رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي

الفصلالأربعونوالأخير
عشقتهافغلبتقسوتي

قراءة ممتعة

أتعلمون الألم الذي يعتصر فؤادك بين ضلوعك؟!..كيف هو فقد الحبيب..أعشتم معاناته؟!..وجع أدم يختلف عن وجع حواء..دموع الرجل تعني إنهيار..وإنهيار الرجل..يعني نهاية العالم..

عودي..حبيبتي عودي..

ظل جاسر يردد تلك المقولة..أنتهى العالم وأفنى بعد رحيلها..الموت ببطئ مثل السم..تجرعه رغماً عنه..أيام وأيام يبحث بلا فائدة..تجول العالم بحث عنها..في كل مكان خطر على باله..يشعر بألم يعتصر فؤاده..ضاعت حبيبتي..ضاعت من جعلتني حراً..ضاعت من أحببتُ الحب من أجلها..ضاعت من أماتت في عيني جميع النساء..

كان صابر يجلس حزيناً أسفاً على حال صاحبه..لم يرى إنهيار المتجبر..بكاء..بكاء كالأطفال..نواح كنساء الميتم..يحضتن صورتي زوجته ونطفته..يبكي ويُحدثهما..وصابر متكتف الأيدي..لا يدري كيف يتصرف..فقد أخبره جاسر بعدم إخبار أحد بـ إختطافها..

تحرك صابر ناحية غرفة صديقه..رأه نائماً في وضع الجنين..يبكي..عيناه أصحبت جمرتين مشتعلتين من كثرة البكاء يكاد يُقسم أنها ستتحول للبياض..جلس على طرف الفراش وربت على كتفه وقال بصوت ملئ بالحزن

صابر:يابني وحد الله كدا…إن شاء الله هنلاقي حل
جاسر:…..
صابر بحنو:طب قوم صلي وإدعي..قوم صلي يا جاسر

لم يتحرك ساكناً..ولكن مع كثرة الألحاح وافق على مضض..نهض وتوضئ وصلى..دموع تجري كجريان النهر..شهقات طفل..لم يتخطى عمر الخمس سنوات..ظل يدعوا ويدعوا…يبدو أن أبواب السموات كانت متفتحة..فما أن إنتهى من صلاته حتى وجد هاتفه يصدح برقم خاص..توجه ناحيته وأجاب بلهفة

جاسر:ستيف!
ستيف:نعم إنه أنا
جاسر بنبرة أكثر تلهفاً:أعثرت على شئ
ستيف بسعادة:نعم..إنهم في مصر…

في أحد التجمعات السكنية بمدينة ٦ أكتوبر

جلست نيرة تفكر مع نفسها..فمنذ أيام عديدة ألتقت بـ الطبيب أكرم الذي سرعان ما أخذها معه منزله ومنذ ذلك الحين وهو يعتني بها جيداً..فاقت من شرودها على صوت مُفتاح يُوضع بالباب..ويدلف أحدهم سرعان ودلف أكرم..قال بـ إبتسامة

أكرم:السلام عليكم
نيرة:وعليكم السلام..عشر دقايق وأحط الأكل ع السفرة
بادرها أكرم قائلاً:سيبك من الأكل دلوقتي أنا عازوك فـ حاجة مهمة..
نيرة بتساؤل:خير

إتجه أكرم ناحيتها ثم جلس بجوارها على الأريكة وقال

أكرم:أكيد أنتي بتسألي أنا بعمل كل دا ليه
هزت كتفيها بلا مبالاه وقالت:عادي
نتهد أكرم وقال:لأ لازم تعرفي…أنا بحبك يا نيرة
إنتفضت نيرة ثم قالت بحدة:أنت إزاي تقول كدا تعرفني منين عشان تقولي كدا..لو فاكر إني رخيصة عشان وافقت أجي معاك تبقى…

سارع بوضع يده على فمها وقال

أكرم:أهدي..نيرة أنا أعرفك من زمان..من أيام لما كنا فـ الجامعة
عقدت مابين حاجبيها وقالت:جامعة!!
أماء برأسه بقوة وقال:أه..وكنت بحبك من أيامها..بس إنتي سبتي الكلية ورحتي إتجوزتي ومن ساعتها ومعرفش عنك حاجة..ولما جيتي العيادة حسيت إني ملكت الدنيا..حسيت إن فيه أمل جديد..

عقدت يديها أمام صدرها وقالت بتركيز

نيرة:كمل
تنحنح أكرم وأكمل:ولما قابلتك ع الطريق وحكيتيلي إنك هربتي من جوزك..وقطعتي ورقة العرفي..ساعدتك مش عشان حاجة..ساعدتك عشان إنتي تستاهلي المساعدة

رمقته بنظرات قويه وقالت

نيرة:إنت عاوز توصل لإيه!!
نظر بعينيها وقال بصراحة مفرطة:إتجوزيني!!!

بشقة جاسر

فغر فاه كالأبلة وقال بشئ من الغباء

جاسر:مصر!!بلدي
ستيف بضيق:هذا ليس وقت الصدمة..أسرع لزوجتك وسأرسل لك الدعم فوراً
فاق جاسر وقال بجدية:حسناً أبلغني المكان فوراً
ستيف:سأبعثه في رسالة..

أمسك جاسر سترته ومفاتيح سيارته ثم أخرج شئ ما من درج الكومود ثم هرول إلى الخارج…لمحه صابر الذي إنتفض سريعاً وقال

صابر:خير يا جاسر
جاسر بسعادة:لاقيتها
صابر وقد تهللت أساريره:بجد

تحرك جاسر ناحية باب شقته ثم دلف للخارج وقال بصوت عال

جاسر:مش وقته يا صابر
صابر وهو يركض خلفه:أنا جاي معاك
جاسر:ماشي

نزلا كلاهما..ما إن لمح أحد الحرس الخاص بجاسر حتى سارع بفتح باب السيارة..نظر له جاسر وقال بصرامة

جاسر:إتصل بكل الحرس يجيولي ع العنوان دا بسرعة
الحارس بصرامة:أوامرك يا جاسر بيه

وبالفعل قام الحارس بعدة إتصالات كي يحث زملاءه على الحضور..تحركت الكثير من السيارات بسرعة جنونية..حتى يصل للعنوان المنشود…

في أحد الطرق الزراعية بقرية صغيرة..

بداخل كوخ

كانت تجلس هى وتضم ساقيها لصدرها وحاوطتهم بيديها..وتبكي بصمت رهيب..منذ أيام عديدة لا تعرف عددها وهى هنا..كيف دخل شقتها..وكيف أختطفها لا تدري..فقد تم كل شئ بسرعة..حدث كل ذلك في لحظات..تحيط بطنها الصغير بيدها حتى تحمي جنينها من براثن الذئب

بجسدها كدمات..إثر مقاومتها له..فقد حاول الأعتداء عليها ولكنها قاومته بشراسة..إنتهت بغرز أحد القطع الخشيبة المتناثرة في كتفه مما دفعه للإبتعاد..

دلف هو بعد قليل ليجدها على وضعها ذاك..إقترب منها بخطوات متمهله..وأعين فاحصة..ثم قال بخبث

مصطفى:مالك يا حبيبتي خايفة ليه

إنكمشت على نفسها أكثر ونزلت دموعها بكثرة ولم ترد..إقترب هو أكثر وقال بشئ من المكر

مصطفى:متعيطيش..إنتي عارفة إني بحبك أد إيه..إنتي بتاعتي وبس..كل اللى فيكي ملكي..جسمك..شعرك..شفايفك..قلبك..كل دول ليا وبس

صرخت فيه بحدة وقالت

روجيدا: بس..حيوان وقذر..أوعى تفكر إني خايفة أنت أخر واحد ممكن أخاف منه..أنا بقرف منك..حيوان حتى إني بظلم الحيوان لما بشبهك بيه

قهقه مصطفى بشدة و مازال يقترب ثم قال بشهوة

مصطفى:الله..شرسة..طلعي القطة اللى جواكي..فاكرة لما أخدت منك..نظر لها نظرة من أمخص قدميها حتى رأسها بنظرة جريئة وقحة

مصطفى:لما أخدت منك اللى عاوزة…اااه كنت مبسوط..حسيت إني ملكتك..بس طلعتي أذكى مني..هربوكي..وإنتي طلعتي لأ وبقيتي بدوري ع اللى يوديني فـ داهية..لأ عجباني

نظرت له بـ إشمئزاز وإحتقار ثم نطقت وعلى وجهها علامات نفور وإمتعاض

روجيدا:أنت مريض نفسي..أنت مريض ولازم تتعالج..يا….يا تموت..وموتك ع إيدي

نظر لها مصطفى بنظرات شيطانية وقال

مصطفى:أنا مريض بيكي..وأنتي هتعالجيني..هتعالجيني..زي ما عالجتيني قبل كدا…

بخارج ذلك الكوخ

وصلت سيارة جاسر وحرسه..وقفت السيارات بعيداً عن الكوخ حتى لا يتم كشف أمرهم..كان جاسر قلبه يخفق بشدة..قفد مات قلقاً على زوجته ها هو على بعد خطوات منها..بعدما تفشى سرطان اليأس قلبه..أمسك مسدسه وقال بنبرة تحمل الشر

جاسر:اللى يقابلكوا أقتلوه..مفيش تفاهم..أنا عاوزها تقلب دم
الجميع بنبرة مطيعة:أوامرك يا جاسر بيه

تحرك الجميع وعلى رأسهم جاسر الذي كام يركض وكأنه في سباق للعدو..ركض وكأنه يسمع صرخاتها المستغيثة..ركض وقلبه يطرب قلقاً..خوفاً من أن الأوان قد فات..ركض بكل ما أوتي من قوة..ركض وبقلبه رجاء ألا يحدث لها شئ..ركض وكأن عقله يُملي عليه شئ قبل قلبه…أنقذها من براثن الذئب

بداخل الكوخ

نظرت له روجيدا بخوف بائن..فقد لمحت نظرته الشيطانية التي إعتادت عليها من قبل..تراجعت للخلف تلقائياً..خوفاً من أن تتمد أياديه وتصلها..

أما هو فقد تخطى الخطوات الفاصلة بينهما في قفزتين..أمسك رسغها بقوة وجذبها بشدة ناحيته..ثم ألقاها على الفراش..وسط صرخاتها التي كانت تصم الأذان..لم تتوسل..ولكنها إكتفت بالصراخ والتهديد

روجيدا:أبعد عني يا واطي..إبعد

كبل يديها ثم قام بلعك وجهها بشهوة ثم قال وقد سال لعابه

مصطفى:لسه طعمك حلو..ولسه فيكي نبرة التحدي..وأنا بحب دا فيكي

صرخت وأستنجدت بجاسر..صرخت وظلت تدعو من الله أن يُنجيها هى وطفلها..صرخت صرخات..صمت أذنيه..صرخة تتبعها صرخة حتى خارت قواها..وقبل أن يقوم بشق كنزتها..سمع صوت دوي طلقات نارية بالخارج..

نهض سريعاً ليرى ما يحدث..فوجد جاسر ورجاله يتعاركون مع رجال مصطفى..إلتفت إلى روجيدا وقال بخبث

مصطفى:جوزك شرف..أهو بالمرة يشوفني وأنا بستمتع بيكي..وأنتي تشوفيه وهو بيموت

رغم حالة الوهن التي أصابتها إلا أنها إنتفضت فزعة عندما سمعت صوته وهو يخبرها بقتل زوجها..قالت بحده وصراخ

روجيدا:أوعى تيجي جمبه..هقتلك لو لمسته
إبتسم بسخرية وقال:مش هتلحقي.
روجيدا وهي تستنجد بزوجها:جاااااااااسر

في وسط المعركة الدائرة بالخارج…جرحى..قتلى..عدد لا نهائي من الجثث..تشبعت الأرض بذلك السائل الأحمر اللزج..حُمرة قانية لونت الأرض..إستشعر قلبه نداءها…أطلق عدة طلقات نارية أصابت الكثير..ثم صرخ بصوته كله

جاسر:روجيداااااا

تحرك وسط الجموع لم يأبه بعدد الجثث التي ركض عليها..لم يأبه لتعثره تكراراً..لم يأبه بتلك الطلقة النارية التي أصابت كتفه..فقط لم يأبه..ركض..لينقذها..وصل أمام الكوخ ولم يتردد لثانية واحدة

قام بكسر الباب بقوة وظل يصرخ كالمجنون

جاسر:روجيدا..روجيدا

أتاه صوتها الخافت..الواهن وهى تقول

روجيدا:أنا هنا يا جاسر

سمع صوتها فـ طرب قلبه لها..توجه ناحية الصوت..حتى بُهت مما رأه…

بأحد الملاهي الليلية بولاية كاليفرونيا..بالولايات المتحدة الأمريكية

جلس مارتن أمام سيده وهو يحتسي كأس الخمر..فسأله الرجل بجدية

سيده:ماذا فعلت بشأن مصطفى
مارتن:لقد تم الترتيب جيداً..ومصطفى هو من سيتحمل جميع القضايا
هز الرجل رأسه برضا تام وقال:جيد جداً…والفتاه
تنحنح مارتن وقال:عثر عليها وأختطفها..ولم يتم العثور عليه حتى الآن

قهقه الرجل بشدة حتى أدمعت عيناه..أمسك كأس الخمر وقال بسخرية

الرجل:كنت أعلم جيداً..ولذلك وقع في الفخ بسهولة
عقد مارتن ما بين حاجبيه وقال:ماذا تقصد سيدي

أشار الرجل للنادل لكي يجلب له المزيد من الخمر..ثوان وقد حضر النادل وفعل ما أمره منه ثم غادر..نظر لمارتن وقال

الرجل:أقصد أنا من أمنت له المنزل ذاك…قهقه بشيطانية..ثم أكمل

الرجل:وأنا من أفشيت عن مكانه
صفق مارتن بـ إعجاب وقال:واااو..حسناً سيدي..ضربت عصفورين بححر واحد

أماء الرجل برأسه وقال:نعم

أكمل مارتن ويداه تداعب كأس الخمر الذي لم يفرغ بعد

مارتن:منه تخلصت من مصطفى..ومنه أبعدت الشُبهات عنك
أجاب الرجل بقسوة:يستحق..ذلك جزاء من يعبث معي
تسائل مارتن:وماذا بشأن الفتاه
ضيق الرجل عيناه وقال بغموض:سيأتي وقتها…ولكن ليس الآن لتهدأ الأمور
أماء مارتن موافقاً لكلامه ثم أجاب بتوجس:وهل تعلم من هو زوجها
نظر بقوة وقال بنبرة غامضة:نعم…جاسر حسين الصياد…
مارتن:وماذا بعد
مط شفتيه وقال بمزاح:فالنشرب بصحة موت مصطفى الوشيك

ضربا كأسيهما ببعض..وتعالت ضحكاتهم الشيطانية

بداخل الكوخ

وقف جاسر مشدوه مما رأه..

زوجته بين يدي ذلك الحقير..ويضع نصل حاد على رقبتها..يبدو على إمارات وجهها الخوف..أرسل لها نظرات مطمأنة..ثم رفع نظره ناحية مصطفى وقال بنبرة تهديدية

جاسر:سبها يا*** والإ أقسم بالله هموتك
قهقه مصطفى وأجاب بسخرية:عاش من شافك يا صاحبي..مين كان يصدق إنك تتجوز حبيبتـ…

قاطعه بشراسة مميتة وعينيه تطلق نظرات قاتلة ثم قال بحدة إرتجت لها حوائط الكوخ

جاسر:إخرس يا كلب يا إبن الـ*** متجبش سيرتها ع لسانك
مصطفى بخبث:لدرجادي بتحبها

تعمد إستفزازه..فملس على وجنتها اليسرى بطريقة مقززة..

أثارت في نفسها الإشمئزاز..النفور..نزلت دموعها بصمت..أحرقته تلك الدموع..بينما نظر لذلك المصطفى وعيناه تطلق جميع معاني الشر والإنتقام نطق بلهجه قاتمة وقال بتوعد شرس

جاسر:يمين بالله لو إيديك لمستها تاني..ورحمة أبويا لاهخليك تتمنى الموت ومطولوش

نظرت روجيدا لجاسر نظرات ذات مغزى ثم قالت بغموض

روجيدا:إضرب..يا جاسرإضرب متخافش

نظر لها بتوسل ألا يفعل…ولكن نظرات الإصرار بعينيها دفعته للموافقة…بينما وقف مصطفى كالأبله بينهما..وقبل أن يستفسر عما يقولان

حتى إنطلقت رصاصة من سلاح جاسر لتُصيب طرف ذراع روجيدا..تعمد إصابتها في أقل الأماكن خطورة حتى يتفادى أذيتها بشدة..صرخت روجيدا متأوهه…عصرت قلبه ألماً تلك الصرخات..ومزقت حجرات فؤاده منظر دماءها

سريعاً ما تراخى جسدها على الأرض الذي لم يستطع مصطفى حمله..فمع فقدان الوعي يزداد وزن الشخص..فعجز عن حملها..وأضطرب قليلاً..أستغل جاسر إضطرابه..ثم إنقض عليه باللكمات..والضرب المبرح

ظلا يتعاركا سوياً حتى فاقت روجيدا..تحاملت عل نفسها حتى تصل لنصل السكين..ثم خبأته في كم كنزتها..توقف صوت العراك فجأة على صوت مصطفى وهو يمسح الدماءعن وجهه وقال بتشفي

مصطفى:أقرأ الفاتحة ع روحك

نظر له جاسر بثبات رغم أنفاسه اللاهثة..صمت..سكون تبعه صوت إطلاق رصاصة أصابت صدر جاسر..

تراجع جسده إثر قوة الضربة..ثم وجه نظرة مبتسمة إلى زوجته قبل أن يتهاوى جسده على الأرضية

صرخة صرختها روجيدا…بُح صوتها إثرها..هرولت ناحيته راكضة ثم وضعت رأسه على قدمها وقالت بدموع وإنهيار

روجيدا:لأ..لأ..متسبنيش..عشان خاطري لأ

نظر لها نظرات مُحبة ثم قال بصوت واهن ضعيف

جاسر:هشششش…متعيطيش..دموعك غالية عالية..أسف مقدرتـ..

سارعت بـ إسكاته ودموعها لا تجف ولا تنضب

روجيدا:لأ…متكملش..أنت حمتني بنفسك إللي بتتفسه

ضغطت بكلتا يديها على الجرح..علها تستطيع إيقاف ذلك النزيف الغزير…أتاها صوته البغيض وهو يقول بنبرة متشفية

مصطفى:متخافيش يا حبيبتي…اللي كان واقف بيني وبينك خلاص راح..تعالي بقى فـ حضني

نظرت له بكره وحقد..نظرات أقسمت على الشر..على الثأر..وضعت رأس جاسر بهدوء على الآرض ثم نظرت له بحنو..ونهضت عن الأرضيه الصلبة..فيما تقدم مصطفى ناحيتها حتى وصل إليها..وهى واقفة جامدة..لا تتحرك..ولا يتحرك جفنها..

تحدث مصطفى بدناءة:وحشتيني..تعالى بقى

ظلت جامدة…أقترب هو منها ثم وضع يديه على ذراعيها..ومن ثم قربها في عناق…وهى مستسلمة..ثوان وشعر بألم حاد يعتصر معدته..إبتعد عنها بتألم واضح وهو يراها تغرز النصل الحاد في معدته..غرزته بغل بائن..ثم همست بجمود

روجيدا:مش قلتلك هقتلك..نهايتك ع إيدي يا مصطفى

ظلت تنظر له بجمود وجسده يتهاوى..لفظ أنفاسه الأخيرة ولا ملمح واحد بائن في عينيها..

ركضت مهرولة ناحية زوجها جثت على ركبتها..ووضعت رأسه على قدمها وقالت بخفوت

روجيدا:خلاص..خلاص كل حاجة خلصت..قوم بقى

رفع جاسر يده الملطخة بالدماء ومسح دموعها ثم قال بوهن وقد بدى على وجهه الشحوب

جاسر:يوووه وسخت وشك..بس..بس برضو حلوة..خليكي بالك من نفسك ومن إبني

قاطعته بشراسة وقالت:بس…أنت وعدتني إنك مش هتسبني..متبقاش جبان وترجع في كلامك

سعل بشدة حتى تناثرت الدماء من فمه ولطخت وجهها الوردي..ثم قال بنبرة متقطعة واهنة

جاسر:أسف سامحيني..معرفتش أوفي بوعدي..بس عاوز أقولك حاجة..إعرفي..إعرفي..إني عشقتها فغلبت قسوتي

نطق أخر كلماته ثم خفتت أنفاسه وأستكانت رأسه وحركته..أستكان بين أحضانها..
أبت أن تصدق ما حدث..ظلت تهزه بعنف وتقول بصراخ

ر روجيدا:لأ..لأ..أنت ممتش قوم يا جاسر حرام عليك قوم متسبنيش لوحدي..قوم بقى بلاش تعمل فيا كدا..مش بعد كل دا تسبني..لأ..قوووووووم

ولكن لا من إجابة..إحتضن رأسه وضمته لصدرها..صرخت بحدة..صرخت بألم..صرخت..بخوف..صرخت صرخات إنحنت لها الجبال صرخت صرخات تشققت لها الأرض..صرخت حتى تمزقت أحبالها الصوتية..خرجت صرخة متأوة وهى تقول

لااااااااااااااااا

تمتبحمدالله

error: