رواية غزلًا يوقده الرجال
عشقي لك امسى كعشقي للسيجارة..
تمتعني ولكن تفعل الويل بي..
تحرق دمي ببطئ وترّفه عني..
تمتص من عمري وترضيني..
لا.. لن اقول كالسيجارة بل كالخمر..
كالخمر تمامًا..
يفقدني رشدي، يغريني، وينسيني العالم..
ثم بعد ان اصحو من ثمالتي،
ازجر نفسي على متعتي..
عشقي لك لا اعرف ما هو..
مؤلم.. ممتع.. يقضي بتريث..
عشقي لك صار ادمان لا ينفع معه اي علاج..———————–
فتح الباب بابتسامة مستفزة مزخرفة بدّقة على شفتيه ليدفعه سند بغضب ويولج الى الداخل فيجد جهاد واقفة بالقرب من الباب وكأنها تنتظره منذ ساعات.. اقترب منها ثم بخشونة جذبها اليه ليضمها بينما يسألها:
– هل انتِ بخير؟ منذ متى هذا هنا؟
– انا بخير سند.. خالتي في غرفة الخالة لورين؟
ردت بهدوء قبل ان تقضم شفتها السفلى بتوتر حينما رفع لها حاجبه دلالة على انتظاره لجواب السؤال الاخر..
لم تود ان تكذب عليه فردت بصراحة:
– منذ ان اتيتُ وهو هنا.
– هل تعنين انك عملتِ طيلة الوقت وهو في المنزل؟
هدر سند بغضب ليرد سند بتأفف ساخر:
– اجل، لا تقلق لم افعل اي شيء لملاكك الساحر.
– ملاك رغمًا عن انفك الطويل.
هتف سند بعصبية لتبتسم جهاد بحب وتغمغم:
– انا سأغادر سيد حمزة.
– لم تنتهي ساعات دوامك بعد.
قال حمزة لينظر اليه سند ويردف:
– منذ الغد لن تعمل جهاد اذا تواجدتَ في المنزل خلال ساعات عملها.
– هل تطردني من منزلي؟
تمتم حمزة بتهكم ليرد سند بتجهم:
– اعتبرها كما تشاء الا اذا كنت تريدني ان ابقى في منزلك لأراقب الوضع.
– الا تثق بها؟
هتف حمزة بخبث فيزمجر سند باحتدام:
– اثق بها اكثر من نفسي.. لا تلهو بذيلك اكثر مما يجب والا تعرفني جيدًا حمزة وماذا يمكن ان افعل.
التزمت جهاد الصمت وقد استهل كلام حمزة باثارة ضيقها والعبث بأوتار اعصابها.. فكرة ان سند لا يثق بها كما يقول حمزة باتت تكوي قلبها.. لا تود ان تدع كلماته تلهو بها لتتشاجر مع سند.. يكفيها انه يضغط على نفسه اكثر مما يجب..
– هيا اذهبا.
هتف حمزة بابتسامة لعينة لتحدجه جهاد بنظرة اشمئزاز قبل ان تهمس لسند:
– سأحضر حقيبتي لنغادر.
اومأ لها وهو يطالع حمزة بنظرات واجمة تلقاها الاخر ببرود واستمتاع.. لم يطيق سند النظر حتى الى وجهه فابعد عينيه وهو يتأفف بضيق..
– هيا سند.
هتفت جهاد بعد ان احضرت حقيبتها ليقول حمزة بوقاحة:
– انتبه الى حبة البطاطا.. ففي النهاية خطيبتك ممرضة والدتي.
كان سند سيعطيه رد مناسب على كلامه المستفز ولكن جهاد جذبته سريعًا الى الخارج ليقهقه حمزة بصوت عال وصل اليهما..
زفر سند باحتدام لتغمغم جهاد:
– لنغادر حبيبي ارجوك.
****************
تعالت ضحكاتها بصوت بدا كالمغناطيس الساحر يجذب كل من حولها اليها.. كم بدت فاتنة بشقاوتها! كالعسل تمامًا ببشرة برونزية وسلاسل شعرها البنية تنتشر حول وجهها.. كان شعرها غريبًا وبه من الجاذبية ما لا تدركه وخاصةً هنا في هذه البلدة، حيث اغلبية النساء ذوات شعر املس كالحرير، الا هي بسلاسل متجعدة بكثرة..
زلف منها وهو يتمنى ان تضع مرحها وسخريتها الدائمة جانبًا وتستقبل كلماته بوجه جاد وليس ساخرًا..
همس باسمها لتقترب منه وتغمغم بابتسامة واسعة اظهرت غمازتها المحفورة بقوة بخدها الايمن:
– هيرمان.. اشتقت لك.
ابتسم هيرمان بحب وهتف وهو يقترب منها حتى كاد ان يعانقها:
– اوه مها.. جميلتي.. اشتقت لك اكثر.
ثم بانفعال مشاعره المغتبطة جذبها اليه ليرتطم صدرها بصدره العضلي.. حاولت ان تُحرّر جسدها من بين ذراعيه اللتين تحيطانها بقوة.. ونجحت اخيرًا لترفع له وجهًا غاضبًا وتزمجر:
– هيرمان لقد وعدتني انك لن تفعل ما يضايقني.
– اسف.
تمتم وهو يحكّ مؤخرة رأسه بارتباك لتبتسم لصديقها الذي اعترف لها مرارًا بحبه وهي دومًا تتجاهله وتوهمه انها تعتبر كلامه سخرية.. ولكنه لا يدري انها تعرف بحقيقة كل كلمة يقولها ولكن النهاية نتيجتها واحدة.. مهما احبها وعشقها هي لن تستطيع الزواج برجل الماني.. والدها لن يوافق ولا حتى والدتها.. تذكر ذات مرة حينما تجرأت وسألت والدتها عن رأيها حول حبها لرجل الماني يختلف عنهم بكل شيء.. وكما توقعت بدأت تحقيقات والدتها واستفسراتها وحتى الشك الذي بدأ يراودها وكأنها على علاقة سرية مع احدهم! كان هذا قبل فترة طويلة قبل ان تسألها عنه..
جاهدت على قمع تلك الذكريات من رأسها ورسم ابتسامة ناعمة على شفتيها قبل ان تقول:
– لا بأس.. هل انت افضل الان؟ اتصلت بك عدة مرات الايام الماضية لاطمئن على صحتك ولكن هاتفك كان مغلقًا.
– انا بخير حبيبتي بعد ان رأيتك.. وكما تقولين دائمًا الحمد لله.
اردف بمزاح لتضحك، طامسة وجعها وبؤسها عليه بصعوبة:
– انت تتعلم بسرعة.. هل تعرف انني سأسافر الاسبوع القادم؟
– ستزورين العائلة مرة اخرى؟
سألها باهتمام لتهز رأسها بشرود فاضاف مواسيًا:
– ستعودين في النهاية.. فلم كل هذا الحزن؟
– قد تطول فترة بقائنا هناك.
همست بتنهيدة حارّة ليمسك يدها ويجلسها على صخرة كبيرة قابعة في الساحة الخلفية للجامعة.. طالعته بابتسامة مزخرفة بخرزات بائسة كدّرت فؤاده لحالها فضغط على يديها اكثر وانحنى شبه جالسًا على رؤوس اصابع قدميه..
– لماذا تكرهين ان تزوري عائلتك في فلسطين؟ كل مرة تسافرين اليهم تبدين حزينة!
هتف بحيرة لتصرح بخوفها وقلقها:
– لانني اخشى ان لا نعود.. اخشى ان يقررا والداي الاستقرار هناك وحينها قد لا اراك مرة اخرى.. لا انت ولا اصدقائنا.
وكأنها قالت ما قالته لتخيفه.. فاحاسيسها انتقلت اليه وكأنها عدوى تنتشر بكل سهولة.. ودون ان يدري كانت يداه تضغط على يديها بقوة مؤلمة.. فنظرت اليه وهمست بصوت مضطرب متوتر:
– هيرمان انت تؤلمني.. اتركني.
حرّر يديها ثم بتهور كان يعانقها مرة اخرى، غير مكترثًا بتهديدها له.. حاولت ان تفر هاربة من لعنة هذا الالماني الذي يقيدها بسلاسل عشقه.. تخشى ان تقع في حبه اكثر.. رباه كم تخشى! كيف ستواجه عائلة كاملة اذ فعلت؟!
ودون ان تدرك كانت تجرفها رائحته الساحرة الى احلام تجمعهما معًا.. ولكنها احلام كما قالت!! لن يكونا لبعضهما ابدًا.. تشبثت بقميصه الاسمر الشاحب وكأنها تبعده عنها لا ترجوه بالبقاء!.. كادت ان تبكي فعلًا وهي تتخيل انها قد تبتعد عنه للابد.. لا تكون قريبة من حبه لمعرفة كل ما يخصها ولا حتى من حمايته لها من كيد فتيات الجامعة.. لا تكون قريبة من دفئه وكأنه سترتها الدافئة في ليلة يرتعد بها وطنها من شدة العواصف والامطار!.. ولا تكون قريبة من طيبة قلبه واحتواءه الدائم..
تركها بحدة لتشهق بقوة فيرفع بيده وجهها اليه، مُرّسخًا عينيه الرماديتين بعينيها العسليتين ويهتف باصرار وكأنه يختم على ورقة زواج ستجمعهما في غرفة واحدة ذات يوم:
– ستعودين مها.. ستعودين اليّ!
– هيرمان!!
ردّدت اسمه بذهول اقرب الى البكاء المصدوم ليزفر بحنق ويلعن بصمت:
– لماذا لم أولد عربيًا مثلك؟! ليتني مثلك!
ابتسمت وعيناها تلمعان باعجاب مذهول لكلامه الساخط.. ثم بفضول تساءلت:
– لماذا تقول هذا الكلام؟
– لانني عرفت الان فقط.
دمدم بيأس لتسأله بقلق:
– ماذا تعرف؟ ما الذي تعرفه؟
– انسي.. انسي فقط وعودي الينا بل اليّ.. ارجوك مها اذا قرّر والدك عدم العودة الى المانيا راسليني لآتي اليك.
هتف بحزم لتغمغم بذهول:
– كيف تأتي اليّ؟ هل جننت؟!
– دعي الموضوع الذي يوترني هذا جانبًا حاليًا وتعالي لننضم الى الاصدقاء.
عضت شفتها السفلى بتوتر وخفقة مبتهجة تدوي في قلبها تتبعها واحدة اخرى.. رباه كم كانت تتمنى ايضًا ان يكون مثلها.. ديانة مشتركة.. لغة واحدة.. عادات وتقاليد مشتركة.. ولكنها تريده بشخصيته هذه.. هذا الرجل الذي يملك من الرجولة ما لا يملكه الكثيرون..
“كفى احلامًا لن تتحقق”
زمجر عقلها في زوبعة وله وتيه خيال قلبها لتطئطئ وكأنها تلقت صفعة قاسية اوقظتها باكثر الاساليب قساوةً وعنفًا!..
****************
بعثت الرسالة وقبعت على مقعدها بسكون دون ان تكلّف نفسها حتى عناء الرد على رسلان الذي سألها عن حالها.. وماذا ترد بهذه اللحظة التي تكاد تتصرف بها بتهور وتصرخ على ريس امام الجميع..
احسّت بيد ريس التي وضعها على كتفها ليهزها الا انها كانت حقًا مقهورة.. لم تستطيع ان تنبس بحرفٍ والضيق يجثم على انفاسها منهكًا روحها..
– قدر.. ردي على رسلان.
هتف ريس لتكوّر قبضتها الصغيرة بقوة لتهدئ نفسها.. فقررت ان لا تتعامل هي معه هذه المرة.. ستدع سند يتصرف معه..
اغمضت عينيها عندما هزها ريس بقوة هذه المرة وكرّر بتحذير:
– قدر.
رفعت مقلتيها الواجمتين اليه.. مقلتين وكأنهما بحرٌ سحري ذُكر في الاساطير.. لم يطاوعه قلبه ان يردف بكلمة اخرى وهو يبصر بها كيف تقاوم دموعها التي تهددها بالانهمار.. يعرفها جيدًا.. كل تعبيرٍ بها لا يمرّ امام عينيه دون ان ان يخضع لتحليله ويفهم سببه.. فهي واضحة جدًا له.. كغيمة شفافة تسمح للجميع الغوص في ثناياها ومعرفة خباياها..
– الحمد لله رسلان بخير.. وانت؟
غمغمت قدر وهي تدير وجهها الى رسلان المتعجب مما يحدث.. ابتسم رسلان واجاب:
– بما انك بخير انا بخير.
بادلته الابتسامة وان كانت مقهورة، نابعة من بين زوبعة الامها واحزانها.. المهم انها فعلت وتجاهلت الكائن الذي يجلس بجانبها كعنترة!
ثم ازدردت ريقها بوهن حينما هتف رسلان بحيرة:
– في الواقع لا ادري سبب قدومي الى هنا.. اتصل بي ريس واخبرني انه يريد ان يتحدث معي.
– صحيح.
غمغم ريس بهدوء قبل ان ينظر الى قدر ويستأنف:
– قدر تريد ان تعطيك قرارها بنفسها كي لا تفهمها بشكل خاطئ.
لا تصدق! محال! توسعت عيناها بصدمة وهي تحدج ريس بنظرات مذبهلة بادلها اياها ريس ببرود مستفز..
مرّرت يدها بين خصلات شعرها بغيظ شديد وهي تسمع رسلان يسألها بتوجس:
– ماذا افهم يا قدر من كلامه؟
– قدر هل انتِ موافقة على رسلان؟
سألها ريس لترد بحدة:
– قراري يصله من ابي.. لا مني ولا منك.
ثم همّت ان تنهض ليعيدها ريس الى مكانها ويهتف بنبرة ماكرة:
– لا تظلميه.. لا يستحق!
– لا افهم قصدك.
همست بتخفر ليردف ريس بهدوء:
– اخبريه انك غير مستعدة للزواج الان.. اخبريه يجب ان يعرف.
– نحن سنخطب الان لا نتزوج.
هتف رسلان ليقول ريس بحدة:
– حينما اسألك ترد عليّ.. ولكن حاليًا انا اتكلم مع قدر لا معك.
– احترم نفسك.
هدر رسلان بغيظ ليتشدق ريس بسخرية ويسأله باستهزاء:
– واذا لم افعل، ماذا ستفعل؟
– يكفي.
تمتمت قدر وهي تنهض فيعيدها ريس مرة اخرى الى مقعدها بخشونة ويزمجر بتسلط:
– اجلسي مكانك.
– لماذا تعاملها بهذه الطريقة؟
هتف رسلان وقد بدأ فعلًا يغضب بسبب اسلوب ريس الجلف فينظر اليه ريس باستخفاف ويرد:
– لا يخصك.
ثم حذّره بتهديد:
– لا تتدخل اكثر مما يجب كي لا ترى رد فعل لن يعجبك ابدًا.
– كفى يا ريس.
صاحت قدر بعصبية، غير مكترثة لأي حد.. لا للنظرات التي أُلقيت عليهم من كل صوب ولا لريس الذي القى نظرات حارقة عليها ولا حتى لرسلان الذي تفاجأ بصراخها..
لم تبالي بأصابعه التي التفت حول معصمها تضغط عليه بعنف.. فطالعته ثم كرّرت بصوت حاد:
– لا تتدخل بي.. لا يحق لك.. هل فهمتَ؟
لم تظهر عليه اي ردة فعل خارجية ولكنه كان يحتدم بلهيب الغضب تدريجيًا.. تهينه قدر امام اللعين رسلان! لن يكون ريس اذا لم يدعها ترى نتيجة تصرفاتها جيدًا.. اذا كانت هي بريئة تتصرف بعفوية وغباء هو لا.. هو يخطط باحكام ليجرح كما يجب.. والان.. والان اذا لم يتشاجر مع رسلان ويفجّر كل براكينه المضطرمة عليه ستضطر ان تتحمل وتتألم هي.. ولذلك سحبها بخشونة الى خارج المطعم، يتبعهما رسلان الحانق والذي استشاط غضبًا بسبب تصرفات المتكبر ريس..
لم تشعر بالخوف ابدًا فبأي لحظة سند سيأتي ليبعد عنها ريس.. مع انها ميقنة ان ستتلقى رد فعل قاسٍ هي الاخرى من سند بسبب خروجها مع ريس ووجود رسلان.. ورغم كل افكارها الهادئة لم تقدر على طمس خوفها حالما حرّرها ريس ووجّه لكمة قاسية لرسلان..
شهقت بخوف.. لقد فقد عقله المتهور.. من يظن نفسه ليضرب رسلان وكأن العالم يسير وفقًا لتخطيطاته هو؟ وقفت بتهور بينهما قبل ان يهم رسلان برد اللكمة لريس حتى تمنعهما من الاستمرار في عنفهما الا ان ريس دفعها بغضب الى الجانب وجهر بعنفوان:
– ابتعدي.
– ارجوكما كفى.
صاحت ببكاء.. متى بكت لا تدري ولكنها خائفة.. وهم الان لوحدهم في موقف السيارات.. دون احد يقدر على منعهم من التشاجر..
تمكن رسلان بصعوبة التحكم بذاته لأجل دموعها بينما ريس كان يتمنى ان يرد له رسلان اللكمة كي يلقنه درسًا لن ينساه اطلاقًا..
وسكت ثلاثتهم عدا عن شهقاتها.. رباه كم بدت انثى بريئة، تثير غريزة كل رجل ليولجها الى جناحه ويحميها بكل ما يملك! وجهها الذي احمرّ وعيناها التي تلألأت بدموعها جعلتهما الاثنين يصمتان رغمًا عنهما..
لم تصدّق ان سند اخيرًا اتى.. عرفته من سيارته فهرولت مسرعة اليه حتى قبل ان يركن السيارة.. لمحت جهاد معه فانتظرته ان يخرج من السيارة ثم ارتمت في حضنه تبكي.. وكأنها فعلت ما فعلت لتفقده عقله.. شقيقته تبكي!
– ما خطبك قدر؟ هل انتِ بخير.
سألها سند بقلق وقد غادره غضبه واستوطن مكانه ذعره عليها.. لم ينتبه الى رسالتها الا عندما امسكت جهاد هاتفه وقرأت له رسالة قدر التي تخبره بها بالمكان وتطالبه بالقدوم اليها..
لم ينتبه لأي شخص وهو يهدهدها وكأنها طفلة صغيرة.. وكانت قدر كذلك دائمًا بالنسبة له.. قطعة من قلبه يحميها بكل ما يملك.. هدأت بعد هنيهات ليرفع رأسها ويسألها:
– لماذا تبكين؟
– ريس ورسلان هنا.
همست ببكاء ليتطلع حوله فيجد ريس يناظرهما بنظرات باردة بينما الاخر بابتسامة طيبة رغم الدماء التي تحيط جانب فمه..
ترك شقيقته لتعانقها جهاد وتفعل مثلما يفعل سند معها تمامًا.. فقدر حتى هي تحبها بسبب براءتها وطيبة قلبها..
اقترب سند وعيناه تنطق بالذي ينوي فعله.. وبالفعل ما ان وصل كان يرفع يده ليصفع ريس على وجهه فيمنعه بقبضة يده بينما يزمجر بتهديد:
– اياكَ يا سند! لا اريد ان اتشاجر معك.
دفعه سند بغضب ثم دون ان يأبه بتهديده كان يلكمه بغل لتترك جهاد قدر وتهرع اليهما كي تمنعهما عن جنونهما.. كاد ريس ان يرد الصاع صاعين لسند ولكن تدخل جهاد وعناقها لسند ردعه..
هتف سند وهو يبعد جهاد عنه برفق:
– لا اريدك ان تدنو من قدر يا ريس.. لنبقى كعائلة فقط والا صدّقني لن ارحمك.. قدر اهم من الجميع بالنسبة الي.. وصدقني انا اعرف سبب بكاءها في هذه اللحظة جيدًا.
ثم تطلع الى رسلان وقال:
– وانت الله معك.. لا نريدك لقدر.
————————
يتبع..