رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي

الفصل السابع عشر

تم نقل روجيدا الى مشفى بالقاهره وسط نظرات جاسر الذى أمر ولم يطلب ان يكون معها بداخل السياره ودون جهد يذكر كانت روجيدا داخل المشفى بالقاهره…وبداخل العنايه المجهزة بأحدث الاجهزه فبالطبع حرم جاسر الصياد لا يليق بها سوى هذا المستوى رقدت وهى غافله عما يحدث حولها وعن هذا الضعيف الذى سقط عنه قناع الجمود والحده وايضا القوة فها هو جاسر لم يكن سوى طفل ابن 15 عاما….

خارج غرفتها كانت جين ويحيى يراقبها من خلف الزجاج وجين تبكى بمراره وعلى وحين غره التفتت ناحيه جاسر وصفعته صفعه دوى صداها بالمشفى كلها…وقف الجميع مبوهتا مشدوها مما حدث على عكس جاسر الذى لم يظهر اى تعبير على وجهه لا الغضب او الصدمه او الحزن فقط وقف جامد لا يتحرك..ولكن جين لم تكتفى بهذا قط حيث تحدثت بنبره غاضبه,حانقه,نبره سيده على وشك فقد فلزة كبدها

جين:بنتى لو حصلها حاجه مش هيكفينى فيك حياتك وحياه عليتك
جاسر:…….
اكملت جين:بنتى ملهاش ذنب بنتى طول عمرها بتحمى غيرها انت مش جوزها احميها ليه سبتها لواحد زى دا يقتلها ها ليه يا جاسر بيه
جاسر:….
بكت جين وانتحبت اكثر وقالت بصوت مبحوح:المفروض تحميها مش هى اللى تحميك ليه

امسكها يحيى وحاول تهدئتها وقال بنبره حزينه

يحيى:جين!! جاسر ملوش ذنب دا قضاء ربنا وآآ….
قاطعته جين بحزم وقالت:ملوش ذنب!!!مش اللى جم دول كانوا عاوزين يقتلوه
يحيى برزانه:جين… جاسر مش مستحمل ولا احنا اجلى الكلام دا لما تفوق

اخذها يحيى ناحيه فاطمه وقال بهدوء

يحيى:معلش يا مدام فاطمه انا اسف
فاطمه بحزن:ولا يهمك انا مقدره هى ام
يحيى بأمتنان:متشكرا جدا…ممكن اطلب منك طلب بسيط
فاطمه:اكيد طبعا
يحيى:خدى بالك من جين انا عاوز اتكلم مع جاسر شويه
فاطمه بجديه:طبعا يا استاذ يحيى
يحيى:شكرا

تركها يحيى وتوجه ناحيه جاسر الذى كان واقف كجماد لا يتحرك..لا يتكلم..لا يشعر بشئ حتى بألم الصفعه

يحيى:جاسر ممكن اتكلم معاك شويه
لم يرد جاسر فتابع يحيى:جاااسر
جاسر بجمود:نعم
يحيى:عاوز اتكلم معاك
جاسر:اتكلم
يحيى:مينفعش هنا

تحرك جاسر ويحيى للخارج وتوجها ناحيه الكافيتريا المحلقه بالمشفى..جاء النادل لاخذ طلبهم..اكتفى يحيى بكوب شاي بينما جاسر اكتفى بقوة ساده…بعد لحظات من مغادره النادل تحدث يحيى

يحيى:اولا اسف ع اللى عملته جين
لم يرد جاسر بينما اكمل يحيى

يحيى بنبره جديه:ثانيا جاسر الكلام اللى هقوله دا سر بينى وبينك مش عاوز روجيدا تعرف حاجه عن كلامنا دا
انتبهت حواس جاسر بأكملها وقال بصوت رخيم:اتفضل
تنهد يحيى بثقل ثم قال:بص يا جاسر روجيدا آآ..

قاطع حديثه قدوم النادل الذى و امامهم المشروبات ثم غادر فى هدوء

جاسر:كمل يا استاذ يحيى
يحيى:لازم تعرف روجيدا نزلت مصر خاصه قريتك انت
جاسر:عارف
يحيى بإندهاش:عاارف!!ازاى يعنى
جاسر بصوت يشوبه بعض الغرور:اكيد محدش هيدخل قريتى من غير اما انا اعرف يعنى
يحيى:طيب انت عارف الحكايه كلها
جاسر بعدم فهم:قصدك؟؟
اخذ يحيى شهيقا ثم زفره على مهل وقال بصوت هادئ عكس ثورته من الداخل:اسمعنى يا جاسر روجيدا كانت مخطوبه وآآ..
قاطعه جاسر قائلا بدهشه قليله:مخطوبه!!
يحيى بضيق:متقاطعنيش بعد اذنك هقولك الحكايه كامله وبعدها لو عندك استفسار نبقى نتناقش فيه..ثم اكمل يحيى:كانت مخطوبه لواحد هى كانت بتحبه وبعدين عرفت انه بيشتغل ف المافيا بيشتغل ف كل ما تتخيله انت..اثار..مخدرات..اسلحه..اعضاء..بنات..اى حاجه *** تيجى ف بالك

سكت قليلا يجمع افكاره المبعثره وقال

يحيى:بعد م عرفت اتخانقت معاه وفسخت الخطوبه ومكنش رده غير”انا مكنش هدفى انتى ف البدايه انا لا بحبك ولا حتى عاوز اتجوزك انتى كنتى مجرد اداه عشان اوصل لجوز امك وخلاص وصلت”

استفزت تلك العباره جاسر بشده هذا القذر المريض..أهى مجرد وسيله وليست غايه..كيف تلاعب بمشاعر تلك البريئه الصغيره كما وصفها جاسر

تابع يحيى:روجيدا كانت لسه بنت صغيره كان عنداها 20 سنه صحيح عدى 7 سنين بس الجرح لسه معلم فيها
قاطعه جاسر:طب وبعدين ليه كنت انت الهدف
يحيى:انا رجل اعمال كبير هناك وخاصه عيله مراتى ليها اسم وسلطه هناك فالبتالى لما يدخلنى معاه على الخط هكون درع واقى ليه ادخله واخرجله كل حاجه بدون رقيب
جاسر بتساؤل:وانت وافقت؟
يحيى بنفى:لا طبعا ثم اكمل بحزن:بس هو عرف ازاى يخلينى اوافق
توجس جاسر عقب تغير تعابير وجه يحيى وقال بصوت قلق فشل فى اخفائه:ازاى؟
يحيى بنبره حزينه:خطف روجيدا لانه عارفه انى بحبها اد ايه وانى اعمل اى حاجه عشانها عشان كدا عرف ازاى يلوى دراعى خاصا…بنتهد بحزن ولمعت دمعه بعينه وقال بنبره مختنقه:خاصا بعد م بعتلى صور بعد..بعد م عذبها

كور جاسر يده بشده حتى ابيضت وتحولت عينيه لكتله من السواد…سواد يجعله اشد قسوة عما كان…برزت عروق نحره وكأنه على وشك التحول…تابع يحيى تغيراته الجليه ومن ثم قال

يحيى:جاسر روجيدا بعدها دخلت المستشفى لمده 3 شهور تتعالج من الجروح الجسديه والنفسيه و بعدين لما اتعافت وخرجت من المستشفى شخصيه روجيدا اتبدلت تماما..
جاسر بأهتمام:اتغيرت ازاى
يحيى:بقت واحده تانيه اقوى شخصيتها اتغيرت 360 درجه قررت انها تنتقم منه دخلت فوحده ف هاواى وكانت بتشتغل كطبيبه ف المعمل الجنائى بس هى قررت تدخل المافيا وفعلا دخلت وفضلت 3 بتجمع معلومات وحاجات كتير عنهم عشان تقدر تقضى عليهم ولكن مع الاسف قبل التنفيذ بكام يوم اتكشفت وقررت انها تهرب ع مصر

كان جاسر يتابع بأهتمام كل كلمه قالها يحيى كانت ملامحه تتبدل من الخوف الى الغضب الى الحقد وذهل تماما من تلك الفتاه حقا تخطت جميع توقعاته ثم قال بنبره متسائله

جاسر:طب وهى عشان تنتقم منه تدخل بنفسها النار
اسرع يحيى وقال:لالا مش بس الانتقام لا دا عشانى كمان
جاسر باستغراب:عشانك؟
يحيى وهو يمئ برأسه عده مرات مؤكدا كلامه:اها روجيدا كانت عاوزة تطلعنى من البير اللى دخلنى فيه الحيوان دا
جاسر:ومين الـ*** دا
يحيى:مش مهم مين ولو عاوز تعرف روجيدا هتقولك لانى مليش الحق ادخل ف حاجه هى بتكرها
جاسر بتفهم:تمام
تنهد يحيى وقال:الكلام دا روجيدا متعرفش انى حكتهولك هى مش بتحب تتكلم فيه ابدا
جاسر:طيب
يحيى:ناوى تعمل ايه!!
جاسر بتصنع عدم الفهم:ف ايه؟
يحيى:جاسر نا عارف انك مش هتعديها ع خير
جاسر بنبره غامضه:متقلقش جاسر الصياد لايمكن يوسخ ايده…

بداخل غرفه العنايه المركزه كانت تجلس امال بجانب الفراش بعد ان سمحت لها الممرضه بالدلوف…كانت تقرأ بعض السور القرآنيه لها وتدعوا الله لكى تفيق انتهت من قراءه القرآن ثم امسكت يد روجيدا وحدثتها معاتبه

امال:ليه يابنتى كدا ينفع تسبينا وتمشى ربنا يعلم قد ايه بحبك زى بنتى نادين

نزلت دمعه من عينيها وقالت بنبره حزينه نسبيا

امال:فاكره لما كانت نادين صغيره لما كان عندها خمس سنين وكنتوا بتلعبوا ف جنينه الجيران والكلب جرى عليكوا وكان هيعض نادين وانت زقتيها والكلب عضك انتى فاكره!!
تنهدت وقالت:ديما بتأذى نفسك عشان غيرك ميتأذاش قبلت جبهتها وقالت..ربنا يقومك بالسلامه

خرجت امال من الغرفه وهى تجفف دموعها..

بعد مرور ثلاثه ايام على روجيدا وهى لازالت بغيبوبه…امر جاسر الجميع بالرحيل فلا حاجه لوجودهم هنا وهى لاتزال نائمه…اذعن الجميع له فكان الجميع مرهق وبشده وبقى هو معها يدخل لغرفتها من وقت لاخر يتحدث معها…يعاتبها…ودائما ينهى حديثه بقبله رقيقه على وجنتها كأنه يطلب منها الاستيقاظ…

كان جاسر يجلس بالخارج حتى اتى صديقه صابر و…

صابر:جاسر…مفيش جديد
هز جاسر رأسه بالنفى فتابع صابر حديثه وقال
صابر:طب هتعمل ايه مع عيله الهوراى
جاسر بضيق:مش فاضلهم دلوقتى
صابر بتساؤل:يعنى هيفضلو كدا
نظر له جاسر بطرف عينه وقال:عندك مانع
صابر:مش قصدى يعنى انت لازم تتصرف
جاسر بتأفف:ربنا يسهل المهم عاوز قدام القصر الحراسه تبقى اكتر وخاصا مع سامح ومراته
صابر بجديه:عملت كل دا من غير م تتكلم
جاسر:ماشى
صابر محدث نفسه:حتى مفيش شكرا يخربيتك متكبر

وفى ظل حديثهم اسرعت الممرضه ناحيه جاسر وقالت بنبره سريعه

الممرضه:جاسر بيه
انتبه جاسر لها وقال:ايوة
الممرضه وهى تبتسم:المدام روجيدا فاقت
انتفض جاسر وامسك ذراعيها وقال:بجد
الممرضه وهى تومئ برأسها لاعلى واسفل عده مرات وهى تقول:اه والله

ركض جاسر سريعا والابتسامه تزداد اتساعا على وجهه وحمد الله كثيرا لانها اصبحت بخير

اما عند صابر ابتسم للمرضه ابتسامه بلهاء وقال

صابر:انتى اتصالات ولا فودافون
الممرضه وهى تنظر له شزرا:افندم!!
صابر بمرح:اكيد اتصالات
نظرت له الممرضه بأستحقار ثم تركته وذهبت
صابر:معقوله تكون اورنج؟؟

وقف جاسر امام باب الغرفه لكى يستعيد ملامحه الجامده مره اخرى ولا يظهر سعادته امامها..طرق على الباب بخفه ودلف

وجدها تجلس نصف جلسه على الفراش وهى تنظر له يكاد يقسم ان ضربات قلبه كادت ان تكسر قفصه الصدرى سعيدا لرؤيتها مستيقظه بعد ان كانت مغلقه العينين…دخل بهدوء حذر وقال بنبره جامده عكس سعادته التى ملأت قلبه وقال

جاسر:حمد لله ع السلامه
روجيدا فى نفسها:اكيد كنت بحلم مستحيل جاسر الصياد يبقى حنين زى م حلمت
ثم قالت بصوت مجهد قليلا:الله يسلمك
جلس بجانب فراشها وقال:حاسه بوجع
روجيدا وهى تأن بخفوت:شويه بس
جاسر بنبره قلقه:طب انادى للدكتور
ابتسمت بوهن وقالت:لا مفيش داعى الدكتور قالى ان دا عادى عشان الجرح وكدا
جاسر بأرتياح:طيب لو حسيتى بحاجه قوليلى
روجيدا:ماشى شكرا
ساد الصمت لمده دقائق عديده ثم قطعه جاسر وهو يقول

جاسر:ليه
عقدت روجيدا مابين حاجبيها وقالت:ليه ايه
جاسر:ليه عملتى كدا
فهمت روجيدا وقالت بلا مبالاه:عادى

نهض جاسر عن مقعده بغضب ثم اقترب منها وهو يحاوطها بيديه على جانبى الفراش فكانت انفاسه الحاره تلفح وجهها بينما تسائل جاسر بحده

جاسر:هو ايه اللى عادى
روجيدا بنبره متوتره:آآ..جاسر ممكن تبعد شويه

انتبه جاسر على وضعه وذلك القرب المميت..أبتسم ذلك الذئب وهو يرى توترها وخجلها الذى جعل وجنتيها تتلطخ بحمره الخجل…حقا تملكته الرغبه فى تقبيلها…ثم قال بنبره خبيثه

جاسر:هو انا اديتك هديه جوازنا
روجيدا ببراءه:لأ
جاسر بخبث:خلاص هديهالك دلوقتى
عقدت روجيدا مابين حاجبيها وقالت:أزاى يعـ….

لم يدع لها فرصه لكى تكمل حديثها حيث قام بتكبيل شفتيها بشفتيه فى قبله عميقه..رقيقه..ابتعد قليلا ليراها مغمضه العينين و وجنتيها تكاد تنفجر من الحمره ليثيره ذلك المشهد اكثر ليعود ويعانق شفتيها مره ومرات عده بقبل مغلفه بمشاعرجديده لكلاهما حتى روى ظمأه ابتعد عنها لكى لا يفعل ما لا يُحمد عقباه…ابتسم جاسر حينما رأى تأثيره الطاغى عليها..
اما عن روجيدا فكانت كالمنوم مغناطيسيا امام اقترابه الطاغى لعنت نفسها بداخلها على استسلامها له وعدم مقاومته بل وانها استمتعت بذلك القرب واحست بالامان فى ظل حضوره

جاسر وهو يبتسم بمكر:خلاص اخدتيها
ضاقت عيني روجيدا وقالت بحده متلعثمه:آآ.. أنـ انت قليـ..قليل الادب..
قهقه جاسر بشده فقد كان مستمتع بخجلها الممزوج بالحده ثم قرص وجنتها وقال:انا جوزك يابت
روجيدا وهى تزيح يده:اوعى وبطل غلاسه
رفع جاسر احد حاجبيه وقال:غلاسه!!!
اماءت روجيدا رأسها بقوة لتؤكد على كلامه وقالت:اه ورخم كمان
ضحك جاسر بشده لتبرز اسنانه اللؤلؤيه…حدقت روجيدا به وهى ترى جاسر الصياد وهو يضحك بملئ فاه فقد زادته تلك الابتسامه وسامه وجاذبيه شديده…انتهى جاسر من ضحكه ونظر لها وجدها تحدق به فقال بغرور

جاسر:مكنتش اعرف انى وسيم اوى عشان تبصيلى كدا
تنحنحت روجيدا وقالت بصوت خافت:مغرور
جاسر:سمعتك ع فكره
روجيدا بعناد:طب ما تسمع هخاف يعنى

هز جاسر رأسه مستنكرا طفولتها…سكت ولم يعلق بينما اكملت هى

روجيدا:فين ماما والكل
جاسر بجديه:خلتهم يروحو
روجيدا:كويس انك عملت كدا

اماء برأسه ثم سكت واخرج هاتفه لكى يتابع اعماله وهو جالس بجانب الفراش

اما عنها فكانت تنظر له كثيرا وشردت اليوم فيه..فقد كان شخص اخر اكتشفت جانب جديد من جوانبه المعقده وهى قلقه عليها والذى حاول اخفائه…واحساس اخر طغى عليها الا وهو الامان….بعد صمت دام لساعه قطعت الصمت وقالت بنبره خافته

روجيدا:عشان بابا
جاسر وقد انتبه لصوتها وقال:بتقولى حاجه
روجيدا بنبره واجمه حزينه:عملت كدا عشان فكرتنى بـ بابا………

error: