رواية عزلاء أمام سطوة ماله للكاتبة مريم غريب
_ تشهير ! _
عندما وصل “عثمان” إلي بيته … كان لا يزال تحت تأثير الحالة العصبية التي سببتها له “سمر”
أراد أن يصعد إلي غرفته فورا ، و لكن إستوقفه صوت عمه قبل أن حتي يضع قدمه علي الدرج ..
-عمي ! .. قالها “عثمان” حين إلتفت و شاهد “رفعت” جالسا هناك في ركن معتم ، بالكاد كان مرئيا تحت إضاءة البهو الخافتة
رفعت بصوت هادئ :
-تعالي يا عثمان . تعالي أقعد معايا شوية أنا مستنيك من بدري.
يمضي “عثمان” نحوه و هو يقول :
-حضرتك سهران ليه لحد دلوقتي ؟ كنت إطلبني أول ما تصحي الصبح و كنت هاجيلك بنفسي .. و جلس قبالته
أشعل “رفعت” مصباح بجانبه ليستطيع كلاهما النظر إلي بعضهما بوضوح ..
-أولا لو كنت إستنيت للصبح كلامي ماكنش هيبقاله فايدة يا عثمان ! .. قالها “رفعت” بنبرة ذات مغزي ، و تابع :
-ثانيا موبايلك مقفول و ماكنتش عارف أوصلك !
عثمان بلهجة بسيطة عادية :
-معلش فصل شحن . من الصبح و أنا برا و اليوم كان مشغول من أوله .. المهم حضرتك كنت عاوزني في إيه ؟!
صمت قصير … ثم قال “رفعت” :
-رشاد الحداد كلمني إنهاردة.
تجهم وجه “عثمان” فجأة و وصل صوت صرير أسنانه إلي أذن عمه ..
-ماينفعش إللي إنت عايز تعمله ده د آا ..
-من فضلك يا عمي خليك إنت برا الموضوع ده .. قاطعه “عثمان” بصوت خشن
رفعت بحدة :
-يعني إيه أخليني برا الموضوع ؟ أنا عمك و من حقي لما أشوفك بتغلط أوقفك عند حدك.
عثمان بصرامة :
-أنا مش غلطان و كل حاجة حصلت قدامك و قدام الناس كلها . الكل عارف مين إللي غلطان محدش يقدر يلومني و أنا سكت علي الـ——- دي مرة بسبب ضغط أبويا عليا لكن المرة دي مش هرحمها . هقضي عليها خالص طالما ماحرمتش و إفتكرت إن عثمان البحيري بيهوش.
رفعت بصبر :
-طيب . إنت عندك حق في كل إللي قولته . هي واحدة زبالة فعلا و تستاهل الحرق كمان . بس ماينفعش تفضحها يا عثمان . فكر في ستات البيت ده . أمك و أختك و بنت عمك !
عثمان بغضب :
-محدش يقدر يمسهم بكلمة طول ما أنا عايش . و بعدين مافيش مقارنة هنا أصلا دي ——- و بنت ستين —.
-أوك مافيش مقارنة زي ما قلت و أنا عارف إننا كبار أكبر من لعبة رخيصة زي دي مش هنكسب من وراها غير التشهير بسمعتنا و بس.
عثمان مصححا :
-التشهير بسمعتها هي.
رفعت بلطف :
-طيب معلش . عشان خاطري أنا . إرجع عن إللي في دماغك المرة دي إديها فرصة أخيرة.
عثمان بدهشة :
-إنت مالك يا عمي مهتم أووي كده بالموضوع ده ؟ بتحامي لواحدة زي دي ليه ؟؟؟
رفعت بنفاذ صبر :
-مش بحامي لحد . أنا عايز أحميك إنت و أحمي العيلة دي كلها.
عثمان بحدة :
-محدش يقدر يهوب ناحيتنا.
رفعت بإنفعال :
-يابني سيب غرورك ده علي جنب شوية و إسمعني . مافيش في الدنيا حاجة مضمونة الموازين كلها ممكن تتقلب في لحظة . رشاد الحداد دلوقتي عامل زي النمر الجريح لو حد قرب منه أو حاول يآذيه تاني هيستوحش أكتر هيتجنن و محدش هيقدر يوقفه.
عثمان ببرود :
-يتجنن علي نفسه . أنا عايز أجيب أخره معايا بقي و أشوف هو ممكن يعمل إيه !
رفعت بحنق :
-و أنا مش هستناه لما يعمل . مش ممكن أسمحله يآذيك و لو فكر بس أو حاول الحرب بينا هتقوم و كلنا هنتبهدل من أكبرنا لأصغرنا لو إنت بقي عايز كده خلاص أعمل إللي إنت عايزه.
-يعني هو هددك ؟؟؟ .. زمجر “عثمان” متسائلا و هو يغلي من الغضب
رفعت بضيق :
-يابني محدش هددني . أنا بقولك الكلام المنطقي إللي ممكن أي حد يقولهولك . بالعقل كده واحد سيادتك فضحت بنته و طلقتها ليلة دخلتك عليها و جاي دلوقتي كمان عايز تثبت الفضيحة و تأكدها رسمي و أبوها شخصية سياسية مهمة زي ما إنت عارف . و كده مش هتكون بتآذيها هي لااا . ده إنت بالشكل ده بتقضي عليه هو و بتنهي مستقبله للأبد يعني كأنك بتموته بالظبط.
تنهد “عثمان” بسأم و قال :
-يعني حضرتك عايز إيه دلوقتي ؟
رفعت و قد عاد إلي الهدوء من جديد :
-عايزك ترجع عن إللي في دماغك . هي إتعلمت الدرس كويس . صدقني مش هتجرؤ تعمل معاك حاجة تاني . و يا سيدي لو ضايقتك مرة تانية أنا مش همنعك عن أي حاجة عايز تعملها .. إتفقنا ؟
زفر “عثمان” بضيق و أدار عيناه غير راضيا …
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••
يأتي صباح يوم جديد … و تخرج “سمر” من غرفة العمليات بعد أن قضت بداخلها ساعة و نصف تقريبا
كانت مستيقظة الآن و لكنها أيضا كانت تحت تأثير المخدر ، و جاهدت ليخرج صوتها قبل أن تتركها هذه الممرضة و تذهب إلي عملها ..
سمر بصوت بطيئ و ثقيل :
-لـ..ـو سـ..ـمـ..ـحـ..ـتـ..ـي . مـ..ـمـ..ـكـ..ـن . مـ..وبـ..ـايـ..ـلـ..ـلك ؟ محـ..ـتـاجـ..ـة . أعـ..ـمـ..ـل . مكـ..ـالـ..مـ..ـة !
الممرضة بلطف :
-يا مدام إنتي لسا خارجة من العمليات . هتقدري تتكلمي ؟!
أومأت “سمر” بإصرار و رجتها :
-أ.ر.جـ..ـوكـ..ـي !
تنفست الممرضة بعمق ، ثم قالت بإبتسامة :
-حاضر . هروح أجبلك موبايلي.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°° °°°°
في شقة الجارة “شهيـــرة” … لم تنم “زينب” طيلة الليل و ما برحت الأفكار القاتمة تتضارب برأسها حتي الآن
لم تشعر بالتعب و هي تقف أمام النافذة قرابة إثنا عشر ساعة بدون مغالاة ، حتي أن توسلات “شهيرة” المتواصلة ذهبت سدى ..
-طيب و بعدهالك يا أبلة زينب ؟ .. قالتها “شهيرة” بتساؤل و عتب
-حرام عليكي نفسك . من إمبارح و إنتي واقفة الواقفة دي . لحد إمتي بس ؟!
زينب بحسرة :
-البت بضيع يا شهيرة . بضيع و أنا متكتفة مش عارفة أعملها حاجة . يا تري فيكي إيه يا سمر ؟ ماتصلتيش تطمنيني عليكي ليه يابنتي لحد دلوقتي ؟؟؟
شهيرة بحزن :
-لا حول و لا قوة إلا بالله . طيب إيه إللي مسكتنا بس أنا مش فاهمة ؟ ليه مانبلغش النقطة ؟؟؟
زينب بإسراع :
-لأ قسم لأ . كده البت تتفضح.
شهيرة بإستغراب :
-تتفضح ليه يا أبلة ؟ مش قولتي إنها خرجت و مارجعتش من إمبارح و قافلة تليفونها ؟ تبقي مختفية و البوليس في الحالات إللي زي دي بيدور و بيشوف شغله و إن شاء الله ترجع بالسلامة.
زينب بمرارة :
-إسكتي يا شهيرة . إسكتي إنتي مش عارفة حاجة !
شهيرة بفضول :
-طيب قوليلي . إحكيلي يا أبلة ماتسبنيش كده علي عمايا.
زينب بتردد :
-لأ .. أحسن لسانك يزلف قدام حد . تبقي مصيبة.
شهيرة بعتاب :
-كده يا أبلة ؟ بعد العشرة دي مش واثقة فيا ؟ أنا عمري طلعت سرك برا ؟؟
زينب بإستسلام :
-خلاص . خلاص يابت ماتزعليش . هقولك و أمري لله .. و حكت لها كل شئ
تشهق “شهيرة” بصدمة قائلة :
-يا حـِزني ! لأ لأ . مش مصدقة . ونبي تقولي كلام غير ده يا أبلة زينب . سمر ؟ .. سمر تعمل كده ؟؟؟ لأ مش مصدقة !!
زينب بحزن شديد :
-أهو إللي حصل يابنتي . ضاعت يا عين أمها . طول عمرها البت دي حظها قليل . عمرها ما فرحت . و كمان فرحتها ضاعت .. فينك بس يا سمر ؟ يا رب جيب العوائب سليمة !
يدق هاتف “زينب” في هذه اللحظة ، فتهرع إليه و ترد بتلهف :
-ألو ! ألوو . أيوه مين ؟ مين إللي بيتكلم … ســـــمـــــــــــر ؟ .. إنتي فين ؟ إنتي فين يا حبيبتي ؟ مستشفي ؟؟؟ جرالك إيه يا سمر ؟ قوليلي مستشفي إيه ؟ أنا جيالك يا سمر . جيالك دلوقتي يا حبيبتي !
و أقفلت معها ، لتنطلق كلمح البصر نحو عباءتها الداكنة و ترتديها بتعجل ..
شهيرة بتساؤل :
-في إيه يا أبلة ؟ دي سمر دي إللي كانت بتكلمك ؟؟
زينب و هي تلف حچابها بسرعة و عدم إتقان :
-أيوه هي . طلعت في المستشفي من إمبارح.
-كفاالله الشر . مالها ؟؟؟
زينب بضيق :
-لسا مش عارفة يا شهيرة . المهم خلي بالك من ملك لحد ما أجي ! .. و أكملت بثقة :
-إن شاء الله تكون حاجة بسيطة و مش هرجع إلا بيها.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••
في ڤيلا “رشاد الحداد” … يتصفح الجرائد و المجلات و هو يتحدث في الهاتف مع شقيقته بنفس الوقت
رشاد بصوت أجش :
-طلع عاقل يا إلهام . مانشرش حاجة !
إلهام بإرتياح :
-الحمدلله . عارف لو كان عملها و نشر أي حاجة كانت هتبقي فضيحة مستحيل نعرف نلمها.
رشاد بسخرية :
-ماكنتش هحاول ألمها . كنت هجري أخلص عليه بإيدي.
إلهام مطمئنة :
-خلاص يا حبيبي it’s Over . مابقاش في خطر إطمن.
تنهد “رشاد” و هو يلقي بأخر جريدة في يده ، ثم قال :
-أيوه عندك حق . الخطر زال !
إلهام بتحذير :
-خلي عينك علي چيچي بقي من هنا و رايح.
رشاد بلهجة حادة :
-چيچي مش لازم تفضل هنا أصلا . لازم تسيب مصر خالص و إلا هفضل ألم وراها و أغرق في مشاكلها أكتر.
إلهام بإستغراب :
-مش فاهمة قصدك إيه ؟!
رشاد بصرامة :
-هبعتهالك علي كندا زي ما بعتلك أختها . كمان إسبوع أكون جوزتها للمحروس بتاعها بعدين هقطعلهم التذاكر و أبعتهملك.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••
عندما وصلت “زينب” إلي المشفي التي وجهتها “سمر” إليها … ذهبت إلي مكتب الإستعلامات
و من هناك أرسلوا معها ممرضة لترشدها إلي غرفة “سمر” ..
-مـامـا زينـب ! .. صاحت “سمر” بضعف في لحظة دخول “زينب” من باب الغرفة
زينب و هي تركض نحو سريرها :
-حبيبتي يابنتي . إيه إللي جرالك يا سمر ؟ فيكي إيـــه ؟؟ .. كان صوتها يقطر آسي
سمر بدموع :
-زي ما إنتي شايفة . جسمي كله متكسر.
زينب بحدة ممزوجة ببكائها :
-مين إللي عمل فيكي كده ؟ هو ؟؟؟
سمر بصوت كالأنين :
-هحكيلك بعدين . المهم خديني من هنا . مشيني بسرعة يا ماما زينب قبل ما يجي.
-حاضر حاضر يا حبيبتي .. ثم إلتفتت “زينب” إلي الممرضة و قالت :
-لو سمحتي أطلبيلنا تاكسي بسرعة.
الممرضة :
-حضرتك المدام مش هينفع تخرج و هي في الحالة دي.
زينب بحدة :
-مايخصكيش يا حبيبتي الكلام ده . أنا أمها و قلت هاخدها من هنا وريني هتمنعيني إزاي ده أنا أواديكي إنتي و المستشفي بإللي فيها في ستين داهية.
الممرضة بشئ من التوتر :
-يافندم المدام لسا خارجة من العمليات مابقلهاش ساعتين هتخرج من المستشفي دلوقتي إزاي بس ؟!
زينب بتهكم :
-هتخرج زي الناس يا حبيبتي.
و هنا جاء الطبيب ..
-في إيه ؟ إيه إللي بيحصل هنا ؟؟ .. قالها الطبيب بتساؤل و هو يوزع نظراته بين “سمر” و “زينب” و الممرضة
الممرضة بتهذيب :
-يا دكتور الحجة بتقول إنها والدة مدام سمر لسا جاية دلوقتي و عايزة تاخدها و تمشي.
الطبيب بإستنكار :
-تاخديها إزاي يا حجة ؟ إنتي مش شايفة حالتها عاملة إزاي ؟ المدام لسا خارجة من العمليات !!
زينب بغضب :
-بقولك إيه إنت و هي بالذوق كده خلي نهاركوا ده يعدي علي خير بدل ما أعملكوا فضيحة هنا و حالا . قلت هاخد بنتي يعني هاخدها.
ضغط الطبيب علي أسنانه بحنق و قال :
-ماينفعش إللي بتقوليه ده حضرتك إنتي في مستشفي محترمة و بعدين إنتي ماتقدريش تاخدي مدام سمر جوزها هو إللي جابها و هو الوحيد إللي يقدر يستلمها و يخرجها من هنا.
كادت “زينب” تنفجر بوجهه ثانيةً ، و لكن “سمر” بادرت بإسراع :
-يا دكتور أنا إللي عايزة كده .. كان صوتها واهنا هش إلي أقصي حد
الطبيب بحيرة :
-يا مدام سمر إنتي لسا مش كويسة !
سمر بتوسل :
-أرجوك . أنا لازم أخرج من هنا . و صدقني أنا هتحسن أسرع في بيتي.
الطبيب بعد تفكير :
-خلاص إللي تشوفيه .. ثم قال بحزم :
-بس لازم قبل ما تخرجي الحجة تمضيلنا تعهد الأول عشان المستشفي تخلي مسؤوليتها من إللي ممكن يحصل بعد كده.
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••
ظهرت الشمس من بين الغيوم بعد الظهيرة … راحت ترسل آشعة طويلة من العقيق و الذهب نحو الأرض
و من بين كل شئ علي الأرض ، تتألق “ملك” تحت الضوء الساحر بخصلات شعرها الكستنائية الملساء ، و خضرة عيناها الواسعتان بصورة رائعة
كانت محتجزة بين ذراع “شهيرة” و صدرها ، و لكنها لم تكن منزعجة إطلاقا .. بل كانت مبتهجة و هي تشاهد الشوارع و الناس من حولها ، كانت مستمتعة و البسمة لم تفارق ثغرها الوردي الجميل ..
-إصباح الخير ياست نعيمة ! .. صاحت “شهيرة” عندما وصلت أمام محل الجزارة ، لترد السيدة “نعيمة” التي وقفت تباشر تقطيع اللحم النيئ بسكين حاد النصل :
-إصباح الخير يا أم عمر . تعالي إتفضلي.
تدخل “شهيرة” منقطعة النفس و تضع بأكياس الخضار علي الأرض عند قدميها ، ثم تقول و هي تعدل من وضعية “ملك” علي ذراعها :
-ونبي ياست نعيمة تلفيلي نص كندوز و نص مفروم.
نعيمة بإبتسامة :
-و ليه تاخدي إنصاص خليهم 2 كيلو عشان العيال.
شهيرة بحرج :
-كده الميزانية هتخرم خآالص . معلش نبقي نزودهم المرة الجاية.
نعيمة بتصميم :
-طب و الله هتاخدي الـ2 كيلو و علي حسابي كمان إيه رأيك بقي !
شهيرة مبتسمة بخجل :
-ياخبر . إن شاالله يخليكي يا أم خميس . ماينفعش و الله ده كتير كده.
نعيمة بإبتسامة ودودة :
-مش كتير و لا حاجة كله عشان العيال و أبوهم هو مش بسلامته رجع من السفر ؟
-راجع بكره إن شاء الله.
-طيب زي ما قولتلك بقي و كلمتي مش هتترد . هتاخدي الحاجة علي حسابي و مش عايزة أسمع كلمة زيادة.
-بس ده كتير.
-قولتلك مش كتير و بعدين أنا عنيا ليكي يا شهيرة.
شهيرة يإمتنان :
-تسلم عنيكي يا أم خميس . تشكري يا حبيبتي.
تلاحظ “نعيمة” الصغيرة “ملك” في هذه اللحظة ، فتتساءل بسخرية :
-هي البت ملك بقت تقعد عندك دلوقتي ؟ مش كانت بتقعد عند زينب ؟!
شهيرة و قد تغضنت ملامحها بالحزن :
-لأ ما أصل أبلة زينب سابتهالي و راحت مشوار مهم . إدعي ونبي يا أم خميس ربنا يجيب العوائب سليمة و يرجعهم بالسلامة.
نعيمة متظاهرة بالتأثر :
-خير ياختي . إيه إللي حصل ؟ مالها الحجة زينب ؟؟؟
تنهدت شهيرة بحرارة و قالت :
-أبلة زينب كويسة . دي سمر هي إللـ آا .. و بترت عبارتها فجأة
نعيمة بفضول :
-مالها سمر يا شهيرة ؟؟؟
شهيرة بإرتباك :
-مـ مالهاش . مالهاش يا أم خميس.
نعيمة بحزن مصطنع :
-أخس عليكي . يتخبي عليا ؟ مش مأمنالي !
شهيرة بإسراع :
-لأ و الله مش قصدي .. ثم قالت بتردد :
-بس ده سر . أبلة زينب هتزعل مني و إحتمال تقاطعني لو حد عرف.
نعيمة بإبتسامة خبيثة :
-إطمني يا حبيبتي سرك بير . عمر ما حد هيعرف إنتي قولتيلي إيه.
شهيرة بعد تفكير :
-طيب خلاص . هقولك … و حكت لها ما سبق و سمعته من “زينب” و بالتفصيل
نعيمة بصدمة لم تقل عن صدمتها حين علمت :
-يا لهوي !
شهيرة برجاء :
-بالله عليكي يا أم خميس . أنا ماقولتش حاجة . إوعي تجيبي سيرة لحد و غلاوة خميس عندك.
نعيمة بنبرة متكلفة :
-لأ ياختي طبعا . و دي حاجة تتقال بردو ؟ إذا كنت أنا مش قادرة أصدق لحد دلوقتي ! معقول سمر إللي كل الحتة بتحلف بأخلاقها تعمل عملة زي دي ؟؟!!
شهيرة مؤيدة :
-و الله عندك حق . أنا هتجنن بردو . مش عارفة إزاي قبلت تعمل كده !!
نعيمة و قد إلتمع البريق الشيطاني بعينيها :
-يلا ربنا يسهلها .. و يستر علي ولايانا.
بعد ذهاب “شهيرة” بمدة قصيرة … يصل “خميس” بالعربة المحملة بالبضاعة ، يلج إلي المحل يثيابه القذرة علي الدوام ، لتستقبله أمه فورا ..
نعيمة و هي تقوم من مكانها و تمشي ناحيته :
-إنت شرفت ياخويا ؟ تعالي . تعالي يا سبع رجالة في بعض . تعالي شوف خبتك .. كان التهكم يملأ صوتها
خميس بتعجب :
-في إيه ياما مالك ؟ أول ما أهل عليكي كده تستلميني بالزفة دي ؟ حصل إيه ؟!
نعيمة بإنفعال :
-حصل إللي كنت بحاول أخليك تفهمه ياخويا . حصل إللي كنت عاملة حسابه . حصل إللي كنت هتتقرطس بسببه لو كنت سيبتك تعمل إللي في دماغك.
خميس بضيق :
-ياما إيه الألغاز دي علي الصبح ؟ ماتجيبي م الأخر . عايزة تقولي إيه ؟
نعيمة بغضب :
-هقولك يا حبيبي . البرنسيسة بتاعتك إللي كنت هتموت و تتجوزها . طلعت ماشية في الحرام يا روح أمك . طلعت متجوزة عرفي.
خميس بصدمة :
-تقصدي مين ؟ ســـمـــر ؟؟؟
نعيمة و هي تلوي فمها بإزدراء :
-أيوه ياخويا . السفيرة عزيزة . الدرة المصونة . سمر هانم .. ثم أكملت بغيظ :
-صحيح تحت الساهي دواهي !!
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••• •••••••••
في المستشفي التخصصي … كان “عثمان” في طريقه إلي غرفة “سمر” عندما إستوقفته الممرضة
عثمان و ينتزع نظارته الشمسية عن عينيه :
-نعم ! في حاجة ؟!
الممرضة :
-مدام سمر مش في أوضتها يافندم.
-بتقولي إيـــــــــــــــــه ؟؟؟ .. قالها “عثمان” بصياح حاد تجمع علي إثره كل من في قسم الطوارئ
الممرضة بتوتر :
-بقول لحضرتك مش موجودة !
عثمان بغضب شديد :
-يعني إيه مش موجودة ؟ هو أنا سايبها في الشارع ؟ ده أنا هاوديكوا في ستين داهية . راحت فـــيـــــــــــن ؟؟؟
الممرضة و هي تنكمش بخوف :
-ماعرفش حضرتك . هي في ست جت و أخدتها و سابتلك الورقة دي.
مدت له يدها المرتجفة بالورقة الصغيرة ، ليخطفها “عثمان” بحركة حادة و ينظر فيها … كانت عبارة عن رقم هاتف !!!!!
يتبــــــــع …