رواية عزلاء أمام سطوة ماله للكاتبة مريم غريب

( 4 )

_ صدفة ! _

في الثامنة صباحا بتوقيت “باريس” .. تجلس فتاة في الثانية و العشرين من عمرها داخل غرفتها

كانت تتصفح أخبار الموضة و المجتمع عبر حاسوبها الخاص ، عندما دلف والدها حاملا صنية الفطور ..

“رفعت ” بإبتسامة هادئة و هو يقترب من سريرها :

-لولا حبيبتي .. يلا سيبي إللي في إيدك ده و تعالي نفطر سوا.

إعتدلت “هالة” في جلستها ، ثم قالت و هي تبادله الإبتسامة :

-إيه ده يا بابي ! أنت إللي عامل الفطار بنفسك كمان ؟ أنا كنت فكراك نايم ، طب ليه ماقولتليش كنت حضرته بدال حضرتك !

-يعني أنا سيبتك لوحدك إسبوع بحاله محتاسة ، قلت أعوضك بقي بالفطار الملوكي ده .. و أعطاها كأس العصير مكملا :

-بس ماتاخديش علي كده ماشي ؟

هالة ضاحكة بسرور :
-ماشي يا بابي .. ربنا يخليك ليا يا حبيبي.

-ها بقي .. قوليلي عملتي إيه في غيابي ؟؟

هزت كتفيها بخفة قائلة :

-و لا حاجة ، كنت بروح الجامعة كل يوم الصبح ، و كنت برجع أطبخ و أكل و أنام .. بس ، علي كده طول الإسبوع إللي سيبتني فيه.

-مش عارف بس مارضتيش تيجي معايا ليه ؟ رغم كل المصايب إللي حصلت ، بس كنتي هتغيري جو.

هالة و قد عاودها السرور بشدة ، فسألته بحماسة :

-قولي يا بابي .. هو صحيح عثمان طلق چيچي خلاص ، يعني طلقها بجد ؟!

-أيوه يا بنتي طلقها ، بقولك كانت فضيحة ، إنتي ماشفتيش الأخبار علي البتاع إللي في إيدك ده ؟ .. و أشار إلي حاسوبها ، لتجيبه بفرح :

-لأ شفت .. شفتها كلها يا بابي.

رفعت بنظرة شك :
-إنتي مالك مبسوطة كده ليه يا هالة ؟ .. لا تكوني لسا حاطة عثمان في دماغك.

رمقته في صمت و لم ترد ، ليتابع هو بصرامة :

-عموما لو كنتي بتفكري فيه فأنا بقي بقولك لأ مش هينفع ، بعد كل إللي عمله ده مستحيل أوافقك.

هالة بإنفعال مدافعة :
-ليه بس يا بابي ؟ هو كان عمل إيه يعني ؟ عثمان ماغلطش في حاجة ، رد فعله كان طبيعي جدا.

رفعت بحدة :
-عثمان إتجبّـر يا هالة .. شم نفسه و مابقاش يهمه حد ، إوعي تكوني لسا فكراه إبن عمك الطيب الظريف ، لأ ، ده إتغير و بطريقة بشعة .. صدقيني ، عثمان ماينفعكيش و لا ينفع أي واحدة غيرك كمان.

-بس أنا بحبه يا بابي .. قالتها بشرود دون وعي منها ، فزم “رفعت” شفتيه في أسف ، و قال :

-و هو ماعندوش إستعداد يحبك زي ما تحبيه .. مانتي كنتي قدامه يا حبيبتي .. و توقف فجأة عندما لمح بوادر دموعها ..

كوب وجهها بكفيه ، ثم قال بحنان أبوي :

-إنتي تستاهلي أحسن منه يا هالة !

و مسح علي شعرها برفق ، ثم تنهد بعمق قائلا :

-يلا بقي كملي فطارك و أنا هروح أشتغل في مكتبي شوية.

أومأت له و هي تعض علي شفتها السفلي بقوة لتكبت دموعها ، لكنه حالما خرج من الغرفة أطلقت لنفسها العنان و راحت تنتحب بمرارة في صمت ..

حتي رأت من وسط غيمة الدموع التي غشيت عيناها صورة أخيها تظهر فجأة علي الحاسوب

كانت صورة عادية ، إلتقطت له بإحدي المناسبات و هو يضحك بعفويته المعهودة ، لكنها إعتصرت جفناها بقوة لتري بوضوح الخبر الذي نـُشر علي صفحة المجتمع المصرية ..

” أحد أبناء عائلة البحيري يتعرض أمس لحادث سير عنيف جدا أثناء قيادته لسيارة فائقة السرعة إنحرف بها في الإتجاه المعاكس من الطريق السريع ، ترى هل الحادث مدبر ؟ أم أنه قضاء و قدر ؟ ”

لم تعط لنفسها فرصة لتُصدم ، و صرخت بأعلي صوتها :

-صــــــــــااااااااااااااااااالح !

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••

عودة للأسكندرية … كان “عثمان” يجلس هناك علي بعد أمتار من غرفة العمليات

وجهه واجما ، مبهم التعابير ، لطالما كان بارعا في إخفاء مشاعره و إنفعالاته ، تلك ميزة يحسده عليها كل من عرفه و تعامل معه طوال حياته ..

كان يفكر في الحادث الذي تعرض له “صالح” و هو يقود سيارته الخاصة .. تساءل في نفسه .. تري من فعلها ؟ الإجابة لم تأخذ منه تفكيرا طويلا ، إذ أن المسألة واضحة تمام الوضوح ، ليس هناك غيره .. “رشاد الحداد” يريد أن ينتقم منه ..

كز علي أسنانه في غضب جم ، و تمتم لنفسه :

-بتحرجم علي إيه يا رشاد يا حداد ؟ .. لسا في كارت في إيدي ، أقسم بالله لأندمك .. بس أعرف الأول مين إللي دخل بيتي و فكلي الفرامل.

إنتبه “عثمان” لصوت جلبة بأخر الممر ، فأدار رأسه ليري والديه و شقيقته يهرعون نحوه و الفزع باديا علي وجوههم ..

قام من مكانه ، و تحضر لإستقبالهم بفتوره المعتاد

-في إيه عثمان ؟ ماله إبن عمك ؟ .. قالها “يحيى” بتساؤل ، و أردف :

-إحنا لسا شايفين الخبر في الجرايد ، و الصحافيين واقفين برا أد كده ، إنت إزاي ماتقولناش حاجة زي دي ؟ إزاي نعرف من الغرب ؟؟؟

نطق أخر كلماته بغضب ، ليرد “عثمان” بهدوء شديد لا يتناسب إطلاقا مع الموقف :

-ماحبتش أخضكوا ، عموما ماتقلقوش حالته مستقرة لحد دلوقتي.

-إيه يا أخي البرود إللي إنت فيه ده ؟ .. صرخت فيه “صفيه” و أكملت ببكاء :

-فين صالح ؟ رد عليا هو فين ؟ أنا السبب في إللي حصله .. لو ماكنتش طلبت منه يروح بدالي المستشفي إمبارح !

و إنهارت أكثر ، لتحاول “فريال” أن تهدئها

ضمتها إلي صدرها ، و أخذت تمسد علي شعرها و ظهرها بحنو ، بينما أخذ “يحيى” إبنه من يده و وقفا بعيدا ليتحدثا بسرية ..

يحيى بلهجة خافتة :

-عمل الحادثة بعربيتك .. إنت المقصود مش هو !

عثمان بنظرات غامضة :

-عارف .. و عارف كمان مين إللي وز عليا ، بس مش هسكت.

أحمـّر الأخير غضبا و هو يغمغم بإنفعال مكبوت :

-إنت مش هتعمل أي حاجة ، إحنا مش ناقصين ، كفايانا فضايح.

عثمان بغلظة و قد علا صوته :

-يعني إيه ؟ عايزني أطرمخ عالموضوع ؟ عايزني أسيب حقنا كلنا ؟ بلاش إحنا .. حق صالح المرمي جوا ده !

يحيى و هو يرمقه بنظرات محتقنة :

-أنا ماقلتش هنسيب حقه .. في حاجة إسمها قانون و إحنا مش قليلين في البلد.

أطلق “عثمان” زفرات حانقة و هو يشيح بوجهه عن أبيه ، بينما وضع “يحيى” يده علي كتف إبنه ، و ضغط بخفة و هو يقول بحزم :

-عايزك تهدا شوية و ماتتهورش ، نطمن بس علي إبن عمك و بعدين هنتصرف.

-أستاذ يحيى البحيري ؟!

إلتفت “يحيى” وراءه ليرد علي محدثه :

-أيوه أنا !

كان شرطيا وقف أمامه و خاطبه بلهجة رسمية مهذبة :

-أسف يافندم عارف إن مش وقته بس معلش لازم نفتح محضر بالحادثة دلوقتي .. و وزع نظراته بينه و بين “عثمان” مكملا :

-هما شوية أسئلة لحضرتك و لعثمان بيه.

أومأ “يحيى” بتفهم و قال :

-إحنا تحت أمرك يا حضرة الظابط.

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••

في منزل “سمر” … إنه اليوم المنشود ..

منذ بزوغ النهار ، كانت في إنتظار مكالمة العمل التي وعدها بها “عثمان البحيري”

إستيقظت مبكرا قبل أخويها لأجل هذا ، و لكن كم هي محبطة الآن .. لم يدق جرس هاتفهها أبدا ، لم تصلها رسالة حتي ..

ماذا يعني هذا ؟ ألن يفي السيد “عثمان” بوعده لها ؟ ألن يعطها المنصب الذي أشار إليه ؟ هل كان يقول ذلك عبثا ؟ كان يتسلي ؟

حتما كان يتسلي .. إبتسمت “سمر” بسخرية ، و حدثت نفسها بخفوت : ” كنتي فاكرة إيه يعني يا غبية ؟ معقول هيقبل يشغلك عنده في وظيفة زي دي ؟ .. كان بيضحك عليكي يا هبلة ، هو إتجنن يوظف سكرتيرة مش مدربة و معهاش شهادة خبرة ؟ كان بيقولك كده و خلاص .. إكتفي بإنه ساعدك بالمبلغ إللي خدتيه منه ، قال يحسن عليكي يعني ، عمره ما كان هيعمل أكتر من كده طبعا .. فوووقي ! ”

عادت “سمر” لأرض الواقع عندما دق جرس هاتفهها ، إنتفضت في مكانها غير مصدقة ، و بيد مرتعشة إلتقطت الهاتف من فوق الطاولة أمامها

لكنها أصيبت بخيبة أمل كالعادة ، إذ كان المتصل ليس سوا شقيقها ..

-ألو يا فادي ! .. أجابت بلهجة فاترة متعبة ، ليأتيها صوت “فادي” من وسط ضجيج زحام و عدة أصوات متداخلة :

-أيووه يا سمر ! هاا طمنيني .. الناس بتوع الشركة دول كلموكي ؟

سمر و هي تحاول سماعه بوضوح :

-الناس بتوع الشركة ؟ .. لأ لسا محدش كلمني ، إيه يا فادي الدوشة دي ؟ إنت فين يابني ؟؟؟

أجابها بصعوبة :

-أنا دلوقتي داخل أستلم الكتب.

-داخل تستلم الكتب ؟ و هي الكتب عليها الإقبال شديد أوي كده ؟!

فادي متهكما :

-إقبال ؟ إقبال إيه يا حبيبتي ، ده في عركة هنا .. ثم قال بجدية :

-المهم قوليلي لسا محدش كلمك يعني ؟؟

سمر بحزن :

-قولتلك لسا !

-خلاص يا بنتي ماتزعليش ، أصلا الحمدلله كويس إنهم ماتصالوش أنا ماكنتش مرتاح للموضوع ده ، بكره أنا هدور علي شغل و مش هنحتاج لحد إن شاء الله.

-إن شاء الله.

-ملوكة عاملة إيه ؟

-كويسة أهيه نايمة في أوضتي.

-طيب مش عايزين حاجة أجيبها و أنا راجع ؟!

-لأ يا حبيبي ترجع بالسلامة .. و تبادلا السلام ، ثم أغلقا معا ..

تنهدت “سمر” تنهيدة مطولة مثقلة بالحزن و العجز اللذين تشعر بهما منذ وقت طويل ، و أخذت تفكر في سبيل جديد تسعي إليه لسداد إحتياجات كلا من “ملك” و “فادي”

حيث أنهما أغلي ما تملك في الحياة ، و من أجلهما هي علي أتم الإستعداد بأن تلقي بنفسها في نار السعير ، لم تعد تفكر في حالها كما في السابق قبل أن يتوفا والديها

لقد زهدت حياتها و أوهبتها كلها لرعاية شقيقيها ، لم تعد تفكر في الإرتباط أو الزواج ، ببساطة لأن إمكانياتها محدودة إن لم تكن معدومة !

لتوفر المال لأخيها و أختها .. هما بحاجة إليه أكثر منها ، لتضحي لأجل سعادتهما ، حتما ستحصد نتائج مرضية بالنهاية و لن تندم ..

هذا كان تفكيرها في البادئ و ما رتبت عليه مخططاتها المستقبلية أيضا ، “ملك” و “فادي” أولا ، ثم نفسها ، و لكن حتي نفسها تأخذ منها بحدود معينة و لا تجور يوما علي حقوق أخويها ..

صدح فجأة صراخ “ملك” مدويا بالأجواء ، فقامت “سمر” و هرعت إليها بسرعة

كانت الطفلة تبكي بصراخ متألم و هي تتلوي في سريرها الصغير ، بينما إنحنت “سمر” فوقها لتري ما بها

مسحت علي شعرها القصير الأملس في لطف ، و تمتمت بعذوبة :

-إيه يا لوكا .. مالك يا حبيبتي ؟ بتعيطي جامد كده ليه ؟ .. إنتي جعانة ؟ ها ! أحضرلك أكلك ؟

أزادت “ملك” من وتيرة بكائها ، لتعبس “سمر” بضيق و هي تمسح لها دموعها ، ثم تحملها بين ذراعيها

راحت تهدئها و تؤرجحها و هي تقبل وجنتها الحمراء المكتنرة بخفة .. فإنتبهت بذعر لدرجة حرارتها المرتفعة عندما لامست بشرتها الملتهبة بشفتيها ..

أمسكتها بإحكام و هي تضعها بين صدرها و ذراعها الملتف حولها ، ثم رفعت ذراعها الأخر و تحسست وجهها الصغير بكفها ..

-يا خبر ! .. همست “سمر” في هلع ، و تابعت :

-حرارتك عليت كده إزاي و ليه ؟ فيكي إيه بس يا ملك ؟ كل شوية بتتعبي !

و عادت بها إلي الصالة حيث تركت هاتفهها هناك ، أجرت الإتصال بـ”فادي” مرة ، إثنان ، ثلاث .. لكنه لم يرد ..

فلم تجد أمامها حلا أخر ، إرتدت ملابسها بسرعة ، و أخذت شقيقتها و نزلت من البيت متجهة إلي المشفي ..

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••

-يعني إيه عنده حصانة و محدش يقدر يقرب منه ؟ .. قالها “عثمان” بعصبية و هو يجادل الشرطي الواقف أمامه

ليرد الأخير بهدوء :

-عثمان بيه إنت سيد العارفين .. رشاد الحداد عضو مجلس شعب و عليه حماية مش من السهل يتوجهله إتهامات.

عثمان و هو يصيح بغضب شديد :

-يعني إيه ؟ بقولك هو السبب في الحادثة ، هو إللي بعت كلابه يفكولي فرامل عربيتي و لو كنت ركبتها قبل صالح كان زماني مكانه دلوقتي !

-حضرتك عندك دليل علي كلامك ده ؟

عثمان بإنفعال :

-واحد عضو مجلس شعب زي ما بتقول بيني و بينه عداوة عشان فضحته هو و بنته و طلقتها ليلة الدخلة ، في أدلة أكتر من كده ؟ في أسباب أقوي من دي تخليه عايز يقتلني ؟؟؟

آتي “يحيى” الذي كان يتحدث في هاتفهه بعيدا ، تدخل مهدئا إبنه و هو يقول :

-خلاص يا عثمان ، إهدا هنشوف حل .. ثم توجه إلي الشرطي بصوته الخشن :

-طب إحنا دلوقتي مابنتهمش حد غيره يا حضرة الظابط ، إيه العمل بقي ؟ هتقفلوا القضية عشان عنده حصانة و عليه حماية ؟؟؟

هز الشرطي كتفيه قائلا في حيرة :

-في الحالة دي الموضوع أكبر مني أنا .. الباشا رئيس النيابة ممكن يتدخل و يطلع أمر رسمي بإحضاره للإستجواب ، لكن أنا أو بقية زمايلي محدش فينا يقدر يهوب ناحيته.

يحيى بإقتضاب :

-طيب .. شكرا يا حضرة الظابط ، أقفل المحضر بتاعك بقي علي كده و أنا بنفسي هطلع بكره علي النيابة.

و بعد ذهاب الشرطي ، وقف “يحيى” أمام “عثمان” الثائر الملامح و قال له :

-عمك عرف !

عثمان هو يسأله بإهتمام :

-و قالك إيه ؟؟

-حجز علي أول طيارة طبعا و زمانه جاي هو و هالة .. كان بيكلمني و هو حالته صعبة أوي و قالي ننقل صالح لمستشفي خصوصي.

عثمان بتأفف :

– مش لما يفوق الأول ! هننقله دلوقتي إزاي ؟ هو أي كلام و خلاص !

-يابني مش أي كلام و لا حاجة ، هو أب و خايف علي إبنه.

رمقه “عثمان” بنظرة عابثة ، ثم تجاوزه و مضي بطريقه ..

-رايح فين ؟ .. صاح “يحيى”متسائلا ، ليجيبه بجمود دون أن يلتفت :

-رايح أشم شوية هوا لو حصل حاجة إبقي كلمني.

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

أخذ “عثمان” المصعد و هبط إلي الطابق الأول ، مر علي قسم الطوارئ ، و كاد يخرج

لكن صوت شخص ما إستوقفه ..

-يعني إيه ماعندكوش مكان ليها ؟ أنا داخلة مستشفي حكومية مش خاصة ! بقولك أختي حرارتها عالية لو فضلت كده هتموت.

-الصوت ده أنا عارفه ! .. قالها “عثمان” لنفسه ، ثم إلتفت ليتأكد مش شكوكه ..

حملق فيها بدهشة و في هذه الطفلة الباكية التي إحتضنتها بقوة ، و راقب كيف هددت عاملة الإستقبال بنفس الحدة التي إستعملتها معه من قبل :

-إنتي لو مادخلتنيش أنا و هي دلوقتي حالا أنا هوديكي في ستين داهية و مش إنتي لوحدك ، إنتي و كل المسؤولين عن الهبابة دي.

-أنسة سمر ؟!

يتبـــع ..

error: