رواية مدثر للكاتب محمد حافظ

الجزء الرابع
…………………….
بطانيه ايه يا حيوان اللي انت عاوزها
قرائت الرساله وانا في حاله ذهول واعدت قرائتها عدت مرات لعالي اخطائت النظر ولكن ما رايته صحيح
هل اخطائت في تسجيل الرقم وهذا امر مستبعد تمام فلي طريقتي الخاصه في حفظ الأرقام وربما أعطاني الحج طه رقم خاطيء لا اعلم رميت جميع الاسئله من زاكرتي كما رميت الجاكيت بعدما خلعته لاستعمله كغطاء وقد زاد البرد ولَم أعد اشعر باطرافي القيت جسدي ايضا فوق السرير الابيض المصنووع من الحديد
في محاوله مني للنوم لاتذكر قول امي وهي تقول اتنين ميعرفوش يناموا لو ميتين من التعب السقعان والجعان أقول وانا احاول ان أغمض عيني صدقتي يا امي
**********************************
منزل الحج طه
اوووووف حاجه تقرف بجد قالتها فريده من تحت الغطاء لتنظر اليها مريم اختها وقد كانت تقراء كتابا لتريح يديها ثم تخلع نظارتها الطبيه وتقول لها ايه مالك انتي اتجننتي بتكلمي نفسك يا فريده
واحد متخلف باعتلي رساله اتفضلي اقري قالتها فريده في عصبيه وهي تعطي هاتفها مره اخره لأختها مريم
لتقراء بصوت مرتفع نص الرساله قائلا
ممكن لو سمحت لو صاحي تجبلي بطانيه انا اسف عل الازعاج
ثم تقراء نص رساله فريده
بطانيه ايه يا حيوان اللي انت عاوزها
لتكمل ناظره لأختها في استهجان تفتكري يا غبيه ده واحد بيعاكس ده واحد هيموت من البرد يأما مكنش بعت الرساله دي.في الوقت ده
ترفع فريده يدها وتقول في عصبيه والبردان ده يعرفني منين علشان يبعت رساله زي دي يا دكتوره مريم يا زاكيه
تضع مريم احد أظافرها بين اسنانها في محاوله منها للتركيز لتقول في حاجه مش مفهومه يأما الرقم غلط يأما فيه حاجه احنا مش فاهمنها ثم أخذت قرار لارسال رساله جديده لتنظر لها فريده في غيظ قائلا هو انتي هتعملي ايه يا مريمتقول مريم وهي تكتب الرساله انا لازم اعرف مين ده وبعت الرساله ليه
تتعصب فريده من جديد وتقول افرضي واحد بيعاكس تديله فرصه ليه
لم تكمل مريم الرساله ونظرت الي اختها ببرود طبيبه لتقول ده لو بيعاكس كان رد علي الشتيمه بتاعتك لكن ده شافها وسكت معني كده انه محترم ثم اكملت الرساله في عناد منها ضاربه برائي اختها فريده عرض الحائط لترسل رساله قصيره محتواها
يظهر حضرتك غلط في الرقم انا بعت الرساله كاعتذار عن رساله اختي ليك
تصبح علي خير
ثم اغلقت ضؤ الهاتف وكانت تتمني الرد
في حين ظلت فريده ناظره اليها في غيظ شديد
**********************************
حجره مدثر من جديد
مرت نصف ساعه وقد اوشك الفجر ولَم
أستطيع النوم كنت قد بدائت الشعور ببعض الدفيء وانا نائم في وضع الجنين واضعا سترتي فوق وجهي لاتنفس بداخلها لتخرج أنفاسي الساخنه لتدفئه يدي وصدري ايضا وقد سمعت منذ دقائق وصول رساله جديده عبر الواتس
ولكني اخاف من النهوض كي لا يتسرب ما بنيته من دفيء فأن تحركت فسيذهب مجهودي هباء
ولكن قتلني فضولي لاسحب الهاتف واقراء محتوي الرساله لم افهم شيء ولكني قررت ان أتأكد قبل ان اعتذر لأكتب من جديد رساله كان نصها
بس انا متاكد من ان الرقم صح مش دي نمرهً الحج طه
تقراء مريم الرساله بعد التسليم في لهفه
ثم تكتب الرد الفوري لا دي نمرهً بنته هو علطول بيتخلبط كده بس حضرتك مين
أقرأ الرساله هذه المره وابتسم لاكتب
انااا مدثر الساكن اللي فوق السطوح
ثم اتذكر ان اسمي كريم وحمدت الله ومسحت النص القديم وكتبت
انا كريم الساكن اللي فوق السطوح
وبعد إرسالها سمعت صوت اذان الفجر
تنهض مريم وهي تقرأ الرساله وتنظر لها فريده لتقول هو انتي لسه بتكلميه يا مريم
تنظر لها مريم وعلي وجهها علامات الانتصار قائلا ايوه بكلمه ده طلع الساكن الجديد اللي علي السطح وشكله يا عيني هيموت من البرد انا حسه ان فيه حاجه علشان كده كملت مش زيك يا حماره دخلتي شمال في الراجل ابقي افهمي الاول ثم تفتح باب غرفتها وهي تسمع فريده تقول سبتلك اني المفهوميه
لم تهتم مريم لكلام اختها وذهبت في طريقها لايقاظ والدها الحج طه كعادتها اليوميه للقيام لصلاه الفجربابا بابا قوم الفجر اذن قالتها مريم وهي تضع يدها علي كتف ابيها يفتح الحج طه عينيه ويقول حاضر يا دكتوره صباح الخير يا بنتي قالها وقد رفع ظهره ليسنده علي خلفيه السرير باغتته مريم مازحا وهي تفتح الدولاب وتسحب منشفه نظيفه ليخفف بها والدها بعد الوضؤ هو انت يا حج مش هتبطل طبعك ده بدل ما تدي الناس نمرتك تديهم ارقمنا
ينهض الحج طه من علي فراشه ويقول خير ايه اللي حصل يا مريم تقول مريم وهي تضع المنشفه علي كتف ابوها الساكن اللي فوق السطح بعت رساله عاوز بطانيه وفريدة بنتك شتمته ما انت عارف لسانها ثم ازاي متعرفناش يا بابا انك سكنت الاوضه وتشتمه ليه مقصوفه الرقبه دي هو سكن علي غافله وانا ساكنته علشان خاطر الشيخ حسن ومعرفش ايه اللي لبخني ونسيت اقولكم
علي العموم حضريلي فارشه نظيفه وبطانيه وهطلعهم قبل ما انزل واعتذرله بالمره ثم أخذ طريقه الي الحمام وذهبت مريم لتحضير اللازم ولكن كان هناك شيء بداخلها يدفعها للصعود مع ابيها وهذا ما نجحت فيه فكانت الأشياء ثقيله الي حد ما مما جعل الحج طه يقبل بصعودها معهوعلي سلم المنزل تأفف الحج طه وهو ينظر الي مريم قائلا البني ادم ده من ساعه ما شوفته وانا مش مرتاحله حاسس انه غامض وشكله مش فلاح ووشه مش غريب عليا لولا ان ياسر اخوكي في مؤموريه مكنتش ارتحت الا لما عرفت حكايته
تنظر له مريم من خلف نظارتها طب وسكنته ليه وانت مش مرتاحله ليقول وقد بدأ يلهث من مما يحمله الشيخ حسن يا ستي انتي عارفه مقدرش اقوله لاء
كنت قد سبحت في النوم قليلا قبل ان اسمع دقات الباب فأقوم مفزوعا لأجد الحج طه ومريم ليعطيني الأشياء وتلفت انتباهي مريم التي لم يظهر منها سوي وجهها فقط فكانت ترتدي إسدال فضفاض. ونظاره طبيه وجهها الي حد ما طويل عريضه الحواجب لم احدد لون عينها لوجود حاجز زجاجي عليها ولكن ما جذبني اليها هو هدؤ ملامحها الشديد
لم تتحدث الا لإثبات برائتها من فعله اختها ففي اول الامر اعتقدت انها هي من شتمتني ثم اكمل ابوها دي الدكتوره مريم ويكرر اعتذاره
انظر اليه وقد انتهيت من وضع الاشياء فوق السرير قائلا لا ابدا يا حج طه حصل خير مفيش داعي للاعتذار كفايه تعبكم معايا
ينظر لي الحج طه مبتسما قائلا لا تعبك راحه ثم يكمل مترددا هو بس انا عندي طلب بعد اذنك ممكن البطاقه بتاعتك اخد منها نسخه واجبهالك
وقع قلبي خوفا ولكن رحمه الله واسعه
فقد شعرت مريم بتغير لون وجهي عندما سمعت طلب ابيها لتسحبه من يده قائلا يلا يا حج بطاقه ايه دلوقتي الصباح رباح كده هتفوتك صلاه الفجرلينظر لها في غضب قائلا معاكي حق نسيبك ترتاح دلوقتي لما اشوفك الصبح
يلا مع السلامه يا كريم يا بني
وقتها تنفست الصعداء وانا أغلق الباب
وحمدت الله
حاولت ان انسي لاقول في سري يحلها ربنا من عنده اكيد الشيخ حسن هيتصرف
خلعت ثيابي لاول مره منذ يومين بعد ان هيأت السرير بوسائل التدفأه لأذهب في نوم عميق
استيقظت وانا اسمع اذان الضهر فقد نمت نوم اهل الكهف ولَم اشعر بشيء
لم اترك السرير ولكني أمسكت بهاتفي
لاجد رساله جديده علي الواتس من رقم غريب كان نصها صباح الخير
دي نمرتي انا الدكتوره مريم طه طبعا فاكرني احنا اتقابلنا من كام ساعه
لأرسل لها رساله نصها
اه طبعا فكرك يا دكتوره حاضر هاسيف نمرتك حالا
وفِي خلال دقيقه أرسلت رساله اخيره
وانا كمان سيفت رقمك يا مدثر
تركت الهاتف من يدي وتكلمت ضاحكا
لاقول هو انا وشي مكتوب عليه مدثر
ايه الحكايه انا كده كل الناس هتعرفني
ثم انا استحاله حد يعرفني من رقمي علشان برايڤت معني كده انها عارفه شكلي لم اجد احد اتكلم اليه سوي شريف فطلبت رقمه لاقول له شريف انا عاوز اشوفك حالا ليرد علي من هاتفه
ططب اانززل اافططر مععايا أأنا في المححل اجيب بالموافقه وانزل للقائهعند نزولي اجد فتاه في أواخر العشرينات كانت تغلق باب منزلها نظرت الي وانا امر من أمامها لتقول حضرتك كريم اللي ساكن فوق السطح اقف فجأه لاقول متعجبا هو انتي تعرفيني تضحك وهي تنزل درجات السلم لأنزل انا ايضا خلفها لتقول وما زالت تضحك اه اعرفك ده انا اللي شتمتك لما شفت رساله البطانيه انا فريده بنت الحج طه متزعلش مني انا اسفه اضحك واقول تعرفي انك اول واحده تشتمني في حياتي عمر ما حد عمالها قبل كده تقول في مرح يلا حظي حلو اول واحده تعلم عليك اسكت فقد كان اللفظ غريب من بنت ثم اكملت انت ايه اللي يسكنك عندنا يا عم ده انت كل هدومك بولو متستغربش انا مصممه أزياء يعني بفهم في الهدوم لم اعلق واكتفيت بالابتسام ففهمت اني لا اريد ان اتحدث في هذا الموضوع كنّا قد اقتربنا من الشارع لتسألني مره اخري هو انت رايح فين اجاوبها وانا ابتعد عنها رايح ل شريف في محل التليفونات تضحك من جديد وتقول رايح اكل شريف مجنون حبيبه سلم عليه وقوله فريده زعلانه منك وهو هيفهم سلام
كانت تتكلم كثيرا ولكنها كانت تفوق اختها مريم جمالا وحيويه شعرها كستنائي قصير قمحيه اللون عيناها محدده باناقه ترمي الي اللون العسلي في الشمس وجهها مبتسم لديها غمازات حين تضحك تزيدها جمالا فمها صغيره وانفها معتدل
دخلت الي شريف ألقي الصباح ليبادلني اياه بعدها بدقائق يدخل صبي صغير لم يتجاوز الخامسة عشر يحمل صينيه كبيره الحجم مليئه بالأطباق الصغيره
بها أصناف كثيره فول طعميه بطاطس
بيض وأنواع من السلطه والخبز وضعها علي المكتب ثم انصرف
ينظر الي شريف ثم يقول يللااا ممد اييددك امسك رغيفا وبدائت في الاكل
يتكلم شريف من جديد خير ممالكك اايه الللي ححصل خخلاك ععاوزنني ددلوقتيأقص عليه ما حدث بعدما تركني وأنهي كلامي مريم عرفاني يا شريف بعتتلي رساله مكتوب فيها وانا كمان سيفت رقمك يا مدثر
لم يندهش شريف ولكنه قال في هدؤ
اانت ففاككر ننفسسك اننسان ععادي ااننت مععرووف ووو مششهوور جداا
ووددي ححاجه ططبيعيه واان اللححج ططه يططلب بططاقتك دده مشش ططبيععي معنا ككده اننه ششاكك ففيكك للككن الخخوف مشش منن ددول الخخوف ممن يياسر ابن اللححج ططه
انظر له وقد انتابني بعض القلق واقول ماله ياسر ده كمان
يبلع ريقه في خوف ويقوم من مكانه
ويسكت لثواني مرت طويله وانا انتظر الاجابه ثم يقترب ويمسك احد التليفونات ويقول يياسسر ررئيسس ممباححث واانت بققيت مططلوب منن ججهاات اممنيه لسسه ششايف الخخبر ففي التتلفززيوون
اقف انا الاخر وقد بدائت دقات قلبي في التسارع لأنظر اليه وقد بدائت أعصابي في الانهيار واقول طب والعمل يا شريف
وقتها سمعت صوت اقدام امام باب المحل لم أراه من فقد كنت أعطي ظهري للباب وانا اتحدث الي شريف الذي تغير لونه تماما حين راي هذا الشخص الذي قال في صوت أجش
انت بقي كريم
لالتفت اليه ويرد شريف ايوووه ههو ييا
يياسسر بباششا
تابعونا
بقلم محمد محسن حافظ
error: