رواية غزلًا يوقده الرجال

الفصل التاسع عشر
يا ليتكِ ترسمين على نوافذي
أحرف من غزل الفجر..
وتعبثين برياحي بقبلات
ثغرك على خدّي الخشن..
يا ليتك تدركين ان همسك
هو الشجن.. وعطرك هو الشهد..
وتبقين تعزفين بناي أناملك
على جسدي ألحان امواج البحر..
يا ليتكِ فقط تحبينني كما أحبك
وانا ادري ان لا حب كحبي..
فكل ما يخصك سرمدي
لا يعرف الا الأزل والأبد..
———————
– لا!
كان هذا رد قدر على كلام ريس.. بقوة وإصرار.. اعترافه أثّر بها ولكنها ليست غبية لتكون دون كرامة وترضخ سريعًا لأعترافه لها بحبه.. اذا كان يحبها حقًا فيجب عليه ان يثبت عشقه لها.. يجب ان يقاوم ويحارب.. وحينها فقط ستكون معه راضية وسعيدة..
تأوهت قدر بألم حينما ضغط ريس على ذراعيها بقسوة وكأنه يريد سحقهما بعد ان ضغط على زر ايقاف المصعد بحركة سريعة..
دنى ريس بوجهه من وجهها وهمس بخشونة، لاهثًا:
– لا؟! لا يا قدر؟!

رفعت قدر رأسها بشموخ وهتفت:
– لا وألف لا! سأكرر لك جوابي ألف مرة اذا أردتَ يا ريس.
ثم حاولت تحرير يديها من قبضته فزاد ريس من ضغطه أكثر ليثبتها فأطلقت صرخة وجع:
– إتركني.. إتركني…

عقد ريس حاجبيه بغضب شرس يوازي الغضب النابض في حدقتيها وتساءل بجنون:
– لماذا لا؟ هل تحبين رجلًا غيري؟

كادت تسريحة شعرها ان تتدمر وهو يلصقها بجدار المصعد بهذه الطريقة فقالت بمحاولة عقيمة ان تهدأ وتهدئ الثور الهائج الذي يكبّلها بجسده:
– ريس إبتعد عني.. فشكلي سيتدمر هكذا ولا بد ان الجميع يتساءل عنا الآن.. لذلك انا أرجوك لا تدمر زفاف سند وسوف نتكلم…

قاطعها ريس صارخًا:
– وبماذا كل هذا يهمني؟ الآن فقط أجيبي وسأحررك.. لماذا ترفضينني؟

ردت قدر بعنف:
– لأنك لا تستحقني.. ولا تستحق ان أحبك.. من يعلم ربما تكون فقط تريد ان تحقق غايتك بإستسلامي مجددًا لك.. عاشقة حزينة منبوذة! تسير وراءك وتسخر منها! بإختصار يا ريس الجايد انا لا اثق بك ولا بحبك.. ولترتاح من كل هذه الجنون انا لم أعد احبك.. آجل اعترف انني كنت احبك ولكن الآن لا. لا. لا!.

لدهشتها وجدت ريس يطلق سراحها ويبتعد عنها مبتسمًا بسخرية وإستهزاء واضح ارعدا نوافذ قلبها المكلوم فضمت قدر ذراعيها الى صدرها قبل ان تسمعه يقول بهدوء ساخر يحمل في ثناياه الكثير والكثير:
– لا تحبينني! هل تريدين ان أصدقك؟
تحولت ملامحه الى الجدية التامة وهو يتابع:
– انتِ فقط تحبينني قدر.. وسأثبت لكِ ذلك وأعدك ان زواجنا سيتم قريبًا.. فتالله أكسر عظام كل من يدنو منك ويحاول ان يحتل مكانتي الخاصة في قلبك…
وبخفة إقترب منها وربت بأصبعه على خدّها بينما ينظر اليها بعينين قويتين جامدتين:
– على الرغم من انني متأكد وواثق انك لن تحبي رجلًا غيري ابدًا ولكن لا ضرر من التحذير وبعض التهديدات.
إبتسم ريس بوقاحة وهو يغمز لها قبل ان يهمس ويعيد تشغيل المصعد وسط جمودها التام:
– أعدك ان نلتقي قريبًا في مكان آخر، يختلف كليًا عن هذه الأجواء التي لا تناسبنا وأعدك انني حينها سأعاقبك بأكثر الطرق التواءًا وعجرفةً على ما تفوهتِ به.. وداعًا قدري!

راقبت قدر بسكون كالمخدّرة إنفتاح باب المصعد وخروج ريس الشامخ كواحد من أقوى ملوك التاريخ.. لا تدري في ايّ طابق هما الآن في الفندق ولا تريد ان تعرف.. فجلّ ما تريده هو العودة الى القاعة والتقاط انفاسها وخفقاتها التي بعثرها ريس بكلماته المجنونة..

بعد دقائق كانت تدخل الى القاعة بإبتسامة واهية تزيّن ثغرها فإقتربت منها والدتها التي كانت جالسة بجانب والدها وسألتها بشك:
– اين كنتِ؟

– سأخبرك لاحقًا.
ردت قدر بتنهيدة فإبتسمت سيلين بمكر وهزت رأسها موافقة.. عقدت قدر حاجبيها وهي ترى الخبث الذي يتألق بعيني والدتها الجميلة بشكل لا يُصدق بفستانها الأسود والذي زادها رشاقةً آسرة وبحجابها الفضي الذي يلتف حول وجهها بنعومة.. ثم هزّت قدر رأسها اخيرًا وقد إستجمعت بقاياها لتقسم ان تجعل ريس يشيب شعره بسبب ما تفعله به..

إبتسمت سيلين بفخر وهي تبصر القوة تشع من مقلتي صغيرتها قبل ان تزم شفتيها سريعًا حينما إقترب أدهم منهما وقال موجهًا سؤاله لها:
– هل ترقصين معي سيلين؟

– لا.. أرقص ما إبنتك.
هتفت سيلين بتجهم لتقول قدر بإندفاع:
– انا متعبة.. أرقصي مع زوجك أمي.

أمسك أدهم يد سيلين التي رمقت قدر بغضب ثم برقة جذبها الى ساحة الرقص وهمس لها:
– أم العريس يجب ان ترقص.

تشدقت سيلين بسخرية وهي تنظر الى عينيه الوامضتين بإعجاب:
– لنرقص اذًا.. انت تعرف كم تهمني المظاهر والا كنتَ ستكون الآن خارج الفندق تشتعل غضبًا وغيظًا.

ضحك أدهم وهو يحرّكها بمهارة بين يديه دون ان يعطيها المجال لتبتعد عنه ولو قليلًا.. ثم بصفاقة غمغم:
– انتِ تحلمين كثيرًا سلونتي.. ربما من الشوق والبعد!

إبتسمت سيلين بتهكم مرير:
– ربما.. من يعلم؟ قد تكون محق.
ثم تابعت بجدية:
– دعني مني ومنك.. بعد يومين يجب ان تعود قدر الى عملها.. فماذا قررتَ؟

– قدر ستعود ولكن انتِ ستبقين هنا.
قال أدهم بهدوء فرمقته سيلين بإستنكار وهتفت:
– لا بد انك تمزح! انا لن اترك إبنتي لوحدها في تلك البلدة مهما حدث.

التزم أدهم الصمت مع انتهاء الأغنية وإكتفى بجذبها والعودة الى طاولتهما فلم تعقب سيلين مؤقتًا فحديث مثل هذا لا يجب ان يتم في هذا الوقت وخاصةً في حفل زفاف ابنهما..

*****************
جذب عمر يد لونا التي منذ ان عرّفها على عائلته تبتسم للجميع ببهجة مؤثرة وخاصةً بعد ان اخبرهم انها ستكون قريبًا خطيبته..
وقفت لونا بجانبه تنظر الى جده ريس الذي سبق وتعرّفت عليه بل منذ فترة طويلة بينما تسمع عمر يتساءل:
– جدي هل رأيتَ اين ذهب ريس؟

تبرم ريس:
– وما ادراني ابن ذهب حبيب قلب جدتك.

ضحكت لونا وهي تتساءل بشقاوة:
– جدي هل تغار؟

– لا.. تركت الغيرة لعمورك.
رد ريس ضاحكًا بخبث فتأفف عمر وقال قبل ان يمسك يد لونا ويتوجه نحو الطاولة التي يجلس حولها والداه:
– هذا ما ينقصني الآن.. كنت بواحدة فقط وصرت الآن بأثنين.. جدي ولونا!

تطلعت سيلا بعدم رضى الى لونا وقالت:
– تعال عمر حبيبي وإجلس بجانبي.

– لونا إجلسي انتِ بجانب أمي.. أريد ان اتحدث مع أبي.
غمغم عمر فنهض ليث عن مقعده وإبتعد قليلًا بإبنه ثم سأله:
– ماذا حدث؟

– انا لا ارى ريس في القاعة وأخشى ان يكون وراء اختفاءه مصيبة ما وبالتالي سيدمر زفاف سند وجهاد.. وغير ذلك قدر لم تظهر الا قبل قليل.. لا اريده ان يتسبب بفضيحة أخرى وخاصةً في حفل الزفاف وانتَ تعرف جنون ريس جيدًا.. كما وانني اتصلت به عدة مرات ولكنه لا يرد.
رد عمر بجدية فقال ليث بهدوء:
– لا تقلق عمر.. انا أعرف ريس وواثق انه لا يخطط لتدمير حفل الزفاف بتهوره.. فهو لن يؤذي عائلته ابدًا.. ثِق بكلامي.

اومأ عمر بعدم راحة فإبتسم ليث بإستمتاع وهو ينظر الى سيلا العابسة ولونا التي تتحدث مع رين بمرح عفوي:
– لنعود قبل ان يتدمر حفل زفاف أختك حقًا ولكن بسبب شخص آخر.

ضحك عمر وقد فهم تمامًا ما يقصد والده ثم عاد ادراجه نحو لونا التي نهضت سريعًا وتشبث بيده، قائلة:
– عمر لنعود الى طاولتنا.

– دعيه يبقى هنا ولا تتدخلي بما يفعله كثيرًا.
هتفت سيلا بضيق فإبتسم عمر لوالدته وهمس لها بعد ان قبّل جبينها:
– أمي يجب ان تغاري على زوجك.. أنظري الى النساء كيف يتطلعن اليه.

رفعت سيلا رأسها بحدة نحو ليث الذي يتأملها بمكر فأخذ عمر لونا وتوجه نحو طاولتهما التي تضم اولاد غيث وآسر وحياة بالإضافة الى قدر..
مال ليث على اذن سيلا وغمغم بوعيد:
– تغارين على إبنك وأنا موجود! حسابك في غرفتنا يا سيلا لأعلمك حقًا كيف تغارين على رجل غيري.

مطت سيلا شفتيها بإنزعاج:
– إفعل ما تشاء في المنزل يا وقح ولكن حاليًا لا تتحرك من مكانك حتى أرى اي امرأة مجنونة هذه التي تتجرأ وتنظر اليك.

إرتفعت زاوية فمه بشبه ابتسامة خبيثة وقال:
– لا تغيّري الموضوع يا سيلا فحسابك سيكون عسيرًا في المنزل.. سيكون يعني سيكون.

حدجته سيلا بغيظ فقالت رين التي تراقبهما بإستمتاع:
– انا متشوقة لزواج عمر بتلك الفتاة الحيوية.. أدعو الله ان يتم الزفاف خلال الشهر القادم.

هزت ناي رأسها بيأس وقالت موجهة حديثها لغيث:
– رين تسبّب لي الصداع بثرثرتها لذلك سأذهب لأجلس مع أبي وأمي.
اومأ غيث لها ضاحكًا في حين رشقتها رين بنظرات مغتاظة حانقة..

*****************
إنتهى الزفاف وريس لم يظهر بعد.. لين وناي سألتا عنه الا انها لم تتجرأ وتخبرهما انها كانت معه.. على ما يبدو انه قد غادر الفندق بعد ان نطق بوعوده لها..
طمست قدر بصعوبة إضطراب خفقات فؤادها حينما نظر اليها غيث بتمعن ثم سريعًا ابتعدت عن مرمى نظراته لتقف بجانب عائلتها..

ودّعوا جميعهم اخيرًا سند وجهاد فصعدا الى جناحهما الخاص في الفندق وسط بكاء سيلا وسيلين..
وفي جناحهما الخاص تنهد سند بإرتياح فها هو حفل زفافه بجهاد قد تمّ دون ايّ مشاكل والحمد لله..
إنتبه سند الى الجمود المفاجئ الذي ظهر على وجه جهاد بعد ان دخولهما فإبتسم بإستهزاء:
– لم تنتهي ليلة زفافنا كي تعودي الى جمودك وقسوتك يا جهاد.

تطلعت جهاد اليه بحدة ثم غمغمت بقوة رغم توترها الملحوظ وإحمرار خدّيها:
– لا أريدك ان تلمسني.. فلا زلتُ لم أسامحك بعد.

زلف منها سند بخطوات بطيئة فاقمت من ارتباكها.. وبخفة كان يحيط ظهرها بذراعه ويميل برأسه نحو عنقها ليستنشق عبيرها بعمق شديدٍ بعثر تماسكها وأطاح بقلبها..
لم تكن جهاد قادرة لتبعده عنها او تبتعد فجسدها كله يؤلمها بسبب حركتها الزائدة التي أثّرت على إصاباتها التي لم تُشفى منها بعد فإتكأت مرغمة على صدره وهي تحسّ انها غير قادرة على الوقوف اكثر بسبب الألم الذي تكاد تبكي منه في ساقها بالإضافة الى الضيق والثقل التي تحس بهما في صدرها..

أحسّ سند بما تعانيه.. فمن ناحية تود ان تبعده عنها لتحافظ على صمودها وتعاقبه ومن ناحية اخرى هي مكبّلة بوهن جسدها وبالأحاسيس التي يثيرها هو بلمساته وقربه منها حدّ الإلتصاق..
فليقضي على معاناتها كليًا انحنى بخفة وحملها بين ذراعيه ثم سار نحو السرير ووضعها عليه بفستانها الأبيض الساحر لتتأوه جهاد بتعبٍ وتغمغم بلهاث يدل على مدى ارهاقها:
– لن تلمسني يا سند قبل ان أسامحك حقًا.. هل فهمت؟

إبتسم سند بإستمتاع وهو يقعد على طرف السرير بجانبها ثم احاط وجنتها براحته وقال:
– لا أعتقد انني سأفعل بوضعك هذا.. فبالتأكيد انا لا اريدك ان تصبحي معاقة حقًا والى الأبد!.. إنّ الإعاقات التي بكِ حاليًا تكفيكِ!

عبست جهاد بغيظ وتمتمت:
– لا أعتقد ان وجهك بحال أفضل مني.. إذهب وإلقي نظرة على نفسك في المرآة.. لا بد انك ستعاني من الكوابيس لأسبوع كامل بسبب لوحة وجهك الجميلة!

ضحك سند ملئ شدقيه:
– حسنًا.. دعيني اولًا أساعدك على فك أربطة هذا الفستان الجميل لتستحمي وبعد ذلك سألقي نظري على وجهي في المرآة.

– سأفعل لوحدي ولكن ساعدني لأدخل الى الحمام.
قالت جهاد بحنق ليبتسم سند ويحملها مرة اخرى، متساءلًا بعبث:
– الن تدفعي الفاتورة اولًا؟

– لست املك اي مال.. فإنت من ستتحمل نفقتي بعد الآن.
ردت جهاد بسخرية ليقهقه سند بمرح:
– انا لا احب التبذير.. ومنذ الآن اخبرك انني زوج بخيل.. فبدلًا من المال امنحيني قبلتين وبعد ذلك سأتحرك نحو الحمام.

بقوة من فلاذ كتمت جهاد ابتسامتها وقالت بعبوس زائف:
– لا اريد.. سأذهب لوحدي.. أنزلني.

تأمل سند وجهها بعينين عاشقتين عابثتين دون ان يعلّق فشعرت جهاد بحرارة شديدة تغزو وجنتيها لتبعد وجهها بخجلٍ وإرتباك الى الجانب الآخر وتهمس:
– أنزلني يا سند.. ستكسر ظهرك بهذه الطريقة وسنضطر حينها الى من يحملنا نحن الإثنين.

ضحك سند قبل ان يقول بهدوء:
– انظري اليّ.

تطلعت جهاد اليه بإنصياع غريب فتفاجأت بشفتيه تداهم شفتيها بقبلة مجنونة.. تشبثت بقميصه بقوة وهي تشعر ان عقلها مخدّر في هذه اللحظات البسيطة.. لا تشعر بأي شيء الا به.. يحملها بين ذراعيه ويقبّلها بشغفٍ ووله وهي تبادله دون ارادة منها..
إبتعد سند قليلًا وهمس بصوت إجش:
– هذه القبلة الأولى.

وقبل ان تستوعب ما قاله كان يقبّلها مرة اخرى.. بشغف أكبر ولهفة اعمق.. فلم تقدر على فعل ايّ شيء سوى الإستسلام لقبلته العاصفة وخفقات قلبه الهادرة.. كانت قبلة طويلة تختلف عن الأولى.. تتمنى ان لا تنتهي ابدًا.. قبلة جعلتها تنسى كل شيء عداه.. الام جسدها لم تعد تؤثر بها.. وعدها بالثأر لنفسها لم يعد يهمها.. لا شيء سواه.. فقط هو وعاطفته الساحرة..
وبعد دقائق غابت بها كليًّا في وكره عتق سند ثغرها بحاجة عارمة إلى الهواء وغمغم بعاطفة جيّاشة:
– هكذا يجب ان تكون الفواتير.. اطيّب من الشهد.. لا ترحم بحلاوتها ايّ احد!

أسندت جهاد رأسها على صدره وهمست ببحة صوت أسرته دون جهد في محرابها:
– لقد أجبرتني على دفع الفاتورة فخذني الآن الى الحمام.

إبتسم سند برضى وسار بها نحو الحمام.. وحينما أنزلها على الارض أمسكت جهاد بذراعه وهي تترنح قليلًا فإتسعت إبتسامته بغرور رجولي يليق به وبنعومة ثبّتها في حضنه وقال بشقاوة:
– لم اكن ادري انني سأجعلك تترنحين الى هذا الحد بثمالة فقط بسبب قبلة… مذهلة!

ختم ما قاله بغمزة جعلتها تتمنى ان تختفي في التو من امامه.. ولكن تبًا لجسدها الضعيف!
زفرت جهاد ثم غمغمت بعد ان إستجمعت شتاتها:
– أخرج يا واثق لكي أستحِم.

ضحك سند بنعومة قبل ان يدير جسدها ويحلّ أربطة الفستان بمهارة رغم تأثره بقربه منها فلم تنبس جهاد ببنت شفة فهي على ايّ حال لن تقدر على فك أربطة الفستان لوحدها..
وبعد ان انتهى وضع سند قبلة على ظهرها ثم إبتعد هامسًا:
– عسى ان يلهمني الله بعض الصبر لأقاوم كل هذا الجمال الى ان تُفرج عليّ.

ضحكت جهاد وهي تراه يخرج من الحمام بقلب متقد من شدة تأثره بهذا الكائن الساحر ثم هزت رأسها وهي تتوعده ان تخرج له بوجه بارد عكس كيفما دخلت..

****************
منذ ان غادرا بسيارته ولونا تثرثر وتثرثر دون ان تسكت ولو لدقيقة.. كانت تبدو فرحة بطريقة مؤثرة جدًا.. عيناها لامعتان ووجهها أحمر ككتلة من البراءة والشقاوة.. خصلات من شعرها الاحمر القصير تحيط بجانبي وجهها فتزيد من إحمرار وجهها أكثر.. متوجهة كالألماس النادر وهو بالكاد يبعد عينيه عنها ويركز بالطريق امامه خاصةً وهي ترتدي اللون الذي يحبه! اللون الخمري!

ركن عمر سيارته بجانب منزلها فترجلت لونا من السيارة وفعل هو المثل.. إبتسمت لونا وهي تمسك مرفقه بعفوية:
– لقد كان حفل الزفاف رائعًا.

– قريبًا ايضًا سيتم حفل زفافنا انا وانتِ.
قالت عمر بإبتسامة خفيفة فتنهدت لونا وغمغمت بدلال:
– سيكون اجمل يوم بحياتي عمورتي.

– بالتأكيد سيكون كذلك بما انك ستتزوجينني.
رد عمر بغرور فضحكت لونا ثم قالت بعبوس:
– ولكنني اريد ان يكون وجهك بحال سليم لا كحال وجه عريس اختك.. وانا سأكون بكامل نشاطي ان شاء الله.. انت لا تعرف بأي بصعوبة كتمت شهقتي وانا أُسلّم عليهما.. والله احسست بالفزع!

ضحك عمر ساخرًا:
– بالتأكيد ستخاف الطفلة البريئة.

– لا اشعر انني بريئة كما تقولون لي جميعكم.
غمغمت لونا بتبرطم فهتف عمر بتهكم:
– بالتأكيد لستِ بريئة.. انتِ تتصرفين كالشياطين بجنونك وغباءك.. اعانني الله على هذه المصيبة التي أبتليت بها.. هيّا أدخلي الى منزلك لأغادر.

– أجمل إبتلاء وأجمل مصيبة انا.
ردت لونا بغرور وثقة فضربها عمر بخفة على رأسها وقال:
– هيّا أدخلي الى منزلك أيّتها المصيبة الواثقة بنفسها.

– تعال معي أولًا لتلقي السلام على والدتي فهي تريد ان تراك بعد ان اخبرتها انك تريد الزواج بي.

– بعد يومين سوف القي عليها السلام كما يجب فجهّزي لي وجبة طعام دسمة ولتكن من يديك.. فأنا اريد ان اعرف اذا سوف اموت جوعًا بعد ان اتزوجك ام لا.. ولا تنسي أهم شيء النظافة.. معكِ يومين لتنظفي منزلكم جيدًا.. اريده ان يبرق من شدة نظافته.. فزوجة عمر الجايد ليست اي زوجة!
قال عمر متبجحًا بحاجبين مرفوعين فرمقته لونا بإستهجان وهتفت:
– عليك ان تشكر الله الف مرة اذا إبتسمت لك فقط بهذا اليوم لا طهوت.. وغير ذلك ايها الأحمق، انا اعتقد ان هذه الكلمات يجب ان تقولها الحماة لا العريس!

إبتسم عمر بخبث:
– انا العريس وأم واب العريس… انا كل شيء حبيبتي.. ولذلك سأتابع كل صغيرة وكبيرة بكل الأدوار.. فيتوجب عليكِ ان تعملي بمهارة.. وصحيح انا أحب ورق الدوالي (ورق العنب) كثيرًا فجهزي يديك منذ الآن.

– هذا لا يعنيني.
ردت لونا بلا مبالاة فبعثر عمر شعرها بخفة وقال:
– يجب ان تفعلي.. ولا تنسي ان تكون طاولة الطعام مرتبة بشكل جميل.

– هل تراني محققة للأحلام سيد عمر؟ إذهب وأطلب هذه الأشياء من والدتك او جدتك.. هيّا غادر.. رأسي سينفجر بسببك.
هدرت لونا بغضب مُحبّب فضحك عمر، مغمغمًا:
– سأغادر ولكن لا تنسي اي كلمة قلتها.. أدخلي الآن.

*****************
عانقت قدر والدتها التي لا تزال متأثرة بزواج سند بحب شديد فتشبثت سيلين بها بقوة لم يفهمها احد غير ادهم.. قوة تخبره بوضوح انها لن تترك ابنتها تسافر لوحدها ابدًا مهما حدث..
قال أدهم بهدوء:
– قدر.. والدتك هذه المرة لن ترافقك.

إنتفضت سيلين بشراسة، مبتعدة عن حضن قدر..
– بل سأرافقها يا أدهم.. إما ان اغادر معها وإما ان لا تغادر قدر ابدًا فسأبقى انا ايضًا.. انا سأبقى مع إبنتي.

– انتِ ستبقين معي يا سيلين.
هتف ادهم بجدية وإصرار فصرخت سيلين بعصبية:
– وانا اريد ان ابقى مع قدر.. إبنتي أهم من العالم كله.

– أمي لا بأس اذا غادرتُ لوحدي.. فأبي بالتأكيد يحتاجك.
غمغمت قدر برغبة عارمة في البكاء.. خائفة ان يتشاجرا والدها وهي لوحدها معهما.. لم تعد تفهم سبب إصرار والدها على عودتها الى تلك البلدة فلا بد ان جميعم لم يعدوا يفكرون بفضيحة إختفاءها لليلة كاملة مع ريس..

– لن تغادري دوني.. لن أقدر على تركك لوحدي.
هدرت سيلين بقوة ثم تطلعت الى ادهم وصاحت بإستهجان:
– لا أفهم كيف يطاوعك قلبك ان تترك ابنتك في بلدة تبعد عن هذه المدينة الاف الكيلومترات! لا وايضا تريد مني ان اتركها لوحدها هناك! مع خالتك التي قد تسأل عليها وقد لا تسأل.. لن افعل يا ادهم شئت ام أبيت..

إقتربت قدر من والدتها لتهدئها ودموعها تكاد تنهمر على وجهها:
– امي ارجوك اهدأي.. انا لستُ طفلة وسوف أزوركم في نهاية كل أسبوع.

– لا قدر.. ستسمعين كلمتي انا.. هل فهمتِ؟
هتفت سيلين بحدة فإنسابت دموع قدر وهي ترجو والدها بعينيها ان يهدأ ولا يرد على كلمات والدتها الغاضبة..
زفر أدهم بضيق وقال:
– إصعدي إلى غرفتك يا قدر.

– أبي انا…
قاطعها أدهم بحزم:
– إصعدي الآن.

إبتعدت قدر عن والدتها برضوخ ثم غمغمت برجاء باك:
– انا أتوسلكما ان لا تتشاجرا.. على الأقل بسبب حفل زفاف سند الذي انتهى قبل ساعة فقط.

تركتهما قدر وصعدت الى غرفتها وهي تتمنى لو ان سند موجود.. تكره هذه المشاكل وتخافها بجنون والآن تشعر انها سبب هذه المشاكل وهي تختنق حقًا.. سند كان دومًا يحتوي خوفها ويهدئ من روعها بعطفه ولكنه ليس موجودًا الآن وبالتأكيد لن تتصل به في ليلة زفافه وتخبره انها بحاجة اليه..

أمسكت قدر بهاتفها تحاول ان تشغل نفسها بأي شيء.. ولو كان ريس وجنونه فالمهم ان لا تفكر بماذا يدور في الأسفل بين والديها وإلا ستنهار.. وكأن الله ارسله لها فور ان فكّرت به فها هي رسالة منه تصلها على الهاتف.. رسالة وقحة مغيظة من رجل يستحق الضرب!
“آه لو تعرفين كم انتظر ليلة زفافنا.. ليلة سعيدة قدري بما انها ليلة زفافنا.. ولا تنسي ان تقبّلي شاشة هاتفك بسبب هذه الكلمة (أحبك)”

إبتسمت قدر رغمًا وسط بكاءها وهمست:
– أكاد أقسم إنك مجنون يا إبن الجايد.. ولكنني أحتاجك الآن وإلا سأفقد عقلي من شدة توتري وقلقي.

بأصابع سريعة ردت قدر على رسالة ريس وهي تدري ان حديثها معه سيجعلها تنسى كل شيء عداه..
“إنت وقح وأحلامك واسعة.. لا ترسل المزيد من الرسائل”…

*****************
في الأسفل..
إقترب أدهم من سيلين التي تحدجه بنظرات غاضبة ثم قعد بجانبها بجانبها على الأريكة وقال بهدوء:
– تعلّمي ان لا تدعي ايّ شجار يتم بيننا أمام الأولاد.. لقد أخبرتك بذلك اكثر من مرة.. مهما كان الموضوع يهمك ويغضبك يتوجب عليك الإنتظار الى ان نكون لوحدنا.

– لا تعطني المحاضرات الآن.. قدر لن تغادر.
هتفت سيلين بحنق فتأفف أدهم محاولًا ان يتمالك أعصابه..
– قدر ستغادر يا سيلين.. لقد قسمتُ ان تغادر وستفعل.. وانتِ ستبقين معي لأنني بحاجتك.

– وإبنتي تحتاجني وأنا أحتاجها بجانبي.
تمتمت سيلين بقوة فتشدق أدهم:
– تتحدثين وكأنني سأحرمك منها الى الأبد.. قدر ستبتعد فقط لشهر الا في حال كانت لا تريد العودة.. وبإمكانك الذهاب إليها في أي وقت وبإمكانها ان تزورنا في أي وقت.. إعتبري انها قد تزوجت فلا بد انها ستفعل قريبًا.. بالإضافة الى ذلك خالتي ستعتني بها وستنام برفقتها معظم ايام الأسبوع فانا تحدثت معها اليوم.

قالت سيلين بعناد:
– لا أريد.. انا لست موافقة.. قدر ليست سند فهي تتأثر بسرعة.. انا سأبقى خائفة عليها بينما انت رجل كبير لا يوجد اي سبب يجعلني اخاف عليك واقلق بشأنك بقدرها.

إبتسم أدهم بمكر:
– بل يوجد فأنا رجل وأحتاجك الى جواري.. أحتاج حضن زوجتي.. طعام زوجتي.. دلال وإهتمام زوجتي.. نكد زوجتي.. صراخها وعنادها.. هل فهمتِ كم احتاجك يا سيلين؟

ردت سيلين بتجهم:
– لا.. لم أفهم فأنا قد غبت سابقًا عن المنزل وحينما عدت رأيت كم كنت متأثرًا بغيابي سيد أدهم.. لدرجة ان وزنك قد ازداد!

ضحك أدهم قبل ان يقول بجدية:
– سيلين انا كنت أمر بعدة ضغوطات.. سند.. قدر.. العمل.. وأنتِ.. والعائلة.. وانتِ تعرفين كيف تؤثر عليّ هذه الضغوطات وخاصة ان الجو كان معظم الأوقات مشحونًا سواء بيني وبين غيث.. أو بيني وبين قدر.. بالإضافة اليكِ انتِ.. بدلًا من ان تفهميني بهدوء تغضبين وتثورين كالعادة وهذا لا ينفع ابدًا!

مطت سيلين شفتيها بعدم رضى ثم نهضت وقالت:
– انا صاعدة الآن لأنام.. سأفكر بتبريراتك غدًا.

******************
في صباح اليوم التالي..
إتصلت لين بهيرمان وأخبرته انها ستذهب الى منزل جواد وريما لتتحدث معهما عن علاقته بمها فتحفزت حواس هيرمان كلها وطلب منها ان تخبره بكل ما سيحدث.. وبعد ان انهت المكالمة توجهت نحو ريس وغمغمت بدلال:
– حبيب قلبي ريسي لنذهب الآن لزيارة شقيقك ونخبره عن رغبة هيرمان بالزواج من مها.

– فقط وقت المصالح اكون حبيب قلبك.
تمتم ريس بحنق فضحكت لين وقبّلت خدّه ليردف:
– ألم تجد حفيدة جواد احد من شبابنا تحبه كي تقع في حب هذا الألماني الأبله؟ عائلة مجنونة فعلًا!

زمت لين شفتيها ثم هتفت بتهديد:
– لقد وعدتني ان تساعدهما فلا تغيّر رأيك الآن والا ستندم يا ريس.

إبتسم ريس بإعجاب ساخر:
– وكيف ستجعلينني أندم يا زوجتي المصون؟

هزت لين كتفيها وغمغم:
– انت تعرف كيف يا روح لين.
إستطردت وهي تحيط وجنتيه براحتيها، ملقية كل سحرها عليه بنظراتها ولمساتها:
– لنغادر الآن حبيبي وأعدك ان اكون كالرجل الآلي افعل كل ما تريده ولكن بشغف بعد ان نعود.

إبتسم ريس بمكر ثم قال:
– إنتظري.. اين الهاتف لأسجل صوتك؟

قهقهت لين قبل ان تسبل اهدابها وتهمس بنعومة تدري مدى تأثيرها عليه:
– أقسم لك حبيبي.. لستَ بحاجة لأي شيء تسجل به صوتي.

– لنذهب.. فكل هذه القضية لا تهمني الا بسببك.
قال ريس بخنوع فضحكت لين ثم قضمت وجنته بشقاوة..
– أحبك يا قلب لين.. هيّا لنغادر.

******************
قرّرت قدر ان تزور الجميع قبل ان تغادر المدينة برفقة خالة والدها وإبنها في المساء.. لقد إرتاحت بعد ان اخبرها والدها صباح اليوم عن إقناعه لوالدتها ورضوخها اخيرًا لقراره فهي لا تريد ان تفرّق بين والديها فربما البعد سيؤثر أكثر على علاقتهما ويدهورها.. كما وان والدها أخبرها انها اذا لم تتأقلم هناك لوحدها فلا تتردد بالعودة..

اخذت قدر نفسًا عميقًا قبل ان تطرق باب منزل غيث وناي.. لحظات وكان الباب يُفتح وقمر تعانقها وكأنها لم تراها ليلة البارحة على الإطلاق!
إبتسمت قدر وهي تسير الى الداخل، متمنية ان يكون ريس في المنزل حتى تودعه هو الآخر..
سلّمت على غيث بخجل وتوتر يجتاحها منذ عدة ايام بسبب نظراته المتمعنة لها ثم فعلت المثل مع ناي التي قالت:
– لقد أخبرتني قمر انك ستغادرين في المساء مرة أخرى.

– هذا صحيح ولذلك اتيت لأراكم قبل ان اغادر.
ردت قدر بإبتسامة هادئة فتساءل غيث:
– ومتى ستعودين مرة أخرى؟ ليس زيارة وانما الى الأبد.

– وفقًا لتخطيطات ابي الشهر القادم ولكن قد أعود قبل او قبل.. سنرى على أيّ حال.
اجابت قدر بثبات إضمحل كليًا وهي تسمع صوت ريس الذي يبدو انه لتوه إستيقظ:
– أمي.. أين وضعتِ سترتي الجلدية؟
إنتبه ريس لوجودها فطار أي اثر للنعاس من عينيه وأردف بعبث:
– يا عيني على هذا الصباح الجميل.. ماذا تفعلين هنا؟

رمقه غيث بنظرات ساخطة وردّ بدلًا منها:
– أتت لتودعنا قبل ان تغادر وترتاح منك.

تخضبت وجنتاها وريس ينظر اليها بعجرفة دون ان يكترث لنظرات الجميع لهما.. ثم شهقت وهي تسمع ريس يقول بثقة ووقاحة:
– اعتقد انها يجب ان ترتاح قليلًا مني قبل ان تصبح زوجتي.. اليس كذلك أيتها الجميلة؟

– ريس!
هدر غيث بعصبية في حين إبتسمت ناي برضى وضحكت قمر بمرح.. قهقه ريس ثم قال بمزاج رائع:
– نعم يا تاج رأس إبنك ريس.

– أصمت.
أنّبه غيث بحنق وسط ضحكات زوجته وإبنته وخجل قدر الواضح منه على وجه الخصوص..
غمغمت قدر بتوتر:
– انا سأغادر اذًا.. فيجب ان ازور آسر ايضًا.

– إجلسي يا قدر براحتك.. اذا اردتِ ان اطرد هذا الثور فسأفعل.
قال غيث بجدية فإبتسمت قدر وهزت رأسها نافية:
– لا، انا حقًا يجب ان اغادر.. فهناك بعض الاشياء التي يجب ان اقوم بفعلها قبل ان اغادر.

– لا تنسي أي شيء كي لا تزعجينا مرة اخرى قبل عودتك الى منزلي نهائيًا.
قال ريس بسماجة فزمت قدر شفتيها بغيظ وخجل وقالت قبل ان تستقيم واقفة:
– شكرًا لك.. سأغادر الآن.

*****************
في المساء..
عانقت قدر والدتها الباكية وهي تحاول بصعوبة ان تردع دموعها من الفيضان على خدّيها.. وبعد دقائق إبتعدت عنها لتعانق والدها وهي تغمغم برجاء:
– أرجوكما لا تتشاجرا ابدًا.. وإهتما ببعضكما البعض.

– لا تقلقي وإعتني فقط بنفسك.. ولا تنسي ان تتصلي بنا فور وصولك الى المنزل.
قال أدهم بجدية وحنو فإبتسمت قدر:
– ان شاء الله.. عانقا سند وجهاد بدلًا مني فور ان يتاح لكما ان تراهما.

– سنفعل حبيبتي.. ركّزي في الطريق وإتصلي بي دائمًا يا قدر.
هتفت سيلين ببكاء لتضمها قدر مرة أخرى بحب وتهمس:
– لا تقلقي سأتصل بك وأوصل لك أخر الأخبار بشكل فوري.

اومأت سيلين بإبتسامة ثم تطلعت الى خالة ادهم وابنها وقالت بتوسل:
– أرجوكما ان تهتما بقدر.

ودّعتهما قدر أخيرًا ثم صعدت الى سيارتها وإنطلقت وراء سيارة ابن خالة والدها.. وبينما هي في الطريق دوى رنين هاتفها فردت دون ان تلقي نظرة على شاشة الهاتف لتعرف من المتصل:
– مرحبا.

– الف مرحبا حبيبتي.. انا في الطريق وراءك.. أخبرتك انني وراءك وراءك.
قال ريس بإستمتاع لتصرخ قدر بذهول:
– ماذا؟! عد ادراجك الآن يا مجنون ولا…

قاطعها ريس بحدة:
– لا تنفعلي كي لا تتسببي لنفسك بحادث سير.. ولا تتعبي نفسك فأنا لن اعود الا معك وفقط ليتم زواجنا.
إبتسم بخبث وتابع:
– جدتي لين ستجعل الجميع يوافق على زواجي بك بعد ان نعود قدر.. وأخيرًا ستدخلين الى عريني يا قطة.

————————–
يتبع..

 

error: