رواية عزلاء أمام سطوة ماله للكاتبة مريم غريب

( 6 )

_ تهديد ! _

وصلت “سمر” إلي بيتها أخيرا بعد أن أطمئنت علي “ملك” و تعرفت علي أسباب علتها ..

أمسكت “ملك” بيد ، و باليد الأخري أدارت المفتاح في القفل ، ثم دفعت الباب و دخلت و هي تتنفس بصورة غير منتظمة بسبب درجات السلم الكثيرة التي صعدتها ..

أغلقت الباب بروية ، و أستدارت لتنظر في عمق الصالة

بالطبع .. كان “فادي” هناك ، واقفا في محاذاة الحائط قبالتها ، في الظل وراء باب النافذة المفتوحة ..

كان ينظر إليها صامتا ، وجهه جامد قاسٍ و جسده متوتر

لم يصعب عليها كثيرا فهم أنه شاهدها من خلال النافذة و هي تترجل من سيارة “عثمان” هذا بدا واضحا جدا من نظرات العنف و الإتهام المنطلقة كالأسهم من عينيه ..

إنقبضت في إنتظار السيل الجارف من اللوم و الإهانات

لكنه لم يأت بحرف ، بقي متفرسا في وجهها ، توقعت أنه لا يقو علي الكلام من شدة الغضب ، فباشرت هي بتبرير ما قامت به ..

سمر و هي تقول بإبتسامة مرتبكة :

-فادي ! .. إنت رجعت يا حبيبي ؟ أنا إتصلت بيك كذا مرة قبل ما أنزل عشان أقولك إن ملك سخنت فجأة بس إنت ماكنتش بترد ، فإضطريت أخدها أنا علي المستشفي .. و ألقت نظرة نحو الطاولة في الوسط حيث نسيت هاتفهها ، و تابعت :

-بس نسيت الموبايل هنا .. أسفة ، أكيد إنت إتصلت بيا كتير !

سمعت صدي حشرجة في حنجرته ، لكن بقيت ملامحه علي حالها ، إلي أن تحرك أخيرا و قال بهدوء شديد يختبئ ورائه غضب عظيم :

-سمر .. يا ريت من فضلك تشرحيلي دلوقتي حالا مين الشخص إللي جابك لحد البيت بعربيته ده ؟ و إيه هي علاقتك بيه بالظبط ؟؟؟

أخذت تتنفس بسرعة ، بينما إتسعت عيناه و كانتا باردتان و قاسيتان جدا ..

-علاقة إيه و زفت أيه ؟ .. صاحت بصوت عالٍ ، و أردفت بغضب :

-هو أنا لاقية آكل و لا آكلوكوا لما هروح أعمل علاقات ؟ إنت إتجننت ؟؟!

فادي بعصبية و هو يقترب منها :

-أومال تفسري إللي لسا شايفه بعنيا ده بإيه ؟ تفسري بإيه ركوبك عربية زي دي مع واحد زي ده ؟ و بعدين مين ده أصلا ؟ عرفتيه منين ؟؟؟

-ده يبقي صاحب الشغل يا مجنون .. أجابت بصراخ ثائر :

-ده يبقي عثمان بيه إللي حكيت لسيادتك عنه ، ده يبقي الإنسان الوحيد إللي وقف جمبنا و ساعدنا بعد ما كل الناس جم علينا و ظلمونا ، و شوف كمان .. و رفعت كيس الآدوية التي أوصي بها الطبيب لشقيقتها ، و أكملت :

-أصر إنه يشتري الدوا لملك رغم إنه دفع حق الكشف عند أكبر دكتور أطفال هنا في إسكندرية !

فادي متسائلا بحدة :

-و هو إيه إللي يخليه يعمل معانا كل كده أساسا ؟ عاشقنا في الضلمة !! .. نطق جملته الأخيرة بتهكم لاذع ، ثم قطب بإستغراب مكملا :

-و بعدين تعالي هنا ؟ إنتوا إتقابلتوا إزاي ؟ لما هو ماكلمكيش عشان تروحي تستلمي الوظيفة إللي قالك عليها ! شوفتيه إزاي ؟؟!!

تنهدت “سمر” بضيق ، لكنها حكت له كل ما حدث ، بدءاً من عراكه مع موظفة الإستقبال بالمشفي ، و حتي عودتها إلي هنا بعد أن قام بتوصيلها ..

-أنا بردو مش مقتنع ! .. قالها “فادي” بعدم إقتناع ، و أردف بشك :

-بيعمل معاكي إنتي بالذات كده ليه ؟ .. إشمعنا إنتي يعني ما المحتاجين كتير !!

سمر بسخرية :

-و إنت إيش عرفك إنه مش بيعمل كده مع ناس كتير ؟ عمرك ما شفت حد بيعمل خير مع ناس كتير ؟!!

لم يرد و ظل ينظر إليها في عدم إقتناع ..

فأدارت عيناها بضيق و هي تطلق زفرة حانقة ، ثم إختفت من أمامه بسرعة متجهة إلي غرفتها ، و أخذت “ملك” معها …

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••

في مستشفي الأسكندرية العام ..

يعود “عثمان” إلي هناك و يصعد للطابق الثالث ، ليخبره المسؤول عن الدور بأنه تم نقل “صالح” إلي غرفة عادية لإستكمال العناية به ..

ذهب “عثمان” إلي غرفة رقم (407) حيث أرشده المسؤول ، ليجد أنها ليست غرفة بالمعني الحرفي ، و إنما هي مجرد عنبر كبير إكتظ بالمرضي بمختلف أنواعهم

رجال ، نساء ، و أطفال ..

وقف مشدوها للحظات يحدق في كمية الإهمال و المناظر المريعة الممتدة أمام ناظريه ، لكنه ما لبث أن راح يبحث بعيناه عن أفراد عائلته وسط هذا الكم الهائل من الناس

وجدهم بصعوبة .. هناك ، جمعيهم يقفون بركن قاصي من العنبر ملتفين حول سرير معين .. لابد أنه السرير الذي يرقد عليه “صالح” ..

-مساء الخير يا جماعة ! .. قالها “عثمان” و هو يقترب بخطوات واسعة ثم يقف بجوار والده الذي ما أن رآه حتي صاح به :

-إنت كنت فين يا بني آدم من الصبح ؟ و بكلمك قافل تليفونك ليه ؟ إزاي تسيبنا في موقف زي ده ؟؟؟

عثمان بفتوره المعتاد :

-كان ورايا مشوار مهم خلصته و رجعت علطول أهو .. ثم توجه بالنظر نحو عمه و “هالة” و قال :

-حمدلله علي السلامة يا عمي ، حمدلله علي السلامة يا هالة.

تجاهله “رفعت” متعمدا و أدار وجهه للجهة الأخري ، لكن “هالة” لم تفعل ..

هالة بصوتها الرقيق و المغلف بالحزن :

-الله يسلمك يا عثمان .. إزيك ؟

-تمام الحمدلله .. قالها بإبتسامة قصيرة ، ثم عاد إلي والده و قال و هو يصوب نظره نحو “صالح” الموارى تحت طبقات من الجبس و الشاش :

-إنتوا إزاي لسا مستنين هنا ؟ إزاي ما طلبتوش نقله لمستشفي خاصة ؟؟!

“يحيى” بنظرة عابثة :

-و إحنا كنا مستنين رأيك مثلا ؟ عملنا كده يا حبيبي ، حجزناله أوضة في أحسن مستشفي و خلاص عربية الإسعاف علي وصول.

أومأ “عثمان” متجاوزا رنة الإستهزاء في نبرة والده ، ثم إستأذن منهم لدقيقة و خرج أمام العنبر ليجري مكالمة خاصة ..

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••

في منزل “رشاد الحداد” .. داخل حجرة الطعام

يترأس المائدة كعادته بوقاره و هيبته الطاغية ، إبنتيه تجلسان معه ، الكبيرة علي يمينه ، و الصغيرة علي شماله ..

يتم الغداء في جو صامت متوتر ، لا يُسمع خلاله سوي أصوات الملعاق و بقية آدوات الطعام و هي تحتك بالصحون و الأطباق ..

يرن هاتفهه فجأة ، فيخرجه من جيب سترته و ينظر إلي إسم المتصل … “عثمان البحيري” !!!

تصلبت عيناه عند رؤيته للإسم ، و لاحظت إبنتيه جمود تعابير وجهه

لكنه أعطي أمر بالتحفز لجميع حواسه ، و أجاب بنبرة تحدٍ :

-أهلا بالغالي !

صمت قصير علي الطرف الأخر ، ثم جاء صوت “عثمان” الناعم كجلد الأفعي :

-إزيك يا رشاد بيه .. إنشالله تكون كويس !

-كويس جدااا يا عثمان.

إنتفضت “چيچي” إثر سماع إسمه ، و مضغت الطعام بصورة خاطئة مما تسبب لها في نوبة سعال حادة ..

جاءتها أختها بكأس من الماء ، بينما تابع “رشاد” مكالمته :

-فيك الخير و الله يا عثمان .. بتتصل عشان تسأل ؟ بجد العيش و الملح مابيهونوش.

عثمان بضحكة مجلجلة سمعتها “چيچي” جيدا منبعثة من سماعة الهاتف :

-هو أنا أه ممكن أتصل أسأل عليك بس المرة دي أنا إتصلت عشان حاجة تانية.

-خير يا عثمان ؟؟ .. تساءل “رشاد” ببرود ، ليرد “عثمان” و قد تحولت نبرته تماما من اللين إلي الغضب الشديد :

-إسمعني كويس يا رشاد يا حداد .. إبن عمي في المستشفي دلوقتي بسببك ، أنا عارف إنك كنت قاصدني أنا ، بس خليني أقولك لو صالح ماقمش بالسلامة زي ما كان ، أنا همحيك إنت و بناتك من علي وش الأرض ده طبعا بعد ما أنشر الفضيحة التانية إللي لسا شايلهالك عندي.

رشاد بخشونة :

-فضيحة إيه ؟؟؟

-الفيلم الساخن بتاع بنتك المصونة .. قالها “عثمان” بصوته الخبيث ، و إستطاع “رشاد” أن يري الإبتسامة الشيطانية التي إرتسمت علي شفتيه الآن دون أن يراه ..

تابع “عثمان” بإسلوبه المنحرف الماكر :

-أنا لسا محتفظ بيه .. بصراحة لو تشوفوا هتفتخر ببنتك أوي ، ما شاء الله يعني مخلف ——- محترفة ، عارف لو كنت إتجوزتها أكيد كنت هتبسط معاها أوووي ، چيچي في نظري كانت أنسب بنت ، جميلة و بنت .. بنت عيلة ، بس نقول إيه بقي هي إللي إستعجلت و مشيت شمال ، و علي رأي المثل .. يا خسارة الجمال لما يمشي شمال .. ثم تنهد بخفة و قال :

-يلا بقي أنا مضطر أقفل دلوقتي ، بس يا ريت متنساش كلامي هه ! إفتكر كويس إني حذرتك يا رشاد بيه ، قبل ما تفكر تعمل أي حاجة تمسني أو تمس حد يخصني إفتكر الفضيحة بتاعة المرة الجاية و قدر حجمها كده هيكون أد إيه … سلام يا باشا ، و إبقي سلملي علي چيچي ، قولها عثمان باعتلك سلام خصوصي أووووي.

و أغلق “عثمان” الخط و هو يضحك بشدة ، بينما جرش “رشاد” بأسنانه و إزدادت حمرة وجهه الغليظ ..

دوي فجأة صوت إنفجار علبة الصودا المغلقة التي كانت بين أصابعه ، فإنتشر السائل في كل مكان و بلل كلا من “چيچي” و أختها ..

لم تجرؤ واحدة منهما علي سؤال “رشاد” ماذا قال له “عثمان” ؟!

فآثرتا الصمت ، بينما غمغم “رشاد” و هو يشتعل غضبا و غيظا :

-بتعجزني يابن الـ— .. ماشي ، ماشي يا عثمان !

•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••

في منزل “سمر” … كانت بغرفتها

تغير لـ”ملك” ملابسها ، عندما ولج “فادي” في هدوء ممسكا في كلتا يداه كوبان من الشاي الأحمر ..

إقترب ببطء من السرير ، ثم مد يده إلي “سمر” قائلا :

-إتفضلي يا ستي ، عملتلك معايا كوباية شاي إنما إيه هتروقك عالأخر.

تطلعت “سمر” إليه في شك ، و لكنه بدا طبيعيا للغاية ، و كأن لم يحدث شجارا بينهما اليوم ..

أخذت منه كوب الشاي و لم تستطع إخفاء تعجبها ، فضحك بخفة و هو يسألها :

-إيه يا بنتي مالك ؟ مذبهلة كده ليه ؟!

سمر و هي تضع “ملك” في حجرها :

-أصل إللي يشوفك دلوقتي مايشوفكش لما كنت بتزعق و عصبي من شوية !

فادي بإبتسامة :

-و أنا يعني إتعصبت و زعقت ليه ؟ أكيد إنتي عارفة إني خايف عليكي .. صح ؟

سمر و هي ترد له الإبتسامة :

-طبعا عارفة يا حبيبي .. بس لازم يكون عندك ثقة شوية في أختك الكبيرة ، أنا دلوقتي يا فادي بقيت مكان ماما و بابا بالظبط ، إنت و ملك مسؤولين مني و واخدين كل وقتي ، يعني إطمن .. مافيش حاجة ممكن تشغلني عنكوا لا راجل و لا غيره ، أنا ماعدتش بفكر في مواضيع الإرتباط دي أساسا.

-طب أولا إنتي غلطانة .. لأن إنتي و ملك إللي مسؤولين مني أنا ، أنا هنا راجل البيت .. قالها بإسلوب مسرحي أضحكه و أضحكها معه ، و أكمل :

-ثانيا أنا واثق فيكي جدا جدا كمان ، لكن مش واثق في إللي حواليكي يا سمر ، ثالثا بقي و ده الأهم ليه يا حبيبتي مش بتفكري في الإرتباط ؟ لا تكوني عايزة تقعدي في أرابيزي ! لأ يا ماما ده أنا هزقك بدري بدري عشان أفوق لملوكة عمري أنا دي.

و راح يداعب أخته الصغيرة و يدغدغها من بطنها و أسفل إبطها فيجعلها تضحك بهستريا محببة لديه ..

-يا سيدي قول يا باسط .. قالتها “سمر” بإبتسامة باهتة ، ليرد “فادي” بحسه الفكاهي :

-يا باسط ياستي ، عايزاني أقول حاجة تاني ؟ ده إنتي قمر يا بت و بكره العرسان هيبقوا طوابير مش هلاحق عليهم يروح واحد يجوا عشرة لحد ما ألاقيلك الزوج إللي هو ، إللي عليه العين و النية.

ضحكت “سمر” من قلبها ، و قالت :

-يخرب عقلك يا فادي .. ضحكتني ، عرسان إيه إللي هيبقوا بالطوابير دول ؟ هيجوا علي إيه يا حسرة !!

-شوفي يا سمر يا حبيبتي ، إحنا مش أه معانا فلوس ، بس الحمدلله ربنا معوضنا بحاجات تانية.

سمر و هي تسأله بدهشة :

-ربنا معوضنا بإيه يا فادي ؟؟

أجابها و هو يأخذ منها “ملك” و يجلسها علي حضنه :

-أقولك ياستي .. مثلا ملك ، معوضها بينا إحنا الإتنين لما بابا و ماما ماتوا أنا و إنتي بقينا مكانهم بالنسبة لها يعني مش هتحس باليتم ، و أنا .. أنا بدرس الحمدلله و باقيلي السنة دي و هتخرج و هبقي مهندس زي ما كنت طول عمري بحلم باللقب ده .. و إنتي يا سمر ، إنتي أغني مني أنا و ملك.

سمر بفم مفتوح :

-هه ! غنية ؟ .. إزاي ؟!!

-ربنا مديكي وش جميل ، إنتي جميلة يا سمر ، و رأس مالك في جمالك .. أي راجل غني و معاه فلوس يتمناكي .. و رفع إصبعه السبابة مكملا بشرط :

-بس تعززي نفسك .. إوعي تحسسي إللي قدامك بحاجتك للفلوس ، ماتخليش حد يعرف نقطة ضعفك ، ده إللي أنا طول الوقت بحاول أوصلهولك ، لازم تستقوي شوية و ماتبقيش سهلة أبدا ، الكل بيحوم حواليكي و أنا علي أد ما بقدر بوقفهم عند حدهم ، لكن خوفي بقي من الناس إللي بتتعاملي معاهم برا .. مش عارف هتتصرفي إزاي لوحدك !

سمر بعد صمت طويل حاولت خلاله إحتواء حديث “فادي” كله داخل عقلها :

-إنت خيالك واسع أوي يا فادي .. أنا مش جميلة الجميلات علي فكرة ، و بعدين أنا مابشوفش حد بيحوم حواليا !

فادي مشددا علي كلامه بصرامة :

-عشان أنا موقف الكل عند حده زي ما قلتلك .. محدش هنا يقدر يهوب ناحيتك و أنا موجود.

رمقته بنظرات ساهمة و قد حلت علي ذاكرتها جميع المواقف ذات الدلالة علي كلامه

مثلا تذكرت مجيئ عم “صابر” مالك الشقة إلي هنا منذ أيام ، تذكرت كيف إرتبك عندما وجد “فادي” بوجهه و كيف أنه حاول إخفاء إرتباكه بكلماته اللاذعة

و تذكرت أيضا “كرم” شقيق الجارة “عطيات” التي تسكن فوقها ، كثيرا ما يدق بابها أثناء غياب “فادي” بحجة أشياء قام بإسقاطها رغما عنه من الشرفة بالأعلي فتدخل هي بحسن نية و تجلب إليه أشياؤه بإبتسامة رقيقة

و “مصطفي” الشاب الذي يملك محل كوي الثياب الرجالي ، هو الأخر يأتي بطلب ملابس “فادي” و لكن في غيابه طبعا ، و غيره و غيره ..

فهمت “سمر” معني كلام أخيها الآن عندما تجلت أمامها الأمور ، أحست و كأنها أخذت صفعة علي وجهها ، و لكن الصفعة مفيدة و جاءت بوقتها ، فقد أفاقت و أزداد وعيها بما يدور من حولها ..

-إيييه ياينتي ! روحتي فين ؟ .. قال “فادي” بتساؤل عندما أطالت في شرودها

بينما إنتبهت إليه “سمر” و قالت :

-أنا معاك أهو !

تمطي “فادي” بكسل و هو يقول :

-لا معايا إيه ، أنا هستأذنك بقي و هروح أنام مش قادر .. خدي الأميرة الصغيرة دي و نايميها هي كمان شكلها نعسانة.

و ناولها “ملك” ثم قام و مشي في إتجاه الباب ..

و لكن صوتها إستوقفه قبل أن يخرج :

-فادي !

فادي و هو يلتفت ثانيةً :

-في حاجة يا سمر ؟!

-أه .. كنت عايزة أقولك إني هبدأ الشغل من بكره.

-من بكره ؟ .. قال بدهشة ، و أردف بضيق :

-و عثمان بيه هو إللي قالك كده ؟

-أيوه.

زم شفتيه في إستسلام ، ثم قال :

-طيب يا سمر .. بس ملك مين هياخد باله منها ؟؟!

سمر و هي تطمئنه بثقة :

-ماتقلقش أنا إتفقت مع الحاجة زينب مرات عم صابر هسيبهلها الكام ساعة بتوع الشغل و هي هتاخد بالها منها ، ماتخافش يا فادي .. الحاجة زينب بتحب ملك و بتحب الأطفال عموما عشان إتحرمت منهم.

أومأ “فادي” بتفهم و قال :

-ماشي .. بس أوعديني ، خلي بالك من نفسك.

سمر بإبتسامة :

-ماتقلقش يا حبيبي .. أنا هبقي كويسة إن شاء الله !

يتبـــع …

error: