رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي

الفصلالسابعوالعشرون

نزلت نيره من منزل جاسر وهى تفكر في أخر ورقه ربح لها قد ضاعت..ولابد من البحث عن أخرى…وضعت نظاره الشمس الخاصه بها ثم أوقفت سياره أجره وطلبت منه الذهاب إلى مشفى خاص…أثناء الطريق تذكرت ماحدث منذ أربعة أيام

فلاش باك

مصطفى بصوت شرس:اللى سمعتيه يا حليتها
نيره بصوت باكى:بلاش والنبى يا مصطفى أنا عاوزاه..مش عاوزه منك حاجه..حتى..حتى متهتمش بيه بس سبهولى

أمسكها مصطفى من فروة شرعها بقسوة وتابع بصوت خالى من الرحمه

مصطفى:هتنزليه ياروح أمك..أنا مش عاوز ولاد منك يا*****
تأوهت نيره بشده وقالت بصوت متحشرج:حراااام..حرام تقتل إبنك
دفعها بحده وانهال عليها بوابل من الضربات والسب بـ أبشع الألفاظ حتى خارت قواها وقالت بـ إستسلام وضعف

نيره:خـ..خلاص هنـ..هنزله بس أرحمنى

أبتعد عنها مصطفى وقال بصوت يحمل التهديد

مصطفى:بكره تروحي تنزليه
نيره بدموع:بـ..بلاش بكره..مش..مش قادره جسمي مش قادره
مصطفى وهو يخرج سيجاره:خلاص يومين وتروحي..

أقترب مصطفى منها وقال بفحيح أفاعي خبيث

مصطفى:وعالله..عالله يانيره أعرف أنك معملتيش اللى قولتلك عليه…
نظرت له نيره بحزن وتابعت:حاضر

مصطفى وهو يملس على وجنتها وأبتسامه متشفيه على وجهه

مصطفى:شاطره..متزعلنيش أنتى عارفه زعلى وحش قد إيه!

نظرت له شزراً ثم قالت فى نفسها

نيره:ماشى يا مصطفى والله لهوريك…حسبي الله ونعم الوكيل..

أنتهى الفلاش

نزلت دموع نيره بشده…وها هى ذاهبه لتنفيذ طلبه بل لنقل أمره..تحسست بطنها الصغير ثم قالت بصوت مملؤ بالحقد

نيره:كل دا بسببك يا ست الحسن بس والله ما هخليكوا تتهنوا…

أعلن قرص الجوناء موعد رحيله ليحل شفق الغروب المميز بلونه الأحمر

كان جاسر جالس فى الشرفة يتابع الغروب حتى قطع تأمله صوت هاتفه يصدح بالداخل..قام جاسر كعادته متكاسلاً..كاره لأى شئ فعدم وجودها جعله نافراً للحياه لم يستطع جاسر أن يتخيل أنه يحبها بل يُهيم بها عشقاً لهذه الدرجه..لدرجة أن تسحب لذه الحياه برحيلها..ألتقط جاسر هاتفه ورد بفتور

جاسر:أيوة يا صابر
ليأتيه صوت صابر بحماس شديد:لاقيتها يا جاسر …

خفق قلب جاسر بشده ثم قال بتلهف

جاسر:فـ..فين
صابر بجديه:أنزل وأنا أوديك
جاسر وهو يلملم أشياءه:هوا

أغلق جاسر هاتفه ثم ركض سريعاً ناحيه باب الشقه..أستغرب الحارسين من تغير جاسر بينما توقف جاسر قِبالتهما وقال بصوت أمر

جاسر:أبعت للبت ناديه تيجي توضب الشقه بسرعه

لم ينتظر ردهما ثم ركض سريعاً على السلم..وجد صابر بسيارته لم ينتظر للحظه وتوجه سريعا ناحيه السياره وقال بصوت لاهث

جاسر:أطلع بسرعه
ضحك صابر على صديقه وقال:من عنيا

أدار صابر محرك السياره وتوجه سريعاً إلى وجهته..بينما جاسر ضربات قلبه المتتاليه وتقافزه لكي يصل لمحبوبته..محبوبته التى أرهقته ببعدها…ظلت الأفكار تتخبط بداخل جاسر..أهى بخير! هل أصابها مكروه؟..أنحفت؟أهى مريضه؟ يالله كان كالطفل..كاد يبكي قلقاً..أخرجه من أفكاره توقف السياره وصوت صاحبه وهو يقول

صابر:يلا أنزل وأنا هستناك هنا

نزل جاسر من السياره سريعاً حتى أنه نسى غلقها..ضربات قلبه تزداد بشده..قدماه أصابتهما أرتعاشة..أطرافه متجمده..حلقه جف فجأه..وكأنه تلميذ قد نسى واجبه المنزلي وحان وقت العقاب

تحرك جاسر بين المقابر وتذكر كلام نيره أنه سيجد ضالته هنا لم يفكر كثيرا..قال في نفسه

جاسر:ايه اللى هيجبها هنا

تمشى جاسر حتى وجد حارسان يقفان أمام بوابه مقبره كُتب عليها “مقابر عائله التُهامي”..تعجب جاسر ولكنه أستدرك أنه قبر والدها..لم يعبأ جاسر بالحارسين بل توجهه إلى الداخل وقع نظره عليها.. ارتاح قلبه..أرتخت عضلات وجهه..كان كالطفل الذى وجد والدته بعد ضياع دام سنوات…

كانت تجلس على الأرضيه الحجرية ضامه ساقيها أمام صدرها وعاقده يدها حولهما وهى تنظر نظرات فارغه ناحيه المقبره..

تقدم جاسر ناحيتها ببطئ لا يعرف سببه..أيريد أن يتأكد أنها حقيقيه؟..أم أنه يريد أن يُمتع عيناه بتواجدها أمامه؟..أم يخشى أن تشعر به فـ تهرب مجددا؟….

جاسر بصوت أجش:آآآ…روجيدا

لم ترد عليه وكأنها لم تسمعه…أقترب جاسر منها ثم وضع يده على كتفها وعاود ندائه

جاسر:روجيدا

لم تنظر له روجيدا ولكن قالت بغموض

روجيدا:لما مشيت من البيت فكرت أنتحر وأروح عنده..

خفق قلب جاسر فزعاً بعد عبارتها تلك أكانت تفكر فى الأنتحار؟؟ يا الله..جاسر بصوت قلق..فزع

جاسر:بتـ..بتقولي إيه؟؟
نظرت له روجيدا وقالت:كنت هتتعذب صح؟
جاسر بتأكيد:طبعاً

هبت روجيدا واقفة ثم قالت بحده وشراسه:كنت عاوزة أعذبك يا جاسر بس للأسف ناس تانيه هتتعذب مع عذابك…أنت أكتر واحد حقير شوفته فـ حياتي بكرهك

لم يأبه لكلامها ولا لحدتها ولكنه أخذها فى أحضانه…أعتصرها بشده وكأنه يريد أن يدخلها من بيض ضلوعه…دفعته روجيدا بحده وقوه فتراجع هو على إثرها بينما تابعت هى..

روجيدا:ليه محستش بعذابى ها ليه؟؟…ليه محستش بيا و أنا بترجاك تبعد ليه عيشتني الليالي دي تانى ليه

ترقرقت الدموع بمقلتيه وقال بحزن

جاسر:كنت أعمى..كنت غبي..أسف والله أنا ندمان
نظرت له روجيدا بسخريه وتابعت بتهكم:بعد إيه..بعد م أخدت روحي مره تانيه..ليه بعد ما وثقت فيك عملت كدا..ليه قولى…ثم تابعت بصراخ…عملتلك إيه

جاسر بدموع:والله العظيم ندمان…معرفش إيه اللى حصل
بينما تابعت روجيدا:عذبتنى زى ما عمل بالظبط..ضربني زيك كدا…نظرته كانت شبه نظرتك فرقت عنه فـ إيه
جاسر بصوت مختنق:روجيدا أنا بمووت من غيرك..عرفت قد إيه كنت قاسي أنا هعمل أى حاجه عشان تسامحينى..أنا مش زيه

صرخت بوجه وقالت:كداااب أنت زيه بالظبط عارف خسرت عذريتي إزاى..تابعت بصوت مختنق…دبحني زيك بالظبط دبحني وسرق روحي وأغلى م عندى

كانت جاسر يتابع حديثها وبداخله براكين تثور..فأكملت روجيدا

روجيدا:لما عذبني أغتصبني مش مره ولا أتنين..دا أكتر من مره..لفت يديها حول بعضهما البعض وكأنها تحتضن نفسها وقالت بتقزز

روجيدا:كنت بقرف منه..بقرف من لمسته..صرخت..صرخت كتير محدش سمع..مقابل صرختى كنت بشوف نظراته الشهوانيه وأبتسامته المقرفه..كان مستمتع بـ اللى بيعمله فيا…خسرت روحى يومها وأنت كملت عليها…

بكت ذليلةة…بكت بضعف يتنافى مع قوتها….بكت كما لم تبكى من قبل
الآن فقط تعرت روحها …تجردت من الحقيقةة…اعترفت له بما اثقل كاهلها…اعترفت فقط كيف ولما كرهت جنس الرجال….
تفرشت على الارض الحجريه لم تأبه بصلابتها فقط نزيف قلبها قد عاد شهقات متتاليه روح معذبه…
نظر لها نظره خاليةة من الشفقةة…من الاستحقار…فقط نظر لروحها التى تعذبت الان وفقط رأى روجيدا…رأى روحها….رأى داخلها….رأى ضعفها الذى لم يراه من قبل…القوه التى تظهرها ماهى الا ثوب مهترئ جاهدت لـ ارتداءه
جثى على ركبتيه وتناول كفها بحنان تنافى تماما مع قسوته فقط لها هى اظهر جانبه الانسانى
لثم كفها بقبله رقيقةة وقال بنبره حنونةة:انتى بقيتى روحى…بقيتى بتجرى ف دمى….هوايا اللى بتنفسه…ومش هتخلى عنك…ورحمه ابويا وابوكى لاجبلك حقك وادفنه وهو حى…

كان جسدها ينتفض بشده..أفزعه منظرها وهوى قلبه..بدون مقدمات جذبها في أحضانه وظل يملس على شعرها بحنو بالغ..رددت من بين شهقاتها

روجيدا:كنت بخاف من أى راجل يقرب مني..إلا إنت ليه..
جاسر:هششش…خلاص يا روجيدا كل حاجه هتتصلح
قالت روجيدا بحده:مفيش حاجة هتتصلح

حاولت التملص من أحضانه ولكنه كان مطبق عليها بشده أخذت تردد بصوت باكى مزق قلبه تمزيقا

روجيدا:ليه..ليه عملت كدا ليه دبحتنى ليه حرااام عليك

كان جاسر يستمع لكلامها بحزن عميق جُرحها عميق بشده ليس من السهل مداواته…ظل جاسر يملس على شعرها وهو يردد بعض الأيات القرآنيه علها تهدأ..وبالفعل أحس بـ إنتظام تنفسها..أبعدها عنه قليلا فوجدها تغط فى سبات والدموع تتخذ مجرها على وجنتيها…وضع يده أسفل ظهرها والأخرى أسفل ركبتيها وحملها برفق شديد ثم قبل جبينها بقبه هادئه…سار بها خارج المقبره وحدثها بصوت هامس

جاسر:أوعدك يا حبيبة قلبي إني هصلح كل حاجة..صدقيني ياروحي هنسيكي كل اللى فات..دا وعد مني ووعد الحر دين…………..

error: