رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي

الفصلالخامسوالعشرون

..

في فيلا مصطفى..بالولايات المتحدة الأمريكية..

الشاب:أنا فتحت اللاب يا جاسر بيه
جاسر بـ إنتباه:ها وفيه إيه
الشاب:ملفات كتير لصقفات مشبوهه
جاسر بجديه:إطبعلى كل الملفات دى ع فلاشه
الشاب بـ إيماءه خفيفه:حاضر

نهض جاسر عن مقعده وشد إنتباهه هذه اللوحه الفنيه المعلقه بطول الغرفه ظل يتطلع عليها حتى قال الشاب

الشاب:خلصت

جاسر وهو يلتفت كاد أن يتعرقل فى السجاد إلا أنه استند على تلك اللوحه الذى رجعت إلى الخلف…أستعاد جاسر توازنه ورمق اللوحه بنظرات متفحصه وجد أنها باب إلى غرفه داخليه..حول نظراته ناحيه الشاب وقال

جاسر:خد الفلاشه وأتسنانى مع الرجاله تحت

تحرك الشاب دون نبس كلمه واحده..أنتظر جاسر حتى خروج الشاب ثم توجه ناحيه ذاك الباب السرى وفتحه على مهل حتى أفزعه ما رأه

بطريق قريب من قريه القابعه بها عائله الهوراى

جابر وهو يستند على عكازه.خير يا مصطفى بيه
تفحصه مصطفى ثم قال بنبره متهكمه:خير يا جابر بيه شكلك عامل حادثه
غضب جابر وقال بنبره غاضبه:ملكش صالح

مصطفى وهو يخرج دخان السيجار الكوبى من فمه:ماشى..عايزك فـ شغل
جابر:أؤمر
مصطفى بجديه:في شحنه أسلحه جديده عاوزين ندخلها مصر من الحدود
جابر بـ إنتباه:وبعدين
مصطفى بنظرات ماكره:العموله كبيره
جابر بخبث:كام يعني؟
مصطفى بنظرات ذات مغزى:متقلقش هيعجبك
جابر:طب امتى العمليه دي
مصطفى:لسه مفيش معلومات عن المعاد
جابر وهو يحك ذقنه المنبته:طب لما تعرف عاوز يكون عندي خبر
مصطفتى:أكيد بس عاوزين شغل عالى
جابر بـ إستنكار:ومن إمتى كان شغلي مش عالى يا مصطفى بيه
مصطفى:خلاص يا جابر بيه متزعلش..لما يكون عندى خبر هبلغك
جابر وهويصافح مصطفى:زين..أشوف وشك بخير…

عوده مره أخرى إلى الولايات المتحده الأمريكيه

ذُهل جاسر تماما مما رأى بل بُهت…ألجمت الصدمه عقله شُلت جميع أعضائه..لبرهه توقف قلبه عن النبض..كانت صور زوجته (روجيدا) تملئ حوائط غرفه صغيره…صور زينتها هى بجميع مراحل عمرها من الطفوله حتى البلوغ..صور لها تاره ضاحكه,وتاره عابسه,وتاره شارده,وتاره أخرى هى نائمه..

تحرك جاسر فى الغرفه وعيناه تنطقان بشر دفين حتى وصل لطاوله صغيرة موضوع عليه مستند مدون عليه أسم روجيدا..جلس على مقعد وتفحصه فوجد جميع المعلومات عن روجيدا
ففهم جاسر أن مهمته كانت التعرف على روجيدا وجعلها تثق به حتى يستطيع الحصول منها عما يريد…تحرك بصره على حاسوب أخر حاول فتحه فوجده مُأمن بكلمه سر…لم يكن من العسير عليه التنبؤ بكلمه السر فما إن وضع اسمها(روجيدا) حتى فُتح..كور جاسر قبضته بشده حتى أبيضت وبرزت عروق نحره وتحولت عيناه لجمرتين من النار المشتعله…فتح جاسر إحدى الملفات المدونه بـ اسم “هى فى بيتى”خمن من صاحبه “هى” فتح جاسر ليرى بعض الفيديوهات ليجد احدها مدون ب اسم “ليلتها الأولى” فتحه جاسر حتى جحظت عيناه من هول الصدمه….

فى أحد الفنادق بالقاهره

كانت نيره جالسه على مقعد فى الشرفه وهى تتامل أختبار الحمل…دخل مصطفى على حين غره فوجدها محملقه بشئ جعلها شارده لدرجه ألا تسمع دخوله…سار ببطئ شديد حتى وجد ما تحمله فى يدها فظهرت فى عينيه شعيرات دمويه حمراء من الغسظ أمسكها من فروة شعرها بقوة فتأوهت هى بألم وقالت بصوت باكى مرتجف

نيره:مـ..مصـ..مصطفى
مصطفى بصوت هادر:أيوة مصطفى يا****…إيه اللى فـ إيدك دا
نيره بخوف:آآآ..مـ مفيش
مصطفى بغضب:وحياه أمك هتستعبطى..خونتينى مع مين يا بنت الـ***
نيره وهى تتلوى من أسفل يدها:والله..آآ…والله ما خونتك
مصطفى وهو يهزها بعنف:أومال حامل إزاى
نيره بدموع:حامل إزاى يعنى إيه..أنا حامل منك
مصطفى وقد أمسك فكها بشراسه:حامل من مين يا**** أنتى هتستعبطى
نيره وهى تتأوه:أه..والله منك أقسم بالله منك
مصطفى بفحيح يشبه فحيح الأفعى:اللى فـ بطنك دا هينزل…

بالولايات المتحده الأمريكيه

لم يتحمل جاسر مشاهده الفيديو أكثر من خمس دقائق…فما يراه قد جعل الدم يغلى فى عروقه وغضب العالم قد صُب عليه..نيران الكره قد أشتعلت أكثر بداخله ناحيه ذلك المصطفى

فكان الفيديو يحتوى على مشاهد أعتداءه الوحشى على زوجته..لم يكن واحد أو أثنان بل العديد منها وكلها تحمل نفس العنوان ولكن أختلفت مسميات الليالى..كان الفيديو الأول كافى لجعل جاسر كالثور الهائج فقد نهض جاسر وقام بتحطيم الحاسوب ومزق كل صور زوجته وأخذ يزعق ويصرخ بصوت صم الآذان…ذئير الأسد قد أعلن عن بدايه إنتقام جديد سيجعل مصطفى يتجرع ألواناً وألواناً من العذاب والجحيم..سيشاهد الجحيم على الأرض..ضرب..حطم..مزق..ولكن النيران المتأججه فى فؤاده لم تُشفى..فُزع من فى الأسفل من صوت سيدهم فأسرع أحدهم راكضا فوجده على حال لا يُحسد عليه

شعره قد تشعث..ملابسه قد تدهورت..يتنفس بسرعه وصعوبه…فنطق الرجل خائفاً

الرجل:جـ..جاسر بيه هو..هو إيه اللى حصل

أمسكه جاسر من تلابيبه وأخذ يهزه بعنف وقال وهو يجز على أسنانه حتى كادت أن تنكسر

جاسر:البيت دا يتحرق فورا مش عاوز فيه حاجه سليمه
أماء الرجل عده مرات وقال بتوتر:حـ..حاضر يا جاسر بيه

تركه جاسر وخرج فقد أحس أنه كاد يختنق….وقف جاسر أمام المنزل وشاهد أشتعاله..الرماد المتطاير لم تُهدأ من حده ثورته أو كرهه ولا حتى تأنيب الضمير فها هو يظلم زوجته من جديد عاقبها على جريمه لم ترتكبها بل كانت ضحيه..ضحيه قد أُنتهكت بشده ماتت روحها قبلا..وماتت مره أخرى على يده..شاهد بالداخل كيف فقدت عذريتها..كيف نُزعت روحها عنوه…جاسر محدث نفسه

جاسر:أنا راجع يا روجيدا..وهصلح كل حاجه..هجبلك حقك..حتى ولو على حساب حياتى..ما أنتي بقيتى حياتى

تحرك جاسر من محيط المنزل قبل وصول الشرطه وصعد إلى سيارته وتوجه ناحيه المطار..صعد على متن طائرته عائداً إلى موطنه وملاذه…

وصل جاسر أرض مصر ثم توجه إلى شقته وتحدث مع الحارسان وقال بجديه

جاسر:إيه الأخبار
أحد الحراس:كله تمام
أماء جاسر برأسه ثم دلف إلى الداخل…ظل يبحث عنها بعينه فى الصاله أو غرفة الصالون فلم يجدها..دلف إلى الغرفه وشرفتها حتى المرحاض فلم يجدها تملك قلبه القلق وأخذ يبحث فى أرجاء الشقه كالمجنون فلم يجدها…دخل إلى غرفتها عسى أن تكون هناك فلم يجدها أيضا ولكن وجد ورقه بيضاء موضوعه على الفراش كُتب فيها بضع كلمات

“جاسر..لو كنت فاكر إن حراسك اللى بره دول هيمنعونى من إنى أهرب تبقى غلطان..أنا مشيت ومحدش هيقدر يمنعنى…أخراً……طلقنى”

سقطت الورقه من بين يديه ثم وضع كِلتا يديه على وجهه..لقد رحلت..رحلت وتركتني وحيداً..لا لن أدعكِ تهربين…فأنتِ حقى

أبعد جاسر يديه عن وجهه تسربت دمعه حزينه من مقلتيه ليقول بأسى

جاسر:لأ يا روجيدا مش هسيبك..أنا وعدت إنى هجبلك حقك..أنا ليا حق وأنتى..أنتِ حقي….

error: