رواية عشق ليس ضمن التقاليد للكاتبة أسيل الباش

الفصل الثالث وعشرون..
اعتدت على الشعور
بالغربة كما توهمتُ..
ولم أبالي بمغادرة الشمس
لصباحي كما قلتُ..
وحينما تهاجمني احزاني
افعل كما اعتدتُ..
بسمة تعذبني تحتل ثغري..
وأنين ذكريات تطلقه روحي..
ولخداع نفسي تخونني قوتي..
فتهجر الدموع مقلتي قلبي..
تنطفئ شعلتي.. تخمد مقاومتي..
وتحترق اوصالي في جسدي..


كان تصرفها متهورًا ونتائجه وخيمة.. أن ترفع يدها على ساري العرّابي وتصفعه بينما تدافع عن رجل غيره وكأنها لا تدري بجنونه.. أن تعلنها صراحة وكأنها تجلده بعنف بسوطها وتقر عن حبها واحلامها.. كل تهورها وعصبيتها وكل قوتها وشجاعتها وكل كلمة تفوهت بها اضمحلوا بنظرة عينيه الملتهبة.. نظرة سوداء متوعدة.. ووجه كالصخر منحوت بقسوة شديدة..
ارتجف جسدها وهي تطالعه مصدومة خائفة.. تلعن خوفها وضعفها من قسوته.. لماذا يضربها هو ولا يخاف من رد فعلها بينما هي اذا فعلتها تشعر أن قلبها سيتوقف عن العمل في اي لحظة.. هذا ليس عدلًا بحق الله!

لثوان قليلة فقط تيبست مكانها كتمثال حديدي ثم سرعان ما كانت تستدرك نفسها وتتراجع الى الوراء كي تفر هاربة بحياتها.. لن يتركها.. مستحيل.. بالتأكيد سيعاقبها..
استدارت راكضة نحو الباب.. لا تريد اي شيء غير الهروب منه والاختفاء عن حدقيته.. بدا لها كأنها برفقة شيطان لا انسان والذعر تشعشع في كل أنحاء جسدها مفاقمًا من صخب خفقات فؤادها المكلوم.. يا الله هي تخافه.. تخاف عصبيته.. رغم كل شيء تخاف جنونه..

أطلقت ياقوت صرخة يأس مرتعبة حينما منعها عما تنتوي وهو يضمها الى صدره بقسوة بينما يهمس بجانب اذنها بصوت بدا بعيدًا عنه كليًا.. وكأنه ليس ساري.. لا كان شيطانًا!.. نبرته كانت باردة قاسية خطيرة اقشعرت بدنها بطريقة مثيرة للشفقة وهو يقول:
– الى اين يا زوجتي؟ الى اين ستذهب امرأتي التي تجرأت ورفعت يدها علي؟ الى اين يا حضرة العاشقة الخائنة التي تطلب الطلاق من زوجها لتذهب الى حبيبها؟ لا تقلقي سأخذك إليه!

انهمرت دموعها بخوف وهي تقاومه بينما يرفعها عن الأرض ليسير بها تجاه السرير.. كانت تقاوم ذراعيه التي تقبض على جسدها ككماشة متينة ليس منها خلاص.. لم تكن قادرة على رؤية بريق عينيه الوحشي بسبب ذراعيه التي تضم ظهرها الى صدره بعنف مؤلم.. بدا كل شيء واضحًا.. ماذا سيفعل ساري بها كانت تدري به.. وهي ليست جاهزة.. لا… ستموت فيكفيها الامًا.. موت احمد لوحده كسرها بل حطمها فصارت كالفتات تحتاج أن تلملم بقاياها..

صراخها كاد أن يصم أذنيها حالما ألقاها بخشونة على السرير.. فحاولت أن تنهض وتهرب الا انه بسرعة كان يرمي بجسده الضخم على جسدها مثبتًا ومقيّدًا جسدها النحيل..
اخذت تهز رأسها بلا هستيرية وهو يهمس:
– دعيني الان اجد لك سببًا حقيقيًا يجعلك تقولين انني مجرم وانك تكرهينني.. الآن سأدعك تتمنين لو انك فقدتِ نطقك قبل أن تتفوهي بجنونك.

اغمضت عينيها باستسلام يمزق نياط القلب وهو يمزق لها ثيابها ويقبلها بعنف.. كانت كالجثة بين يديه وهو يعمل على تشويه جسدها بإحتراف.. كلماته كانت تحرق قلبها مسببة المًا لا يطاق.. كلمات التملك والأنانية واللمسات العنيفة كانت تنحرها.. طريقة قبضه على يدها وفكها وكأنه سيكسرهما بينما عنفه وجنونه يزدادان اكثر.. كل شيء كان يدمرها فتتمنى أن تتبع احمد وتموت أو يتبعه ساري ويموت..

كانت كلما تقول لا كلما يحتد غضبه وتضطرم نيرانه.. كلما تنبع منها مقاومة بسيطة واهية كلما يهرس روحها اكثر واكثر باللمسات والقبلات والكلمات..
اغمضت عينيها ودموعها تنزلق على خدّيها بيأس يكوي الأحشاء.. متى ستنتهي رحلة معاناتها؟ متى يا الله! لقد تعبت.. حقًا تعبت..

  • قوليها.. قولي انك تحبينني واني رجلك الوحيد لا غيري.. قوليها!
    غمغم ساري بنبرة شرسة تفيض تملكًا فهزت رأسها بلا زادته جنونًا وهي تشهق ببكاء عنيف..
    تابع ساري بقسوة وهو يقبض على فكها ليجبرها أن تبادله النظر:
  • إفتحي عينيك وقوليها.. انت تدرين جيدًا انني سأحصل على ما اريد.. الفرق أما أن يزداد عذابك أو يقل.. إختاري.

أشاحت بوجهها وهي تبثق كلماتها في وجهه لتهيج من جنون العاصفة:
– اكرهك.. كرهي لك ليس له حدًّا!

هز ساري رأسه بإبتسامة مرعبة قبل ان يجتاح شفتيها بعنف، معاقبًا إياها على رفضها..
اخذت تقاومه بقوة هذه المرة.. تصرخ وتضربه بجنون بسبب قسوته وخشونته..
انهارت حرفيًا بينما صراخ امه وشقيقته يصل إلى أذنيها..
هشمت له وجهه وصدره وهي تحاول دفعه عنها.. حاولت كما حاولت غزالة الباكية التي ترجوه أن يفتح الباب ويخرج..
– ساري افتح الباب انا ارجوك.. اتركها.. ارجوك لا تؤذها.

ولكن… لم يكن يسمع ولا يشعر.. جل ما يتردد بأذنيه كرهها له وحبها لغيره.. طلبها الطلاق منه.. رفضها العيش معه… صفعتها التي هوت على وجهه.. رثائها غيره..
كانت ساعات طويلة منهكة مرهقة مؤلمة كما لم تكن.. دموعها لم تجف وقسوته لم تخف وهو يحررها من وكر شياطينه ويتوجه الى الحمام ليغادر المنزل بأكمله..

غادر غير مكترثا بنداء والدته وشقيقته غزالة.. لا يريد أن يسمع اي احد.. يحتاج أن يبتعد عن الجميع.. فما فعله مؤذيًا لتلك الفاقدة للروح في الاعلى.. المستنزفة التي تريق وجعًا وكربًا..

توجهت غزالة ووالدته الى الاعلى بسرعة.. فهما يشهد الله كم حاولتا منعه عن جنونه وهما تضربان الباب لأكثر من ساعة حتى استسلمتا أخيرًا واخذتا عائشة الى غرفتها لتنام..
ارتعبت غزالة من مظهر ياقوت ونزلت دموعها بغزارة وهي ترى بعينيها جنون شقيقها ماذا فعل بهذه الطفلة..
لم تتوقعه بهذه القسوة ابدًا.. الا زال ينتقم من معتصم بهذه المسكينة ليدمرها هكذا!

خشيت أن تدنو منها وهي ترى بعينيها الحطام الذي اخلفه شقيقها بجسدها.. هو يحبها يا الله! كيف يفعل بها هكذا؟ كيف؟ ام أن كل ذلك كان جنونًا؟ ماذا فعلت ياقوت حتى ينقلب حاله الى شيطان اعمى؟ ماذا بحق الله!
لا بد أن لموت احمد علاقة بانقلاب حالهما لا شك..

حينما لمست والدتها جسد ياقوت لتساعدها على الاغتسال هزت ياقوت رأسها بقلة حيلة وجسدها يختض بذعر جعلها تختنق دون هوادة..
– لا.. لا.. دعوني.
كانت ياقوت تتمتم بهذه الكلمات بينما دموعها تسيل وتسيل وكأنها لا تتوقف..
تطلعت إليها والدتها لتساعدها فإقتربت غزالة مترددة لتجلس بجانبها على السرير وتغمغم بحنو:
– ياقوت يا قلبي لن يقترب منك اي احد.. لن اسمح لأحد أن يؤذيك.. فقط ساعدينا لنأخذك الى الحمام.. انت بأمان الان.. لن اسمح له أن يعود.

اغمضت ياقوت عينيها بقوة وهمست بإختناق:
– اريد ان اموت.. متى سألحق به؟!

استشرست الغصة القابعة بحلقها وأخذت تلعن شقيقها بسرّها على ما تسبب به فقالت محاولة أن لا تنهار هي الأخرى:
– لا سمح الله يا روحي.. أن شاء الله عمرك طويلًا.. استغفري الله ودعيني اساعدك.

بمساعدة والدتها الباكية بصمت انهضت ياقوت عن السرير لتكتم شهقتها بصعوبة ويشحب وجهها وهي تبصر بوضوح همجية شقيقها على خريطة جسد ياقوت المنهك.. كرهته.. حقًا كرهته ولا ترى به الان سوى معتصم الفهدي.. لا يختلف عنه بأي شيء..
حاولت بصعوبة أن تقصي تلك الذكريات الأليمة بعيدًا فهي لا تريد أن تتذكر اي شيء عن ماضيها القاسي.. وبإرتجاف أدخلت ياقوت الى الحمام لتساعدها على الاغتسال بينما تتوعد ساري حينما يعود..


بعد أن عاد قسورة بزوجته الى منزلهما اتخذت خنساء لنفسها مساحة خاصة في إحدى غرف المنزل لترثي موت شقيقها احمد بأريحية اكثر.. كانت صدمتها تفوق اي شيء آخر.. وقسورة الذي يشعر أن الدنيا كلها ضاقت به لم يعرف كيف يتعامل مع حزنها ويخفف عنها..
فإذا كان هو نفسه متأثرًا لهذا الحد بموت ابن عمه أحمد كيف سيكون حال خنساء العاطفية الرقيقة التي خسرت شقيقها المفضل المميز بكل شيء؟!

كانت الصدمة تعتصر روحها دون هوادة.. تمتص تفكيرها العقلاني فتهيج من قساوة لذاعة لسانها.. لم تكن عائشة وحدها من عانت من لوم خنساء الشرس بل والدة ياقوت أيضًا تحملت نوبة انهيارها الشرسة ولومها انها السبب بحزن احمد وياقوت بتجاهلها وقسوتها عليهما!..
والان… عندما إختلت بنفسها اخذت تعض أصابعها ندمًا على لومها لعائشة التي كان انهيارها تقريبًا يفوق انهيار جميع نساء القبيلة.. لا تستطيع أن تنسى كيف فقدت الوعي وهي تتهمها وشقيقها بقتل احمد.. ولكن ساري عدوها واي شيء له علاقة بأذية احمد ستجد نفسها تتهمه هو رغمًا عنها لأنه سبب تعاسة شقيقها وابنة عمها ياقوت..

لساعات بقيت خنساء لوحدها وترك قسورة لها كامل الحرية كما كانت تحتاج صدقًا.. دون أن يعيق قوقعتها هذه.. فقد كان بحاجة هو الآخر ليلملم أفكاره ويفكر بكل مصائب القبيلة وبمن قد يكون قاتل احمد..
انتظرها أن تخرج بنفسها من دوامة الحزن العميقة التي تحيط نفسها بها الا انها لم تفعل فاضطر أن يفعل هو..
حالما دخل إليها كانت تكتب ودموعها تسيل.. تكتب بمشاعر صادقة فاجتعها..

تأثر كما لم يفعل يومًا فسارع بخطواته للإقتراب منها وضمها الى صدره بينما يهمس:
– لا بأس عليك يا خناس.. لا بأس.. انا موجود لأعوضك يا حبيبتي.. انا زوجك وحبيبك وشقيقك ووالدك.

كانت وجهها شاحبًا كما لم يكن ابدًا وهي ترفعه لتطالعه بعينين ذابلتين..
– لقد مات يا قسورة! هل تستوعب أن احمد شقيقي لم يعد موجودًا أبدًا على هذه الأرض! وكأن الدنيا ضاقت به من كل النواحي فلم تعد تسعه! مات الطيب يا قسورة وبقي السيء.. أي عدالة هذه؟ استغفر الله فقط.

لثم قسورة عينيها الباكيتين بشفتيه وبثقة همس:
– ساثأر لدمائه ودموعك بيدي يا خنساء.. ثقي بأنني لن اسمح لقاتله أن يفلت من يدي اطلاقًا!

  • وماذا لو كان ساري العرّابي قاتله! هل ستقتله أيضًا بعد أن أصبح يزورك كثيرًا وكأنكما صديقان؟!
    سألته خنساء بجدية فلم يتردد بحوابه الحاد:
  • دون أي تردد يا خنساء سأقتله أمام عينيك.. ولكن لا اريد أن اظلم أحدًا.. اولًا يجب أن أتأكد من هوية القاتل وبعدها لو كان اخي الذي قتل شقيقك سأقتله بيدي! لقد قسمت قسمًا ليس بعده رجوع!

أطلقت تنهيدة حارة كاوية ثم قالت بحزن:
– كنتُ قاسية! لم أعهد نفسي هكذا.. اخذت بلوم عائشة وهي ليس لها أي ذنب.. احس بالاختناق على ما فعلته! ولكن لم اكن بوعيي.. كان قلبي يحترق وعقلي وكأنه غادرني.. كنتُ موجوعة ومقهورة!

  • عذرك معك يا خنساء.. اي احد مكانك كان سيفعل المثل.. لا تضغطي على نفسك اكثر بالتفكير.. ستعذرك بالتأكيد.
    قال قسورة مخففًا عنها فغلغت جسدها داخل حضنه وهي تتنفس رائحته النفاذة وترجو الله أن يحفظه لها من كل سوء.. لن تقدر على خسارته أبدًا هو الآخر.. اذا اصابه مكروهًا ستلحق به دون شك.. فخسارة عظيمة لوحدها كادت أن تفتك بروحها.. ومحال ان تتحمل خنساء فقدان رجلها وخاصةً اذا كان مثل قسورة..

على الرغم من حزن عائشة على نفسها وعلى موت احمد الا ان حزنها وضيقها اشتد وهي تشاهد بعينيها الظلم والألم والخوف التي تعاني منه ياقوت.. لقد مات الشخص التي تعشقه منذ طفولتها بعد فراق قسري وساري لا يبخل عليها أبدًا بقسوته.. تستغرب قسوته صدقًا.. احمد رغم كل شيء حاول أن يدوس على قلبه التعيس ويسعدها..

هي لا تدري اطلاقًا بكلمات ياقوت المتهورة التي أطاحت بكل ذرة تعقل باقية في جسد ساري.. كلمات ياقوت لم تكن سهلة أبدًا له كرجل شرقي ترعرع في قبيلة مبنية على القسوة والقوة والانتقام.. وهو رغم كل شيء عشقها.. عشق ياقوت وحاول أن يجعلها تحبه.. حاول أن يسعدها رغم معرفته التامة أن ياقوت فقط تجاريه لتنتقم.. وهو كان سعيدًا ما دام كل ما تفعله سيريحها ويعيدها الى حضنه راضية.. ولكن موت احمد لم يكن في الحسبان.. وكلمات ياقوت المغمورة بالحقد والألم لم تكن إلا أشد انتقام منه.. انتقام كهذا لم يكن اطلاقًا في الحسبان..

حينما عاد ساري متوجهًا مباشرةً إلى جناحه لم يجد أي طيف لزوجته.. انقبض قلبه وهو يعود إلى الاسفل بخطوات سريعة.. سمع صوت والده يناديه فتجاهله بشكل تام وهو يسأل والدته بخشونة لا يقصدها:
– أمي اين ياقوت؟

رمقته والدته للحظة بعينين بائستين تعتبان على قلبه الحجر قبل أن تدير وجهها دون أن تنبس ببنت شفة..
تفاقم غيظه وافكاره المجنونة عن كونها اختفت من حياته فكرر بصوت حاد غاضب:
– أمي اخبريني اين هي؟ لا اريد ان افقد عقلي.

جاءه صوت والده الهادئ الذي يتدخل ولأول مرة بتصرفات ابنه مع زوجته:
– لماذا لا تطلقها يا ساري؟ الفتاة لن تتقبلك أبدًا وما فعلته بها كما اخبرتني والدتك حقًا لا يجب أن اسكت عليه.. أعدها الى قبيلتها فشقيقتك ها قد عادت الينا أيضًا بعد موت المرحوم احمد الفهدي.. طلّقها قبل أن يتدهور الوضع أكثر.

رشق ساري والده بنظرات حارقة قبل أن يلكم الجدار بجانبه بقوة اجفلت والدته بينما يزمجر باحتدام:
– محال أن أطلقها.. والله تموت أو اموت انا ولا أطلقها.. هي زوجتي الى الابد.. ومن الأفضل أن لا يتدخل اي احد بعلاقتي بها.. هي زوجتي انا وانا لوحدي اقرر ماذا افعل بها!

ثم نظر إلى والدته واستأنف بحدقتين شرستين بينما يضغط على حروفه:
– اين هي؟

  • في غرفتي.
    وفاه صوت غزالة التي لا تخشاه أبدًا.. ربما هي الوحيدة من تفعل.. فساري يحب شقيقته غزالة بطريقة غير عادية..
    استدار ساري ليطالع شقيقته غزالة الثابتة الصامدة الغير مكترثة أبدًا بلهيب مقلتيه الشرس ثم سرعان ما كان يتجاهلها وهو يسير بجانبها متوجهًا الى غرفتها ليمنعه صوتها وهي تهتف بحزم:
  • لا.. هي لا تريد رؤيتك وانا لن اسمح لك أن تؤذيها ساري.. من الأفضل لك أن تبتعد عنها وخاصة الآن.

تابع ساري سيره غير مباليًا باعتراضها لتركض خلفه وتحاول منعه من فتح الباب فيزجرها بخشونة:
– كفى غزالة وابتعدي عن طريقي.. لن اؤذيها!

هزت رأسها باعتراض فدفعها برفق وولج الى غرفتها ليجد ياقوت جالسة بجانب النافذة بشرود وعائشة المكتئبة تحاول أن تخرج ياقوت من قوقعتها الأليمة بحديثها لوحدها!..
تطلعت له عائشة بغضب ثم أدارت عينيها الى ياقوت التي لم تلقي ولو نظرة واحدة عليه..

  • ساري ارجوك كفى! اخرج.. دعها اليوم.
    همست غزالة باختناق فزلف ساري من ياقوت ودون أي كلمة كان يحملها ويسير خارجًا من الغرفة بينما هي مستسلمة بشكل تام.. استسلام لا يناسبها أبدًا.. فقط دموعها التي تنهمر مقاومة لكل ما تعانيه..

وقفت غزالة أمامه وهي تغمغم ببكاء لا ارادي:
– ساري توقف.. لا تأخذها.. لا تدعني أنا أيضًا اكرهك.

ابتسم ساري لشقيقته غزالة باطمئنان بينما أكمل سيره وهو يسمع صوت والدته تهتف به:
– قسمًا بالله يا ساري اذا اذيتها مجددًا لن ارضى عليك ليوم الدين.. اياك أن تؤذيها مرة أخرى بهذه الطريقة.

تأملت عيناه استسلام امرأته القابعه في حضنه مستسلمة وكأن ليست لها أي علاقة بما يحدث..
بقدر ما أراد استسلامها هذا بقدر ما قتلته رؤيتها هكذا.. مستسلمة.. حزينة.. بائسة الى أقصى حد..
كانت تقضي عليها توالي الصدمات ببطء.. كجرعات سم بطيئة ولكن مؤلمة تمتص روح الشخص دون أي رأفة..

وضعها ساري على السرير ثم رفع يدها ليقبلها بينما هي جامدة لا يبذر منها اي رد فعل..
همس ساري بجدية وهو يحيط جانب وجهها بكفه:
– اعتذر.. الموت ارحم لي من فكرة انك تحبين غيري.. مجرد فكرة انك تطلبين مني الابتعاد عني تصيبني بالجنون فما بالك بالجنون الذي يصيبني حينما تقولين لي انك تريدين الطلاق؟.. قد أقبل بأي شيء منك الا الابتعاد عني! هل فهمت ياقوت؟

حدجته بنظرات حاقدة عمياء.. ولا بد أن يودي بها هذا الحقد الى أعماق الجحيم.. حينما تصير الروح سوداءًا مغلفة بالحقد والانتقام والكره تكون نتائج كل هذه المشاعر بقدر حجمها.. وياقوت كانت تقتل نفسها ببطء بحقدها.. رغم استسلامها المرير إلا أن روحها حقودة لا ترحم نفسها قبل غيرها.. لا ترأف ولا تشفق حتى على نفسها..
ابتسمت بسخرية مريرة:
– دعني إذًا اقتلك فانت ترتاح وانا أيضًا.

ضمها ساري بقوة إلى صدره:
– اذا متُّ اتمنى أن نموت معًا.. لن تكونين بخير مع غيري.. متى ستنسين وتحاولين البدء معي مجددًا دون أي رغبة بالانتقام.. دون هذا الحقد الذي يسري في دماءك فلا يؤذي غيرك؟! الا تشفقين على نفسك من التعب وترحمينها وترحمينني انا ايضًا؟ الم تكتفي يا ياقوت؟

باستكانة تامة بين ذراعيه ردت ياقوت بنبرة جامدة إلا أنها شجية يائسة:
– تتوسلني نفسي أن اعفو عنها وارحمها ولا اقدر أن افعل.. حينما اتعلم كيف ارحم حالي واشفق عليها سأتعلم كيف ارحم واشفق على غيري!

  • سأعلمك بنفسك كل ما تتمنين ولكن في حضني.. فقط بين ذراعي.
    قال ساري وقوة ذراعيه تستشرس وطأتها على جسدها فتتمتم ياقوت بتهكم:
  • تحبني لدرجة أنك تسبب لي أشد الالم، اليس كذلك؟

رفع ساري وجهها إليه لتتوه حدقتاه في بحر عينيها العاصف بسواد قاتم ويهمس:
– احبكِ بقدر ما تكرهينني وتكرهين نفسك!

أشاحت بوجهها بعيدًا عنه وهتفت بخشونة:
– لا اريدك بجانبي.. دعني انهض.

  • لا يجافيني النوم الا وانت بين ذراعي.. لا اقدر على تحريرك مني مهما حاولت.. لا استطيع!
    همس وهو يتنشق عبيرها بقوة بعد أن غلغل جسدها داخل صدره..
    سألته ياقوت بحيرة صادقة:
  • اتعجب من تملكك ومشاعرك هذه تجاهي وانا لا اكن لك غير الكره والحقد وانت تعلم ذلك جيدًا!

احتلت الابتسامة الشاحبة ثغره بينما يرد على سؤالها:
– اذا كان كرهك وحقدك يفعلان كل ذلك بي فتخيلي انت فقط ماذا سيحدث حينما تعترفين لي بحبك بصدق!

لم تعقب ياقوت أبدًا.. حتى أنها لم تقاوم ذراعيه وهي تغمض عينيها مستسلمة لسحر النوم ليجذبها الى ظلامه.. فهي تدرك جيدًا في قِرار نفسها أن هذه الظلمة أشد نورًا من يقظتها.. لتنام اذًا ما دام لن يطلق سراح جسدها مهما حاولت المقاومة.. لتهرب من وجوده في حياتها مؤقتًا..


جلست غزالة بجانب زوجها فؤادها بعد أن أعادها من منزل أهلها.. أحاط خصرها فؤاد برقة وجذبها الى صدره وسط نظرات والده ووالدته المراقبة بمرح وحنو..
أحسّت غزالة بوجنتيها تشتعل حالما قالت والدته سلطانة بإبتسامة عابثة:
– إبتعد قليلًا عن غزالة يا فؤاد.. المرأة ستختنق من محاصرتك لها طيلة الوقت.

  • اشتاق لها وما باليد حيلة أمام كل هذا الجمال!
    رد فؤاد على والدته بإبتسامة هادئة جعلتها تحاول تغيير الموضوع بسرعة:
  • عمي.. كيف هو الوضع في قبيلة الفهدي؟ هل هناك احد حاول اتهام شقيقي ساري بمقتل أحمد الفهدي؟

تنهد ابو مالك ونظر إلى ابنه الذي هز رأسه بلا خفيفة ثم قال بحنو:
– لا تهتمي بهذا الموضوع.. انا وفؤاد ندري جيدًا أن شقيقك لم يقتل الشاب.. وأنه كان مسافرًا في رحلة برفقة زوجته كما قد سمعت.

ران الصمت للحظات قبل أن تغمغم غزالة بتردد:
– في الواقع.. على الرغم من قسوة ساري وتصرفه الاناني في بعض الأحيان.. إلا أنه ليس جبانًا ليقتل ويختبئ.. رغم كل الصفات السيئة التي به إلا أنه لن يقدم على تصرف كهذا.. انا وثقة!

شجعتها نظرات سلطانة أن تسترسل بحديثها فتابعت برجاء:
– ارجوك عمي اذا حاول أحد اتهامه لا تصدروا الحكم عليه قبل أن تكون معكم كل الدلائل.. ساري شقيقي وفؤاد يدري ما هي مكانة ساري في قلبي رغم كل شيء.

طبّع فؤاد قبلة على جبينها وهو يرد على كلامها نيابةً عن والده:
– غزالتي.. انا لن اسمح أبدًا لضرر أن يمسك.. وانا ادري جيدًا أن اذا تأذى اي شخص من عائلتك كأنك انت التي تأذت.. دعي كل ثقتك الكبيرة بي.

تنهدت غزالة بآسى قبل أن تغور عينيها بالكلمات الصامتة.. هناك المزيد تود النطق به ولكنها خائفة أن تبوح بأفكارها.. وانتبهوا جميعهم لترددها الذي ظهر في عدد المرات التي تنهدت بها وكأنها تحاول تحسم الأمر إلا أن أحدهم لم يحاول الضغط عليها..
طمست افكارها وهي تخطط أن تقر عنها في الوقت اللازم.. ليس الان وانما لاحقًا.. بعد انتهاء ايام العزاء دون شك..


بعد ثلاثة أيام تم انتهاء ايام العزاء في قبيلة الفهدي وتوقفت الحرائق بشكل يثير الريبة بالإضافة إلى اختفاء وسيم العثماني طيلة الأيام السابقة.. الشكوك كلها تقريبًا تم تسليطها على ساري العرابي ووسيم العثماني..
دعا قسورة معظم رجال القبيلة الكبار الى مجلس الرجال قبل قدوم قاضي القبائل برفقة ساري وشيوخ القبائل..

وبعد أن أتوا لم يغفل ساري عن نظرات معتصم الشامتة الحاقدة والتي أثارت الف شك في أعماقه..
كان قسورة قد احتل مقعد جده بعد أن تم تسليمه شؤون القبيلة الداخلية والخارجية.. وبصوت قوي هتف، موجهًا حديثه لساري:
– ساري انت تعلم أن معظم الشكوك تحوم ضدك بسبب العداوة التي تجمع بينك وبين احمد.. وانت تدرك جيدًا أن هذا الموضوع لا يمكن لأي أحد وخاصةً انا ان اسكت عليه.. وانا لا اريد ان اظلم اي احد لان ظلمي سيكون بأرواح ستُقتل.. أنا حينما اتأكد من هوية القاتل لان أتردد واتوانى أبدًا على الثأر لدماء ابن عمي بسيفي.. فكيف تقصي الشكوك عنك؟!

ببرود اقرب إلى الجمود وفاه رد ساري الواثق تمام الثقة:
– قسورة انا لم اقتله.. ولو فعلتها لن اخاف ان أعلن ذلك أمام الجميع.. على الرغم من العداوة التي تجمعنا الا أنني لم اقتله.. لو قتلته لن اكون فأرًا يختبئ في الجحر بعد أن يخرج.. كنت سأواجهه واقاتله أمام عيون الجميع دون أي خوف.

بغيظ هدر معتصم:
– إذًا اين كنتَ حينما تم قتل احمد؟

ابتسم ساري بإستفزاز:
– كنت برفقة شقيقتك بعيدًا عن القبيلة اجرب معنى الجنة!

وتابع ساري بخبث ومكر:
– السؤال الوجيه هو اين كنت انتَ يا معتصم الفهدي؟ انت تعلم ربما هناك بعض الكلاب تحاول أن تفعل فعلتها القذرة لترميها على غيرها.. هل تعرف كلابًا كهذه؟

  • ماذا تقصد يا حقير؟ هل تتهم شقيقي بقتل ابن عمه؟
    صاح يوسف بعصبية وهو يهم بالهجوم على ساري ولكن ما ردعه هو صراخ جده كريم عليه:
  • يوسف اصمت والا ستخرج حالًا من المجلس.

تفرست حدقتا فؤاد النظر بتعابير معتصم بكراهية لم يقدر على إخفائها.. حاول أن يستنبط رد فعله من تعابيره إلا أنه لم يجد غير الغضب من اتهام ساري والغيظ الشديد..

بعد دقائق قصيرة هدأ الصخب في المجلس ليتابع قسورة تحقيقه وكأنه لم يتأثر اطلاقا بالكلمات الكبيرة جدًا بمعناها الخطير التي تم قولها الآن..
– اين اختفى وسيم بعد أن خطب ابنة عمي وانت تعلم الباقي جيدًا؟

  • اعتقد انه مسافر ولكنني أيضًا واثق أنه ليس القاتل.
    أجاب ساري بهدوء ليقول ابو مالك بجدية:
  • الحل الأمثل الآن لإزالة الشكوك نهائيًا عن ساري هو سؤال زوجته والتأكد من كونهما كانا معًا يوم مقتل احمد.. وبعد ذلك لكل حادث حديث.

كانت ياقوت تتجنب الجميع.. كارهة للحياة ولساري على وجه الخصيص.. حاولت خلال الأيام السابقة أن تبتعد عنه.. أن تنام على الأرض.. على الأريكة.. على اي شيء ولكن ليس على سرير يجمعهما معًا.. ولكن كل مرة.. كل مرة كان يجبرها أن تنام بين ذراعيه رغم نفورها منه وكرهها له..
كانت كارهة للهواء الذي يجمعهما معًا.. لوجوده في حياتها.. لتمسكه الشديد بها.. لكل شيء يتعلق به..

لم يدنو منها ساري ابدًا ويحاول لمسها مجددًا بعد آخر مرة نحرها بها بقربه العنيف المميت.. كان فقط بحاجة لها ليحتويها بين ذراعيه حينما ينام.. أن يشعر بوجودها وحركتها في مملكته.. أدمن عليها حرفيًا وما هو بعدها عنه إلا حلم مستحيل وبعيد كل البعد عن الحدوث..
آجل اعتذر منها على جريمته بحقها.. الا أنها كانت تدري وهو يدري انها مستحيل أن تغفر.. ليست ياقوت من تغفر دون أن تثأر وتنتقم.. الحقد كان يلف روحها فيكاد أن يقتلها دون أن يرحمها ويرحمه..

فكرت أن تنتحر وتتبع احمد اكثر من مرة إلا أنها خائفة.. ليست لديها الجرأة لتقدم على هذه الخطوة حاليًا..
كانت صامتة جامدة حاقدة نافرة وكارهة.. كانت خليط متجانس لأسوأ الصفات وأقساها..
تجنبت جميع من في المنزل.. كلهم.. وغزالة لم تزورها منذ اخر يوم حاولت حمايتها به من ساري ولم تقدر!
أما عائشة نظراتهما حينما كانت تتلاقى احيانًا كانت تبدأ رحلة عتاب حزينة طويلة المدى.. ليست لها نهاية.. فتحيد الاثنتان بعينيهما بعيدًا ويستمر الصمت المبهم بمعانيه للجميع عداهما..

بكت كثيرًا طيلة هذه الأيام.. كانت هذه الأيام أسوأ من الأيام الأولى لها برفقة ساري حين اختطفها.. نفسيتها كانت مدمرة.. كانت مهشمة تمامًا.. شعورها المؤلم لا يمكن أن توصفه الكلمات..
ورغمًا عن ساري متحدية له ولتملكه العنيف بكت موت احمد.. وبكت قسوة ايامها برفقته.. إلا أنها لم تتجرأ أن تعلن صراحة سبب بكائها.. ليس بعد آخر مرة على اي حال..

الضجيج في الاسفل لفت انتباهها لتنهض عن السرير وتسير نحو النافذة لتنظر إلى الأسفل وتتفاجأ بأفراد قبيلتها ومعظم شيوخ القبائل..
دقائق قليلة فقط وكان ساري يفتح باب جناحهما ويدخل إليها ليقول بهدوء:
– تستري وتعالي معي الى الاسفل.

  • ماذا هناك؟
    سألته بجفاء ليهتف بخشونة:
  • إفعلي ما قلته دون سؤال يا ياقوت!

نفذت ياقوت على مضض بينما هو يراقبها بعينيه وكأنه يروي جوع سنين لرؤيتها أمام حدقتيه.. بعد أن انتهت وقفت أمامه فرفع وجهها إليه لتحاول الابتعاد عنه بنفور.. رسّخ ساري وجهها مكانه وردع اي مقاومة منها للابتعاد عنه وبتهديد حذّرها:
– إياكِ والكذب في الأسفل!

ثم قبًل جبينها وحاول أن يفعل المثل مع شفتيها الا انها بسرعة دفعته بعيدًا وهدرت باشمئزاز:
– اكرهك بقدر لا يتصوره عقلك المريض!

ارتسمت على شفتيه ابتسامة تدرك معناها جيدًا.. فبسرعة تجاهلته وتوجهت للخروج من الجناح..
لحق ساري بها ودون أن يأبه بمقاومتها لقربه أمسك يدها وتوجه بها إلى المجلس..
تعجبت ياقوت من كل ما يجري وخاصة بعد رؤيتها لغزالة ولشقيقته حليمة أيضًا في المنزل تجلسان برفقة والدته وعائشة ويبدو عليهن جميعهن التوتر والقلق..

حينما دخلا الى المجلس الأنظار كلها سُلّطت عليها وأول من كان يقترب منها هو يوسف الذي ضمها إلى صدره بقوة وأخذ يقبل جبينها محاولًا الشعور بأحمد بين ذراعيه.. فرغمًا عنه كلما يتذكر ياقوت يتذكر احمد وكلما يتذكر احمد يجد نفسه يتذكر ياقوت..
انتبه يوسف الى نظرات ساري الحارقة التي كادت أن توقعه صريعًا بعد طريقة سلامه على ياقوت فأخذ يزيد من استفزازه له بقربه من ياقوت..

بعد سلام الجميع عليها واقتراب ساري منها ليبعد الجميع عنها كان يوسف يسبقه وهو يحيط ظهرها بذراعه ويجلسها بجانبه..
حاول ساري جاهدًا أن لا يرتكب جريمة بيوسف الذي يسعى لاستفزازه وحاول التركيز مع ابو مالك الذي قال بنبرة دافئة:
– ياقوت ابنتي.. لا بد انك تتسائلين عن سبب هذا الاجتماع ووجودك بيننا.

هزت ياقوت رأسها بحيرة فإبتسم ابو مالك بدفء واستأنف:
– رجال قبيلتك يبحثون عن قاتل احمد وهم يشكون في زوجك ساري.

لم تعقب ياقوت بل اكتفت بالنظر إلى ساري الذي كانت عيناه كالصخر لا تتزحزح عنها.. إحتل البرود قلبها وأبو مالك يتابع:
– الجميع يدري ظروف زواجك بساري ومقدار صعوبتها عليك وعلى الجميع.. ولكن نريدك أن تكوني صريحة بجوابك على السؤال الذي سأطرحه عليك الآن لان به حياة أو موت.. كوني صادقة دون أن تخافي من ساري أو من غيره.

تنهد ابو مالك بآسى ثم سألها:
– هل يوم الذي تم قتل أحمد به كنتِ برفقة ساري خارج القبيلة؟ هو يقول انكما كنتما معًا بعيدًا عن القبيلة.. هل ذلك صحيح ام لا؟

للحظات طويلة جدًا صمتت ياقوت وهي تحدق بساري الجامد، غير قادرة على معرفة ما يجول في اغواره..
الآن فقط فهمت قصده حينما هددها في الأعلى بأن لا تكذب..
أعادت ياقوت نظرها الى قاضي القبائل وسألته بهدوء:
– هل جوابي سيغير الكثير او سيؤثر حقًا؟

  • جوابك به حياة أو موت ساري نوعًا ما!
    أجابها قاضي القبائل لتغمض عينيها للحظات وهي تفكر بالجواب الذي ستقوله..
    وعندما فتحت عينيها هتفت دون تردد:
  • لا! لم نكن معًا! وانا مثلكم اشك به! هو من قام بالتفرقة بيني وبين أحمد.. هو من اختطفني واذاني.. هو من قتلني وقتل احمد.. هو المجرم والقاتل.. هو فقط!

يتبع..

رأيكم بالفصل..
الأحداث والتوقعات..
ساري وياقوت..
قسورة وخنساء..
كل ما يخص القبائل..

قراءة ممتعة..
مع حبي:
اسيل الباش

 

 

error: