رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي

الفصلالثالثوالثلاثون

وكأنك حبيبتي حُلم جميل…لطالما حلمت به…

فارسته أنتي…فعندما أتيتني بجوادك…زالت غشاوتي

فظهر فيروز عينيكِ….أنتشلني من بئر قسوتي…بئر ملئ ولكن شديد الجفاف

مجنون ليلى!!!…مسكين…فلو رأيت حبيبتي…لقتلت ليلى…وأحببت فيروزها…مولاتي..أنتِ

ظلت روجيدا للحظات لا تستوعب حجم الصدمة…فما تراه قد فاق وتخطى توقعاتها…رأت روجيدا جميع من قابلوها منتظرين ظهور الأميره المنتظره….إبتسامه صاحب المفاجأه قد شجع قلب المسكينة لتتقدم بخطى متمهله

سارت روجيدا في ممشى من خشب الزان ذو لون بني لامع…تزين بأزهار حمراء تناثرت بعشوائيه منظمة…وعلى جانبي الممشى أنوار صغيره لامعه على هيئه نجوم…تأملت ما حولها بـ إنبهار شديد ثم رفعت عينيها لخاطف أنفاسها…لص قلبها..

كان يقف بهيبته الطاغيه ولكن غلب عليها وسامته التى جعلت النساء تتهافت عليه…كان يرتدي حله سوداء لامعه ومن أسفله قميص أسود مفتوح أول أزراره لتظهر عضلات صدره المتعرجه بدقه…ويضع يده خلف ظهره وتظهر إبتسامته…ويقف بداخل خيمه مفتوحه تستند على أعمد بيضاء ألتف حولها أضواء بيضاء…مزدانه بستائر بيضاء شفافه…بسيطة ولكن مبهرة…

تقدم ذاك الوسيم ناحيتها وأمسك يدها ورفعها ناحيه فمه ولثمها برقه..ثم نظر لعينيها بقوة وقال

جاسر:ممكن تيجي معايا يا أميرتي!!

ضحكت ذات العيون الفيروزيه وقالت برقه

روجيدا:ممكن طبعاً

أبتسم جاسر بحب…ثم سار وهو ممسك يدها…دخلا إلى داخل الخيمه وأمسك كلتا يديها وقال

جاسر:بحبك..ومقدرش أعيش من غيرك…غلطت فـ حقك وأنا طمعان فـ غفرانك؟؟

صمتت روجيدا ولم تعرف ماذا تقل…بينما أكمل جاسر

جاسر:مش عاوزك تحبيني…خليكي بس جمبي..

أدارها جاسر ناحيه البحر وإحتضنها من الخلف وقال

جاسر:ياريت يعجبك
روجيدا بتساؤل:هو إيه

طرقع جاسر بيده فأنتطلقت ألعاب ناريه ذات ألوان عديدة..وبأشكال مختلفه..كان منظرها رقيق وجميل بشده..من أين يعلم كل هذا..البحر..الألعاب الناريه..الورود الحمراء وخاصاً (الجوري)..من أين

ظلت روجيدا تتابع المشهد بـ إعجاب وأنبهار شديد..إنتهت الألعاب النارية…لتبدأ جوله أخرى..أدارها جاسر ناحيه جبل كبير ذو إرتفاع شاهق وقال بحب

جاسر:بصي هناك

بعد طرقعة مره أخرى إندلعت نيران شكلت حروف إسمها وعبارة (أعشقك بجنون)…ثم إنتطلقت ألعاب ناريه مره أخرى حول الجبل…لتظهر هيئته الرائعة…حبست روجيدا أنفاسها وحاولت ترويض قلبها الذي أعلن العصيان…والتمرد..هتف بـ اسم محبوبه…يريد أن ينهل من نهر العشق بعد جفاف دام لسنوات

أدارها جاسر ناحيته فوجد الدموع تتلألئ في حدقتيها فهوى قلبه وقال بفزع

جاسر:روجيدا هو..أنا زعلتك..
روجيدا:………….
جاسر بقلق:طب..طب أنا عملت حاجة تضايق

وبدون مقدمات أرتمت العاشقه في أحضان حبيبها..كاسر أسوار قلبها…معذبها…وقف جاسر للحظات مشدوهاً ولكن سرعان ما لف يده حولها وضمها بشده..بينما قالت روجيدا من بين دموعها بنبره محبه

روجيدا:وأنا كمان بموت فيك..

لم يستوعب ذلك الأبله ما قالته فـ أبعدها عنه ثم قال بتلهف

جاسر:إيه قولتي إيه!!

أنزلت روجيدا رأسها بخجل..بينما أمسك ذقنها وقال

جاسر:طول منا عايش راسك متنزلش وتبصي فـ الأرض..عاوز راسك لفوق

رفعت روجيدا رأسها وقالت بهيام:بحبك…بحبك أوى

رفعها جاسر وضمها بقوة صدره كأنه أراد إدخالها بداخل ضلوعه ليخفيها عن العالم..ثم أخذ يدور ويدور بها..كانت تتعالى ضحكاتها مع صوت تصفيق الأشخاص…ثم قالت بنبره مرحه

روجيدا:طب نزلني عشان إبنك ميدوخش

أنزلها جاسر وهو فاغر الفاه…مصدوم الملامح…عُقد لسانه إثر الصدمه ثم قال بنبره مشدوهه

جاسر:إيه…يعني..يعني
ضحكت روجيدا بشده ثم قالت:أنا حامل يا حبيبي…..

بقرية الصياد

في منزل هانم

بعد فراق دام سنون عديده…بعد أن خط الزمان خطوطه في وجهيهما…عادا للقاء مره أخرى..ولكن لم ينقص حبهما..أو يقل مقدار ذرة..

وقفت عنيات مشدوهه لم تستوعب ما يحدث بعد..هو..هو حبيبها..معذبها..عاد بعد كل هذا الغياب…نست أم لم تنسى؟! هكذا تسائل داخل نفسه قفال بنبرة مشتاقه

أمجد:وحشتيني يا عنيات

تجهم وجه عنيات وقالت بحده بعد أن تحولت نبرتها للقاهريه التي تعلمتها مخصوص له ولكن شاء القدر للإفتراق ولم يسمع هذه اللهجه منها ربما حان الوقت…

عنيات بغضب:راجع ليه يا أمجد
تعجب أمجد من لهجتها وقال:راجع ليه؟؟راجع عشانك
عنيات بتهكم:عشاني؟؟بعد كل دا
أمجد برزانه:هفهمك كل حاجة حصلت
عنيات:لأ مش عاوزة أفهم

جلس أمجد وقال بهدوء:طب أقعدي بس
عنيات وهى تشيح بيدها:مش هقعد
أمجد وقدا بدا عليه بوادر الغضب:أسمعيني يا عنيات إنتي كبرتي
عنيات بغضب هادر:أمجد أسمعني كويس أنا آآآ…
قاطعها أمجد وقال:عنيات…هتسمعيني عشان عندي كلام كتير
جلست عنيات ثم قالت بنفاذ صبر:أخلص

إبتسم أمجد فهى لم تتغير..عنيده..تملك الكبرياء..ولا تزال عينيها تطلق الشغب بحبهما

أمجد:أيوة كدا

ثم بدأ في سرد ماحدث منذ هروبه حتى الآن…فقد طلب منه حسين أخيها الهروب حتى لا يقع فريسه لبراثن سليم..فما إن علم بخيانة زوجته فقد عزم على قتلها…

أمجد:وبعد موت سليم كنت هرجعلك بس جاسر منعني
عنيات بدهشه:جاسر!
أمجد وهو يهز رأسه بتأكيد:أها..عشان لو كنت رجعت كان جابر هيكمل الطار
عنيات بذهول:هو..هو جاسر يعرف اللى حصل
عقد أمجد مابين حاجبيه وقال:مش فاهم
عنيات:فاطمه قايلالي إن جاسر ميعرفش
أمجد بجديه:فعلا جاسر مش معرف حد إنه عارف
عنيات:طب وأنت
أمجد: أنا إيه؟
عنيات:جابر عارف إنك رجعت
أمجد بجديه:لو عرف مش هكون عايش

ظلا يتحدثان حتى قطعت هانم خلوتهما وقالت

هانم:ست عنيات أمي چت..
نهضت عنيات وقالت:لازمن تمشي دلوجتي
هب واقفاً هو أيضا ثم قال:طيب

ذهب كلاً منهما لطريقه..أما عنيات لم يتوقف عقلها عن التفكير

عودة مرة أخرى لتركيا

أنتفض جاسر وقال بدهشه:يعني..هبقى أم وأنتي هتبقي أب

أغمض عينيه بشده بينما ضحكت روجيدا بشده على زوجها المسكين الذي فقد عقله إثر الصدمه ثم قال بتلعثم

جاسر:قصدي هبقى أب وأنتي أم
روجيدا بضحك:أها…هتبقى أب

أحتضنها جاسر بشده..ثم أبعدها عنه وظل يقبل يدها ووجهها..وينثر حبات القُبل في جميع أنحاء وجهها..أبتعد عنها ثم قفز كطالب قد أنهى واجبه المدرسي فكافأته والدته بحلوى…تابعته روجيدا وقلبها يقفز من فرحتها العارمه…نست روجيدا ما فعله معها..نست أو تناست..هو أظهر الطفل الناضج بداخله…أحبها وعشقها..تيتم بها ذاك المسكين..فكيف تستطيع هجره!!

أقترب جاسر مره أخرى وقال بحب

جاسر:يارب تكون بنوته شبهك
روجيدا:بنوته..ولا ولد مش مهم
جاسر وهو يؤكد على كلامها:صح..صح..المهم إني هبقى أب

ظلا يتسامران..ويضحكان..لم تخلو جلستهما من مغازله جاسر..وعباراته الجريئه…لكنه لم يجرؤ على لمسها خشيه من رد فعلها..نضهت روجيدا وقالت

روجيدا:مش يلا بقى
وقف هو الأخر وقال:لأ يلا إيه..دا لسه فيه تكه كدا
روجيدا بعدم فهم:تكه إيه

تلك الطرقعه المعتاده التي يليها مفاجأه..التى تدخل السرور على قلبها..ثوان ودخل عازف كمان شاب..أشار له جاسر ببدء لحنه العذب…مد يده لزوجته وقال بحب

جاسر:ممكن تقبلي ترقصي معايا
روجيدا بـ إبتسامه رقيقه:طبعاً أقبل

أخذ يدها وبدأ كلاهما في التمايل مع ألحان العازف الشاب..كانت نغماته تتخلل قلبيهما..رفع يده القابضه على كفها الصغير ناحيه فمه ثم قبله برقه..و وضع كفها فوق قلبه مباشراً..لتشعر بنبضات قلبه الناطقه بعشق اسمها…أسند جبهته على جبهتها…وسبحا في عالم خاص بهما تناسى العالم للحظات سروقها من عمرهم الذي غُلب عليه الشقاء بجميع أنواعه…

فتح جاسر عيناه وقال بنبره شغوفه:بحبك يا فراولتي
نظرت لعيناه بشده وقالت:بعشقك يا أحلى قدر

أقترب جاسر برأسه من شفتيها الورديه ثم قبض عليهما بتملك وكأنه يضع صك ملكيته عليهما…ظل يقبلها ولا يعلم أهى جاذبيه نيوتن التى يتحاكى عنها أم جاذبية شفتيها…أما هى فسبحت معه في عالمه أجبرت نفسها تناسي فعلته لكى تستطيع المضى قدما..لفت يديها حول عنقه وأخذت تعبث في خصلاته بـ إغراء أنثوي غير برئ….

أبتعد جاسر لحظات فقد شعر بحاجته وحاجتها للتنفس ثم قال بصوت متهدج

جاسر:أنا بقول يلا…عشان كمان شوية وهفقد عقلي تماماً
أحمرت وجنيها خجلاً ثم قالت بصوت خافت:يلا

أطبق على كفها وتخلل أصابعه بين أصابعها…سارا كلاهما كعاشقين…في سن المراهقه…تحرك بها ناحيه سيارته ثم أجلسها برفق..ودار هو حول المقعد الأخر وجلس بجانبها..أشار لسائقه لكى يرحل..جذبها بحنو ناحيته وأحتضنها بقوه..وبدورها أحتضنته أيضاً..أبتسم جاسر وأسند ذقنه على رأسها ولم يتحدثا…فقد قيل ما قد يُقال…

بقريه الصياد

في فيلا مدحت السيوفي

كانت نادين تجلس في غرفتها…فبعد سفر زوجها للدراسة…وهى حبيسه هذه الغرفه…لم تترك نادين دراستها ولكن بفضل صلات جاسر ومكانته فقد أوصى بها في جامعتها وأنها ستذهب إلى الجامعه وقت الإختبارات فقط…جلست تتصفح الهاتف إلى أن سمعت صوت طرقات خفيف على شرفتها…قامت بحذر ثم فتحت الباب لتتفاجأ بمن يجذب خصرها…فشهقت بفزع وقالت بخوف

نادين:مين
سامح بمرح:جوزك حبيبك
نادين وهى تضع يدها على صدرها:خضتني
سامح بنبره هائمه:سلامتك من الخضه
ضحكت بخفوت ثم قالت بتساؤل:مش المفروض تبقى في القاهره
سامح وهو يقبل يدها:وحشتيني يا ستي قولت أجى أشوفك فيها حاجة
وضعت يدها على خصرها وقالت:طب ومدخلتش من الباب ليه

أبتعد سامح عنها وذهب ناحيه الفراش وتمدد عليه وقال ببرود لستفزها

سامح:حابب أفكرك بأيام زمان
عبست ملامحها وقالت بحده:كدا طب يلا بقى
سامح:تؤ

أمسكت نادين بساعده وحاولت جذبه..ولكنه لم يتحرك إنش واحد..ثم باغتها هو بحركه سريعه ناحيه الفراش وممدها عليه ومن ثم جثى فوقها وقال بعبث

سامح:مش قدي متلعبيش
نادين بغنج:لأ قدك ونص
رفع أحد حاجبيه وقال:طب وريني

إعتدلت نادين بجسدها ثم رفعت يدها ناحيه عنقه وتحسسته بـ إغراء وهى تبتسم بمكر..دبت القشعريره فى جسده وأغمض عينيه مستسلماً لأحساسها..فتح عينيه ثم أقترب منها ليقبل شفتيها..فمالت برأسها لتقع قبله المسكين فوق منكبها العارى..فقالت هى بغرور

نادين: متتحداش أنثى
أغتاظ جدا من فعلتها وقال بحنق:لأ دا ظلم
نادين بضجك:تعيش وتاخد غيرها
سامح بتوعد:طيب أنا هوريكي
نادين:هتعمـ….

لم تكمل جملتها حيث أخذ يدغدغها في جميع أنحاء جسدها…وأخذت هى فى الضحك بهستيريه..وسط توسلاتها بتركها..توقف وقال بحب

سامح:بحبك يا عمري
نادين وهى تلمس على وجنته:وأنا بموت فيك

ظلا يتحدثا كثيراً حتى غادر سامح مع ترك بصمته..فقام بتقبيلها بسرعه على وجنتها ثم غادر كما جاء…وقفت تتأمله حتى أبتعد عنها وهى نتظر له بهيام…

ولم تعي تلك العيون الخبيثه التي تراقبها منتظره الإنقضاض على فريسته…………….

error: