رواية عشقتها فغلبت قسوتى بقلم إسراء علي
بأحدى فروع مؤسسه الشركات العالميه (الصياد) بمقر القاهره كان يجلس هو بشموخ وهيبه تليق بمظهره فى تلك الحلة السوداء التى يرتديها التى تزيد ملامحه جديه فوق جديته فكان يتسم بحاجب كثيف وعيون عسليه حاده كالصقر وانفه الحاد الطويل والبشره الخمريه وازداد وسامه بشعره الاسود الكثيف يبلغ من العمر 30 عاما
كان يدقق بعض الملفات بدقه تتناسب مع عيونه الحاده حينما قطعتفكيره صوت طرقات سكرتيرته الخاصه معلنه عن وصول احدهم
السكرتيره:مستر جاسر…
جاسر:ايوة يا انسه ليان
ليان:مستر صابر بره
جاسردون ان يرفع نظره عن الاوراق:خليه يتفضل
ليان:حاضر يافندم وخرجت لحظات لتفتح الباب مره اخرى ليدلف احدهم بعادته المرحه وبعض كلمات الغزل التى يتغزل بها فى سكرتيره جاسر ليأتيه صوت جاسر:نفسي تبطل رمرمه
صابر بمرح:حاضر عشان خاطر عيونك
جاسر باشمئزاز:اخلص يا صابر عملت ايه
صابر بجديه:عيب عليك يابرنس ثم مد يده ببضعه اوراق
ليأخذها جاسر وهو يقول:كويس انه وافق دا احسنله من اللى كان هيحصله
صابر:منا هددته يا كبير قرصه ودن صغيره قلبت الموازين
جاسر بجديه:صابر مش عاوز غلط او تكه ف الشغل دا
صابر:متقلقش كله السطه المهم هتعمل ايه
جاسر:لما اخلص الصفقه دى هفوق للحيوان التانى ويانا يا هو
صابر بتوجس:هتعمل ايه انا مقلق من الموضوع دا
جاسر بثقه ظاهرة فى نبرة صوته:متقلقش مش هوسخ ايدى اوى يعنى
صابر:على العموم خلى بالك انا همشي هخلص المشوار دا وهروح
جاسر وهو يتفحص الاوراق التى امامه:تمام ثم مد يده لصابر ليلتقط الاوراق ثم غادر صابر المكتب ف توجه جاسر الى تلك النافذه العريضه والطويله ايضا وتأمل الماره والسيارات وهو يضع يده فى جيب بنطاله ليقول بنبره تملؤها الشر:والله وهيجى اليوم دا وقريب
فى مطار القاهره دلفت هى الى قاعه الاستقبال بعد ان انهت اجراءات وصولها لبلدها اشتمت رائحه البلد التى اشتاقت اليها بالرغم انها لا تعلم عنها شئ سوا انا منبع امان بالنسبه لوالدها فلذلك تعشقها
راحت تحرك عينيها فى كل الاتجاهات لتجد ذلك الرجل الذى يبدو على هيئته الرزانه والطيبه ذو بشرة سمراء قليلا وشعر قد زينه بعض الشيب لتجعلك تتهكن عمره الذى لا يتخطى الستون سوى بسنتين اخذ يلوح لها لتلك الفتاه التى تشبه والدها الى حد كبير عدا خرزتيها التى ورثتها عن والدتها
روجيدا وهى تركض باتجاهه:انكل مدحت
مدحت بشوق:روجيدا يابنتى نورتى مصر
روجيدا بسعاده:منورة بيك وبأهلها يا انكل
مدحت:والله فكرتك بتهزرى انك خلاص هترجعى مصر
روجيدا:والله يا انكل انا مش هطول اوى بس شويه وهرجع
مدحت بضيق:مكفكيش كل السنين دى غربه انتى عايشه هناك من ساعه اما والدك الله يرحمه توفى
روجيدا بحزن ودموع متحجره فى عينيها:معلش يا انكل حياتى كلها هناك ومين يعلم جايز تعجبنى القعده هنا واعيش ع طول
مدحت:من ناحيه كدا هتعجبك اوى يلا هاتى الشنط احطها فى العربيه ونروح بقى طنطك امال هتفرح اوى انا محبتش اقولها عشان تبقى مفاجأه
روجيدا:والله وحشتنى و وحشنى اكلها
مدحت وهو يضع الحقائب بالسياره:م انتى هتروحيلها اهو يلا عشان الطريق طويل
روجيدا بتعجب:طويله ازاى انا افتكر انك قاعد قريب من المطار
مدحت بضحك:فعلا لسه فاكره يا روجى بس انا رجعت البلد خلاص مراد ابنى هو اللى ماسك الشغل دلوقتى بيجى هو ومراته كل اخر اسبوع
روجيدا بذهول:معقول يا انكل رجعت المنيا تانى وكمان مراد الطايش اتجوز وكمان مسك الشركه
مدحت:شوفتى بقى الدنيا بتغير ازاى وبعدين انتى اللى طولتى فى سفرك يابنتى
روجيدا بشرود:فعلا يا انكل الحمد لله انى رجعت
مدحت بسعاده:الحمد لله البلد هتعجبك يا بنتى
روجيدا بحماس:يارب تعجبنى انا مرحتش الصعيد خالص
مدحت:هتروحيه وهتشوفيه
شقت السياره طريقها للمنيا بإحدى قرها الكبيره
عوده لشركه الصياد
جاسر هو يجلس على مقعده ويتحدث مع السكرتيره:مفيش مواعيد بعد كدا
السكرتيرة ليان:لا يافندم خلاص كدا
جاسر:تمام كدا انا همشى ولما صابر يرجع قوليله انى رجعت المنيا هريح شويه من مود الشغل وهرجع تانى
السكرتيرة ليان:حاضر يافندم
جاسر وهو يلتقط مفاتيحه وهاتفه من على سطح المكتب:تمام
خرج جاسر من الشركه وامر سائقه للعوده الى المنيا