رواية عزلاء أمام سطوة ماله للكاتبة مريم غريب
_ وعد ! _
صباح يوم جديد … تستيقظ “سمر” باكرا ، و أثناء ما كانت ترتدي ثيابها راحت تعيد ترتيب أحداث خطتها الخرقاء
بالطبع خرقاء و يجب أن تتوقع أي رد فعل عنيف قد يصدر عنه ، و لكن ما أقلقها بحق و جعل أصابع يدها ترتجف و هي تغلق أزرار كنزتها .. تلك الطفلة المسكينة
ألقت “سمر” نظرة علي أختها النائمة بالمهد الصغير ، أزعجتها فكرة أنها ستتخذها كدرع حماية ، و لم تكن واثقة من نجاح الخطة
و لكن ما كانت واثقة منه تماما أنه حتي إذا بلغ قمة غضبه فإن هذا الغضب كله سيقع عليها وحدها لا علي هذه الصغيرة ، بالتأكيد لن يفعل لها شيئا
و تأمل كثيرا لو تنجح هذه الخطة ، رغم أنها تعلم أن لا يمكن الهروب منه كثيرا ، و لكن لتفلت منه هذه المرة و ستفكر في عذر أقوي للمرة القادمة ..
إنتهت “سمر” من تحضير نفسها ، ثم إيقظت “ملك” من نومها بلطف و أخذت تبدل لها ملابسها و تعطرها و تمشط لها شعرها البندقي الجميل
عند ذلك كان النعاس قد طار تماما من أعين الصغيرة ، لتأخذها “سمر” و تذهب لشقة الجارة “زينب” ..
دقت بابها … لحظات و فتحت لها “زينب” و علي وجهها إبتسامتها المشرقة ..
زينب بود :
-صباح الخير يا قمرات . إيه نازلين بدري ليه ؟ .. ثم قالت بإستغراب :
-و بعدين إنهاردة الجمعة . مافيش شغل إنهاردة !
سمر بإبتسامة متوترة :
-ملك مش هتقعد معاكي يا ماما زينب . أنا هاخدها معايا إنهاردة.
زينب بشك :
-هتاخديها معاكي فين ؟
حمحمت “سمر” بتوتر أشد ، و لكنها أخبرتها بالأخير ..
-إنتي بتقولي إيه ؟ .. صاحت “زينب” بغضب ، و تابعت :
-إنت أتجننتي ؟ هتروحيله برجليكي تاني ؟ و وعدك ليا ؟ هتسلميله تاني ؟؟؟
سمر بهمس و هي تتلفت حولها بقلق :
-بالله عليكي يا ماما زينب وطي صوتك . وعدي ليكي زي ما هو . و الله ما هسيبه يلمسني تاني صدقيني مش هيحصل لو علي رقبتي.
زينب بإستنكار :
-أومال رايحاله برجلك دلوقتي ليه ؟ و هتقابليه لوحدك ليه ؟؟؟
سمر بنبرة مقنعة :
-أنا هروح أقابله فعلا بس و ملك معايا . أنا نايمتها طول الليل إمبارح عشان تفضل صايحة طول النهار و هي معانا . هتحجج بيها و مش هيعرف يعمل معايا حاجة . ماتقلقيش يا ماما زينب و الله العظيم ما هخليه يقربلي.
زينب و قد تهدلت تقاسيم وجهها بإستسلام :
-خدي بالك من نفسك يا سمر . إوعي تضعفي يابنتي أو يغلبك الشيطان ده.
سمر بثقة :
-ماتقلقيش .. أنا وعدتك !
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••
في قصر آل”بحيري” … يضبط “يحيى البحيري” ربطة عنقه أمام المرآة ، لتأتي زوجته من خلفه و تسند خدها علي كتفه و هي تطلق تنهيدة حارة
فريال بلهجة قانطة :
-هتسافر تاني يا يحيى ؟
يحيى بصوت خافت لونته المرارة :
-أيوه يا فريال . لازم أسافر . هحاول أنقذ ما يمكن إنقاذه من الصفقة إللي حطيت فيها حصيلة سنة كاملة من الشغل !
تقلص وجهها بألم ، فهمست :
-عشان خاطري ما تتأخرش . أنا ببقي وحيدة منغيرك . مابحسش بطعم الحياة إلا بوجودك جمبي.
إستدار “يحيى” ليواجهها
أمسك بكتفيها و حدق في عيناها مباشرةً ..
يحيى بصوته الدافئ :
-و أنا كمان يا حبيبتي مابقدرش أعيش ثانية منغيرك . لكن مضطر . إدعيلي إنتي بس سفري ده يجي بفايدة و لو كل حاجة تمت زي ما أنا عايز هرجع بعد يومين إن شاء الله.
فريال و هي تنظر إليه بلوعة :
-ربنا يحفظك ليا و ترجعلي بالسلامة . دول الأهم بالنسبة لي.
إبتسم “يحيى” بحب ، ثم ضمها إلي صدره بلطف ، و تمتم بأذنها :
-بحبك . خليكي فاكرة إني جمبك دايما .. و بحبك دايما !
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
في غرفة “صالح” … الصمت و الوجوم يخيمان عليه و هو يجلس مهموما علي فراشه الواسع
تلج “صفية” إليه حاملة كأس اللبن الدافئ بين يديها ..
جلست علي طرف السرير بجانبه ، و قربت الكأس من فمه و هي تقول بإبتسامة رقيقة :
-صلَّوحي ! يلا يا حبيبي إشرب اللبن و هو سخن.
يشيح “صالح” بوجهه قائلا بإنزعاج :
-من فضلك إبعديه عني يا صفية مش عايز.
صفية بضيق :
-بعد ما عملتهولك بإيدي تقولي مش عايز ؟ .. لكنها لاحظت تعابيره البائسة فجأة ، فسألته بجدية :
-مالك يا صالح ؟؟
صالح بكدر :
-ماليش يا صافي.
صفية و هي ترمقه بنظرة ثاقبة :
-إنت كداب يا صالح . قولي في إيه ؟ إيه إللي مضايقك ؟!
و ظلت لعدة دقائق تقنعه بالكلام … ليقول أخيرا :
-دايما كل الظروف بتبقي ضدي يا صفية !
صفية بعدم فهم :
-مش فاهمة ! تقصد إيه يا صالح ؟!
صالح بكآبة :
-كل ما أحل عقدة . كل ما أفتكر إن مشاكلي إتحلت بطلع غلطان في الأخر .. مشاكلي بتزيد و بتتعقد أكتر.
أجفلت “صفية” و قالت بدهشة :
-ليه بتقول كده يا حبيبي ؟ إنت ماعندكش أي مشكلة . وضعك بيتحسن و الدكتور قال قريب أوي هترجع تقف علي رجليك من تاني . صحتك ممتازة و قطعت شوط هايل النتيجة إللي وصلنالها ماكنتش متوقعة . إنت إنسان قوي يا صالح و عندك إرادة . مافيش حاجة واقفة في طريقك دلوقتي !
نظر لها و قال بسخرية :
-لأ في . أبويا .. أبويا إتخانق إمبارح مع أبوكي . و شكل الخناقة كانت بجد و غير أي خناقة عادية عدت بينهم . أبويا يا صفية عقدلي الدنيا أكتر ما هي متعقدة.
صفية بصوت كالأنين و هي تلتقط خصلة أمامية من شعره :
-يا حبيبي إنت بتقول كده ليه بس ؟ مافيش عقد يا صالح . و بابا و أنكل رفعت دايما بيتخانقوا و بيرجعوا زي ما كانوا.
-بس المرة دي غير . صوتهم كان عالي و أنا سمعت كلامهم .. أنا حاسس إن المشكلة دي هتقف في طريقنا يا صفية . حاسس إن عمي هيبعدك عني بسبب خلافه مع أبويا.
وضعت “صفية” إصبعها علي فمه و قالت :
-هشششش . ماتقولش كده تاني . إنت مش واثق فيا يعني ؟ أنا مستحيل أبعد عنك أنا بحبك يا صالح و عمري ما هسيبك أو أسمح لحد يبعدني عنك . فاهم ؟ مش عايزاك تقلق نفسك بحاجات زي دي . ركز في علاجك و بس . و إحنا لبعض في الأخر . محدش هيقدر يفرقنا أبدا .. أوعدك.
رمقها “صالح” بنظرات آملة ، بينما إبتسمت و هي تعيد الكأس إلي فمه :
-يلا بقي إشرب اللبن !
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••
كان “عثمان” جالسا في سيارته المركونة علي جانب الطريق … يراقب المارة أمامه بنظرات فاترة من خلال نظارته الشمسية القاتمة
زفر بقوة و قد أزعجه طول إنتظاره ، لكنه تلقي مكالمة في هذه اللحظة ..
أخرج هاتفهه من جيب داخلي في سترته البيضاء .. ألقي نظرة سريعة علي الرقم ، ثم أجاب :
-بابا ! .. كانت نبرته لطيفة ودية
يحيى بصوت أجش :
-إنت فين يا عثمان ؟
-أنا في مشوار كده . ليه في حاجة ؟!
يحيى بنبرة متماسكة غامضة :
-لأ مافيش .. بس بقالي مدة ماشوفتكش !
-آسف بس إنت عارف الشغل و شركتي لسا في بدايتها . هاشوفك بالليل إن شاء الله.
-أنا مسافر دلوقتي.
عثمان بدهشة :
-مسافر ! مسافر فين ؟؟
-طالع علي لندن.
-الله ! إنت مش كنت لسا هناك ؟!
-هاروح تاني . لسا في شغل متعلق .. ثم قال بنبرة جدية :
-المهم أنا عايز أطلب منك طلب.
عثمان بإهتمام :
-طلب إيه يا بابا ؟!
-طول فترة غيابي . عايزك تمسك الشركة و تديرها بنفسك . خلي بالك يا عثمان عينك تبقي في وسط راسك . مش عايزك تغفل عن أي حاجة.
أجفل “عثمان” بشئ من القلق ، و تساءل :
-طيب في حاجة يعني ؟ في مشكلة حصلت ؟؟
-مافيش حاجة . أعمل بس إللي بقولك عليه.
-حاضر !
-حاجة كمان … أمك . خلي بالك من أمك . إوعي تسمح لأي حاجة في الدنيا تضايقها.
عثمان و قد ساوره القلق بشدة الآن :
-بابا في إيه ؟ بجد في إيه ؟؟؟
-يابني قولتلك مافيش حاجة . بوصيك زي كل مرة . مش كل مرة بسافر بسمعك الكلمتين دول ؟
-أيوه بس المرة دي حاسس إنك مخبي عليا حاجة !
يحيى بنفس النبرة الغامضة :
-مافيش حاجة . بأكد عليك بس.
عثمان بعدم إقتناع :
-أوك . عموما ماتقلقش . أنا هتولي كل حاجة لحد ما ترجع.
-تمام . سلام بقي دلوقتي عشان طالع عالمطار.
-سلام يا بابا . خد بالك من نفسك !
و أغلق الخط و ما زالت الحيرة و الشك تلعبان بملامح وجهه و تشغلان عقله ..
يلمح “سمر” أخيرا و هي تتقدم صوب سيارته ، طار كل ما كان يشغله في هذه اللحظة و خاصة عندما شاهد تلك المخلوقة الصغيرة التي يعرفها جيدا متكورة في صدر أختها مطوقة عنقها بذراعيها القصيرين ..
نظر لها بذهول شديد و ظلت عيناه عليها حتي وصلت عنده
إتخذت “سمر” مكانها بجانبه … إبتسمت و هي تقول متظاهرة بعدم ملاحظة ردة فعله غير المصدقة :
-صباح الخير !
-إيه إللي إنتي جايباها معاكي دي ؟ .. قالها “عثمان” بتساؤل و هو ينقل نظراته بينها و بين “ملك”
سمر ببساطة :
-دي ملك . لوكا أختي إنت مش فاكرها و لا إيه ؟!
عثمان بحدة :
-جبتيها معاكي ليه ؟ إنتي بتهرجي !
سمر ببراءة :
-إيه إللي حصل بس ؟ أنا لسا راجعة بيها من عند الدكتور و مافيش حد في البيت ياخد باله منها . كنت هسيبها فين ؟!
زفر “عثمان” غاضبا و قال :
-و إحنا هناخد راحتنا مع بعض إزاي و هي معانا سيادتك ؟؟
سمر بإبتسامة و هي تمسد علي شعر “ملك” الحريري :
-أنا هانيمها . أكلها معايا أول ما تشبع هتنام.
عثمان و هو يلوي ثغره بنفاذ صبر :
-أما نشوف !
و شغل محرك السيارة ، ثم إنطلق ..
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••
في ڤيلا “رشاد الحداد” … تتمدد “چيچي” في حوض الإستحمام البيضوي و المتتلئ بالماء الممزوج بالصابون ذا الرغاوي و الفقاقيع البيضاء
تتنفس بعمق لعدة مرات .. تزيد درجة إسترخائها … ترهف السمع إلي تلك الموسيقي الهادىة المنبعثة من سقف قاعة حمامها المستقل
يدق هاتفهها في هذه اللحظة ، فتمد يدها المبتلة لتأخذه من خلفها ..
-ألوو ! .. ردت “چيچي” بنبرة متكاسلة
المتصل :
-چيچي هانم . في مفاجأة مش هتصدقيها !
چيچي بفتور :
-بليز منغير مقدمات إنجز و هات إللي عندك بسرعة.
المتصل :
-البنت إللي حضرتك وصفتيها دلوقتي حالا ركبت عربية عثمان البحيري.
چيچي و قد خفق قلبها من الإثارة :
-البنت المحجبة !
المتصل :
-هي يا هانم.
چيچي بإبتسامة شريرة :
-Very Good . خليك وراهم . و عايزة شغل نضيف و واضح.
المتصل :
-أنا تحت أمر حضرتك . هحاول علي أد ما أقدر بس مش واثق أوي إني هعرف أعمل المطلوب بالظبط.
چيچي بصرامة :
-تجيبلي شغل نضيف هاديك حقك أضعاف إللي إتفقنا عليه . أنا عايزة حاجة واضحة عايزاها تبقي فضيحة الناس ماتنسهاش أبدا !
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••
في إحدي الشقق الفخمة … المطلة علي ساحل الأسكندرية
تقف “سمر” بالمطبخ المصمم علي الطراز الإيطالي و الذي إتخذ شكل حرف الـ U .. مطلي بلون سماوي رائع تألق مع لمسات الإستيل الأنيقة ..
تناولت “سمر” أحد الصحون المربعة ، و شرعت في تحضير وجبة الطعام لأختها
لقد تركتها بالخارج مع “عثمان” … ظلت تدعو و هي ترتجف بتوتر ألا تخذلها “ملك” و تغفو بحق ، لابد أنه يحاول ذلك الآن ..
-إن شاء الله مافيش حاجة هتحصل ! .. تمتمت “سمر” لنفسها بنبرة مهزوزة ، ثم أخذت الطعام و توجهت به إلي قاعة الصالون الخارجية
في طريقها إلي الخارج إستطاعت أن تسمع صوت ضحكات “ملك” الرنانة ، و إستطاعت أيضا سماع صوت “عثمان” المتذمر ..
ظهرت “سمر” عند طرف القاعة ، لتراه جالسا علي الأريكة الصغيرة ، واضعا “ملك” فوق قدميه و وجهها مقابلا لوجهه
كانت تبتسم بشدة و قد ظهرت غمازتاها الجميلتين ، فيما بدا “عثمان” نافذ الصبر أمام مرحها بصورة كبيرة ..
-يابنتي خلاص بقي أبوس إيدك سيبي دقني ! .. قالها “عثمان” بضيق شديد
بينما كركرت “ملك” ضاحكة و هي لا تزال مستمرة في شد لحيته بقبضتاها الصغيرتين
تأفف بنفاذ صبر و هو يحاول إبعاد وجهه عن متناول يدها ، لكنها لم تتركه و أظهرت سلوكا شرسا حين قفزت عليه و قضمت خده بأسنانها اللبنية المربعة و هي تزمجر بعفوية ..
لمح “عثمان” شقيقتها و هي تقف و تراقب هذا ، فصاح بإنزعاج :
-إنتي ياستي . تعالي خدي القطة المتوحشة دي . دي إستحالة تكون طفلة ماكملتش سنة !
ضحكت “سمر” رغما عنها و مضت إليهما ..
-معلش أصلها بتسنن بقالها فترة و بتحب تعض علي أي حاجة .. قالتها “سمر” و هي تمد ذراعيها لتأخذها منه
ناولها “عثمان” إياها فورا رغم أن الصغيرة إستاءت ، فقد كانت مستمتعة برفقته ..
عثمان عابسا بضيق :
-قدامها أي إيه دي لحد ما تنام ؟
سمر و هي تهز كتفاها بخفة :
-أنا هأكلها و هحاول أنيمها !
عثمان بإستنكار :
-نـــعــــم ! هتحاولي ؟؟؟
سمر بهدوء :
-أه هحاول . ما أنا أكيد مش هعرف أنيمها غصب عنها.
عثمان بإنفعال :
-إنتي بتهزري ؟ إنتي قاصدة تعملي كده علي فكره بتاعندي معايا. يعني ماتكونيش فاكراني عبيط و مش فاهمك بس لازم تعرفي إن مش أختك إللي هتحوشني عنك.
إرتجفت “ملك” علي صوت صياحه ، و تغللت عميقا في أحضان أختها ة و خبأت وجهها في شعرها و هي تنشج و تئن بحرارة ..
أجفل “عثمان” بتوتر مفاجئ عندما سمعها تبكي ، بينما توهجت نظرات “سمر” المصوبة إلي عينيه و هي تقول بغضب :
-إنت ماتعليش صوتك ده تاني و البنت موجودة . هي عملتلك إيه ؟ دي طفلة صغيرة . و بعدين إنت إللي لازم تعرف إن لولا أختي دي ماكنتش هتشم ريحتي أصلا . أنا لو كنت قبلت أي حاجة عرضتها عليا فأنا قبلت عشانها هي فمش هسمحلك أبدا بأي تجاوز معاها . فاهم ؟
و ظلت نظراتها المستعرة تلتهمه للحظات قبل أن تتركه و تمضي نحو إحدي الغرف ..
وقف “عثمان” يحدق في إثرها الفارغ مشدوها ، فهذه أول مرة تتجرأ عليه هكذا ، أول مرة … يري الكره .. الغضب الحقيقي في عيناها !!!!!