر انهم انتصروا بس علشان انا كنت يائس حاولت بكل الطرق لكن اللي ضيعني ان ماركو هو كمان سحب التوكيل وده اللي خاله المجموعه تقع ويشتريها عاصم” يرفع شريف حاجبه ويقول “ممش ععاصصم دده صصاحبك”، لأقول وأنا أهز راسي “ايوه هو باعني في اول محطه هو ياسمين ودي حكايتها حكايه محتاجه يوم لواحدها ابقي احكلكم عليها وصدر قرار في دقيقه بالتحفظ علي جميع أموالي وممتلكاتي رجعت القصر لقيت ملك وقفه علي السلم بتقولي ‘ايه اللي جابك انت ملكش حاجه هنا وهدومك هبعتهالك’ قولتلها ليا القصر ده وولادي ممكن نبيعه ونبدأ من جديد لتضحك ساخره وتقول ‘القصر ده بتاعي ومكتوب باسمي والولاد انا هربيهم وحاجتك وهدومك هلمها في شنط وابعتهالك اطلع بره’ وقتها مكنتش مصدق نفسي جريت علي اختي اللي انا كنت ابوها وأخوها صافيه لما فتحت كان وشها متغير كنت مديها الامان كانت ماسكه باب الشقه بايديها قولتلها مش هتقوليلي ادخل يا صافيه كان شكلها متغير وكانت مرتبكه لقيتها بتقولي ‘الولاد نايمين ورمزي’ بصراحه لقيت نفسي بلف ونزلت كام سلمه وسمعت الباب لما اتقفل قعدت وانا في حاله ذهول عيط وقتها عياط لدرجه اني كنت بتمني الموت صدري ده كان بيغلي علشان دي الانسانه الوحيده اللي مكنتش منتظر منها كده كنت فاكر انها هتفتح درعها وتخدني في حضنها..” اسكت قليلا لأرى دموع وليد وشريف تملا أعينهم وأنا كذالك أصمت وأضع يدي على وجهي باكيا ألما ودما، لأرجع بذاكرتي عشرون عاما وأنا أسير بحداء مكسور النعل لكي أوفر شيء ترتديه صافيه أنيق بدلا مني، أتذكر حين اشتريت لها أول مرة سلسلة ذهبية مكتوب عليها أول حرف من اسمي وأول حرف من اسمها وبينهم كلمه إلى الأبد بالانجليزيةن أتذكر حين ترمي همومها فوق صدري ليلا لكي تفتح عينها في الصباح دون مشاكل وقد اختلطت ذكرياتي بالدموع ثم اكمل طبعا عمر بيه قفل تليفونه ولقيته بعتلي رساله بيقولي فيها فضحتني وضيعت مستقبلي ابعد عني لانت اخويا ولا اعرفك ولما روحت المستشفي والأمن لقيته بيقولي دكتوره مروه ودكتوراه هايدي منعينك من الدخول كلمت وروحت لكل حد اعرفه كل الأبواب كانت متقفله في وشي لحد لما افتكرت امي ونمت جنبها وربنا بعتلي ابوك يا وليد في الوقت المناسب،لم اتكلم بعدها ولكني سمعت وليد وهو يقول “الله يلعن ابو الفلوس اللي تعمل في الناس كده هو مفيش رحمه” أما شريف فقد كان إنسان حساس تساقطت دموعه بغزارة واقترب مني ليضع رأسي علي صدره لمواساتي قائلا “ممن الننهاررده الي ححاججه تححتجهها أأنا مموجوود اععتبرني اخوك أأنا ععارف تاني ممش ألد المققام ببس والله ججرب ممش ههتخخسر حاججه”، كنت في حاله انهيار وقتها ممكن جعل وليد يقول “احنا هنسيبك دلوقتي ولو احتجت اي حااجه هتلاقينا جنبك”، أودعهم واذهب إلى سريري لأفرد نفسي وكنت اشعر ببعض التعب لم تمر بعدها نصف ساعة حتى وجدت رسالة من فريدة تقول *انا مش جايلي نوم انا عاوزه اتكلم معاك لو سمحت، الساعه عشره متخفش مش هعطلك نص ساعه بس*، لاجد نفسي اكتب *حاضر هستناكي*
-*-**———————————-**-*-
منزل الشيخ حسن
يدخل وليد، ليجد والده جالسا مع الكبير وما إن رأوه حتى باغته عبد الحميد “مدثر عامل ايه دلوقتي يا وليد”، ليقول “والله حالته تصعب عَل كافر قاعد يعيط انا سمعت حكايته كلها ومستغرب ازااي بعد كل اللي عامله يحصل فيه كده”، ثم خرج الشيخ حسن عن صمته “دنيا مبقاش فيها امان”، ليرد عليه الكبير “مش الدنيا اللي معدش فيها امان الطيب اللي مبقاش ليه مكان فيها يا شيخ حسن”، يهز الشيخ رأسه ويقول “معاك حق بس ربنا كبير وعمره ما ضيع حق المظلوم” ثم يكمل الشيخ “خش يابني اختك وامك قعدين يعيطوا جواه صعبان عليهم مدثر”، ليقول وليد في غيظ وهو يرفع صوته “ازاي احنا ولا نعرفه ولا يعرفنا وزعلانين عليه كده واخواته اللي معندهمش دم دول ولا بيحسوا بياكلوا ويناموا ازاي واخوهم مرمي زي الكلب كده” قالها ودخل غرفة حبيبه ليجدها منهارة بالبكاء هي وأمها و بعد أن رأوه ألقوا عليه عشرات الأسئلة ولكنه هدأ من روعهم و مع ذلك رأى في عين أخته نظره لما يراها من قبل ليسمع باب المنزل يغلق فعلم أن الكبير قد غادر
-*-**———————————-**-*-
غرفه مدثر من جديد
كنت ابكي وتتساقط دموعي وأنا نائم، إلى أن شعرت بباب غرفتي يفتح لأقوم فزعا وأقول “مين”، فكانت فريدة أمامي اعتقدت أني أحلم ولكني نظرت في هاتفي لأجد الساعة
اقتربت من العاشرة وقفت فريدة بجوار الباب، خرجت من تحت فراشي الدافئ لأشعر بالبرد، تتكلم قائلة “متقومش علي طول لأحسن تاخد برد”، ثم سحبت كرسي وجلست أمامي ونظرت لي في قوه قبل أن ترمي قنبلة فوق رأسي حين قالت “انا في مصيبه يا مدثر بجد.. “، قلت لها في ذعر وكانت أعصابي لا تتحمل “خير يا فريده..؟”
تنظر لي وتقول “انا بحبك ومريم اختي كمان بتحبك”
*تــــــــــــــــــابعــــــــــــــــــــــونا*
بقلم محمد محسن حافظ

error: