رواية مدثر للكاتب محمد حافظ

#مدثر# الجزء الرابع عشر
———————-
“انا مهما حصل اختك انت بقيت واحد تاني معرفوش انا مهما غلط في حقك انا برضوا اختك صافيه اللي مربيها فين قلبك انا عوزاك تسامحني انا مقدرش علي زعلك ابوس ايدك ارحمني”، انظر إلى عينيها وقد افتقدها ولكن تظل صورة ما حدث أمامي وفقداني لنفسي وأقول “وانا كان مين رحمني علشاااان ارحمك اختي اللي سابتني انام في الشارع وقفلت بابها في وشي اختي اللي حرمت نفسي من كل حاجه علشان تفرح هي اختي اللي قالت مليش اخ اسمه مدثر ده يعر بلد انتي صافيه اللي كنت بشيل همومك انا كنت ابوكي التاني اللي كان بينزل يشتغل طووووول اليووووم علشان يربي فيكوا ولو كُنتُم كلاااااااب كنت رديتم الجميل بس ورحمه امي وامك يا صافيه هاخد حقي منكم ومش هرحمكم وبدل الدموع دي روحي ادعي ربنا يصبرك علي اللي هعملوا فيكي انتي واخوتك، ربنا مايوريك قسوه الطيب”
تنظر لي صافيه بدهشة وتقول ” انت كنت طيب ايه اللي خلاك كده؟”، اضحك في استهزاء وأقول “انت قولتي كنت ومعني كده ان مفيش حاجه بتفضل على حالها مع السلامه اتفضلي امشي”، تدمع عينيها وتقول في ترقب “طب ممكن اعرف ناوي علي ايه قبل ما امشي”، اقول في تحدي وأنا انظر إلى وجهها مباشرة “هخليكم تشوفوا في عينيه قوه تخليكم تتمنيوا موتي وتدفعوا اي حاجه علشان تخلصوا مني ومش هتعرفوا هخليكم تخافوا اني اجي في بالكم هقلب حياتكم جحيم وان قاعد مكاني وزي ما كنت سندكم هبقي الحبل الدايب اللي هخليكوا تتعلقوا فيه قبل ما تقعوا علي رقابيكم وكل واحد فيكم مستني ضربتي اللي هتيجي مني وانا بنتقم من كل واحد فيكم ظلمني واذاني وذلني هخليكم مرعبين بس انا مش هاجي جنب حد منكم وده وعد لكن بدماغي هخليكوا تموتوا بعض وانا قاعد بتفرج ومستمتع وهضحك كمان هخلي دماغي توديكوا في حته بتحسبوها امان لكن فيها نهايتكم دايما بتقولي عليه شيك وأنيق أوعدكم في انتقامي هبقي كده…..”،
“لا لا لا”، قالها الكبير وهو يصرخ ليكمل في نبرة مرتعدة وقد تذكر وقتها لكنته الصعيدية
“اياااك يا ولَدي تعمل أكدِه هتندم طول عمرك مهما عَملوا انا كنت مطاوعك الاول كنت فاكر انك هتقرص ودانهم اوعاااك تغلط غلطه تندم عليها طول عمرك، الشيطان هيتمكَن منيك وهيساعك لكن هتندم بقيت حياتك انا سعدتك علشان شوفت فيك نفسي وانا صَغير كلامك مِيزان وصعُبت عليا بس علشان كنت مكانك في يوم من الايام”، اندهش لما سمعت من الكبير واقترب خطوة لأقف أمامه مباشرة واقول “مكاني انا ازاااي. يا كبير”، ينظر إلي في حزن واضح ويقول “مش واقته دلوقت يا مدثر” ويضرب الأرض بعصاه وهو يمد يده إلى صافيه ماسكا معصمها ليكمل وهو ينظر لها “يلا يا بنتي نمشي علشان اوصلك”.
ليغادر الكبير لأول مره وهو غاضب مني
****************************
لقاء السحاب (احد المراكب السياحية على النيل)
“خير يا رمزي ايه هي الحاجه المهمه اللي جايبه علشانها”
جلسة جمعت بين رمزي وعمر وعاصم ورأفت وفي انتظار بعض الشخصيات كان السؤال موجه من طرف عمر، ضحك على اثره رمزي وهو يقول “عرفت الفار مستخبي فين”،
“قصدك مدثر” قالها عاصم وأكمل بعده عمر قائلا وهو يشبك يديه أمامه فوق الطاولة الأنيقة “وانت عرفت ازااي ؟”، يمد رمزي يده في جيب عاصم ويسحب منه سيجار ضخم ويشعله ليخرج سواد قلبه مع دخانه قائلا وهو يحول نظره بينهم “صدفه واحد عميل عندي في المعرض حصلت مشكله في عربيته المفتاح بتاعها الاولاني شحنه خلص فاستخدم الاستبن واحنا بنتكلم حكالي انه مكنش عارف المشكله وساب العربيه عند الميكانيكي اسبوع”، ثم اعتدل على مقعده لينهره عمر بفضول واضح في عينيه قائلا “ما تنجز يا رمزي”، يضحك رمزي ويقول “الصبر يا سياده القاضي اومال انت بتسمع المتهمين ازاااي”، فتظهر علامات الغضب في وجه عمر ولكنه لم يتكلم ليكمل رمزي “بس يا جماعه راح الميكانيكي قاله معرفتش أصلحها بيقولي ظهر واحد من تحت الارض قال انا اعرف أصلحها وفعلا عشر دقايق والعربيه دارات”، يضحك رأفت في خبث لأنه يعلم القصة ولكنه اكتفي بدور المشاهد، يهز عاصم رأسه وهو ينظر إلى عمر في دهشة ثم يقول “ودي فيها ايه فين مدثر”، يضحك رمزي ويقول “ما اهو مدثر هو اللي صلح العربيه”، يسحب عمر يده من فوق الطاولة ويقول لعاصم “انت فاهم حاجه” ليهز الأخير رأسه للمرة الثانية، يكمل رمزي “العميل قالي ان صلح العربيه واحد شبه مدثر الحسيني بس لما ركزت في الكلام اتأكدت انه هو علشان محدش يعرف مشكله العربيه الجديده دي غيره واتأكدت لما عملت تحرياتي وبعت ناس الحاره عرفت انه واحد بقاله في الحاره ومن ساعه لما راح قاعد في اوضه فوق سطوح عماره، وان فيه ظابط عرف مكانه راح يقبض عليه لكن كان نزل قبلها بنص ساعه وواحد اسمه الكبير هو اللي خبأه على العموم فيه واحد هيجي دلوقتي هيفدنا بكل حاجه”، يقول عمر من جديد “ومين ده يا رمزي”، ليشاور رمزي بيده وهو ينهض لاستقبال الضيف “اهو جيه اهو” ليقترب الضيف ويعرفه على الموجودين ثم يقول رمزي:
“ده ياسر بيه طه رئيس المباحث”
************^^^^^^^^^^^***
منزل طه
“مريم انتي صاحيه عاوزه اتكلم معاكي شويه”،
قالتها فريده عند دخولها الغرفة وكانت مريم ممددة على السرير وفوقها الغطاء تلتفت مريم إليها وتقول “خير يا بومه”، تضحك فريده وتقول وهي تجلس بجوارها “انا بومه يا دكتوره نص كم المهم نتكلم جد بقي مدثر عاوز يشوفك”، وقتها تنهض مريم في اقل من ثانيه وقد تغير وجهها لتقول “عاوز يشوفني ازاي”، ترتبك فريده وهي تفرك سبابتها اليسرى وتقول وهِي تنظر إلى يدها “انا بعتله رساله قلتله عاوزه اشوفك بكره لقيته بيقولي هاتي مريم معاكي”، “هو قالك كده” قالتها مريم في برائه ثم تتذكر لتكمل “وهو انتي بتكلميه”، لترد فريده بإجابة مقنعة “ما انتي كمان بتكلميه يا مريم”، ثم تغير فريده الموضوع وتكمل “عرفتي ان حبيبه اتخطبت لشريف”، تندهش مريم وتقول “وحبيبه وفقت”، لتقول فريده وهي تنهض “دي بقي بركات الشيخ مدثر”
***************************
منزل مدثر
رسالة عبر ‘الواتس اب’
*هشام عاوز اشوفك دلوقتي فاضي نتقابل كمان نص ساعه*،
يكتب هشام:
* طبعا تحت امرك انا دلوقتي قاعد في كافيه في المهندسين تعالي ولا اجيلك*
يرد مدثر:
*اعملي شير لوكيشن وساعه زمن وهكون عندك*
*****^^^^^***************
المركب من جديد
يحكي ياسر كل ما حدث مع مدثر لليوم، ينظر له عاصم ويقول “يعني معرفتش مين اللي نقلك”، ينظر له ياسر ويقول “انا شاكك في الكبير”، ليستوقفه عمر ويقول في اهتمام
“ايه حكايه الكبير ده بقي اللي رمزي قاله عليه وانت كملت بعده”، يضحك ياسر ويقول غير مندهش “ده يا سيدي واحد جه من الصعيد، من اربعين سنه مكنش معاه جنيه اشتغل عتال وفِي الفاعل وباع خضار علي عربيه كارو وواحده واحده اشتري محل وبعد كده المحل بقي وكاله اتعرف على الكبار متعرفش ازااي بعديها ظهر ابنه طارق كان عنده وقتها سطاشر سنه كنّا اصحاب بس مكنش بيتكلم وكأن ابوه ملجمه لما جه الكبير الاول جه لوحده علشان كده استغرب اهل الحاره لما ظهر ابنه وبعد كام سنه الكبير بقى مسمع في البلد كلها وبقي بيحل مشاكل اي حد وكلمته مسموعه ودخل في مشاريع كتير استيراد وتصدير ومشاريع سكنيه ولسه قاعد في الحاره بني برج جديد وقال ان المكان ده وش السعد عليه واستحالة يسيبه مع ان ابنه عايش في فيلا في التجمع”، سكت ياسر بعد أن أنصت له الجميع جيدا، ليقول عاصم “يعني اسمه الحقيقي ايه”، فقال ياسر “اسمه عبدالحميد الراوي”، يقول عمر وكأنه لا يصدق “يعني طارق الرواي عضو مجلس الشعب يبقي ابنه”، اخذ رمزي يترقب قبل أن يقول “وده ايه اللي عرفه على مدثر معني كده ان مفيش حد فينا هيوصله”، يضحك ياسر ويقول:
“لا دي عاوزه لعبه حلوه تتلعب بين هشام رئيس المباحث الجديد وطارق الراوي الاتنين بيكرهوا بعض انا عندي خطه نوقع بيها مدثر”
***********************
كافيه المهندسين
“اسمع يا هشام دلوقتي رمزي جوز اختي مع عمر اخويا ورأفت صحبي وعاصم اللي اشتري مني المجموعه”، يندهش هشام ويقول “ايه اللمه الحلوه دي”، اشبك يدي واضعهم فوق قدمي وأقول “ده اللي حصل”، يعتدل هشام بملامحه القاسية ويرفع حاجبه ويقول “وانت عرفت منين يا اونر”، اضحك وأقول “صافيه اختي كانت عندي وحكتلي علي كل حاجه، مش ده المهم يا هشام اللي انت متعرفوش الجديد ان ياسر راح وقاعد معاهم دلوقتي”، “قصدك ياسر طه” قالها هشام لأرد عليه “ايوه هو”، ليعقب كلامي بسؤال “طب وانت عرفت منين”، اضحك وأقول “مش كل حاجه لازم تعرفها المهم هما اتجمعم ليه.. هتسأل طب وعرفوا بعض ازاي هحكيلك الحكايه، رمزي عرف مكاني وبعت ناس تسأل وعرف ان ياسر ضربني بالنار وانه بيكرهني فدخله معاهم يعني هيبدؤا العب بالظبط كده”، يقول هشام “عارف يا مدثر لما قولتلي تعالى امسك في القسم ده والدايره دي كنت فاكر انك عاوزني أسعدك بس كنت فاكر انك مش عارف حكايتي مع الكبير وطارق”، اضحك وأقول:
“قصدك عمك عبد الحميد اخو ابوك وطارق ابن عمك اللي محدش يعرف انكم قرايب وبنكم مشاكل ..
بقلم
محمد محسن حافظ

error: