رواية عزلاء أمام سطوة ماله للكاتبة مريم غريب
_ فرد جديد ! _
في قصر آل”بحيري” … يقف كلا من “رفعت” و “مراد” أمام جناح “عثمان” ينتظران خروجه بصبر نافذ ليتحدث و يشرح أسباب كافة الأحداث التي وقعت اليوم
ينضم “صالح” لهما فيما بعد … كان آتيا من غرفة “صفية” تركها لتنام بعد أن هدئها و إطمئن عليها :
-أومال فين الباشا ؟؟؟ .. تساءل “صالح” بتجهم ، ليرد “مراد” بملامح عابسة و قد بدا مستغرقا في التفكير :
-لسا جوا مع الدكتور !
صالح بحنق :
-الغبي الحيوان . كان هيضيع أخته . أنا لحد دلوقتي مش مصدق إنه عمل كده و غامر بيها . إزاي بقي بالغباء ده فجأة ؟؟؟
رفعت بصوت صارم :
-خلاص بقي يا صالح . إحنا لسا مانعرفش إيه الحكاية بالظبط . لما يطلع هيحكلنا.
صالح بإنفعال :
-و هو لسا هيحكي ؟ ما خلاص كل حاجة إتعرفت . البيه كان متجوز عرفي و الدنيا كلها كانت عارفة . إحنا بس إللي كنا نايمين علي ودنا غفلنا حضرته.
كان أول صعق لهذه التصريحات هو “مراد” … بالطبع أنه يعرف صديقه جيدا و يتوقع منه أي شئ ، و لكن الزواج العرفي !!
-إنت عرفت الكلام ده منين يا صالح ؟ .. قالها “مراد” بتساؤل
صالح بإمتعاض :
-صافي حكتلي . و قالتلي كمان إن الخبر كان هيتنشر في الجرايد بس الباشا لحقه.
رفعت بصدمة :
-كل ده حصل من ورانا ؟ و من ورا أبوه لما كان عايش ؟؟!!
صالح بغيظ شديد :
-بني آدم أناني و غبي . و كلكوا إللي شجعتوه علي كده من كتر ما كنتوا بطرمخوا علي بلاويه و بتسكتوا.
رفعت بضيق ممزوج بالعصبية :
-خلاص يا صآالح . كفاية لو سمحت و لما يخرج مش عايزك تتكلم سامع ؟!
يخرج “عثمان” في هذه اللحظة مع الطبيب .. و يسمع الجميع التوصيات التي شدد عليها الرجل المسن :
-هي بخير يا عثمان بيه ماتقلقش . بس أهم حاجة ترتاح خالص طول الفترة الجاية و لازم تواظب علي الڤيتامينات و تتغذي كويس عشان البيبي.
يتجاهل “عثمان” همهمات الصدمة المتصاعدة من حوله و يتابع مع الطبيب :
-يعني خلاص يا دكتور مافيش أي خطر عليها أو علي البيبي ؟؟؟
الطبيب بجدية :
-بإذن الله لأ مافيش خطر . أهم حاجة بس زي ما قلت لحضرتك لازم توفرلها الراحة التامة و تاخد العلاج في معاده . و حضرتك كمان لازم تغير علي دراعك كل يوم و بعد إسبوع هبقي أشوفك إن شاء الله.
عثمان بإبتسامة خفيفة :
-شكرا يا دكتور .. ثم نظر إلي “مراد” و أكمل :
-مراد وصل الدكتور لو سمحت !
رمقه “مراد” بنظرة متصلبة ، لكنه نفذ طلبه و تقدم الطبيب ليوصله عند الباب حتي لا يتوه بمتاهة هذا القصر الخرافي ..
-ممكن بقي تفهمني إيه الحكاية بالظبط يا عثمان ؟ .. قالها “رفعت” بصوت حاد بعض الشئ
نظر له “عثمان” و قال بفتور :
-حكاية إيه ؟ مافيش حكاية يا عمي.
رفعت بإنفعال :
-يعني إيه إللي مافيش حكاية ؟ أومال الكوارث إللي حصلت إنهاردة دي تبقي إيه ؟ و أختك إللي كانت هتضيع ؟ و سيادتك إللي كنت هتتقتل ؟ يابني إتكلم و فهمني عشان لو واقع في مشكلة أعرف أساعدك.
تنهد “عثمان” و قال ببرود :
-إطمن يا عمي . أنا ماعنديش أي مشاكل.
رفعت بحنق :
-طيب علي الأقل قولي مين دول إللي أصريت تجيبهم هنا معانا !!
صمت قصير … ثم قال “عثمان” بجدية تامة :
-إللي أصريت أجيبهم هنا يبقوا مراتي و أهلها.
رفعت بذهول :
-يعني صحيح إتجوزت منغير ماتقولنا ؟؟؟
حك “عثمان” رأسه بتفكير و قال ببطء :
-يعني .. مش بالظبط كده . بس هي مراتي و بكره الخبر هينزل في الجرايد.
كاد “رفعت” يقول شيئا أخر ، ليسرع “عثمان” و يقاطعه بصرامة :
-عـــمـــي ! . الست إللي جوا دي تخصني أيا كانت طريقة إرتباطي بيها . و أيوه حصل سوء تفاهم إنهاردة بس إتحل . و كل حاجة هتتحل و إللي حصل مش هيتكرر تاني . إطمن .. ثم أكمل بنبرته المخملية :
-و دلوقتي بقي هطلب من حضرتك تكلم المأذون.
رفعت بإستغراب :
-مأذون ؟ و عايز المأذون ليه يابني ؟!
عثمان بإبتسامة :
-عشان يكتب كتابي.
رفعت بتعجب :
-إنت مش قلت إنك متجوز ؟؟!!
يميل “صالح” علي والده في هذه اللحظة و يتمتم بغيظ و هو يصوب نظراته المحتقنة إلي “عثمان” :
-أنا مش لسا قايلك إنه متهبب متجوز عرفي . أكيد عايز يحول الجواز من عرفي لرسمي !
زم “رفعت” شفتاه و قال بإقتضاب :
-أوك يا عثمان . هكلم المأذون حاضر.
أومأ “عثمان” رأسه مستحسنا ، ثم سأله :
-أومال فين أخوها و أختها صحيح ؟ وديتوهم فين ؟؟؟
رفعت بنفاذ صبر :
-أخوها في الجناح القديم إللي تحت و أختها مع هالة في أوضتها.
إشتدت عضلات فك “عثمان” و هو يحاول أن يداري إبتسامة قبل أن تظهر ، و قال :
-أوك . شكرا يا عمي . أنا رايح أبص علي صافي دلوقتي تكون حضرتك كلمت المأذون.
و مشي عبر الرواق الطويل قاصدا غرفة أخته …
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° °°°°
في غرفة “صفية” …
تخرج من مرحاضها المستقل و هي ترتدي قميص نومها المنسوج من الحرير .. تمشي صوب سريرها و تتهالك فوقه ، لم تنسي أن تأخذ حبة المنوم التي طلبتها من الطبيب
قد تكون الليلة هادئة و الوضع علي ما يرام الآن ، و لكنها هي ليست علي ما يرام إطلاقا ..
أطفأت نور الغرفة و راحت تحاول النوم ، و لكن أعصابها لا تزال مشدودة ..
أطلقت تنهيدة حارة و أخذت تتأمل السقف العال في إنتظار أن يثقل جفناها من تأثير الحبة التي إبتلعتها
سمعت طرقا خفيفا علي باب الغرفة ..
-إدخل ! .. قالتها “صفية” بصوت ضعيف
-نمتي يا حبيبتي ! .. و إنفتح الباب قليلا ، لتري “عثمان” و الضوء الخارجي منعكس علي وجهه و ذراعه الملفوف بالشاش و المعلق برقبته
-ممكن أدخل ؟! .. سألها بتردد
صفية بصوت متحشرج :
-أه طبعا . تعالي يا عثمان.
ولج “عثمان” و مشي ناحيتها و هو يقول :
-إنتي مالك مضلمة الأوضة كده ؟
أضأت “صفية” مصباحا صغيرا بجانبها و غمغت بتعب :
-بساعد نفسي علي النوم . كان يوم Distressful ( عصيب ) أووي . المهم قولي دراعك عامل إيه ؟
عثمان بشئ من الإرتباك :
-كويس !
إستغربت “صفية” مظهر الإحراج الذي بدا علي أخيها ، فقالت بإستغراب :
-إيه يا عثمان ؟ مالك يا حبيبي ؟؟؟
أطرق “عثمان” رأسه بخزي و قال :
-أنا آسف يا صافي . آسف علي كل لحظة خوف و رعب إنتي عشتيها إنهاردة . آسف إني عرضتك للموقف ده . دي غلطة عمري و صدقيني لا يمكن أغفرها لنفسي . بس إللي عايزك تعرفيه و تتأكدي منه كويس . إني مستحيل كنت أسمح لأي حد يلمسك أو يقرب منك . إستحالة ده يكون و أنا عايش لازم أكون ميت عشان يحصل.
صفية بدموع :
-بعد الشر عليك يا حبيبي . ماتقولش كده . أنا مانكرش إني كنت خايفة علي نفسي . بس خوفي عليك إنت كان أكبر . في الحقيقة كنت مرعوبة عليك . بعد بابي مابقاش ليا غيرك و مامي كمان مالهاش غيرك . إنت ضهرنا في الحياة منغيرك نقع و مانقومش تاني.
تطلع إليها و إبتسم بمرارة :
-أنا كنت غبي أوي . كنت هضيعك بإيدي . فعلا علي رأي صالح طلعت إنسان مش مسؤول.
صفية برجاء :
-بليز كفاية . ماتحملش نفسك كل ده إنت مش غلطان خالص يا عثمان صدقني بالعكس إللي عملته هو الصح و وجودي معاك كان مفيد جدا.
عثمان بإستغراب :
-إزاي يا صفية ؟؟؟
-لو ماكنتش معاك كان زمانك إتأذيت أكتر من كده . أنا إللي كلمت صالح و عرفته مكانا إنت مستحيل كنت هتعرف تعمل كده .. و أكملت بحزن :
-أنا بس الموقف نفسه هو إللي تاعبني . أعصابي بايظة أووي و لسا مخضوضة !
إقترب “عثمان” منها و ضمها إلي صدره بحنان ..
-إطمني يا حبيبتي . إنتي دلوقتي في بيتك و وسط عيلتك . محدش يقدر يأذيكي يا صفية طول ما أنا عايش.
-ربنا يخليك ليا ! .. كانت شبه نائمة و هي تقول ذلك
أبعدها “عثمان” قليلا ، ليري تعابير وجهها مسترخية الآن بعد أن سرقها النعاس أخيرا
تنهد “عثمان” تنهيدة مطولة ، و إنحني ليقبلها علي جبينها .. شد عليها الغطاء حتي ذقنها ، و مسح علي شعرها بلطف ، ثم أطفأ الضوء و خرج من الغرفة …
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° °°°°
ينهي “رفعت” بعض الإتصالات الهاتفية …
و يكاد يصعد إلي غرفته .. ليآتي الحارس في هذا الوقت و يقول له :
-رفعت باشا . في ست برا طالبة تقابل عثمان بيه.
رفعت بتساؤل :
-ست مين ؟ ماقلتش إسمها ؟؟
الحارس :
-لأ حضرتك ماقلتش . كل إللي قالته إنها عايزة تقابل عثمان بيه و مش هتمشي غير لما تشوفه .. لو سيادتك تحب ممكن نمشيها بطريقتنا !
رفعت بعد تفكير :
-لأ . خليها تدخل.
و بعد دقيقتين … تدخل “زينب” و تقترب من “رفعت” و الشر يشع من وجهها بقوة ..
-فين سمر و إخواتها يا بيه ؟؟؟ .. صاحت “زينب” متسائلة
رفعت بكياسته المعهودة :
-حضرتك تبقي مين ؟
زينب بحدة :
-أنا الحجة زينب . جارتهم و في مقام المرحومة أمهم.
رفعت بإبتسامة :
-أهلا و سهلا يافندم . إطمني هما كلهم بخير و قعدين معانا معززين مكرمين.
زينب بنفس الحدة :
-أشوفهم بعيني و أتأكد.
-حاضر . إللي تشوفيه .. و نادي علي خادمة وقفت علي مقربة منهما :
-سعاد . تعالي من فضلك وصلي الحجة لجناح عثمان بيه.
الخادمة بتهذيب :
-تحت أمرك يا رفعت بيه .. و إصطحبتها لترشدها إلي الغرفة
بينما جاء الحارس ثانيةً ، ليسأله “رفعت” بضيق شديد :
-في إيه تاني يابني ؟؟؟
الحارس :
-المأذون وصل يا باشا !
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° °°°°
يصل “عثمان” عند هذه الغرفة المحفوفة بالحرس … يأمرهم بالإنصراف و يفتح الباب و يدخل
لم يخشي هذا الشاب الجالس هناك في الزواية كالوحش الضاري ، لم يهب حتي نظراته الفتاكة و أحضر كرسي في يده و جلس أمامه ..
-علي فكرة أنا مش زعلان منك ! .. قالها “عثمان” بجدية و هو ينظر في عينا “فادي” بقوة ، و تابع :
-أنا عاذرك . رد فعلك كان طبيعي و أنا حطيت نفسي مكانك . فإكتشفت إني كنت ممكن أعمل أكتر من كده.
فادي بغلظة :
-إنت عايز إيه ؟ هات من الأخر . البوليس مستني برا صح ؟؟
عثمان بصوت هادئ :
-مافيش بوليس مستتي برا يا فادي . أنا مابلغتش فيك أصلا.
فادي بسخرية :
-طبعا . سمعتك تهمك بردو مايصحش الصحافة تكتب أخبار زي دي عن واحد إبن أكابر زيك.
تنهد “عثمان” و قال بصبر :
-فادي . إسمعني .. أنا مابغلتش البوليس و مش هبلغ و الحرس إللي واقفين برا ماشيتهم . أنا مش عايز الأمور تتعقد بينا أكتر من كده عايز أصلح غلطتي . عايز إتجوز سمر . أنا علي فكرة كلمت المأذون و هو زمانه جاي !
قدحت عينا “فادي” بشرارات الغضب و هو يحدق بـ”عثمان” ..
-و هي غلطة زي دي ممكن تتصلح يا باشا ؟ .. قالها “فادي” بخشونة
-الحكاية عاملة بالظبط زي الحرامي إللي سرق . عمرك شوفت حرامي رجع حاجة سرقها ؟؟؟
عثمان بشئ من العصبية :
-بردو إنت مصمم تعقد كل حاجة . أنا جاي أصلح الوضع و إنت مش عايز ؟ إنت بتفكر إزآاي ؟؟!!
فادي بصرامة :
-بقولك إيه يا باشا . إنت خلاص فلت من إيدي و لسا ليك عمر . و أختي خلاص بقت ميتة بالنسبة لي . مش عايز إسمع إسمها تاني حتي . أنا همشي و إنت بقي أعمل إللي يعجبك تتجوزها ماتتجوزهاش ماليش فيه.
عثمان بإستنكار :
-مش هتمشي يا فادي . بقولك هنكتب الكتاب الليلة لازم تكون وكيلها.
فادي صائحا بوحشية :
-ماليش دعوة بيها . زي ما عملت الغلط لوحدها تصلحه لوحدها إنت جايبني هنا بالغصب أصلا و إتحاميت في رجالتك.
عثمان بتحد :
-لو مشيت هتمشي لوحدك . لا سمر و لا ملك هيمشوا معاك.
فادي مزمجرا بغضب :
-إنت فاكر إنك ممكن تاخد مني أختي الصغيرة هي كمان ؟ ده أنا أقتلك و المرة دي أقسم بالله ما حد هينقذك مني.
عثمان بلطف :
-صدقني أنا مش بلوي دراعك . بالعكس . أنا جايلك و معترف إني غلطان و بطلب منك تساعدني أصلح غلطي . هرد لأختك كرامتها و كرامتك محدش هيقدر يحيب سيرتكوا بكلام وحش . بكره الدنيا كلها هتعرف إن سمر مراتي كل إللي بيتكلموا هيتخرسوا.
زم “فادي” شفتاه و بدا عليه الإرتباك قليلا … لكنه عاد و قال بعناد :
-عايز أمشي.
تلاشت إبتسامة “عثمان” و إحتدم غيظا و هو ينظر له ..
-مش هتمشي إلا لما نكتب الكتاب .. قالها “عثمان” بلهجة قاطعة
ثم قام خرج متوجها إلي حيث “سمر” …
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° °°°°
شعرت بأنها غابت عن الوعي طويلا … كان جسدها متيبسا و كأنها لم تتحرك طيلة فترة النوم
كان عقلها مزدحما بالذكريات حتي تباطأت حركته ، و كانت الكوابيس و الصور تدور في دوامة لا متناهية برأسها .. كل الأحداث تكررت مرة أخري في ذهنها و كانت جميعها حقيقية تنبض بالحياة مما يعطي دليلا دامغا بأنه ليس حلما أو كابوس
إستطاعت أن تشعر من جديد بالعجز الذي أصاب قدميها و جعلهما عاجزتين عن الحركة ، كما أبصرته و هو ينزف من كتفه و يسقط معلنا إستسلامه
عند ذلك لم تستطع الصمود أكثر و إنتزعت نفسها بقوة من هذا العالم المظلم ..
-لأاااااااااااااااااااااااااا ! .. شقت صرخة “سمر” أجواء الصمت المخيم علي الغرفة
أسرعت “زينب” إليها و ضمتها بتلهف و هي تقول :
-إسم الله عليكي يا حبيبتي . بسم الله الرحمن الرحيم . إهدي . إهدي يا سمر إنتي بخير يابنتي.
تطلب الأمر بعض الوقت لتعي “سمر” نفسها و الواقع الجديد ..
-آا أنا . أنا فين . أنا فين يا ماما زينب ؟ .. و فاضت دموعها من حافة الجفن و هي تكمل بذعر شديد :
-فـ فادي . فادي فين ؟ و . و آ آا . آا ..
زينب و هي تمسد ظهرها بلطف :
-إهدي يا سمر . فادي كويس . كلهم كويسين محدش حصله حاجة.
يدخل “عثمان” في هذه اللحظة
إبتسم بحب عند شاهد “سمر” واعية ، لكنه سرعان ما تفاجأ بوجود “زينب” ..
مضي صوبهما و هو يدمدم :
-حضرتك جيتي ؟!
زينب بعدائية :
-أيوه جيت . و مش ماشية إلا و سمر و فادي و ملك في إيدي.
عثمان بإبتسامة إستخفاف :
-يا هانم محدش فيهم هيمشي من هنا . سمر مراتي و ده بيتي يعني بيت سمر . هي و إخواتها مسؤوليتي من إنهاردة.
سمر بحدة ممزوجة بالإرتباك :
-أنا مش مراتك . فين إخواتي ؟؟؟
عثمان بنعومة :
-إخواتك هنا يا سمر . ماتقلقيش هما بخير . إطمني.
-عايزة أشوفهم .. قالتها “سمر” بصوت مرتجف
تنفس “عثمان” بعمق و نظر إلي “زينب” ..
-ممكن تسيبنا لوحدنا شوية من فضلك ! خمس دقايق.
تبادلت “زينب” النظرات مع “سمر” و قامت علي مضض بعد أن حصلت علي الإذن
خرجت من الغرفة ، فإقترب “عثمان” من زوجته و جلس علي طرف السرير بجانبها ..
-إزيك دلوقتي يا سمر ؟ .. قالها “عثمان” بخفوت
سمر بصلابة :
-أنا كويسة . عايزة أشوف إخواتي !
عثمان برقة :
-هتشوفيهم يا حبيبتي . إنتي عارفة إننا هنتجوز الليلة ؟
رمقته “سمر” بشك ، ليبتسم و يقول :
-عارف إننا متجوزين . قصدي هنكتب الكتاب عشان يبقي جواز رسمي.
سمر بحنق :
-أنا قولتلك قبل كده مش عايزاك مش عايزة أتجوزك . أنا مش ممكن أبقي مرات واحد زيك و إنت مش هتلوي دراعي.
عثمان بإبتسامة :
-يا سمر مش وقته عنادك ده و ماينفعش أصلا بعد إللي حصل تعترضي . خلاص مابقاش ينفع.
أدركت “سمر” ما يرمي إليه ، فتغضن وجهها بالألم و قالت بصوت مخنوق :
-يعني إيه ؟ مش هعرف أخلص منك أبدا ؟؟؟
إبتسم “عثمان” و داعب خصلات شعرها و هو يهمس :
-أبدا أبدا . أنا أصلا مش هسمحلك تتواربي عن عيني ثانية بعد كده . المأذون علي وصول . هيكتب كتابنا و هتبقي مراتي بجد . بجد يا سمر . و في وجود أخوكي و عيلتي مش بيني و بينك زي الأول !
دق هاتفهه عند ذلك .. وجد رقم عمه ، فرد :
-ألو .. أيوه يا عمي . وصل ؟ .. طيب تمام أوي .. مصور ؟ أيوه أنا طلبت واحد . خليه هو يجهز الأول . أه هناخد الصور في الأول .. أوك . شوية و نازلين . مش هنتأخر . أوك باي !
أغلق الخط و نظر إلي “سمر” ..
-وصل يا سمر . المأذون وصل.
تنهدت “سمر” بيأس و قالت :
-دايما كل حاجة مفروضة عليا . أنا بكرهك !
ضحك “عثمان” بمرح و قال :
-طيب هنبقي نشوف الموضوع ده بعدين . أنا واثق أصلا إنك هتغيري رأيك . بس دلوقتي يلا . لازم تجهزي عشان الصور.
سمر بإستغراب :
-صور ؟!
-أه . مصور من أشهر جريدة في مصر كلها . أنتي أساسا زي القمر . مش طالب منك حاجات كتير يدوب بس تغسلي وشك و تفوقي كده و تبقي Relax خآالص . إتفقتا ؟
نظرت له بمقت ، فإبتسم هو و إقترب منها أكثر ، ثم تمتم و شفتاه تداعبان خدها إلي عنقها نزولا و صعودا :
-يلا يا حبيبتي . المصور مستنينا . خبر جوازنا لازم يبقي في الصفحات الأولي كلها بتاعة بكره . كل الناس لازم يشوفوكي معايا و يعرفوكي …. !!!
يتبــــــع …