رواية عزلاء أمام سطوة ماله للكاتبة مريم غريب
_ إنتقام ! _
الطبيب بنظرة إتهام :
-حضرتك تعرف مين إللي عمل فيها كده ؟
و هنا أطرق “عثمان” رأسه بخزي ، ليكمل الطبيب بصوت يزخر بالحنق الشديد :
-المدام حامل.
عثمان و هو يرفع وجهه بسرعة :
-إيه ! .. كانت الصدمة بادية في صوته
-بـ بتقول إيه يا دكتور ؟ حامل ؟ سمر حامل ؟ إزآااي ؟؟!!
الطبيب بإستهزاء :
-زي الناس حضرتك . حامل زي ما كل الستات بتحمل.
عثمان بحيرة ممزوجة بالإرتباك :
-لأ يا دكتور إنت مش فاهمني . سمر كانت بتاخد حبوب منع الحمل .. حـ حملت إزاي ؟!
الطبيب بإبتسامة ساخرة :
-يافندم بتبقي واخدة هيئة تنظيم الأسرة بحالها و بتحمل عادي . مافيش حاجة ممكن تقف قصاد إرادة ربنا.
عثمان بإهتمام صادق :
-طيب هي وضعها إيه بالظبط ؟ و البيبي ممكن يكون خطر عليها و هي في الحالة دي ؟؟؟
الطبيب بجدية :
-في الحقيقة أنا مستغرب إزاي بعد كل إللي إتعرضتله ده و لسا الحمل ثابت ! بس زي قولتلك دلوقتي دي إرادة ربنا . الجنين سليم و بالنسبة له مافيش خطر عليه.
-المهم سمر.
-المدام هتبقي كويسة بردو و بعدين الحمدلله مافيش حاجة تقلق و طالما البيبي كويس تبقي هي كويسة . مافيش نزيف مافيش إصابات في مناطق حيوية . يعني كل حاجة تمام.
-طيب بالنسبة للعمليات إللي قولتلي عليها ! .. قالها “عثمان” بإستفهام
الطبيب بفتور :
-بالنسبة للعمليات دي سيادتك مالهاش أي ضرر بردو . إحنا هنعملها بس عشان نساعدها علي الحركة لأن زي ما قولتلك معظم أطرافها متكسرة.
-طيب العمليات دي مش هتبقي خطر عليها أو علي البيبي ؟!
-المدام حامل في شهرين و دايما إحنا كداكاترة بنحبذ إجراء العمليات قبل النص التاني من فترة الحمل . و بعدين عمليات عن عمليات تفرق . العمليات إللي هنعملها بسيطة و نسبة المخدر إللي هتاخدها هتكون قليلة يعني هتبقي في الآمان.
تنفس “عثمان” براحة غامرة ، بينما عادت الحدة إلي نبرة الطبيب و هو يكمل :
-بس إحنا دلوقتي محتاجين نعمل محضر بإللي حصل !
تبدل مزاج “عثمان” في لحظة ، و غدت عيناه مظلمتين حادتين ..
عثمان بعدائية واضحة :
-أنا جوزها يا دكتور و أقدر أقولك دلوقتي إننا مش محتاجين نعمل محضر بإللي حصل و لا حاجة.
الطبيب بتحد :
-مش حضرتك إللي تقرر يافندم . المدام إن شاء الله لما تفوق هي إللي تقرر و تقول هي محتاجة إيه و عايزة تاخد حقها إزاي.
خرجت زمجرة ضارية من حنجرة “عثمان” و هو يرمقه بنظرات فتاكة ..
عثمان بنبرة حادة :
-أوك . أنا داخل أشوفها دلوقتي.
الطبيب و هو يمد ذراعه ليمنعه من المرور :
-ماينفعش حضرتك . هي دلوقتي تحت تأثير نسبة قليلة من المخدر و أي إزعاج ليها ممكن يفوقها و لو فاقت دلوقتي هتحس بالألم و مش هنقدر نديها مسكنات.
أبعد “عثمان” الذراع من طريقه بحزم ، و قال بصوت غاضب جازم :
-قلت هدخل أشوفها يا دكتور . و بغض النظر عن أنك مش هتقدر تمنعني . بس إطمن . أنا مش هزعجها.
و بالفعل ولج “عثمان” متجاهلا تذمر الطبيب و همهمته المعترضة …
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° °°°°
يلج “عثمان” إلي هذه الغرفة الساطعة … بدت أشبه بغرف الطورائ نوعا ما
عثر علي “سمر” بسهولة ، كانت ممدة علي سرير صغير ، ملابسها الممزقة الملطخة بدمائها ليس لها وجود الآن … بل كانت ترتدي القميص الأزرق المعقم
جلدها الناعم نظيف ، فقط الكدمات الزقاء بارزة قليلا و الجروح الحمراء متراصة علي طول مرفقيها
وجهها شاحب لكنه جميل و بهي كالعادة ، هالات بنفسجية تحيط بعيناها الغائرتين ، شفتاها منفرجتان قليلا ، و شعرها القصير يحيط بوجهها مثل غمامة ..
يجلس “عثمان” علي حافة السرير .. يرفع يده مترددا ، كان صراع يحتدم في نفسه .. يمر بأطراف أصابعه بحرص شديد علي وجنتها ، ثم يمسد وجهها بظهر يده من صدغها حتي فكها بمنتهي اللطف و الحذر ..
-أنا آسف .. همس “عثمان” بندم
-أنا لو فضلت أعتذر عمري كله مش هيكفي . أنا ماكنتش أعرف إني بحبك للدرجة دي .. أول مرة أحب يا سمر . أول مرة أحس إن عندي قلب . أنا ظلمتك و عملت فيكي حاجات وحشة كتير . بس أوعدك .. هنسيكي كل حاجة . هعوضك يا سمر . هعمل المستحيل عشان تسامحيني و تحبيني . أنا عارف إنك بتكرهيني . و عارف إن بعد إللي عملته مش هتصفي بسهولة . مش بلومك . إنتي عندك حق . لكن نفسي هيكون طويل معاكي . مش هسيبك يا سمر . أول ما تخرجي من هنا هتجوزك رسمي و هاخدك عشان تعيشي معايا في بيتي .. ثم قال بصوت يختلج إنفعالا :
-بس قبل ده كله . لازم أجبلك حقك الأول !
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••
في قصر آل”بحيري” … يدق باب غرفة “هالة” فتأذن بالدخول
كانت منهمكة بصورة كبيرة ، منذ فترة و هي تصب جم تركيزها علي هذه اللوحة .. تطلب الأمر ثلاثة أيام تقريبا لتخرج بهذه النتيجة المذهلة
و اليوم أخيرا هي تضع اللمسات الأخيرة فقط …
-مساء الخير يا حبيبتي ! .. قالها “رفعت” و هو يقترب من إبنته الجاثمة فوق المقعد بوضعية غريبة
هالة بنصف تركيز :
-مساء النور يا بابي.
رفعت و هو ينظر إلي اللوحة بتفحص :
-إيه بترسمي و لا إيه ؟!
هالة بإبتسامة :
-لأ أنا خلصت خلاص بس بحط الـFinishing touches.
رفعت مددقا النظر في وجه الشخص المرسوم :
-مش .. مش ده مراد بردو ؟!
و هنا إضطربت “هالة” و خرجت عن تركيزها ، تسارعت دقات قلبها و أفلتت دقة خارج الإيقاع ..
-آا آ أيوه يا بابي .. هو !
رفعت بإستغراب :
-و بترسمي مراد ليه يا هالة ؟؟
هالة بتوتر :
-هو طلب مني أرسمله صورة . كان عايز يمتحن قدراتي يعني.
رفعت بعدم تصديق :
-إممم . أوك .. عموما أنا كنت جاي أكلمك في موضوع مهم . فاضية دلوقتي و لا أجيلك كمان شوية ؟
هالة برحابة :
-فاضية طبعا يا بابي . إتكلم حضرتك أنا سمعاك !
تنفس”رفعت” بعمق ، ثم قال بنبرة مهزوزة قليلا :
-أنا . أنا كنت جاي أقولك إن مدة إقامتنا هنا خلاص إنتهت.
هالة بعدم فهم :
-مش فاهمة يا بابي ! قصدك إيه ؟!
صمت قصير .. ثم قال “رفعت” بوجوم :
-قصدي إننا هنرجع باريس تاني . أنا و إنتي.
هالة بصدمة :
-نرجع باريس ! طيب ليه ؟ إيه إللي حصل ؟ أنا عملت حاجة غلط ؟!
-لأ يا حبيبتي . إنتي ماعملتيش حاجة و قراري إنتي مالكيش دخل بيه . كل الحكاية بس إني مش طايق القعدة هنا بعد .. بعد إللي حصل . عايز أبعد !
هالة بوهن :
-بس أنا مش عايزة أمشي يا بابي . أنا عايزة أفضل هنا أنا رتبت حياتي هنا و مش هاينفع أغير حاجة.
رفعت بحزن :
-يعني هتسيبيني أسافر لوحدي ؟!
هالة بحيرة :
-و إنت تسافر ليه أصلا ؟ خليك معانا . إنت دلوقتي بقيت مسؤول عن العيلة كلها . بعد أنكل يحيى إنت الوحيد إللي ممكن تحل محله.
رفعت بإبتسامة جازعة :
-البركة في عثمان . هو الكبير بعد أبوه . أنا طول عمري برا الدايرة.
-ماتقولش كده . إحنا كلنا دلوقتي محتاجينلك.
رفعت بإبتسامة لم تصل إلي عيناه :
-بس أنا محتاج أبعد يا هالة . لازم أبعد !
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••
في شقة الجارة “زيــنب” … إعتمت السماء في الخارج و لم تأتي “سمر” بعد
كانت قلقة إلي أقصي حد و هي تجوب شقتها طولا و عرضا و ما أزاد أضعافا من قلقها عدم رد “سمر” علي إتصالاتها
حاولت الإتصال بها لأكثر من خمسون مرة خلال ساعات النهار ، لتجده مغلقا بعد ذلك ..
-يا ربي ! .. إستر يا رب . يا تري إنتي فين يا سمر ؟ إيه إللي أخرك يابنتي . و مابترديش علي تليفونك ليــــه ؟؟؟
في هذه اللحظة يخرج “صابر” من غرفة النوم و هو يفرك عيناه من النعاس … يجد زوجته علي هذا الوضع ، فيعبس مستغربا ..
-مالك يا زينب ؟ .. قالها “صابر” بتساؤل
-دايرة في الشقة زي النحلة كده ليه ؟ و وشك مخطوف كمان . في إيه يا وليه مالك ؟؟
زينب بإنفعال :
-إسكت . إسكت دلوقتي يا صابر أنا مش فايقالك.
صابر بتهكم :
-و ده من إيه ياختي إن شاء الله ؟ قوليلي ونبي أصل زعابيبك بقالها كتير ماهبتش عليا.
زينب بعصبية :
-قولتلك إنكتم يا صابر . لو ماسكتش وديني لاكون سايبالك البيت و غايرة.
صابر ببرود ممزوج بالسخرية :
-خلاص ياختي خلاص . خليكي قاعدة في بيتك أنا إللي هلبس هدومي و هفوتهالك مخدرة.
و ولج إلي المرحاض صافقا الباب خلفه ..
-لأ مش هاينفع كده ! .. قالتها “زينب” بنفاذ صبر
-أنا هنزل أدور عليها .. و ذهبت إلي غرفتها
بدلت ثيابها بسرعة و خرجت و هي تلف الجچاب علي عجالة ، كانت ستتجه نحو “ملك” لتأخذها عند جارتها في الشقة المقابلة
لكنها إصطدمت بزوجها ..
-إيه ده يا وليه ؟ لابسة كده و رايحة فين ؟ .. ثم قال بحدة :
-هي كبرت في دماغك بجد و هتمشي و لا إيه ؟ ماقولتلك هلبس و هتنيل أنزل.
زينب بغضب :
-إوعي من سكتي يا صابر . لازم أنزل دلوقتي.
صابر بغضب مماثل :
-تنزلي فين ياختي إنتي إتجننتي ؟ إنتي عارفة الساعة كام دلوقتي ؟ الدنيا عتمت برا.
زينب بإصرار :
-إن شاالله تكون الفجرية هنزل يعني هنزل.
صابر بإنفعال :
-إنتي إتخبلتي و لا إيه ؟ ما تفهميني إيه إللي جرالك بالظبط !
-البت سمر . البت سمر لسا مارجعتش من برا لحد دلوقتي.
-و إحنا مالنا ؟ و بعدين من إمتي بتهري في نفسك كده عشانها ماتولع و لا تروح في ستين داهية.
زينب بنظرات متوقدة :
-إوعي من قدامي يا صابر بدل ما إرتكب جناية . إوعــــــــــــــــــــــي !
صابر بلهجة قاطعة :
-قلت مافيش نزول من هنا . كلمتي ماتتردش تاني فاهمة يا زينب ؟
زينب بعناد :
-لأ مش فاهمة . و مش هقعد مكاني هنا حاطة إيدي علي خدي و أنا مش عارفة البت فين.
-ماتكلميها علي الزفت الموبايل.
-مقفول.
يزفر “صابر” غاضبا ، ثم يقول علي مضض :
-خلاص . أنا هنزل أدور عليها .. و بلاها قاعدة علي القهوة الليلة دي ! .. كان الغيظ يحتدم في نظراته و نبرة صوته
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••
في ڤيلا “رشاد الحداد” … يقف وجها لوجه أمام إبنته
ملأ البيت صياحا و هو يوبخها بغضب شديد ..
-شوفتي أخرة عمايلك السودة ؟ أهو رئيس الزفت التحرير بتاع الجرنال إللي روحتيه بيقولي ماشفتش حاجة و ماعرفش حاجة . شوفتي عملتي فينا إيه ؟ الله أعلم راح قال لعثمان البحيري و لا لأ ! لازم تعرفي إنه لو عرف هتبقي نهايتنا و كله منك يا بنت الـ— .. و صفعها بقوة ليرديها أرضا تنشج بالبكاء الحار
-هو عرف خلاص يا رشاد بيه !
إرتعد “رشاد” و إلتفت بسرعة ليتعرف علي مصدر الصوت
كان “عثمان” ماثلا أمامه في هذه اللحظة بالذات ، يصوب نظراته النارية نحوه ، بدا من مظهره أنه لا يلوي علي خير أبدا ..
-إنت دخلت هنا إزاي ؟ .. قالها “رشاد” بحدة
-مين إللي دخلك ؟؟؟
عثمان بنبرته الخبيثة :
-أنا أدخل أي مكان في أي وقت يعجبني يا رشاد بيه .. ثم قال بصلابة :
-رجالتي واقفين يدردشوا مع شوية العيال إللي جايبهم يحرسوك برا . أنا مش جاي ناوي علي الشر . أنا بس جاي أخد حاجة تخصني و همشي علطول.
رشاد بغضب :
-إنت مالكش حاجة هنا . إتفضل إطلع برا بدل ما أطلبلك البوليس.
-تؤ تؤ تؤ عيب كده يا رشاد بيه . هو ده كرم الضيافة ؟ ده أنا في بيتك .. ثم نظر إلي “چيچي” التي وقفت علي قدميها الآن ، و أكمل :
-إيه يا چيچي يا حبيبتي ! ساكتة لبابا ليه ؟ مش تدافعي عني قدامه.
إبتلعت ريقها بصعوبة و هي تنظر له بخوف ..
رشاد بخشونة :
-أحسنلك تاخد بعضك و تمشي دلوقتي يا عثمان قبل ما أكبر الموضوع . إنت كده بتتهجم عليا و دي جريمة و ماتنساش إني شخصية مهمة و عندي حصانة ممكن أوديك ورا الشمس.
ألقي “عثمان” برأسه للخلف و قهقه ملء صوته بسخرية ، ثم عاد ينظر إليه ..
عثمان بإبتسامة عريضة :
-لما توديني أنا ورا الشمس يا رشاد بيه . أومال أنا بقي ممكن أوديك فين بالظبط .. إنت ناسي إيه تحت إيدي و لا إيه .. و غمز له بعينه ، ثم حول نظره إلي “چيچي”
-چيچي أدائها كان عالي أووي Motor جآامد harley davidson بصحيح . أنا متأكد لو إحترفت برا هتجبلك دهب تحت رجليك.
صمت “رشاد” و هو يغلي من الغضب ، لا يعرف بماذا يجيبه ..
-طيب ! أعتقد إنتوا عارفين أنا جاي ليه .. يلا يا چيچي يا حبيبتي . إديني الأمانة . إديني الـNegative بتاع الصور خليني أمشي من هنا بسرعة . بصراحة حاسس إني ضيف تقيل عليكوا شوية.
چيچي بصوت متقطع :
-آا . مـ مافيش . حاجة ليك هنا يا عـ عثمان !
-لأ ! .. قالها “عثمان” بهدوء مغمضا عينيه
-كده أزعل منك يا بيبي .. و فاجأها بصفعة عنيفة من يده الثقيلة
-آاااااااااه .. صرخت “چيچي” بألم شديد ، بينما شدها نحوه قبل أن تسقط ، و عاد للهدوء مجددا و هو يسألها :
-ها يا حبيبتي ! هتديني أمنتي و لا عايزاني أقعد معاكوا شوية كمان ؟ .. و قبض بقوة علي حفنة شعر أسفل رأسها
-أنا ماعنديش مانع أنا فاضيلكوا إنهاردة خآاالص.
چيچي بصراخ :
-إلحقني يا بآاااابي.
-أبوكي ! .. قالها “عثمان” بإستخفاف و هو يشدد قبضته علي خصلات شعرها
-إنتي فاكرة إن ممكن حد يخلصك من إيديا ؟ حتي لو كان أبوكي ؟! .. ثم أكمل و هو يزجرها بغضب شديد :
-فين الـNegative ؟؟؟
يتدخل “رشاد” أخيرا ..
-سيبها يا عثمان . سيبها يابن البحيري .. كان صوته ساخرا أكثر منه غاضبا
-المفروض إن أبوك الله يرحمه و أمك ربوك و علموك العيب.
عثمان برعونة :
-أبويا الله يرحمه و أمي ربوني أه . بس إنتوا بقي العيب ذات نفسه و أنا مع أمثالكوا سافل و مش متربي . مع أشكالكوا الأدب ده ماعداش من جمبي .. ثم عاد إلي “چيچي” و زمجر :
-صبري قرب يخلص يا بيبي . مش في مصلحتك.
چيچي بعينين نديتين ثاقبتين :
-تديني إللي عندك هديك إللي عندي.
يطبع “عثمان” صفعة أخري علي وجهها ، ليسيل الدم خط رفيع من جانب فمها ..
-أنا مستخسر وشك الجميل في إللي أنا بعمله ده .. قالها “عثمان” ببرود ، و تابع :
-عليكي من ده بإيه بس ؟ خلصي نفسك مني بسرعة يا حبيبتي.
رشاد بصياح منفعل :
-إديله إللي هو عاوزه يا —— إخلصي بدل ما أخلص عليكوا إنتوا الإتنين.
لاح طيف إبتسامة ساخرة علي فم “عثمان” بينما أومأت “چيچي” موافقة و دموعها تدفق بحرارة … أطلق “عثمان” سراحها عند ذلك ، لتبتعد عنه بسرعة ، ثم تصعد إلي غرفتها و تعود بعد دقيقة واحدة
أعطته شريط الصور الأصلي و هي تخفض رأسها متحاشية النظر إليه ، أخذه “عثمان” من يدها مبتسما بإنتصار ..
-براڤو . إنتي كده شطورة يا بيبي . إنتي عارفة طبعا إن الصور دي ماتهزش شعرة مني و إنها صور عادية . بس الست إللي في صور دي ضفرها برقبتك و رقبة مليون زيك و أنا أحب لما الناس يشوفوها لأول مرة . يشوفوها و هي جمبي و خبر جوازنا منور الدنيا كلها . و بس كده .. أنا خلصت مصلحتي هنا خلاص. دلوقتي ممكن أمشي و ماتشوفيش وشي تاني . إلا في كوابيسك بس .. و ضحك بإستفزاز ، ثم قال :
-يلا إستأذنكوا بقي.
و مشي عدة خطوات بعيدا عنهما ، لكنه إلتفت ثانيةً و كأنه نسي شيئا ..
-صحيح يا رشاد بيه . إوعي تتفاجئ بكره لو جاتلك عروض علي چيچي . أصلها هتكون منورة بالڤيديو بتاعها في الـheadlines ( عناوين الأخبار الرئيسية ) كلها و في الـ3 جرايد و صفحات النت كمان .. و أنا واثق إنها هتبقي معبودة الجماهير في وقت قصير خآالص .. ثم بعث لـ”چيچي” قبلة في الهواء و قال :
-باي يا قلبي . بجد إتبسط إني شوفتك إنهاردة !
يتبـــــع …