رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي

الفصلالسادسوالعشرون

وما بين حُبٍّ وحُبٍّ، أُحبُّكِ أنتِ

وما بين واحدةٍ ودَّعَتْني وواحدةٍ سوف تأتي, أُفتِّشُ عنكِ هنا وهناكْ

كأنَّ الزّمانَ الوحيدَ زمانُكِ أنتِ

كأنَّ جميعَ الوعود تصبُّ بعينيكِ أنتِ

فكيف أُفسِّرُ هذا الشّعورَ الذي يعتريني صباحَ مساءْ وكيف تمرّينَ بالبالِ،

مثل الحمامةِ حينَ أكونُ بحَضْرة أحلى النساءْ؟

كان جاسر هائماً…كالتائه,الباحث عن ملاذ يؤويه…غابت هى عنه فتركته الحياه..هربت منه فتاه…أبعد أن أعشق يتركنى العشق…وكأنه العقاب الأمثل لذئب مثلى لم أتخيل أحزانى تتفاقم بـ بُعدها عني…جئت ذليل فهل لي ملاذ فى مأوى عشقك!!

أربعة أيام غائبة غير عابئة بذلك الجريح…بحث عنها هنا وهناك جاب البلاد ركضا..مشياً..وحتى ركوباً فلم يجدها…عاد إلى مسقط رأسها مره أخرى فلم يجدها هناك أيضاً و”وكأن الأرض أنشقت وبلعتها”…عاد جاسر من بحثه اليومى عنها إلى شقته رمى مفاتيحه على الطاوله الزجاجيه بعدم إكتراث كحاله التى لم يعد يكترث بها…ذقنه الناميه..ملابسه الغير مهندمة..شعره الأشعث والذى أزداد طولاً بعد إهماله..

دلف إلى غرفتها كانت ملاذه يبحث عنها فيها…ينام لياليه فيها…توجه جاسر إلى خزانه ملابسها وفتح ضلفتيها ثم أخرج منامه حريريه ذات لون وردى..ترك الخزانة مفتوحة ولم يلقِ لها بال وتوجه ناحيه فراشها وتمدد عليه أخذ منامتها فى أحضانه وظل يشتمها ودموع الإشتياق تحرق وجنته الوحيده..أخذ يُحدث منامتها وكأنها هى وقال بعتاب

جاسر:هان عليكي تسبيني لوحدي…بعترف إنى ضعيف من غيرك..إنتي مصدر قوتي ليه روحتي وسبتيني..عارف إنى غلطت فـ حقك جامد بس إرجعيلي وأنا هصلح كل حاجة..

شدد جاسر من إحتضانه لمنامتها وظل جاسر يحدث منامتها حتى غلبه سلطان النوم…

في قصر الصياد

كانت عنيات تجلس فى صومعتها حتى قررت الخروج…خرجت من غرفتها ثم توجهت إلى غرفة سامح..طرقت الباب ثم دخلت عقب أن سمعت سامح يأذن بالدخول

كان سامح جالس على الفراش ويتحدث مع نادين وما أن رأى عمته تدلف حتى قال

سامح:طب نادين إقفلي دلوقتي وهكلمك بعدين

أغلق سامح الهاتف ثم نظر لعمته وقال

سامح:تعالي يا عمتي خير
عنيات:ينفع أدخل يابن أخوي
سامح:طبعا يا عمتي إنتي بتقولي إيه

تقدمت عنيات ثم جلست على طرف الفراش بجواره وقالت بتردد

عنيات:آآآ…عاوزة أتكلم معاك في موضوع إكده
سامح بترقب:أتفضلي ياعمتي
عنيات:هو چاسر هير چع إمته؟
رفع سامح منكبيه وقال:والله ما أعرف يا عمتي
عنيات وهى تزم شفتيها:طب هو عمل إييه مع عيله الهواري
سامح:برضو معرفش
عنيات:طيب..هو جالك حا چة عن الموضوع ده
سامح بنفاذ صبر:عمتي إنتي عاوزة توصلي لإيه
عنيات:مفيش يا سامح مفيش..أني ماشيه

نهضت عنيات ثم توجهت ناحيه باب الغرفه وخرجت تنهدت وقالت

عنيات:ناوى على إييه يابن حسين الصياد….
في صباح اليوم التالي…كان صباح مبهجاً للبعض…و كئيب للبعض الأخر

بالقاهره في شقة جاسر الصياد

أستيقظ جاسر على صوت طرقات شديده…نهض جاسر متكاسلاً وتحرك ناحية باب الشقة وفتحها ليتفاجأ بذلك الضيف الغير مرحب به بالمره..

جاسر بضيق:نعم!
-طب هتسبني واقفة ع الباب كدا…
جاسر وهو يشير بيده للداخل:أدخلي

دلفت إلى الداخل ثم جلست على إحدى المقاعد..تحرك جاسر خلفها متافأفاً من تلك الزائرة..ثم قال بصوت ضجر

جاسر:عاوزة إيه يا نيرة وخشي فـ الموضوع بسرعة أنا مش فاضي
أبتسمت نيرة بمكر ثم قالت:جيالك بخصوص مصطفى و..ومراتك

هب جاسر واقفاً بغضب ثم توجه ناحيتها وأمسك رسغها بقوة ألمتها ثم قال بصوت غاضب

جاسر:أحترمي نفسك وشوفي أنتى بتتكلمي مع مين

تأوهت نيره بشده وقالت:اااه…أسمعني بس أنا عارفة كل حاجة

لم يتركها جاسر بل أشتد بقبضته عليها وقال بصوت هادر

جاسر:عارفة إيه يا**** أمشي من هنا أحسنلك بدل م أدفنك مكانك

أفلتت نيره يدها من جاسر وقالت بحده

نيره:أسمعي الأول الكلام دا لمصلحتك..ولمصلحتى
جاسر بغضب:مفيش بنا مصالح
نيره وهى تراقص حاجبيها:ولو قولت إنى هخلي مصطفى يجيلك راكع
عقد جاسر ما بين حاجبيه وقال بعدم فهم:وإيه مصلحتك مش إبن الـ*** دا جوزك
نيره هى تضرب يدها على سطح الطاوله:عرفى..
جلس جاسر بذهول وقال:سمعيني

أراحت نيره جسدها إلى الوراء ثم وضعت ساقها فوق أختها وقالت بمكر

نيره:أهو كدا الكلام يحلو..بص يا سيدي مصطفى حالياً في أمريما بعد ما بيته…ضحكت بسخرية ثم تابعت..راح
جاسر ببسمة جانبيه:وعرف مين
أجابته هى بمكر:تؤ..أصل اللى عمل كدا زى م تقول…وضعت سبابتها أسفل شفتها السفلى وأخذت تطرق بإصبعها طرقات متتاليه لتقول بهمس ماكر…نمس
قهقه جاسر وقال بتهكم:نمس!!
أماءت برأسها وقالت:ماعلينا دا مش مهم..المهم الورق اللى كان فيه
جاسر وهو يضع يده أسفل ذقنه:كملى
نيره:معايا
جاسر بثقه:أشبعي بيه
ذُهلت نيره وفغرت فاها بعدم تصديق وقالت:يعني إيه
جاسر ببرود:الورق دا معايا ومش عاوز منك حاجة
ازردت ريقها وقالت:أخدته إزاى مع إن محدش يعرف عنه حاجة
أجابها جاسر بثقه مفرطه:جوزك غبي وأنا أستغليت غباءه..ضيق عينيه وتابع بشر..وهو لسه ميعرفش جاسر الصياد يبقى مين

بدأت نيره ترتجف من نبرته ونظراته العاديه بالنسبه له ولكنها كانت بمثابه فيلم رعب بالنسبه لها تابعت بتوجس وقالت

نيره:وآآآ…وانت ناوى ع إيه
جاسر:ملكيش فيه

هبت نيره واقفه وقالت

نيره:كدا مليش لازمه
جاسر:أه ومشوفش وش أمك هنا تانى

تحركت نيره ناحيه الباب وضعت يدها على المقبض وقبل أن تخرج قالت بغموض

نيره:الساعه 7 المغرب إبقى روح المقابر هتلاقي اللى بدور عليه هناك…

قالتها ثم فرت سريعاً…بينما جاسر كان يقف كالأبله لم يعي ما قالته هذه الحمقاء..ظن أنها تريد التلاعب به ولكن كلماتها أرقته كثيراً….

error: