رواية ” أنت مكافأتي”

الفصل 30
********
شعور قاتل بالغيرة يأكلها بعد أن شاهدت هيئة. تلك السكرتيرة اللعوب بعيادة معاذ صباحًا!!
وحين اشتمت عطرها الفواح كاد يصيبها الدوار!!
واكتملت أركان جريمتها وتستحق منها أشد عقاب! فعبقها وحده يجذب أعتى الرجال!!يا الله!! لما عاد معذبي ثانيًا وقد اقلمت نفسي على غيابه.. عاد أكثر وسامة وجاذبية ونضوج يكاد يُهلكني.. ورغمًا عني اغار وأغار وأغار عليه!!
كيف أصدق أن يجتمع مع فاتنة مثلها ولا يتأثر؟!
لم تكن على هذا التبرج حين شاهدتها سابقًا أو ربما كانت كذلك ولم تعي!!

لابد من حيلة ما تحفظ ماء وجهي لأذهب إليه وأشاهد كيف يتعامل معها .. وكيف ينظر لها؟
لا لا معاذ الذي تعرفه رجل عاقل ناضج لا ينساق وراء من على شاكلتها..!!

فجادلها ضميرها بصوته الخفي:
ولكنه رجل ياحمقاء.. وكل رجل يعشق الجمال إذا اقترن برائحةٍ تُسكر! وتلك البلهاء أيقونة للفتنة وليست جميلة فقط!!!

هبت لتقف علي قدميها متوجهة كقذيفة لأسفل حيث توجد أيقونة الجمال .. ولا يهم الآن ماذا ستكون حجة تواجدها معهما..!
…………………………..

تقف بيسان بوسط الردهة الخارجية وللغريب لم تجد مرضى بهذا الوقت!! فما أن وصلت لباب العيادة المفتوح وعبرت اطاره للداخل.. حتى وجدت الردهة خالية تمامًا من المرضى!.. عجبًا أين ذهبوا ؟!

أأضربت نساء المنطقةِ جميعا عن حمل أطفالٍ بأحشائهن؟؟؟؟؟ لما لا يوجد واحدة منهن!!!

_ عشان خاطري يادكتور معاذ تاكل دي من أيدي!!

فتحت بيسان فمها وعيناها ببلاهة وأذنيها گ ردار التقط صوت أيقونة الجمال تتدلل بصوتها على معاذ ليأكل من يدها..!

أسرعت إلي غرفة معاذ.. فوجدته يصد الفتاة بإشارة من يده هاتفًا بجدية:

_ خلاص يا أنسة سندس.. قلتلك إني خارج وهتغدى برة .. وانتي روحي لأن زي ما قلتلك العيادة اجازة انهاردة .. وما كانش في داعي تيجي من أساسه!!

سندس بدلال مهلك:
بس أنا عملتلك البشاميل ده مخصوص يادكتور وجيت اعزمك عليه.. معقول هتكسفني!!

_ مابيحبوش ياعنية!!

فوجيء معاذ بجملة ببيسان التي تقف على باب الغرفة وتضع يدها بخاصرتها، قاطبة الحاجبين بوجهٍ عابس.. ترمق سندس بعدائية وكأنها تنوي حرقها حرقًا..!!

فابتسم بخبث مستغلا سندس ليشعل غيرتها عليه.. فتنحنح قائلا:
بصراحة ياسندس أنا كنت ناوي اتغدى برة.. بس ريحة البشاميل تهبل.. ومادام حلفتي والله ما انا كاسفك!! ?

بيسان وتكاد عيناها ترسل نارًا وهو يتلذذ بطعام تلك الأيقونة اللعينة أمامها..!

فسعل معاذ فجأة وأزرق وجهه وهو ينظر لبيسان بحنق هاتفًا: أظاهر في ناس عينها في الأكل!!

بيسان بغيظ: ليه إن شاء الله محرومين بشاميل؟!

شكر معاذ سندس وأمرها بالرحيل، ثم نهض ليقابل وقفة بيسان جالسًا على حافة مكتبه، متمتما:

_خير في حاجة كنتي جاية عشانها؟!

رمقته بضيق: من أمتى بتاكل الأكلة دي؟؟؟
معاذ باستفزاز: والله واحده مهتمة بيا وعملتلي حاجة مخصوص ارفض ليه؟

عقدت ذراعيها قائلة بتهكم: لا والله!! وده من أمتى الرقة دي كلها، شكل الغربة خليتك وق………

لم تكمل، فأجاب: كملي كملي.. وقح صح؟؟
ماشي يامؤدبة .. من أخلاقك!!

بيسان بعد صمت بسيط ومازلت تعقد حاحبيها بضيق: أنت مش شايف إن مظهر البنت دي متبرج زيادة؟ أزاي قابل تشغلها عندك؟

معاذ ببساطة: انا ماليش دعوة بكده، المهم عندي شغلها.. وهي ممتازة في السكرتارية!

_ طب مشيها وانا اجيبلك واحدة بدالها محترمة في لبسها..!
معاذ: وانتي مضايقة نفسك ليه؟.. أوعي تكوني غيرانة يا بيسو!!
جزت علي أسنانها بغيظ شديد: أنت بقيت إنسان مستفز وانا غلطانة اني نزلت أصلا!!
همت تسرع بتركه فما عادت تتحمل بروده.. فناداها قائلا: تحبي تشتغلي انتي مكانها؟؟؟؟

التفت له بغرور : ده في أحلامك يادكتور!!

وغادرته بحنق، فمرت على مكتب تلك الأيقونة وتذكرت هيئتها المهلكة منذ قليل، ولم تعي لقضمها أظافرها بشرود، وقد نهشت الغيرة قلبها دون رحمة!

فاستعادت كل شراستها ..وعادت إليه هاتفة بتردد:

_ أحم.. هو الحقيقة أنا فعلا فاضية ووعد ممكن تفضل مع ماما لحد ما اطلع و………… ..

فقاطعها : يبقى على بركة الله! من بكرة هتستلمي شغلك!! وسندس أنا هتصرف معاها..!

*******************
قابضًا على كفيها بقوة وهيمنة يطالع تفاصيلها بشوق ومازال يتشكك بوجودها جواره على تلك الأريكة الصغيرة بغرفته القديمة بشقة والديه!!
عادت حبيبته سجدة!!
وعاد لقلبه الروح.. ولجسده القوة والعنفوان!

أين كانت شاردة عنه وتركته گ المحتضر عالقًا بين الحياة والموت!

أجابت تساؤلات عيناه:
_ عارفة كل الأسئلة اللي بتدور في خيالك دلوقتي ، بس قبل ما اوضحلك كل حاجة ، لازم تفهم إنك أنت المسئول عن النتيجة دي .. عمرك ما شاركتني وجعك ولا أسرارك ، يمكن لو كنت عملت كده كنت عذرتك وعرفت إنك ماكنتش في وعيك ولقيتلك سبب يرجعني ليك تاني!!
بس أنت عملت عازل بيني وبينك.. حرمت على أخطي على أرض ماضيك ..ودي كانت النتيجة!!

أنا كان حلمي زي أي واحدة في الدنيا زوجها يحبها ويفرح بيها ومعاها لما ربنا يمن عليهم بذرية!
أه كدلت عليك إني مش بجيب ولاد!
بس ده لأني كنت لسه مش مطمنة، جوازنا ماكانش قصة حب قوية تخليلي رصيد جواك يحميني من الغدر او الجرح.. ارتباطنا كان مؤقت!
وبعد ما قربت منك خوفت احكيلك تسيبني، لأنك كنت لسه بالنسبالي غامض يابهاء!!

وتوقعت أما يحصل حمل هتفرح بهدية ربنا لينا وهتغفر كدبتي.. بس ردك صدمني!! .. مافيش حاجة كانت ممكن تبررلك جوايا رد فعلك المرعب والقاسي وقتها .

صمتت تطالع عيناه التي تتشرب تفاصيلها بنهم وشوق ،وكأنه مازال لا يصدق أنها أمامه، ربتت على كفه وقالت بحنان لم تستطع إخفاءه :

أنا هحكيلك كل حاجة حصلت معايا يا بهاء من يوم ما سبتك لحد اللحظة دي!!

وبدأت تُسرد أمامه، وصوتها يعيد عليه أخر ما حدث بينهما فأحيت بحديثها، وجع تلك اللحظات التي سبقت فراقهما، قبل ثلاث أعوام!!

_ كنت حاسه أني خلاص بموت أنا وابني .. منظر الدم اللي نزفته خلاني أتأكد إن خلاص دي نهاية حياتي وحياته .. ومع كده كان عندي أمل حد يلحقني، عافرت لحد ما قومت وقدرت استر نفسي باسدالي، وكل همي إني اهرب منك قبل ما تيجي وتأذيني، بقيت ماشية بطوح وانا بحاول اوصل للطريق العمومي عشان اوقف أي مواصلة توديني اقرب مستشفي، وفعلا قدرت أوصل، بس كنت خلاص استنفذت كل طاقتي إني حتى افضل واقفة على رجلي عشان أشاور لحد ينقذني، استسلمت لدوار شديد، محسيتش بعدها بنفسي غير وأنا بستعيد الوعي بالتدريج، وابتديت اتأمل المكان باستغراب! .. لقيتني في غرفة مستشفى ونايمة على سرير أبيض، ومعرفش جيت ازاي وحالتي أيه، وأبني عايش ولا ميت ..؟ حسست على بطني وأنا بدعي ربنا يكون ماحصلش إجهاض .. دخلت عليا ممرضة عرفت منها إني الحمد لله لسه محتفظة بجنيني بس محتاجة راحة تامة لحد الولادة .. فرحتي نستني أسألها مين جابني هنا أصلا ، فضلت أبكي وايدي بتحضن بطني وبحمد ربي إن ابني عايش!!
وبعدها لقيت حد بيستأذن للدخول، وسمحتله الممرصه يدخل!

لقيت واحدة معرفهاش ومعاها ولد صغير، بتعرفني بنفسها وإنها لقيتني واقعة في الطريق وفاقدة الوعي، ساعدتني وجابتني المستشفى، والحمد لله قدروا ينقذوني!

أول ماطلبت مني عنوان أهلي عشان تتصل بيهم يستلموني حسيت بالضياع، وأني ماليش حد في الدنيا، ماكانش ليا غيرك أنت يا بهاء، بس خلاص مبقاش ينفع ارجعلك تاني وأمن على نفسي معاك، عجزي أني ارد سؤالها او ألاقي مخرج، خلاني بكيت قدامها بمنتهى القهر اللي جوايا!
صعبت عليها وحسيت إن ورايا حاجة كبيرة، فعرضت تاخدني معاها القاهرة، لأنها عايشة هناك مع زوجها وأبنها، بس زوجها بيسافر ويرجع حسب طبيعة شغله
ومن حظي انه سافر من أيام، وهقدر اقعد معاها لحد ما ادبر أموري واتعافى شوية.. كانت بالنسبالي طوق النجاه عشان ابعد خالص عن الشرقية!

وعشان أنا مبقاش عالة عليها، صممت اخدمها هي وابنها واتولى كل شئون بيتها قصاد لقمتي، الحقيقة كانت كريمة ورفضت، بس أنا صممت واتوسلتها تقبل .. وعشان تريحني قبلت، وأصرت تعطيني مقابل مادي وإن ده حقي!
المهم عدى 3 شهور كنت بقيت افضل صحيا .. قلت أخرج اتمشي شوية لاني تعبت من الحبسة، وعشان اشتري حاجة نفسي فيها!

صمتت تلتقط أنفاسها، رامقة بهاء بنظرة أججت وجعه أكثر وإحساسه بالذنب :

_كان نفسي أشتري هدوم لأبني .. حوشت اللي قدرت عليه من مرتبي من الست دي، وجبت بكل اللي معايا هدوم كتير عشانه، كنت مبسوطة أوي وانا بعمل كدة، إحساسي إن بعد فترة هايجي اللي يسندني في الدنيا ويعوضني وحدتي كان مخليني طايرة!

اتمنيت ساعتها تكون أنت اللي معايا وبتشتري إحتياجات ابنك وانت فرحان بينا!

غصة دموع أوقفت استرسالها مرة أخرى!
فجذبها بهاء وزرعها بأحضانه واحاطتها ذراعيه بقوة كادت أن تؤذيها حقًا! ظلت تبكي وهو يشدد من احتضانها أكثر باكيا بصمت ، مخفيا رأسه بتجويف عنقها يقبلها تارة ويعتذر تارة أخرى!

بعد أن هدأت نوبة البكاء واحاسيسه الجارفة التي بثها إياها .. عادت سجدة لتسترسل مرة أخرى :

_بعد ما اشتريت كل حاجة، حصلت صدفة غريبة، في نفس المحل اللي كنت فيه، صادفت خالد ومراته بيشتروا لابنهم يوسف هدوم وكمان للمولود الجديد اللي جاي في السكة .. خالد ماصدقش انه شايفني في القاهرة، وسألني عنك قلتله إني لوحدي لظروف خاصة.. وهو ما حاولش يستفسر واحترم سكوتي، وعرفني بمراته اللي فرحت اما شافتني واللي كان نفسها تعرفني بعد ما خالد حكالها كل حاجة عني، حتى زيارته عشان يطلب مني السماح..
وصممت تعطيني رقم تليفونها عشان ابقى اتواصل معاها وازورها ونتكلم سوا ..

انتهت المقابلة ورجعت البيت للست اللي عايشة معاها، وهناك اتفاجئت بخبر رجوع جوزها بعد اسبوع في أجازة هتستمر شهر .. طبعا مستحيل اقعد معاها وجوزها موجود.. وقتها عرفت سبب الصدفة إني اشوف خالد ومراته.. ملقيتش غيرهم الجأ ليهم يساعدوني، وأنا بظروفي دي ولوحدي.. مقدرتش اكلم لخالد نفسه، فاتصلت بمراته و قابلتها وشرحتلها ظروفي كلها، وهي طلعت بنت حلال، قالتلي إن ليها عمة اسمها زهرة عايشة لوحدها في منطقة شعبية، اقترحت اعيش معاها على أني قريبتها، وفعلا كل الأمور اتيسرت، العمة رحبت بيا جدا لأني هكون ونيس ليها، حبتني واشفقت عليا اما حكيتلها فيما بعد حكايتي معاك، طمنتني انها معايا لحد ما الأحوال تتصلح بنا تاني!
عدت شهور الحمل وولدت بالسلامة، واما فوقت عرفت إن ربنا عطاني تؤام، انا ماكنتش عملت سونار اعرف بيه نوع جنيني وسبتها على ربنا..

لما سألتني خالتي زهرة هسميهم أيه.. افتكرتك وبكيت وحزنت لانك كان حقك تكون معايا في اللحظة دي وتختار أسم ولادك.. بس أنت رفضتهم من البداية، وعشان اريح ضميري ناحيتك إني خبيت ولادك عنك.. سميتهم بأسم والدك ووالدتك
حسيت إنك كنت هتعمل كده لو كنت معايا!
والايام بقيت تجري بيا وانا بشتغل في نفس الحارة بياعة في مكتبة بسيطة عشان اتكفل بولادي من كدي وتعبي!
كان طول الوقت تلح عليا خالتي زهرة إنك لازم تعرف بولادك، وتتكفل بيهم، وإن كده حالي واقف لأني لسه على ذمتك ولازم ارسى على حال!

وانا كل مرة أأجل خطوة إنك لازم تعرف بوجودنا .. خوفي منك وغضبي وزعلي كان بيمنعني ، لحد ما حسيت أني ماينفعش أكون أنانية ، من حقك تعرف ولادك ومن حقهم عليا يعرفوك .. عشان كده أتصلت بخالتي خديجة!

أتسعت عيناه ذهولا متمتمًا :
_عمتي كانت عارفة؟؟؟!!!!

_قبل ما تظن في عمتك السوء ، هي ماتعرفش حاجة عني أو شافت ولادي غير من أسبوع بس .. لما نزلت القاهرة وجاتني عند خالتي زهرة .. حكيتلها كل حاجة ، لامتني كتير وزعلت مني إني خبيت عنهم أحفادهم ، وبعدها ابتديت هي كمان تحكيلي عنك وعن عقدتك من دعوة والدتك عليك وعلاقتك بيها كانت ازاي .. وقتها بس فهمت سبب تصرفاتك!

وبعد كده غابت العمة خديجة يومين، كانت بتجهز الشقة عشان تكون صالحة لإقامتنا بعد ما كانت مهجورة! ”
ورجعت اخدتني هي والعم راضي بعد ما شكروا الخالة زهرة كتير على معروفها معايا..!
وقالولي هنا مكاني الطبيعي أنا وولادي .. وإني استناك لأنك أكيد هتيجي .. بس أنا ماتوقعتش تيجي بالسرعة دي!

ولأنها أخبرته بكل ما لديها.. صمتت تطالعه والحزن واللوم والأتهام يتجلى بمقلتيها، فسطور المعاناة لم يمحيها اللقاء بينهما.. مازال بقلبها الكثير من العتب تجاهه.. ولا تعرف إلى الآن هل تقبل صغارها.. أم مازال عالق بأذيال ذنب مضى وقصاص منتظر..!

جالسًا أمامها وعيناه تتلقى كل حروف عتابها المسطور بعينيها..! هل يلومها إن لم تصفح وتغفر!؟
هل مازال قلبها يحتفظ ببذرة حبه التي أماتها بيديه؟!

قاطع حديث ضمائرهم الخفي، دخول صغارهما ذو العامان عليهما بتلك الخلوة، ووقفا بينهما وعيناهما الصافية تتسائل بوضوح عن من يجلس بجوار والدتهم..!

فرفرف قلب بهاء لرؤيتهما وجثى على ركبتيه وعيناه بدأت بذرف عبرات غزيرا.. محاولًا إطلاق صوته ولكن تمنعه وتخنقه الغضة بحلقه!!

شعرت به سجدة وايقنت شعوره وعجزه عن الحديث
فكفكفت دموعها، وجثت جواره تدعمه بقولها لصغيريها:

يلا يا حبايب ماما .. سلموا على بابا اللي سألتوا عليه كتير .. بابا خلاص رجع ومش هيسبنا تاني!

حاول عقلهما الصغير يحلل ما قيل، فكانت شمس هي من سبقت برد فعلها أخيها حسن، واترتمت بحضن أبيها مرددة كلمة والدتها : بابا..!
فتبعها حسن الذي آبى أن تسبقه الصغيرة، وتعلق بعنق أبيه هو الأخر ، بعد أن استوعب أن هذا الذي أمامه هو والده!!

أستقبلهما ذراعي بهاء بكل لهفة وشوق وحنان وسعادة طاغية، ولا يصدق للحطة أنه يضم صغاره إليه.. ما أكرمك يا الله!!

نظر لسجدة التي تبكي جوارهم، فجذبها وأحاطها بذراعه وجوار قلبه، وقبلها من بين عيناها بقوة، وظل يمسد ظهرها برفق وحب مرددًا:

سامحيني يا سجدة!! أوعدك أعوضك كل اللي فات وكل تعبك وحرمانك من الأمان والسعادة والاستقرار،أوعدك أنسيكي كل الوجع والحزن اللي عانيتي منه بسبب غبائي، خلاص مش هتبقوا لوحدكم تاني، ومن اللحظة دي بعاهدك قدام ربنا، إننا مش هيفرقنا بعد كده .. إلا قضاء الله!

وأكتملت أخيرًا صورة جديدة لعائلة بهاء وسجدة ويتوسطهما الصغيران.. حسن وشمس!!

**********************

error: