رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي
الفصلالحاديوالثلاثون
كانت رحلة الذهاب غير مريحة بالمره بالنسبة لـ روجيدا…فـ شهور الحمل الأولى مرهقه…كما لا يجب عليها السفر لما يتعرض لها و للجنين من متاعب…ولكنها تحاملت على نفسها كى لا يشعر جاسر…ولكنه فطن وشديد الملاحظه فقد لاحظ أمتعاض وجهها وتقلصه والإنزعاج البادي على وجهها…ربما مريضة..أراد عد التدخل ولكن حالتها تزداد سوءاً…جاسر بقلق
جاسر:روجيدا مالك إنتي كويسه!!
نظرت له روجيدا وهى تعض على شفتيها ألماً وقالت
روجيدا:أنا كويسه
نهض جاسر عن موضعه وسألها بنبرة حنونه وقلقه
جاسر:لأ شكلك تعبانه…
روجيدا:لأ أنا كويسه
جاسر:طب تحبي أكلم المضيفة تجيب دوا ولا حاجه؟!
لمعت عيني روجيدا بغضب وقالت:لو فيا حاجه هقوم أجبها منها…أنا مش أتشليت
ضحك جاسر وهز رأسه على غيرتها وقال:طب أقوم أنا وآآ…
لم يكمل جاسر حديثه حيث وضعت روجيدا يدها على فمها وركضت ناحيه المرحاض….أما جاسر فقد مات قلقاً عليها ثم ركض خلفها سريعاً…طرق على الباب ثم تحدث بنبرة متوترة إثر القلق
جاسر:روجيدا….ردى عليا إنتى كويسه
سمع صوت تأواهاتها فزاد قلقاً وقال
جاسر:روجيدا لو مفتحتيش أنا هكسر الباب وأدخل
ثوان وخرجت روجيدا و وجهها شاحب..نظر لها جاسر بقلق ثم قال
جاسر:روجيدا…مالك؟!
روجيدا بتعب:أنا..كويسة عاوزة بس أقعد
جاسر:طب يلا هاتي أيديك
روجيدا بنفي:لأ أنا همشي لوحدي
تحركت روجيدا خطوتين ولكنها كادت أن تقع بسبب عدم توازنها…ولكن جاسر كان الأسرع في إلتقاطها ثم أردف بلهجه آمرة
جاسر:مسمعش صوتك هاتي إيدك
روجيدا بضيق:حاضر
وافقت على مضض ووضعت يدها بداخل كفه الكبير…تحرك بها ناحيه المقاعد فقابلتهم المضيفه…تأفأفت روجيدا وقالت بصوت خفيض ولكنه وصل لمسامع جاسر
روجيدا:كانت ناقصكي يا مايعه
ضحك جاسر وقال:أيوة يا مايعه…قصدى يا ندى
ندى بروتينيه:أحنا خمس دقايق وهننزل من فضلكوا أقعدو وأربطوا الحزام
هز جاسر رأسه وقال:ماشي
ردت ندى:تحبوا أى مساعده
ردت روجيدا بضيق:لا مرسيه يا قلبي روحي..مش محتاجين مساعدتك
تنحنت ندى بحرج وقالت:أحم…أه خلاص تمام
كان جاسر يتابع الحديث ونظرات روجيدا التى تطلق شرار…حاول منع ضحكاته من الظهور بصعوبه بالغه…لاحظته روجيدا وقالت بضيق
روجيدا:بتضحك ع إيه
جاسر بمرح:لا أبداً…أصلي أفتكرت موقف كدا
روجيدا بتساؤل:موقف إيه
سريعاً ما تذكرت غيرته من الطبيب عندما كانا في المشفى ضحكت روجيدا ثم سريعاً تلاشت ثم قالت بحزم مصطنع
روجيدا:سيب إيدي عاوزة أقعد عشان أربط الحزام
جاسر بجديه:طب يلا أقعدي وبراحه
جلست روجيدا ولكنها لم تستطع ربط حزامها بسبب إرتعاشه يدها إثر التعب البائن عليها..أستغل جاسر ضعفها وتابع بمكر
جاسر:مش عارفه تربطي الحزام
نظرت له روجيدا ثم تابعت بضيق:أنت شايف إيه
جاسر بخبث:تحبي أساعدك
روجيدا بتوتر:ها…لأ أنا هعرف أعمله
ظل جاسر يتابعها ولكنها فشلت تنهد جاسر بملل ثم جذب الحزام من يدها وقال
جاسر:بطلي عِند
روجيدا بعناد:مش بعاند
جاسر بسخريه:م هو واضح…سبيني بقى أربطه
أنحنى جاسر قليلا بل كثيراً حتى ينعم هو بقربها قليلا…لاحت على وجهها الأبيض حمره خجل طاغيه أغرته بشده وزادته نشوه بها ولكنه تحامل على نفسه حتى لا يفسد مخططه…أنتهى جاسر من ربط حزام الأمان الخاص بها ثم توجه إلى مقعده وربطه حزامه الخاص به….بدأت الطائرة بالهبوط حتى وصلت لأرض تركيا……
بقريه الصياد…فى القصر
كانت عنيات تجلس بهدوء في الحديقه حتى أتت المدعوة هانم وقالت
هانم:الشاي يا ست عنيات
عنيات وهى تنظر لها:ماشي يا هانم
وقفت هانم وبدت كأنها تود قول شئ…لاحظتها عنيات ثم تشدقت وقالت
عنيات:عاوزة حاچه يا هانم
هانم بتردد:ها…لا أبداً بس….
عنيات بضجر:م تخلصى يا بت
هانم بخوف:بصراحه يا ست عنيات..كنت جصداكى في خدمه
عنيات وهى ترتشف من كوب الشاى:عاوزة إييه
هانم:أخوي مريض وكنت عاوزة…يعني
عنيات بتفهم:عاوزة فلوس
هانم بنفي:لا
عنيات:أومال إيه
هانم بتلعثم:أني چبت حكيم(طبيب) وأمى وأبوى مش إهنه..ومينفعشي أكون وياه لوحدينا
عنيات:والمطلوب
هانم برجاء:يعني لو ينفع تيچي إمعايا
عقدت عنيات مابين حاجبيها وقالت:وليش بجى أني…شوفي حد من المطبخ
هانم:ما هو مفيش حد فاضي…وأنى چتلك إبعشم…ومتكسريش بخاطرى
تنهدت عنيات بـ إستسلام وقالت:ماشي يا هانم…مجدرش أجولك لأ…إنتي عارفه أني بعزك جد(قد) إييه
هانم بفرح:ربنا يخليكي يا ست هانم
عنيات:هنروح إميته
هانم:بعد المغرب
عنيات:ماشي
تحركت هانم بعيداً عن عنيات وهى تقفذ من فرط سعادتها وقد تحقق مخطتها ثم قالت فى نفسها
هانم:عالله الچدع ده يعرف بجى إننا عنخرج….
بتركيا…
نزلت روجيدا من الطائرة بخطوات مترنحه..لم تكن قادرة على السير بسبب الألم….لاحظها جاسر…حاول تجاهل الأمر ولكن قلبه لم يطاوعه ثم أردف بقلق
جاسر:إنتي كويسه
روجيدا:أها كويسه
تأفأف جاسر من عنادها وبحركه مباغته قام بحملها بين ذراعيه مقرباً رأسها من صدره….ثم سار بها وعلى وجهه إبتسامه عابثه….أما هى فشهقت بفزع من حركته تلك ولكنها استكانت في أحضانه…فهو ملاذها ومأمنها
وصلا إلى السياره ووضعها برفق…وجاورها….كانت روجيدا تحاول أن تترك بينهما مسافه…ولكن جاسر دائم المراوغه فكل ما حاولت الإبتعاد كان يلتصق بها أكثر….زفرت روجيدا بحنق بالغ ثم قالت
روجيدا:أبعد العربيه واسعه
جاسر بمراوغه:فيه مايه واقعه جمبى
أشرأبت روجيدا بعنقها كى ترى جانبه ضيقت عينيها بعبوس وقالت بحده
روجيدا:فين الميه دى
أستغل جاسر قربها…في الواقع جاسر دائم الأستغلال لها…حيث كانت وجنتها قربية وبشده منه…فتقدم من وجنتها بخبث سريع…وقبلها قبله رقيقة سريعة…وقال بمكر
جاسر:هنا
شعرت روجيدا بحرارة تسري في جسدها إثر ما يفعله جاسر…هى تعشق مراوغته وشقاوته جديده العهد عليها وعليه…إلا أنها أردات معاقبته…وتعديل شخصيته…هى تحبه بل وتعشقه…خاصاً بعد رؤيه الندم والحزن في عيناه…هذيانه بـ اسمها في نومه…وأيام مرضه رأته يبكي وبشده نادما عما فعله…هى تعلم أنه لم يكن في وعيه…ولكنها يكفيها أنه يشعر بالأسف داخله….
بعد قيادة نصف ساعة وصلا إلى فندق في مدينة اسطنبول…
نزلا كلاهما من السياره…سألها جاسر بجديه
جاسر:روجيدا…أنتي كويسه تقدري تمشي
أماءت برأسها وقالت وهى تنظر له من طرف عينيها:أه كويسه طول ما أنت بعيد عني
جاسر بضحكه طفيفه:خلاص ياستي هفضل بعيد
تحرك كلاهما ناحيه الأستقبال وتحدث جاسر التركية بطلاقة
جاسر:لدى حجز لديكم
الموظفه بـ إبتسامه مجاملة:بـ اسم من سيدي
جاسر بجديه:جاسر الصياد
تطلعت الموظفه على الحاسوب أمامها وبعد لحظات تشدقت بجديه
الموظفة:نعم سيدي
ثم قامت بـ إخراج المفتاح الخاص بالجناح وأشارت لأحد العمال بحمل الحقائب وإرشادهم إلى الجناح الخاص بهم
تحرك كلاهما خلف العامل ودلفا المصعد…كانت روجيدا تشعر بالقلق والتوتر…لاحظه جاسر فهتف بجديه قلقه….
جاسر:روجيدا مالك…أنتي شكلك مش عاجبنى من الصبح
روجيدا بصوت مختنق:مخنوقه…بـ..بتخنق…عنـ…عندي فوبيا من الأماكن الضيقه
جاسر بقلق وعتاب:طب مقولتيش ليه نطلع ع السلم
روجيدا:جـ…جاسر..مش..مش وقته…إلحقني
تملك جاسر القلق والخوف…بل كاد يموت قلقاً عليها مما يحدث لها فقال بصوت متوتر
جاسر:طب..آآ…أوقف الاسانسير…
روجيدا:أعمل…أي…حاجة
تجمدت الحروف على طرف لسانه ولكنه تذكر فجأه كيفيه التعامل مع من يعانون الخوف من الأماكن الضيقة…
جاسر بصوت جدي:أنا عندي حل بس متضايقيش
وبدون مقدمات أخذها جاسر في أحضانه وظل يربت على شعرها بحنيه…فمعالجه مثل هذه الحالات هو صرف المريض عن واقعه…تفاجأت روجيدا من فعلته…ولكنها أستكانت في أحضانه بدأت في الهدوء رويداً….إنفتح المصعد…وظل كلاهما على وضعهما حتى تنحنح أحد نزلاء الفندق…
أنفزع كلاهما….بينما دفست روجيدا وجهها ف صدر جاسر لتُخفي نفسها من الحرج…ضحك جاسر وقال بهدوء
جاسر:أعتذربشده
ضحك الرجل ذو شارب أبيض وقال
الرجل:لا عليك…فقط أهتم بها جيداً
جاسر بـ إبتسامه:إنها تحتل مكانة عالية بقلبي…
كانت روجيدا تستمع لحديثها…فظهرت إبتسامه طفيفة على وجهها…ثم أحست بجاسر يبعدها عنه..فـأختفت إبتسامتها…بينما تشدق بخبث
جاسر:إيه حضني حلو أوى كدا
نظرت له روجيدا وقالت بحده:قليل الأدب
دُهش جاسر وقال بمزاح:ما كنتي بتفرفي من شويه…ثم قلدها”ألحقني يا جاسر”
ضربت بقدمها الأرضيه بضجر طفولي ثم قالت بغضب
روجيدا:أتلم
تحركت روجيدا في الرواق وجدت العامل بـ إنتظارهم بعدما وضع الحقائب في الجناح….كان جاسر يتمخطر في مشيته واضعاً يده في جيب بنطاله…نظر جاسر للعامل شكره قم أعطاه بقشيشاً ومن ثم صرفه
دلفا كلاهما للجناح…تحرك جاسر نحو هاتف وطلب عصيراً له ولزوجته…
روجيدا:مين قالك إني عاوزة عصير
جاسر ببرود:مش لازم تقولي أنا حسيت
روجيدا وهى تتوسط خصرها:والله
جاسر وهو يومئ برأسه بلا مبالاه:أها
روجيدا بحده:جاسر متستفزتيش..
نهض جاسر عن موضعه وتحرك نحوها في بطئ متخابث…ثم أردف
جاسر:طب ولو أستفزيتك هتعملي إيه
روجيدا وهى ترجع للخلف عده خطوات
روجيدا:آآآ….حاجات مش هتعجبك
جاسر ومازال يتقدم ناحيتها:طب أنا عاوز أشوفها
ظلت روجيدا تتراجع حتى أستندت على الحائط قالت في نفسها
روجيدا:يوووووه حيطه تاني…
جاسر وهو يحاوط خصرها يجذبه ناحيتها:وريني بقى
روجيدا بتوتر:آآ…أبعد…آآآ..كدا مينفعش
كان جاسريتعمد التلاعب بمشاعرها وحصارها في جميع الأوقات حتى يجربها على التفكير به طوال الوقت…همس جاسر بأنفاس حارقه بجانب أذنها
جاسر:هفضل لازقلك كدا 24 ساعة…مش هبعد عنك…أنا بحبك ومش هتخلى عنك…أصلا جاس مبيسبش حاجه بتاعته
همت روجيدا بالرد ولكن قاطعها صوت طرقات الباب…أبتسم جاسر وقال بصوت مرح
جاسر:فلتي المره دى
تركها جاسر ثم توجه ناحيه الباب…فتحه ثم أخذ العصائر وصرف العامل…عاد مره أخرى ليراها متستمره في مكانها…في الحقيقه لم تكن متسمرة بل كان قلبها يكاد يقفز من موضعه بين ضلوعها يعانق حبيبها…القاسي
تحرك جاسر ووضع العصير على طاوله بجانب الفراش وأمسك بيده أحدى الكؤوس وتوجه ناحيه حقيبتها…فاقت روجيدا من وضعها عندما رأته يتوجه ناحيه حقيبتها…توجهت ناحيته وقالت
روجيدا:بتعمل إيه
جاسر وهو يفتح سحاب الحقيبه:مفيش
روجيدا بحده:يعنيإيه مفيش بدورع إيه
جاسر ببرود: كنت حاطط حاجه فشنطتك
روجيدا:ناديه هى اللى محضره الشنط
جاسر وهو يرتشف من الكوب ثم رد بلا مبالاه:منا اللى قولتلها تحطه
حاولت روجيدا إبعاد يد جاسر عن حقيبتها وتعابثه بها…ولكنها خبطت يده بدون قصد التى تحمل الكوب…ليسقط الكوب من يده عن قصد على محتويات الحقيبه…شهقت روجيدا بفزع وقالت بغضب عارم
روجيدا:ينفع كدا
جاسر ببرود:إنتي اللى خبطتى إيدي
أمسكت روجيدا محتويات حقيبتها وهى تتفقدها بحسره
روجيدا:هعمل إيه دلوقتى
إبتعد جاسر عنها وهو يضع يديه في جيب بنطاله..فـ أولى خطوات خطته نجحت وبشده…ثم قال في نفسه بتخابث
جاسر:قربنا أوى…فاضل ع الحلو تكة……..