رواية عشق ليس ضمن التقاليد للكاتبة أسيل الباش

الفصل السابع عشر (الجزء الثاني)
لم يتوقع قسورة أن يكون الفاعل هو وسيم العثماني أبدًا فمنذ سنوات اختفى ولم يظهر اطلاقًا في نواحي قبيلتهم.. وسيم العثماني يكون عدوه اللدود.. بينهما عداوة اكبر من عداوته مع قبيلة العرّابي.. ولكن لم تكن البتة من صفات وسيم العثماني حرق المنازل وضرب النساء.. وسيم العثماني يواجه علنًا وببسالة.. فمن أين وا
واتته الجرأة ليهجم على منزله وهذه الصفات ليست من صفاته؟ هناك شيء خاطئ.. يجب أن يفكر بتروً ولكن الاهم الان أن يطمئن على سلامة زوجته وسلامة طفله..– اذهب وأخبر جدي بما رأيته ثم عد وأخبرني ماذا حدث في منزلي بسبب الحريق.
قال قسورة لشقيقه عمران بهدوء يحاول التحلي به فهز عمران رأسه موافقًا:
– هل تعتقد يا قسورة أن قبيلة العرّابي لها يد في هذا الموضوع؟ فإنت تعرف أن وسيم العثماني صديق ساري العرّابي المقرب وانهما يتقابلان بطريقة ما.تنهد قسورة بتعب مشحون بغضبه:
– لا اعرف يا عمران اذهب الان وافعل ما اخبرتك به.غادر عمران لينفذ ما قاله شقيقه الأكبر فعاد قسورة إلى الداخل وهو يقسم أن اذا كان لساري العرّابي يد بما حدث سيقتله هو ووسيم العثماني..
خرجت خديجة من الغرفة فدنى منها قسورة هو ويتساءل بلهفة:
– ها خالتي؟ اخبريني كيف حال خنساء؟

– خنساء بخير.
أجابت خديجة بصوت شجي فتنهد قسورة وكأن تم رد روحه إلى جسده بينما أردف حامد بتساؤل قلق:
– الحمدلله.. ولكن وماذا عن الجنين يا خديجة؟

اخفضت خديجة رأسها وغمغمت بآسى وحزن:
– الله كريم.. سيعوضهما ان شاء الله بغيره.. لقد مات!

اغمض قسورة عينيه بحسرة ووجع.. كانت اقصى طموحاته أن يرزقه الله بطفل يستند عليه ويعلمه ذكاءه ومكر والدته.. كانت خنساء ستلد قريبًا ولكنها خسرت الطفل.. أحس بإختناق يجرش قلبه.. بدموع تتكدس رغمًا عنه في عينيه..
همس بألم بينما رغبة وحشية تتصاعد في ثناياه للثأر ممن اعتدى على منزله وتسبب بفقدان طفله الذي لم يلد بعد:
– قدّر الله وما شاء فعل.. الحمد لله في السراء والضراء.

وضع حامد يده على كتف قسورة وقال:
– الحمد لله دائمًا وابدًا يا قسورة.. باذن الله سيعوضكما انت وابنتي بما هو احسن وأخيّر.. لا يجب أن تضعف فخنساء ربما ستنهار لأنها كانت تنتظر موعد قدوم الطفل بشوق وشغف كبير.

– ومن منا لا يفعل؟
تمتم قسورة بتهكم مرير فربت حامد على كتفه بطريقة يبثه بها دعمه وقوته..
صمت قسورة للحظات قبل أن يهتف بوعيد:
– ولكن أقسم بالله العظيم ان انتقم من الحقير الذي تسبب بموت طفلي مهما كان هذا الشخص النذل يكون.

*******************
منذ ما حدث وهما لا يتحدثان مع بعضهما البعض.. كالغرباء تمامًا.. هو فرح بدفاع ياقوت عنه ضد عدوه بينما هي مكسورة مظلومة.. شيء ما مكسور في أعماقها.. حياتها باتت متعبة لا تُطاق.. تريد التخلص من هذه المشاكل وان ترسي بنفسها على بر سليم هادئ..

هي لا تغار ابدًا ولا تتوقع في يوم من الايام أن يحبها احمد ولا يهمها اذا احبها يومًا ام لا ولكنها باتت تتساءل ما هو دورها في كل ما يحدث؟ من هي في كل هذا الجنون؟ كيف تم حشرها في هذا المثلث الدرامي بين احمد وساري وياقوت ولماذا؟

احست عائشة بنار يضطرم لهيبها في صدرها دون اي رحمة فنهضت من مكانها مخنوقة لا تطيق حتى نفسها.. تود أن ترتاح.. وجدته أمامها فجأة ينظر إليها بنظرات غير مفهومة.. نظرات جعلتها تقضم شفتها السفلى بشراسة وتعقد حاجبيها بضيق بينما لهاث أنفاسها يتصاعد كزمجرة لبؤة تود أن تنقض على عدوها..

– ما خطبك؟
تساءل احمد بهدوء فهدرت عائشة ببغض:
– لا شيء عدا انني ارغب بالتخلص منك.. بت اكرهك ولا اطيق وجودي بجانبك!

رفع احمد حاجبه بتهكم:
– هل افهم الان انك تغارين مما حدث ام ماذا؟

أطلقت عائشة ضحكة قاسية مريرة كالعلقم قبل أن ترد:
– اغار؟! اذا كنت سأغار فبالتأكيد ليس عليك.. كل ما فعلته انت لم يغير اي شيء.. فقط تصرفت بتفاهة مطلقة.. بعد أن تخليت عنها وقت الشدة تذهب في الوقت الخطأ لتدافع عن حق لم يعد له وجود! انت مثير للسخرية حقًا.. واذا كنت تعتقد أنها وقفت بجانبك ضد ساري لأنها لا زالت تكن لك نفس المشاعر التافهة القديمة فأحب أن اخبرك انك تتوهم.. ما فعلته ياقوت كان فقط لتقهر ساري واعتقد انها نجحت.

ببرود قال أحمد:
– حسنٌ هذا رائع فعلى الأقل هي نجحت كما تقولي بقهر ساري.. خلاصة الأمر، ماذا تريدين مني الان أن أفعل يا عائشة؟

– اريد ان اخرج من داخل هذه الدائرة المقيتة.. انا ليس لي اي ذنب بما يحدث حتى اتألم انا اكثركم.. انت وساري أيضًا لم تعد اموركما تهمني.. الان انا حقًا متعبة منكما وبدأت بكرهك وكرهه.. الحل الوحيد يا احمد هو أن تعتقني من هذا العذاب وتطلقني! واعدك أن أقول أنني أنا من طلبت الطلاق.. لن يكون هناك ثأر جديد.. ارحموني ارجوكم من كل هذا!
هدرت عائشة ببكاء يحكي عن مدى قهرها.. لماذا لا ينفذ فقط ما تطلب منه ويعتقها؟ هي تم اقحامها بهذا المسألة مع انها لا تمت لها بصلة.. تريد فقط أن ترتاح..

زلف احمد منها وجذبها الى صدره رغم محاولتها دفعه ومحاولتها الابتعاد عنه.. ثم همس برفقٍ وقد تأثر فعلًا بكل ما قالته:
– لن اطلقك يا عائشة.. انت كما قلتِ.. ليس لك أي ذنب في كل ما يحدث كما لم يكن لغيرك اي ذنب.. ادري جيدًا انك لا تستحقين رجلًا مثلي وتستحقين من هو افضل مني بكثير.. انت تستحقين رجلًا يحبك لوحدك ويمنحك الحياة التي تتمنينها.. انت نقية جدًا يا عائشة ولا استطيع أن اسبب لك المزيد من المشاكل.. سامحيني.

ضربته عائشة على صدره وهي تصرخ بثوران بينما دموعها تنهمر على خديها:
– لا اريد.. انا اريد فقط الطلاق.. انت لن تنسى يومًا ياقوت وانا سأبقى طيلة عمري على الهامش.. انا لا اريد ان اكون منبوذة.. اريد رجلًا يحبني.. حتى ياقوت على الرغم من قسوة ساري عليها يبدو أنه يحبها.. ولكن انا لا احد يحبني أو يهتم بمشاعري.

انخفضت نبرة صوتها وانزلت قبضتها بينما يضمها احمد الى صدره بقوة أكبر:
– لن الومك أبدًا اذا لم تنسى حبك لياقوت ولكن على الأقل ارجوك لتكن عادلًا وانصفني هذه المرة وحررني منك.

– شش.. سامحيني فقط عائشة.. انا لست مثلهم.. انا احتاجك!
غمغم احمد بنعومة فزمجرت باختناق:
– تحتاجني وتريد وتحب ياقوت.. كفاكم أنانية.. كفاك ارجوك!

رفع احمد رأسها وتأمل وجهها الأحمر المبلل بدموعها ثم تساءل بجدية سببها تأنيب الضمير الذي يشعر به تجاه هذه الإنسانة المظلومة فعلًا ومنه أيضًا:
– ماذا تريدين مني لترتاحي؟ اطلبي وسأفعل.

– إما أن تطلقني ويذهب كل منا في سبيله فأنا لست نكرة في حياتك وإما أن تنسى ياقوت نهائيًا وتفهم ان لك زوجة لها حقوق عليك مثلك تمامًا.. انا لا اريد ان اقضي حياتي مركونة على الرصيف.. اذا لم تود ان تطلقني يجب أن لا تفكر بغيري.. أن تكف عن مشاكلك مع ساري.. أن تعر اهتمامًا لوجودي وتقدّرني.
قالت عائشة بثبات فلثم احمد جبينها وهمس:
– تم يا عائشة.. اعدك أن ترتاحي وان تسير علاقتنا الزوجية كما يجب وكما تريدين.. انا لا اريد ان تُلقى المزيد من الذنوب على عاتقي.

*****************
لا تدري ما الذي أصابها حتى تقف وتتصنت على حديث ساري وغزالة.. ثقتها بنفسها زادت بعد أن تمكنت من تحقيق انتقام بسيط من ساري ولم يؤذيها.. شيء ما ارضى غرورها وعزّز من كبريائها.. كانت متوقعة رد فعل شرس من ساري حينها ولكنه لم يفعل.. واليومين الماضيين ساري لم يتكلم معها حول ما حدث أبدًا بل كان يقضي معظم يومه في العمل ثم يعود بعد صلاة المغرب منهك وينام.. اما اليوم فقد عاد بعد صلاة العصر وها هو وشقيقته يتكلمان منذ نصف ساعة واستغلت هي طلب والدة ساري منها أن تذهب لتناديهما ووقفت تتصنت خلف باب غرفة غزالة..

عقدت ياقوت حاجبيها بفضول وهي تسمع غزالة تقول لساري:
– ساري اصدقني القول.. ما هي مشاعرك الحقيقية تجاه ياقوت؟ انت لا تستطيع أن تخدعني أو تتجاهلني.. طمئن قلبي يا ساري وأخبرني هل تكرهها أن تحبها؟

تنهد ساري قبل أن يجيب:
– انا لا اكره ياقوت يا غزالة.. لو انتي اكرهها لم اكن سأتحدى الجميع لتبقى زوجتي.

توترت خفقات ياقوت وهي تسمع غزالة تهتف باصرار:
– ساري هل افهم من كلامك هذا انك تحبها؟ ياقوت تستحق أن تحبها وتعاملها بلطف وود.. لا تنسى أن هي الأخرى لا ذنب لها مثلي بأي ثأر وبأي عداوة.. يجب أن تعوّضها يا ساري على كل اذى تسببت لها به.. لا تكن مثل معتصم الفهدي.

وضع ساري يده على يد شقيقته وغمغم بصوت اجش:
– انا لن اؤذي ياقوت اكثر.. ياقوت صارت تهمني اكثر مما تتخيلين يا غزالة.. انا انسبها لنفسي بكل شيء لأن مشاعري تجاهها كلما تصبح أعمق واعمق.

احمر وجه ياقوت بطريقة مناقضة للمكر الذي ومض بحدقتيها وهي تسمع غزالة تهمس بتأثر:
– انت تحبها ساري فأرجوك لا تؤذيها.. انا لا استطيع ان ارى امرأة أخرى تُظلم.. ياقوت تذكرني بنفسي.

اندثر المكر الذي يزين عيني ياقوت تحت دثار دموعها بينما غزالة تردف:
– ياقوت الان حاقدة عليك.. كارهة الجميع.. تود أن تثأر لروحها المظلومة الموجوعة فدعها تنتقم قليلًا لترتاح.. اتركها تحرّر الطاقة السلبية الكامنة في قلبها وانت وهي سترتاحان.

ابتعدت ياقوت سريعًا وتوجهت إلى جناحها فور أن سمعت خطوات اقدام تقترب منها.. لم تسمع بقية حديثهما الذي كله كان يتمحور عنها ولكن بطريقة ما بدأت ترتاح لغزالة وتعتبرها اكثر من مجرد شقيقة زوج أو حتى صديقة..

*****************
رفض قسورة إصرار عمه حامد ليقضي الليلة هو وخنساء في منزله.. فمنزله لم يحترق بالكامل حتى ينام في منزل اخر.. فقط مجلس الرجال احترق أما بقية المنزل فهو بحال جيد.. لم يرى خنساء طيلة اليوم بعد أن اطمئن على سلامتها لأنه اضطر أن ينشغل بالمشكلة التي وقعت فوق رأسه من العدم..

دخل قسورة الى الغرفة التي تتواجد بها خنساء فوجد انها اخيرًا مستيقظة وكما توقع حالتها أن تكون وجدها.. هادئة.. قوية.. صامدة.. ولكن دموعها تسيل على وجنتيها بطريقة الهبت قلبه وجعًا عليها..
اقترب منها وهو يغمغم بصوت خشن مرهق:
– السلام عليكم.

تطلعت خنساء إليه بمقلتيها الشجيتين الساحرتين وهمست بوهن وبكاء:
– قسورة.. لقد مات طفلنا!

قعد قسورة بجانبها على السرير وقال بتماسك:
– الحمد لله على كل حال.. الله سيعوضنا بغيره يا خناس.

انزلت خنساء رأسها ووضعته على كتفه وهي تجهش ببكاء قلب ام مكلوم:
– الحمد لله على كل حال.. الحمد لله.. لقد ناديتك.. خفت ان اموت.. خفت ان يموت طفلي.. ومات ولم اموت انا.. يا ليت انا من ماتت.

رفع قسورة رأسها بقوة وزجرها بحدة:
– لا سمح الله.. حفظك الله وادامك لي.. دونك ماذا سنفعل انا وابنك؟ الطفل يُعوض ولكن انت لا يا خنساء.. انت لا شيء يعوض مكانك.

في لحظة عادية كانت خنساء ستقفز فرحًا وهي تسمع كلمات قسورة هذه ولكن بعد أن فقدت طفلها… قطعة من روحها وقلبها.. لا تستطيع أن تفعل..
غمغمت خنساء بضيق وهي تلومه:
– لو انك سمحت لي فقط بالذهاب إلى جدي لما كان الطفل سيموت.. ولكن بسبب سجنك لي في المنزل ها انا قد خسرت طفلي.. انا الومك يا قسورة!

– خنساء هذا قدر الطفل أن يموت.. مُقدّر له أن يموت فقومي بحمد الله على كل حال.
قال قسورة بجدية فعانقته خنساء وهي تغمغم ببكاء:
– الحمد لله.. اريدك ان تعوضني يا قسورة.. اريد ان احمل بعشرين طفل!

رغمًا عنه ضحك قسورة:
– هل انت متأكدة من كلامك هذا يا خناس؟

– أجل.
أجابت خنساء دون تفكير فقبل قسورة رأسها بحب وغمغم:
– تكرمين يا روح قسورة.. ستحملين اربعين مرة بدل العشرين.

ابتسمت خنساء برضى قبل أن تعود إلى البكاء مرة أخرى:
– قسورة لقد رأيت وجهه.. رأيت عينيه.. الحيوان ضربني.

– هل قدرت ان تميزي شكله أو معرفة هويته؟
تساءل قسورة بجدية وهو يرجو الله أن لا يكون الجاني وسيم العثماني.. فأجابت خنساء وهي تمسح دموعها:
– أجل.. فقط عينيه.. اذكر لونهما كان ازرقًا وعلى ما يبدو أنه اصهب.

عقد قسورة حاجبيه وهو يفكر أنه ليس وسيم العثماني.. وسيم رجل اسمر البشر وعينيه بلون العسل.. يجب أن يتذكر فقط اين رأى شخص اصهب اللون ويتأكد إذ كان لوسيم علاقة بطريقة ما بما حدث.. فوفقًا لما قاله عمران انه رأى وسيم وعودة وسيم في ذات يوم حريق منزله أمر يثير الريبة والشك..

******************
ابتسم ساري وهو يرى ياقوت تقوم بطي الغسيل بتركيز لدرجة أنها لم تنتبه إليه حينما دخل الجناح.. كلمات شقيقته غزالة لا زالت ترن في أذنيه.. وغزالة كانت صادقة بمعظم كلامها.. ياقوت لا ذنب لها بالإضافة إلى أن ها هي شقيقته ستتزوج مرة أخرى ومن رجل يتمناه كل اب لابنته..

دنى ساري منها بخطوات بطيئة وهو يتأملها بفستانها الأزرق الذي يماثل لون عينيها ثم بنعومة أحاط خصرها بيديه بينما يهمس:
– جميل الأزرق على جسدك.. كلون عينيك الساحرتين تمامًا.

كتمت ياقوت شهقتها المفزوعة وغمغمت بتوتر:
– دعني انهي عملي.

حملها ساري، متجاهلًا كليًا اعتراضها ثم توجه إلى سريرهما الكبير ووضعها عليه وجلس بجانبها فقالت ياقوت بضيق وارتباك:
– اخبرتك انني اريد ان انهي عملي.. وهناك العديد من الأعمال التي لم انهيها بعد.

– العمل يتأجل.. لن يهرب منك.
قال ساري بهدوء قبل أن يخرج سلسلة ذهبية من جيبه ويردف:
– استديري.

تطلعت ياقوت الى السلسلة الذهبية التي اخرجها ساري للحظات ثم رفضت قائلة:
– لا اريد السلسلة هذه.

أدار ساري ظهرها إليه رغمًا عنها برفق ثم بنعومة أزاح شعرها وألبسها السلسلة الذهبية التي كانت ضخمة بعض الشيء نسبةً لنعومة بشرتها.. كان يتدلى منها مفتاح في نهايته قلبًا.. كانت السلسلة جميلة ولكن جمالها ليس ناعمًا..
اقشعر جسدها وشعرت باضطراب شديد في معدتها حينما شعرت بشفتيه على عنقها تقبلها.. حاولت أن تبعد ظهرها إلا أنه ثبّتها بيديه وقرّب ظهرها الى صدره بينما يسمعها تهمس بصوت مخنوق:
– ابتعد عني.

غمغم ساري بعاطفة من بين قبلاته المتفرقة على عنقها وظهرها:
– لا استطيع أن ابتعد عنك.. صرتِ شيئًا لا استطيع العيش دونه.

إزدردت ياقوت ريقها وهي تحس بإحساس غريب قريب الى الخوف يحتاج اوصالها.. هذه أول مرة تسمع هذا الكلام منه.. أجل هي سمعت حديثهما عن مشاعره تجاهها ولكن الان وهي تسمع هذا الكلام منه مباشرة يبدو غريبًا ومخيفًا بطريقة ما..
قالت ياقوت بقوة غامضة:
– يجب أن تعتاد على العيش دوني.. انا لا اريد منك اي شيء إلا البعد.

ابتسم ساري وهو يحملها بخفة ليجلسها في حجره..
– لا.. لن اعتاد ابدًا.. لأن مكانك الوحيد هو بيتي فقط يا ياقوت.. دعيني اغدقك بالدلال والدلع يا ام كليم.. وحاولي أن تنسي كل ما حدث.

بابتسامة مريبة همست ياقوت:
– انا موافقة.. سأحاول أن انسى وإفعل انت المستحيل لأرضى يا أبا كليم.

 

error: