رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي

الفصلالرابعوالعشرون

معايشة الألم لم يكن أختيار…بل كان إجبار…أُجبرت هى على معايشة الألم…قاسته بجميع أشكاله ذاقته ألوان…وكل ذلك بسبب كلمه رديئه من حرفين(حب)….الحب كان ذلك الفخ الأشرس والأسهل للإيقاع بالفريسه…فلتحل اللعنه وليذهب الحب للجحيم…

مر باقى اليوم دون أحداث فلم يحتك جاسر بها نهائياً لأنه أراد أن يضع الأمور فى نصابها الصحيح…وفى عصر اليوم التالى دلف جاسر لغرفتها ليجدها نائمه بهدوء تقدم بحذر ناحيتها ثم جلس على طرف الفراش وتحدث فى داخله

جاسر:ااااه يا روجيدا يوم أما أحب…الدنيا تقلب عليا…مش عارف إيه اللى حصلك ومش هغلط تانى وأتسرع عشان ميحصلش كدا تانى…بس لو طلعت مش ظالمك…مش عاوز أقولك هعمل إيه

تململت روجيدا تستعد لفتح عيناها فهب سريعا عن الفراش وحول نظراته للجمود وتوجه ناحيه الخزانه…فتحت عيناها رأته بالغرفه فخفق قلبها سريعا ثم وجهت نظرها بعيدا حتى لا تتلاقى نظراتهم..أما جاسر فنظر لها من أعلى كتفه ولكنه لم يتحدث

روجيدا فى نفسها:بكرهك زيك زيه…بكرهك يا جاسر

فتح جاسر الخزانه ثم أخرج حقيبه سفر ووضع بها بعض الثياب…لفت نظرها صوت سحاب الحقيبه فحركت رأسها عفوياً ناحيته لتراه يحزم حقيبته أردات سؤاله عن وجته ولكنها منعت نفسها…وكأن جاسر شعر بها…شعر بفيروزها المسلط عليه ليستدير لها وتلتقى عسليته بفيروزها..توترت روجيدا وأشاحت بوجهها بعيدا..أبتسم جاسر من زاويه فمه وقال بنبره جامده

جاسر:عشان الفضول ميكلكيش أنا مسافر كام يوم

لم تجبه روجيدا ليكمل هو

جاسر:هرحمك منى يومين

أستدار جاسر للرحيل وأغلق الباب وخرج…لتنفجر هى بالبكاء والنحيب وقالت بصوت متحشرج من بين دموعها

روجيدا:ليه؟؟ ليه يا جاسر بعد م وثقت فيك…الله يسامحك

نهضت روجيدا ثم سحبت هاتفها وأتجهت ناحيه الشرفه وهاتفت صديقتها

روجيدا:مرحبا كاثرين
ليأتيها صوت ناعم:أووووه روجيدا لقد أشتقت لكى وبشده
روجيدا:وأنتِ وأيضا
كاثرين بقلق:ما بكِ عزيزتى!!!
روجيدا بـ إبتسامه باهته:أنا بخير لا تقلقِ…ولكن أريد منكِ خدمه
كاثرين بـ إنتباه:أى شئ أنا أسمعك
روجيدا:أريد من مكتب حمايه الشهود خدمه بـ اسم والدتى
كاثرين بـ إستفهام:ولما؟
روجيدا بجديه:سأقدم ورق هام بخصوص تلك العصابه وأريد حمايه لجاسر زوجى
كاثرين بعدم فهم:وكيف سنحمى جاسر وهو بالقاهره؟
روجيدا:مكتب الحمايه سيقوم بالتصرف فى الأمر ولكن ضعى أسم والدتى لكى يهتموا أكثر
كاثرين بـ إستسلام:حسناً روجيدا ولكن ماذا عنكِ
روجيدا:لاتقلقِ سأكون بخير
كاثرين:ستيف يعلم ماذا ستفعلين
روجيدا:هو زوجك ستعلميه عاجلاً أم آجلاً
كاثرين:حسنا..حسنا أنتبهى لنفسك
روجيدا:وأنتِ أيضا..أراكِ لاحقاً

أنهت روجيدا حديثها لتجد جاسر يتاعبها بـ أعين كالصقر..وتنطلق الشرارات من عينه..توترت روجيدا فدلفت سريعاً للداخل ثم تحركت خارجا فقد جف حلقها عقب نظرته المحمله بالشرر

بلأسفل

وقف جاسر بجانب سيارته والتى بداخلها صابر ليحدثه بصوت محتنق

صابر:مـ تخلص يا جاسر
جاسر وهو يلتفت ناحيته:ماشى

دلف جاسر إلى السياره ثم تحدث بجديه مع صابر وقال

جاسر:مصطفى فين؟
صابر:فـ فندق فـ القاهره مرجعش شرم
جاسر وهو ينظر أمامه:كويس أوى…نبه الرجاله إن عنيهم متتشالش عنه ولا عن مراته
صابر وهو يومئ برأسه:أعتبره حصل
أضاف جاسر:وزود الحراسه على شقتى والبت اللى بتاخد بالها من روجيدا تتراقب هى كمان
صابر:تمام..حاجه تانيه؟
جاسر بجمود:لأ

بعد نصف ساعه وصل جاسر إلى المطار ترجل من السياره وتبعه السائق الخاص به ومعه حقيبته…أنهى جاسر إجراءت السفر ثم صعد إلى طائرته الخاصه دون صابر…

بالقاهره..داخل شقه جاسر الصياد

كانت روجيدا تتجول فى الشقه حتى شهقت فزعه عندما قابلت فتاه فى 19 من عمرها ذات جسد مملتئ قليلا وقصيره القامه…وجه بيضاوى ذات بشره سمراء وحجاب ملفوف بطريقه عشوائيه والتى بادلتها الصراخ…فدخل على إثره الحارسان الشخصيان خارج الشقه روجيدا بفزع

روجيدا:أنتى مين
الفتاه بتوتر إثر المفاجأه:آآآآ… أنا ناديه..آآ..الخدامه اللى سى جاسر بعتها
روجيدا بتفحص:بس أنا مش عاوزة حاجه

جاءها صوت أحد الحراس وهو يقول بصوت أجش

الحارس:آآآ..مدام روجيدا دى أوامر جاسر بيه ومنقدرش نعصاها
روجيدا بتأفأف:جاسر وزفت…طب أنتو بتعلمو إيه هنا
الحارس:جاسر بيه كلفنا بحراستك
عقدت روجيدا ساعديها أمام صدرها وصاحت بضجر:لا والله حراستى ولا عشان يضمن إنى مهربش..ثم تابعت بصوت خفيض..ماشى يا جاسر والله لاوريك

خرج الحارسان ووقفا كما أمرهما جاسر كما أنه هدد أنها إذ أصابها مكروه سيعلق رؤوسم على أبواب قريته…أقتربت الفتاه من روجيدا وقالت بنبره خائفه

ناديه:آآ…تؤمرينى بحاجه يا ست هانم
روجيدا:لأ..شوفى شغلك

أماءت الفتاه برأسها ثم تحركت ناحيه المطبخ وأخذت تتحدث مع نفسها وقالت

ناديه:يعنى واحد عامل فرعون ومراته مجنونه..ضربت على فخذيها وقالت بتحسر..أأأأه أنا ايه اللى وقعنى الوقعه السوده دى منك لله ياما…

أنتصف الليل بتوقيت القاهره ليكون صباحاً فى الولايات المتحده الأمريكيه

نزل جاسر من طائرته وخرج من مطار مدينه نيويورك وضع نظارته الشمسيه…قام السائق الخاص بجاسر بفتح باب السياره ليدلف الأخير..أغلق السائق الباب ثم توجه إلى المقعد الخاص به…تحدث جاسر بصوت أمر

جاسر:إتحرك على العنوان دا….
السائق بنبره دبلوماسيه:حاضر يا فندم

لم يكن جاسر له الوقت الكافى للحصول على راحه فبعد أن أرسل له صابر عنوان منزل مصطفى فى أمريكا عزم على التحرك إلى مكانه فورا…بعد ساعتان متواصلتان من القياده وصل جاسر إلى العنوان المنشود…ترجل جاسر من السياره وأمر سائقه بالبقاء فى السياره..تحرك جاسر ناحيه سيارتان ذوات الدفع الرباعى وتحدث بصوت يحمل الصرامه

جاسر:عملتو إيه فـ الحراس
أحد الرجال:سفرناهم جهنم
ألتوى جاسر فمه ببسمه شيطانيه:كويس..فى حد جوه البيت
الرجل:لأ لا يا جاسر بيه
جاسر وهو يحك ذقنه بـ إبهامه:عظيم…يلا بينا

توجه جاسر إلى منزل مصطفى..تحرك مصطفى بمحيط الحديقه التى تلوثت بدماء الحراس..تحول العشب ذا اللون الأخضر إلى اللون الأحمر القانى بسبب عدد الجثث التى لا حصر لها فقد كان المنزل مؤمن بشده مما أكد لجاسر أن هذا المنزل يحوى شئ هام للغايه..وصل إلى باب المنزل ثم فتحه على مصرعيه وأمر رجاله بهدم المنزل وقلبه رأساً على عقب..

أما هو فقد تحرك إلى الأعلى ومشى فى الرواق الذى كان يحوى عددا من الغرف أختار إحداها ودلف إليها وكان موفق فى إختيار هذه الغرفه فكانت غرفه ذاك المصطفى..دلف ألى الداخل وتطلع على الأثاث بنظرات شموليه…قطع عليه تأمله صوت أحد الرجال وهو يقول

الرجل:جاسر بيه تم اللى حضرتك عاوزه

أماء جاسر برأسه برضا ثم تحرك برأسه مره أخرى فى الغرفه لفت نظره ذلك الحاسوب الشخصى الموضوع فوق المكتب فقال بصوت أمر

جاسر:أبعتلى خبير الكمبيوتر هنا
الرجل:حاضر

ركض الرجل سريعاً وبعد دقيقه واحده دلف شاب وقال بصوت عادى

الشاب:أيوه يا جاسر بيه
جاسر وهو يشير ناحيه الحاسوب:أفتح الزفت دا وشوف فيه إيه
الشاب:حاضر

بعد خمس دقائق تحدث الشاب بذهول………………..

error: