رواية عشق ليس ضمن التقاليد للكاتبة أسيل الباش

الفصل الثامن عشر
لا تسأل لماذا اكرهك..
او لماذا ابغضك..
فليس من حقك السؤال
او العتاب بعد أن تم الفراق..
لا تسأل لماذا الجفاء..
او لماذا الابتعاد عن الخيال
او التخلص من الاحلام..
فبيني وينك ممنوع السؤال..
مقطوع ببتر الكلام والحنان..
مهما احببتك ستبقى ملام
دون جدا او نقاش..
لا تسأل لماذا وانت تعرف
الجواب ودقة الجواب..


ابتسمت وهج بحنو على طريقة نوم الطفلين الصغيرين.. كانا نائمين على سريرها هي وصفوان وهما متعانقان.. من يرى طريقة تشبثهما ببعضهما البعض يظن أنهما توأم.. مع أن الشبه بينهما ليس حقًا كبيرًا..
اقتربت وهج منهما والإبتسامة الدافئة مرسومة على شفتيها ثم بنعومة مررت يدها على وجه كل منهما وهي تدعو الله أن يحفظهما..
فتح ادهم عينيه وابتعد عن شقيقها ليعانقها بينما يغمغم للمرة الأولى:
– امي وهج انت ستبقين تحبيننا، أليس كذلك؟

عقدت وهج حاجبيها وضمته الى صدرها بقوة أكبر، قائلة بجدية:
– بالتأكيد سأبقى احبكما حبيبي.. انتما ايضا من اغلى اطفالي.
زفرت وهج قبل أن تستأنف بتساؤل:
– لماذا تعتقد انني لن ابقى احبكما بعد أن الد شقيقك أو شقيقتك؟

بصدق أجاب ادهم:
– جدتي قالت ان “إذا وهج غيرت معاملتها لكما بعد أن تلد سأقوم انا بتربيتكما.. وانا متأكدة انها ستتغير”.. نحن نريد أن نبقى معك وهج.. انت أمنا الثانية.

احست وهج بغصة تلسع حنجرتها من شدة مرارتها وضيقها.. لماذا جميعهم يحاولون ايجاد اي خطأ منها لتبدأ الألسنة بتوجيه اقسى الكلام لها؟.. حاولت أن لا تظهر تأثرها بردود فعلهم السلبية على حملها وهي تهمس بلطفٍ:
– بالتأكيد انا امكما الثانية وانت يا ادهم اول طفل لي على الرغم من كوني لم انجبك بنفسي.. ولكن الله وحده يا عمري يعرف كم احبكما.

ابتسم ادهم وهو يرفع نفسه قليلًا ليقبل وجنتها:
– كنت اعرف انك تحبيننا وسنبقى المفضلين في قلبك.. وحاولت أن أقنع جدتي ولكنها قالت إنها ستنتظر إلى أن تلدي.

ضمته وهج الى صدرها بقوة أكبر قبل أن تسأله بهدوء:
– جدتك ام والدتك هي التي قالت هذا الكلام، أليس كذلك؟

اومأ الصغير بموافقته فابتسمت له وهج بقهر.. هذا جزاء المعروف! التكلم عنها وتحريض اطفال ابنتها عليها.. نسيت كل شيء على ما يبدو.. وهي التي ضحت دون مقابل ووهبت بسخاء.. مؤلم جدًا أن تتكلم عنها والدة التي كانت صديقتها الأقرب إلى قلبها.. صديقتها التي لم تكن تفارق منزلها قبل أن تتأكد من سلامتها وراحتها وراحة طفليها..

دثرت وهج دموعها التي تود التحرر من مقلتيها تحت وطأة ابتسامة شجية بينما تهمس:
– لننام قليلًا يا ابا صفوان ريثما يعود والدك من عمله.


لقد ظن قسورة أن انهيار خنساء كان سيكون فقط في منزل والديها.. لم يتوقع أن فور دخولها منزلهما ستنهار مرة أخرى في بكاء عنيف وخاصةً بعد رؤيتها لمجلس الرجال المحروق.. نحيبها ودموعها التي تفيض على وجنتيها جعلت قلبه يخفق بوجع وقهر لا يُحتمل.. هذه أول مرة يراها تبكي بهذه الحسرة وبهذا الوجع.. وجع الأم على فقدان طفلها من أقسى الاوجاع.. وجع يزلزل الجبال.. يفتت الصخور وينهش القلوب.. وخنساء حقًا نهشت قلبه نهشًا بدموعها التي تجلده بسياطها الحار..

بصعوبة شديدة تمكن قسورة من عناقها بينما هي تلومه هذه المرة بصوت اعلى دون أدنى رحمة لوجعه هو الآخر بفقدان الطفل الذي كان ينتظر قدومه بلهفة وشغف.. حزنها وبؤسها جعلاها لا تفكر أن ما حدث كان قضاء وقدر.. وان الله وحده من يحدد الأعمار.. وقد مرّ اكثر من يوم على الحادثة و هي لا تزال أسيرة غرفتهما بحجة أنها لا تود الخروج قبل أن يقوم بتصليح مجلس الرجال..

لا زال يحقق ويبحث عن الجاني ليثأر.. اضطر أن يلقي كل عاتق عمله على ايهم فقط إلى أن ينهي هذه المسألة.. ففي الصباح يعمل مع العمّال في المجلس ليصله ويعود كما كان وافضل.. وفي النهار يخرج ليحقق مع جده ويدرس تفاصيل الجريمة ويحاةل تذكر كل أعدائه.. اما في المساء يعود ليجد إما خنساء نائمة وإما تكتب وسط دموعها التي وضعت بصمتها على كل كلمة وعلى كل ورقة كتبت عليها..

عاد قسورة من الخارج منهكًا فكريًا فغدًا لديه العديد من الواجبات واهمها البحث عن وسيم العثماني.. واول مكان سيبحث فيه ويسأل سكّانه عن وسيم العثماني هو قبيلة العرابي.. وتحديدًا سيتجه إلى مكان ساري العرابي ليسأله عن وسيم العثماني.. فيجب أن ينهي هذه القضية قبل زفاف شقيقة ساري من ابنة قاضي القبائل..

تنهد قسورة حينما وجد خنساء نائمة واغراض كتاباتها مبعثرة على السرير.. ثم دنى منها بخطوات بطيئة قبل ان ينحني ليقبل جبينها ويهمس بخطورة:
– اعدك يا خُناس أن انتقم ممن تسبّب بفقدان طفلنا.. اعدك أن اقطع له يده الذي تجرأ ورفعها عليك.. اعدك أن يكون موته على يدي.

لم تكن خنساء نائمة بل كانت مستيقظة تسمع كل حرف مما قاله وخلاياها تتمزق.. وقسورة أدرك من حركة رموشها انها مستيقظة فتوسد السرير بجانبها وغمغم وهو يمرر ابهامه بنعومة على بشرة وجهها:
– خُناسي.. افتحي عينيك.

استجابت خنساء لطلبه فلثم قسورة عينيها الدامعتين وهمس بإيمان وثقة كبيرة بالله عز وجل:
– لا تقنطي من رحمة الله.. ربما الطفل لم يكن خيرًا لنا.. ربما كان سيكون عاقًا أو معاقًا.. ربما كان سيكون مريضًا.. لكل شيء يفعله الله حكمة فقولي الحمد الله على كل حال والله الرزاق.. وعلى الله ليتوكل المؤمنون والمتوكلون.

دسّت خنساء وجهها في حنايا عنقه وغمغمت بصوت مبحوح اثر البكاء:
– الحمد لله.. الحمد لله.. سأحاول أن أخرج من هذا الاكتئاب.

ابتسم قسورة بحنو وربت على ظهرها برفق بينما يداعبها القول:
– وزوجك الذي تحبينه والذي لا تنادي عليه إلا تاج رأسي سيعوضك.

رفعت خنساء رأسها بغيظ وتمتمت:
– لا تستفزني يا قسورة.. اذا كنت تاج رأسي فأنا ايضًا تاج رأسك.

ضحك قسورة بحب:
– والله اكتشفت بعد كل ما اصابك انك لستِ فقط تاج رأسي بل ملكة قلبي.

أطلقت خنساء ضحكة تتناسى بها وجعها وسألته بدلال:
– هل تحبني يا قسور؟

بابتسامة صادقة غمغم قسورة وهو يتأملها بحدقتين شغوفتين:
– وهل أجرؤ ان لا أفعل؟ لا احد يملك القوة ليتحدى خنساء قسورة الفهدي.

  • إذًا هيا قل انك تحبني وكن جريئًا قليلًا بتعبيرك الغزلي.
    همست خنساء بلهفة فضحك قسورة ملئ شدقيه قبل أن ينحني ليتذوق الشهد الذي حُرم منه لعدة أيام من ثغرها بينما يدعها تسمع كل ما تتمناه:
  • احبك.. احب قلبك وشعرك الطويل.. ذكائك وعقلك الماكر.. عينيك وكتابتك الرائعة.. بإختصار احب كل ما بك.. بعنفوانك وقوتك وجمالك.. هل انت راضية الان؟

همهمت خنساء بغنج:
– ليس تمامًا.. يجب أن تعتاد على قول هذه الكلمات ليلًا ونهارًا حتى ارضى.

  • كفاك طمعًا.. في حياتي كلها لم اتوقع ان تخرج هذه الكلمات من فمي لامرأة.
    تمتم قسورة بحنق فإبتسمت خنساء بثقة وغرور:
  • ليست كل امرأة خنساء الفهدي.. يجب أن تقدّر الجوهرة التي في حوذتك.. انت محظوظ بي.

  • قسورة لا يتزوج اي امرأة.. انت خُلقتِ لتكوني لي.
    قال قسورة بغرور اعظم فمطت خنساء شفتيها قبل أن تغمغم بآسى:

  • افكر يا قسورة كيف كان سيكون ابننا لو أنه ولد.. هل يشبهني ام يشبهك؟ ولكن الحمد لله على كل حال.

ضمها قسورة الى صدره بقوة وهمس بجدية:
– لا تفكري بهذا الموضوع كثيرًا حبيبتي.. لا اريد ان يكون حالك كما كان الايام الماضية.. انا احب خنساء الحيوية القوية التي تبثني شجاعتها وقوتها االكثير مما لا تدركه.. واحب ضعفها أيضًا ولكن ليس هذا الضعف الذي يقطع قلبي.

ترقرقت الدموع في مقلتيها وهي ترد بشهقات مصحوبة بضحكاتها:
– الان سأبكي بسبب غزلك هذا! لا زلت لم اعتاد بعد على قسورة الرومانسي.

هز قسورة رأسه قائلًا بحيرة وعدم فائدة:
– احترنا يا قرعة من اين نقبلك!


ابتسمت ياقوت لساري الذي اجلسها بجانبه بعد أن نزل من جناحهما.. تُحقق له ما يريد بشكل تام.. هادئة.. مسالمة.. ودودة.. تتجاوب معه بكل شيء بطريقة غريبة..
ابتسمت هدية بشبه راحة وهي ترى تحسن علاقة ابنها الزوجية بينما تطلعت غزالة الى ساري بابتسامة عابثة فهم ساري معناها جيدًا..

علّق والده وهو يرى حال ابنه:
– ارى أن الوضع حاليًا مستقر في المنزل.

  • ما شاء الله.. بلا حسد.
    هتفت هدية بحنق فإبتسم ساري وقال بنبرة غامضة:
  • هذا سكون الأمواج السابق يا ابي.

همهم مالك فسألته ياقوت بهدوء:
– الا يعجبك الوضع الحالي يا عمي؟

  • بالتأكيد يعجبني يا ام كليم.. هذا ما نريده نحن الهدوء فقط.
    رد مالك بجدية قبل أن يضيف:
  • يجب أن ندعو عائلتك لحضور احتفالاتنا بزفاف غزالة.

  • ادري.. غدًا ساري سيأخذني إلى قبيلتي لأزور اهلي وادعوهم.
    قالت ياقوت بينما تتطلع إلى ساري بطرف عينها بنظرات ذات مغزى.. فوافقها ساري القول:

  • ان شاء الله سنفعل غدًا.

أنهى ساري كلامه بنهوضه عن مقعده يليه قوله الجاد وهو بجذب ياقوت لتقف بجانبه:
– اعذروني الان.. انا متعب واحتاج زوجتي.. وفقط لأجلها نزلت من الجناح.. فدعوني اسرقها.

ضحكت غزالة بمرح:
– خذ زوجتك واصعد إذًا.. لو كنت مكانك لم اكن سأنتظر ولو حتى دقيقة واحدة.. كل ما عليك فعله هو أن تأخذ كتلة الجمال هذه وتهرب بها لتسجنها في عرينك.

  • سافعل في التو عزيزتي.
    رد ساري قبل أن يصعد ويد ياقوت لا تزال أسيرة في يده.. بعد أن أغلق ساري باب جناحها سألته ياقوت بفضول:
  • ساري لماذا قتلوا شقيقة جدك؟ لقد سمعة اليوم صدفة جدتك تتحدث عنها.

عقد ساري حاجبيه باستغراب قبل أن يرد بنبرة هادئة مبهمة:
– كانت تستحق الموت فقتلوها!

  • من الذي قتلها؟ و لماذا لا احد يحب خوض الأحاديث عنها؟
    سألته ياقوت باصرار فضمها ساري الى صدره وقال:
  • هذا ليس موضوعنا يا ياقوت.. لا احب ان اتحدث عن الأموات.

تملصت ياقوت من حضنه بابتسامة متوترة:
– كما تشاء يا ابا كليم.

رمقها ساري بنظراته المتمعنة للحظات قبل يغمغم بابتسامة غير مفهومة كحال كلماته تمامًا:
– هل سمعت مرة يا ياقوت بفراشة تنتظر اشتعال الحطب بنفسه لأجلها؟ أعتقد أنك سمعت ذلك كثيرًا يا صغيرة.

  • لا، لم اسمع ذلك.. لقد سمعت فقط عن فراشة تسعى للهروب من الحطب حتى تتركه يشتعل لوحده.
    ردت ياقوت ببرود فهمس ساري وهو يرفع يدها ليقبل باطنها:
  • الحطب من سيساعد الفراشة على الهروب إذ كانت ستتأذى.. ولكنه لن يتركها تتأذى ابدًا وستقضي طيلة حياتها تطير حول الحطب فقط.. هذا ما أخبرتني به جدتي ذات مرة.

أحسّت ياقوت بتوجس وخوف يستوطن قلبها بسبب غموض كلامه.. وكأنه يدري بماذا تفكر أو ماذا تخطط.. ويخيفها حقًا قراءته لأفكارها بعض الأحيان.. يتأملها ويشرب تفاصيلها بعينيه.. لا شيء يمر من بين يديه عبثًا.. لا شيء على الإطلاق.. فكيف يحدث وهو ساري العرابي.. الذي يُحلل تفاصيل البيضة عندما تبيض بمكره وذكائه؟!
تجاهلت ياقوت الخوف الذي اجتاحها للحظات قبل أن تغمغم بنعومة وهي تسير لتقعد على الفراش الأرضي وساري يتبعها:
– لم تخبرني بعد يا ساري.. لماذا تم قتل شقيقة جدك فواز؟

بجمود رد ساري:
– لم تكن شريفة.. كانت زانية كما يقولون والله اعلم.

شهقت ياقوت بعدم تصديق:
– زانية! الله يرحمها ويغفر لها.

  • امين.. عسى أن يرحم الله جميع الأموات والاحياء أيضًا.
    همس ساري بنبرة ذات مغزى فجاهدت ياقوت على رسم ابتسامة على شفتيها بمجاملة واضحة حينما وضع ساري رأسه في حجرها واردف:
  • العبي بشعري.. احب الشعور بنعومة يديك على رأسي.

ببغض مطموس نفذت ياقوت طلبه فأغمض ساري عينيه باسترخاء وهو يحس بكرهها له ونفورها منه.. ولكن ما دامت هي تريد أن تعبث معه مؤقتًا لتفعل وليرى الى أين سيصل الطريق بينهما.. فبالتأكيد لن يصدق موافقتها لتنسى بهذه السهولة ما حدث.. ربما تنسى يومًا ما ولكنه واثق أنها لن تنسى الان.. الاهم الان أن يستمر معها في لعبتها حتى تخرج من الاكتئاب النفسي الذي كان يحيطها وتبعد غمامة الحقد القاتل عن عينيها.. وإذ أرادت أن تنتقم منه بغير ذلك لتفعل.. ولكن لا تحلم بالبعد.. لن يتركها مهما حصل..

استغلت ياقوت الهدوء المخادع الذي بينهما وسألته بفضول:
– ساري.. الم تفكر قبلًا بالزواج؟ اقصد قبل ان… قبل أن…
انخفضت نبرة صوتها وهي تسترسل بآسى:
– اقصد قبل أن تخطفني.. الم تفكر؟

فتح ساري عينيه واجاب بهدوء:
– لم افكر فقد كنت مشغولًا بأمور اهم.. ولكن هذا لا يمنع انني أكثر من مرة كنت على وشك الزواج من نساء قبيلتي.. الا أنني رفضت وشاء القدر أن تكوني انت زوجتي.

تشدقت ياقوت بقهر وهي تنظر إليه بينما شعرها يعزل نظراتهما الى بعضهما عن العالم وما يمت له بصلة عداهما بإنسداله على الجانبين:
– قدر شاء أن يكون رغمًا عني.

بابتسامة رقيقة غمغم ساري وهو يمسك خصلة من شعرها ويتحسسها بنعومة:
– شعرك جميل.. لكل شيء في جسدك حكاية من نوع اخر.. وعلى ما يبدو انني سأصبح كاتبًا مثل ابنة عمك الحشرية حتى اتغزل بكل شيء منك كما يجب.

  • لا تفعل.. ستشوهني وتشوّه الأدب كله.. يكفي التشوهات التي تسببتَ بها حتى الان.
    علّقت ياقوت باستهزاء فابتسم ساري برضى وقال:
  • لا بأس.. سأشوّه وأصلّح.. احيانا التصليحات تعطي الاشياء افضليات وتعيد الشيء الذي تشوّه افضل مما كان.

  • لتعود الأشياء كما كانت يجب أن تحطم اكثر وتشوه اكثر ثم تصلح اكثر واكثر.. ومهما صلحت سيبقى اثر الشرخ موجودًا حتى لو لم تعد تراه بالحجم الذي كان عليه.
    ردت ياقوت على ما قاله ساري بنبرة قوية قصدت بها نفسها ووصل مغزاها ببراعة إلى ساري الذي اتسعت ابتسامته العذبة وهمس بينما يضع يده على مؤخرة رأسها ليُنزل رأسها قليلًا فتلفحه أنفاسها الحارة:

  • اذا لم يتصلح ويعود كما كان سأقترب اكثر منه حتى احصل على نفس الشرخ فتكون سعيدان ومناسبان لبعضنا البعض.

اخذ احمد عائشة برفقته الى الأسواق التي خارج ووسط القبيلة لتشتري لنفسها كل ما يلزمها لحفل زواج شقيقتها بالإضافة إلى بعض المشتريات الخاصة بمنزلهما.. من مكان إلى مكان.. ومن دكان الى دكان.. هذا هو حالهما منذ الصباح.. يدخلان الى المتاجر لتشتري عائشة كل ما يلزمها.. وهنا أدرك احمد كم كان يُقصر بحقوقها وواجباتها عليه.. فمنذ زواجهما لم يشتري لها أي شيء وهي لم تكن تشكو أو حتى تعترض.. الان فقط عرف.. عرف وهو يرى مشترياتها التي كانت بحاجتها فعلًا..

ابتسم احمد لها بلطفٍ وهو يقول بحسرة:
– على ما يبدو انني لم انتبه ابدًا لطلباتك واهم واجباتك علي حتى تنقصك كل هذه الأغراض!

تطلعت إليه عائشة بابتسامة شجية وكتمت الرد الذي كان يحرق قلبها والتي كانت تتمنى قوله وردت بغيره.. اكثر لطفًا واكثر تفهمًا:
– لا بأس.. لم تكن تلزمني كل هذه الأغراض صدقًا ولكنني احب التسوق وكما انني منذ فترة طويلة بعض الشيء لم افعل.

  • اذا كنت تحبين كثيرا التسوق بامكانني أخذك كل اسبوع لتتسوقي.
    قال أحمد بجدية فاومأت عائشة برضى وسرور:
  • لن امانع مؤكدًا.. هذا الشيء الوحيد الذي لا استطيع رفضه.

ضحك احمد فسألته عائشة وهما يسيران وسط ضجيج السوق بينما احمد يحمل معظم الأغراض التي اشترتها عائشة:
– ماذا تريد أن تشتري لشقيقتك؟ بالطبع لن تزورها فارغ الأيدي.

  • ادري.. ماذا تقترحين انت؟
    غمغم احمد بهدوء فهمهمت عائشة بتفكير قبل أن تردف:
  • أعتقد يجب أن نشتري لها شيئًا للمنزل. مثلًا: شيء يحرس المنزل ويحرسها من الحسد والشر.. لتشتري لخنساء شيئًا من هذا القبيل.. ربما شيئًا مكتوب عليه المعوذات أو شيئًا عليه اسم الله تعالى واسم الرسول عليه الصلاة والسلام.. لندخل الى متجر يبيع اشياء كهذه ونختار.

  • فكرة جميلة.
    علّق احمد باعجاب قبل أن يضيف:

  • سنجد مثل هذه الأمور عند صاحب متجر الذهب الموجود في القبيلة.. فهو يبيع أيضًا هذه الأشياء.

بعد ساعة تقريبًا كانت خنساء تستقبل شقيقها احمد وزوجته ببهجة فقسورة قد غادر إلى قبيلة العرابي منذ قليل كما تعرف لعملٍ ما ولا يوجد من يقوم بتسليتها خلال فترة غيابه.. وقد بعث الله لها اخيرا احمد وعائشة.. لم تعد خنساء تشعر تجاه عائشة كما كانت تفعل في بداية زواجهما.. فعائشة ذي قلب طيب وحقًا تدخل القلب..

وقفت خنساء، قائلة بعد دقائق من جلوسهم:
– سأذهب لأعد شاي بالزنجبيل لكما.

اعترضت عائشة بسرعة:
– ليست هناك حاجة حبيبتي خنساء.. اجلسي انت وارتاحي فقط.. نحن سنغادر بعد قليل من الاساس.

أردف احمد بجدية:
– بالضبط.. اجلسي انت يا خنساء فقط.

جلست خنساء مرة أخرى على مضض فسألها احمد:
– هل قسورة هنا أم في العمل؟

  • قسورة في عمله.. الان دعك من قسورة واخبرني يا احمد كيف حالك وكيف تسري الامور معك؟
    هتفت خنساء بهدوء فالتزمت عائشة الصمت بينما احمد يرد
  • الحمد لله يا خنساء.. انا سعيد وراض في حياتي.. والله رزقني بزوجة صالحة لا استطيع أن افرط بها ابدًا.

ألقت خنساء نظرة عدم رضى على عائشة فهي لا زالت كما كانت تتمنى أن تكون ياقوت لشقيقها احمد.. هي لا تكره عائشة ولكن تراها غير مناسبة اطلاقًا لأحمد.. بينهما ذبذبات باردة غير مريحة.. علاقته بعائشة تختلف كليًا عن علاقته السابقة بياقوت.. وعائشة رغم بساطتها لم تكن غبية حتى لا تلاحظ مشاعر خنساء التي تنطقها عيناها.. يوما ما سيعتادون على وجودها مكان ياقوت.. لا بد أن يعتادوا..

بإبتسامة ناعمة مزيفة غمغمت خنساء:
– فعلا عائشة لا يجب أن تفرط بها.. لا يحب الافراط بأي امرأة احمد.. تذكر كلامي دائمًا..


تعجب ساري من قدوم قسورة الفهدي الى منزله وخاصةً في هذا الوقت المبكر.. قام ساري بالترحيب به رغم توجسه من قدومه فهذه أول مرة قسوة يفعلها ويأتي لوحده كي يلتقي له..
فور أن قعد قسورة على المقعد في مجلس الرجال دخل في صلب الموضوع دون مراوغة أو تمهيد مسبق:
– اريد ان اعرف يا ساري مكان وسيم العثماني.. هو صديقك والجميع يعرف انك تلتقي به عادةً بطريقة ما.. فأخبرني اين هو؟

  • ماذا تريد منه؟
    تساءل ساري بجدية فاكفهر وجه قسورة وقال:
  • لقد رآه شخص بجانب بيتي حينما تم حرق مجلس الرجال داخله وحينما فقدت طفلي أيضًا.

  • عوضكما الله بغيره ان شاء الله.. لقد سمعت عن الحريق.
    غمغم ساري بمواساة فهز قسورة رأسه بنظرة شاكرة ثم هتف:

  • هل ستخبرني عن مكان وسيم يا ساري ام انك لن تفعل؟

بصدق رد ساري:
– لم اكن سأبخل عليك يا قسورة ولكنني صدقًا لم أراه منذ أكثر من شهر.. لا ادري اين اختفى هذا الرجل.. ورغم الأدلة الموجهة ضده انا على يقين من أن الفاعل ليس وسيم.. ليست من صفات وسيم الاعتداء على بيوت الغير.. خاصةً حينما تتواجد بها النساء.. ومع ذلك اعدك يا قسورة انني اذا رأيته سأبعث لك بفتى ليخبرك عن مكانه.

اومأ قسورة بتفهم وقال:
– شكرًا لك يا ساري.. لا تُقصر في هذه الأمور.. الان أخبرني فقط قبل أن اغادر.. الا تتوقع حضوره حفل زواج شقيقتك؟

  • بالتأكيد سيتواجد.. لا شك أنه يعرف عن زواج شقيقتي بابن القاضي.
    رد ساري بجدية قبل أن يضيف:
  • لا بد أن زوجتك رأت شيئًا بإمكانه مساعدتك في إيجاد المعتدي على منزلك.

  • أجل رأت.. عينيه زرقاوين وهو اصهب.
    هتف قسورة بصوت يدل على تفكير عميق فعلق ساري:

  • هناك صهب في قبيلتك ايضًا يا قسورة.. وهناك صهب في قبيلة الدراوشة.. يجب أن تتذكر اعدائك.. وأن تأخذ بعين الاعتبار إمكانية كون هذا الشخص مبعوثًا من قبل أحد ما.

قال قسورة:
– انا فكرت مثلك تمامًا ولا زلت ابحث.. حلقة الوصل التي ستساعدني هي فقط لقائي بوسيم العثماني.. انا مثلك استبعد هذه التصرفات عنه ولكن مع ذلك يجب التأكد.. فانت تعرف العداوة التي بيننا يا ساري.
استطرد قسورة وهو يستقيم واقفًا:
– على اي حال.. انا سأغادر الآن.

وقف ساري هو الآخر وهتف بجدية:
– قسورة اذا كنت تشك أيضًا بأحد من أفراد قبيلتي قل لي.. وانا سأبحث معك واساعدك.

تطلع قسورة إليه للحظات قبل أن يقول:
– مشكور يا ساري.. لا زلت لا اعرف ولكن إذا شعرت أن هناك أحد من قبيلتك يمكن أن يكون الفاعل أخبرني فلا اريد أن نهدر تضحيتنا بنسائنا هباءًا بسبب شخص ما من احدى القبيلتين يرغب باستمرار العداوة.. انت فقط سلّمني الشخص فموت طفلي وبكاء ولوعة زوجتي لن يجعلني اتوانى أبدًا على التساهل بأخذ ثأري.


اليوم الأخير من الاحتفال بزواج فؤاد وغزالة..
ارتدت غزالة فستان من قماش الابيض الثقيل.. يتدحرج بطبقات عديدة الى الأسفل حتى نهاية قدميها.. مرصع ببعض القطع الذهبية الغالية.. فستانها كان عمل السلطانة زوجة القاضي.. وزينتها كانت عمل شقيقتها حليمة المبدعة بصناعة المستحضرات التجميلية ووضعها على الوجوه..

كان الذهب يغطيها بطريقة لا تتناسب مع جمالها الهادئ والناعم أبدًا ولكنها لا زالت تبدو الاجمل على الاطلاق.. جميلة بطريقة تخطف الأنفاس وتسحر العيون.. حتى العربة التي ستغادر بها إلى منزل زوجها فؤاد كانت مزينة بالذهب كما يستحق جمالها الخارجي وجمالها الداخلي.

ابتسمت غزالة لياقوت التي اقتربت منها لتبارك لها بسوار ذهبي ناعم كما تحب غزالة تمامًا..
– مبارك لك حبيبتي غزالة.. ان شاء الله يكون هذا الزواج خيرًا لك في الدنيا وفي الآخرة.

عانقتها غزالة بحب وغمغمت:
– ان شاء الله حبيبتي.. عُقبال ما تنير حياتك ببهجة قلبك.

ابتسمت لها ياقوت:
– مشكورة.. معظم نساء قبيلتي يمدحن جمالك.. تبدين فاتنة وساحرة.

ضحكت غزالة وهي تساءل بمرح:
– هل ابنة عمك خنساء واحدة منهن؟ تبدو حاقدة علي.

ضحكت ياقوت بصدق فدمعت عينا غزالة وهي ترى ياقوت للمرة الأولى تضحك من الصميم.. لا تمثيل أو مجاملة!..
– لا.. هي لا تحقد عليك.. خنساء فقط تغار على زوجها ومنذ أن سمعت النساء تتحدث عن جمالك وهي تحاول جعل جمالك يبدو عاديًا في عيون الجميع.. ومع ذلك هي طيبة القلب وذي عقل مبدع.. كل مشكلة ولديها حل في قاموس خنساء.

ابتسمت غزالة بحنو لياقوت وهمست:
– شخصية مثيرة للاهتمام.

  • بعد قليل ستغادرين فإرتاحي قبل الزفة.
    غمغمت ياقوت بهدوء فتوسمتها حدقتا غزالة بتأثر كبير.. يا الله مجرد طفلة.. طفلة في غاية الجمال وغاية الذكاء! كيف كان بمقدور ساري أن يقسو عليها؟ طريقها تحدثها الان معها جعلت فؤادها يئن شفقة عليها.. كيف تتركها وتغادر وهي تشعر أنها ابنتها لا صديقتها ولا قريبتها ولا اختها حتى.. فقط ابنتها؟!

عانقتها غزالة مرة أخرى وقالت:
– أجل سأغادر ولكنني سوف أضايقكم ليلًا ونهارًا بحضوري الى المنزل حتى اراك.

ابتسمت ياقوت وكادت أن ترد لو أن لم يتم الإعلان عن دخول ساري ووالدها وجدها واعمامها حتى يقوم العريس بأخذها معه إلى منزلهما.. همت ياقوت بالابتعاد الى الجانب الآخر حتى تفسح المجال لهم للسلام على غزالة ولكن يد ساري التي امسكتها منعتها بتحقيق مبتغاها.. اوقف ساري ياقوت بجانبه بفخر قبل أن يخطو نحو شقيقته ويقبل جبينها يليه يديها الاثنتين..
– مبارك لك يا روح ساري.. عسى أن يكون هذا الزواج فقط راحة وسعادة وتعويضًا لك على كل الالم الذي تجرعتيه في حياتك.

ابتسمت غزالة لشقيقها بدموع تألقت في مقلتيها فضمها ساري الى صدره بقوة أمام نظرات الحاضرين ووسط صخب الطبول التي تُدق..
– عدني أن تعتني بياقوت يا ساري.. اسعدها ارجوك بكل ما بوسعك.

  • اعدك حبيبتي.. فكري الان فقط بنفسك وانسي العالم كله.
    همس ساري لها قبل أن يقبل جبينها مرة أخرى ويبتعد ليقبل جبين ياقوت هي الأخرى أمام الحاضرين دون خجل أو احراج..

احمر وجه ياقوت ورغبت بصفعه وهو يلتصق بها ويعاملها بهذا الأسلوب أمام الضيوف.. لم يعد يخجل أبدًا.. حتى عندما أخذها الى قبيلتها قبل عدة أيام أمام عائلتها كان يقبل جبينها ويبتسم لها بحب ويدللها.. كل هذه التصرفات تضايقها وتحرجها وهو يعرف ولكن لا حياة لمن تنادي..

بعد خروج غزالة وسط صخب الطبول واصوات السيوف التي شكلت موسيقى ساحرة مع ضربات الاقدام التي تقوم بالدبكة العربية والتي قام بها الرجال غادرت عائشة في عربة الخيل مع زوجها بينما بدأت الضيوف بالانقشاع بعيدًا..
استدار ساري ووجد ياقوت تقف مع شقيقها يوسف فمعتصم رفض ساري أن يدعوه لاي شيء له علاقة بشقيقته غزالة.. دنى ساري منهما ووقف بجانب ياقوت فرشقه يوسف بنظرات حقد وهتف:
– مثير للاشمئزاز!

ابتسم ساري باستفزاز ثم نظر إلى ياقوت وسألها:
– هل ارد عليه يا ام كليم ام اتجاهله؟

إزدردت ياقوت ريقها باضطراب وقلق وغمغمت:
– لا.. لا ترد.

اتسعت ابتسامة ساري وهو يتطلع إلى يوسف الذي رفع حاجبه باستهجان وقال:
– لن ارد عليك يا شقيق زوجتي.. فامرأتي لا تريد مني ان افعل.. ولكن اعذرني ربما ارد في يوم اخر ويكون ردي بالطريقة التي يجب أن تكون تمامًا.

لم يرد يوسف عليه بسبب وجود ياقوت فقط.. وبتجاهل تعمد فعله سأل يوسف شقيقته:
– ياقوت متى ستأتين لتجربي النوم في منزلي الجديد؟ النوم به مريح.. لن يكون هناك ما يعكر صفو مزاجك أو يقوم بمضايقتك.

ابتسمت ياقوت باستمتاع فقال ساري بروح مرحة وببرود لا احد يدري من اين يأتيه:
– اذا كان لديك غرفة تسع لنا.. سوف اتي انا وياقوت لنجرب النوم المريح في منزلك الجديد.

اغتاظ يوسف من رد ساري فعلقت ياقوت بمكر:
– بالطبع سنأتي انا وساري.. ربما سنفعل غدًا.. ما رأيك يا ساري؟

  • كما ترغبين سنفعل.
    رد ساري بهدوء غير مفهوم فزفر يوسف بضيق وتمتم:
  • سأنتظركما غدًا اذا . اتمنى فقط أن لا تحدث كوارث في منزلي بسبب دخول نوع من انواع الوحوش البشرية إليه.

الوصول المفاجئ لوسيم العثماني جذب كل الانظار واولهم ساري وقسورة.. فتطلع ساري الى قسورة للحظات قبل أن يقول بجدية ليوسف:
– اوصل ياقوت الى الداخل يا يوسف.. لا تبتعد عنها إلا بعد أن تتأكد من وجودها بين نساء العائلة.

اومأ يوسف بتعجب قبل أن يمسك يدها ياقوت وينفذ طلب ساري.. وبينما هما في طريقهما همست ياقوت:
– يوسف اريد ان اطلب منك شيئًا.. هل تنفذه ام لا؟

بحيرة رد يوسف:
– بالتأكيد.. ولكن دعيني اعرف ما هو طلبك اولًا.

ردت ياقوت بجدية وحزم:
– اريد معرفة سبب العداوة الحقيقي والأساسي بين القبيلتين.. اريد معرفة الاساس فإبحث لي عن السبب وحاول أن تعرف الجواب وتأكد من صدقه.. فكما عرفت له علاقة بالشرف.

  • ان شاء الله حبيبتي.. ولكن لماذا تريدين أن تعرفي هذه المعلومات الان؟
    تساءل يوسف فابتسمت ياقوت وقالت بغموض:
  • لتنجح بأي بشيء يجب أن تعرف كل شيء.. والأهم معرفة الأساس!

بغضب اتجه قسورة نحو وسيم العثماني فتبعه ساري مسرعًا وقبل أن يهجم قسورة على وسيم كان ساري يمنعه بجسده..
هدر قسورة بعصبية:
– اين كنت تختبئ طيلة الأيام السابقة؟ منذ أيام عديدة وانا ابحث عنك.

مط وسيم شفتيه باستنكار وقال بتهكم:
– وماذا يريد بي ابن قبيلة الفهدي؟

بحدة قال ساري:
– وسيم لا حاجة لسخريتك هذه الان.. في اليوم الذي احترق مجلس الرجال في منزل قسورة والذي فقد فيه ابنه ماذا كنت تفعل بجانب منزل قسورة؟

ببرود رد وسيم:
– كنت اخطب لي ابنة عمه!

  • ستتزوج مرة اخرى ومن قبيلة الفهدي؟!
    تساءل ساري بذهول فأجاب وسيم:
  • لقد طلقت زوجتي الاولى.

بنفاذ صبر سأله قسورة:
– ما اسم التي ستتزوجها من بنات عمومتي؟

قال وسيم بهدوء:
– امينة! سمعت انها كانت صديقة زوجتك المقربة.

كوّر قسورة يده بعنف وهو يتمنى أن لا يكون ما يشك به صحيحًا:
– هل لها او لشقيقها عزيز يدًا بما حدث في منزلي؟

هتف ساري بجدية:
– انسى العداوة وقل الصراحة يا وسيم.

تنهد وسيم:
– والله لست متأكدًا ولكنني رأيت طيف امرأة تخرج من سطح منزلك بينما أمرّ من جانب منزلك.. وعزيز كنت اسمعه دومًا يتحدث عنك بحقد وفي ذات اليوم الذي كنت خلاله في منزله لأخطب أخته لم اراه.

بضيق وقهر تمتم قسورة:
– عزيز.. امرأة.. رجل اصهب.. لم أعد ادري من اين ابحث!

قال ساري بهدوء:
– اطلب مساعدة قاضي القبائل.

تنحنح وسيم قبل أن يهتف:
– انا سأغادر فعلى ما يبدو انني تأخرت.. بارك لأختك نيابة عني.. فها هي اخيرًا عرفت اين تجد الرجل الذي يستحقها.

  • ليست كل الأشكال مثل بعضها البعض يا وسيم اذا كنت تقصد أن تتحدث بهذا الموضوع امامي عمدًا.
    قال قسورة بثبات فرمقه وسيم بتجهم:
  • رجال قبيلة الفهدي كلهم من نفس الطينة.. لا تنسى ماذا فعلت بابنة شقيقتي قبل سنوات.. لتبقى الكتب مغلقة من الأفضل.

بجدية هتف قسورة:
– ما حدث قبل سنوات هو انني لم اكن ارغب بظلمها ففعلت ما قمت به.. صدّقني هذا الأفضل لابنة شقيقتك.

error: