رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي

الفصلالثانيوالثلاثون

نور يغمرني من حنايا عيناكِ…..يحاصرني،يقيدني،أسيراً لأسوار رموشكِ السوداء…

بريق الحب يبرهني….في عيناكِ تخبرني قصة عشق متكحلة…حروف أسامينا….

أهيم في أمواج بحر عيناكِ….أفتش عن عنوان يضمني بين جفونها…

ليت الوطن عيناكِ

دلفت روجيدا إلى المرحاض…لتأخذ حماماً لكي تسترخي عقب يوم مرهق…فتحت روجيدا المقبض لتنزل المياه الساخنه على جسدها…ساعدها هذا الماء الساخن على الإسترخاء…خرجت من حوض الأستحمام ولفت جسدها بمنشفه…بحثت عن ثيابها فلم تجدها تذكرت أنها نست إحضار ملابسها…تأفأفت بضجر وقالت

روجيدا:أوووف…هخرج دلوقتي إزاى

بينما جاسر إستغل غيابها لكي يستكمل مخططته…فأرسل إلى خدمه الغرف كى يأخذوا ثيابها لتنظيف…جميع ثيابها….توجه جاسر ناحية الفراش وتمدد عليه وعلى وجهه إبتسامه نصر…منتظراً خروجها…

بعد فتره وجيزة خرجت روجيدا من المرحاض بتمهل…وهى تدعوا الله أن يكون رحل…ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن…وجدته ممدد على الفراش ويضع ساعده على وجهه…شعر جاسر بعبقها ينتشر في المكان…فتح عينيه ومالبث أن فتحهما على وسعهما من دهشته…حدق بها غير مستوعب هيئتها الخاطفه لأنفاسه…

حيث كان جسدها ملتف بمنشفه قصيره نوعاً ما وقطرات المياه الساقطه من شعرها المبلل…كانت بـ إختصار كانت حورية وسقطت من الجنةة…ظل جاسر يحملق بها فاغر الفاه…أستحت روجيدا كثيرا من تحديقه بها…ونكست رأسها لأسفل…وللعجيب أنها لم تشعر بخوف بل بحياء لذيذ…قالت روجيدا بتلعثم

روجيدا:أنت…آآ…بتبصلي…كدا ليه

لم يرد جاسر بل نهض عن الفراش وتوجه ناحيتها بخطوات بطيئه متمهله…وكأنه يُشبع عينيه من طلتها…بينما هى لم تتحرك قيد إنمله..فقد تجمدت أطرافها…وأحست ببروده تسرى في أوصالها…أقترب جاسر وكان على بعد إنش واحد…جذب خصلتها المبلله وقربها من أنفه أشتمها بقوة ثم قال بنبرة مسحروة من طلتها

جاسر:فراولة
روجيدا بتوتر:فـ…فراولة إيه…
جاسر وهو يسبل عيناه:ريحتك فراولة…وطعمك فراولة…كل حاجة فيكي شبه الفراوله…

تساقطت قطره من خصلاتها على رقبتها فأغرته كثيراً…سحب يده من خصلتها ثم تحرك بيده ناحيه عنقها وقام بمسحها بـ إبهامه…نزل بيده يتحسس عظمه الترقوة البارزة…مال بشفيته يقبلها برقه…مسح بشفيه قطرات الماء العالقه على رقبتها وصدرها…

كانت روجيدا وصلت لقمه الخجل…رغم إستسلامها الغير مبرر…ولكنها أرادت الإبتعاد حتى لا تتورط بالأمرأكثر….حاولت التملص منه ولكنه كان الأسرع في ضمها له…حيث جذبها من خصرها بقوة وقال بهيام

جاسر:متبعديش إياكي تبعدي عنى
روجيدا بلا وعي:مش عاوزة أبعد…بس أنت اللى بضطرني لكدا
أسبل عيناه وقال:أسف
روجيدا بجديه:أبعد
جاسر وهو يزداد تقرباً:تؤ…مش هقدر يا روجيدا…مش هقدر يا فراولتي

مال جاسربرأسه أكثر ناحيه نحرها النابض بشده…صدرها يعلو ويهبط من فرط التوتر والخوف…ولكن جاسر عيناه مغيمه بمشاعر جامحه…سار بشفيته على عنقها ببطء متخابث…سارت القشعريرة في جسدها إثر لمساته الرقيقه…وضعت يديها على صدره في محاوله يائسه من إبعاده….

وليتها لم تفعل…فلسمتها كانت كصاعق كهربائي…فأججت مشاعره نحوها وزادته نشوة ورغبه…قال جاسر بصوت لاهث

جاسر:بحبك….بعشك..
روجيدا:……
رفع جاسر عيناه لعينيها وقال:مش عاوزك تردي كفايه عليا عيونك…قالتلى كل حاجه
روجيدا بسخط:أنا…آآ..

أسكت شفتاها الثرثارتين بقبله مغلفه بمشاعر لم تستطع لغه الجسد إخفاءها….قبلها جاسر بشغف…إستفاقت روجيدا من تلك النشوة…ففتحت عيناها فجأه وأبعدته عنها بهلع وقالت بحده

روجيدا:أنت حيوان…أستغليت إستسلامي…أبعد عنى
جاسر وهو يضع يده خلف رقبته ثم قال بأسف:أسف..مش قصدي
روجيدا وهى تضم يدها لصدرها:هو إيه اللى مش قصدك…خليك بعيد

أقترب جاسر منها وقال بندم

جاسر:طب…طب سبيني أتكلم
وضعت يدها في وجهه وقالت:إبعد خليك مكانك
جاسر بحزن:لسه بتخافي مني
روجيدا بدموع:أه…وهفضل طول عمري أخاف…أنا مبثقش فيك…

نزلت كلمتها الأخيرة على مسامعه وقع الصاعقه…تجمد مكانه للحظات ثم كوريده بغضب شديد وقال وهو يجز على أسنانه

جاسر:ماشي يا روجيدا أنا نازل

لم يمهلها وقت للرد حيث خرج وقام بصفع الباب خلفه بقوة…أنتفضت هى على صوت الباب ثم جلست على الأرض منهاره وقالت من بين شهقاتها

روجيدا:ربنا يهديك يا جاسر…ليه كل ما أقرب تبعدني…

في أحد الطرق الصحراويه بمدينه القاهره

وقف جابر بشموخ بعدما أستعاد عافيته أمام رجل يبدو على وجهه الإجرام…تفحصه جابر ثم قال بجديه

جابر:قولتلي بقى إنهم سافروا
الرجل:أها
جابر:فين
الرجل:معرفش
قطب جابر حاجبيه وقال:أومال أنا مشغلك ليه يا حمدي
حمدي بضيق:الراجل سافر بطياره خاصه هعرف منين
جابر:راجع أمتى
حمدى:بعد أسبوع
جابر بتفكير:كدا مينفعش…سكت لبرهه ثم قال…خلاص راقبلي أخوه
حمدي بعدم فهم:وهتعمل إيه بـ أخوه
جابر بنفي:مش عاوز أخوه
حمدي بتساؤل:أومال مين
جابر بنظرات شيطانيه:عاوز مراته
حمدي بدهشه:مراته ليه؟؟
جابر وهويتحسس صدره بباطن كفه: البت داخله دماغي…وعجباني…عض على شفتيه وقال..البت زي لهطه الجشطه وتتكال وكل…
حمدي:طب ما مرات جاسر أسهل
جابر وهو يضيق نظراته:البت باين عليها مش سهله واصل…وكسره چاسر هتيجي من كسره أخوه…كله إلا سامح بالنسبه لواد الصياد

عوده مره أخرى لتركيا

جلست روجيدا بالمنشفه…فلم تجد ملابس ترتيدها حتى دق الباب….أنتفضت روجيدا خوفاً أن يكون جاسر…نهضت بخطى مضطربه ثم وقفت خلف الباب وقالت بنبره مرتعشه

روجيدا:من
جاءها صوت أنثوي يقول:خدمة الغرف سيدتي

فتحت لها روجيدا فدلفت الخادمه ثم قالت بروتينيه

الخادمه:السيد جاسر أرسل لكِ هذا الرداء…وهوينتظركِ

أخذت روجيدا منها الفستان…كان عباره عن فستان طويل من اللون الوردى الهادئ…من قماش الستان ذا أكمام طويله…مزين بحبات لؤلؤيه بيضاء بسيطه..فزادته رقه وجمالاً…نظرت روجيدا للعامله وقالت

روجيدا:أشكرك…ولكن أين هو؟!
أجابت العامله:لا أعلم ولكنه ينتظرك…
روجيدا:حسناً

أنصرفت العامله بينما ظلت روجيدا تحدق بالفستان وقالت بحيرة

روجيدا:ياترى فيه إيه!!

بعد ساعه كانت روجيدا قد تحضرت وهى في أبهى طلتها…بسيطه ولكن خاطفة للأنفاس…نزلت روجيدا في بهو الفندق ولكنها لم تجده…بحثت بعينيها ولكن لا وجود له…قطبت حاجبيها ولكن قاطعها صوت أنثوي وهو يقول

الفتاه:أنتِ روجيدا!

إلتفتت روجيدا لمصدر الصوت فكانت فتاه صغيره أوروبيه الملامح…أنخفضت روجيدا وقالت بـ إبتسامة

روجيدا:نعم أنا

أشارت الفتاه بيدها نحو الخارج…نظرت روجيدا حيث أشارت الفتاه ولكنها لم تفهم فقالت بتساؤل

روجيدا:ماذا هناك؟!
الفتاه:إذهبي من هناك

وقفت روجيدا ثم إتجهت للخارج…نظرت يميناً ويساراً ولكنها لم تجد أحد تأفأفت روجيدا بنفاذ صبر…ولكن قاطعها أيضاً طفل في عمر الخامسه وهو يعطيها زهرة ويقول ب إبتسامه

الطفل:تفضلي هذه لكِ

نظرت له وأخذت الزهره الحمراء منه وقالت بـ إبتسامه عذبة

روجيدا:شكراً لك
الطفل وهو يبتسم:إذهبى من هناك…إنه يحبكِ

قطبت روجيدا حاجبيها ولكنها لم تعلق وسارت بـ إستسلام…وفي طريقها قابلت فتاه في،سن المراهقه…أعطتها الفتاه زهرة حمراء وقالت بـ إبتسامه

الفتاه:إذهبي من هناك…إنه يعشقكِ

لم تعي روجيدا ما يحدث فكلما تقابل أحدهم..يخبرها بهاتين الجملتين بـ إضافه كلمات الحب…أخذتها روجيدا في صمت وسارت في طريقها فهى تريد أن تعلم ما يحدث…أكملت سيرها حتى قابلها عجوزين أعطاها زهرتين حمراوتين ثم قال بـ إبتسامة

العجوز:إنه متيم بكِ

أخذتها بـ إبتسامة…وهكذا ظلت تقابل أناسي ويفعلوا كما فعل السابقون…إلى أن أوقفتها فتاه صغيره تبتسم لها ببراءه وقالت

الفتاه:من فضلك

نزلت روجيدا إلى مستوى قصيره القامه وهى تحمل باقة كبيره من الزهور الحمرء وقالت روجيدا بهدوء

روجيدا:ما الأمر عزيزتي

قامت الفتاه بـ إخراج قماشه طويلة من الستان ذات لون أسود لامع وقالت الفتاه ببراءه طاغيه

الفتاه:سأربط هذه على عينيكى

قطبت روجيدا جبينها ثم قالت بتساؤل

روجيدا:ولما

رفعت الفتاه منكبيها وقالت:لا أعلم هو أخبرني بذلك
روجيدا بعدم فهم:من؟!
وضعت الفتاه يدها على فمها وقالت بطفوله

الفتاه:هذا سر لا أستطيع إفشاءه

إبتسمت روجيدا لبراءه الفتاه وفعلت كما طلبت…قامت الفتاه بربط القماشه على عينيها ثم أمسكت بيدها وهتفت بسعاده

الطفله:هيا بنا

سارت معها روجيدا بصمت حتى طلبت منها الطفله خلع حذائها ذو الكعب العالى وقالت

الطفله:هيا لنذهب من هذا الإتجاه

خلعت روجيدا نعليها وأحست أنها تمشي فوق رمال وتسمع صوت البحر…هى تعشق البحر وبشده…شدتها الصغيره من ذيل فستانها وقالت

الطفله:إنزلي قليلا

نزلت روجيدا وقالت بحيره

روجيدا:أأستطيع نزعها الآن

نظرت الطفله أمامها حتى رأت أحدهم يمئ لها بنعم…فقاالت الطفله

الطفله:نعم تستطيعي ذلك

نزعت روجيدا عصابة عينيها…نظرت للطفله وجدتها تركض وهى تلوح لها…إبتسمت ثم نهضت وحولت نظرها ناحيه البحر حتى هالها ما رأته…فشهقت فزعه وقالت

روجيدا:هو..هو إيه اللى بيحصل…

بقريه الصياد

أستعدت عنيات اكى تذهب مع هانم من أجل أخيها…سارت هانم في صمت مريب بينما تشدقت عنيات بتساؤل

عنيات:هو أخوكي ماله يا هانم أني معرفش

هانم:هااا…آآ..ولا أني ياست هانم…أمي جالتلي إن الحكيم چاى عشا أخوي

هزت عنيات رأسها وقالت بتفهم:ماشي

سارا حتى وصلاتا إلى منزل المدعوه هانم…التى كانت في أوج توترها كانت تتلفت حول نفسها وتعض على طرف حجابها وهى تدعوا الله أن يمر الأمر،بسلام…لاحظتها عنيات ولكنها فسرته أنه توتر على أخيها..

قبل أن تدلفا للداخل لمحت الشخص فقررت التوجه له فقالت بتوتر

هانم:آآ…ست عنيات
ألتفتت لها عنيات وقالت:إيه يا هانم
هانم:أنى هروح أشوف الحكيم وچايه أخوي نايم چوه…
عنيات بجديه:طيب مش هدخل عشان أسيبه يرتاح

هزت هانم رأسها ثم فرت لملقاته وقالت بعجاله

هانم:إنت فين يا چدع أنت
أتاها صوته من الخلف وقال:أنا أهو
هانم بخوف:الست چوه سايج (سايق)عليك النبي متعملش حاچه
تأفأف الشخص وقال بضجر:بس…خدى دول

أعطاها مظروف يحتوى على مبلغ مالي ثم قال لها

الشخص:خليكي هنا هروح أشوفها متجيش إلا لما أقولك

أماءت برأسها…ثم تحرك سريعاً توجه ناحيه المنزل وقف أمام الباب أخذ نفساً عميقاً…ثم دخل بهدوء وجدها جالسه وتعطيه ظهرها قفال بـ نبرة جديه

الشخص:وأخيراً…إلتقينا تاني

إلتفتت عنيات لمن يحدثها….ومالبثت حتى شهقت بفزع وقالت بنبره غير مصدقه لما تراه

عنيات:آآ…أنت!!!!

error: